logo
أخبار العالم : الصين تسدّد ضربة "موجِعة" للولايات المتحدة عبر استخدام سلاح المعادن النادرة

أخبار العالم : الصين تسدّد ضربة "موجِعة" للولايات المتحدة عبر استخدام سلاح المعادن النادرة

الخميس 17 أبريل 2025 06:15 مساءً
نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
النيوديميوم يُستخدم في تصنيع المغانط التي تدخل في صناعة مكبّرات الصوت، وفي تصنيع الأقراص الصلبة بأجهزة الكمبيوتر
Article information Author, عائشة بيريرا
Role, بي بي سي - سنغافورة
17 أبريل/ نيسان 2025، 14:54 GMT
آخر تحديث قبل ساعة واحدة
تشتد حِدّة الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وتتجه أنظار المراقبين في ظل ذلك إلى الرسوم الجمركية الانتقامية التي تفرضها كلّ من الدولتين على الأخرى.
لكن الرسوم الانتقامية ليست السلاح الوحيد الذي تستخدمه بكين في تلك الحرب؛ فقد لجأت الصين إلى فرْض قيود على تصدير عدد كبير من المعادن والمغانط الأرضية النادرة، فيما رآه البعض ضربة قوية للولايات المتحدة.
وقد كشفت هذه الخطوة مدى الاعتماد الأمريكي على تلك المعادن، ووجّه الرئيس دونالد ترامب وزارة التجارة إلى العمل على ابتكار طرق لدعم الإنتاج الأمريكي من المعادن النادرة وتقليص الاعتماد على الواردات – في محاولة من واشنطن لإنعاش هذا القطاع الحيوي.
ولكن ما أهمية هذه المعادن الأرضية النادية؟ ولماذا يكون لها كل هذا الأثر في هذه الحرب التجارية؟
ما المعادن الأرضية النادرة؟ وما هي استخداماتها؟
المعادن الأرضية النادرة هي مجموعة من 17 عنصراً يجمع بينها تشابُه كيميائي، وهي ضرورية في تصنيع العديد من المنتجات فائقة التقنية.
وتوجَد معظم هذه المعادن بوفرة في الطبيعة، ومع ذلك توصف بالنادرة؛ إذ يندُر أن توجَد في صورة نقية، فضلاً عمّا تكتنف عملية استخراجها من الأرض من خطورة.
وربما لا يعرف كثير من الناس أسماء هذه المعادن الأرضية النادرة – كالنيوديميوم، والإيتريوم واليوروبيوم- لكنهم يعرفون كثيراً من المنتجات التي تدخل تلك المعادن في تصنيعها.
النيوديميوم، على سبيل المثال، يُستخدم في تصنيع المغانط التي تدخل في صناعة مكبّرات الصوت، وفي تصنيع الأقراص الصلبة بأجهزة الكمبيوتر، وفي محرّكات السيارات الكهربائية ومحرّكات الطائرات النفاثة – حيث يسهم النيوديميوم في أنْ تخرج تلك الأجهزة في شكل صغير وفي أن تكون ذات كفاءة أعلى.
أما الإيتريوم واليوربيوم، فيُستخدمان في تصنيع شاشات أجهزة التليفزيون والكمبيوتر؛ حيث تساهمان في ظهور الألوان.
يقول توماس كرومر، مدير مجموعة غينغر للتجارة والاستثمار الدولي: "المعادن الأرضية النادرة تدخل في تصنيع كل ما يمكن تشغيله أو إطفاؤه من أجهزة".
