
مسؤول سوري: انتخابات مجلس الشعب بين 15 و20 سبتمبر
وبيّن أنه سيسمح بمراقبة العملية الانتخابية، الأولى منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، من قبل المجتمع والمنظمات الدولية بالإشراف والتنسيق مع اللجنة العليا للانتخابات إضافة إلى ضمان حرية الطعن في القوائم والنتائج.
وأعلن الأحمد زيادة عدد مقاعد المجلس من 150 مقعدا إلى 210، بينهم 70 عضوا يعينهم الرئيس أحمد الشرع ، مشيرا إلى أن نسبة مشاركة المرأة في الهيئات الناخبة تصل إلى 20% على الأقل.
ووفقا لوكالة الأنباء السورية (سانا)، أكد الشرع ضرورة "استبعاد كل من وقف مع المجرمين وأيدهم"، إضافة إلى الأشخاص الذين يدعون إلى التقسيم والطائفية والمذهبية.
ووجه الشرع، الذي تسلم النسخة النهائية من النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب، بمواصلة التقدّم في مسار العمل لضمان مشاركة شاملة تُعبّر عن إرادة السوريين.
وقال الأحمد إن الرئيس الشرع أُطلع على أهم التعديلات التي أُقرت على النظام الانتخابي، بعد جولات اللجنة ولقاءاتها مع شرائح المجتمع السوري وفعالياته.
وأضاف أنه بعد توقيع المرسوم الخاص بالنظام الانتخابي المؤقت، سنحتاج إلى مدة أسبوع لاختيار اللجان الفرعية، ثم نمنح هذه اللجان 15 يوما لاختيار الهيئة الناخبة، وبعد ذلك نفتح باب الترشح مع منح المرشحين أسبوعا لإعداد برامجهم الانتخابية، ومن ثم تُجرى مناظرات بين المرشحين وأعضاء اللجان والهيئات الناخبة.
والتقت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب السوري، الأسبوع الماضي، عددا من ممثلي البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية في سوريا ، بهدف إطلاعهم على مراحل العملية الانتخابية.
يذكر أنه في 18 يونيو/حزيران الماضي، أعلنت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب في سوريا بدء أعمالها، ورجحت تشكيل مجلس الشعب الجديد خلال 60 إلى 90 يوما.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 25 دقائق
- الجزيرة
هآرتس: سياسة التجويع تنهار ونتنياهو يخضع للضغوط الأميركية والدولية
قالت صحيفة هآرتس إن صور حرب التجويع التي نفذتها إسرائيل في قطاع غزة ، والتي وصلت إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر شاشات "فوكس نيوز"، أجبرت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التراجع عن هذه السياسة التي انتهجتها حكومته طوال الأشهر الماضية. وفي مقال تناول وضع إسرائيل الحالي، قال المحلل العسكري البارز للصحيفة عاموس هرئيل إن نتنياهو رضخ للضغوط الأميركية والدولية، وفي مقدمتها الرئيس ترامب، الذي لم يعد قادرا على تجاهل صور الأطفال المجوعين، مما أدى إلى تحول حاد في السياسة الإسرائيلية تجاه قطاع غزة. وأشار إلى أن الحكومة التي كانت تصر حتى وقت قريب على السيطرة الكاملة على المساعدات وتمنع إدخالها إلا عبر مراكز التوزيع العسكرية التي تشرف عليها، اضطرت مؤخرا لفتح ممرات إنسانية، والسماح بإسقاط مساعدات من الجو، وبدء تنسيق مع منظمات دولية مثل الأمم المتحدة والهلال الأحمر الأردني والمصري. ويؤكد هرئيل أن هذا