
حلم تحرير العراق ومآلاته (2)
في الجزء الأول من هذا المقال تركنا سؤالاً كبيراً برسم قراءة المشهد الداخلي للقوى السياسية العراقية، ومن قبله خريطة التعامل الأميركي مع إيران في العراق، وهو جوهر مشروع القانون الذي عليه بنى ويلسون وبانيتا مشروعهما المقدم للكونجرس الأميركي، فالأصل هو تقليم أظافر إيران وإعادة تموضعها في المساحة التي حددتها السياسة الأميركية منذ الثورة الخمينية.
شهد النهج الأميركي تجاه دور إيران في العراق تحولاً ملحوظاً صعوداً وهبوطاً، عبر مختلف الإدارات الرئاسية منذ غزو العراق عام 2003، سواء من قبل الجمهوريين الذين نفذوا خطة الغزو، أو الديمقراطيين الذين ورثوا حالة يبنى عليها من ترتيب جغرافيا الخليج العربي وتوازنات القوى فيه، وهو ما عكس -بطبيعة الحال- التغيرات في السياسة الأميركية مع إيران، وقد اتبعت كل إدارة منذ الغزو إستراتيجيات مميزة متأثرة بالديناميكيات الإقليمية، والسياسة الداخلية، وتطور مشهد التهديدات في العراق.
أراد ترامب أن يستعيد الرؤية الجمهورية في التعامل مع إيران وأذرعها في العراق، فانسحب من خطة العمل المشتركة عام 2018، واعتمد حملة ضغط قصوى ضد إيران، شملت عقوبات وتهديدات عسكرية
إدارة بوش -التي غزت العراق- استخفت في البداية بقدرة إيران على التأثير في عراق ما بعد صدام، لا سيما مع حالة الترحاب التي وجدتها واشنطن بغزوها للعراق، وهو ما تمثل في فتوى المرجع العراقي علي السيستاني بعدم جواز مقاومة القوات الأميركية، لكن مع الوقت تنامي تمرد الميليشيات الموالية لإيران، في حالة أرادت فيها الأخيرة أن تثبت موقفاً بوضع أذرعها في معادلة العراق الجديد، وكذا تغيير الحالة الديمغرافية التي استقر عليها العراق طوال تاريخه؛ لذا بدأت إدارة بوش إلقاء اللوم على الميليشيات في حالة عدم الاستقرار والحرب الطائفية التي شهدها العراق، ما أدى إلى مواجهات مباشرة. ومع ذلك، ظهرت قنوات اتصال سرية مع إيران في عامي 2007 و2008، لمناقشة الأمن العراقي.
مع انتهاء الولاية الثانية لبوش، ركزت حملة أوباما الانتخابية على إنهاء حرب العراق، وإعادة توجيه السياسة الخارجية الأميركية نحو الدبلوماسية، فسحب قواته المقاتلة من العراق عام 2011، وهو ما فتح الباب أمام أمرين مهمين، الأول ظهور تنظيم الدولة، وبالتبعية -ولملء الفراغ الأمني، ومع صدور فتوى المرجع السيستاني بما عرف بفتوى "الجهاد الكفائي"- رسخت أقدام الميليشيات، وساهمت أميركا إلى حد بعيد في تسليح هذه الميليشيات وتدريبها.
واكتسبت الميليشيات الموالية لإيران شرعية، وأصبحت ورقة ضغط لعبت بها إيران في اتفاقها النووي مع أميركا والغرب، قبل أن يجد أوباما نفسه محشوراً في الزاوية، ما جعله يفتح ملف النفوذ الإيراني في العراق لوضع الخطط لمواجهته، لكن بالمحصلة أدت سياسات أوباما إلى تنامي النفوذ الإيراني، الذي استغل ظهور تنظيم الدولة في كسب مزيد من النفوذ لأذرعه في العراق.
أراد ترامب أن يستعيد الرؤية الجمهورية في التعامل مع إيران وأذرعها في العراق، فانسحب من خطة العمل المشتركة عام 2018، واعتمد حملة ضغط قصوى ضد إيران، شملت عقوبات وتهديدات عسكرية، توّجها باغتيال قاسم سليماني، مهندس إدارة الميليشيات وتدريبها والتخطيط لها في العراق، ومعه قائد ميليشيا الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، كما أعطى الضوء الأخضر لسلاح الجو الإسرائيلي لشن هجمات على الميليشيات العراقية في سوريا ولبنان، وحتى في اليمن، وضغط على الحكومات العراقية لتقليص نفوذ الميليشيات، لكنه فوّت فرصة الاستفادة من الحراك الشعبي المنادي بإعادة تشكيل الحياة السياسية العراقية، والرافض للميليشيات الموالية لإيران وأذرعها السياسية.
