logo
أزمة صامتة بين النيجر وبنين.. تعقيدات السياسة تفسد أحكام الجغرافيا

أزمة صامتة بين النيجر وبنين.. تعقيدات السياسة تفسد أحكام الجغرافيا

العين الإخباريةمنذ 10 ساعات

تم تحديثه السبت 2025/6/14 08:59 م بتوقيت أبوظبي
قال خبراء في الشأن الأفريقي إن استمرار القطيعة الدبلوماسية بين النيجر وبنين يُنذر بعواقب أمنية واقتصادية عميقة.
وتأتي القطيعة السياسية وسط تبادل للاتهامات وغياب لحلول عملية. وبينما تُصر النيجر على إغلاق حدودها البرية مع بنين، تواصل الأخيرة محاولاتها لخفض التوترات دون جدوى تُذكر، ما يترك شعبي البلدين رهينة الانسداد الجيوسياسي الحاد الذي يُهدد استقرار غرب أفريقيا.
حدود مغلقة
وقالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إنه منذ وصول المجلس العسكري بقيادة الجنرال عبد الرحمن تشياني إلى الحكم في النيجر في يوليو/تموز 2023، ترفض نيامي إعادة فتح حدودها مع بنين، متهمة الجارة الغربية بإيواء "قواعد عسكرية فرنسية" وتسهيل تدريب جماعات إرهابية تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد.
وأشارت "لوموند" إلى أنه في أواخر مايو/أيار، شدد الجنرال تشياني على أن "المعركة ليست ضد بنين، بل ضد القوات الفرنسية المزعزعة للاستقرار المتواجدة على أراضيها"، مؤكدًا أن الحدود ستظل مغلقة. كما أن الحدود المغلقة منذ قرابة عامين شلَّت الحركة الاقتصادية والإنسانية بين البلدين.
تبعات اقتصادية
ونقلت "لوموند" عن إبراهيم أبو كورا، ناقل نيجري يقيم في كوتونو، واصفًا الواقع، قائلًا: "الحافلات لم تعد تمتلئ، والحماس اختفى"، مضيفًا أن مخازنه في حي زونجو بكوتونو، التي كانت تنبض بالبضائع، أصبحت اليوم مهجورة.
ورغم إغلاق الحدود البرية، لا تزال الممرات المائية عبر نهر النيجر تُستخدم لتهريب البضائع والتنقلات الفردية، وفق شهادة ألاسان أميدو من مدينة مالانفيل الحدودية، الذي أكد أن "المسافرين يعبرون النهر ثم يواصلون طريقهم بالحافلات داخل النيجر".
لكن بالنسبة للشاحنات التجارية الكبرى، فإن اللجوء إلى طرق بديلة عبر بوركينا فاسو، التي تنتشر فيها جماعات إرهابية، بات أمرًا بالغ الخطورة.
ويؤكد غاماتي محمدو، الأمين العام لاتحاد سائقي الشاحنات في النيجر، أن "ممر النيجر–بنين هو الأكثر أمانًا وربحية"، داعيًا المجلس العسكري إلى "تطبيع العلاقات فورًا لما فيه مصلحة الاقتصاد القومي وأمن العمال".
