logo
خطيب الحرم النبوي: تقوى الله أعظم أسباب الفوز.. والدنيا زائلة لا بقاء لها

خطيب الحرم النبوي: تقوى الله أعظم أسباب الفوز.. والدنيا زائلة لا بقاء لها

صحيفة سبقمنذ 4 أيام
أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي الحذيفي المسلمين بتقوى الله سبحانه، مؤكدًا أنها من أعظم أسباب الفوز بثواب الله تعالى، ونيل رضوانه، والنجاة من عذابه الأليم، مستشهدًا بقوله جل وعلا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
وقال فضيلته: "أيها الناس أتعلمون أشد الساعات كربًا، وأعظم الساعات خوفًا ورعبًا، وأكثر الساعات قلقًا وهمًا وضيقًا وغمًا، إنها الساعة التي تزيغ عندها الأبصار وتبلغ القلوب الحناجر، ويتزلزل كل عضو في الإنسان من أهوال ما يرى ويشاهد من الأمور العظام، وما يلاقي من الأحوال التي تتفطر منها الأجسام، إنها الساعة التي يُنصب فيها الصراط على متن جهنم، فليس بعد الصراط إلا الفوز العظيم، وأنواع النعيم الأبدي السرمدي ورضوان الله تعالى، فيا بشرى من اجتازه ونجا ويا خسارة من زلت قدمه عن الصراط فهوى في جهنم وتردى، قال تعالى: (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا)".
وأوضح الدكتور الحذيفي، أن الدنيا سريعة الزوال، سريعة الانقضاء، فما أسرع طَيَّها وانتهاءها، فقد خلقها الله سبحانه وتعالى لأجلٍ محدود، وجعلها دار عمل، ثم يُجازى العبد على أعماله، مبينًا أن هذه الحياة الدنيا، من أولها إلى آخرها، ليست إلا كساعةٍ مقارنةً بأبدية الآخرة، فهي زائلة فانية، كما قال الله تعالى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ ۚ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ).
وأشار فضيلته، إلى أن الأمم السابقة من عادٍ وثمود، وقومِ إبراهيم، وقومِ لوط، وأصحابِ مدين، والقرون الخالية وغيرهم، ممن أجروا الأنهار وغرسوا الأشجار وتمتعوا بأطيب الثمار وملكوا البحار، ونالوا كل ما أرادوا من الملذات والشهوات، قد قدموا على ربهم بأسوأ الأعمال وشر الآجال، ولم ينجُ من الهلاك والعذاب في الدنيا والآخرة إلا من عدل وآمن بالله ذي العزة والجلال، مبينًا أن ساعة الكرب -الذي لا يشبهه كرب- واقفةٌ أمام الناس جميعًا، لا مفرّ منها لأحد، مستشهدًا بقوله تعالى في الجسر المنصوب على متن جهنم: (وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا).
وأبان فضيلته، أن ساعة المرور على جسر جهنم كانت تملأ قلوب الصحابة -رضي الله عنهم- خوفًا ورعبًا، وتملأ قلوب من جاء بعدهم ممن سار على نهجهم خوفًا من العذاب، ورجاءً من الله تعالى أن يمروا على هذا الصراط إلى الجنة برحمة الله تعالى، فعن عائشة -رضي الله عنها- أنها ذكرت النار فبكت، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما يبكيك؟" قلت: ذكرت النار فبكيت، فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ فقال -عليه الصلاة والسلام-: "أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحدٌ أحدًا، عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل، وعند تطاير الصحف حتى يعلم أين يقع كتابه: في يمينه أم في شماله أم من وراء ظهره، وعند الصراط إذا وضع بين ظهراني جهنم حتى يجوز" رواه أبو داوود.
وختم إمام وخطيب المسجد النبوي الخطبة موصيًا المسلمين بالمسارعة إلى الخيرات، والاجتهاد في الأعمال الصالحة، ومجانبة المحرمات، والحذر من الذنوب والمعاصي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«قصور آل أبو سراح».. التراث والطبيعة والفنون
«قصور آل أبو سراح».. التراث والطبيعة والفنون

