
الروابدة يفتتح أعمال المؤتمر الدولي التاسع عشر لجمعيّة اختصاصيي الأمراض الداخليّة
الأنباط -
الروابدة يفتتح أعمال المؤتمر الدولي التاسع عشر لجمعيّة اختصاصيي الأمراض الداخليّة
عمّان-
افتتح رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة اليوم أعمال المؤتمر الدولي التاسع عشر لجمعية اختصاصيي الأمراض الداخلية، في فندق الشيراتون.
وقال الروابدة إن الدولة الأردنيّة نشأت على قاعدة عروبية، صدراً رؤوماً وحضناً دافئاً لكل أهلها وكل من فاء لها، كان هدفها على الدوام تبوأ موقع متقدم في المنطقة، إلا أنّ ظروفها المالية والاقتصادية وشح المصادر الطبيعية كانت عقبة كأداء أمام القيام بدورها والوفاء بحاجات الدولة الحديثة.
وأضاف الروابدة في كلمته خلال رعايته أعمال المؤتمر الدولي التاسع عشر لجمعيّة اختصاصيي الأمراض الداخليّة:" كان السبيل الأمثل لمواجهة التحدي الاعتماد على الانسان وعلى التميز في الانجاز، فالمواطن هو الثروة الطبيعية وهو مادة التنمية وهدفها في الوقت نفسه. فكان إعلان القيادة الهاشمية المستمر أن "الانسان أغلى ما نملك"، فهو المنتج وهو الباني وهو الحامي. إلا ان الانسان بحاجة للقيام بأدواره كلها الى استثمار متميز في حياته وانسانيته وفكره".
وأكّد الروابدة إن الدولة الأردنيّة وجهت استثمارها إلى شؤون المواطن الحياتية، حتى توفر له الخدمات الأساسيّة التي تتيح له التمتع بالحياة فشهدت تلك الخدمات نقلة نوعية أثارت الإعجاب، مضيفاً بأنّ "الدولة وجّهت استثمارها في الوقت نفسه إلى فكر المواطن بنشر العلم والمعرفه، فكانت ثورة التعليم أفقياً وعمودياً، وغدا التعليم الأردني ميزة استفاد منها العديد من الأشقاء والاصدقاء، وحين بدأت تظهر بواكير هذه الاستثمارات، توجه استثمارنا الى صحة الانسان حتى تصبح حياته ممتعة طيلة عمره، قادراً على الانتاج، فكانت النقلة النوعيه في الخدمات الصحية ميزة أردنية الى جانب شقيقتيها الخدمات الأساسية والتعليم".
وقال إنّ الأردن انتقل من خدمات صحية أوليّة متواضعة مع نشوء الدولة، حتى توسعت تلك الخدمات في القطاعين العام والخاص أفقياً وعمودياً، وزادت المؤسسات والكوادر بشكل أساسي وتعمقت التخصصات، وانتقلت من الاعتماد على التعليم في الدول الشقيقة والصديقة إلى الاعتماد الأساسي على مؤسساتنا الأكاديمية والطبية وأصبحت من كبار المصدرين للكفاءات، وبدأ التميز في الخدمات وارتفعت سمعة الطبيب الأردني والطب الأردني، وصارت السياحة العلاجيّة من مصادر الدخل الوطني الرئيسية.
وبين الروابدة أنّ النقلة النوعيّة في الخدمات الطبيّة في العديد من دول المنطقة، رغم تراجع القدرات الاقتصادية لدى العديد من الدول التي كانت تسهم في سياحة الأردن العلاجيّة واسهمت في ذلك جائحة كورونا؛ إذ بدأت تقوم منافسة ايجابية حادة تستقطب أفضل الكفاءات الأردنية.
وأكّد أنّ الظروف المستقبلية تستدعي وقفة جدية تسعى للحفاظ على المستوى المتقدم الذي وصلت إليه المملكة الأردنيّة الهاشميّة، وتحسينه باستمرار.