كما تعتبر المعادن الأرضية النادرة من المكونات الهامة في تصنيع العديد من التقنيات الطبيّة كتلك التي تدخل في جراحات الليزر وفي التصوير بالرنين المغناطيسي، بالإضافة إلى تقنيات دفاعية أساسية.
ما الذي تسيطر عليه الصين؟
تكاد تحتكر الصين استخراج المعادن الأرضية النادرة، وتنقيتها من الشوائب – أو فصْلها عن غيرها من المعادن.
وتستخرج الصين حوالي 61 في المئة من المعادن الأرضية النادرة عالمياً، فيما تقوم بتنقية 92 في المئة منها، وفقاً لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة.
ويعني ذلك أن الصين تسيطر على سلسلة التوريد الخاصة بالمعادن الأرضية النادرة، وأنّ باستطاعتها أن تحدّد الشركات التي يمكن أن تستلم الواردات الصينية من المعادن الأرضية النادرة.
وتتّسِم عمليّتا استخراج المعادن الأرضية النادرة وتنقيتها أو معالجتها، بارتفاع التكلفة والتلوّث على السواء.
وتنطوي كل موارد المعادن الأرضية النادرة على عناصر مُشعّة، ما يجعل العديد من الدول الأخرى، كدول الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال، تعزف عن إنتاج هذه المعادن.
وفي ذلك يقول توماس كرومر: "النفايات المشعّة الناجمة عن عملية إنتاج المعادن الأرضية النادرة تتطلب طريقة للتخلّص تكون آمِنة وموافقة للمعايير ودائمة. وكل المنشآت القائمة حاليا في الاتحاد الأوروبي للتخلص من النفايات المشعة هي منشآت مؤقتة".
ولم تأتِ هيمنة الصين على سلسلة توريد المعادن الأرضية النادرة في يوم وليلة، وإنما جاءت على مدى عقود من السياسات الاستراتيجية التي انتهجتها الحكومة الصينية.
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
أحد المناجم في منطقة منغوليا الداخلية، يعدّ واحداً من أضخم مستودعات المعادن الأرضية النادرة
في عام 1992، قام الرئيس الصيني آنذاك دنغ شياوبنغ بزيارة إلى منطقة منغوليا الداخلية، ليقول في تلك الزيارة: "إذا كانت منطقة الشرق الأوسط تزخر بالنفط، فإن الصين تزخر بالمعادن الأرضية النادرة".
ويعتبر شياوبنغ هو مَن أشرَف على الإصلاح الاقتصادي في الصين.
ويقول غافين هاربر، الباحث بجامعة برمنغهام: "مع نهايات القرن العشرين، شرعت الصين في تطوير أعمال إنتاج المعادن الأرضية النادرة، وجعلت ذلك من أولوياتها. وعادة ما تقوم الصين بتلك الأعمال وفق معايير بيئية متدنية، وبأجور متدنية للعُمال، مقارنة بالدول الأخرى".
"هذا بعينه سمح للصين بالتفوق على المنافسين عالميا وبإخراج الكثير منهم من الساحة حتى اقترب الأمر مما يشبه احتكار سلسلة التوريد بكل مراحلها من استخراج المعادن وصولا إلى المنتجات النهائية ومروراً بعمليات المعالجة والتنقية" وفقاً لهاربر.
كيف قيّدت الصين صادراتها من تلك المعادن؟
رداً على الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن، شرعتْ الصين في وقت سابق من الشهر الجاري في وضع قيود على تصدير سبعة من المعادن الأرضية النادرة – معظمها تُعرف بأنها معادن أرضية نادرة "ثقيلة"، وهي ضرورية لقطاع الدفاع.
وتعتبر المعادن الثقيلة أندر وجوداً وأصعب في عملية المعالجة مقارنةً بالمعادن "الخفيفة"، وهو ما يجعل المعادن الثقيلة أغلى ثمنا.
ومنذ الرابع من أبريل/نيسان الجاري، أصبح يتعين على كل الشركات أن تحصل على رُخصة خاصة للتصدير، قبل أن ترسل معادن ومغانط أرضية نادرة إلى خارج الصين.
وللصين الحق في تقييد حركة تجارة "المنتجات ذات الاستخدام المزدوج"، وذلك بمقتضى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي وقّعت عليها بكين.
وفي ظل عدم وجود بديل يمكنه أن يسدّ مكان الصين في إنتاج المعادن الأرضية النادرة الثقيلة، تبقى الولايات المتحدة على وجه الخصوص في مأزق، بحسب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
أحد مناجم المعادن الأرضية النادرة في مقاطعة جيانغشي الصينية
كيف يمكن لذلك أن يؤثر على الولايات المتحدة؟
أفاد تقرير جيولوجي أمريكي أن الولايات المتحدة اعتمدت خلال الفترة ما بين 2020 و2023 على الواردات الصينية من المعادن الأرضية النادرة بنسبة 70 في المئة، وهو ما يعني أن القيود الصينية الجديدة ستكون بمثابة ضربة موجِعة للولايات المتحدة.
وتدخل المعادن الأرضية النادرة في العديد من الصناعات العسكرية، كصناعة الصواريخ والرادارات، فضلاً عن المغانط الدائمة.
وأشار تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى اعتماد تقنيات دفاعية أمريكية عديدة على تلك المعادن النادرة - ومن بين تلك التقنيات ما يدخل في تصنيع طائرات إف-35، وصواريخ توماهوك وطائرات هجومية بدون طيار.
ويأتي ذلك في وقت "تتوسع فيه الصين على صعيد إنتاج الذخيرة، وتطوير أنظمة الأسلحة المتطورة بمعدلات تتجاوز في وتيرتها الولايات المتحدة بنحو خمس إلى ست مرّات"، وفقاً للتقرير.
وفي ذلك يقول توماس كرومر: "سيكون لذلك أثر كبير على صناعة الدفاع الأمريكية".
وبوجه عام ستتأثر الصناعة الأمريكية بشدّة، على عكس ما كان يأمل الرئيس ترامب من وراء فرض رسومه الجمركية.
يقول غافين هاربر: "يواجه المصنّعون، لا سيما في مجالَي الدفاع والتقنية الفائقة، عجزاً محتملاً وتأخيرات في عملية الإنتاج بسبب توقُّف الشحنات ومحدودية المخزون".
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
المعادن الأرضية النادرة ضرورية في تصنيع المغانط التي تدخل بدورها في تصنيع محرّكات السيارات الكهربائية
ويتوقع هاربر أن ترتفع بشكل كبير أسعار المنتجات التي تدخل فيها المعادن الأرضية النادرة، بدءاً من الهواتف الذكية ووصولاً إلى المعدّات العسكرية.
كما يتوقع هاربر، أن تواجه الشركات الأمريكية التي تصنّع هذه المنتجات بُطئاً في وتيرة الإنتاج.