الانقلاب في الموقف الإسرائيلي حتى وإن كان تكتيكيا، فإنه يعكس فشلا ذريعا في السياسة التي سوقتها إسرائيل طيلة الشهور الماضية باعتبارها أداة ضغط على حماس، لكنها انتهت بكارثة إنسانية هزت صورة إسرائيل عالميا ودفعت حتى أقرب حلفائها للتحرك. وفي محاولته لتفسير موقف الرئيس الأميركي الذي ظل متماهيا مع السياسات الإسرائيلية، يقول هرئيل إن "ترامب بدا في الأيام الأخيرة مرتبكا وغير مترابط في موقفه من الحرب على غزة. فتارة يهدد حماس بقوله إن قادتها "يريدون الموت"، وتارة يطالب نتنياهو بوقف الكارثة الإنسانية في القطاع، إلا أنه لم يعد بمقدوره تجاهل الصور المروعة للأطفال الجياع في غزة". ويقول "مع أن ترامب معروف بعدم صبره على التقارير الاستخباراتية، إلا أنه يتأثر بعمق بما يُعرض على شبكته المفضلة "فوكس نيوز". وحينما بثت الشبكة صورا قاسية من غزة، بدأ يتدخل بشكل مباشر، ووجه رسائل لنتنياهو تطالبه باتخاذ خطوات عاجلة". ويرى المحلل العسكري أن نتنياهو اعتقد، بعد انتهاء الدورة الصيفية للكنيست، أنه بات في مأمن من الضغوط الداخلية، وأن حكومته قد ضمنت استمرارها على الأقل حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول، لكن تطورات الأوضاع في قطاع غزة، ولا سيما المجاعة التي بدأت تأخذ طابعا كارثيا، قلبت الطاولة عليه. ويوضح بالقول إن نتنياهو يصرح بأمور كثيرة ومتناقضة لمختلف الأطراف، فقد طمأن وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش ، الذي هدد بالانسحاب من الائتلاف احتجاجا على تسهيلات إسرائيلية في نقل المساعدات لغزة، بأن النصر العسكري قريب. في الوقت ذاته، منح عائلات الأسرى أملا مقيدا باحتمال التوصل إلى صفقة تشمل تحرير نصف الرهائن الأحياء (10 على الأقل) وبعض الجثث (قرابة 15). ويبرز هرئيل تناقض وعود نتنياهو لشركائه في اليمين المتطرف بأن هذه التنازلات مؤقتة، وأنه قريبا، بعد "استرضاء ترامب"، سيعود لشن هجوم حاسم على حماس، ويقول "هل من الممكن أن تغرق إسرائيل غزة بالمساعدات من جهة، بينما تخطط لهجوم عسكري من جهة أخرى؟". ويشير هرئيل إلى أن هذا التناقض يعكس هشاشة الموقف الإسرائيلي، حيث لا تزال الحكومة تتصرف كما لو أنها تتحكم في سير الأحداث، بينما الواقع الإقليمي والدولي يفرض عليها خطوات متسرعة. كما يشير إلى الانهيار الدبلوماسي الذي تواجهه إسرائيل بعد إعلان بريطانيا وفرنسا نيتهما الاعتراف بدولة فلسطينية في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل، ما يعتبره تغيرا نوعيا في المواقف الغربية بسبب تجاهل الحكومة الإسرائيلية للتحذيرات الدولية منذ أشهر من مجاعة وشيكة، وهو ما أكده حتى بعض الجنرالات المتقاعدين ووزراء في الحكومة. ويحاول المحلل العسكري تحليل المشهد في الحكومة الإسرائيلية في ظل الوضع الحالي، فيتحدث عن موقف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، الذي يقول إنه يدعم صفقة تبادل الأسرى ويؤمن بأن الجيش قادر على احتواء التهديد القادم من غزة دون سحق حماس كليا. ويشير هرئيل إلى أن هناك من يعتقد في قيادة الجيش أن تجربة الجنوب اللبناني مع حزب الله -الذي