logo
تدمير التراث الثقافي للعراق وسورية كوسيلة لحرمان الشعوب من هويتها الوطنية

تدمير التراث الثقافي للعراق وسورية كوسيلة لحرمان الشعوب من هويتها الوطنية

موقع كتاباتمنذ 5 أيام

خاص: كتب- مشعل يسار:
قدم مؤخرًا كل من الباحثان الروسيان؛ 'أولغا بافلوفنا بيبيكوفا'، دكتورة في التاريخ، باحثة أولى، معهد الدراسات الشرقية، الأكاديمية الروسية للعلوم، و'إيرينا يورييفنا جيلينا'؛ دكتورة في التاريخ، باحثة أولى، معهد المعلومات العلمية حول العلوم الاجتماعية، ‏الأكاديمية الروسية للعلوم‎ .‎دراسة هامة جدًا حول تدمير التراث الثقافي والأثري للعراق وسورية؛ سواء على أيدي الاستعمار الأميركي المباشر أو عن طريق جماعات إرهابية وكيلة مثل تنظيم (داعش)، نشرتها مجلة (ملامح التحولات العالمية: السياسة، الاقتصاد، القانون).. وتعيد (كتابات) تقديمها في بضعة أجزاء للقاريء العربي تباعًا، نظرًا لما جاءت به من معلومات موثقة وراصدة بغاية الأهمية والإفادة…
واجهت الحضارة الإنسانية على مر تاريخها سرقة القيم الثقافية، بل التدمير الكامل للممتلكات الثقافية. ولم تكن العقود ‏الأولى من القرن الحادي والعشرين استثناءً. خلال هذه الفترة، ونتيجةً لتفاقم الوضع الجغراسياسي، ازداد عدد النزاعات العسكرية ‏المحلية، ولم يقتّصر ضحاياها على البشر فحسّب، بل طالت القيم الثقافية أيضًا. في إطار العملية العالمية لـ (الإنتربول) و(اليوروبول) ‏و'منظمة الجمارك العالمية' وحدها، عُثر على أكثر من 19.000 قطعة أثرية سرقتها شبكات إجرامية في الدول ‏المتحاربة من المتاحف وغيرها في 103 دول. وتُقدم هذه العملية صورة واضحة عن حجم الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية. و‏تتراوح القيمة التقديرية لهذه التجارة بين بضعة ملايين ومئات الملايين من الدولارات.
بعد الحرب العالمية الثانية، اعتُمدت عدة وثائق ‏دولية تُحدَّد الوضع القانوني للممتلكات الثقافية، ووُضعت تدابير لمنع تداولها تداولًا غير مشروع، وأهمها 'اتفاقية اليونسكو' بشأن وسائل ‏حظر ومنع استيراد وتصدير ونقل ملكية الممتلكات الثقافية بطرقَّ غير مشروعة؛ (المشَّار إليها فيما يلي باسم الاتفاقية)، التي ‏اعتُمدت عام 1970. وهي أول صك قانوني دولي لحماية التراث الثقافي في زمن السلم. وقد وقّعت على الاتفاقية حتى الآن ‏‏140 دولة. واتسمت بداية القرن الحادي والعشرين بتدمير حركة (طالبان)؛ عام 2001، تمثالين عملاقين لـ'بوذا'؛ (يبلغ ارتفاع ‏أحدهما 54 مترًا)، في 'وادي باميان' (أفغانستان)، اللذين شُيّدا قبل أكثر من 15 قرنًا. وكان تدمير هذه المعالم البوذية الأكثر أهمية ‏في أفغانستان، وهو أول عملٍ ظاهري لتدمير المعالم في الألفية الجديدة، بمثابة ذريعةٍ لـ'إعلان اليونسكو بشأن التدمير المتَّعمد ‏للتراث الثقافي' (تشرين أول/أكتوبر 2003)‏‎.
الأضرار الناجمة عن وجود القوات الأميركية في العراق
تسبب غزو العراق من قبل القوات الأميركية وحلفائها عام 2003؛ في أضرارٍ جسيمةٍ للتراث الثقافي لهذا البلد. عشية ‏الغزو، حذّر الدكتور 'دوني جورج'؛ رئيس اللجنة الوطنية العراقية للتراث الثقافي، من أن الأميركيين يُريدون الاستيلاء على: 'ليس فقط ‏نفطنا، بل تاريخنا أيضًا'، لكن زملاءه لم يتخيلوا حتى أنه يمكن أن يكون ممثلو 'الغرب المسَّتنير' لصوصًا.