ولفت الروابدة إلى أنّ المسؤوليّة الرئيسيّة حسب قناعته تقع على نقابة الأطباء وهي ترعى شؤون الطبيب؛ لما لها من دور رئيسي في الحفاظ على سوية الخدمات وتجويدها والاسهام في الرقابة على أدائها، وترفدها في هذا المجال الجمعيات الطبية المتخصصة.
وشدد على أنّ هذه المؤسسات جميعها هي معين العلم والمعرفة والتخصص والتميز في الأداء، ولابد أن تكون المرجع المختص الذي يرفد المؤسسات الطبيّة الرسميّة بكل جديد في الخدمة والأداء والتنظيم.
وقال إنّ المؤسسّة الرسميّة مسؤولة قانونياً عن صحة المواطن وحقه في الحصول عليها بجودة عالية، ولكن القطاع النقابي والتخصصي يملك سلطة قانونيّة كذلك في أداء هذا الواجب، وبتعاون هذه الجهات جميعاً نستطيع الحفاظ على دورنا والتميز المستمر فيه.
وبارك الروابدة جهد الجمعيّة الأردنيّة لإختصاصيي الأمراض الداخلية وإدارتها وجهد شقيقتها العربية وشكر نائب رئيس الكلية الملكية البريطانيه في إدنبره على دورها وتعاونها في هذا المجال.
وأشاد رئيس المؤتمر الدكتور الدكتور نايف العبداللات بجهود جلالة الملك عبد الله الثاني واهتمامه بالقطاع الطبي في الأردني، حتى غدت المملكة الأردنيّة الهاشميّة تتبوأ موقعاً متقدماً على صعيد السياحة العلاجيّة، ومقصداً للأشقاء العرب الذين يبحثون عن أفضل خدمات الرعاية الصحيّة والطبيّة.
ولفت الدكتور العبداللات إلى الجهد الإنساني الطبي للقوات المسلّحة الأردنيّة في تقديم الدعم والإسناد الطبي لأهالي قطاع غزة، مشيداً بدور الخدمات الطبيّة الملكيّة ودورها في ترجمة التوجيهات الملكيّة الساميّة بتقديم الرعايّة الطبيّة على النحو المنشود، وصولاً إلى الشعب الفلسطيني، وتنفيذ الإنزالات الجويّة لأهالي غزّة.
ورحب الدكتور العبداللات بالضيوف من الكلية الملكية البريطانية (أدنبرة)، على ثقتهم العالية بجمعية الأمراض الداخلية الأردنية وتعاونهم لعقد هذا المؤتمر الذي ينعقد دوريا بالتعاون مع هذه الكلية التي تعتبر من أعرق كلياتالطب في أوروبا والعالم.
وذكر أنّ العلاقة مع مع الكلية تعود إلى أعوام كثيرة ، فقد بدأ هذا التعاون في المؤتمر الثامن للأمراض الداخلية مع كليةالأطباء الملكية (أدنبرا) في أيار عام 2006 واستمر إلى هذا اليوم، مشيراً إلى أن الأطباء الأردنيون قد أصبحوا بيوتا منالخبرة التخصصية العالية حتى أصبح الأردن محط أنظار الجميع للاستشفاء والسياحة العلاجية من كافة الدول العربيةوالصديقة.
وقال الدكتور العبداللات "نسير عاما بعد عام في هذه الجمعية التي بلغت منذ تأسيسها ما يزيد على الخمسين عاماوهي تحمل راية العلم في تخصصات الأمراض الداخلية وفروعها وأصبح عدد منتسبيها بالمئات، وكثير منهم حصل علىتخصصات فرعية في دروب الأمراض الداخلية، والتقى منهم في هذا المشهد الكبير كل لسان ليعبرعن خبراته فيتخصص الأمراض الداخلية والفرعية .
وأكّد أنّ المؤتمر يأتي يأتي خطوة جديدة لإتاحة الفرصة لإطلاع الاطباء على آخر المستجدات العلمية في تخصص الأمراض الداخلية وفروعها، وإلى خلق تفاعل إيجابي مع الأطباء المتميزين في العالم، وإلى إبراز الكفاءات الطبية من الأطباء الذين رسخو إمكاناتهم العلمية داخل الأردن وخارجه، وكذلك مد جسور التواصل بين هؤلاء الأطباء وزملائهم في الكلية الطبية الملكية أدنبرة.