لا يزال أقوى من حماس رغم هزيمته الأخيرة- يمكن تكرارها في غزة: تموضع عسكري، مع هجمات محددة، دون إدارة القطاع بالكامل. وإذا لم يؤخذ برؤية الجيش، فإن زامير يُفضل -حسب هرئيل- اتباع إستراتيجية استنزاف لمحاصرة ربع مساحة القطاع، حيث تتركز القوة المتبقية لحماس. ويتحدث هرئيل عن تسريب متعمد مطلع الشهر حول نية الجيش استدعاء مقاتلي الاحتياط لـ74 يوما، كإشارة إلى التكلفة البشرية العالية لأي غزو بري شامل لغزة. ويبرز هرئيل في المقابل التناقضات داخل هذه الحكومة والتي تعمق الأزمة داخلها، حيث تواصل أحزاب اليمين المتطرف داخل الحكومة، مثل تلك التي يقودها سموتريتش و إيتمار بن غفير ، تعديل أهداف الحرب وتوقيتاتها بما يخدم أجندات طويلة الأمد. ويعلق على ذلك بالقول "إنهم جاؤوا للتهجير والتوطين، وسيبقون للحرب الأبدية". ويرى أن الحرب على غزة أصبحت غطاء لسياسات الضم في الضفة الغربية ، وإعادة إطلاق خطط الانقلاب القضائي.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
حملة رقمية منظمة لغسل يد إسرائيل من تجويع غزة واتهام الأمم المتحدة
في قطاع غزة، حيث يتكئ أكثر من 2.4 مليون إنسان على حافة الموت جوعا، لا يهددهم الجوع وحده، بل أيضا الكذب المصور، والروايات الملفقة التي تنسج فوق أنقاضهم. وبينما يتناقص الخبز والدواء والماء، أطلقت إسرائيل حملة إعلامية منسقة، لا لإغاثة الجوعى، بل لتغيير وجه المأساة، وتوجيه أصابع الاتهام نحو منظمات الإغاثة، والأمم المتحدة، وحركة حماس، بسرقة المساعدات الإنسانية وتخزينها في الأنفاق. في الأيام الأخيرة، سمح لمؤثرين وناشطين أجانب، مؤيدين لإسرائيل، بالدخول إلى مواقع تكدست فيها المساعدات، لتصوير مشاهد معدة بعناية، تظهر الأمم المتحدة وكأنها ترفض توزيع الغذاء، بينما تبرئ الاحتلال من دماء الجوعى، وتبرزه كوسيط عطوف أعاقته البيروقراطية الدولية. لم تكن الحملة مجرد دفاع إعلامي، بل اتهام مباشر، مدروس ومنظم، يستهدف تحميل المسؤولية الكاملة لطرف ثالث، بينما يختفي المحاصِر والمجوِّع من المشهد. في هذا التقرير، تتبعت وكالة "سند" للرصد والتحقق الإخباري بشبكة الجزيرة، خيوط الحملة: من فجوة التوقيت بين إعلان السماح بدخول المساعدات وتفجر الهجوم الإعلامي، إلى الشخصيات التي تبنت السردية، والمقاطع التي جرى ترويجها، والأسئلة التي وضعت عمدا خارج الإطار: من يمنع دخول المساعدات أصلا؟ ومن الذي يقرر من يأكل ومن ينتظر الموت على الحدود؟ نفي "مزاعم" التجويع في 26 يوليو/تموز الجاري، أعلنت إسرائيل السماح بدخول مساعدات إنسانية إلى غزة، وتنفيذ إنزالات جوية بالتعاون مع منظمات دولية، وتحديد ممرات لقوافل الأمم المتحدة، في خطوة قالت إنها تهدف إلى "دحض المزاعم الكاذبة عن وجود تجويع متعمد". لكن بعد ساعات من هذا الإعلان، رصدت "سند" تصاعدا مفاجئا وممنهجا في نشر محتوى مرئي منسق على منصات التواصل الاجتماعي، تضمن مقاطع فيديو لناشطين معروفين بمواقفهم المؤيدة لإسرائيل، يروّجون لرواية تحمل مسؤولية الكارثة في غزة لكل من "حماس ومنظمات الأمم المتحدة"، في محاولة واضحة لإقصاء إسرائيل من دائرة الاتهام. الجيش