ووفقًا لـ'هيئة الإذاعة ‏البريطانية'؛ (بي. بي. سي)، لجأ علماء الآثار ومديرو المتاحف وخبراء الشرق الأوسط، خوفًا من أن تُلحق الحرب أضرارًا بالآثار ‏القديمة، إلى ممثلي (البنتاغون) طالبين ضمان حماية الآثار والحفريات الأثرية. ومع ذلك، في نيسان/إبريل 2003، استقر الجيش ‏الأميركي في أراضي 'بابل' القديمة*، حيث تمركز حوالي 6000 جندي وأكثر من 300 مركبة مدَّرعة على مساحة 4 كيلومترات ‏مربعة.
وأفاد شهود عيان بدخول شاحنات فارغة أيضًا إلى المنطقة. وقد استُخدمت لاحقًا لنقل القطع الأثرية المسروقة. وظلت ‏القاعدة العسكرية الأميركية؛ (حصن بابل)، قائمة حتى تشرين أول/أكتوبر 2003.
[*بابل هي واحدة من أكبر المدن في العالم من ‏حيث المساحة. تاريخٌ عريق، تقع على بُعد 88 كيلومترًا من بغداد، وهي مُدرجة على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي].
هنا، على ‏أرض مُجمّع المتحف، نُظّم مهبطٌ للطائرات المروحية، مُغطّى بالقطران؛ وكان لاهتزازات مراوحه تأثيرٌ سلبيٌّ على أسوار المدينة ‏الأسطورية القديمة. وكانت الدبابات الثقيلة تسيّر على طول الرصيف المُشيّد قبل 2600 عام. وهذا هو نفس زقاق المواكب، الذي ‏كتب عنه هيرودوت: '… الطريق المُقدّس الذي كان يمتد من الشمال عبر بوابة عشتار الشهيرة إلى المدينة الداخلية… وعلى ‏طوله… كانوا يحملون تماثيل الآلهة'.
قال شهود عيان إن الجنود الأميركيين راحوا في عام 2003 يتجوّلون في أروقة المتحف كما ‏لو كانوا في سوبر ماركت، ويأخذون ما يحلو لهم. والمُثير للدهشة أنهم كانوا يعرفون أين وماذا يأخذون، إذ كانت بحوزتهم ‏مُخططات المتحف، بما في ذلك المخازن، بالإضافة إلى مُعدّاتٍ لاقتحام منشآت التخزين، التي طُرد منها جميع الموظفين مُسبقًا. ‏
وبعد مغادرة الأميركيين، عثر السكان المحليون على قصاصاتٍ من أدلةٍ وخرائط منشورة في الولايات المتحدة. وبالتالي، أصبحت ‏'بابل' موقعًا للجيش الأميركي. تم اختيار القاعدة مسبقًا. وبعد مغادرة الأميركيين، سجل 'جون كورتيس'؛ خبير المتحف البريطاني في ‏لندن، جميع الأضرار والخسائر في تقرير خاص. وذكّر العالم أن المتحف تعرض لأضرار لا يمكن إصلاحها، وأن الجنود ‏الأميركيين والبولنديين هم المسؤولون.
وخلص 'كورتيس' إلى أن معظم الأضرار كانت متعمدة. لنتذكر أن الأميركيين قادوا دبابات؛ ‏‏(وزنها أكثر من 60 طنًا)، على طول الرصيف القديم. وردًا على ذلك، صرحت القيادة الأميركية نفاقًا بأن مهمة الأميركيين في 'بابل' ‏كانت: 'حماية الكنوز التاريخية من اللصوص'.
يعتقد 'عبد الجعفر'؛ عالم الآثار العراقي الذي قاد ترميم 'بابل' في التسعينيات، أن ‏الأميركيين وضعوا لأنفسهم مهمة تدمير ما تبقى من حضارة بلاد ما بين النهرين. ويدّعي أن 'العراق' استقطب علماء آثار أميركيين ‏منذ زمن طويل، وقد أرسلوا بعثاتهم الأثرية مرارًا وتكرارًا إلى هذه البلاد. ويرى أن الأميركيين دمروا ما يُقارب 15 ألف موقع تاريخي ‏في العراق.