وإذا ما استمرّت هذه القيود الصينية على صادراتها من المعادن الأرضية النادرة، فقد تضطر الولايات المتحدة إلى تنويع سلاسل التوريد وتوسيع قدراتها التصنيعية المحلية للاستعاضة عن الاستيراد، غير أن ذلك يتطلب "استثمارات كبيرة ومستدامة، وتحديثات تقنية فضلاً عمّا يتطلبه من تكاليف مرتفعة، مقارنة بالاعتماد على الواردات الصينية"، وفقاً لهاربر.
ومن الواضح أن هذه المخاوف ماثلة بالفعل في ذِهن الرئيس ترامب؛ فقد أمر في وقت سابق من هذا الأسبوع بالتحقيق في مخاطر تهدد الأمن القومي الأمريكي نتيجة الاعتماد على المعادن الأرضية النادرة المستوردة.
وجاء في الأمر التنفيذي أن "الرئيس ترامب يقف على خطورة الاعتماد المتزايد على الواردات الحيوية من المعادن النادرة ومشتقاتها، على صعيد القدرات الدفاعية الأمريكية، وتطوير البنية التحية والابتكار التقني ..المعادن الحيوية، بما في ذلك المعادن الأرضية النادرة، هي ضرورية للأمن القومي وللمرونة الاقتصادية".
ألا تستطيع الولايات المتحدة أن تنتج احتياجاتها من المعادن الأرضية النادرة؟
تمتلك الولايات المتحدة منجماً واحداً جاهزاً لإنتاج المعادن الأرضية النادرة، لكن هذا المنجم لا يملك المقدرة على معالجة المعادن الأرضية النادرة الثقيلة، ومن ثمّ فهو يقوم بإرسالها في صورتها الخام إلى الصين من أجل معالجتها هناك.
وحتى حقبة الثمانينيات من القرن الماضي، كانت هناك شركات أمريكية تقوم بتصنيع المغانط الأرضية النادرة.
والواقع أن الولايات المتحدة حتى ذلك الحين كانت أكبر منتِج للمعادن الأرضية النادرة في العالم.
لكن الشركات الأمريكية خرجت من السوق تاركة إياه للهيمنة الصينية ذات التوسعات الأكبر نطاقاً والتكلفة الأقلّ.
ويعتقد مراقبون أن ذلك يقف بشكل كبير وراء حِرص الرئيس الأمريكي على توقيع اتفاقية المعادن مع أوكرانيا – للحدّ من الاعتماد على الصين.
كما يضع ترامب عينَه على مكان آخر، بخلاف أوكرانيا، هو جزيرة غرينلاند – التي حبتْها الطبيعة بثامن أكبر مخزون عالمي من المعادن الأرضية النادرة.
وأبدى ترامب اهتمامه أكثر من مرّة بالسيطرة على الجزيرة الدنماركية ذاتية الحكم، غير مستبعِدٍ للجوء إلى القوة العسكرية أو الاقتصادية من أجل السيطرة على الجزيرة.
هاتان الوجهتان -أوكرانيا وغرينلاند- قد تمثلان المصادر التي يمكن أن تحصل منها الولايات المتحدة على احتياجاتها من المعادن الأرضية النادرة، لكن الخطاب العدائي الذي يتّخذه ترامب معهما يصعّب وصول الولايات المتحدة إلى مرادها.
يقول غافين هاربر إن "الولايات المتحدة تواجه تحدياً مضاعفاً: فهي من جانبٍ، قد باعدتْ بينها وبين الصين التي تحتكر توريد المعادن الأرضية النادرة؛ ومن جانب آخر، اتخذتْ موقفاً عدائياً عبر الرسوم الجمركية والخطابات العدائية مع دول كانت في السابق صديقة ومتعاونة".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

