
إبداعات رمضان في «عين جالوت» الإسكندرانى الفن والتاريـخ والجمال
الشارع حفر اسمه فى كتب التراث العربى وامتلأ بالجرافيتى والمجسمات والنحت على الجدران
برغم أن منطقة مينا البصل تعتبر حديثة التكوين مقارنة بتاريخ نشأة مدينة الإسكندرية التى يعود تاريخها إلي عصر ما قبل الميلاد، حيث خرجت كأحد أحياء المدينة في عهد «محمد على» مؤسس مصر الحديثة، إلا أن هذا الحى..استطاع ببراعة نسيجه السكانى المكون من الحرفيين والتجار والعمال والصيادين، بالإضافة الى ربات البيوت والطلاب أن يسجلوا جميعا تاريخا خاصا بهم وتراثا نابعا من الطبيعة العفوية البسيطة الخاصة بتلك الطبقات الشعبية التى لا تزال محتفظة بإرثها العريق من التلاحم والتضافر والاعتزاز بثقافة المكان والزمان بأبسط الطرق الممكنة والمتاحة .
ويتجلى ذلك في المناسبات الدينية والاجتماعية والتى كان اكثرها تجسيدا هو شهر رمضان الفضيل حيث تحولت شوارع الحى الى أشبه بالسباق بين الأهالى يتبارى أصحاب كل شارع في تجميل وتزيين الحوائط والجدران بفن الجرافيتى وعمل المجسمات الحية من معالم الشهر الفضيل كمدفع رمضان والمآذن وسيارات الفول وأدوات صنع الكنافة والقطائف والمسحراتى.عن تلك الملحمة التى بدأها سكان شارع «عين جالوت» بمنطقة مينا البصل يتحدث فنانو وصنايعية الشارع لــ «الأهرام»، ومنهم عم «محمد الكنانى» شاعر وخطاط ومن ابناء الحى تربى داخل قصر ثقافة القبارى والذى يحكى لنا القصة من بدايتها قائلا: بدأنا منذ سنوات بزينة عادية لشهر رمضان، لكن كانت هناك رغبة ملحة في أن نكون مختلفين وأن نخرج شحنة الفن الموجودة داخل كل فنان وصنايعى من أبناء الشارع، وفعلا بدأنا بشبه ورشة عمل داخل مطبعة الحاج محمد المهدى بنفس الشارع بداية من شهر شعبان وكان يتولى عملية جمع التبرعات والتخطيط وشراء المستلزمات شاب في العشرينيات اسمه «محمد الكيلانى» وتولى عملية رسم المجسمات ونحتها علي الجدران نحات وفنى محارة اسمه صابر عباس ونقش تخطيط الجداريات فنان تشكيلى اسمه شهاب حسن وأنا ، وحتى أعمال الكهرباء كان يقوم بها فنى الكهرباء بالشارع نفسه ...
مظاهر رمضانية مبهجة تزين جدران البيوت
مجسم لمدفع رمضان يزين شارع «عين جالوت»
رابط دائم:
وأصبحت عادة كل عام، وأصبح الاهالى بما في ذلك ربات البيوت يتبارون في مد يد المساعدة لابناء الشارع والصنايعية والفنانين بالمأكولات والمشويات والتشجيع من البلكونات فيتحول الشارع الى خلية نحل وملحمة شعبية جميلة ...حتى الأسفلت في الشارع كما نقوم بترقيع مناطق الحفر حتى يخرج الشارع في النهاية وكأنه معد لاحتفال كبير.ويضيف الكنانى ..فى عام 2018 جاءت الينا محطة تليفزيونية مغربية كانت تجرى مسابقة لأفضل شارع في الوطن العربى وكانت تتجمع الصور من الشوارع لنفاجأ بعدها بأننا فزنا علي مستوى الوطن العربي وحصلنا على درع المحطة المغربية وكتبت عنا جريدة الاهرام العريقة خبرا بالصفحة الاولى ثم تهافتت علينا وسائل الاعلام ...كل ذلك أعطى لنا زخما للتواصل واستكمال ما بدأناه. ومنذ ثلاث سنوات زارنا محافظ الاسكندرية السابق «اللواء محمد الشريف» وكرم أهالى الشارع لتتحول بعدها منطقة مينا البصل إلي خلية نحل كل شارع يحاول التنافس مع شارع عين جالوت لدرجة أنه بالفعل هذا العام وجدنا شوارع فاقت شارعنا في الجمال والتنسيق والتزيين.