يتحدث.. والبروباغندا تنتشر في ذات السياق، تبنى ناطقو الجيش الإسرائيلي نفس السردية، مدعين أن إسرائيل لا تقيد دخول الشاحنات، وإنما المشكلة "في عدم استلام المنظمات الدولية للمساعدات وتوزيعها". وغردت ناطقة باسم جيش الاحتلال: "لا تفرض إسرائيل قيودا على عدد الشاحنات التي تدخل إلى قطاع غزة، لكن المشكلة تكمن في استلام المساعدات من المنظمات الإغاثية الدولية والوكالات التابعة للأمم المتحدة، وهو ما يعيق إيصالها المستمر إلى داخل غزة". صور أقمار صناعية تؤكد تكدس المساعدات وتظهر صور أقمار صناعية ملتقطة في تواريخ 4 و22 و26 يوليو/تموز الجاري استمرار تكدس شحنات المساعدات داخل صالات التفريغ في معبر كرم أبو سالم، من دون تسجيل تغييرات جوهرية في حجمها طوال تلك الفترة. كما توضح الصور حدوث تناقص طفيف فقط في كمية المساعدات بين 22 و26 يوليو/تموز، وهو ما يتطابق مع المشاهد التي نُشرت ضمن الحملة الإعلامية، ويؤكد أن المساعدات بقيت في مكانها لفترة طويلة، في ظل عدم توزيعها أو إدخالها بشكل منتظم إلى داخل غزة. وجوه قادت الرواية الناشطة اليهودية، بيلامي بيلوتشي، ظهرت في عدة مقاطع مصورة من مواقع تكدست فيها المساعدات، زاعمة أن "المساعدات تركت حتى فسدت وتعفنت"، مدعية أن "حماس والأمم المتحدة متواطئتان في تكريس هذا الواقع"، وأن "هذه الكارثة ليست من صنع إسرائيل". View this post on Instagram A post shared by bellamy bellucci שׁוֹשַׁנָּה עליה 🧿🇮🇱✡️ (@bellamybellucci) View this post on Instagram A post shared by bellamy bellucci שׁוֹשַׁנָּה עליה 🧿🇮🇱✡️ (@bellamybellucci) ووصف المتحدث السابق باسم الحكومة الإسرائيلية، إيلون ليفي، تكدس المساعدات بأنه "تقصير لا يغتفر"، وقال في مقطع مصور: "شاهدت جبالا من المعكرونة والعدس والحمص وزيت الطهي والسكر والدقيق، كلها تنتظر فقط أن تجمعها الأمم المتحدة"، واعتبر ليفي أن هذا المشهد يجسّد "الفشل الكارثي" لآلية الأمم المتحدة في إيصال المساعدات إلى غزة. كما تهكم الكاتب، إيتان فيشبرجر، الذي خدم سابقا في الجيش الإسرائيلي، من معاناة الغزيين وغرد قائلا: "هناك كميات ضخمة من الطعام، وبحر لا نهاية له من زجاجات المياه بين المساعدات التي ترفض الأمم المتحدة توزيعها، رأيت حوالي 15 ألف زجاجة، كان الطقس في غزة اليوم 104°F، الناس كانوا بحاجة حقيقية لها". وتكرر الأمر ذاته مع المحامي أرسين أوستروفسكي، الذي نشر صورا وفيديوهات زعم أنها توثق مساعدات تكفي 600 شاحنة، قائلا: "لا يمكن للأمم المتحدة أن تلوم إسرائيل بينما تسمح للطعام بالتعفن". مؤسسة "غزة الإنسانية".. ذراع ميدانية في الحملة في ذروة الحملة الإعلامية المنسقة التي شنتها إسرائيل على منظمات الأمم المتحدة، برز اسم "مؤسسة غزة الإنسانية" كأحد الأذرع الرئيسية التي ساهمت في تعزيز السردية الإسرائيلية، عبر منصاتها الرقمية وموظفيها على الأرض. فمن خلال سلسلة منشورات وتسجيلات مصورة، كثفت المؤسسة من المقارنة بين أدائها في توزيع المساعدات، وما وصفته بـ"فشل" المنظمات الأممية، مروجة لفكرة أن المشكلة لا تكمن في القيود الإسرائيلية، بل في