
العراق.. «العين الإخبارية» ترصد تغيرا في نمط «هجمات داعش» بعد هزيمته
منذ بداية عام 2025، كثّفت القوات الأمنية العراقية عملياتها العسكرية ضد فلول تنظيم "داعش" في مختلف أنحاء البلاد،
محققةً تقدماً ملحوظاً في القضاء على قادة التنظيم وتدمير مقراته.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية، اليوم الأربعاء، عن قتل أربعة إرهابيين على الأقل من تنظيم (داعش) بينهم قيادي بدرجة أمير بالتنظيم بضربة جوية نفذها الطيران الحربي العراقي مساء الثلاثاء شمالي البلاد.
وقالت في بيان "بعمل استخباري نوعي لقواتنا الأمنية، تم تنفيذ ضربة جوية ناجحة، وفقا لمعلومات دقيقة من مديرية الاستخبارات العسكرية وبإشراف ومتابعة وتخطيط من خلية الاستهداف التابعة لقيادة العمليات المشتركة".
وأوضح البيان أن طائرات (أف 16) العراقية قصفت موقع الإرهابيين في سلسلة جبال بلكانه شمالي العراق، مشيراً إلى أن الضربة أسفرت بحسب المعلومات الأولية عن مقتل مجموعة من عناصر داعش كانوا داخل الموقع فضلا عن تدمير أسلحة وعتاد ومعدات ومواد لوجستية.
وتأتي هذه العملية في إطار استراتيجية الحكومة العراقية لتعزيز الأمن والاستقرار، مع التركيز على تفعيل العمل الاستخباري والقيام بعمليات استباقية ضد أوكار التنظيم، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والدعم الجوي.
وتُظهر هذه الجهود المستمرة التزام العراق بالقضاء على ما تبقى من فلول "داعش" وضمان عدم عودة التنظيم لتهديد أمن واستقرار البلاد.
أبرز العمليات في 2025
ضربات جوية في جبال حمرين: استهدفت طائرات "إف-16" العراقية مواقع للتنظيم في سلسلة جبال حمرين، مما أدى إلى مقتل ستة عناصر، بينهم نائب "والي كركوك" بالتنظيم في 10 من يناير/كانون الثاني الماضي.
مقتل ما يُسمى "والي العراق وسوريا": أعلنت قيادة العمليات المشتركة في 14 من مارس/ آذار الماضي، عن مقتل الإرهابي عبد الله مكي، المعروف بـ"أبو خديجة"، خلال عملية أمنية بالتنسيق مع جهاز المخابرات الوطني وقوات التحالف الدولي.
عمليات وادي حاوي العظيم: في 8 أبريل/ نيسان الماضي، نفذت القوات العراقية عمليات تفتيش وملاحقة عناصر التنظيم في وادي العظيم بين محافظتي صلاح الدين وديالى، المعروف بـ"وادي الموت"، مما أسفر عن تدمير مقرات سرية وقتل عدد من القادة والعناصر.
23 عملية
وقالت مصادر أمنية عراقية لـ"العين الإخبارية"، "إنه تم تنفيذ قرابة 23 عملية عسكرية ضد تنظيم داعش من بداية العام الجاري، شملت تدمير أوكار ومعدات للتنظيم والقبض على عناصر بينهم "أمير" في محافظة صلاح الدين".
وأكدت المصادر أن العمليات العسكرية ضد "داعش" مستمرة، مشيدة بالدور البارز لمديرية الاستخبارات العسكرية في تنفيذ مهام المراقبة والتخطيط الدقيق.
وأضافت أن القوات الأمنية تعمل على إنهاء عصابات "داعش" الإرهابية في العراق، مؤكدة تحقيق إنجازات أمنية كبيرة من خلال قتل واعتقال قادة بارزين في التنظيم، الذي لا يزال يحتفظ بقدرات محدودة على التمويل والتحرك، ويحاول إعادة تجميع صفوفه، لكن جهود القوات العراقية والتحالف الدولي تمنعه من التمدد.
وتابعت أن "التنظيم فقد قدرته على السيطرة على مدن أو شن عمليات واسعة، لكن خلاياه ما تزال تنشط في مناطق وعرة"، لافتة إلى أن "نمط هجماته قد تغير منذ هزيمته".
