logo
الحاج المشري: أمة في خدمة الأمة/ بقلم: الشيخ التيجاني آب السيد

الحاج المشري: أمة في خدمة الأمة/ بقلم: الشيخ التيجاني آب السيد

ميادينمنذ 5 أيام
في أيامٍ مضيئةٍ بنور الروح، حالمةٍ بنفحات السكينة، كنت في زيارة مباركة إلى ولايتي آدرار وإنشيري. كانت رحلةً روحانيةً بامتياز، من تلك الرحلات التي لا يكتبها القدر إلا لمن شاء الله له أن يتنفس من طُهر المكان وبركة الإنسان.
مررنا خلالها بمواضع كأنها آيات من نور: اكراع الشرفه، أهل الشيخ ولد بكار، لكليتات، المداح، تونكاد، عين أهل الطابع، وأطار واكجوجت. في كل محطةٍ، كنا محل تبجيل وتكريم من أهل الكرم والدين، جزاهم الله عنا خير الجزاء.
لكن ما خُلّد في الذاكرة أكثر من الطريق، هو سيدي : الحاج المشري. رجلٌ إن نُودِي باسمه، أجابت أمة؛ وإن سُئل عن همه، قال: "خدمة القرآن". إنه لا ينظر إلى المناصب ولا يفتش عن الألقاب، بل نذر نفسه لما هو أرفع من كل ذلك: تربية جيلٍ قرآني، متسلحٍ بالمعرفة، منضبطٍ بالسُّنَّة، ومُتوجهٍ نحو البناء.
في طيات الرحلة، عرض الحاج فكرة أسماها "المحظرة الإعدادية"، فكرة تجمع بين حفظ القرآن الكريم كمرتكز أساسي، وتعليم العلوم الدنيوية الحديثة بوصفها أدوات فهمٍ وإعمار. لا يُقصي أحدُ الجانبين الآخر، بل يتكاملان كما يتكامل الجسد والروح. خلافاً للمدارس العصرية التي تهمل القرآن، أو المحاظر التقليدية التي تغفل عن متطلبات العصر، جاءت فكرة الحاج كجسرٍ بين الأصالة والمعاصرة.
وقد لاقت الفكرة قبولاً واسعاً، واستحساناً عند الشيوخ والمهتمين الذين التقينا بهم، وتم التنسيق فعلاً مع بعض المحاظر في مدينتي أطار واكجوجت. فإذا كتب الله لها النجاح كما يُخطط لها الحاج، فسيُبعث جيلٌ جديدٌ من الشباب: حافظٌ للقرآن، فاهمٌ للعلوم، خادمٌ للأمة.
الحاج المشري لا يبني مدرسة، بل يبني أمة؛ لا يخرج طلاباً فحسب، بل يزرع فيهم رسالة.
ندعو الله أن يبارك في جهده، ويعلي شأن فكرته، ويجعلها صدقةً جاريةً لا تنقطع.
فالحاج ليس فردًا، بل أمة تمشي على قدمين، تحمل كتاب الله في قلبها، وعزيمة الأمة في كفّيها. فتبارك اللھ احسن الخالقين
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خطيب الحرم النبوي: تقوى الله أعظم أسباب الفوز.. والدنيا زائلة لا بقاء لها
خطيب الحرم النبوي: تقوى الله أعظم أسباب الفوز.. والدنيا زائلة لا بقاء لها

