logo
هل جاءت مخرجات قمة بغداد العربية في مستوى التحديات؟

هل جاءت مخرجات قمة بغداد العربية في مستوى التحديات؟

الوسطمنذ 2 أيام

Getty Images
جدل بشأن مخرجات قمة بغداد العربية .. جمهور عربي يقول إنها مخيبة للآمال والمسؤولون يقولون إنها نجحت.
نطالب بوقف فوري للعدوان الإسرائيلي على غزة ، ووقف جميع الأعمال العدائية التي تزيد من معاناة المدنيين الأبرياء، ونشدّد على أهمية التنسيق المشترك، للضغط باتجاه فتح جميع المعابر، أمام إدخال المساعدات الإنسانية، لجميع الأراضي الفلسطينية ونجدّد التأكيد لمواقفنا السابقة، بالرفض القاطع لأي شكل من أشكال التهجير، والنزوح للشعب الفلسطيني من أرضه.
ما سلف هو جانب مما جاء نصا، في البيان الختامي لقمة بغداد العربية، التي انعقدت السبت 17 أيار/مايو، في العاصمة العراقية، والتي أثارت مخرجاتها حالة من الجدل الواسع، في أوساط الجمهور العربي، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في ظل إجماع واسع من قبل هذا الجمهور، على أن نتائج القمة جاءت مخيبة للآمال، ولم ترق إلى التحديات، التي يواجهها العالم العربي خاصة في غزة التي يواجه أهلها أزمة إنسانية مستفحلة.
ورغم هذه الحالة من الإجماع، في أوساط الجمهور العربي، على أن القمة لم ترق إلى مستوى التحديات، فإن مسؤولين على الجانب الرسمي، يعتبرون أن القمة نجحت، إذ قال السفير جمال رشدي المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، في حوار مع قناة إخبارية مصرية، إن مجرد التئام القادة العرب، في ظل التحديات الإقليمية والعالمية الراهنة، يعد أمرًا يدعو للتقدير.
وأضاف رشدي أن القمتين – العادية والتنموية – ناقشتا قضايا محورية، وخرجتا بخطط عمل اقتصادية واجتماعية، وصناديق جديدة تم الاتفاق على إنشائها، مشددًا على أن هذه النتائج، وإن لم تكن مثالية، فإنها تمثل خطوات ملموسة، يمكن للمواطن العربي أن يشعر بها على الأرض، وهو ما يُعد إنجازًا معقولًا في ظل الأزمات القائمة.
نقاط الخلاف
غير أن ما يقصده الغاضبون من مخرجات القمة العربية، ربما يتمحور حول، عدم احتواء بيان القمة، على أي تحرك فعلي، يمكن أن ينهي مأساة سكان غزة الإنسانية، إذ يقول جانب من هؤلاء، إنهم كانوا يتوقعون أن تخرج القمة بقرارات، وليس ببيانات أو توصيات كعادتها، مراعية في ذلك الظروف الراهنة، التي تعيشها المنطقة العربية وخاصة في غزة.
ويشير كثير من الغاضبين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن المواطن العربي كان يتوقع قرارا عربيا، بإدخال المساعدات الغذائية لسكان غزة، وأمنيات من قبيل قطع العلاقات مع إسرائيل، أو إيقاف أي عمليات للتطبيع معها، غير أنه ورغم حساسية المرحلة، فإن القمة كما يقول هؤلاء، لم تخرج عن القمم السابقة المعتادة، من حيث الإدانة والتمني على العالم أن يفعل كذا وكذا.
وتأتي هذه القمة بعد نحو شهرين، من القمة الاستثنائية، التي عُقدت في القاهرة، والتي أقرت فيها الدول العربية، خطة لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه، في ظل اتفاق بين العديد من المراقبين، على أن هناك تشابها واضحا بين مخرجات القمتين.
ويعتبر العديد من المختصين بالشؤون العربية، أن مُخرجات قمة بغداد الأخيرة، تشير إلى أزمة في بنية العمل العربي المُشترك، وتضارب في مصالح الدول الأعضاء بالجامعة العربية، يؤثر على طريقة عملها على مدى العقدين الماضيين، وهو ما أدى إلى حالة من العجز، في التصدي لأزمات ماتزال قائمة، وتهدد الأمن القومي العربي، من غزة إلى السودان إلى اليمن وليبيا ولبنان.
وتجدد المخرجات الهزيلة لقمة بغداد الأخيرة، من وجهة نظر المراقبين،جدلا قديما، حول مدى فعالية المؤسسات العربية التقليدية للعمل الجماعي، وعلى رأسها الجامعة العربية، في ظل واقع يشهد تحديات متزايدة على المستويات الجيوسياسية، متمثلة في تكاثر الأزمات وضعف إرادة العمل الجماعي العربي.
تأثيرات ترامب
يجمع مراقبون، على أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الخليج، واجتماعاته التي عقدها هناك، والتي جاءت متزامنة إلى حد كبير مع القمة العربية الأخيرة في بغداد، ربما أثرت كثيرا في طبيعة مخرجات هذه القمة، إذ أنه وفي الوقت الذي كانت فيه الأنظار متعلقة ببغداد، بانتظار أن يلتئم القادة العرب، للبحث في مواقف دولهم إزاء عالم متغير، وتحديات جديدة، جاءت قمة ترامب مع القادة الخليجيين، لتسرق الأضواء من القمة العربية، ولتخلط الأوراق، وتعيد توجيه الأحداث.
ويعتبر هؤلاء المراقبون، أن مشاورات الرئيس الأمريكي في الخليج، وما تحدث فيه من خطط مع القادة الخليجيين، ربما أثر في نواياهم وخططهم،التي كانوا يعتزمون البحث فيها خلال قمة بغداد، ومن ثم أثر في المخرجات النهائية لتلك القمة.
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، قد اعترف بتأثير الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للخليج، على مخرجات القمة العربية في بغداد، إذ قال في حوار تليفزيوني "من الممكن أن يكون لها تأثير في بعض الملفات، ونحن نتابع مجرياتها". لكنه شدد على أن "العراق يجد نفسه مع أي مسار يؤمن بالحوار والسلام في المنطقة، ومع حل القضية التي تمثل جذر المشكلة في الشرق الأوسط، وهي القضية الفلسطينية".
هل تعتقدون بأن مخرجات قمة بغداد كانت في مستوى التحديات التي يواجهها العالم العربي؟
كيف ترون ماجاء في البيان الختامي للقمة بشأن غزة؟
وما الذي كنتم تتوقعونه منها فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني تحديدا؟
كيف ترون إصرار مسؤولي الجامعة العربية على أن القمة نجحت وأن التئام القادة العربي يمثل نجاحا في حد ذاته؟
لماذا برأيكم غاب جانب كبير من القادة العرب عن هذه القمة؟
هل تتفقون مع مايقوله البعض من أن مؤسسات العمل العربي التقليدية وعلى رأسها الجامعة العربية باتت عاجزة عن مواجهة التحديات الجيوسياسية الراهنة؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 19أيار/ مايو.
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
https://www.youtube.com/@bbcnewsarab