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

«قصور آل أبو سراح».. التراث والطبيعة والفنون

في قرية العزيزة بمركز السودة غرب مدينة أبها، تقف قصور آل أبو سراح التاريخية شامخة على مساحةٍ تتجاوز ثلاثة آلاف متر مربع، لتُشكّل اليوم أحد أبرز المعالم السياحية والثقافية في منطقة عسير، ومقصدًا متجددًا لعشاق التراث والطبيعة والفنون، حيث يعود تاريخ بنائها إلى القرن التاسع عشر، إذ شُيّدت نحو عام 1835م، وتتميّز بتصميمها المعماري المستلهم من خامات البيئة المحلية، كالحجر وخشب العرعر المغطى بمادة "القضاض"، التي تُعزّز من متانة البناء وجماله. وتتكوّن القصور من ثلاثة مبانٍ رئيسة، هي قصر وازع، وقصر عزيز، وحصن المصلى، بارتفاعات تصل إلى ستة طوابق، وبتوزيع داخلي يعكس فن العمارة التقليدية واستخدامات الأدوار المتعددة، مثل غرف المؤن، والمصلّى، والمرافق المخصصة لاستقبال الضيوف. وبعد إعادة ترميمها في أواخر عام 2016م، أصبحت القصور أحد أبرز معالم السياحة التراثية في عسير، ليس فقط بجمالها المعماري وإطلالاتها على مرتفعات السودة، بل أيضًا كمركز حيوي للفنون والفعاليات الثقافية، حيث استضافت العديد من الأنشطة، من بينها فعاليات القط العسيري، ومهرجان قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية، وفعاليات مع هيئة الأدب والنشر، وهيئة التراث، وهيئة فنون العمارة والتصميم، إضافة إلى المؤتمرات الحكومية. وضمن فعاليات صيف عسير 2025، وبما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في إبراز المكنوز الثقافي والتراثي للمملكة، تواصل قصور آل أبو سراح التاريخية فتح أبوابها للزوار، مقدّمة تجربة نوعية متكاملة تنقل الزائر في رحلة عبر الزمن، تبدأ بجولات تاريخية داخل القصور العريقة التي يتجاوز عمرها 200 عام، وتُروى خلالها قصص الإنسان في منطقة عسير، بدءًا من حياة الأجداد، ومرورًا بتفاصيل العمارة، وانتهاءً بملامح الحياة اليومية في ذلك الزمن، وتشمل الجولة عرضًا لمجموعة من المقتنيات التاريخية والصور النادرة. وأوضح عبدالعزيز أبو سراح -المشرف العام على قصور آل أبو سراح التاريخية- أنه تم تجهيز الساحات المحيطة بالقصور بمجموعة من الأركان المتنوعة التي تضم خيارات من المقاهي والمطاعم، تُقدّم أطعمة ومشروبات مستوحاة من المطبخ العسيري الأصيل، في أجواء تعكس الطابع المعماري والتراثي للمنطقة، مبينًا أنه خُصّص هذا الموسم ركن متكامل للأطفال، يقدم برامج ثقافية وترفيهية ذات طابع تعليمي، تشمل ورشًا تفاعلية، وقصصًا تراثية مبسطة، وأنشطة فنية تهدف إلى غرس القيم الثقافية وتعريف النشء بتاريخ المنطقة بأسلوب مشوّق. وتماشيًا مع إعلان وزارة الثقافة هذا العام عامًا للحرف اليدوية، حرصت إدارة القصور على دعم الفنون التقليدية، من خلال تفعيل ورش العمل التفاعلية لفن القط العسيري، وتقديم العروض الحيّة لأعمال الحرفيين المحليين، ما يمنح الزوّار فرصة فريدة للتفاعل المباشر مع الحرف وتجربة الفنون التراثية بأنفسهم. وشهدت القصور خلال السنوات الماضية إقبالًا لافتًا من الزوار من داخل المملكة وخارجها، من بينهم سفراء الدول المعتمدون لدى المملكة، الذين عبّروا عن دهشتهم بجمال القصور التاريخية وموقعها الإستراتيجي على قمم جبال السودة غرب مدينة أبها، وبالحكايات الإنسانية التي يحملها المكان، وتلك المدرجات الزراعية الخضراء التي تمزج بين التراث والطبيعة. وتعمل إدارة القصور من خلال هذه المبادرات على تحويل الموقع إلى منصة حيوية للثقافة والسياحة المستدامة، تواكب تطلعات الزوار، وتُسهم في تعزيز مكانة عسير كوجهة ثقافية بارزة على خارطة المملكة، حيث يلتقي جمال الطبيعة بعبق التاريخ، وتُقدَّم تجربة أصيلة تستحضر روح الماضي في قلب الحاضر.