نفط واليورانيوم
ورغم الأزمة، عاد تدفق النفط النيجري عبر خط أنابيب إلى ميناء "سيمي-كبودجي" البنيني نهاية 2024، بعد أشهر من التوقف. في المقابل، لا يزال اليورانيوم النيجري عالقًا بلا منفذ تصدير في ظل الغياب التام للحلول الدبلوماسية.
ورغم استمرار اتهامات النيجر، تُصر بنين على نفي وجود قواعد أجنبية على أراضيها، وتبذل جهودًا للمصالحة. ففي يونيو/حزيران، أعرب وزير الخارجية في بنين أولوشيغون أجادجي باكاري عن أمله في "استئناف مشروط للعلاقات بناءً على ترتيبات أمنية"، مشيرًا إلى أن "الباب لا يزال مفتوحًا".
من جانبه، قال جيوم موموني، الخبير الفرنسي في العلاقات الدولية المتخصص في الشأن الأفريقي، لـ"العين الإخبارية"، إن "إغلاق الحدود لا يضر فقط بالتجارة، بل يُضعف الثقة السياسية بين بلدين شريكين جغرافيًا"، موضحًا أن تجاوز هذه الأزمة يتطلب إعادة بناء جسور الحوار بواسطة أطراف موثوقة ومؤثرة.
وأشار إلى أنه سبق أن حاول الرئيسان السابقان توماس بوني يايي ونيكفور سوجلو التوسط مع نيامي في 2023، دون نتيجة. كما تم استدعاء السفير السابق في نيامي، جيلداس أغونكان، بعد أن قدم "اعتذارًا باسم الشعب البنيني"، وهو ما اعتُبر ضعفًا دبلوماسيًا.
وشدد موموني على أن "السفير المقبل يجب أن يكون شخصية مرموقة قادرة على كسب ثقة النظام النيجري".
وحذر الخبير الفرنسي من أن استمرار القطيعة الدبلوماسية بين النيجر وبنين يُنذر بعواقب أمنية واقتصادية عميقة، وسط تبادل للاتهامات وغياب لحلول عملية.
بدورها، قالت لاسينا ديارا، مدير معهد الأبحاث الاستراتيجية لمكافحة الإرهاب في كوت ديفوار، لـ"العين الإخبارية": "بنين تعيش ضغطًا أمنيًا متزايدًا من الجماعات الإرهابية، وغياب الحوار مع جيرانها يجعلها أكثر عرضة للخطر".
وشددت على ضرورة استغلال الاستحقاقات السياسية المقبلة، مثل انتخابات 2026، لإعادة إطلاق مفاوضات جادة تضمن استقرار المنطقة.
إلى أين تتجه الأزمة؟
أزمة النيجر وبنين ليست مجرد خلاف حدودي، بل تعكس صراعًا أوسع حول النفوذ، والسيادة، والوجود الفرنسي في الساحل. ومع تراجع التنسيق الإقليمي، يلوح في الأفق خطر توسّع فراغ أمني قد تستغله الجماعات المتطرفة. ما لم تُبادر العاصمتان بتطبيع تدريجي وواقعي للعلاقات، فإن أثمان القطيعة قد تتجاوز بكثير حدود البلدين.
aXA6IDgyLjI2LjIzMi4xOCA=
جزيرة ام اند امز
CH