القبة الذهبية.. قصة مشروع ترامب الدفاعي المثير للجدل
القبة الذهبية.. قصة مشروع ترامب الدفاعي المثير للجدل

عالم المال

timeمنذ يوم واحد

  • عالم المال

القبة الذهبية.. قصة مشروع ترامب الدفاعي المثير للجدل

يواصل مشروع القبة الذهبية الدفاعي الذي أطلقه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جذب الأنظار، وإثارة الجدل في الأوساط السياسية والعسكرية، خصوصا بعدما أعلن ترامب تبينه مجددا، فور عودته إلى حكم الولايات المتحدة الأمريكية، في العشرين من يناير الماضي. هذا المشروع الطموح يهدف إلى إنشاء نظام دفاع صاروخي متقدم يعتمد بشكل أساسي على التكنولوجيا الفضائية، ويشبه كثيرا مبادرة حرب النجوم التي أطلقها الرئيس الأسبق رونالد ريجان في ثمانينيات القرن الماضي، لمواجهة التهديدات السوفييتية آنذاك. ما هي القبة الذهبية؟ القبة الذهبية هي منظومة دفاعية مقترحة تعتمد على نشر أكثر من 1000 قمر صناعي في المدار الأرضي، مزودين بأسلحة متطورة تشمل أشعة ليزر وصواريخ عالية الدقة. وتهدف هذه المنظومة إلى اكتشاف وتدمير أي صواريخ باليستية موجهة نحو الأراضي الأمريكية قبل دخولها المجال الجوي للبلاد. ووفقا لتقديرات مكتب الميزانية في الكونجرس الأمريكي، فمن المتوقع أن تبلغ تكلفة هذا المشروع ما يقارب 542 مليار دولار خلال عقدين. الدعم السياسي والتمويل يحظى المشروع بدعم كبير من الجمهوريين في الكونجرس، الذين يقودون جهود تمرير حزمة تمويل دفاعي جديدة بقيمة 150 مليار دولار، تشمل 27 مليارا مخصصة لتطوير المرحلة الأولى من القبة الذهبية، كما خصصت الحكومة الأمريكية 25 مليار دولار ضمن قانون التوفيق الجمهوري، لتسريع العمل على المشروع. الانتقادات والتحديات رغم الدعم المالي والسياسي، يواجه المشروع انتقادات لاذعة من قبل خبراء الأمن القومي. يشكك الكثيرون في جدوى المشروع التقنية، مشيرين إلى أن تنفيذه قد يكون غير عملي من حيث التكلفة والفاعلية، كما أن المقارنة مع القبة الحديدية الإسرائيلية لا تبدو دقيقة، نظرا لاختلاف نوعية التهديدات وحجم الأرض والسماء المطلوب تغطيتها. الشركات المشاركة وتشارك عدد من الشركات الكبرى في المشروع، أبرزها سبيس إكس التابعة لإيلون ماسك، وبالانتير وأندوريل، وجميعها شركات لها علاقات سياسية قوية مع التيار المحافظ، ما أثار مخاوف من تضارب المصالح وتأثير النفوذ السياسي في اختيار المتعاقدين. المستقبل والتوقعات في النهاية، وبينما يسعى ترامب لإعادة تعريف الهيمنة العسكرية الأمريكية عبر مشروع القبة الذهبية، يظل تنفيذ هذه الفكرة محفوفا بالعقبات التقنية والسياسية، ليبقى السؤال: هل ستتحول القبة الذهبية إلى واقع أم ستبقى مجرد حلم عسكري باهظ الثمن؟

على غرار القبة الحديدية الإسرائيلية.. ما هو مقترح ترامب لبناء «قبة ذهبية فوق أمريكا»؟
على غرار القبة الحديدية الإسرائيلية.. ما هو مقترح ترامب لبناء «قبة ذهبية فوق أمريكا»؟

مصرس

timeمنذ 2 أيام

  • مصرس

على غرار القبة الحديدية الإسرائيلية.. ما هو مقترح ترامب لبناء «قبة ذهبية فوق أمريكا»؟