صحيفة سبق

timeمنذ 37 دقائق

  • صحيفة سبق

خطيب الحرم النبوي: تقوى الله أعظم أسباب الفوز.. والدنيا زائلة لا بقاء لها

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي الحذيفي المسلمين بتقوى الله سبحانه، مؤكدًا أنها من أعظم أسباب الفوز بثواب الله تعالى، ونيل رضوانه، والنجاة من عذابه الأليم، مستشهدًا بقوله جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ). وقال فضيلته: "أيها الناس أتعلمون أشد الساعات كربًا، وأعظم الساعات خوفًا ورعبًا، وأكثر الساعات قلقًا وهمًا وضيقًا وغمًا، إنها الساعة التي تزيغ عندها الأبصار وتبلغ القلوب الحناجر، ويتزلزل كل عضو في الإنسان من أهوال ما يرى ويشاهد من الأمور العظام، وما يلاقي من الأحوال التي تتفطر منها الأجسام، إنها الساعة التي يُنصب فيها الصراط على متن جهنم، فليس بعد الصراط إلا الفوز العظيم، وأنواع النعيم الأبدي السرمدي ورضوان الله تعالى، فيا بشرى من اجتازه ونجا ويا خسارة من زلت قدمه عن الصراط فهوى في جهنم وتردى، قال تعالى: (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا)". وأوضح الدكتور الحذيفي، أن الدنيا سريعة الزوال، سريعة الانقضاء، فما أسرع طَيَّها وانتهاءها، فقد خلقها الله سبحانه وتعالى لأجلٍ محدود، وجعلها دار عمل، ثم يُجازى العبد على أعماله، مبينًا أن هذه الحياة الدنيا، من أولها إلى آخرها، ليست إلا كساعةٍ مقارنةً بأبدية الآخرة، فهي زائلة فانية، كما قال الله تعالى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ ۚ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ). وأشار فضيلته، إلى أن الأمم السابقة من عادٍ وثمود، وقومِ إبراهيم، وقومِ لوط، وأصحابِ مدين، والقرون الخالية وغيرهم، ممن أجروا الأنهار وغرسوا الأشجار وتمتعوا بأطيب الثمار وملكوا البحار، ونالوا كل ما أرادوا من الملذات والشهوات، قد قدموا على ربهم بأسوأ الأعمال وشر الآجال، ولم ينجُ من الهلاك والعذاب في الدنيا والآخرة إلا من عدل وآمن بالله ذي العزة والجلال، مبينًا أن ساعة الكرب -الذي لا يشبهه كرب- واقفةٌ أمام الناس جميعًا، لا مفرّ منها لأحد، مستشهدًا بقوله تعالى في الجسر المنصوب على متن جهنم: (وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا). وأبان فضيلته، أن ساعة المرور على جسر جهنم كانت تملأ قلوب الصحابة -رضي الله عنهم- خوفًا ورعبًا، وتملأ قلوب من جاء بعدهم ممن سار على نهجهم خوفًا من العذاب، ورجاءً من الله تعالى أن يمروا على هذا الصراط إلى الجنة برحمة الله تعالى، فعن عائشة -رضي الله عنها- أنها ذكرت النار فبكت، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما يبكيك؟" قلت: ذكرت النار فبكيت، فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ فقال -عليه الصلاة والسلام-: "أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحدٌ أحدًا، عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل، وعند تطاير الصحف حتى يعلم أين يقع كتابه: في يمينه أم في شماله أم من وراء ظهره، وعند الصراط إذا وضع بين ظهراني جهنم حتى يجوز" رواه أبو داوود. وختم إمام وخطيب المسجد النبوي الخطبة موصيًا المسلمين بالمسارعة إلى الخيرات، والاجتهاد في الأعمال الصالحة، ومجانبة المحرمات، والحذر من الذنوب والمعاصي.

خطيب المسجد الحرام: وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت في الغالب مسرحًا للحياة الزائفة
خطيب المسجد الحرام: وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت في الغالب مسرحًا للحياة الزائفة

صحيفة عاجل

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة عاجل

خطيب المسجد الحرام: وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت في الغالب مسرحًا للحياة الزائفة

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ياسر بن راشد الدوسري المسلمين بتقوى الله -عز وجل- ومراقبته في السر والنجوى. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: "تشهد البشرية في عصرنا قفزة حضارية، وطفرة نوعية في مجالات التقنية والأجهزة الذكية ووسائل التواصل الرقمية، تيسرت فيها الاتصالات، وطويت المسافات، واختصرت الأوقات، وأنجزت المهمات، وطورت الخدمات، وأتيح العلم عبر المنصات، فأصبحت التقنية جزءًا لا ينفك عن حياتنا". وحذر الدكتور ياسر بن راشد الدوسري من غياب الوعي في استخدام التقنية قائلًا: "فحينها تصبح الرسائل مزالق، ومن هنا برز داء ابتلي به بعض الناس على اختلاف الأعمار والثقافات والأجناس، إنه داء الإدمان المرضي على وسائل التواصل الاجتماعي، والانغماس في عالم رقمي لا ينتهي، وتحوّل الهواتف عند البعض من أدوات للتواصل، إلى وسائل للعزلة والانفصال، فترى المرء بين الناس جسدًا بلا قلب، وحسًا بلا روح، يتنقل بين المنصات، ويتصفح التطبيقات، تتقاذفه المواقع، وتتكاثر عليه المقاطع، فلا يدري ما يريد، ولا يحصد إلا القليل". ولفت النظر إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت في الغالب مسرحًا للحياة الزائفة، وموطنًا للمقارنات الجائرة، فدبَّ إلى البعض داء الحسد والبغضاء، وتمكنت من قلوبهم الضغائن والشحناء، وقلَّ الحمد والشكر على النعم والآلاء، مبينًا أنه من الآفات تلك الحسابات المزيفة الخبيثة التي تنفث سمومها في المجتمعات، وتنشر الفتن والاختلافات، وتذكي الضغائن والإشاعات، وتلقي على ألسنة العلماء فتاوى مكذوبة، في حملات مجحفة، وتشويهات متعمدة، لا تراعي دينًا ولا خلقًا. خطيب المسجد الحرام الشيخ ياسر الدوسري: وسائل التواصل أصبحت عند البعض مسرحا للتفاخر والمقارنات فانتشر الحسد والبغضاء #الإخبارية — قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) August 1, 2025