عجز الوكالات الدولية عن القيام بدورها. في منتصف يونيو/حزيران الماضي، ظهر العقيد البريطاني المتقاعد ريتشارد كيمب، الذي يعمل مع المؤسسة، في مقطع دعائي أمام أحد مراكزها، مهاجما منظمات الأمم المتحدة بشكل مباشر. وكتب كيمب في تغريدة حصدت مليون مشاهدة على منصة إكس: "أحضرت إسرائيل صحفيين دوليين إلى غزة لمشاهدة المخزون الكبير من المساعدات التي فشلت الأمم المتحدة في توزيعها، بينما كانت تصرخ عن المجاعة، والآن بعد أن انكشف أمرهم، استأنفت الأمم المتحدة التوزيع". كما شارك المتحدث باسم مؤسسة غزة الإنسانية، شابين فاي، مقطعا قال فيه: "هذه ليست مشكلة في الوصول، بل مشكلة في التنفيذ، هناك طعام هنا، لكن الأمم المتحدة لا تملك القدرة على توزيعه، نحن نفعل ذلك، ولكنه ليس كافيا". دعم دولي للرواية الإسرائيلية لم تقتصر الحملة الدعائية على الحسابات المرتبطة بإسرائيل فقط، بل وجدت صداها لدى شخصيات غربية مؤثرة، من دبلوماسيين سابقين وصحفيين وكتاب، ساهموا في تعزيز السردية الإسرائيلية عبر منصات التواصل، مكرّسين خطابا يحمّل الأمم المتحدة مسؤولية المجاعة في غزة، ويبرئ الاحتلال من أي دور مباشر. من أبرز هذه الشخصيات، السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، الذي نشر عبر حسابه على منصة "إكس" تغريدة قال فيها: "من المهم أن يرى العالم هذا. لقد انتقدت الأمم المتحدة كلا من أميركا وإسرائيل على الطعام الذي سلمتاه فعليا لسكان غزة، بينما هي -أي الأمم المتحدة- من تسببت في تعفن كميات هائلة من الطعام. نأمل أن تكشف الصحافة الحقيقة بشأن الأمم المتحدة". كما ظهر العسكري البريطاني السابق أندرو فوكس، الذي يعرف نفسه كمختص في شؤون الشرق الأوسط، في عدة منشورات داعمة للرواية الإسرائيلية، بعد زيارته لمعبر كرم أبو سالم، إذ وثق ما قال إنه "تكدّس متعمد للمساعدات بسبب تقاعس المنظمات الدولية". كما نشر المذيع البريطاني جوناثان ساكيردوتي، عدة مقاطع تظهر المساعدات المتراكمة، مع تعليقات تُحمّل الأمم المتحدة مسؤولية الأزمة. إعلان أما الكاتب البريطاني بات كونديل، فذهب أبعد من ذلك، متهما الأمم المتحدة بـ"التواطؤ مع حماس" في تجويع سكان غزة، وكتب في تغريدة: "الأمم المتحدة منظمة فاسدة تتعاون مع حماس وتُلقي باللوم على إسرائيل. هناك كميات هائلة من الطعام تنتظر التوزيع، لكنهم يرفضون ذلك. يجب سحب تمويل الأمم المتحدة، وعلى الرئيس ترامب أن يطردها من نيويورك". التحليل الشبكي: بنية رقمية تقودها إسرائيل أجرى فريق "سند" للرصد والتحقق تحليلا شبكيا لعينة مكونة من 7 آلاف تغريدة نشرت بين 24 و26 يوليو/تموز 2025، لرصد بنية الخطاب الرقمي الذي سعى إلى تحميل الأمم المتحدة مسؤولية الأزمة الإنسانية في غزة، وتبرئة إسرائيل من تداعيات الحصار. شملت العينة 6046 حسابا و8057 تفاعلا (ما بين إعادة تغريد وردود)، وأظهرت النتائج تبلور شبكة رقمية منسقة، تتفرع من مراكز بث مركزية قادت السردية الإسرائيلية ووجهت تدفق المحتوى نحو المجتمعات الفرعية المشاركة. يوضح تحليل الشبكة -المنجز باستخدام أداة "جيفي" (Gephi)- أن التفاعل الرقمي تركز حول عقدتين