ورشة عمل لبرنامج فيصل بن نواف لتطوير التعليم
ورشة عمل لبرنامج فيصل بن نواف لتطوير التعليم

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

ورشة عمل لبرنامج فيصل بن نواف لتطوير التعليم

بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف، أُقيمت ورشة العمل التمهيدية لبرنامج سموه لتطوير التعليم العام في المنطقة، الذي يمتد خلال الفترة من 2025 حتى 2035، بما ينسجم مع جهود وزارة التعليم في هذا المجال، ويعزز مبادراتها الوطنية الشاملة على المستوى المحلي، وذلك ضمن إطار كرسي الأمير نواف بن عبدالعزيز للتنمية المستدامة بجامعة الجوف. وشهدت الورشة مشاركة عدد من القيادات التعليمية والأكاديمية والخبراء، وهدفت إلى تشخيص واقع التعليم العام في المنطقة، تمهيدًا لتفعيل البرنامج. وتضمّنت الورشة ثلاثة محاور رئيسة، شملت استعراض نتائج استطلاع أولياء الأمور حول واقع التعليم بالجوف، ومؤشر ترتيب إدارة التعليم وفق نتائج اختباري القدرات والتحصيلي للعام 2024م، بالإضافة إلى التعريف بمحاور وأهداف برنامج سمو الأمير لتطوير التعليم العام.ونُظّمت حلقة نقاش لمناقشة أبرز التحديات والفرص والمقترحات التطويرية، في إطار سعي البرنامج إلى تحسين جودة التعليم والارتقاء بالمخرجات التعليمية بالتنسيق الوثيق مع الجهات ذات الصلة. وتأتي هذه الورشة ضمن سلسلة من اللقاءات وورش العمل القادمة التي تهدف إلى بناء رؤية تطويرية شاملة للتعليم العام في المنطقة بما ينسجم مع جهود وزارة التعليم على المستوى الوطني، ويعزز دورها المحوري في هذا المجال، وبما يحقق تطلعات القيادة الرشيدة نحو تعليم تنافسي ومتميز وفق رؤية 2030.

«الفقرة».. قرية سياحية تنتظر المياه!
«الفقرة».. قرية سياحية تنتظر المياه!

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

«الفقرة».. قرية سياحية تنتظر المياه!

