
جمعية الرعاية التنفسية تكشف حقائق صادمة عن مخاطر السجائر الإلكترونية و"رئة الفوشار"
أخبارنا :
أطلقت جمعية الرعاية التنفسية الأردنية ناقوس الخطر بأعلى صوت، محذرة بشدة من الانتشار المذهل للسجائر الإلكترونية ("الفيب") وتأثيرها المدمر على صحة الشباب الأردني. فقد أكدت الجمعية، على لسان رئيسها اختصاصي الأمراض الصدرية والتنفسية الدكتور محمد حسن الطراونة، أن هذه الأجهزة الخادعة تتسبب بحالة خطيرة تعرف باسم "رئة الفوشار" (Popcorn Lung) وأمراضًا فتاكة أخرى تهدد مستقبل جيل كامل.
وتابع الطراونة موضحاً "رئة الفوشار" هي حالة مرضية نادرة تصيب الرئة وتتميز بتندب في القصيبات الهوائية الصغيرة، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس وسعال وضيق في الصدر. وقد ارتبط ظهور هذه الحالة بتناول مادة "ثنائي الأسيتيل" الكيميائية التي كانت تُستخدم في نكهات الفوشار الصناعية، وتوجد أيضًا في بعض نكهات السجائر الإلكترونية.
وكشف الدكتور الطراونة، رئيس جمعية الرعاية التنفسية الأردنية، أن الترويج المضلل لهذه الأجهزة كبدائل "آمنة" للسجائر التقليدية يخفي حقيقة مرة: فهي تعمل على تسخين سائل النيكوتين الذي يحوي مزيجًا سامًا من المواد الكيميائية، بما في ذلك الجليسرين ومحلول كحولي. وعند استخدامها، تنفث هذه السجائر دخانًا كثيفًا محملاً بكميات هائلة من المواد الضارة والمسرطنة التي تستهدف الرئة بشكل مباشر.
الأكثر إثارة للقلق، وفقًا للدكتور الطراونة، هو التوسع المخيف في استخدام هذه السموم المقنعة بين اليافعين والمراهقين، الذين يقعون ضحية لحملات التسويق التي تصورها كبدائل عصرية وغير ضارة. لكن الحقائق العلمية الصادمة، كما أثبتتها دراسات عالمية موثوقة، تكشف زيف هذه الادعاءات. فقد تبين أن السائل الإلكتروني يحوي ما لا يقل عن 242 مادة كيميائية، من بينها 40 مادة مصنفة رسميًا كمواد سامة. وتتجاوز الأخطار حدود المواد الكيميائية، حيث أظهرت الأبحاث أن هذه المواد الفتاكة تدمر الخلايا المناعية الحيوية، مما يفتح الباب أمام أمراض جديدة مرتبطة بشكل مباشر بالتدخين الإلكتروني، وعلى رأسها "رئة الفوشار" التي تدمر أنسجة الرئة بشكل لا رجعة فيه.
وأوضح الدكتور الطراونة، رئيس جمعية الرعاية التنفسية الأردنية، أن السائل الإلكتروني يحمل تركيزات متفاوتة من النيكوتين تصل إلى 2.5%، ويستهلكه المدمنون الجدد بشراهة، مما يؤدي إلى امتصاص الجسم لكميات هائلة من هذه المادة الإدمانية والسموم المصاحبة لها في كل نفس.
وحذر من التداعيات الصحية طويلة الأمد لهذه الآفة العصرية، والتي تتضمن التهابات متكررة في الفم والجهاز التنفسي العلوي، وتهيجًا حادًا في المجاري التنفسية، واحتمالية متزايدة للإصابة بالتهابات رئوية مزمنة ونوبات ربو حادة وحساسية في القصبات الهوائية، بالإضافة إلى المخاطر الصحية غير المعروفة للمواد الحافظة الموجودة في السائل الإلكتروني.
وقد فند الدكتور الطراونة، مستندًا إلى التحديث الأخير (2024) للمبادرة العالمية لداء الانسداد الرئوي المزمن، الادعاءات المضللة بأن السجائر الإلكترونية يمكن أن تكون بديلًا للإقلاع عن التدخين، مؤكدًا أنها ليست وسيلة آمنة أو فعالة لتحقيق ذلك. وأشار إلى وجود نحو 2800 حالة موثقة عالميًا لأمراض رئوية خطيرة مرتبطة بشكل مباشر بالتدخين الإلكتروني، بما في ذلك التهاب الرئة وتليف الأنسجة والنزيف داخل الحويصلات الهوائية والتهيج الشديد في الجهاز التنفسي.