وأشارت إلى أن "العمليات باتت تعتمد على الكمائن، والعبوات الناسفة، وقنص عناصر أمنية، واغتيالات محلية، ويركّز على إثارة الفوضى الأمنية أكثر من محاولة العودة إلى المدن".
وعن تفوق القوات العراقية، أكدت المصادر الأمنية أن "هناك تفوقا استخباراتيا عراقيا كبيرا ويعود ذلك بفضل تعاون الأجهزة الأمنية وتكنولوجيا المراقبة، كما أن هناك دورا حاسما لطيران الجيش والتحالف الدولي في ضرب المقرات والتجمعات، وتفكك الحاضنة الاجتماعية بعد الجرائم التي ارتكبها التنظيم".
الثغرات والخلافات
وقال الخبير الأمني والعسكري جلال سعيد المحمداوي لـ"العين الإخبارية"، إن أكثر نشاط لتنظيم داعش هو في محافظات ديالى والأنبار وصلاح الدين وكركوك كما يركز على المناطق الصحراوية والوعرة والمعقدة جغرافياً.
وأضاف أن "التنظيم بعد الهزيمة التي تعرض لها في عام 2017 بات يشن عمليات مفاجئة عبر خلايا نائمة تستغل حالة التراخي الأمني والخلافات السياسية".
ويشير الخبير الأمني إلى أن من أبرز العوامل التي تسهم في تجدد تهديدات داعش، هي هشاشة الحدود العراقية، التي يستغلها التنظيم لإعادة بناء قدراته البشرية والعسكرية.
وأضاف أن "تفكك المنظومة الأمنية بسبب الانقسامات السياسية، وكذلك انشغال بعض القيادات الأمنية بقضايا جانبية بعيدة عن مهمة الردع، يفتحان المجال أمام التنظيم لاستعادة نشاطه".
ويؤكد أن غياب مجالس المحافظات، ولا سيما في ديالى وكركوك، ساهم في تعقيد المشهد الأمني، مشددا على أن "هذه المجالس كانت تلعب دوراً مهماً في التنسيق المحلي ومعالجة التحديات الأمنية الميدانية".
وكانت القيادة المركزية في الجيش الأمريكي بالعراق، أعلنت في 17 تموز/يوليو 2024، أن تنظيم داعش "يحاول إعادة تشكيل نفسه في سوريا والعراق"، بعد عدة سنوات من انخفاض قدراته.
أوضاع متوترة
وحمل عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب، ياسر إسكندر وتوت، الأوضاع السياسية المتوترة جزءاً كبيراً من المسؤولية، وقال لـ"العين الإخبارية"، لإن "الاضطرابات والصراعات السياسية تُلقي بظلالها على الملف الأمني، إذ لا يمكن تحقيق استقرار أمني حقيقي في ظل غياب التوافق السياسي".
ورغم ذلك، يرى البرلماني العراقي أن الأداء الاستخباري شهد تطوراً واضحاً خلال الأشهر الأخيرة، حيث "نجحت الأجهزة الأمنية في تفكيك العديد من شبكات التنظيم والوصول إلى مراكز اختبائهم في المناطق النائية والبراري".
aXA6IDgyLjI1LjI1NS40NyA=
جزيرة ام اند امز
FR

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ 4 ساعات
- سكاي نيوز عربية
روبيو: نريد مساعدة دمشق على النجاح لأن بديل ذلك حرب أهلية
أبوظبي - سكاي نيوز عربية جدد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تأكيده على ضرورة رفع العقوبات عن سوريا محذرا من عودة ظهور داعش وإيران. وقال روبيو إن الإدارة الأميركية أمام فرصة تاريخية لمساعدة دمشق على الوفاء بالتزاماتها وتحقيق الأمن.