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

من هم الأفريكانرز الذين يريد ترامب منحهم الجنسية الأمريكية؟
من هم الأفريكانرز الذين يريد ترامب منحهم الجنسية الأمريكية؟

الوسط

timeمنذ 7 ساعات

  • الوسط

من هم الأفريكانرز الذين يريد ترامب منحهم الجنسية الأمريكية؟

Getty Images الجنرال لويس بوتا قائد قوات الترنسفال وجنوده خلال حرب البوير الثانية، وقد أصبح أول رئيس وزراء لجنوب أفريقيا بينما تضع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قيوداً على عملية تجنيس المهاجرين وطالبي اللجوء من دول تمزقها الحروب والمجاعات، وصلت إلى الولايات المتحدة مؤخراً أول مجموعة مكونة من 59 شخصاً بِيض البشرة من جنوب أفريقيا (الأفريكانرز) والذين منحهم ترامب حق اللجوء في أمريكا. وغالباً ما ينتظر اللاجئون سنوات قبل معالجة طلباتهم والموافقة على سفرهم إلى الولايات المتحدة، إلا أن الأفريكانرز الذين وصلوا إلى أمريكا، لم ينتظروا أكثر من 3 أشهر. وقد شهدت العلاقات بين جنوب أفريقيا والولايات المتحدة توتراً ملحوظاً منذ تكليف الرئيس ترامب إدارته في فبراير/شباط الماضي بوضع خطط لإعادة توطين "الأفريكانرز" في الولايات المتحدة. وانتقدت الولايات المتحدة السياسة الداخلية لجنوب أفريقيا، متهمةً الحكومة بالاستيلاء على أراضي المزارعين البِيض دون أي تعويض، وهو أمرٌ تنفيه جنوب أفريقيا. ويذكر أنه بعد أكثر من 30 عاماً على نهاية النظام العنصري في جنوب أفريقيا، لا يمتلك المزارعون السود سوى جزء صغير من أفضل الأراضي الزراعية في البلاد، ولا تزال غالبيتها في أيدي البِيض. وتعتزم حكومة جنوب أفريقيا توزيع 8 ملايين هكتار من الأراضي الزراعية على المزارعين السود بحلول عام 2030، ضمن جهودها لتحقيق العدالة الاقتصادية بعد عقود من سياسات الفصل العنصري. ففي يناير/كانون الثاني الماضي، وقّع رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا قانوناً مثيراً للجدل يسمح للحكومة بمصادرة الأراضي المملوكة للقطاع الخاص دون تعويض، في ظروف معينة، عندما يُعتبر ذلك "عادلاً ويخدم المصلحة العامة". وقد وصف رامافوزا المجموعة التي سافرت إلى الولايات المتحدة بـ"الجبناء"، قائلاً إنهم لا يريدون معالجة أوجه عدم المساواة في حقبة الفصل العنصري. Reuters أول مجموعة من البيض من جنوب أفريقيا تهبط في مطار دالاس ونسبت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية لترامب تشبيهه جهود حكومة جنوب أفريقيا للقضاء على التفاوتات العرقية بالتمييز ضد البِيض، وقال إن الأفريكانرز ضحايا "إبادة جماعية". وأضاف قائلاً: "إن المزارعين يُقتلون، إنهم بِيض، وسواء كانوا بيضاً أم سوداً، لا فرق لديّ، يُقتل المزارعون البِيض بوحشية، وتُصادَر أراضيهم في جنوب أفريقيا". وسبق أن اشار إيلون ماسك، أحد أقطاب إدارة ترامب والمولود في جنوب أفريقيا، إلى حدوث "إبادة جماعية للبِيض" في جنوب أفريقيا، واتهم الحكومة بتمرير "قوانين ملكية عنصرية". ودُحضت مزاعم الإبادة الجماعية للبِيض على نطاق واسع. ولا تدعم بيانات الشرطة هذه الرواية، إذ تُظهر أن عمليات القتل في المزارع نادرة، وأن معظم الضحايا من السود. كما قالت وزارة خارجية جنوب أفريقيا في بيان بهذا الشأن إن الاتهامات الموجَّهة للحكومة بالتمييز ضد الأقلية البيضاء في البلاد "لا أساس لها من الصحة"، وإن برنامج إعادة التوطين الأمريكي محاولة لتقويض "الديمقراطية الدستورية" في البلاد. Getty Images تتطلع المجموعة الأولى المكونة من 59 لاجئاً من الأفريكانرز إلى حياتهم الجديدة في الولايات المتحدة وأضاف البيان أن البلاد عملت "بلا كلل" لوقف التمييز، بالنظر إلى تاريخها من القمع العنصري في ظل نظام الفصل العنصري. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن ترامب قوله إن الولايات المتحدة ستمنح الجنسية للأفريكانرز. وتعتزم الإدارة الأمريكية الاعتماد على مكتب اللاجئين التابع لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية للمساعدة في إعادة توطين القادمين إلى الولايات المتحدة. وقد تواصل المكتب مع منظمات اللاجئين للتحضير لوصول الأفريكانرز، وفقاً لمذكرة صادرة عن الوزارة حصلت عليها صحيفة نيويورك تايمز. وحسب المذكرة، ستساعدهم الإدارة في العثور على "مساكن مؤقتة أو طويلة الأجل، وأثاث منزلي، وأدوات منزلية أساسية، ولوازم تنظيف". كما تخطط الإدارة لمساعدتهم في تأمين "البقالة، والملابس المناسبة للطقس، والحفاضات، وحليب الأطفال، ومنتجات النظافة، والهواتف المدفوعة مسبقاً التي تُعينهم على حياتهم اليومية". ويبلغ عدد السكان البِيض في جنوب أفريقيا نحو 4.2 مليون نسمة من بين نحو 63 مليون نسمة هم عدد سكان البلاد، وقد مثّل الأفريكانرز في أوائل القرن الحادي والعشرين حوالي 60 في المئة من السكان البِيض هناك. "لم أحضر إلى هنا للتسلية" وقال تشارل كلاينهاوس، أحد الأفريكانرز الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة والبالغ من العمر 46 عاماً، لبي بي سي، إنه غادر وطنه بعد تلقيه تهديدات بالقتل عبر رسائل واتساب. وتابع كلاينس، الذي يقيم حالياً في فندق صغير في بافالو في ولاية نيويورك، قائلاً: "اضطررتُ لمغادرة منزل يضم 5 غرف نوم، والذي سأفتقده الآن"، مشيراً إلى أنه ترك سيارته وكلابه وحتى والدته، ويضيف قائلاً: "لم أحضر إلى هنا للتسلية". BBC قال تشارل كلاينهاوس إنه تلقى تهديدات بالقتل في الأسبوع الماضي، كان كلاينهاوس يعيش في مزرعة عائلته في مقاطعة مبومالانغا بجنوب أفريقيا، وتُعرف هذه المقاطعة، بجمالها الطبيعي الأخّاذ وحياة البرية الوفيرة، وبأنها "المكان الذي تشرق فيه الشمس". والتباين في مكان الإقامة واضح للغاية، لكن بالنسبة له، فإن وضعه في بافالو في نيويورك، أفضل حالاً بالفعل، ويقول كلاينهاوس، الذي توفيت زوجته في حادث سير عام 2006: "أطفالي الآن بأمان". ويُقر بأنه فوجئ بسرعة وصوله إلى الولايات المتحدة، وأنه مُمتن لترامب، ويقول: "شعرتُ أخيراً أن هناك من يرى ما يحدث في هذا العالم". وعندما وصل هو وعائلته مع آخرين إلى المطار، استُقبلوا ببالونات حمراء وبيضاء وزرقاء، ويصف كلاينهاوس الفخامة والاحتفال بأنه "مذهل". ويعترف كلاينهاوس بأن السود في جنوب أفريقيا عانوا مثله، لكنه يقول: "لم تكن لي أي علاقة بالفصل العنصري، لا شيء، لا شيء، لا شيء". ويُقر كلاينهاوس بانخفاض معدل جرائم قتل المزارعين في جنوب أفريقيا، لكنه يقول إنه لا يريد أن يكون ضحية، ويضيف قائلاً: "هناك أشخاص في منطقتي قُتلوا رمياً بالرصاص". وعلى الجانب الآخر، هناك فريق من الأفريكانرز يرفض مغادرة البلاد مثل أولريش جانس فان فورين الذي قال لبي بي سي: "أعشق الترويج لجنوب أفريقيا، ولا أنوي قبول عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجنوب أفريقيا هي موطني". وجانس فان فورين شغوف بمشاركة وإبراز بعضٍ من أجمل معالم جنوب أفريقيا مع جمهوره الغفير من متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي. وكثيراً ما يلتقط هذا الشاب الجنوب أفريقي الأبيض، البالغ من العمر 38 عاماً، صوراً لمشاهد مثل صباح جوهانسبرغ البارد، وأشجار الجاكاراندا الأرجوانية التي تشتهر بريتوريا بجمالها، أو شواطئ كيب تاون الشهيرة. وقال جانس فان فورين، الذي يتابعه أكثر من مليون شخص على وسائل التواصل الاجتماعي: "جنوب أفريقيا هي موطني. إنها موطن جذوري وتراثي، حيث يمكنني المساهمة في تاريخ أمتنا وإحداث تأثير هادف، وأنا منخرط بشدة في نجاح جنوب أفريقيا، وأفخر بكوني جزءاً من رحلة نجاحها". وأضاف قائلاً: "إن الجدل حول وضع الأفريكانرز في جنوب أفريقيا جعلني أكثر تصميماً من أي وقت مضى على البقاء في البلاد والعمل بكل طاقتي على نجاحها". من هم الأفريكانرز؟ تقول دائرة المعارف البريطانية إن الأفريكانرز هم جنوب أفريقيون من أصل أوروبي، لغتهم الأم هي الأفريكانية، وينحدرون من البوير. وتعني كلمة بوير بالهولندية مزارع، وهم الجنوب أفريقيون من أصل هولندي أو ألماني، أو الإنجيليون الفرنسيون الذين هربوا من الاضطهاد الديني في أوروبا، وكانوا من أوائل المستوطنين في ترانسفال ودولة أورانج الحرة، واليوم، يُشار إلى أحفاد البوير عادةً باسم الأفريكانرز. وقد كلفت شركة الهند الشرقية الهولندية يان فان ريبيك في عام 1652 بإنشاء محطة شحن في رأس الرجاء الصالح. وفي عام 1707، بلغ عدد السكان الأوروبيين في مستعمرة كيب تاون 1779 شخصاً، وسرعان ما ازدهرت المستعمرة الهولندية. وكان البوير معادين للشعوب الأفريقية الأصلية، الذين خاضوا معهم حروباً متكررة على المراعي، كما كانوا معادين أيضاً لحكومة الكيب، التي كانت تحاول السيطرة على تحركات البوير وتجارتهم، وقارنوا أسلوب حياتهم بأسلوب حياة الآباء العبرانيين المذكورين في الكتاب المقدس، حيث طوروا مجتمعات أبوية مستقلة قائمة على اقتصاد رعوي متنقل. Ulrich Janse van Vuuren يقول أولريش جانس فان فورين: "لا أنوي قبول عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجنوب أفريقيا هي موطني" وفي تأثر بالعقيدة الكلفينية التي كانوا يدينون بها، اعتبروا أنفسهم أبناء الرب في البرية، فهم "مسيحيون مختارون من الرب لحكم الأرض وسكانها الأصليين المتخلفين". وبحلول نهاية القرن الثامن عشر، كانت الروابط الثقافية بين البوير ونظرائهم في المناطق الحضرية تتضاءل، على الرغم من أن كلتا المجموعتين استمرتا في التحدث باللغة الأفريكانية، وهي لغة تطورت من خليط من اللغة الهولندية واللغات الأفريقية الأصلية ولغات أخرى. وأصبحت مستعمرة الكيب ملكية بريطانية عام 1806 نتيجة للحروب النابليونية، وعلى الرغم من قبول البوير في البداية للإدارة الاستعمارية الجديدة، إلا أنهم سرعان ما شعروا بالاستياء من السياسات الليبرالية البريطانية، وخاصة فيما يتعلق بتحرير العبيد. وبسبب ذلك، فضلاً عن حروب الحدود مع السكان الأصليين، والحاجة إلى أراضٍ زراعية أكثر خصوبة، بدأ العديد من البوير في عشرينيات القرن التاسع عشر بالهجرة شمالاً وشرقاً إلى داخل جنوب أفريقيا، وقد عُرفت هذه الهجرات باسم "الارتحال الكبير". وفي عام 1852، وافقت الحكومة البريطانية على الاعتراف باستقلال المستوطنين في ترانسفال (التي أصبحت لاحقاً جمهورية جنوب أفريقيا)، وفي عام 1854 اعترفت باستقلال أولئك الموجودين في منطقة نهري فال-أورانج (التي أصبحت لاحقاً دولة أورانج الحرة)، وتبنّت هاتان الجمهوريتان الجديدتان الفصل العنصري. حروب البوير مهّد اكتشاف الماس والذهب في جنوب أفريقيا في عام 1867الطريق لحربين؛ الأولى في نهاية عام 1880 وأوائل عام 1881، والثانية بين عامي 1899 و1902. وتعود جذور الصراع إلى مطالبات بريطانيا بالسيادة على جمهورية جنوب أفريقيا الغنية، وقلقها من رفض البوير منْح الحقوق المدنية لما يُسمى "الأوتلاندرز" (المهاجرون - ومعظمهم بريطانيون - إلى مناطق مناجم الذهب والماس في الترانسفال). وأثارت أسباب الحرب جدلاً حاداً بين المؤرخين، ولا تزال دون حلٍ حتى اليوم كما كانت خلال الحرب نفسها؛ حيث زعم السياسيون البريطانيون أنهم كانوا يدافعون عن "سيادتهم" على جمهورية جنوب أفريقيا، المنصوص عليها في اتفاقيتَيْ بريتوريا ولندن لعامي 1881 و1884 على التوالي. فيما يؤكد العديد من المؤرخين أن الصراع كان في الواقع للسيطرة على مجمع ويتواترسراند الغني لتعدين الذهب الواقع في جمهورية جنوب أفريقيا، وكان هذا المجمع أكبر مجمع لتعدين الذهب في العالم في وقتٍ كانت الأنظمة النقدية العالمية، وعلى رأسها البريطانية، تعتمد بشكل متزايد على الذهب. Getty Images مجموعة من جنود الكوماندوز البوير مع مدفع هاوتزر خلال الحرب في جنوب أفريقيا حوالي عام 1900 ووقعت حرب البوير الأولى عندما قامت الحكومة البريطانية بتعيين اللورد كارنافون سكرتيراً للمستعمرات، وسرعان ما بدأ بالتفاوض مع الإدارات المحلية من