رئيسيتين مركزيتين، هما حساب وزارة الخارجية الإسرائيلية (@IsraelMFA) الذي تصدر قائمة الحسابات الأكثر تأثيرا، وقاد المجتمع الأخضر الذي شكل نحو 27.8% من إجمالي الشبكة. وقد لعب دورا محوريا في إنتاج وإعادة تدوير الرسائل الموجهة ضد الأمم المتحدة. والثاني هو الحساب الرسمي لإسرائيل (@Israel) الذي تموضع في صلب المجتمع البنفسجي، وهو التكتل الأكبر بنسبة 32.3%، وارتبط مباشرة بمحور نقاشي استهدف منظمة الأمم المتحدة (UN)، من خلال محتوى يحمّلها مسؤولية تعفن المساعدات وتفاقم المجاعة. كشفت الشبكة أيضا عن تكتلات فرعية ثانوية قادها مؤثرون داعمون للحملة مثل، "إيتان فيشبرجر" (Eitan Fischberger)، و"فرج ألكسندر" (Faraj Alexandre)، و"إيال ياكوبي" (Eyal Yakoby)، إذ لعبت هذه الحسابات دورا في إعادة تدوير الرسائل الأساسية وتضخيمها ضمن مجتمعاتها الخاصة، وهذا ساهم في توسيع انتشار الخطاب وتكريسه في الفضاء الرقمي. نفي أممي وبينما كانت السردية الإسرائيلية تتنقل من منصة إلى أخرى، محملة باتهامات صريحة للأمم المتحدة، تواصلت "سند" مع مصادر داخل عدد من وكالات الأمم المتحدة للوقوف على حقيقة ما يروج. كان الرد واضحا: الأونروا لم يسمح لها بإدخال أي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، بسبب الحصار الإسرائيلي المشدد. وفي تصريح خاص لوكالة "سند"، قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين: "بينما تتهمنا إسرائيل بالتقصير، فإنها تفرض علينا قيودا مشددة تعيق قدرتنا على إيصال الغذاء والدواء والإمدادات الصحية، رغم أننا أكبر وكالة أممية عاملة على الأرض في غزة". وبحسب الفريق الإعلامي للوكالة، فإن نحو 6 آلاف شاحنة مساعدات تنتظر الآن في مصر والأردن للحصول على موافقة للدخول إلى غزة، مؤكدة أن صلاحية محتوياتها أوشكت على الانتهاء. الأونروا نفت أيضا أن تكون المساعدات المتراكمة عند المعبر تابعة لها، مشيرة إلى أن سلطات الاحتلال تتحكم بشكل كامل في معابر الدخول والخروج، بل وفي التنقلات الإنسانية داخل غزة نفسها. وأضافت: "منذ ما يزيد على 22 شهرا، يتم رفض أو عرقلة كل محاولاتنا لتنسيق الحركات الإنسانية". إسرائيل ترسم المشهد كما يظهر تتبع البيانات الأممية، كيف حاولت إسرائيل رسم المشهد الحالي طوال فترة الحرب، عبر استهداف العاملين الإنسانيين، وسيارات المساعدات، وإجبار الشاحنات على سلوك الطريق الذي تسيطر عليه عصابات مسلحة. وحسب المفوض العام بالأونروا، فيليب لازاريني، فقد استمرت إسرائيل في استهداف العاملين الإنسانيين، وقتلت أكثر من 300 من العاملين مع الأونروا وحدها. وفي تطور خطير يعكس حجم الكارثة، حذرت وكالات الأمم المتحدة أمس الثلاثاء من أن غزة لم تعد فقط على شفا المجاعة، بل تخطت عتبتها بالفعل، بعد أن وصلت مؤشرات استهلاك الغذاء والتغذية إلى أسوأ مستوياتها منذ اندلاع الحرب. كما وجه توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، نداء عبر منصة "إكس"، وقال: "لدينا خطة، ولدينا الغذاء، ولدينا فرق العمل. كل ما نطلبه أن يُسمح لنا بالدخول. العالم كله يطالب بذلك، فدعونا فقط نؤدي عملنا".