صحيفة الخليج
منذ 9 ساعات
- صحيفة الخليج
تحذير أممي من مخاطر تجدد الصراع في سوريا
الأمم المتحدة - أ ف ب حذر موفد الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، الأربعاء، من خطر «تجدد الصراع»، و«زيادة الانقسام» في البلاد، في سياق استفزازات بين المجموعات الدينية. وقال عبر الفيديو من دمشق أمام اجتماع لمجلس الأمن الدولي: «إن التحديات التي تواجه سوريا هائلة، والمخاطر الحقيقية المتمثلة في تجدد الصراع وزيادة الانقسام لم يتم التغلب عليها بعد». وأضاف: «ما زلت قلقاً إزاء خطر اندلاع المزيد من العنف، وحقيقة أن مثل هذه التطورات قد تؤدي إلى تقويض الثقة». وأشار خاصة إلى الهجمات التي استهدفت الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السابق بشار الأسد في مارس/ آذار الماضي. كما لفت إلى «الانتكاسة» التي تمثلت بالعنف ضد الأقلية الدرزية في نهاية نيسان/ إبريل. وحذّر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الثلاثاء، من أن سوريا قد تكون على شفا حرب أهلية «ذات أبعاد مدمرة» خلال أسابيع. ورغم هذه المخاطر، رحب بيدرسن بإعلان رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، وقرار الاتحاد الأوروبي رفع عقوباته الاقتصادية، واعتبرهما دعماً لأمل السوريين في «النجاح» خلال الفترة الانتقالية في البلاد. ودان بيدرسن من جديد الضربات الإسرائيلية «غير المقبولة» على الأراضي السورية. وأعرب عن قلقه أيضاً إزاء «تصاعد» الهجمات التي شنها تنظيم «داعش» الإرهابي في الأسابيع الأخيرة في البلاد، متحدثاً عن «مؤشرات إلى عمليات أكثر تنسيقاً باستخدام عبوات ناسفة وأسلحة متوسطة المدى».


العين الإخبارية
منذ 11 ساعات
- العين الإخبارية
العراق.. «العين الإخبارية» ترصد تغيرا في نمط «هجمات داعش» بعد هزيمته
منذ بداية عام 2025، كثّفت القوات الأمنية العراقية عملياتها العسكرية ضد فلول تنظيم "داعش" في مختلف أنحاء البلاد، محققةً تقدماً ملحوظاً في القضاء على قادة التنظيم وتدمير مقراته. وأعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية، اليوم الأربعاء، عن قتل أربعة إرهابيين على الأقل من تنظيم (داعش) بينهم قيادي بدرجة أمير بالتنظيم بضربة جوية نفذها الطيران الحربي العراقي مساء الثلاثاء شمالي البلاد. وقالت في بيان "بعمل استخباري نوعي لقواتنا الأمنية، تم تنفيذ ضربة جوية ناجحة، وفقا لمعلومات دقيقة من مديرية الاستخبارات العسكرية وبإشراف ومتابعة وتخطيط من خلية الاستهداف التابعة لقيادة العمليات المشتركة". وأوضح البيان أن طائرات (أف 16) العراقية قصفت موقع الإرهابيين في سلسلة جبال بلكانه شمالي العراق، مشيراً إلى أن الضربة أسفرت بحسب المعلومات الأولية عن مقتل مجموعة من عناصر داعش كانوا داخل الموقع فضلا عن تدمير أسلحة وعتاد ومعدات ومواد لوجستية. وتأتي هذه العملية في إطار استراتيجية الحكومة العراقية لتعزيز الأمن والاستقرار، مع التركيز على تفعيل العمل الاستخباري والقيام بعمليات استباقية ضد أوكار التنظيم، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والدعم الجوي. وتُظهر هذه الجهود المستمرة التزام العراق بالقضاء على ما تبقى من فلول "داعش" وضمان عدم عودة التنظيم لتهديد أمن واستقرار البلاد. أبرز العمليات في 2025 ضربات جوية في جبال حمرين: استهدفت طائرات "إف-16" العراقية مواقع للتنظيم في سلسلة جبال حمرين، مما أدى إلى مقتل ستة عناصر، بينهم نائب "والي كركوك" بالتنظيم في 10 من يناير/كانون الثاني الماضي. مقتل ما يُسمى "والي العراق وسوريا": أعلنت قيادة العمليات المشتركة في 14 من مارس/ آذار الماضي، عن مقتل الإرهابي عبد الله مكي، المعروف بـ"أبو خديجة"، خلال عملية أمنية بالتنسيق مع جهاز المخابرات الوطني وقوات التحالف الدولي. عمليات وادي حاوي العظيم: في 8 أبريل/ نيسان الماضي، نفذت القوات العراقية عمليات تفتيش وملاحقة عناصر التنظيم في وادي العظيم بين محافظتي صلاح الدين وديالى، المعروف بـ"وادي الموت"، مما أسفر عن تدمير مقرات سرية وقتل عدد من القادة والعناصر. 