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

غروسي: منشأتا فوردو وخندب في إيران لم تتضررا من القصف الإسرائيلي
غروسي: منشأتا فوردو وخندب في إيران لم تتضررا من القصف الإسرائيلي

سبوتنيك بالعربية

timeمنذ 2 ساعات

  • سبوتنيك بالعربية

غروسي: منشأتا فوردو وخندب في إيران لم تتضررا من القصف الإسرائيلي

غروسي: منشأتا فوردو وخندب في إيران لم تتضررا من القصف الإسرائيلي غروسي: منشأتا فوردو وخندب في إيران لم تتضررا من القصف الإسرائيلي سبوتنيك عربي نفى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، تضررمنشأة فوردو لتخصيب الوقود، ومفاعل خندب للماء الثقيل قيد الإنشاء". 15.06.2025, سبوتنيك عربي 2025-06-15T01:48+0000 2025-06-15T01:48+0000 2025-06-15T01:49+0000 إيران أخبار إيران أخبار إسرائيل اليوم إسرائيل الحرس الثوري الإيراني العالم ونشرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رسالة نقلاً عن رافائيل غروسي، قوله إنه، "بناءً على أحدث المعلومات المتاحة، ولم نُبلغ أيضا عن أي أضرار جديدة في موقع نطنز".وأفاد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أمس السبت، لوسائل إعلام إيرانية، بأن موقع "فوردو" النووي تعرض لأضرار محدودة إثر الهجمات الإسرائيلية.وقال كمالوندي لوكالة الطلبة الإيرانية "إسنا": "سُجلت أضرار طفيفة في بعض أقسام منشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو، لكننا سبق أن نقلنا جزءًا كبيرًا من المعدات والمواد، لذا لم تحدث أضرار جسيمة، ولا مخاوف من أي تلوث"، وأكد المتحدث باسم الهيئة أن "محطة فوردو النووية لا تشهد أي تلوث إشعاعي".في سياق متصل، كشف كمالوندي، يوم الجمعة، عن وجود تلوث داخل منشأة نطنز النووية، مشيرًا إلى أنه "تم رصد التلوث - سواء الكيميائي أو الإشعاعي - داخل الموقع فقط، دون أي مؤشرات على انتشاره خارج المنشأة"، وأضاف: "لا يوجد ما يدعو للقلق حيال المناطق المحيطة، لكننا نعمل على تنفيذ عمليات تنظيف داخل المنشأة".وشنت إسرائيل، فجر الجمعة، ضربات جوية مفاجئة ضد إيران في عملية أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية، أهمها منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم.وأدت الضربات إلى مقتل عدد من العلماء النوويين والقادة العسكريين البارزين والمسؤولين الإيرانيين، أبرزهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس أركان الجيش محمد باقري، وقائد القوات الجوية والفضائية في الحرس الثوري أمير علي حاجي زاده.وردا على الهجمات الجوية التي شنتها إسرائيل ضد أهداف إيرانية، أعلنت إيران بدء عملية "الوعد الصادق 3" التي تضمنت قصف تل أبيب بمئات الصواريخ.وأظهرت لقطات متداولة مشاهد لدمار وصفته بعض التقارير بأنه غير مسبوق في تل أبيب، بينما قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن إيران خرقت الخطوط الحمراء بإطلاق الصواريخ على مناطق مدنية، على حد وصفه، مضيفا: "مستمرون في الدفاع عن مواطني إسرائيل والنظام الإيراني سيدفع ثمنا كبيرا لقاء أفعاله".وأكد الحرس الثوري الإيراني أن العملية تضمنت قصف عشرات الأهداف والمواقع العسكرية في إسرائيل، ردًا على الهجوم الإسرائيلي واسع النطاق على إيران اليوم.وجاء في بيان للحرس الثوري الإيراني: "في أعقاب العدوان والعمليات العدوانية التي قام بها الكيان الإرهابي الصهيوني الوحشي هذا الصباح ضد مناطق إيرانية... بدأ الحرس الثوري الإسلامي رده الساحق والدقيق ضد عشرات الأهداف والمراكز العسكرية والقواعد الجوية للكيان الصهيوني الغاصب في الأراضي المحتلة، وأطلق على هذه العملية "الوعد الصادق 3". إيران أخبار إيران إسرائيل سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي إيران, أخبار إيران, أخبار إسرائيل اليوم, إسرائيل, الحرس الثوري الإيراني, العالم

حرب التصريحات تشتعل.. إسرائيل تتوعد بحرق طهران.. وإيران ترد بـ«الوعد الصادق 3» وتحذر الحلفاء الغربيين
حرب التصريحات تشتعل.. إسرائيل تتوعد بحرق طهران.. وإيران ترد بـ«الوعد الصادق 3» وتحذر الحلفاء الغربيين

البوابة

timeمنذ 10 ساعات

  • البوابة

حرب التصريحات تشتعل.. إسرائيل تتوعد بحرق طهران.. وإيران ترد بـ«الوعد الصادق 3» وتحذر الحلفاء الغربيين