وشكر الدكتور العبداللات مواقف القيادة الهاشميّة الرشيدة مع الأهل في قطاع غزّة "فمنذ بضعة عشر عاما وأبناؤنافي الخدمات الطبية الملكية ونقابة الأطباء يقومون على تقديم كل سبل الراحة الطبية والاستشفاء لأهلنا،والمستشفيات الميدانية المتعاقبة خير دليل على ذلك".
وقال الدكتور العبداللات إن جمعية الأمراض الداخلية تعتز بما حققته للمهنة الطبية والقطاع الصحي الأردني، بفضل جهود الرواد والمبدعين الذين ساهموا في إحداث نقلات نوعية في القطاع الطبي الأردني، وتحويل الأردن إلى مركز إقليمي في مجال الخدمة الصحية والسياحة العلاجية، ما جعله في مقدمة الدول التي تتصدّر السياحة العلاجية على الصعيد العالمي.
وأكد أنّ القطاع الصحي الأردني يبذل جهوداً كبيرة للحفاظ على ما حققه من إنجازات في مختلف المجالات، والسعي المستمر لاكتساب الخبرات ورفد كوادره بالعلوم والمعارف المتجددة في المجال الطبي، بما يحسن الخدمات الصحية المقدمة للمرضى، ويعزز تنافسية الأردن في هذا المجال.
وبين الدكتور العبداللات أنّ الإنجازات التي حققها القطاع الطبي الأردني، لم تكن لتتحقق لولا قدرة الأطباء الأردنيين على تجاوز الظروف الصعبة، وحرصهم على بناء منجزهم الطبي في كل المجالات.
وذكر أنّ المؤتمر منح الأطباء الأردنيين الفرصة لتقديم محاضرات واظهار التقدم الطبي الحاصل في المملكة من خلال ٦٠ محاضرة ، مشيراً إلى أنّ المؤتمر يعقد بالتعاون مع الكلية الملكية البريطانية.
ولفت الدكتور العبداللات إلى أنّ المؤتمر يهدف إلى ترسيخ وتعزيز مفهوم التعليم الطبي المستمر لاطلاع الطبيب الأردني على آخر ما توصل آلية العلم في تشخيص الأمراض وعلاجها، خصوصاً في تخصصات الباطنية.
وبين رئيس الجمعية العربية لاختصاصيي الأمراض الداخلية الدكتور محمد غنيمات، أهمية هذا الحدث الطبي السنوي لما يوفره من منصّة للأطباء المشاركين لتبادل الخبرات، والتعرف على كل ما هو جديد في مجال الأمراض الداخلية ومعالجتها.
ويهدف المؤتمر الذي تعقده الجمعية بالتعاون مع الكلية الملكية البريطانية "أدنبرة"، في إطار شراكتهما المستمرة منذ عام 2006، إلى تعزيز التعليم الطبي المستمر، وإطلاع الطبيب الأردني على آخر المستجدات في تشخيص الأمراض وعلاجها، وتبادل الخبرات من نظرائهم في هذا المجال من مختلف الدول المشاركة، بما فيها القطاع الطبي العام والخاص.
ويناقش اختصاصيون في المؤتمر من عدة دول على مدار ثلاثة أيام، العشرات من أوراق العمل العلمية في الأمراض الداخلية وتخصصاتها المتنوعة، وتشمل الجهاز الهضمي، والقلب، والكلى، والأعصاب، والجهاز التنفسي، والغدد الصماء، والسكري، والروماتيزم، والمفاصل، والدم والأورام، والأشعة، والأشعة التشخيصية، والأمراض المعدية.