طلب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون، إعادة النظر في الدفاع الصاروخي، حيث أن تقنية إسقاط الصواريخ موجودة منذ عقود، كما أن ترامب يسعى إلى بناء نوع من الدرع الصاروخي أكثر تعقيدًا وتكلفة، فيما أطلق عليه ب«القبة الذهبية». قبة ذهبية فوق أمريكايُحيي الأمر التنفيذي الأخير للرئيس دونالد ترامب العديد من طموحات مبادرة الدفاع الاستراتيجي، فقد أطلق توجيهه الصادر في 27 يناير ما أسماه في البداية «القبة الحديدية لأمريكا»، والتي أُعيدت تسميتها لاحقًا ب«القبة الذهبية».وعلى غرار القبة الحديدية الإسرائيلية الشهيرة، التي بدأت العمل عام 2011، تتصور نسخة ترامب نظامًا من صواريخ اعتراضية فضائية، وأجهزة استشعار عالية الارتفاع، وأقمار صناعية للتتبع الفوري، قادرة على تحديد التهديدات القادمة وتحييدها قبل اختراقها المجال الجوي الأمريكي، وتخيلها كقبة افتراضية تحمي البلاد من الهجمات الصاروخية التي تشنها دول الخصوم.وتعتمد القبة الحديدية على شبكة قوية من الرادارات والحواسيب والصواريخ الاعتراضية للدفاع عن المدن والمواقع العسكرية في جميع أنحاء البلاد، ولكن بناء القبة الحديدية هو اقتراح أكثر تواضعا بكثير من بناء القبة الذهبية، وفقًا ل«الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية npr».ولفتت الإذاعة الوطنية إلى أن جزءًا كبيرًا من هذا الاختلاف يكمن في حجم الكتلة الأرضية التي تحتاج إلى الحماية، فإسرائيل أصغر من الولايات المتحدة بأكثر من 400 مرة، وهي في معظمها صحراء مسطحة يسهل الدفاع عنها.ولدعم هذه الرؤية، اقترح ترامب ميزانية دفاعية بقيمة تريليون دولار للسنة المالية 2026، وهو مبلغٌ ضخمٌ يُمثل زيادةً بنحو 12% عن المستويات الحالية.ووفقًا للرئيس الأمريكي، قد يأتي جزءٌ من الإنفاق الإضافي من التخفيضات التي أوصى بها قسم كفاءة الحكومة (DOGE) التابع لإيلون ماسك.ونظام الدفاع الصاروخي الجديد عبارة عن صواريخ اعتراضية فضائية، بحسب خبراء وأمر تنفيذي وقعه الرئيس، وأبدت عدة شركات دفاعية اهتمامها ببناء القبة الذهبية.كيف تعمل القبة الحديدية؟قال جيفري لويس، أستاذ في معهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري، والذي يدرس الدفاعات الصاروخية، إن القبة الحديدية مصممة، في الأساس، للتعامل مع المقذوفات البطيئة الحركة وقصيرة المدى.ولفت إلى أنه في أغلب الأحيان، يطلق النظام النار على الصواريخ والقذائف التي يتم إطلاقها من قرب الحدود والتي لا يمكنها عادة الطيران إلا لعشرات الأميال، ولكن الصواريخ التي وجهتها روسيا والصين إلى الولايات المتحدة مختلفة تمامًا، فهي تشمل صواريخ باليستية عابرة للقارات ضخمة وقوية، تنطلق في الفضاء ثم تعود إلى الأرض بسرعات تفوق سرعة الصوت، ولم تتمكن القبة الحديدية من اعتراضها قط.وفي الواقع، يصعب على أي نظام دفاع صاروخي قائم اعتراض هذه الصواريخ الأكبر حجمًا، كما تقول لورا جريجو، الفيزيائية في اتحاد العلماء المعنيين غير الربحي، مشيرًة إلى أن أفضل ما يمكن فعله هو محاولة إصابة هذه الصواريخ الباليستية العابرة للقارات فور انطلاقها من منصاتها، لكن مرحلة إطلاق هذه الصواريخ لا تستغرق سوى 3 إلى 5 دقائق؛ لذا لا يتبقى لديك سوى بضع مئات من الثواني لاعتراضها أثناء انطلاقها.