ونحن سعداء بذك لأنه من مصلحة الحى أن تتحول جميع شوارعه إلي متاحف فنية وجدران شوارعه تمتلئ بفن الجرافيتى وأن يفرغ كل فنان طاقته الابداعية.ويقول الفنان شهاب حسن: تستغرق ورشة العمل والتخطيط أسبوعين كاملين تقريبا نقوم من خلالها باختيار أنواع الكتابات التى تتميز بالخط العربى الاصيل والرسومات مستوحاة من تراثنا الشعبى الاصيل مثل رسومات للفانوس وبوجى وطمطم وبكار وفرحة الاطفال بالسحور والإفطار والمسحراتى ونقوم أيضا بتدريب جيل من الشباب الصغير علي فنون الكتابة بالخط العربى والتلوين لننتج جيلا جديدا يستطيع استكمال المسيرة ... خاصة أن كل ما يتم إنجازه هو بالجهود الذاتية لأبناء الشارع. وعن منطقة مينا البصل يحكى لنا وائل عزب الباحث في التراث السكندرى.. قائلا: منطقة مينا البصل ..سميت بهذا الاسم لانها في الأصل انشأت كمنطقة تجارية وميناء لتصدير البصل المصري في عهد محمد علي الذى اهتم بتصدير الحاصلات الزراعية وهى كمنطقة تجارية بدأ يحدث لها انتعاش بعد حفر ترعة المحمودية وافتتاحها في عام 1821، حيث بداية الاتصال المائى بين القاهرة والإسكندرية فكانت المراكب الشراعية تأتى محملة بالبصل غالبا وبعض الحاصلات الزراعية الأخرى ليتم نقلها عبر ميناء الإسكندرية، وهنا بدأت تنتشر المقاهى التى كانت تحمل في البداية اسم بورصة ليجلس عليها عمال الشحن والتفريغ.وفي عهد الخديو عباس حلمى الأول بدأ يقوم بتقسيم أراضى منطقة مينا البصل بتعميرها وتحويل بعضها لمناطق سكنية للعمال ومناطق أخرى كمخازن للحاصلات الزراعية وغيرها ..ثم جاء الخديو إسماعيل وطور المنطقة بالكامل وقام بإنشاء بورصة ميناء البصل وكانت عبارة عن شركة خاصة وكان هو أحد ملاك الأسهم فيها وتطورت المنطقة فيما بعد، حتى جاء عهد ثورة يوليو وتم تأميم البورصة وأغلب الشركات التى حولها ... إلا أن طابع التجار والعمال والصنايعية مازال حتى الآن نجده في أغلب شوارعها .

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- نافذة على العالم
ثقافة : يوسف القعيد: تعلمت الكثير من هيكل ولو لم يكن صحفيا لكان روائيا كبيرا
الأربعاء 7 مايو 2025 08:45 مساءً نافذة على العالم - أكد الأديب يوسف القعيد، أنه تعلم كثيرا من الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل وهو لم يكن بالنسبة له جورنالجي ولا مجرد الصحفي القريب من الزعيم جمال عبد الناصر لكن هو روائي ومثقف مهم وكاتب مهم، قائلا: "هيكل لو لم يكن صحفيا لكان روائيا". وروى يوسف القعيد، خلال لقاءه ببودكاست "كلام في الثقافة"، المذاع على قناة الوثائقية، عن موقف حدث خلال احدى مناسبات الاحتفال بعيد ميلاد نجيب محفوظ قائلا: "في مرة هيكل سمع مني إننا ريحين عيد ميلاد لنجيب محفوظ ففوجئت به جاي دون دعوى ونشر روايته في الاهرام حتى اللي كان عليها جدل وكان ينشر رغم إدراكه لخطورتها". وتابع: "عبد الناصر اطلع على رواية ولاد حارتنا ومصدري في هذا هو محمد هيكل وخالد جمال عبد الناصر وكان عبد الناصر محب للسينما والتصوير"، موضحا أن أهم ما في كتابه شهادة هيكل عن عصر عبد الناصر والمثقفين الاقتراب انسانيا من جمال عبد الناصر.