23 عملية وقالت مصادر أمنية عراقية لـ"العين الإخبارية"، "إنه تم تنفيذ قرابة 23 عملية عسكرية ضد تنظيم داعش من بداية العام الجاري، شملت تدمير أوكار ومعدات للتنظيم والقبض على عناصر بينهم "أمير" في محافظة صلاح الدين". وأكدت المصادر أن العمليات العسكرية ضد "داعش" مستمرة، مشيدة بالدور البارز لمديرية الاستخبارات العسكرية في تنفيذ مهام المراقبة والتخطيط الدقيق. وأضافت أن القوات الأمنية تعمل على إنهاء عصابات "داعش" الإرهابية في العراق، مؤكدة تحقيق إنجازات أمنية كبيرة من خلال قتل واعتقال قادة بارزين في التنظيم، الذي لا يزال يحتفظ بقدرات محدودة على التمويل والتحرك، ويحاول إعادة تجميع صفوفه، لكن جهود القوات العراقية والتحالف الدولي تمنعه من التمدد. وتابعت أن "التنظيم فقد قدرته على السيطرة على مدن أو شن عمليات واسعة، لكن خلاياه ما تزال تنشط في مناطق وعرة"، لافتة إلى أن "نمط هجماته قد تغير منذ هزيمته". وأشارت إلى أن "العمليات باتت تعتمد على الكمائن، والعبوات الناسفة، وقنص عناصر أمنية، واغتيالات محلية، ويركّز على إثارة الفوضى الأمنية أكثر من محاولة العودة إلى المدن". وعن تفوق القوات العراقية، أكدت المصادر الأمنية أن "هناك تفوقا استخباراتيا عراقيا كبيرا ويعود ذلك بفضل تعاون الأجهزة الأمنية وتكنولوجيا المراقبة، كما أن هناك دورا حاسما لطيران الجيش والتحالف الدولي في ضرب المقرات والتجمعات، وتفكك الحاضنة الاجتماعية بعد الجرائم التي ارتكبها التنظيم". الثغرات والخلافات وقال الخبير الأمني والعسكري جلال سعيد المحمداوي لـ"العين الإخبارية"، إن أكثر نشاط لتنظيم داعش هو في محافظات ديالى والأنبار وصلاح الدين وكركوك كما يركز على المناطق الصحراوية والوعرة والمعقدة جغرافياً. وأضاف أن "التنظيم بعد الهزيمة التي تعرض لها في عام 2017 بات يشن عمليات مفاجئة عبر خلايا نائمة تستغل حالة التراخي الأمني والخلافات السياسية". ويشير الخبير الأمني إلى أن من أبرز العوامل التي تسهم في تجدد تهديدات داعش، هي هشاشة الحدود العراقية، التي يستغلها التنظيم لإعادة بناء قدراته البشرية والعسكرية. وأضاف أن "تفكك المنظومة الأمنية بسبب الانقسامات السياسية، وكذلك انشغال بعض القيادات الأمنية بقضايا جانبية بعيدة عن مهمة الردع، يفتحان المجال أمام التنظيم لاستعادة نشاطه". ويؤكد أن غياب مجالس المحافظات، ولا سيما في ديالى وكركوك، ساهم في تعقيد المشهد الأمني، مشددا على أن "هذه المجالس كانت تلعب دوراً مهماً في التنسيق المحلي ومعالجة التحديات الأمنية الميدانية". وكانت القيادة المركزية في الجيش الأمريكي بالعراق، أعلنت في 17 تموز/يوليو 2024، أن تنظيم داعش "يحاول إعادة تشكيل نفسه في سوريا والعراق"، بعد عدة سنوات من انخفاض قدراته. أوضاع متوترة وحمل عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب، ياسر إسكندر وتوت، الأوضاع السياسية المتوترة جزءاً كبيراً من المسؤولية، وقال لـ"العين الإخبارية"، لإن "الاضطرابات والصراعات السياسية تُلقي بظلالها على الملف الأمني، إذ لا يمكن تحقيق استقرار أمني حقيقي في ظل غياب التوافق السياسي". ورغم ذلك، يرى البرلماني العراقي أن الأداء الاستخباري شهد تطوراً واضحاً خلال الأشهر الأخيرة، حيث "نجحت الأجهزة الأمنية في تفكيك العديد من شبكات التنظيم والوصول إلى مراكز اختبائهم في المناطق النائية والبراري". aXA6IDgyLjI1LjI1NS40NyA= جزيرة ام اند امز FR