أجل تحقيق اتحاد فيدرالي في جنوب أفريقيا، ولكن المفاوضات انهارت في عام 1877، فقام اللورد كارنافون بإرسال قوة بريطانية لضم الترانسفال بالقوة. وحدثت أول مواجهة بين الجانبين في مدينة بوتشيفستروم في 16 ديسمبر/‏كانون الأول 1880، وانتصر البوير في هذه المواجهة. وفي 27 فبراير/‏شباط من عام 1881 هُزمت القوات البريطانية في معركة ماغوبار - لتفشل بريطانيا في بسط سيادتها على منطقة الترنسفال. وظلت العلاقة متوترة بين الطرفين حتى اندلعت حرب البوير الثانية في عام 1899. وبدعم من دولة أورانج الحرة، خاضت جمهورية جنوب أفريقيا معركة ضد الإمبراطورية البريطانية لأكثر من عامين. كانت بوادر تلك الحرب قد بدأت في عام 1897 - عندما طلب ألفريد ميلنر المفوض السامي البريطاني في جنوب أفريقيا تعديل دستور ترانسفال لتوفير المزيد من الحقوق السياسية للبريطانيين الذين يعيشون في الجمهورية. وسرعان ما بدأت الحكومة البريطانية في إرسال قوات لتعزيز حاميتها في جنوب أفريقيا. وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1899 أصدرت جمهوريتا البوير إنذاراً نهائياً لبريطانيا، طالبتا فيه القوات البريطانية بالانسحاب من المناطق الحدودية، ولم يستجب البريطانيون لهذا الإنذار. في 11 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1899، تم إعلان الحرب رسمياً. ومن الأحداث التي شهدتها هذه الحرب وتحديداً في 15 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1899 - وقوع المراسل الحربي البريطاني الشاب وينستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا فيما بعد، في أسر قوات الجنرال لويس بوتا قائد قوات البوير وجنوده الذين نصبوا كمينا لقطار مصفّح في ناتال، وقد تم اعتقال تشرشل وسجنه في بريتوريا. ورغم أنها كانت أكبر وأكثر الحروب تكلفةً - والتي خاضتها بريطانيا بين الحروب النابليونية والحرب العالمية الأولى (حيث أنفقت أكثر من 200 مليون جنيه استرليني)، إلا أنها دارت بين طرفين متحاربين غير متكافئين تماماً؛ حيث بلغ إجمالي القوة العسكرية البريطانية في جنوب أفريقيا ما يقرب من 500 ألف جندي، بينما لم يتجاوز عدد البوير حوالي 88 ألف مقاتل. لكن البريطانيين كانوا يقاتلون في بلد معادٍ على أرض وعرة، مع خطوط اتصالات طويلة، في حين كان البوير - في الغالب في وضع دفاعي - قادرين على استخدام نيران البنادق الحديثة بكفاءة عالية، في وقتٍ لم تكن القوات المهاجمة تملك أي وسيلة للتغلب عليها. ورغم مهارة البوير في حرب العصابات، استسلموا في النهاية للقوات البريطانية عام 1902، منهين بذلك الوجود المستقل لجمهوريتَيْ البوير. وقد لقي عشرات الآلاف من البوير حتفهم بسبب القتال والجوع والمرض، وضم البريطانيون المنتصرون جمهوريتَيْ جنوب أفريقيا وأورانج الحرة. وبعد الحرب أظهر الطرفان الاستعداد للتعاون بهدف التوحد ضد الأفارقة السود، ورغم ذلك ظلت العلاقات بين البوير (أو الأفريكانرز، كما أصبحوا يُعرفون) والجنوب أفريقيين الناطقين بالإنجليزية فاترة لعقود عديدة. وعلى الصعيد الدولي، ساهمت الحرب في تأجيج الأجواء بين القوى الأوروبية العظمى، إذ وجدت بريطانيا أن معظم الدول الأوروبية تتعاطف مع البوير. التمييز العنصري Getty Images في تحدٍّ لقوانين الفصل العنصري الصارمة، استولت مجموعة من السكان الأصليين من جنوب أفريقيا في عام 1952 على عربة قطار كُتب عليها "للأوروبيين فقط" - ودخلوا كيب تاون حيث اعتقلتهم الشرطة وعلى الرغم من إعادة دمجهم في النظام الاستعماري البريطاني بعد الحرب، احتفظ الأفريكانرز بلغتهم وثقافتهم، وحققوا في نهاية المطاف نفوذاً سياسياً عجزوا عن تحقيقه عسكرياً. وفي عام 1910 قام البريطانيون بتأسيس اتحاد جنوب أفريقيا من قِبل المستعمرات البريطانية السابقة، كيب تاون وناتال، وجمهوريتَيْ البوير جنوب أفريقيا (الترانسفال)، ودولة أورانج الحرة. وسرعان ما أُعيد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وظلّ عنصراً أساسياً في السياسات العامة للبلاد طوال معظم القرن العشرين، ولم يُلغَ في تسعينيات القرن العشرين إلا بعد استنكار عالمي. وبين عامي 1910و1948 حكم جنوب أفريقيا 3 زعماء من البيض هم بوتا، وجان سميث، وهرتسوغ، وهم جنرالات سابقون في الجيش، وقد عمل هؤلاء على تطوير قوميةٍ جنوب أفريقية وإرساء قواعد نظام حكم عنصري في البلاد. وتعود بدايات نظام الفصل العنصري إلى قرار قانون الأراضي في عام 1913 لمنع السود في جنوب أفريقيا، باستثناء سكان مقاطعة كيب تاون، من شراء الأراضي خارج المحميات المُخصَّصة لهم. وبعد الحرب العالمية الأولى، أصبحت جنوب غرب أفريقيا، الإقليم الألماني السابق، ناميبيا حالياً، تحت إدارة جنوب أفريقيا - وذلك في عام 1919. وتعزز التمييز ضد السود والآسيويين وأغلبهم من الهنود، الذين شجع البريطانيون هجرتهم إلى جنوب أفريقيا في القرن التاسع عشر، مع وصول الحزب الوطني، الذي أسسه الأفريكانرز في عام 1914، إلى الحكم في 1948، وذلك بسنّ قوانين لفصل البيض عن بقية السكان في التعليم والرعاية الصحية ووسائل النقل والمطاعم والشواطئ، ومنع الزواج المختلط بين الأعراق، والاستيلاء على 87 في المئة من الأراضي للبِيض، والتهجير القسري لأكثر من 3 ملايين من السود، وفرض تدريس اللغة الأفريكانية، كما أن السود لم يكن لهم حق التصويت ولم يكن لهم تمثيل في الحكومة. وفي عام 1950 بدأ تصنيف السكان حسب العرق، وإقرار قانون المناطق الجماعية لفصل السود عن البِيض، وقد رد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، الذي كان قد تأسس عام 1912، بحملة عصيان مدني بقيادة نيلسون مانديلا. ولقي 69 متظاهراً أسود مصرعهم في شاربفيل في عام 1960، كما تم حظر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي. وفي العام التالي انسحبت جنوب أفريقيا من الكومنولث وأعلنت الجمهورية، فيما قاد مانديلا الجناح العسكري الجديد لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي بدأ تمرداً ضد النظام العنصري. وفي ستينيات القرن الماضي، بدأ الضغط الدولي على الحكومة العنصرية، واستبعاد جنوب أفريقيا من الألعاب الأولمبية. وفي عام 1964 - صدر الحكم على زعيم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، نيلسون مانديلا، بالسجن المؤبد. نهاية حكم البِيض Getty Images قاد نيلسون مانديلا النضال ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا تولى فريدريك دبليو دي كليرك الرئاسة في عام 1989 خلفاً لـ بي دبليو بوتا، ليتم إلغاء الفصل العنصري في المرافق العامة. كما أُطلق سراح العديد من نشطاء حزب المؤتمر الوطني الأفريقي. وفي عام 1990 انتهى الحظر على حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وتم إطلاق سراح نيلسون مانديلا بعد 27 عاماً في السجن. وألغى دي كليرك في عام 1991 قوانين الفصل العنصري المتبقية، وتم ورفع العقوبات الدولية. وفي عام 1994 فاز حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بأول انتخابات غير عنصرية، وأصبح نيلسون مانديلا رئيساً للبلاد، وترأس حكومة وحدة وطنية، وعادت جنوب أفريقيا إلى الكومنولث، وشغلت مقعداً في الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد غياب دام 20 عاماً. وفي عام 1996 بدأت لجنة الحقيقة والمصالحة برئاسة رئيس الأساقفة ديزموند توتو جلسات استماع بشأن جرائم حقوق الإنسان التي ارتكبتها الحكومة السابقة وحركات التحرير خلال حقبة الفصل العنصري. ووصف تقرير لجنة الحقيقة والمصالحة الفصل العنصري بأنه جريمة ضد الإنسانية. يذكر أن العديد من الأفريكانرز غادروا جنوب أفريقيا منذ نهاية نظام الفصل العنصري، ويقيم الآن حوالي 100 ألف منهم في بريطانيا. ومن المتوقع أن يستمر تراجع عدد السكان البِيض في جنوب أفريقيا؛ وينعكس ذلك في التقديرات الرسمية التي أشارت إلى تراجع عددهم بنحو 113 ألف نسمة بين عامي 2016 و2021.

