logo
وفاة الكاتب المسرحي أتول فيوغارد.. كاسر محرّمات الفصل العنصري في جنوب أفريقيا

وفاة الكاتب المسرحي أتول فيوغارد.. كاسر محرّمات الفصل العنصري في جنوب أفريقيا

الوسط١٠-٠٣-٢٠٢٥

توفيّ عن 92 عاما الكاتب المسرحي الجنوب أفريقي أتول فيوغارد، فما نَعَت بلدية مدينة كيب تاون الأحد هذا المسرحي العملاق الذي الّف معظم أعماله في ظل نظام الفصل العنصري، وتحدّى محرّمات هذا النظام من خلال إشراكه ممثلين من السود والبيض في أعماله.
وتقدّمت بلدية كيب تاون تعازيها في بيان لـ«جميع أولئك الذين تأثروا بفنّ» فيوغارد الذي ألّف أكثر من 30 مسرحية، وكان أيضا ممثلا ومخرجا، مذكّرةً بأنه «اشتهر بمعارضته الثابتة لنظام الفصل العنصري»، بحسب وكالة «فرانس برس».
وأعرب الممثل المسرحي الأسود جون كاني، صاحب الصوت الأجش المألوف في أحدث أفلام «مارفل» و«ديزني»، عن حزنه الشديد لوفاة صديقه أتول فيوغارد، مشيراً في تعليق عبر «إكس» إلى أنه تَشَارَكَ العمل معه منذ كان شابا.
وقرر الاثنان معا تجاهُل قوانين الفصل العنصري، والاجتماع في السر وعقد التدريبات في الفصول الدراسية أو المرائب لتجنب مضايقات الشرطة.
«الأفريكاني الشجاع والعنيد والمتصلب»
ولاحظت جريدة «ذي غارديان» البريطانية العام 2012، أن أعمال من وصفته بـ«الأفريكاني الشجاع والعنيد والمتصلب» أسهمت في أن «تكشف للعالم عن وحشية النظام وظلمه وغبائه الأعمى».
وسُلّطت الأضواء مجددا العام 2006 على الكاتب المسرحي ذي اللحية البيضاء والحاجبين الكثيفين، عندما فاز فيلم غافين هود «تسوتسي» Tsotsi المقتبس من قصة قصيرة كتبها العام 1961، بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، وهي الأولى من نوعها لإنتاج جنوب أفريقي.
تحدي الفصل العنصري
ونشأ فيوغارد المولود في 11 يونيو 1932 في بلدة ميدلبورغ الصغيرة في زمن كان فيه الفصل العنصري يتخذ طابعا مؤسسيا، حارما السود في جنوب أفريقيا من حقوق كثيرة.
وعُرضت أولى مسرحياته الكبرى «ذي بلود نوت» The Blood Knot للمرة الأولى العام 1961، وتتناول قصة أخوين غير شقيقين، أحدهما يؤدي دوره رجل أبيض - فيوغارد نفسه - والآخر رجل أسود، ويظهران معا على خشبة المسرح أمام جمهور مختلط من العرقين.
وشكّلت هذه المسرحية سابقة في ظل نظام الفصل العنصري. وفي وقت لاحق، حظر القانون الفرق والجمهور المختلط في مسارح جنوب أفريقيا.
وعلى الرغم من المنع الرسمي، عمل فيوغارد مع مجموعة «سربنت بلايرز» Serpent Players المكونة من ممثلين سود، من بينهم جون كاني، لتقديم مسرحية عن واقع جنوب أفريقيا.
وباتت «بوزمان أند لينا» التي عُرضت العام 1969 من أشهر مسرحيات فيوغارد، وتحكي قصة الحياة الصعبة التي يعيشها زوجان من السود. واقتبس منها جون بيري فيلما سينمائيا العام 2000 من بطولة داني غلوفر وأنجيلا باسيت.
موضوع المقاومة في مسرحياته الأكثر شهرة
أما «ماستر هارولد.. أند ذي بويز» المستوحاة من سيرته الذاتية، فتدور أحداثها العام 1950، وتتناول موضوع الأحكام المسبقة من خلال لقاء بين مراهق أبيض ورجلين أسودين يعملان لدى عائلته.
ويتكرر موضوع المقاومة في مسرحياته الأكثر شهرة، ولا سيما «سيزوي بانزي إز ديد» Sizwe Banzi is dead ، و«ذي آيلند» The island التي كتبها بالاشتراك مع جون كاني والكاتب المسرحي الجنوب أفريقي وينستون نتشونا.
وقال أتول فيوغارد للوكالة الفرنسية في 1995، بعد عام من أول انتخابات مختلطة عرقيا في جنوب أفريقيا: «صحيح أن نظام الفصل العنصري حدّدني، لكنني فخور بالعمل الذي نتج عن ذلك، والذي يحمل اسمي».
ومنذ ذلك الحين، واظب على العمل على إرث نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا الجديدة.
وحصل أتول فيوغارد الذي تزوج مرتين على عدد من الجوائز، من بينها جائزة توني العام 2011 عن مجمل مسيرته الفنية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صوت خارج السرب.. فيلم إسرائيلي حول حرب غزة يحرج «تل أبيب»
صوت خارج السرب.. فيلم إسرائيلي حول حرب غزة يحرج «تل أبيب»