دخلت المواجهة بين إيران وإسرائيل منعطفاً خطيراً وغير مسبوق في منطقة الشرق الأوسط، بعدما شكل الرد الإيراني، الذي استهدف العمق الإسرائيلي بعشرات الصواريخ، تحولاً جذرياً في طبيعة الصراع، ناقلاً إياه من مجرد عمليات محدودة ومتفرقة إلى ما يشبه بداية لحرب فعلية ومباشرة. وبالتوازي مع هذه الحرب العسكرية المحتدمة، تشتعل حرب تصريحات نارية وخطيرة بين الجانبين، تزيد من تأجيج الموقف وتدفع بالمنطقة نحو المجهول. في إطار الرد الإسرائيلي، أصدر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بياناً شديد اللهجة أكد فيه أن "العلماء القتلى في الضربات الإسرائيلية على إيران، هم مراكز معرفة وخبرات ولهم عقود من التجربة في مجال تطوير السلاح النووي". وفي خطوة لافتة، نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي قائمة بأسماء بعض العلماء الإيرانيين الذين تم استهدافهم، من بينهم: "خبير الهندسة الذرية فريدون عباسي، وخبير الفيزياء محمد مهدي طهرانجي، وخبير الهندسة الكيميائية أكبر مطلب زاده، وخبير هندسة المواد سعيد برجي، وخبير الفيزياء أمير حسن فكهي". وتوعدت إسرائيل بـ"حرق طهران" إذا استمرت إيران في إطلاق الصواريخ على أراضيها. وفي هذا السياق، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بأن "طهران ستحترق" إن واصلت ضرباتها على إسرائيل. يأتي هذا التهديد بعد أن ردت إيران خلال ليل أمس الجمعة على الضربات الإسرائيلية بإطلاق صواريخ باليستية. كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه سيستأنف مهاجمة أهداف في طهران، مؤكداً أنه دمر مبنى لإنتاج اليورانيوم المعدني وبنية تحتية لتحويل اليورانيوم المخصب ومختبرات في مدينة أصفهان الإيرانية. وأكد الجيش أنه استهدف منشأة نووية في أصفهان، معلنا مواصلة التصدي لتهديدات إيران، وأن القوات الجوية تواصل مهاجمة أهداف في الأراضي الإيرانية بهدف "منع إيران من تطوير أسلحة نووية"، وأضاف المتحدث باسم الجيش أن "الجيش سيصل إلى أي مكان يُطلب منه من أجل الدفاع عن إسرائيل". من جانبه، قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحاته الأخيرة أن الهدف من العمليات الإسرائيلية لا يقتصر على تحجيم التهديد النووي والصاروخي الإيراني، بل يتضمن أيضاً "تغيير النظام" في طهران. وقال عامي أيالون، الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" والقائد السابق لسلاح البحرية، إن إسرائيل تنظر إلى الصراع الحالي مع إيران على أنه "حرب دفاعية"، وفي مقابلة مع برنامج "نيوز آور" على شبكة "بي بي سي"، أوضح أيالون أن "معظم الإسرائيليين يرون في إيران تهديداً وجودياً كبيراً". وأشار إلى أن "إيران باتت قريبة جداً من امتلاك قدرة نووية عسكرية. وبحسب معلوماتنا الاستخباراتية، أصبح من الواضح أننا لن نتمكن من توجيه ضربة فعالة إذا لم نتحرك الآن". وأكد أيالون أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل كامل في هذا الصدد. وفي سياق متصل، وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيراً شديد اللهجة إلى إيران، داعياً طهران إلى "إبرام اتفاق" نووي قبل أن "يفوت الأوان".، وأضاف ترامب: "على إيران أن تبرم اتفاقاً، قبل ألا يبقى شيء. لقد منحنا إيران فرصة تلو الأخرى لإبرام اتفاق". في المقابل، أعلنت إيران عن إطلاق عملية "الوعد الصادق ٣" رداً على الهجوم الإسرائيلي، وأكد الحرس الثوري الإيراني أن عملية "الوعد الصادق ٣" هي جزء من الرد الإيراني الشامل على الاعتداءات الإسرائيلية. وفي خطوة تعكس تصاعد التوتر الدبلوماسي، أعلنت الخارجية الإيرانية عن إلغاء المحادثات التي كانت مقررة مع الولايات المتحدة يوم غد الأحد. وقال وزير الخارجية الإيراني إن المحادثات النووية مع واشنطن "لا معنى لها" بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير. ووجهت إيران تحذيراً شديد اللهجة إلى كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا من تقديم أي دعم عسكري لإسرائيل في مواجهة الضربات الإيرانية، بحسب ما نقلته وسائل إعلام رسمية إيرانية. وأفادت التقارير بأن طهران ستستهدف قواعد عسكرية وسفناً في المنطقة إذا ما قدمت هذه الدول الثلاث أي مساعدة لإسرائيل خلال التصعيد المستمر بين الجانبين. وتوعد المتحدث باسم الجيش الإيراني بأن "إطلاقنا الصاروخي القادم سيشمل حوالي ٢٠٠٠ صاروخ، أي ما لا يقل عن ٢٠ ضعف حجم الإطلاق السابق"، في تهديد واضح بتوسيع نطاق الرد الإيراني. وقال قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء أحمد وحيدي: "عملية "الوعد الصادق ٣" ستستمر ما دام ذلك ضرورياً، وفي الخطوة الأولى، وجّهنا صفعة قوية للصهاينة". وتشير هذه التطورات المتسارعة والمواقف المتشددة من كلا الجانبين إلى أن المنطقة تقف على شفا مواجهة عسكرية واسعة النطاق، قد تكون لها تداعيات كارثية على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. ويبقى العالم يترقب بحذر شديد ما ستؤول إليه هذه المواجهة، وما إذا كانت الجهود الدبلوماسية الدولية ستنجح في نزع فتيل الأزمة قبل فوات الأوان.