فوز رئيس بلدية بوخارست الليبرالي برئاسة رومانيا متفوقاً على منافسه اليميني
فوز رئيس بلدية بوخارست الليبرالي برئاسة رومانيا متفوقاً على منافسه اليميني

الوسط

timeمنذ يوم واحد

  • الوسط

فوز رئيس بلدية بوخارست الليبرالي برئاسة رومانيا متفوقاً على منافسه اليميني

فاز نيكوسور دان، رئيس بلدية بوخارست الليبرالي المؤيد للاتحاد الأوروبي، على منافسة اليميني القومي، جورج سيميون في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة في رومانيا التي شهدتها البلاد، بعد أشهر من الاضطرابات السياسية. وكان جورج سيميون، زعيم حزب "التحالف من أجل وحدة الرومانيين" اليميني المتشدد، قد حقق فوزاً مفاجئاً في الجولة الأولى من الانتخابات هذا الشهر، مستغلاً موجة غضب انتابت الرومانيين الذين شهدوا إلغاء السباق الرئاسي في أواخر العام الماضي بسبب مزاعم تدخل روسي. بيد أن نيكوسور دان، ذا الصوت الهادئ، هو من حقق الفوز بحصوله على 55% من الأصوات في رومانيا، على الرغم من تفوق سيميون الواضح في أوساط الناخبين المغتربين في الخارج. وقال دان بعد ضمان فوزه: "نحن بحاجة إلى بناء رومانيا معاً بصرف النظر عمن صَوتُّم له". Getty Images أنصار الرئيس المنتخب نيكوسور دان يرحبون به بعد فوزه. وقد أدلى أكثر من 11.6 مليون روماني بأصواتهم في جولة الإعادة يوم الأحد، وحصل دان على دعم أكثر من ستة ملايين منهم. وانتظر نيكوسور دان عالم الرياضيات، حتى بعد منتصف ليل الأحد، قبل أن يتأكد بشكل قاطع من أن أرقام فرز الأصوات كانت في صالحه، وحتى يتمكن من الانضمام إلى أنصاره في حديقةٍ قبالة مبنى البلدية في بوخارست. واحتفل مؤيدوه بحماس، يهتفون باسمه ويشجعونه وهم سعداء. في لحظة ما، كاد أن يُحاصَر وسط الجماهير المتحمسة، لكن هذه كانت لحظة فارقة للرئيس المنتخب ولمؤيديه بعد شهور من التوتر السياسي. قال دان: "لقد انتصرت مجموعة من الرومانيين الذين يتطلعون إلى تغيير جذري في بلادهم". ولا يشعر الرومانيون بالرضا بشكل عام عن هيمنة الأحزاب التقليدية، وقد ازداد التوتر في هذه الدولة العضوة في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو في وقت سابق من هذا الشهر عندما انهارت الحكومة بعد فشل مرشحها في الوصول إلى الجولة الثانية. وتعهد نيكوسور دان خلال حملته الانتخابية بمكافحة الفساد والحفاظ على دعم أوكرانيا المجاورة في الشمال، بينما هاجم سيميون الاتحاد الأوروبي ودعا إلى خفض المساعدات المقدمة إلى كييف. وهتف أنصار دان "روسيا، لا تنسَيْ أن رومانيا ليست ملكاً لكِ". وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي قد أشارت إلى فوز جورج سيميون، لكنها لم تشمل أصوات المغتربين التي تشكل جميعها أهمية، وظل سيميون متمسكاً بالاعتقاد بأنه لا يزال قادراً على الفوز. وفي بداية الأمر، أصر جورج سيميون ، قائلاً: "لقد فزت. أنا الرئيس الجديد لرومانيا. سأُعيد السلطة للرومانيين". لم يُعلن عن اعترافه بالهزيمة حتى الساعات الأولى من صباح الاثنين، حيث أعلن ذلك عبر منشور على فيسبوك. ونتيجة لذلك، تم إلغاء الاحتجاج الذي كان أنصاره يخططون له على ما يبدو. وخلال الحملة الانتخابية، وقف سيميون جنباً إلى جنب مع كالين جورجيسكو، اليميني المتطرف الذي فاجأ رومانيا بفوزه في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في نهاية العام الماضي، مدعوماً بحملة ضخمة على تيك توك. وقد أُلغي التصويت بسبب مزاعم تزوير الحملة الانتخابية والتدخل الروسي، ومُنع جورجيسكو من الترشح مجدداً. ونفت روسيا أن تكون تدخلت في هذه الانتخابات. ورداً على سؤال لبي بي سي، يوم الأحد، عما إذا كان يتصرف كدُمية في يد جورجيسكو، قال جورج سيميون: "الدمى هم أولئك الذين ألغوا الانتخابات...أنا رجل أمثّل شعبي، وقد صوت شعبي لصالح كالين جورجيسكو". وأضاف: "هل نحب الديمقراطية فقط عندما ينتصر الشخص الصالح؟ لا أعتقد أن هذا خيار وارد". كما قال إنه وطني، واتهم وسائل الإعلام بتشويه سمعته ووصفه بأنه موالٍ لروسيا أو فاشيّ. كان مفتاح نجاح سيميون في الجولة الأولى، هو فوزه الاستثنائي بين الناخبين المغتربين بالخارج في أوروبا الغربية، بما في ذلك المملكة المتحدة. وقد تظاهر أنصاره بقوة مجدداً يوم الأحد، حيث أظهرت النتائج الجزئية حصوله على 68.5 في المئة من الأصوات في إسبانيا و 66.8 في المئة في إيطاليا و67 في المئة في ألمانيا. كما أنه حصل على أصوات كثيرة في المملكة المتحدة، حيث قال الناخبون إنهم كانوا سيختارون كالين جورجيسكو لو لم تمنعه السلطات من الترشح. وقالت كاتالينا جرانسيا، البالغة من العمر 37 عاماً: "لم نكن نعرف شيئاً عن (جورجيسكو) ولكن بعد ذلك استمعت إلى ما كان يقوله، ويمكنك أن تقول إنه مسيحي صالح". وكانت جرانسيا قد تعهدت بالعودة إلى رومانيا إذا فاز سيميون، وقالت والدتها ماريا إنها صوتت أيضاً لصالح التغيير،وأضافت: "أُجبر أطفالنا على مغادرة رومانيا لأنهم لم يتمكنوا من العثور على أي عمل هناك". ومع ذلك، فقد خرج المُصوتون لدان بأعداد أكبر في رومانيا وخارجها. ففي دولة مولدوفا المجاورة، أيد 87 في المئة من الرومانيين رئيس بلدية بوخارست. وقد هنّأه كل من رئيسة مولدوفا ورئيس أوكرانيا على فوزه. وقالت رئيسة مولدوفا مايا ساندو "إن مولدوفا ورومانيا تقفان جنباً إلى جنب، وتدعمان بعضهما البعض وتعملان معاً من أجل مستقبل سلمي وديمقراطي وأوروبي لجميع مواطنينا". وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير، زيلينسكي في كييف: "بالنسبة لأوكرانيا، فإن رومانيا جارة وصديقة، ومن المهم أن تكون لنا كشريكة نثق فيها". كما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الرومانيين خرجوا بأعداد كبيرة و"اختاروا أن تكون رومانيا واعدة ومنفتحة ومزدهرة في أوروبا القوية".