بوابة الأهرام
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- بوابة الأهرام
الزميل محمد مختار مدير تحرير "الأهرام الاقتصادي ولغة العصر" يفوز بجائزة نوال عمر الصحفية لعام 2024
محمد دراز الزميل محمد مختار مدير تحرير مجلة الأهرام الاقتصادي ولغة العصر يفوز بجائزة نوال عمر الصحفية لعام 2024 موضوعات مقترحة فاز الزميل محمد حسن مختار مدير تحرير مجلة الأهرام الاقتصادي ولغة العصر بمؤسسة الأهرام، بجائزة مسابقة الدكتورة نوال عمر الصحفية لعام 2024. وأعلنت اللجنة المشرفة على مسابقة الدكتورة نوال عمر ، رائدة الاعلام المصرى والعربى ، التى تنظم تحت رعاية مؤسسة الاهرام ونقابة الصحفيين، عن نتائج مسابقة هذا العام، على أن يقام حفل توزيع الجوائز فى مؤسسة الأهرام يوم الإثنين الموافق 5 مايو 2025. وكانت المسابقة قد جرت تحت عنوان " حرب الشائعات ودور المرأة في التوعية. وفاز الزميل محمد مختار، بجائزة تقديرية خاصة عن الملف الذي نشره في مجلة الأهرام الاقتصادي ـ لغة العصر" تحت عنوان الوجه الآخر للسوشيال ميديا". وتناول الزميل محمد مختار في الملف كل ما هو إيجابي عكس ما هو مفهوم عن السوشيال ميديا أنها أداة سهلة للشائعات ونشر وتزييف الحقائق... ففي الوقت الذي كانت السوشيال ميديا فيه منبرا لإظهار المصري وأسرته بصورة سيئة باستخدمها لجلب المال والشهرة والتريند بأي طريقة أو أسلوب. وأشار في الملف إلى أنه كان يحب علينا أظهار المعدن الحقيقي له وعن طريق الأداة نفسها السوشيال ميديا ولكن بوجهها الآخر الذي يرصد كل ما هو إيجابي فتذكر جميعا المصري الذي انقذ أسرة كاملة من الغرق في نفق بدبي وأصبح حديث السوشيال وما تناوله صحفي الشارع وكيف كان الموطن المصري قنوعا رغم شدة احتياجه وشجاعة المصري واشتراكه في إنقاذ أسرة من الحريق... هنا نجد أن السوشيال ميديا تظهر مروءة وشهامة وقناعة المصري في وجهها الآخر، ووضعت أكثر من نموذج للوجه الآخر في مصر والسعودية في الحج.


بوابة الأهرام
٢٠-٠٣-٢٠٢٥
- بوابة الأهرام
إبداعات رمضان في «عين جالوت» الإسكندرانى الفن والتاريـخ والجمال
الشارع حفر اسمه فى كتب التراث العربى وامتلأ بالجرافيتى والمجسمات والنحت على الجدران برغم أن منطقة مينا البصل تعتبر حديثة التكوين مقارنة بتاريخ نشأة مدينة الإسكندرية التى يعود تاريخها إلي عصر ما قبل الميلاد، حيث خرجت كأحد أحياء المدينة في عهد «محمد على» مؤسس مصر الحديثة، إلا أن هذا الحى..استطاع ببراعة نسيجه السكانى المكون من الحرفيين والتجار والعمال والصيادين، بالإضافة الى ربات البيوت والطلاب أن يسجلوا جميعا تاريخا خاصا بهم وتراثا نابعا من الطبيعة العفوية البسيطة الخاصة بتلك الطبقات الشعبية التى لا تزال محتفظة بإرثها العريق من التلاحم والتضافر والاعتزاز بثقافة المكان والزمان بأبسط الطرق الممكنة والمتاحة . ويتجلى ذلك في المناسبات الدينية والاجتماعية والتى كان اكثرها تجسيدا هو شهر رمضان الفضيل حيث تحولت شوارع الحى الى أشبه بالسباق بين الأهالى يتبارى أصحاب كل شارع في تجميل وتزيين الحوائط والجدران بفن الجرافيتى وعمل المجسمات الحية من معالم الشهر الفضيل كمدفع رمضان والمآذن وسيارات الفول وأدوات صنع الكنافة والقطائف والمسحراتى.