وافتتح الروابدة على هامش المؤتمر المعرض الطبي الذي تشارك فيه مجموعة من الشركات المعنيّة في القطاع الطبي الداعمة للمؤتمر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الانباط اليومية
منذ 18 ساعات
- الانباط اليومية
الرشق: الاهتمام بالصحة النفسية للكادر الطبي تُعتَبر "ثقافة غير مُنتشرة"
الأنباط - الاحتراق الوظيفي.. الكوادر الطبية على المحك رياض: ضرورة إنشاء الخط الساخن' HOT LINE' لتمكين الطبيب من التواصل الفعَّال مع وزارة العمل الصوالحة: تقليل حِدّة الاحتراق الوظيفي "ضرورة" باعتبارها مسؤولية تقع على عاتق الأفراد والمؤسَّسات الأنباط - كارمن أيمن لأنَّ مِهنة الطِّب تندرج ضمن مِهن المتاعب، فإنَّ الأطباء يبذلون قُصارى جُهدِهم لساعات طويلة لإنقاذ حياة المرضى بشتى السُبل مُتناسين الآثار النَّفسية المُتراكمة عليهم نتيجة الإفراط في تأدية المهام التي رُبَّما تفوق طاقاتهم وقدراتهم، لتصل بهم إلى حالة "الاحتراق الوظيفي". ففي الآونة الأخيرة تزايدت الشكاوى الواردة من الأطباء نظرًا للأعداد الهائلة التي تشهدها المستشفيات، ما دفع وزارة الصحة لإعادة حساباتها للتخطيط طويل الأمد فيما يصبّ بمصلحة الأطباء والمرضى على حدٍّ سِواء، إذ شملت استحداث مراكز طبية في مناطق نائية لتخفيف العبء عليهم. ووِفقًا للمُختصّين، فإنَّ الأردن حتَّى هذه اللحظة يفتقر لأهمية نشر ثقافة التأهيل النفسي للأطباء وكيفية مواجهة ضغوطهم أو الفصل بين حياتهم الخاصّة عن العمل، في ظل حساسيّة وظائفهم التي يتصدرها في المقام الأوَّل تقديم الدعم المعنوي والنَّفسي للمرضى، ما يؤثِّر على جودة الرعاية الصحية ودقِّة اتِّخاذ القرارات الصائبة. ولأنَّ حياة الإنسان هي أغلى ما نملك، فإنَّ إجراء العمليات الجراحية في وقتٍ قد لا يكون الطبيب بحالة جيِّدة يُعتبر خرقًا لأخلاقيات المهنة، إذ أنَّه من الضروري تشديد الرقابة على مدى تطبيق قانون العمل وإنشاء خط ساخن يُشكِّل حلقة وصل بين الكادر والوزارة في حالات الضرورة. وبحسب الدراسات الصادرة عن المجلَّات العلميّة المُحكَّمة فإنَّ الاحتراق الوظيفي في تزايدٍ ملحوظ خاصّةً بعد جائحة كورونا، ويرجع ذلك نتيجة عوامل عِدَّة أبرزها المناوبات الليلية المُتَكرِّرة وعدد المرضى الكبير، إضافةً إلى القيود البيروقراطية والإدارية التي تُفرض عليهم. خطط طويلة الأمد لتحسين الرعاية الصحية وفي هذا السياق، أشارت مديرة مديرية تنمية القوة البشرية في وزارة الصّحّة الدكتورة رائقة الّلوَّاما أنَّ إفراط الطبيب في استخدام طاقاته لتلبية متطلبات العمل الزائدة عن قدراته ستٌقلِّل من جودة عمله وستؤثِّر على الإجراءات الطّبّيّة المُقدَّمة للأفراد بما فيها التشخيص ووصف الدواء. وأضافت أنَّ لِعدد المرضى دورًا محوريًّا يؤثِّرعلى جودة الخدمات المُقدَّمة، إذ أنَّ شكاوى الكوادر الطبية ازدادات في الآونة الاخيرة نتيجة الضغوط النَّاجمة عن أعداد المراجعين، لافتةً إلى أنَّ وزارة الصّحّة تعمل على خطط طويلة الأمد لتُحسِّن جودة الرعاية الصّحّية حتى لا يصل الطبيب لمرحلة الاحتراق الوظيفي. وتابعت