إن استهتار الجانب الأميركي بمسألة سرقة القطع الأثرية واضحة. وكما قال 'أشتون هوكينز'؛ رئيس المجلس الأميركي ‏للسياسة الثقافية، فإن: 'التشتيت المشروع (نقل القطع إلى مجموعات خاصة – ملاحظة المؤلف)، للمواد الثقافية في السوق هو أفضل ‏طريقة لضمان الحفاظ على الكنوز'.
يُذكر أن الولايات المتحدة انسحبت من (اليونسكو) عام 2018. وقد حددت لجنة خاصة تابعة ‏لـ (اليونسكو) لتقييّم الأضرار التي لحقت بـ'بابل' الخسائر الناجمة عن استخدام المعدات العسكرية، بالإضافة إلى حفر خنادق بطول 60 ‏مترًا مباشرة في مواقع التنقيب، واستخدام القطِران كمهابط لطائرات الهليكوبتر، وما إلى ذلك. وسرعان ما بدأت القطع المسروقة ‏بالظهور في سوق التحف. ففي عام 2008، سُحبت أقراط ذهبية فريدة عُثر عليها أثناء عمليات التنقيب في 'نمرود'، عاصمة ‏الآشوريين شمال العراق؛ (التي باتت مدمرة الآن بجهود مشتركة بين الولايات المتحدة وداعش*)، من المزاد في اللحظة الأخيرة في ‏(دار كريستيز-‏Christie's)‏ للمزادات في نيويورك. واندلعت أكبر فضيحة في خريف عام 2012، بعد نشر شهادة مترجم راقب ‏بنفسه تحميل صناديق تحتوي على أرشيفات يهود العراق على متن طائرات نقل أميركية. ويعود تاريخ معظم الوثائق القيّمة من ‏مجموعة الجالية اليهودية في العراق إلى فترة السّبي البابلي؛ (القرن السادس قبل الميلاد). وقد طالبت الحكومة العراقية بإعادة الوثائق ‏المسروقة. لكن، وفقًا للمترجم، يُطالب الأميركيون: 'بالسماح لهم بالإبقاء على الأرشيف لفترة غير محددة للبحث والفحص'.
وطُرحت ‏الحجج نفسها فيما يتعلق بإعادة 10 آلاف (!) قطعة أثرية تاريخية اكتُشفت في ربيع عام 2013 في جامعة كورنيل (‏‎(Cornell ‎University) ‎، مدينة إيثاكا، ولاية نيويورك). ونُقلت وثائق تتعلق بالإبادة الجماعية للأرمن في أوائل القرن العشرين من الموصل ‏إلى الولايات المتحدة. كما نُهِب المتحف الوطني العراقي في حي علاوي الحلة ببغداد، والذي أُنشيء عام 1923 على يد 'جيرترودا ‏بيل'؛ (جيرترودا بيل 1868-1926، عالمة آثار وكاتبة وضابطة استخبارات بريطانية. شاركت في رسم الحدود الحديثة لعدد من ‏الدول العربية)، التي كانت تأمل أن تُساعد المجموعات التي جُمعت العراقيين على التعرّف على ثراء تاريخهم وتحقيق هويتهم. في ‏نيسان/إبريل 2003، خلال المعارك في بغداد، غادر المتحف موظفوه؛ ونتيجةً لذلك، اختفى حوالي 15 ألف قطعة أثرية من المتحف، ‏كثيرٍ منها لا يُقدّر بثمن. لاحقًا، أشار مؤرخو الفن العراقيون إلى أنه خلال فترة وجود الجيش الأميركي في العراق، كانت البعثات ‏التي قادها 'متخصصون' أميركيون تتوالى على البلاد. وبعد 'حفرياتهم'، لم يبقَ سوى حفر فارغة.
كتب 'ج. كورتيس'؛ في تقريره عن ‏تدمير 'بابل'، أن من المستحيل تقيّيم الأضرار: 'نظرًا للقيمة الباهظة للآثار المفقودة'. وتدعم تقييّمات (اليونسكو) وخبراء معتمدين في هذا ‏المجال الحقائق المذكورة حول الأضرار التي لحقت بالتراث الثقافي العراقي. ويُضاف إلى ذلك رفض إعادة المقتنيات الثمينة التي ‏نُقلت إلى الولايات المتحدة بذرائع واهية إلى العراق.‏‎ ‎