منذ الغزو، تسيطر الأحزاب الموالية لإيران على المشهد حتى مع وجود خجول للأحزاب السنية، بعد أن قررت هيئة علماء المسلمين في العراق الانسحاب من المشهد برفضها العملية السياسية، وهي القوة التي كانت مؤثرة في النضال ضد الاحتلال
ومع وصول بايدن إلى البيت الأبيض، لم يختلف الأمر كثيراً عن ما كان عليه الحال في ولاية الرئيس أوباما… كثير من المحللين يرون أن فترة بايدن هي الولاية الثالثة لأوباما؛ فازداد نفوذ إيران في العراق، حتى إن بايدن تبنى سياسة الاحتواء فأراد أن يطبع العلاقات الخليجية مع إيران، وهو ما شهده مؤتمر بغداد الذي ضم دول الخليج والعراق وإيران، وحضره الرئيس الفرنسي، وكان ذلك في عهد رئيس الوزراء الكاظمي، لكن هذه السياسة لم تزد طهران إلا مزيداً من النفوذ، ولم تزد الأميركيين إلا خساراً.
في خضم هذا التطويف، كانت الحياة السياسية في العراق، التي هندستها أميركا بعد الغزو، تذهب بعيداً عن ما كان مخططاً لها بإقامة نظام ديمقراطي؛ فالمحصلة أن المحاصصة بين مكون واحد كانت سيدة الموقف، والتهميش كان من نصيب باقي المكونات، وحتى الطوائف الممثلة في المنظومة السياسية، على الرغم من تهميشها لا يجد من يمثلها غضاضة في الحج إلى طهران ليجد لنفسه مكاناً في الحالة السياسية، وإلا كان مصيره الطرد، وإن عارض قد يحيّد.
منذ الغزو، تسيطر الأحزاب الموالية لإيران على المشهد حتى مع وجود خجول للأحزاب السنية، بعد أن قررت هيئة علماء المسلمين في العراق الانسحاب من المشهد برفضها العملية السياسية، وهي القوة التي كانت مؤثرة في النضال ضد الاحتلال، وتكلست عند هذا الموقف، ولم تفهم المعطيات والمستجدات وتتفاعل معها. وبالنتيجة، هيمنت الأحزاب الموالية لإيران حتى يومنا هذا على المشهد والقرار السياسي، بعد أن عطلت سنة التدافع بغياب المكون السني الذي عقدت عليه الطائفة آمالاً.
أحدثت ثورة تشرين حالة مبدعة للتعايش السلمي بين جميع طوائف وتيارات المجتمع العراقي؛ فعلى الرغم من أن انطلاق الثورة وامتداداتها كانت في المحافظات الشيعية، فقد شارك فيها كثير من النشطاء السنة في المحافظات المختلطة وفي بغداد. مع ذلك لم تكن القوى الثورية على قدر الحدث، إذ افتقرت إلى رؤية إستراتيجية لشكل عراق ما بعد الميليشيات، ولم يكن البديل الشبابي مهيأ لاستلام دولة فسيفسائية كبيرة كالعراق، كما أن المنظومة الحاكمة تحتاج لإعادة نظر، لكون العراق بتنوعه المذهبي والديني سيرفض الحكم الثيوقراطي باللباس المدني، الذي فرضته إيران وارتضته أميركا، وهي معضلة أخرى تحتاج نظراً.
تكمن المشكلة التي يريد ويلسون وبانيتا حلها في العراق في أميركا، لا في العراقيين ولا في إيران. فبالنسبة لإيران، وجدت منطقة رخوة وإدارة أميركية مترددة في الكثير من الأحيان، ومتخاذلة أكثر، فاستفادت من الحالة للتمدد، وهو التمدد الذي تعدى العراق إلى لبنان وسوريا واليمن على مستوى النفوذ، وإلى أفريقيا وآسيا وأوروبا على مستوى بناء النفوذ.