أنَّ الخطط تشمل استحداث مراكز صحّيّة إضافية في مناطق تقل فيها المراكز وتكوين فرق طبّيّة فيها لرعاية الحالات البسيطة التي لا تحتاج اختصاص، ما يُسهم في تخفيف العبء على الكوادر في المستشفيات ويُحسِّن جودة الحياة. وأكدت الّلوَّاما على أنَّ الوزارة عقدت ورشة لـ120 شخصًا من جميع الكوادر لتدريبهم على كيفية إدارة عملهم، وستعقد خلال الشهر القادم ورشة من مستوى آخر لتصل كافّة كوادرالمملكة، بالإضافة إلى دورات مهارات التواصل مع المرضى. واختتمت حديثها لـ"الأنباط" بأنَّهم يعملون على إنشاء منصّةٍ إلكترونية عبر الفيسبوك ستتضمَّن تدريبات مُسجَّلة ومختصَّة بالصّحّة النفسية للكوادر الطّبّيّة. من جانبها، بينت مسؤولة قسم الباطنية والجراحة في إحدى المستشفيات الخاصَّة دُنى الرشق أنَّه قد تزيد عدد ساعات العمل عن الـ9 ساعات، ويكون ذلك وِفقًا لطبيعة الحالات القادمة للمستشفى، مشيرةً إلى أنَّ الأثر النَّفسي والجسدي الذي يتعرَّض له المُمرِّضين قد ينعكس عليهم وعلى المرضى نتيجة ضغط العمل. وتابعت أنَّه على الرغم من ذلك، إلَّا أنَّه في حالات نادرة جدًّا قد يؤثِّرالضغط النفسي أو الجسدي على جودة الرعاية الصّحّيّة لدى المرضى، لأن الطبيب في هذه الحالات يفوِّض الطبيب المُساعد لاتِّخاذ القرارات الَّلازمة لمعالجة المرضى، لاسيما أنَّهم بحاجة لِـدعم نفسي مُكثَّف. وأكَّدت أنَّ المستشفيات تفتقر لوجود دورات تدريبية لتحسين الصّحّة النفسية للكادر الطّبّي، ويعود ذلك كونها "ثقافة غير مُنتشرة"، منوِّهةً على أنَّ الجامعات أغفلت في تدريسها آلية فصل الكوادر لحالاتهم النفسية والخاصّة عن العمل. وأوضحت أنَّه وِفقًا لصلاحيات عملها، فإنَّها تمنح المُمرّضين فرصة أخذ استراحة لاسيما أنَّ عملهم متواصل، وتقترح عليهم أخذ إجازات عند حالات الإرهاق الجسدي والتعب النفسي، بالإضافة إلى الاستماع لمشكلاتهم ومحاولة طرح الحلول المُلائمة. وأضافت أنَّها تعرَّضت كرئيسة قسم للضغط النفسي نتيجة تأثُّرها بحالة إحدى المُصابات التي كان يصعُب معالجتها نتيجة فقدانها الوعي، ورغمًا من عدم قدرة المريضة على الكلام إلَّا أنَّها تحسَّنت واستطاعت الحديث في ظل وجود الكادر الطّبّي وذويها إلى جانبها، لافتةً إلى أنَّ الدعم المعنوي هو أساس عملهم. وفي السياق، أوضح استشاري الأمراض النسائية والتوليد الطبيب عبد الرؤوف رياض أنَّ العمل في القطاع الخاص مُرهِق أكثر من القطاع الحكومي، فعلى الرغم من اعتمادهم على كم أقل من المرضى إلَّا أنَّهم مُستعدين على مدار الساعة، لافتًا إلى أنَّ طبيعة التعب تختلف من قطاعٍ لآخر. وتابع أنَّ الطبيب يتعرَّض بكثرة لعوامل التعب والإرهاق، لكن حتّى يتفادى التّشخيص الخاطئ أو اتِّخاذ قرارت غير صائبة فإنَّه يجب ألَّا يُكلِّف نفسه فوق طاقته، أو إجراء عمليات جراحية بعد عمل يستمر لأكثر من 48ساعة. وأكَّد الرياض خلال حديثه لـ"الأنباط" أنَّ هذا ما يجري في بعض المستشفيات التعليمية، موضِّحًا أنَّ معالجة المرضى عند شعور الطبيب بأنَّه ليس بحالة جيِّدة سواءً من الناحية النفسيّة أو الجسدية، لا يُعتبر من