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«الصحوة» والوعى بحقيقة الصراع!محمد السعيد إدريس
«الصحوة» والوعى بحقيقة الصراع!محمد السعيد إدريس

ساحة التحرير

timeمنذ 28 دقائق

  • ساحة التحرير

«الصحوة» والوعى بحقيقة الصراع!محمد السعيد إدريس

«الصحوة» والوعى بحقيقة الصراع! د. محمد السعيد إدريس إذا كان خيارنا فى مواجهة التحديات والمخاطر، التى وصفناها بأنها «استئصالية» لوجود الأمة العربية بأقطارها المختلفة، من خلال السعى إلى تفكيكها وإعادة تقسيمها إلى دويلات هشة وضعيفة عرقية ودينية وطائفية، بما يعنيه ذلك من استئصال لهويتها العربية، ناهيك عن مشروع استئصال مرتكزاتها الحضارية المتجذرة فى دينها الإسلامى، بالعمل على استبداله بدين آخر تلفيقى يسمونه «الدين الإبراهيمى»، فإن هذا الخيار يستلزم تبنى خيار المواجهة مع تلك المخاطر والتحديات المتضمنة فى المشروع الصهيونى – الأمريكى بأبعاده الاستعمارية والإمبريالية، وبأبعاده الدينية المتخفية فى أطروحات الحضارة الغربية. وإذا كان خيارنا مع هذا المشروع الصهيونى – الأمريكى هو «خيار مقاومة» وليس «خيار مهادنة» أو «خيار استسلام»، فإن المواجهة تكون بالعمل على تأسيس مشروع للمواجهة يكافئ ويوازن المشروع الصهيونى – الأمريكى، ويعمل فى الاتجاه المعاكس، والوعى أولاً بأن هذا المشروع الذى يجب أن يكون مشروعاً نهضوياً للأمة يرتكز على أسس حضارية وهوية عربية – إسلامية، والوعى ثانياً بأن الصراع أضحى «صراع وجود» إما أن ينتصر المشروع الصهيونى – الأمريكى ويعلى من وجوده وسطوته على أنقاض وجودنا نحن كدول عربية وكأمة وكمرتكز حضارى عربى – إسلامى، وإما أن ننتصر نحن ويندحر هذا المشروع الصهيونى – الأمريكى، وتحقق الأمة وحدتها وتكاملها مع جوارها الحضارى الإسلامى فى مشروع نهضوى، جديد يضم الأمة العربية والأمة الإيرانية والأمة التركية، أى إقامة «مثلث النهضة» الذى بدونه لن يكون لدينا أمل فى هزيمة المشروع الصهيونى – الأمريكى. ربما يرى كثيرون أن مثل هذا الطموح ليس إلا «هذيانا رغائبيا»، نظراً لأن الأمة العربية الآن فى حضيض الحضيض، بدليل كل هذا القتل والتدمير الإسرائيلى الممنهج فى غزة والتوسع لضم القطاع مع الضفة الغربية إلى كيان الاحتلال الإسرائيلى وسط صمت دولى وعربى وعجز عن فعل أى شىء، لكن ولأننا وصلنا إلى هذا المستوى الشديد الرداءة وغير المسبوق من تدنى المكانة والتأثير، فقد أضحى ضرورياً أن نتحرك وبجدية نحو بناء مشروع للصحوة الجديدة الكفيل بتحقيق الطموح فى إعادة تأسيس للنهوض العربى. ربما يكون السؤال المهم هنا هو: كيف؟ الإجابة المباشرة هى الوعى بحقيقة الصراع الذى يستهدفنا والذى وصفناه بأنه «صراع استئصالي» للوطن وللأمة وللهوية، صراع لا يعترف بقانون ولا يحترم مواثيق بدليل أن من يصارعوننا ارتكبوا، تاريخياً، أبشع مجازر التاريخ، وليس لديهم ما يمنعهم من أن يرتكبوا المجازر نفسها فى كل بلد عربى لتحقيق أهداف الاستئصالات التى يريدونها، والأمثلة على ذلك كثيرة بشواهد وسجلات التاريخ . ففى ألمانيا اغتصب الأمريكيون مع الإنجليز والفرنسيين مليونى امرأة ألمانية فى أثناء الحرب العالمية الثانية، وتسببوا فى وفاة 200 ألف امرأة بسبب الاغتصاب المتكرر. فى حرب فيتنام قام الأمريكيون بقتل 160 ألف شخص، وتعذيب وتشويه 700 ألف شخص، واغتصاب 31 ألف امرأة، ونزعت أحشاء 3.000 شخص وهم أحياء، وإحراق 4,000 حتى الموت، وهوجمت 46 قرية بالمواد الكيماوية. فى اليابان، قتلت القنابل ما يصل إلى 140 ألف شخص فى هيروشيما و80 ألف شخص فى ناجازاكى، وأضعافهم تشوهوا وماتوا بسبب الإشعاعات . فى الفلبين، حسب التحقيق الذى جرى فى الكونجرس فى جرائم الحرب فى الفلبين.. تم إثبات قتل ما يقرب من مليون ونصف المليون مدنى. فى العراق: قتل 2 مليون مدنى ما بين شباب وأطفال ونساء وشيوخ، واغتصاب آلاف العراقيات بخلاف التعذيب الوحشى فى سجن أبوغريب. وما يرتكبه الإسرائيليون فى قطاع غزة لا يقل بشاعة ولا وحشية حسب أحدث إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية التى تفيد بمقتل 54 ألفاً و84 فلسطينية وإصابة أكثر من 123 ألفاً آخرين منذ السابع من أكتوبر 2023، ولا يزال آلاف الضحايا فى عداد المفقودين. وتشير بيانات الوزارة إلى أن إسرائيل ارتكبت «14 ألف مجزرة بغزة، وتسببت بمسح 2483 عائلة من السجل المدنى بالكامل»، فيما بقيت 5620 عائلة ليس بها إلا ناج واحد . ووفقاً للإحصائية ذاتها، يسقط طفل قتيل كل 40 دقيقة، وسيدة كل 60 دقيقة ، كما تشير إلى مقتل 16854 طفلاً منذ بداية الحرب بواقع 31.5% من أعداد الضحايا من بينهم 931 طفلاً كانت أعمارهم أقل من عام واحد. هذه البيانات كافية لإعادة تخليق الوعى بمن علينا أن نواجههم ونقاومهم . أمس الأول فقط تأكد استشهاد الدكتور حمدى النجار، متأثراً بإصابته، والد الأطفال التسعة الذين استشهدوا حرقاً واستقبلت أجسادهم المحترقة أمهم الدكتورة آلاء النجار التى كانت تمارس عملها فى معالجة الجرحى والمصابين بمستشفى ناصر فى خان يونس، وهى من استقبل الجثامين قبل أن تكتشف أنهم أبناؤها، وإن دل ذلك على شىء فهو دليل على جدية المشروع الاستئصالى الإسرائيلى، الذى شرح خلفيته العرقية اللواء «ديفيد زيني» الرئيس الجديد المعين من نيتانياهو رئيساً لجهاز الأمن الداخلى (الشاباك) فى تسريب نقلته «القناة 12» العبرية (25/5/2025) بقوله: «لدينا إنذار استخباراتى دائم بنية مسلمين أشرار قتل يهود طيبين منذ أن ولد إسماعيل وحتى إشعار آخر». هكذا يلخصون الصراع وامتداداته التاريخية ضدنا باعتباره «فريضة دينية» أولاً، ولأنه صراع مستقبلى بقدر ما هو صراع تاريخى. الوعى بهذه الحقيقة هو المدخل الحقيقى للتأسيس لخيار الصحوة والمواجهة الذى يجب أن نسلكه وننخرط فيه حفاظاً على البقاء والوجود وأملاً فى مستقبل يليق بالمكانة التاريخية لأمتنا. ‎2025-‎06-‎04