وشدد رئيس جمعية الرعاية التنفسية الأردنية على أن الانتشار المتسارع لهذه الآفة بين المراهقين في الأردن يمثل كارثة صحية وشيكة، نظرًا لأن الرئة لا تزال في طور النمو حتى سن الخامسة والعشرين، مما يجعلها أكثر عرضة للتلف الدائم وغير القابل للإصلاح. كما حذر من خطورة التدخين المزدوج، الذي يجمع بين استخدام السجائر الإلكترونية والتقليدية، لما له من تأثيرات مدمرة مضاعفة على صحة الشباب.
وانتقد الدكتور الطراونة بشدة الترويج المكثف للسجائر الإلكترونية في واجهات المتاجر الكبرى وعبر منصات التواصل الاجتماعي، في انتهاك صارخ للاتفاقيات الدولية والقوانين المحلية التي تحظر الترويج لمنتجات التبغ. كما لفت الانتباه إلى التراخي الواضح في تطبيق قانون الصحة العامة الذي يمنع التدخين في الأماكن العامة.
وطالبت جمعية الرعاية التنفسية الأردنية، على لسان رئيسها، السلطات الصحية في الأردن باتخاذ إجراءات رادعة وفورية لمكافحة هذه الآفة الخطيرة، وتغليظ العقوبات على المخالفين، وتفعيل دور عيادات الإقلاع عن التدخين بشكل جاد وفاعل لحماية المجتمع، وخاصة الأجيال الناشئة، من براثن هذا الخطر الداهم الذي يهدد صحتهم ومستقبلهم.
يُذكر أن تقريرًا حديثًا صادرًا عن منظمة الصحة العالمية وضع الأردن ضمن ست دول عالميًا تشهد ارتفاعًا في معدلات تعاطي التبغ، مما يستدعي تحركًا حكوميًا ومجتمعيًا عاجلًا وحاسمًا لمواجهة هذه الكارثة الصحية المتفاقمة التي تحذر منها جمعية الرعاية التنفسية الأردنية بكل قوة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هلا اخبار
منذ 2 أيام
- هلا اخبار
حملة توعوية بمخاطر التدخين في الجامعة الهاشمية
هلا أخبار – انطلقت في الجامعة الهاشمية فعاليات الحملة التوعوية لمكافحة التدخين، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين، الذي يصادف 31 أيار من كل عام، تحت شعار 'لا تنخدع، كلها إدمان'، بالتعاون مع مؤسسة الحسين للسرطان. وأطلق رئيس الجامعة، الدكتور خالد الحياري، إشارة البدء لماراثون الجري الذي انطلق من الحرم الجامعي، بمشاركة عدد كبير من الطلبة، بمرافقة فريق 'طريق السلام' للدراجات النارية. وأكد الحياري حرص الجامعة على تعزيز جهودها في نشر الثقافة الصحية، ورفع مستوى الوعي الصحي لدى الطلبة والمجتمع الجامعي، وتعزيز دورهم في التوعية المجتمعية حول التدخين وآثاره السلبية على الصحة العامة، مشيرا إلى أهمية التعاون مع المؤسسات المعنية بالصحة العامة، إيمانا بدور الجامعة في المشاركة الفاعلة في قضايا المجتمع، وتحقيق الصحة المستدامة، وصولا إلى جامعات خالية من السلوكيات الضارة بالصحة. وهدفت الفعالية إلى نشر الوعي حول مخاطر التدخين، وإدمان 'النيكوتين' الذي يوجد بتراكيز مختلفة في جميع أشكال وطرق التدخين، إضافة إلى ارتباطه المباشر بـ16 نوعا من أمراض السرطان، والذي يعد سببا رئيسيا للوفاة.