أخلاقيات المهنة. وأشار إلى أنَّ التقليل من تأثيرات الطبيب النفسية والجسدية على جودة الرعاية الصحّيّة يكمن في تطبيق قانون العمل بشكلٍ رسمي ورقابي من خلال وجود خط الساخن' HOT LINE' يُمكَّن الطبيب من التواصل الفعَّال مع الوزارة وتقديم الشكوى المُتعلِّقة بالعمل لِساعات إضافية دون التصريح المُباشر باسم الطبيب. يُذكرأنَّ الدراسة المنشورة في مجلة "JAMA Network Open" عام 2022 كشفت أنَّ ما يقارب 63% من الأطباء في الولايات المتحدة أبلغوا عن عَرَض واحد على الأقل من أعراض الاحتراق الوظيفي في عام 2021، وهي زيادة كبيرة مقارنة بالسنوات السابقة، وتفاقمت بشكلٍ واضح بعد جائحة كوفيد-19 التي وضعت ضغوطًا غير مسبوقة على الأنظمة الصحية والعاملين فيها. في هذا الإطار، أشار الطبيب النفسي أشرف الصالحي إلى أنَّ الاحتراق الوظيفي لدى الكوادر الطّبّيّة ليس مُجرَّد شعور بالتعب أو الإرهاق العابر بعد يوم عمل شاق، مُستنِدًا إلى وصف مُنظَّمة الصّحّة العالميّة (WHO) في تصنيفها الدولي للأمراض أنَّه "متلازمة يُنظر إليها على أنَّها ناتجة عن إجهاد مُزمن في مكان العمل لم تتم إدارته بنجاح". وأوضح أنَّها تتضمَّن ثلاثة أبعاد رئيسية تكمُن في الشعور بانعدام الكفاءة والإنجاز، الإرهاق العاطفي والجسدي، وتبلُّد المشاعر والسُخرية، إذ يَفقد الطبيب تعاطفه مع المرضى ويعاملهم كأرقام أو كحالات مرضية مُجرَّدة. وفسَّر الصالحي وجود عوامل مُسبِّبة تعود لعبء العمل المفرط، ففي دراسة حديثة في "The Lancet" (2023) أشارت إلى أنَّ كل ساعة عمل إضافية فوق الـ 40 ساعة أسبوعيًا تزيد من خطر الاحتراق الوظيفي بشكلٍ ملحوظ لدى الأطباء، بالإضافة لعامل فقدان السيطرة والاستقلالية ونقص التقدير، ضعف العلاقات بين الزملاء وغياب الدعم الاجتماعي في بيئة العمل، والشعور بالعزلة. وتابع أنَّ التعرُّض المُستمر لمعاناة المرضى وصدماتهم يُمكن أن يؤدي إلى استنزاف عاطفي عميق، خاصّة في تخصصات مثل طب الطوارئ، العناية المركزة، والأورام، ففي دراسة في "Journal of Traumatic Stress" (2021) أوضحت العلاقة القوية بين التعرُّض للصدمات الثانوية وزيادة معدلات الاحتراق لدى العاملين في المجال الصحي. ودعا الصالحي خلال حديثه "للأنباط" إلى ضرورة تقليل حِدّة الاحتراق الوظيفي باعتبارها مسؤولية تقع على عاتق الأفراد والمؤسَّسات من خلال إتاحة الوصول السرّي والسهل لخدمات الاستشارة النفسية، وإقامة ورش عمل حول إدارة الإجهاد وتعزيز المرونة النفسية، إذ أظهرت دراسة "Mayo Clinic Proceedings" (2022) أنَّ المؤسسات التي تستثمر في رفاهية الأطباء تشهد معدلات احتراق أقل. ودعا إلى تدريب ذوي الاختصاص لتحديد علامات الاحتراق لدى فِرَقِهم وتقديم الدعم المناسب، بالإضافة إلى قياس ومتابعة مستوياته بانتظام عبر استبيانات موثوقة لتقييم الوضع بشكلٍ دوري واتِّخاذ الإجراءات التصحيحية بناءً على النتائج، لافتًا إلى أهمّيّة وضع الطبيب حدود للطلبات الإضافية التي تفوق طاقته والفصل بين الحياة المهنيّة والشخصيّة، وأخذ إجازات منتظمة، فضلًا عن الاهتمام بالصّحّة الجسدية.