عين ليبيا

timeمنذ 3 ساعات

  • عين ليبيا

صوت خارج السرب.. فيلم إسرائيلي حول حرب غزة يحرج «تل أبيب»

أثار الفيلم الإسرائيلي الجديد 'يس Yes'، للمخرج ناداف لابيد، موجة من الجدل في مهرجان 'كان' السينمائي، بعد عرضه ضمن فعاليات 'أسبوعي المخرجين'، حيث وُصف العمل من قبل النقاد بـ'الصادم' لطرحه الجريء وانتقاده الحاد للسلوك الإسرائيلي في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر 2023. ويرصد الفيلم، الذي يمتد لقرابة ساعتين ونصف، قصة موسيقي يُدعى 'واي' (Y) يُكلّف من قبل السلطات بإعادة كتابة النشيد الوطني الإسرائيلي ليُصبح أداة دعائية تدعو صراحة إلى 'القضاء على الفلسطينيين'. ويُعد العنوان 'نعم' إشارة رمزية إلى الإجابة الوحيدة المقبولة في المشهد الثقافي الإسرائيلي، وفقًا لبطل الفيلم أرييل برونز، المعروف بمواقفه المناهضة للتيار العام. وقال لابيد، الحائز على جائزة الدب الذهبي من مهرجان برلين عام 2019، في تصريحات لوكالة فرانس برس، إن هدفه من الفيلم هو 'إحداث صدمة' في الوعي العام، مندّدًا بما وصفه بـ'العمى الجماعي' الذي يهيمن على المجتمع الإسرائيلي منذ تصاعد العمليات العسكرية في غزة. وأضاف المخرج البالغ من العمر 50 عامًا: 'ما حدث في السابع من أكتوبر، ومستوى الوحشية الذي شهده، رفع كل شيء إلى مستويات أسطورية… هناك قناعة مزروعة في الخيال الإسرائيلي بإمكانية اختفاء الفلسطينيين فجأة، وكأن الأمر تحول إلى منهج سياسي'. هذا وواجه الفيلم تحديات عديدة خلال إنتاجه، حيث انسحب عدد من الفنيين والممولين رفضًا لموضوعه، ما اضطر لابيد لتصويره بأسلوب أقرب إلى 'حرب العصابات'، بالتوازي مع العمليات العسكرية الإسرائيلية. ورغم ذلك، تمكن من إتمام المشروع بدعم من منتجين فرنسيين وصندوق إسرائيلي مستقل. وقال أرييل برونز، الذي أثار انتقادات لاذعة في عام 2016 بسبب أدائه الفني الاستفزازي، في تصريحات للوكالة الفرنسية: 'الواجب الأول للفنان هو عدم الانسياق مع التيار، حتى وإن كلفه ذلك العزلة'. وفيما يستعد الفيلم للعرض في صالات السينما الفرنسية منتصف سبتمبر المقبل، لم يوافق أي موزع إسرائيلي حتى الآن على طرحه داخل البلاد، في ظل محتواه الذي يُتوقع أن يثير جدلًا حادًا في الأوساط السياسية والثقافية. ويأتي هذا الفيلم في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الدولية للسياسات الإسرائيلية في غزة، وسط مشهد فني عالمي بدأ يتجرأ أكثر على مساءلة الروايات السائدة حول الصراع، ما يضع السينما الإسرائيلية في اختبار جديد بين حرية التعبير والرقابة الوطنية.