خيارات خامنئى الصعبة.. المرشد الإيرانى لم يعد لديه ما يخسره بعد الضربات الإسرائيلية
خيارات خامنئى الصعبة.. المرشد الإيرانى لم يعد لديه ما يخسره بعد الضربات الإسرائيلية

البوابة

timeمنذ 10 ساعات

  • البوابة

خيارات خامنئى الصعبة.. المرشد الإيرانى لم يعد لديه ما يخسره بعد الضربات الإسرائيلية

مع انقشاع غبار الضربات القاسية التي أصابت القيادة العسكرية الإيرانية وتضرر منشآتها النووية، يقف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي عند مفترق طرق خطير، ونظامه أكثر ضعفًا من أي وقت مضى منذ عقود. فالضربات الإسرائيلية الشاملة التي شنتها ليلًا، والتي أودت بحياة العديد من كبار القادة الإيرانيين وألحقت أضرارًا جسيمة بمواقع رئيسية مثل منشأة نطنز للتخصيب، جعلت خيارات طهران محدودة للغاية. وسارع الرئيس دونالد ترامب إلى استغلال هذه اللحظة، حيث نشر على موقع "تروث سوشيال" أن على حكام إيران الآن "عقد صفقة، قبل أن ينهار كل شيء"، بالنسبة لخامنئي، البالغ من العمر ٨٦ عامًا والذي يواجه اختبارًا وجوديًا لقيادته، فإن هذه الكلمات أكثر من مجرد ثرثرة، بل تعكس واقعًا دوليًا،بعد انكشاف زيف استراتيجية الردع الإيرانية، التي بُنيت على مدى عقود. تأتي الضربات التي تلقاها الجيش الإيراني بعد سلسلة من الخسائر الاستراتيجية، فقد أدت حملة إسرائيل في لبنان إلى تفتيت قيادة حزب الله، أقوى وكلاء إيران منذ زمن طويل، ومفتاح ردعها الإقليمي، كما أدت الضربات الإسرائيلية في أكتوبر إلى تجريد إيران من دفاعاتها الجوية، مما ألغى خيار الرد غير المباشر ضد إسرائيل. ويؤكد محللون، بمن فيهم مايكل ستيفنز من المعهد الملكي للخدمات المتحدة، على حدة معضلة خامنئي: "إما التفاوض الآن من موقع ضعف والتنازل، أو السماح للوضع بالتفاقم وتكبد المزيد من الأضرار، مما قد يقوض النظام بشدة ويؤدي إلى زعزعة استقرار أوسع نطاقًا داخليًا. كلا الخيارين ليس جيدًا." إن الاستسلام والسعي إلى اتفاق يعني الاعتراف بالهزيمة في حرب "المنطقة الرمادية" الطويلة ضد إسرائيل والغرب، وهي خطوة تُخاطر بتحطيم الأساس الأيديولوجي للنظام الإيراني، وستُكشف للشعب الإيراني أن سنوات من المعاناة والعقوبات والعزلة الدولية لم تُثمر. مخاطر التصعيد قد يسعى خامنئي، الذي اتخذ نظامه من "المقاومة" شعارًا له، إلى الانتقام. لكن مع رحيل العديد من كبار قادته وضعف القدرة العسكرية التقليدية لإيران بشكل كبير، فإن خيارات الرد الفعال محدودة ومحفوفة بالمخاطر. وتم تحييد الرد الإيراني الأول والذي شمل موجات من هجمات الطائرات المسيرة على إسرائيل، إلى حد كبير بواسطة الدفاعات الجوية الإسرائيلية وحلفائها. ولا تزال هناك تدابير أكثر صرامة مطروحة. يمكن لإيران استهداف منشآت عسكرية أمريكية أو حتى ضرب خصوم إقليميين مثل الإمارات العربية المتحدة أو المملكة العربية السعودية، اللتين يُرجّح أن طهران لا تثق بإداناتهما العلنية لإسرائيل. ومع ذلك، فإن أي خطوة من هذا القبيل ستؤدي إلى رد انتقامي ساحق، ومن شبه المؤكد أنها ستجر الولايات المتحدة مباشرة إلى الصراع - وهي نتيجة قد تُدمر النظام. ويتكهن البعض بشن هجمات على أهداف مدنية - كالمطارات والوجهات السياحية - كانت تُعتبر في السابق محظورة، لكن هذه الهجمات قد تجعل إيران دولة منبوذة، وقد تُعتبر بمثابة مهمة انتحارية استراتيجية. الإغراء النووى: الورقة الأخيرة أم المقامرة النهائية؟ لعل الخيار الأخطر المتاح أمام خامنئي هو تسريع البرنامج النووي الإيراني، إذا بقيت القدرات التقنية متوفرة. وتشير التقارير إلى أن إيران تمتلك ما يكفي من اليورانيوم متوسط التخصيب لصنع قنبلة؛ وإذا ظلت البنية التحتية سليمة، فقد يكون الآن هو الوقت المناسب لاندفاع يائس نحو تجربة نووية. ومثل هذه الخطوة من شأنها أن تجعل إيران في مصاف كوريا الشمالية كدولة منبوذة عالميًا، لكن خامنئي قد يُدرك أن سلالة كيم لا تزال في السلطة رغم الغضب الدولي. إرث على المحك قد تُحدد الأيام القادمة ليس فقط مستقبل البرنامج النووي الإيراني، بل مصير النظام نفسه، بالنسبة لخامنئي، الخيار واضح: التفاوض من منطلق الضعف والمخاطرة بالشرعية، أو التصعيد أكثر والمخاطرة ببقاء النظام. في حين ينظر ترامب والمجتمع الدولي إلى ما يحدث، يتعين على المرشد الأعلى لإيران أن يقرر أي من خياراته المتضائلة يجرؤ على اتخاذها، إن جاز التعبير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store