عمان نت
منذ 2 أيام
- عمان نت
الصحة توضح طبيعة انتشار "جدري الماء" وتعلن عن إدخال المطعوم ضمن برنامج التطعيم الوطني
تشهد بعض المدارس في مناطق مختلفة من المملكة ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بمرض جدري الماء (الحماق) بين الطلبة، ما دفع وزارة الصحة إلى التأكيد على أهمية الوقاية والتوعية المجتمعية، والإعلان عن إدخال المطعوم الخاص بالمرض ضمن برنامج التطعيم الوطني بدءًا من شهر كانون الأول المقبل. وأوضح الدكتور أيمن المقابلة، مدير إدارة الأوبئة في وزارة الصحة، في حديث لراديو البلد أن الفئات العمرية الأكثر عرضة للإصابة تتراوح بين خمس سنوات إلى أربعة عشر عامًا، مشيرًا إلى أن المرض فيروسي سريع الانتقال عن طريق الجهاز التنفسي، ويتميز بنسبة عدوى عالية. وقال المقابلة إن الأعراض تبدأ بارتفاع في الحرارة، يليه صداع وألم في المفاصل، ثم يظهر طفح جلدي على شكل بقع حمراء تتحول إلى حويصلات، لافتًا إلى أن المرض يمنح المصاب مناعة دائمة بعد الإصابة. وبين أن فترة الحضانة للفيروس تمتد بين 10 إلى 20 يومًا من لحظة التعرض، فيما تمتد فترة العدوى من يومين قبل ظهور الطفح الجلدي وحتى أسبوع بعد ظهوره، ما يعني أن المصاب يظل معديًا لمدة تصل إلى تسعة أيام. ووفق بيانات دائرة الإحصاءات العامة، فقد شهد العام 2023 ارتفاعًا بنسبة 178% في عدد الإصابات، مقارنة بالعام الذي سبقه، إذ سجلت أكثر من 19 ألف حالة. وفي عام 2024، ارتفع الرقم إلى 28 ألف إصابة، ويُعزى ذلك إلى العودة إلى الاختلاط المجتمعي بعد فترة الحجر والإجراءات الاحترازية المرتبطة بجائحة كورونا. وأكد المقابلة أن الوزارة ستبدأ بتطعيم الأطفال بعمر سنة واحدة ضد جدري الماء مع بداية شهر كانون الأول 2025، مشيرًا إلى أن الجرعة الواحدة توفر حماية بنسبة 87%، كما أن المطعوم يقلل من شدة الأعراض لدى النسبة القليلة التي قد تصاب رغم التطعيم. وأوضح أن الفئات ذات الاختطار العالي مثل حديثي الولادة وكبار السن هم الأكثر تأثرًا بمضاعفات المرض، مؤكدًا أن الوزارة تدرس إمكانية توفير المطعوم لبعض الأطفال من ذوي الحالات الصحية الخاصة كاستثناءات. وختم الدكتور المقابلة بالتأكيد على أن جهود وزارة الصحة متواصلة لتأمين المطاعيم الأكثر أهمية وانتشارًا ضمن البرنامج الوطني، مع تقديمها مجانًا لجميع الأطفال المقيمين على أرض المملكة، انطلاقًا من التزامها بالصحة العامة.