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
مصادر: كارثة غزة صنعها الإنسان والمجاعة تشتد وتأخر إعلانها لحسابات سياسية
مع تصاعد التحذيرات الدولية وتقارير المنظمات الحقوقية والإنسانية، تزداد مستويات الجوع وتنهار المنظومة الصحية في قطاع غزة على نحو غير مسبوق، ويؤكد برنامج الأغذية العالمي أن 75% من سكان القطاع يواجهون مستويات طارئة من الجوع، وأن ربع السكان تقريبًا يعيشون ظروفًا شبيهة بالمجاعة. وبينما الوقت ينفد أمام استجابة إنسانية شاملة، يؤكد تقرير لمجموعة الأزمات الدولية أن إنقاذ حياة نحو 2.1 مليون فلسطيني يبدأ من فتح المعابر فورًا، لكن نهاية مأساة غزة رهينة بوقف إطلاق النار ورفع الحصار. وفي تصريحات للجزيرة نت، قالت مصادر إن "الكارثة في غزة من صنع الإنسان بالكامل"، وإن تأخير إعلان المجاعة في القطاع سببه حسابات سياسية لدى الأمم المتحدة ، وإن ما يحدث هو "سياسة تجويع ممنهجة" وليست مجرد أزمة غذاء عادية. وتتزامن هذه التصريحات مع تقارير لوزارة الصحة في غزة تقول إن حصيلة الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 قد تجاوزت 60 ألف شهيد، من بينهم 154 شخصا بسبب سياسة التجويع وسوء التغذية وعدم وصول المساعدات الإغاثية والمستلزمات المنقذة للحياة. آلية التوزيع "فاشلة" وتشير مجموعة الأزمات الدولية إلى أن "عسكرة" إسرائيل آليات توزيع المساعدات أوجدت نظامًا "مصممًا للفشل"، حيث فرضت منذ مارس/آذار الماضي حصارًا كليًا على دخول الغذاء، ثم تحولت في مايو/أيار إلى نظام توزيع جديد يخضع لسيطرتها الكاملة. وتضيف المجموعة -في تقرير نُشر على موقعها الإلكتروني بعنوان "افتحوا المعابر لإنقاذ غزة التي تموت جوعا"- أن هذا النظام قلّص بشدة كميات الإمدادات المتوفرة، ولا يسمح إلا بدخول 10% فقط من الاحتياجات الشهرية، ومع ذلك تدّعي إسرائيل أن التشديد يأتي لمنع وصول الغذاء إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) دون تقديم أدلة دامغة على ذلك. ويبين التقرير أن نظام " مؤسسة غزة الإنسانية" -المدعوم من الولايات المتحدة وتديره شركات أمنية خاصة- يترك أفقر وأضعف الفئات من دون غذاء، ويمنع وصول المساعدات إلى مستحقيها عبر آلية رمي الصناديق في مناطق الحشود وترك الناس يتصارعون عليها، مما حول الحصول على الطعام إلى صراع يومي للبقاء، واستفادت منه العصابات المنظمة. وقريب من هذا التحليل، يوضح المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عدنان أبو حسنة أن نقص الأمن في الطرق يؤدي إلى سيطرة الجائعين على قوافل المساعدات، مما يعطل وصولها للجهات الإنسانية المختصة بالتوزيع العادل والفعال، ويزيد من حالة الفوضى والجوع. إحصاءات وأرقام وأمام هذه الصورة "القاتمة" لوصول المساعدات وألية توزيعها، يقول المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة منير البرش إن الواقع الصحي "مرير وصادم"، وذلك مع تجاوز أعداد القتلى عتبة 60 ألفا، من بينهم أكثر من 18 ألف طفل و9 آلاف امرأة و4 آلاف من كبار السن. ويضيف البرش -في تصريحات للجزيرة نت- أن "الاحتلال يقتل طفلًا كل 40 دقيقة، وسيدة كل 70 دقيقة، و90 شخصًا يوميًا؛ يشكلون إجمالي ضحايا القتل اليومي". وهذا الواقع الصحي الذي تحدث عنه المسؤول الصحي في القطاع، تعكسه أيضا المستشفيات التي تشرف عليها وكالة الأونروا، حيث أصبح القطاع الصحي في حالة انهيار كامل، مع استقبال هذه العيادات 18 ألف مريض يوميًا، مع نقص كبير في الأدوية والمكملات الغذائية والفيتامينات، لا سيما المتعلقة بالأطفال دون سن الخامسة والحوامل اللواتي يعانين من سوء تغذية حاد، حسب ما قاله أبو حسنة في