عمون
منذ 2 أيام
- عمون
"لا تنخدع كلها إدمان" حملة توعوية بمخاطر التدخين في الهاشمية
عمون - رعى رئيس الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور خالد الحياري انطلاق فعاليات الحملة التوعوية لمكافحة التدخين بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة هذه الآفة الضارة الذي يصادف 31 من أيار من كل عام بعنوان "لا تنخدع كلها إدمان" بالتعاون مع مؤسسة الحسين للسرطان وبتنظيم من كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة، وعمادة شؤون الطلبة، وشملت الحملة مجموعة من الفعاليات التوعوية والمسابقات الرياضية والترفيهية و العديد من النشاطات الهادفة لرفع الوعي الطلابي نحو جامعات خالية من التدخين. وأطلق الدكتور الحياري إشارة البداية لماراثون الجري الذي أنطلق من امام صالة عثمان بدير بمشاركة عدد كبير من طلبة الجامعة يرافقهم فريق طريق السلام للدراجات النارية في إشارة تحفيزية نحو التغيير الإيجابي، وتشجيع المدخنين للإقلاع عن هذه الأفة الخطرة بجميع أنواعها على صحة الانسان. وأكد الدكتور الحياري حرص الجامعة في تعزيز جهودها المستمرة لنشر الثقافة الصحية ورفع الوعي الصحي لدى الطلبة والمجتمع الجامعي وتعزيز دورهم في التوعية المجتمعية حول التدخين وأثاره السلبية على الصحة العامة، مشيراً الى أهمية التعاون مع المؤسسات الوطنية التي تعنى بالصحة العامة، إيماناً بدور الجامعة بالمشاركة الفاعلة في قضايا المجتمع وتحقيق الصحة المستدامة للوصول إلى جامعات خالية من السلوكيات الضارة بالصحة. وهدفت الفعالية الى نشر الوعي حول مخاطر التدخين وإدمان النيكوتين الذي يتواجد بتراكيز مختلفة بكافة أشكال وطرق التدخين إضافة إلى ارتباطه بشكل مباشر بـ 16 نوعا من أمراض السرطان والذي يعد سبب رئيسي للوفاة، كما اشتملت الفعالية على العديد من الإرشادات والنصائح حول كيفية الإقلاع عن التدخين من خلال أنشطة تفاعلية وتجارب تعليمية تحفز على التغيير الإيجابي في حياة المدخنين، وتشجعهم في رحلتهم نحو الاقلاع عن التدخين والتمتع بالحياة الصحية. وحضر فعاليات الحملة التوعوية، نائب الرئيس لشؤون الكليات الإنسانية الأستاذ الدكتور وصفي الروابدة، والدكتورة رهام العكر من مؤسسة الحسين للسرطان، وعميد كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة الأستاذ الدكتور عمر هنداوي، وعميد شؤون الطلبة الأستاذ الدكتور باسل مشاقبة، وعدد من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، والطلبة، وبمشاركة عدد من الداعمين. وعبر الطلبة المشاركين عن تقديرهم لتنظيم الجامعة لهذه الحملة، مؤكدين أنها أضافت لهم الكثير من المعلومات القيمة حول المخاطر الصحية للتدخين وعرفتهم بطرق عدة الإقلاع عنه.

السوسنة
منذ 2 أيام
- السوسنة
حملة توعوية بمخاطر التدخين في الجامعة الهاشمية
الزرقاء - السوسنة انطلقت في الجامعة الهاشمية فعاليات الحملة التوعوية لمكافحة التدخين، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين، الذي يصادف 31 أيار من كل عام، تحت شعار "لا تنخدع، كلها إدمان"، بالتعاون مع مؤسسة الحسين للسرطان.وأطلق رئيس الجامعة، الدكتور خالد الحياري، إشارة البدء لماراثون الجري الذي انطلق من الحرم الجامعي، بمشاركة عدد كبير من الطلبة، بمرافقة فريق "طريق السلام" للدراجات النارية.وأكد الحياري حرص الجامعة على تعزيز جهودها في نشر الثقافة الصحية، ورفع مستوى الوعي الصحي لدى الطلبة والمجتمع الجامعي، وتعزيز دورهم في التوعية المجتمعية حول التدخين وآثاره السلبية على الصحة العامة، مشيرا إلى أهمية التعاون مع المؤسسات المعنية بالصحة العامة، إيمانا بدور الجامعة في المشاركة الفاعلة في قضايا المجتمع، وتحقيق الصحة المستدامة، وصولا إلى جامعات خالية من السلوكيات الضارة بالصحة.وهدفت الفعالية إلى نشر الوعي حول مخاطر التدخين، وإدمان "النيكوتين" الذي يوجد بتراكيز مختلفة في جميع أشكال وطرق التدخين، إضافة إلى ارتباطه المباشر بـ16 نوعا من أمراض السرطان، والذي يعد سببا رئيسيا للوفاة . إقرأ المزيد :