سوريا تبدأ مرحلة "العدالة الانتقالية" وتحذر التنظيمات المسلحة من تحدي سلطة الدولة
سوريا تبدأ مرحلة "العدالة الانتقالية" وتحذر التنظيمات المسلحة من تحدي سلطة الدولة

الوسط

timeمنذ 2 أيام

  • الوسط

سوريا تبدأ مرحلة "العدالة الانتقالية" وتحذر التنظيمات المسلحة من تحدي سلطة الدولة

Getty Images هيئة العدالة الانتقالية ستعمل على "محاسبة" من تورط في انتهاكات ضد السوريين أصدرت رئاسة المرحلة الانتقالية السورية قرار تشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية، استنادا إلى الإعلان الدستوري للبلاد. كما دعا وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، المجموعات المسلحة الصغيرة التي لم تندمج بعد مع الأجهزة الأمنية إلى القيام بذلك في غضون "عشرة أيام". وأصدر رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، يوم الأحد، مرسوماً رئاسياً يقضي بتشكيل "الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية، إيمانا بضرورة تحقيق العدالة الانتقالية كركيزة أساسية لبناء دولة القانون، وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة". وبحسب المرسوم فإن الهيئة تهدف إلى كشف وتوثيق "الانتهاكات" الجسيمة التي "ارتكبها النظام السابق" بحق المواطنين، ومحاسبة المسؤولين عنها، بالإضافة إلى "تعويض الضحايا" وجبر الأضرار التي لحقت بهم. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن تشكيل الهيئة برئاسة عبد الباسط عبد اللطيف، وهو مكلف بوضع النظام الداخلي خلال مدة لا تتجاوز 30 يوما من تاريخ الإعلان الصادر في 17 مايو/آيار. وتعد هذه الخطوة متوافقة مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عُقد في فبراير/شباط الماضي. وتتمتع الهيئة بـ "الشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري"، وتمارس أعمالها في جميع أنحاء سوريا. وكان هناك مطالبات كثيرة بأهمية العمل على تحقيق العدالة الانتقالية كجزء لا يتجزأ من الحل السياسي الشامل في سوريا. تحذير المسلحين Getty Images حذر أبو قصرة في بيان على منصة إكس، مساء السبت، من أن هذه المجموعات "ستواجه إجراءات غير محددة"، وتأتي هذه المناشدات والتحذيرات في إطار محاولة السطلة الانتقالية في دمشق ترسيخ سلطة الدولة بعد ستة أشهر من الإطاحة ببشار الأسد. وشكّل انتشار الأسلحة خارج سيطرة الحكومة تحدياً لجهود رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، التي تسعى إلى ترسيخ سلطة الدولة ومواجهة فوضى السلاح في البلاد سواء من الجماعات المؤيدة له أو المعارضة. وأكد وزير الدفاع السوري في البيان على أن "الوحدات العسكرية" قد دُمجت الآن في "إطار مؤسسي موحد"، واصفاً ذلك بالإنجاز الكبير. لكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة انضمام "المجموعات المسلحة الصغيرة" المتبقية إلى الوزارة خلال مدة أقصاها عشرة أيام من تاريخ هذا الإعلان، لاستكمال جهود التوحيد والتنظيم. ولم يحدد الوزير أسماء الفصائل التي يقصدها أو مناطق تواجدها على الأراضي السورية، لكنه لم يكن موجها إلى جماعة بعينها مثل قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وهي قوة كبيرة يقودها الكرد وحاربت تنظيم الدولة (داعش) بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية في الشمال الشرقي. ووقعت قسد بقيادة الجنرال مظلوم عبدي، اتفاقا مع الشرع في وقت سابق من هذا العام، يتضمن الاندماج مع مؤسسات الدولة السورية وخاصة وزارة الدفاع. اختراق هام وحققت السطلة المؤقتة تقدما هاماً في السياسة الخارجية، بعد لقاء الشرع مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في السعودية الأسبوع الماضي، والإعلان عن رفع العقوبات المفروضة على سوريا. وعلق وزير الداخلية السوري أنس خطاب، على القرار الأمريكي بأنه سوف يدعم الجهود "لتعزيز الأمن والاستقرار وتعزيز السلم الأهلي في سوريا والمنطقة". وواجهت سوريا عدة موجات عنف هذا العام، في المناطق الجنوبية والساحل السوري في الغرب. وفي الجنوب أفادت تقارير بمقتل أكثر من 100 شخص في اشتباكات اندلعت بين مسلحين سنة ومقاتلين دروز في مناطق درزية قرب دمشق، في أبريل/نيسان الماضي. ونفذت السلطات السورية مداهمات يوم السبت استهدفت "خلايا" تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في حلب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store