ما الفرق بين القبة الحديدية الإسرائيلية والقبة الذهبية الأمريكية؟أشارت جريجو، الفيزيائية في اتحاد العلماء المعنيين غير الربحي، إلى أنه من أجل التقاط هذه الصواريخ، يجب أن يكون لدى القبة الذهبية أرض مرتفعة، وهذا يقودنا إلى الفارق الكبير الثالث بين القبة الحديدية الحقيقية والقبة الذهبية المستقبلية التي يحلم بها الرئيس ترامب، فمن أجل ضرب هذه الصواريخ في وقت مبكر، من المرجح أن تحتاج القبة الذهبية إلى تضمين التكنولوجيا في الفضاء.وأضاف: «الفكرة هي أن يكون لدينا أقمار صناعية في المدار يمكنها رصد الصواريخ عندما تنطلق من الأرض ثم إطلاقها في بداية رحلتها».وتابع جريجو: «إنه نظامٌ مُفكَّرٌ فيه من قبل، والمشكلة تكمن في أن الأرض ضخمةٌ جدًا، والأقمار الصناعية تدور حولها بسرعةٍ كبيرة، ولضمان وجود قمر صناعي في مكانه فوق الرقعة الصحيحة من الأرض، فإنك بحاجة إلى الكثير من الأشياء في الفضاء حتى تكون في المكان المناسب في الوقت المناسب».وكان جريجو عضوًا في لجنة مستقلة شكلتها الجمعية الفيزيائية الأمريكية، والتي نظرت في مسألة الدفاع الصاروخي، وفي وقت سابق من هذا العام، خلصت اللجنة إلى ضرورة وجود مجموعة من حوالي 16000 صاروخ اعتراضي لمحاولة التصدي لوابل سريع من حوالي 10 صواريخ باليستية عابرة للقارات تعمل بالوقود الصلب، على غرار صواريخ هواسونغ-18 الكورية الشمالية.وحتى وقت قريب، بدت فكرة إطلاق 16 ألف قمر صناعي في المدار مستحيلة، لكن شركة سبيس إكس، المملوكة لإيلون ماسك، تعمل على بناء كوكبة من أقمار الإنترنت تُسمى ستارلينك، ووضعت حوالي 7000 قمر صناعي في المدار، مع خطط لإطلاق آلاف أخرى، وفقًا ل«رويترز».وعلى صعيدٍ منفصل، كشفت شركة الاستشارات «بوز ألين هاميلتون» مؤخرًا عن مقترحٍ لنظامٍ يضم 2000 قمرٍ صناعيٍّ مضادٍّ للصواريخ، وقالت إنه سيوفر دفاعًا أوليًا جيدًا، بالتزامن مع أنظمةٍ أخرى، وستعمل أقمار هذه المجموعة كأجهزة استشعارٍ واعتراضٍ في آنٍ واحد، فقد ترصد بعض الأقمار الصناعية الإطلاق، ثم تنطلق أقمارٌ أخرى تمرُّ بالقرب منه بسرعةٍ لضرب الصاروخ القادم.وتعتقد الشركة أنها قادرة على إطلاق هذه المجموعة بتكلفة 25 مليار دولار، وهذا يشمل البحث والتطوير، وما إلى ذلك، كما يقول تري أوبرينج، المستشار التنفيذي الأول في شركة بوز ألن هاملتون والذي شغل في السابق منصب رئيس وكالة الدفاع الصاروخي في البنتاجون أثناء إدارة جورج دبليو بوش.ويقول خبراء آخرون إن الوقت قد حان لإلقاء نظرة أخرى على الأنظمة المعتمدة على الفضاء، وإن اقتراح ترامب بشأن القبة الذهبية يوفر هذه الفرصة.ويقول توم كاراكو، مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: «إنه تطور مُرحّب به، ولكنه، في بعض النواحي، متأخرٌ جدًا».وأضاف كاراكو أن الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا تُظهر أهمية الدفاع الصاروخي، مؤكدًا أن الصواريخ غير النووية أصبحت سلاحًا مُفضّلًا، وأن القبة الذهبية يُمكن أن تُشكّل رادعًا قويًا.