يعد "مركز قرية الفقرة" الواقع غرب المدينة المنورة من المراكز السياحية الجبلية الجميلة بالمنطقة والتي حباها الله بمناخ صيفي جميل، من خلال اعتدال درجات الحرارة بها؛ نظراً لوقوعها على قمم جبال عالية ترتفع عن سطح البحر الأحمر بأكثر من 1900 متر، مما جعلها مقصداً للمصطافين من أهالي منطقة المدينة، وكذلك المناطق الأخرى، بل وحتى أهالي دول مجلس التعاون الخليجي. وترتبط "قرية الفقرة" السياحية بالمدينة المنورة بطريق مزدوج يبدأ من قرية "الفريش" بطريق المدينة /بدر/ جدة القديم، ويمر عبر مرتفعات جبلية بطول 80 كم حتى يصل إلى قمة جبل الفقرة. ومع افتتاح هذا الطريق شهدت "الفقرة" تطورات مهمة، حيث تم إيصال خدمات الكهرباء لها، وكذلك الاتصالات، وبعض الخدمات التي تشجع السياح على زيارتها مثل الاستراحات والشاليهات والمنتجعات، إلاّ أنها تحتاج أكثر للمزيد من الخدمات الضرورية، التي من أبرزها توفير المياه، سواء للشرب أو لري المزارع، ونظراً لافتقارها للمياه؛ فالسكان يعتمدون على الصهاريج، والتي تعد أسعارها مرتفعة، كما توجد آبار قليلة، وذات مياه شحيحة، كما تحتاج "الفقرة" إلى سفلتة الطرق الداخلية والترابية وعمل أرصفة وأعمدة إنارة ودورات مياه وخدمات بلدية أخرى، إلى جانب تحسين البنية التحتية، والحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية وأعمال النظافة. وتذكر كتب التاريخ أن "الفقرة" كانت تسمى قديماً بـ"جبل الأشعر"، و"جبل الطور"، ونظراً لامتداد شكل قمم جبالها لمسافات طويلة على شكل فقرات الظهر أو العمود الفقري، فقد أطلق عليها السكان مسمى "الفقرة"، وأصبحت اليوم تعرف بهذا المسمى، ومنذ القدم وفي فصل الشتاء يغادر أهاليها إلى الأودية الأرضية المجاورة مثل المسيجيد والعنيق ورحقان وطاشا ووادي الصفراء والسديرة بحثاً عن الدفء؛ لشدة البرودة، وما أن يبدأ فصل الصيف إلاّ ويعودون لقريتهم ومزارعهم وأملاكهم التي تعود لأجدادهم الأوائل. ومن المميزات الفريدة لـ"الفقرة" أن نوعها من النخل يعرف بـ"الكعيك"، أو "الجبيلي"، والذي يتم ريه بمياه الأمطار عند سقوطها، وتكثر في سفوح وشعاب "الفقرة" أشجار العرعر والشث والبشام والقتاد والضبيان، وغيرها من النباتات العطرية ذات الروائح الزكية بما فيها نبات النعناع الجبلي. وخلال جولة "الرياض" في قرية "الفقرة" التقينا بمحمد سعيد بن ضويعن، الذي تحدث قائلاً: عملت مع والدي في مزرعتنا، وكان عمري 10 أعوام، ولازلت أعمل، واستطعت -بحمد الله- وتوفيقه أن أجلب لها بعض الفواكه لتجربة زراعتها، وكانت تجربة ناجحة، حيث أثمرت أشجار التفاح والبرتقال والزيتون والبرشومي وغيرها من الفواكه، وبدأت أحصد ثمارها بكميات كبيرة، مضيفاً: "كنا قديماً نقتصر على زراعة نخل الجبيلي أو الكعيك والحبوب بأنواع من حنطة وشعير وغيرها"، مبيناً أن من مميزات نخل "الفقرة" تجد في الواحدة رطب وبلح وأخضر، ذاكراً أنه جرّب زراعة الفواكه مؤخراً وكانت المفاجأة أن التفاح والكمثرى يثمر مرتين في العام، ومن العجائب أن ثمرات الشتاء أقل حجماً وطعماً وحلاوة من ثمرات الصيف، متأسفاً أن من معوقات الزراعة في الفقرة وجود عدد كبير من الإبل والحيوانات السائبة. من جهته أوضح د. فؤاد بن نائف أن من أبرز مطالب واحتياجات قرية "الفقرة" توفير المياه للحاجة الماسة لذلك، فكما تعلم أن الماء هو عصب الحياة، ولابد أن توصل الجهات المعنية أنبوب المياه للقرية، مع إنشاء شبكة مياه متكاملة، مؤكداً على أن الأهالي يعتمدون على صهاريج المياه التي وصل سعرها إلى 500 ريال للرد الواحد، مُشدداً على ضرورة وجود سفلتة للطرق الفرعية الضرورية، متمنياً إنشاء مركز صحي متنقل أو عربة متنقلة لخدمة الأهالي والزوار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store