سيف نابليون يُباع بـ4.7 ملايين يورو في مزاد باريسي
سيف نابليون يُباع بـ4.7 ملايين يورو في مزاد باريسي

الوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الوسط

سيف نابليون يُباع بـ4.7 ملايين يورو في مزاد باريسي

بيعت مساء الخميس في باريس إحدى القطع النادرة المرتبطة بالإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت، وهو سيف شخصي طلب بنفسه تصنيعه، مقابل نحو 4.7 ملايين يورو، في مزاد نُظّم في مقر «أوتيل دروو» العريق، ما جعله يلامس الرقم القياسي العالمي للقطع النابليونية في المزادات، وفق ما أعلنت الدار الجمعة. وبلغ السعر النهائي للسيف 4.66 ملايين يورو، شاملةً الرسوم، بحسب ما أوضحه القائمون على «أوتيل دروو»، حيث تولت دار «جيكيلو» تنظيم المزاد لصالح أحد المالكين، وفقا لوكالة «فرانس برس». وأشارت التقديرات الأولية إلى أن القطعة ستُباع بمبلغ يتراوح بين 700 ألف ومليون يورو، لكن السعر قفز بشكل لافت، ليقترب من الرقم القياسي العالمي الذي حققه سيف نابليون المستخدم في معركة مارينغو العام 1800، والذي بيع العام 2007 مقابل 4.8 ملايين يورو. وأشار المنظمون إلى أن «السيف انضمّ إلى دائرة ضيقة من أغلى القطع النابليونية التي بيعت في مزادات عبر التاريخ». - - صُنع هذا السيف بين عامي 1802 و1803، عندما كان نابليون لا يزال يشغل منصب القنصل الأول، وقد كلف بصناعته نيكولا نويل بوتيه، مدير مصنع فرساي الشهير، والذي عُرف في عصره بأنه أحد أعظم صنّاع الأسلحة النارية من طراز «القربينة». احتفظ نابليون بالسيف حتى نهاية عهده، ثم أهداه إلى أحد أتباعه المخلصين، إيمانويل دو غروشي، الذي رقّاه لاحقاً إلى رتبة مارشال، ليصبح آخر من نال هذا اللقب في ظل الإمبراطورية. وبقي السيف محفوظاً في حوزة أحفاد غروشي على مدى أجيال، إلى أن عُرض للبيع أخيراً. قطعة فنية وتاريخية يتميّز السيف بجمال تصميمه، ودقّة صناعته، ما يجعله ليس فقط قطعة سلاح، بل عملاً فنياً يعكس ذوق نابليون ومكانته. يُذكر أن نسخة ثانية طبق الأصل من السيف، صُنعت كذلك بأمر من نابليون، تُعرض اليوم في متحف الإرميتاج بمدينة سانت بطرسبرغ الروسية.

سعيد روستايي يعود إلى كان تحت سقف الرقابة.. «يجب أن أصنع أفلامي»
سعيد روستايي يعود إلى كان تحت سقف الرقابة.. «يجب أن أصنع أفلامي»

الوسط

timeمنذ 4 ساعات

  • الوسط

سعيد روستايي يعود إلى كان تحت سقف الرقابة.. «يجب أن أصنع أفلامي»