عن تلك الملحمة التى بدأها سكان شارع «عين جالوت» بمنطقة مينا البصل يتحدث فنانو وصنايعية الشارع لــ «الأهرام»، ومنهم عم «محمد الكنانى» شاعر وخطاط ومن ابناء الحى تربى داخل قصر ثقافة القبارى والذى يحكى لنا القصة من بدايتها قائلا: بدأنا منذ سنوات بزينة عادية لشهر رمضان، لكن كانت هناك رغبة ملحة في أن نكون مختلفين وأن نخرج شحنة الفن الموجودة داخل كل فنان وصنايعى من أبناء الشارع، وفعلا بدأنا بشبه ورشة عمل داخل مطبعة الحاج محمد المهدى بنفس الشارع بداية من شهر شعبان وكان يتولى عملية جمع التبرعات والتخطيط وشراء المستلزمات شاب في العشرينيات اسمه «محمد الكيلانى» وتولى عملية رسم المجسمات ونحتها علي الجدران نحات وفنى محارة اسمه صابر عباس ونقش تخطيط الجداريات فنان تشكيلى اسمه شهاب حسن وأنا ، وحتى أعمال الكهرباء كان يقوم بها فنى الكهرباء بالشارع نفسه ... مظاهر رمضانية مبهجة تزين جدران البيوت مجسم لمدفع رمضان يزين شارع «عين جالوت» رابط دائم: وأصبحت عادة كل عام، وأصبح الاهالى بما في ذلك ربات البيوت يتبارون في مد يد المساعدة لابناء الشارع والصنايعية والفنانين بالمأكولات والمشويات والتشجيع من البلكونات فيتحول الشارع الى خلية نحل وملحمة شعبية جميلة ...حتى الأسفلت في الشارع كما نقوم بترقيع مناطق الحفر حتى يخرج الشارع في النهاية وكأنه معد لاحتفال كبير.ويضيف الكنانى ..فى عام 2018 جاءت الينا محطة تليفزيونية مغربية كانت تجرى مسابقة لأفضل شارع في الوطن العربى وكانت تتجمع الصور من الشوارع لنفاجأ بعدها بأننا فزنا علي مستوى الوطن العربي وحصلنا على درع المحطة المغربية وكتبت عنا جريدة الاهرام العريقة خبرا بالصفحة الاولى ثم تهافتت علينا وسائل الاعلام ...كل ذلك أعطى لنا زخما للتواصل واستكمال ما بدأناه. ومنذ ثلاث سنوات زارنا محافظ الاسكندرية السابق «اللواء محمد الشريف» وكرم أهالى الشارع لتتحول بعدها منطقة مينا البصل إلي خلية نحل كل شارع يحاول التنافس مع شارع عين جالوت لدرجة أنه بالفعل هذا العام وجدنا شوارع فاقت شارعنا في الجمال والتنسيق والتزيين.ونحن سعداء بذك لأنه من مصلحة الحى أن تتحول جميع شوارعه إلي متاحف فنية وجدران شوارعه تمتلئ بفن الجرافيتى وأن يفرغ كل فنان طاقته الابداعية.ويقول الفنان شهاب حسن: تستغرق ورشة العمل والتخطيط أسبوعين كاملين تقريبا نقوم من خلالها باختيار أنواع الكتابات التى تتميز بالخط العربى الاصيل والرسومات مستوحاة من تراثنا الشعبى الاصيل مثل رسومات للفانوس وبوجى وطمطم وبكار وفرحة الاطفال بالسحور والإفطار والمسحراتى ونقوم أيضا بتدريب جيل من الشباب الصغير علي فنون الكتابة بالخط العربى والتلوين لننتج جيلا جديدا يستطيع استكمال المسيرة ... خاصة أن كل ما يتم إنجازه هو بالجهود الذاتية لأبناء الشارع. وعن منطقة مينا البصل يحكى لنا وائل عزب الباحث في التراث السكندرى.. قائلا: منطقة مينا البصل ..سميت بهذا الاسم لانها في الأصل انشأت كمنطقة تجارية وميناء لتصدير البصل المصري في عهد محمد علي الذى اهتم بتصدير الحاصلات الزراعية وهى كمنطقة تجارية بدأ يحدث لها انتعاش بعد حفر ترعة المحمودية وافتتاحها في عام 1821، حيث بداية الاتصال المائى بين القاهرة والإسكندرية فكانت المراكب الشراعية تأتى محملة بالبصل غالبا وبعض الحاصلات الزراعية الأخرى ليتم نقلها عبر ميناء الإسكندرية، وهنا بدأت تنتشر المقاهى التى كانت تحمل في البداية اسم بورصة ليجلس عليها عمال الشحن والتفريغ.وفي عهد الخديو عباس حلمى الأول بدأ يقوم بتقسيم أراضى منطقة مينا البصل بتعميرها وتحويل بعضها لمناطق سكنية للعمال ومناطق أخرى كمخازن للحاصلات الزراعية وغيرها ..ثم جاء الخديو إسماعيل وطور المنطقة بالكامل وقام بإنشاء بورصة ميناء البصل وكانت عبارة عن شركة خاصة وكان هو أحد ملاك الأسهم فيها وتطورت المنطقة فيما بعد، حتى جاء عهد ثورة يوليو وتم تأميم البورصة وأغلب الشركات التى حولها ... إلا أن طابع التجار والعمال والصنايعية مازال حتى الآن نجده في أغلب شوارعها .