الدستور
منذ 4 أيام
- الدستور
الأميرة منى تؤكد أهمية الاستثمار في الكوادر التمريضية
عمان - شاركت سمو الأميرة منى الحسين، راعية التمريض والقبالة في إقليم شرق المتوسط ورئيسة المجلس التمريضي الأردني، في حفل إطلاق «تقرير حالة التمريض العالمي 2025»، الذي نظمته منظمة الصحة العالمية والمجلس الدولي للتمريض.وتضمن احتفالية عالمية، بالإضافة إلى جلسة لقادة إقليم شرق المتوسط بعنوان: «تحدي التمريض الآن التمريض في القرن الحادي والعشرين: رؤى من شرق المتوسط»، وكذلك احتفالية خاصة لإقليم شرق المتوسط نظمتها وزارة الصحة في دولة الإمارات العربية المتحدة.وألقت سموها كلمة مسجلة عن بعد خلال الحفل الذي تزامن مع اليوم العالمي للتمريض، والذي يصادف في 12 أيار من كل عام، أكدت فيها أهمية الاستثمار الاستراتيجي في الكوادر التمريضية، مشددة على الدور المحوري الذي يلعبه الممرضون في تحقيق التغطية الصحية الشاملة.وأشارت سموها إلى أن التقرير يسلط الضوء على الإنجازات والتحديات التي تواجه مهنة التمريض عالميا، مبينة أن الممرضين ليسوا مجرد مقدمي رعاية، بل شركاء أساسيون في بناء أنظمة صحية مرنة.ودعت الحكومات والشركاء الدوليين إلى تبني سياسات تدعم تعليم التمريض، وتوفر بيئات عمل آمنة، وتضمن حقوقا عادلة للكوادر التمريضية، مؤكدة ضرورة الاستثمار في تطوير وتعزيز أدوار الممارسة التمريضية المتقدمة بشكل أوسع في المؤسسات الصحية.كما لفتت إلى أن الأردن، برؤية قيادته، يقدم نموذجا يحتذى في تمكين الممرضين، مشيدة بجهود الكوادر التمريضية الأردنية خلال جائحة كورونا، حيث كانوا في خط الدفاع الأول، وأكدت أن جهودهم تستحق كل تقدير ودعم.وأشار التقرير إلى أن «الدول التي تستثمر في التمريض تسجل تحسنا بنسبة 25 بالمئة في مؤشرات جودة الرعاية الصحية».وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس: «لا يمكننا تجاهل عدم المساواة التي تميز مشهد التمريض العالمي، في يوم التمريض العالمي، أدعو الدول والشركاء إلى استخدام هذا التقرير كعلامة إرشادية، تظهر لنا من أين بدأنا، أين نحن الآن، وإلى أين يجب أن نصل وبأسرع وقت ممكن.» كما أكدت رئيسة المجلس الدولي للممرضين (ICN)، الدكتورة باميلا شيبريانو، ضرورة الاعتراف بقيمة الممرضين وتمكينهم كعوامل للتغيير الإيجابي في النظم الصحية.وأشار الرئيس التنفيذي للمجلس الدولي للممرضين، هوارد كاتون، إلى القضايا المستمرة مثل النقص العالمي في التمريض والتوزيع غير العادل للقوى العاملة، مؤكدا أهمية الاستثمار الفوري في التمريض لتحقيق التغطية الصحية الشاملة.وشاركت مستشارة سمو الأميرة منى للصحة والتنمية والمجتمع الدكتورة رويدا المعايطة، بشكل فاعل كمتحدث رئيسي في احتفالية إقليم شرق المتوسط، وكذلك في الاحتفال العالمي بيوم التمريض العالمي الذي أقامته منظمة الصحة العالمية والمجلس الدولي للتمريض.وأكدت الدكتورة المعايطة، أن الأردن يواصل تعزيز مكانة التمريض كأولوية وطنية، عبر شراكات دولية ومبادرات محلية تترجم رؤية سمو الأميرة منى الحسين وتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني. (بترا)