ملك مصر أرسل للنبي محمد عسل من «بنها»
ملك مصر أرسل للنبي محمد عسل من «بنها»

سودارس

timeمنذ 9 ساعات

  • سودارس

ملك مصر أرسل للنبي محمد عسل من «بنها»

فإن لهم ذمة ورحمًا واستشهد «عزام» بما رواه النبي للصحابة: "إنكم ستفتحون أرضًا يُذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لهم ذمة ورحمًا"، موضحًا أن الرحم تعود إلى السيدة هاجر، أم إسماعيل، عليه السلام، والذمة إلى السيدة مارية القبطية، التي أهداها المقوقس إلى النبي وتسرى بها رسول الله. بنها العسل وأضاف أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان قد أرسل كتبه إلى الملوك والأمراء يدعوهم إلى الإسلام، وكان من بين هؤلاء المقوقس، عظيم مصر، الذي استقبل رسالة النبي بكل تقدير، فوضعها في صندوق من عاج، وأرسل إلى النبي هدايا، منها مارية وسيرين، وجاء في بعض الروايات أن سيرين كانت أخت مارية، كما أرسل المقوقس للنبي عسلًا من " بنها" – المعروفة الآن ب" بنها العسل" – وحمارًا أشهب يُدعى "يعفور"، وبغلة بيضاء، وعبدًا، وعشرين مثقالًا من الذهب. مصر في السنة النبوية وأكد الشيخ يسري عزام، أن ذكر مصر في السنة النبوية هو شرف كبير لأرضها وشعبها، وأن هذه المكانة التي سجلها التاريخ ستظل محفوظة في الوجدان الإسلامي إلى يوم الدين. خدمة الإسلام والعلم ولفت إلى أن مصر لها دور عظيم في خدمة الإسلام والعلم، وقد صدّرت العلم إلى البلاد التي نزل فيها القرآن الكريم، عبر منارتها الكبرى الأزهر الشريف. مكانة مصر الدينية والعلمية ولفت إلى أن الإمام محمد متولي الشعراوي قالها صريحة ومدوية: "مصر هي التي صدّرت العلم إلى البلد الذي نزل فيه القرآن"، في إشارة إلى مكانة مصر الدينية والعلمية الراسخة في قلب الأمة الإسلامية. منارة العالم الإسلامي وألمح إلى أن مصر تحتضن جامع الأزهر الشريف، منارة العالم الإسلامي، إلى جانب جامع سيدنا عمرو بن العاص، الذي سبق الأزهر ب360 سنة، وكان يُدرّس فيه المذاهب الفقهية، وكان بمثابة جامعة مصرية عربية إسلامية. الأزهر منبر لأهل السنة وأوضح أن الأزهر، ومنذ تأسيسه، اختار الله له أن يكون منبرًا لأهل السنة، حيث أغلقه القائد صلاح الدين الأيوبي لمدة أربع سنوات، ثم أعيد فتحه ليكون حاضنة لمذهب أهل السنة والجماعة، مشيرًا إلى أن طلاب العلم يفدون إليه من كل بقاع الأرض. وختم: «يا مصر، نادى المخلصون وكبّروا، لما تجلى في سماك الأزهر، من ألف عام أو يزيد، ومجده في قمة التاريخ لا يتقهقر"، لافتًا إلى أن نيل مصر عذب سائغ، لكن أزهرها الشريف هو الكوثر، نادى مرارًا بقيم الوسطية والسلام، قائلاً: "لا عنف، لا إرهاب، لا تحجُّر… الدين يُسر للحياة، فيسّروا».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store