عاد المخرج الإيراني سعيد روستايي إلى المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي بفيلم جديد صُوِّر بموافقة سلطات طهران، بعد ثلاث سنوات من مشاركته بفيلم «برادران لیلا» («إخوة ليلى»). مؤكداً في حديث لوكالة «فرانس برس» أنّه «من المهم جداً» بالنسبة له أن يشاهد الناس في بلده أفلامه. وبعد مشاركته في مهرجان 2022، حُكم على روستايي بالسجن لستة أشهر والمنع من العمل لخمس سنوات، وهي عقوبات لم تُطبّق فعليًا. ورغم أن كثيرين من مواطنيه رأوا في تصويره فيلماً داخل إيران نوعاً من المساومة، خصوصاً في ظل القوانين الصارمة المفروضة على السينمائيين، يؤكد روستايي: «الأسوأ بالنسبة لي هو عدم صنع أفلام». يعود روستايي بفيلم «زن وبچه» («امرأة وطفل»)، الذي عرض الخميس في كان، وهو دراما عائلية تتناول قصة مهناز، وهي أم أربعينية تسعى إلى إعادة بناء حياتها. ويقول المخرج (35 عاماً): «من المهم جداً أن يشاهد الناس في بلدي أفلامي، لأنني أعتقد أن السينما الإيرانية صارت مصادرة إلى حدّ ما، لصالح أفلام كوميدية مبتذلة». روستايي أشار إلى أن الحصول على التصاريح لتصوير الفيلم استغرق أكثر من ستة أشهر، بسبب تغيّر الحكومة. وقال: «حين تصور في مستشفى أو مدرسة، ومعك معدات كبيرة وعدد كبير من الكومبارس، لا يمكنك العمل دون إذن. في اليوم الأول أو الثاني كان سيتم إيقافنا». - - - وتابع قائلاً: «أعتقد أن قيمتي تكمن في أنني قادر على تصوير هذه القصص من داخل إيران، وأن أكون قادراً على عرضها في قاعات السينما هناك». ورغم التزامه بقوانين الرقابة، يرى روستايي أن رغبته في العمل لم تنقطع: «ثمة أشخاص يقررون عدم العمل، وربما يكون لذلك تأثير أكبر. أما أنا، فقد كنت دائماً أرغب في العمل، لكنني أُجبرت على اتباع بعض القواعد». «يجب أن أصنع أفلامي» جاء عرض الفيلم في ظل استمرار صدى انتفاضة «المرأة، الحياة، الحرية» التي انطلقت في سبتمبر 2022 عقب وفاة الشابة مهسا أميني، وما تلاها من قمع أسفر عن مقتل المئات واعتقال الآلاف، بحسب منظمات حقوقية. علّق روستايي على ذلك قائلاً: «الحجاب ليس خياراً لكثيرين منا، لكننا مجبرون عليه. ثمة من يفرضون علينا هذه القواعد. وأعتقد أن هذه الحركة ستؤدي في نهاية المطاف إلى تغيير، لكن الأمر يتطلب وقتاً». وأضاف: «حتى ذلك الحين، يجب أن أصنع أفلامي. أنا بحاجة إلى وقت كمخرج شاب لأتعلم كيف أصنع أفلامي بطريقة مختلفة. لو لم تكن شخصياتي النسائية مضطرة لوضع الحجاب، لكانت أفلامي أكثر واقعية وطبيعية». لكن هذا المسار لا يحظى بالإجماع، إذ انتقدت مهشيد زماني، من جمعية المخرجين المستقلين الإيرانيين في المنفى، خيار روستايي، قائلة: «لا تهمني الرسالة التي ترسلها عندما تحصل على تصريح وتُظهر النساء بالحجاب داخل بيوتهن. إنه يلعب لعبة الحكومة». تستمر الأفلام الإيرانية في حصد الجوائز بالمهرجانات الكبرى، رغم الرقابة. فبعضها يُنتَج تحت موافقة السلطات مع التحايل على الخطوط الحمراء، فيما يُصوَّر بعضها الآخر في الخفاء، مثل فيلم جعفر بناهي «It Was Just an Accident» («مجرد حادث»)، المنافس على السعفة الذهبية، والذي صُوّر دون إذن ومن دون حجاب. قال بناهي في كان: «لا وصفة مطلقة لتكون مخرجاً في إيران. كل شخص يجد طريقه. ليست لدي نصيحة أقدّمها». وفي المقابل، لم يُعرض في إيران فيلم «دانه انجیر مقدس» («بذرة التين المقدس») للمخرج محمد رسولوف، رغم فوزه بجائزة لجنة التحكيم الخاصة العام الماضي. وقد اضطر رسولوف، المحكوم بالسجن لثماني سنوات، إلى الهرب من بلده، شأنه شأن ثلاث من ممثلات الفيلم الرئيسيات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store