وبالنسبة للعراقيين، هم يحتاجون إلى إعادة النظر في أنفسهم واكتشاف العراق الحقيقي الحاضن لكل التيارات والطوائف والمذاهب، من غير إقصاء ولا تهميش، عراق يقبل الآخر، ولا يرى ترفاً في الاستغناء عن جهد أحد من أبنائه، وهو ما تم تجريفه خلال السنوات العشرين الماضية، لكنه مع ذلك قادر على إزاحة كل هذه الرواسب، وبناء عراق جديد قوي يكون إضافة لأمته العربية وللإنسانية كما كان، حتى لا تكون مآلات حلم تحرير العراق مغامرة جديدة من رعاة البقر الأميركيين، فيدخل العراق في دوامة فوضى جديدة، شعبه والأمتين العربية والإسلامية في غنى عنها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
إيران تعتقل 22 "عميلا" لإسرائيل في قم
أفادت وكالة مهر الإيرانية بأن السلطات اعتقلت 22 شخصا مرتبطين بأجهزة استخبارات إسرائيلية في قم خلال 8 أيام من الحرب الإسرائيلية على إيران. وأوضحت الوكالة نقلا عن رئيس استخبارات الشرطة في المحافظة الواقعة بوسط إيران أنه منذ بدء الضربات الإسرائيلية في 13 يونيو/حزيران الجاري تم "التعرف على 22 شخصا واعتقالهم لاتهامهم بالارتباط بأجهزة التجسس التابعة للكيان الصهيوني وبلبلة الرأي العام". وكانت إيران أعلنت أول أمس الخميس توقيف 24 شخصا بتهمة التجسس لصالح إسرائيل والعمل على تشويه صورة البلاد، بحسب بيان نقلته وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء. وقال قائد شرطة غرب طهران كيومرث عزيزي في البيان "تم توقيف 24 شخصا كانوا يتجسسون لصالح العدو الصهيوني على أرض الواقع وعبر الإنترنت، وكانوا يحاولون زعزعة الرأي العام وتشويه وتدمير صورة النظام المقدس للجمهورية الإسلامية الإيرانية". وفي وقت سابق أمس الجمعة، أفادت وكالة تسنيم بأنه تم اعتقال جاسوس من جنسية أوروبية. وأوضحت الوكالة أنه تم اعتقال "مواطن أوروبي كان يريد التجسس على مناطق حساسة في البلاد" في جنوب غربي إيران، من دون أن تحدد هويته أو تاريخ التوقيف. وأضافت أنه "توجه إلى البلاد بوصفه سائحا مع بدء الهجوم الوحشي للنظام الصهيوني". وكانت شرطة محافظة خوزستان غربي إيران أعلنت القبض على عميل لإسرائيل و4 من مؤيدي إسرائيل في مدينة مسجد سليمان. وقالت إن العميل تلقى مبالغ مالية لترويج الشائعات وتصوير مواقع حساسة والتحريض على الشغب. وفي سياق متصل، قال مجلس الأمن القومي الإيراني إنه "سيمنح المتعاونين مع النظام الصهيوني فرصة حتى الأول من يوليو/تموز لتسليم مسيّراتهم مقابل عفو". وشنت السلطات الإيرانية حملة واسعة لوقف الاختراقات الأمنية في البلاد بعد أن كشفت الحرب عن ثغرات أمنية كبيرة في إيران بعد عمليات اغتيال القادة والعلماء. إعلان وأعلنت على مدار الأسبوع الماضي اعتقال عدد من الأشخاص في محافظات عدة قالت إنهم على علاقة بإسرائيل واستخباراتها الخارجية (الموساد). ومنذ فجر 13 يونيو/حزيران الجاري بدأت إسرائيل بدعم ضمني من الولايات المتحدة هجوما واسعا على إيران سمته " الأسد الصاعد" وقصفت خلاله منشآت نووية وعسكرية في مناطق مختلفة، واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين، كما استهدفت مقار مدنية وسيادية، منها مبنى التلفزيون الرسمي.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
حرائق في مبان وسط إسرائيل جراء موجة صاروخية إيرانية جديدة
قال الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر من صباح اليوم السبت إنه فعل صفارات الإنذارات في عدة مناطق عقب إطلاق صواريخ من إيران، ودعا الإسرائيليين إلى التزام الملاجئ، في حين دوت انفجارات في مناطق وسط إسرائيل. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن منظومات الدفاع الجوي اعترضت 5 صواريخ إيرانية. وقال الحرس الثوري الإيراني إن الموجة الصاروخية الـ18 استهدفت مطار بن غوريون وعددا من المراكز العسكرية، مشيرا إلى أن الهجوم تم باستخدام صواريخ باليستية ومسيرات انتحارية من طراز شاهد 136. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن موجة الصواريخ الإيرانية الجديدة كانت موجهة لمنطقة المركز في تل أبيب الكبرى، مشيرة إلى أن فرق الإطفاء والإنقاذ في طريقها إلى غوش دان بعد اندلاع حريق في مبنى من 3 طوابق. وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن صاروخا إيرانيا وشظايا صواريخ اعتراضية سقطوا في موقع وسط إسرائيل والإسعاف يتوجه إلى المنطقة، مشيرة إلى أن صاروخا أصاب مبنى في تل أبيب الكبرى والإسعاف يتوجه إلى المنطقة. وأضاف المصدر ذاته أن حريقا اندلع في مبنى بمدينة حولون وسط إسرائيل جراء الرشقة الصاروخية الأخيرة من إيران. وقد دوت صفارات الإنذار في منطقة تل أبيب الكبرى مع استمرار محاولات اعتراض صواريخ إيرانية. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن دوي انفجارات سمع في سماء تل أبيب و القدس و حيفا ومناطق السهل الساحلي. اعتراض مسيرتين وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن سلاح الجو اعترض مسيرتين بعد منتصف الليلة وفجر اليوم تسللتا نحو حيفا وشمالي إسرائيل. وفي وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي "سقوط المسيرة التي أطلقت من إيران في منطقة مفتوحة بالجولان". وقال الجيش الإسرائيلي إن أسقط هدفا جويا مشبوها تسلل إلى منطقة الغجر، واضاف في بيان صدر بعد منتصف الليلة الماضية إن سلاح الجو اعترض منذ صباح الجمعة أكثر من 15 مسيرة أطلقت من إ يران. وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن الجيش بدأ في نصب بطاريات منظومة برق الدفاعية في مناطق مختلفة لاعتراض مسيرات إيران. ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مستشفيات إسرائيلية أن 33 شخصا أصيبوا في ضربة إيرانية على حيفا الجمعة. وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن أمس الجمعة استهداف مناطق واسعة في شمال إسرائيل بصواريخ بعيدة المدى، وثقيلة جدا، بعد ساعات من هجوم على بئر السبع. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن عدة صواريخ سقطت في حيفا شمالا وفي منطقة غوش دان -التي تضم تل أبيب – في الوسط وفي بئر السبع جنوبا. وأحصت الجبهة الداخلية الإسرائيلية مئة مصاب في القصف على حيفا وبئر السبع، بينهم حالات خطِرة، في حين أفادت إدارة الإطفاء بوقوع أضرار واسعة وسط إسرائيل. ولقيت إسرائيلية حتفها إثر إصابتها بأزمة قلبية قرب مدخل الملجأ العام في مدينة كرميئيل خلال القصف الإيراني، وفقا لما أعلنته بلدية المدينة. من جهتها قالت نيويورك تايمز إن مقاطع فيديو أظهرت أن الضربة الإيرانية بحيفا صباح الجمعة أضرت جزئيا بمبنى حكومي يضم وزارة الداخلية. في تلك الأثناء، قالت القناة الـ13 الإسرائيلية إن هناك مخاوف من تسرب مواد خطِرة إثر هذه الموجة من القصف الإيراني. وأطلقت إيران نحو 20 صاروخا في هذه الموجة، وفقا لما أوردته القناة السابعة الإسرائيلية. وقال رئيس بلدية حيفا يونا ياهف -من موقع سقوط أحد الصواريخ- إن القصف استهدف "موقعين إستراتيجيين" في المدينة، من دون ذكر تفاصيل. في الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن أحد الصواريخ في هذه الضربة "يحتوي على رأس حربي متشظ يضم 26 صاروخا صغيرا". من جانبه، قال الحرس الثوري الإيراني إن هذه هي الموجة الـ17 من عملية "الوعد الصادق 3″، وقد تضمنت قصفا مركبا بالصواريخ بعيدة المدى والثقيلة جدا. وأوضح الحرس الثوري أن هذه الموجة استهدفت "مواقع عسكرية وصناعات حربية وقاعدتي نيفاتيم وحتسريم". وقال المتحدث باسم عملية "الوعد الصادق 3" في كلمة متلفزة إن "القصف الواسع والدقيق على تل أبيب وحيفا يؤكد تزايد قوتنا الباليستية". وذكر موقع نور نيوز الإيراني أن الحرس الثوري استهدف أيضا مقر البث الميداني للقناة الـ14 في حيفا بصواريخ "سجيل 3" بعد إنذار مسبق.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
واشنطن بوست: معركة شرسة في محيط ترامب بين المؤيدين والمعارضين لتوجيه ضربة لإيران
واشنطن بوست: معركة شرسة في محيط ترامب بين المؤيدين والمعارضين لتوجيه ضربة لإيران التفاصيل بعد قليل.. المصدر: الجزيرة