مقارنة بين الوحدة الغربية والوحدة الإسلامية
مقارنة بين الوحدة الغربية والوحدة الإسلامية

اذاعة طهران العربية

timeمنذ 18 ساعات

  • اذاعة طهران العربية

مقارنة بين الوحدة الغربية والوحدة الإسلامية

أنظروا إلى هذه الصورة؛ مشاركة زعماء العالم الغربي ومرتزقتهم في مسيرة بباريس؛ ربما تتذكرون لماذا كان هؤلاء الأشخاص حاضرين في تلك المسيرة؟. نعم؛ لمقتل 15 شخصا فقط في هجوم على مبنى مجلة شارلي إيبدو بسبب رسم رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد (ص). برأيكم لماذا لم نشهد مثل هذه المظاهرات في إحدى العواصم الإسلامية بعد مقتل أكثر من 50 ألف إنسان في غزة؟. دعونا نلقي نظرة على أدوات القوة في العالم الجديد الذي تلا الحرب العالمية الثانية؛ تتكون الأمم المتحدة و مجلس الأمن من الدول الخمس الرئيسية التي تتمتع بحق النقض، بما فيها أربع دول أوروبية وأمريكية، وذلك لاتخاذ القرارات السياسية في العالم. منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) من أجل توحيد الممارسات العسكرية على الصعيد العالمي. منظمة التجارة العالمية لخلق نهج موحد وحركة إجماع نحو اقتصاد ليبرالي ونيوليبرالي، لجعل الأغنياء أكثر ثراء والفقراء أكثر فقرا. اليونسكو لخلق الوحدة في الحركات الثقافية وتحديد أنماط حياة جديدة وتعزيز الثقافة الغربية والمثلية الجنسية. كل هذا يدل على اتحاد الغرب على أسسه الخاطئة والمشوهة، وهدف كل منظمة ومؤسسة هو تعزيز القيم الغربية والنهوض بها. لقد تم بفضل النهج الموحد في حلف شمال الأطلسي و مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ضمان أمن المواطنين الغربيين. وبفضل الوحدة في منظمة التجارة العالمية والاتحاد الأوروبي، يتحقق التقدم الغربي وتتعاون الدول الغربية بسهولة مع بعضها البعض. يمثّل الأمن حلما في كثير من الدول الإسلامية، مثل العراق، سوريا، لبنان، فلسطين، واليمن، وحتى بعض الدول التي تبدو آمنة. يبدو أن التقدم لا يتم إلا في ظل الغرب، وعندما لا تكون هناك وحدة بين الدول فإن الغرب يفكر في استغلالكم. لا يهم إن كانت إيران أو المملكة العربية السعودية. وبطبيعة الحال، هويّة زعيمكم هي التي تصنع الفارق في النهاية. والآن هل تعتقدون أنّ مثل هذه الجرائم في غزّة كانت ستحدث لو أن الوحدة تحقّقت بين المسلمين رغم كل اختلافاتهم؟. أخبرونا، إلى أي مدى تعتقدون أن هذه الوحدة ممكنة؟. هل هي وهمٌ أو أمرٌ يمكن أن يتحقّق؟.

"أوقِفوا الجرافات! بدو إسرائيل ليسوا مشكلة تخطيط"
"أوقِفوا الجرافات! بدو إسرائيل ليسوا مشكلة تخطيط"

شفق نيوز

timeمنذ 20 ساعات

  • شفق نيوز

"أوقِفوا الجرافات! بدو إسرائيل ليسوا مشكلة تخطيط"