ترى الفضاء 'تأثير كبير' من تخفيضات القوى العاملة المدنية
ترى الفضاء 'تأثير كبير' من تخفيضات القوى العاملة المدنية

وكالة نيوز

timeمنذ 2 أيام

  • وكالة نيوز

ترى الفضاء 'تأثير كبير' من تخفيضات القوى العاملة المدنية

الجهود المبذولة لتقليص حجم القوى العاملة المدنية في جميع أنحاء الحكومة الفيدرالية وداخل البنتاغون لها تأثير غير متناسب على قوة الفضاء ، وفقًا لأفضل جنرال في الخدمة. وقال رئيس العمليات الفضائية الجنرال وقال سولتزمان خلال جلسة استماع لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ: 'نحن نتفهم الرغبة في تقليل القوى العاملة المدنية'. 'إنها مجرد تأثير كبير على قوة الفضاء.' يريد البنتاغون خفض حوالي 8 ٪ من القوى العاملة المدنية كجزء من جهد أوسع لخفض بصمة الحكومة الفيدرالية. اعتبارا من منتصف مارس ، وافقت وزارة الدفاع على 21000 استقالة، ومن المتوقع أن تأتي المزيد من التخفيضات من خلال حوافز التقاعد المبكر وينتقل لإطلاق جزء من موظفي الباحثين عن الإدارة. تضم قوة الفضاء ، التي تأسست في عام 2019 خلال فترة ولاية الرئيس دونالد ترامب الأولى في منصبه ، حوالي 14000 عضو ، حوالي 4000 منهم مدنيون. مع بدء تنفيذ تدابير تخفيض القوى العاملة في وقت سابق من هذا العام ، أعرب قادة الخدمة عن قلقهم بشأن كيفية تأثير التخفيضات على المدنيين في فضاء الفضاء على الجهود المبذولة لتوسيع الخبرة ، وخاصة بين كادرات الاستحواذ. متحدثًا في أوائل مارس في مؤتمر جمعية القوات الجوية السنوية في أورورا ، كولورادو ، اللفتنانت جنرال فيليب غارانت ، أطلق على أوامر التخفيض 'تحدي لا يصدق' لفريقه في قيادة أنظمة الفضاء، وهو المسؤول عن تطوير واكتساب معظم الأقمار الصناعية والأنظمة الأرضية لقوة الفضاء. 'هناك الكثير من القلق' ، قال غارانت. 'كقيادة وكقائد ، سنركز على كيف يمكننا مواصلة تقديم المهمة بالموارد البشرية التي لدينا.' قال سالتزمان هذا الأسبوع إن الخدمة كانت في 'فترة من النمو المدار' عندما بدأت عملية تجميد التوظيف والاستقالة الطوعية. وقال 'كان هناك عجز وكنا نحاول الوصول إلى قوة عاملة مدنية أكبر عندما طُلب منا التوقف'. خلال جلسة استماع فرعية للخدمات الاستراتيجية للخدمات المسلحة في مجلس النواب ، قال اللواء ستيفن بوردي ، المدير التنفيذي لاكتساب الفضاء في الفضاء في الفضاء ، إن الخدمة لا تزال تقيم خطر الفجوات في القوى العاملة هذه. على الرغم من أن الخدمة لم تتح لها فرصة 'استيعاب الأرقام بالكامل' وتأثيرها على مؤسسة الاستحواذ ، إلا أن المنظمات مثل SSC ووكالة تطوير الفضاء و SPACEWERX ARM للابتكار في الخدمة تشعر بالقلق. 'هناك ، أود أن أقول ، مشكلة تخمير' ، قال بوردي. 'نحن قلقون بشأن الأرقام.' خلال جلسة 14 مايو ، دعا النائب سيث مولتون ، دي-ماس ، إلى التوقف إلى التخفيضات ، وألومت وزارة الكفاءة الحكومية والملياردير إيلون موسك لدفع موظفين موهوبين من الخدمة وإلى القطاع الخاص. وقال مولتون: 'أنا متأكد من أن السيد Musk ليس لديه مشكلة في وجود المزيد من الموهوبين لتوظيفه مع إشراف أقل على عقود SpaceX الخاصة به'. 'لكن القضور المهمل للقوى العاملة المدنية في قوة الفضاء أمر غير مقبول ، ويجب أن نتوقف عن النزيف'. كورتني ألبون هي مساحة الفضاء والتكنولوجيا الناشئة. لقد غطت الجيش الأمريكي منذ عام 2012 ، مع التركيز على القوات الجوية وقوة الفضاء. وقد أبلغت عن بعض أهم تحديات الاستحواذ والميزانية والسياسة في وزارة الدفاع. المصدر الكاتب:Courtney Albon الموقع : نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2025-05-21 20:17:00 ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store