تصريحات للجزيرة نت. وحسب تقرير لبرنامج الأغذية العالمي، فإن هناك "واحدا من كل 3 أشخاص بغزة يقضي أيامًا من دون طعام، و75% من سكان القطاع يواجهون مستويات طارئة من الجوع، ونحو 25% يعيشون ظروفًا شبيهة بالمجاعة". ويرى الأطباء أن التأثير الواضح لسوء التغذية هو انهيار وظائف الجسد تدريجيا وصولا إلى الموت جوعا، لكن هناك تأثيرات كثيرة تنتج عن سوء التغذية، وتؤدي إلى أمراض عدة لا يشفى منها الجسد المريض أبدا. إذ يشير تقرير لبرنامج الأغذية العالمي إلى أن سوء التغذية الحاد يهدد جيلا كاملا في غزة، وتؤدي الأمراض الناتجة عن الجوع وفقر الدم إلى تأخر في النمو الجسدي والعقلي لدى الأطفال، وضعف شديد في المناعة، وزيادة خطورة الوفاة نتيجة الأمراض والعدوى. وما ينذر بالرعب أن اختبارات التغذية التي أجرتها الأمم المتحدة على 15 ألف طفل بغزة في يوليو/تموز الجاري أظهرت أن أكثر من 16% منهم يعانون من سوء تغذية حاد، وهي أكثر من العتبة التي تستعملها الأمم المتحدة (15%) لإعلان المجاعة، وأكثر بكثير من 45 التي سُجِّلت في فبراير/شباط الماضي، حسب تقرير مجموعة الأزمات. ويحذر الدكتور البرش من أن "سوء التغذية وفقر الدم يؤديان إلى تأخر النمو الجسدي والعقلي، وضعف في المناعة، وارتفاع خطر الوفاة بسبب الأمراض"، مضيفًا أن نسبة سوء التغذية الحاد ارتفعت من 0.5% إلى 11.5% خلال الشهر الأخير، في ظل حشر السكان في مساحة لا تتجاوز 18% من القطاع. كما يقول أبو حسنة إن "الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد قد يواجهون التقزم أو التقوس إذا لم يعالجوا، في حين يولد الأطفال في غزة بنقص في الوزن وقصر في القامة". مؤكدا أن استمرار الانهيار الصحي ينذر بكارثة إنسانية أعمق في ظل عدم وجود حلول جذرية. كارثة من صنع الإنسان ويشدد مدير مشروع إسرائيل-فلسطين في مجموعة الأمات الدولية ماكس رودنبك على أن إسرائيل "تستخدم الطعام سلاحا بشكل مشين وغير فعال تفاوضيًا"، مؤكدا أن "المأساة الأكثر إلحاحًا، والأكثر قابلية للحل، هي المجاعة الوشيكة التي تتهدد غزة، هذا كارثة كاملة من صنع الإنسان". ويضيف رودنبك أن "فتح المعابر لا يعدو كونه البداية؛ فوقف إطلاق النار وحده هو الذي يخفف الكارثة المحدقة بغزة". ويوضح مدير عام الصحة بغزة أن تأخير إعلان المجاعة في القطاع سببه حسابات سياسية لدى الأمم المتحدة، ويشدد على أن ما يحدث هو "سياسة تجويع ممنهجة" وليست مجرد أزمة غذاء عادية. ويشدد على أن المجتمع الدولي يجب عليه التدخل الفوري لإنقاذ السكان، والعمل من أجل "تدفق المساعدات ويجب أن يكون ذلك دوريًا وكافيًا، وليس مجرد دعاية إعلامية". أما عدنان أبو حسنة، فيؤكد أن الأونروا تملك القدرة اللوجستية لإنشاء مئات نقاط توزيع الغذاء فور دخول المواد، بشرط توفير ممرات آمنة وضمان وصول الإمدادات إلى مستودعات الوكالة لتوزيعها بشفافية وعدل. ويخلص إلى أن الحل يبدأ "بفتح المعابر ووقف إطلاق النار، والسماح للأونروا وجميع المنظمات الإنسانية بالعمل الكامل في القطاع". يذكر أن آخر إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية في غزة تشير إلى تضاعف أعداد الوفيات الناتجة عن سوء التغذية، حيث سجل القطاع ارتفاع ضحايا المجاعة إلى 154 شهيدًا، منهم 89 طفلًا. ورغم دخول بعض شحنات الغذاء، فإن المساعدات التي تصل القطاع تظل قاصرة عن تلبية الاحتياجات المتنامية للسكان المحاصرين، مع تحذير الهيئات الطبية والإنسانية من تفاقم الأوضاع الصحية، وارتفاع معدل الوفيات بشكل متسارع إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة لفتح المعابر وتوفير الغذاء والرعاية الصحية في الأيام القادمة.