في جولة الصحف اليوم، نطالع مقالاً إسرائيلياً ينتقد هدم إحدى قرى البدو في إسرائيل دون توفير بديل للمواطنين. كما نقرأ تقريراً لموقع أكسيوس يكشف تفاصيل العملية السرّية الأوكرانية التي قارنها البعض بهجوم اليابان المفاجئ على بيرل هاربور، ونختتم بمقال بريطاني يتساءل: هل ينبغي أن تموت الدكتورة ليلى سويف المُضربة عن الطعام قبل خروج ابنها المعارض السياسي علاء عبد الفتاح من السجون المصرية؟! نبدأ جولتنا من صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، ومقالها الافتتاحي الذي يندد بأوضاع البدو في إسرائيل منذ أن تولت حكومة نتنياهو السلطة في البلاد، مع تسليط الضوء على ما يحدث في قرية (قصر السر). يرى المقال أن الحكومة الإسرائيلية تركت مئات المواطنين البدو بلا مأوى، بينهم أطفال وكبار سن وذوو إعاقة أو أمراض مزمنة، عاش بعضهم في خيام لمدة عام، فيما تمكن آخرون "بصعوبة بالغة" من استئجار شقق. ومع ذلك، فإن الصحيفة ترى أن حالة القرية التي يسكنها 3000 نسمة "لم تشهدها إسرائيل من قبل"، مع العلم بأنها تدخل ضمن مجموعة من القرى غير المعترَف بها إسرائيلياً. ويوضح المقال أن عملية الهدم بدأت "تدريجياً"، بهدف توسيع بلدة (شقيب السلام) المجاورة؛ حيث هدمت السلطات اثنين من الأحياء، مع توقُّعٍ بهدم جميع منازل القرية بحلول أغسطس/آب المقبل. ووصفت الصحيفة خطة الدولة لهدم القرية بأنها ستمثل "مأساة غير مسبوقة"، خاصة وأن الدولة لم تقدّم حلاً للسكان العرب الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، تاركة إياهم "في العراء". وبحسب المقال، كان أمام سكان هذه القرية ثلاثة خيارات: إما العيش في خيمة، أو اللجوء إلى المركز المجتمعي في (شقيب السلام)، أو البقاء في الشارع. وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن سكان القرية عارضوا في البداية الخطة التي وضعتها هيئة تنمية واستيطان بدو النقب، دون جدوى، فاستسلموا في النهاية متنازلين عن نمط حياتهم الزراعي، على أن يكون لهم حي حضري بديل. وعلى الرغم من ذلك، لم يُمنح سكان (قصر السر) حلاً عملياً؛ "ولا يزال الحي الموعود به حبراً على ورق. فلا قطعة أرض، ولا بنية تحتية، ولا مكان آخر يأوون إليه". وأشار المقال إلى مظاهرة حاشدة نظّمها سكان القرية أمام مكاتب هيئة البدو في بئر السبع الأسبوع الماضي، رفعوا خلالها لافتات كُتب عليها "ليست المنازل وحدها التي تُهدم، بل أسلوب حياة أيضاً". ويقول المقال إن ما يحدث "كشف حقيقة الدولة التي اختارت أن تنظر إلى مواطنيها البدو كمشكلة تخطيط"، مشددة على ضرورة تعليق عملية الهدم لحين توفير حل مؤقت "توافقي وإنساني" في إطار الاعتراف بحقوق المواطنين الأساسية. "شبكة العنكبوت" الأوكرانية التي أوقعت روسيا في الفخ Reuters ننتقل إلى موقع "أكسيوس" الأمريكي، وتقرير يحكي تفاصيل العملية السرّية لـ "الشبكة العنكبوتية" لأوكرانيا، التي شبّهها البعض بهجوم اليابان المفاجئ على ميناء "بيرل هاربور" خلال الحرب العالمية الثانية. فخلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، هاجمت أكثر من 100 طائرة مسيرة مواقع عسكرية روسية على بُعد آلاف الأميال من خطوط المواجهة، في "ضربة موجعة لسمعة موسكو"، عبّر عنها الموقع الأمريكي بأنها "تُمثل واحدة من أجرأ الخطوات في الحروب الحديثة". وترجع أهمية هذه العملية إلى أنها هجمات منسقة، استغرقت "عاماً وستة أشهر وتسعة أيام" من بداية التخطيط وحتى التنفيذ الفعلي، بحسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي قال إن عملاء الاستخبارات الأوكرانية استعدوا داخل روسيا دون أن يُفتضح أمرهم. وبحسب موقع أكسيوس، كانت الأهداف خمس قواعد روسية على بُعد آلاف الأميال من أوكرانيا ومن بعضها البعض، استُخدمت فيها 117 طائرة مُسيّرة، بالإضافة إلى العدد نفسه من المُشغلّين على الأرض. وقد تمكنت أوكرانيا من إخفاء عشرات المُسيرات بالقرب من تلك الأهداف داخل شاحنات؛ وفي "اللحظة المناسبة، فُتحت أسطح الكبائن عن بُعد، وانطلقت الطائرات المُسيّرة لضرب القاذفات الروسية". وأفاد جهاز الأمن الأوكراني بأن 41 طائرة حربية أُصيبت خلال الهجوم، موضحاً أن حجم الخسائر الروسية يُقدر بنحو 7 مليارات دولار، علماً بأن موسكو لم تؤكد هذه الأرقام، قائلة إنها تصدّت للعديد من الهجمات رغم اختراق بعض الطائرات. ورجّح معهد دراسات الحرب صعوبة أن تعوّض روسيا الطائرات المتضررة، "كما أن تعطيل القاذفات الاستراتيجية يعيق القدرات النووية للبلاد". ومع ذلك، ستظل روسيا قادرة على ضرب المدن الأوكرانية، بل وربما تسعى إلى إظهار قوتها بتصعيد هجماتها. كما لم تتغير شروط موسكو لوقف إطلاق النار إلى حد كبير خلال محادثات السلام في تركيا، وفقاً لما ذكره مسؤول لموقع أكسيوس. وأعرب تقرير الموقع الأمريكي عن جهله بموقف الرئيس دونالد ترامب من العملية، بين الإشادة والإدانة. ليلى سويف "على شفا الموت" ونختتم جولتنا بمقال الغارديان البريطانية، الذي يتساءل في عنوانه: هل يجب أن تموت ليلى سويف بسبب إضرابها عن الطعام في لندن قبل الإفراج عن ابنها علاء عبد الفتاح؟ وتحذّر هيلينا كيندي، عضوة مجلس اللوردات العمالي في بريطانيا، من أن الدكتورة ليلى سويف، الجدة المصرية التي تبلغ 69 عاماً، والتي تحمل الجنسية البريطانية "في خطر داهم". وقد امتنعت سويف عن تناول الطعام، في محاولة إنقاذ ابنها، علاء عبد الفتاح، المواطن المصري البريطاني، الذي يُعد سجين رأي بحسب منظمة العفو الدولية، والذي أمضى أكثر من عقد في سجون مصر بسبب كتاباته عن الديمقراطية. وتصف كينيدي وضع والدته سويف بأنها ترقد على سرير مستشفى في وسط لندن، "على شفا الموت" بعد 245 يوماً من الإضراب عن الطعام. ومع ذلك، لا يزال إنقاذها في إمكان الحكومة البريطانية التي يحثها المقال على اتخاذ "إجراءات حازمة". وتوضح كينيدي أن ما دفع سويف إلى الإضراب عن الطعام هو إحباطها من الحكومتين المصرية والبريطانية، بعد أن رفضت الحكومة المصرية "بقسوة" إطلاق سراح عبد الفتاح، بعد إنهاء عقوبته بالسجن خمس سنوات، بسبب منشور على فيسبوك عن تعذيب أحد السجناء، حيث رفضت السلطات المصرية احتساب السنتين اللتين قضاهما علاء في الحبس الاحتياطي على ذمة التحقيق ضمن فترة العقوبة. أما الحكومة البريطانية "فلم تتمكن حتى من زيارة عبد الفتاح، وتقاعست للأسف عن المطالبة بحرية مواطنيها" بحسب كينيدي، التي تقول إن كل ما تأمله سويف هو أن تلم شمل ابنها بحفيدها ذي الـ 13 عاماً، الذي يعيش في برايتون، بعيداً عن والده طوال أعوام سجنه. وهذه هي المرة الثانية هذا العام التي يؤدي فيها إضراب سويف عن الطعام إلى دخولها المستشفى، لكن الخطر على حياتها أكبر بكثير هذه المرة، حيث وصلت مستويات السكر في دمها إلى مستوى "صادم"، حيث يقول أطباؤها إن بقاءها على قيد الحياة حتى الآن "معجزة". في الأسبوع الماضي، أصدر فريق الأمم المتحدة المعنِيُّ بالاحتجاز التعسفي "رأياً تاريخياً"ً يؤكد أن علاء عبد الفتاح محتجز بشكل غير قانوني، وأنه بموجب القانون الدولي، يجب على السلطات المصرية إطلاق سراحه فوراً. ويحث المقال المملكة المتحدة على ضرورة "تكثيف الضغط على مصر للإفراج عن عبد الفتاح"، مشددة على أن الحكومة المصرية لن تستجيب "بالكلام وحده"، لا سيما بعد إثارة القضية مع السلطات المصرية، على يد أربعة رؤساء وزراء، من بينهم الحالي كير ستارمر "دون جدوى". وتقول كينيدي إن المملكة المتحدة لم تتخذ إجراءات صارمة حتى الآن أو تفرض عقوبات ضد أي جهة مصرية مسؤولة عن احتجاز عبد الفتاح، بعد انتهاء مدة عقوبته البالغة خمس سنوات، مشددة على ضرورة مراجعة هذا الموقف على وجه السرعة. ودعت عضوة مجلس اللوردات الحكومة البريطانية إلى ضرورة "التحذير من السفر إلى مصر"، آملة أن يؤثر ذلك على حجوزات الفنادق لموسم الشتاء. وأشارت إلى أن مئات آلاف المواطنين البريطانيين يسافرون إلى مصر سنوياً، ويساهمون في اقتصاد البلاد، والحقيقة أننا لا نستطيع ضمان حقوقهم. إلى جانب ذلك، حثت كينيدي المملكة المتحدة على ضرورة تأجيل أي تعاون تجاري واستثماري جديد مع مصر حتى إطلاق سراح عبد الفتاح، وتعليق أي خطط للمؤتمر الذي أعلنته الحكومة المصرية العام الماضي "لضخ الاستثمارات البريطانية"، إلى جانب وقف الدعم المالي البريطاني لمصر. وأخيراً، حثت كينيدي الحكومة البريطانية على النظر في إحالة هذه القضية إلى محكمة العدل الدولية، خاصة وأن استمرار الحكومة المصرية في رفض السماح لقنصليتها بزيارة عبد الفتاح "يُعد انتهاكًا واضحاً لاتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية". واختتمت كنيدي مقالها قائلة: "لقد ولَّى زمن الاعتماد على الدبلوماسية المهذبة وحدها، وعلى رئيس الوزراء أن يُظهر قوته وعزيمته في هذه القضية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store