أحدث الأخبار مع #الإيتريوم


شبكة النبأ
٠٥-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- شبكة النبأ
المعادن الأرضية النادرة: كيف تستغلها الصين لإضعاف قدرات أميركا العسكرية؟
مع تنامي حدة التوترات الجيوسياسية العالمية، لم يقتصر الأمر على استعمال الصين المعادن الأرضية النادرة سلاحًا في حربها التجارية ضد أميركا؛ بل تجاوز الأمر ليشمل التأثير في قدرات واشنطن العسكرية، ولا سيما أن أكثر من 78% من أسلحة الجيش الأميركي تعتمد في تصنيعها على معادن صينية... تحوّلت المعادن الأرضية النادرة إلى ورقة مناورة تستغلها الصين لتقويض القدرات العسكرية الضخمة للجيش الأميركي، وفق تقرير حديث طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، وتدخل المعادن المذكورة في تصنيع مجموعة واسعة من المعدات والآلات العسكرية بدءًا من الطائرات المقاتلة وقضبان المفاعلات النووية، إلى جانب صناعات أخرى حيوية مثل الهواتف الذكية. ومع تنامي حدة التوترات الجيوسياسية العالمية، لم يقتصر الأمر على استعمال الصين المعادن الأرضية النادرة سلاحًا في حربها التجارية ضد أميركا؛ بل تجاوز الأمر ليشمل التأثير في قدرات واشنطن العسكرية، ولا سيما أن أكثر من 78% من أسلحة الجيش الأميركي تعتمد في تصنيعها على معادن صينية، ولا تُعد الصين مسؤولة عن تعدين قرابة 61% من المعادن الأرضية النادرة عالميًا فحسب، بل إنها تحتكر 92% من سعة التكرير العالمية لتلك المعادن، وفقًا لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة. وبحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تضم العناصر الـ17 التي تشكّل المعادن الأرضية النادرة: اللانثانوم، السيريوم، البراسيوديميوم، النيوديميوم، البروميثيوم، السماريوم، اليوروبيوم، الغادولينيوم، التيربيوم، الديسبروسيوم، الهولميوم، الإربيوم، الثوليوم، الإتيربيوم، اللوتيتيوم، السكانديوم، الإيتريوم. قيود صينية تشرع الصين في فرض قيود على صادرات المعادن الأرضية النادرة التي تؤدي دورًا حاسمًا في تعزيز القوة العسكرية للجيش الأميركي، وهي نقطة الضعف التي كثيرًا ما عانتها واشنطن لمدة طويلة، وأصبحت حقيقةً ملحّةً حاليًا. فبدءًا من التنغستين المُستعمَل في تصنيع القذائف المخترقة للدروع إلى الغاليوم المستعمَل على نطاق واسع في الرادارات، بنَت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" مشروعًا عسكريًا بسلسلة إمدادات تمر مباشرةً عبر الصين، غير أن التطورات الأخيرة تهدد قدرة البنتاغون على المحافظة على ذلك المشروع، وفق تحليلات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة. وفي أوائل شهر أبريل/نيسان الجاري، فرضت بكين ضوابط صارمة على تصدير 7 من المعادن الأرضية النادرة المستعمَلة في كل شيء بدءًا من الأسلحة الموجّهة بالليزر إلى أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي، وتتطلب المعادن الأرضية النادرة الـ7 المذكورة المقيدة صادراتها مؤخرًا -الساماريوم، الغادولينيوم، التيربيوم، الديسبروسيوم، اللوتيتيوم، السكانديوم، الإيتريوم- ترخيصًا حكوميًا لتصديرها، وهو ما يبرره مسؤولون صينيون بدواعي الأمن القومي. وفي وقت سابق من شهر أبريل/نيسان (2025)، قال المسؤول في شركة فوركاست إنترناشونال (Forecast International) دان دارلينغ، إن "الخطوة الأخيرة التي اتخذتها الصين ليست حظرًا صريحًا، غير أن شرط الترخيص هذا ستَنتُج عنه دون شك حالة عدم يقين ويَحِد من التدفق المستمر للمكونات الحيوية إلى المصنعين. ويُعيد الإجراء الصيني الذي يأتي بسوق عالمية مضطربة في الأصل، إلى الأذهان النزعة الانتقامية التي تبنّتها الصين مع اليابان في عام 2010؛ ما يسلط الضوء على إمكان تحويل موارد سلسلة إمدادات مهمة إلى صراع غير مأمون العواقب. وكثيرًا ما هيمنت الصين على أنشطة تعدين ومعالجة المعادن الأرضية النادرة، غير أن قرارها الأخير بشأن فرض قيود على تصدير بعضها، يضيّق الخناق على المواد التي لا غنى عنها للتقنيات المتدرجة من أنظمة توجيه الصواريخ فرط الصوتية إلى تقنيات مكافحة السرطان. حظر تصدير مماثل تأتي إجراءت الصين الأخيرة بقطاع المعادن الأرضية النادرة في أعقاب حظر تصدير مماثل خلال شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، شمل معادن حيوية مثل الغاليوم والغرمانيوم والأنتيمون، وهي المعادن المُستعمَلة على نطاق واسع في تصنيع الرقائق الإلكترونية، والأجهزة البصرية العاملة بالأشعة تحت الحمراء، والذخائر المخترقة للدروع. ومنذ عام 2010، ارتفع الطلب في البنتاغون على مكونات تحوي 5 معادن حيوية -الأنتيمون، الغاليوم، الغرمانيوم، التنغستن، التيلوريوم- مع زيادة عقود تلك المعادن بنسبة 23.2% سنويًا، في حين زادت العقود المتعلقة بمعدن الغاليوم وحده بنسبة 41.8% سنويًا. ويعتمد ما يزيد على 80 ألف مكون مختلف في 1900 سلاح حاليًا على المعادن المذكورة، أي ما يُقارب 78% من جميع أسلحة وزارة الدفاع الأمريكية، وفقًا لتقرير جديد صادر عن شركة تحليلات البيانات غوفيني (Govini). سلاح البحرية يتصدّر سلاح البحرية الأميركية قائمة الهيئات العسكرية الأميركية المُعتمدة على هذه المواد؛ إذ يحوي 91% من أنظمتها واحدًا على الأقل من تلك المعادن. وأورد التقرير مثالًا على معدن الغاليوم الذي يؤدي دورًا حاسمًا في تصنيع أنظمة تحديد المواقع العالمية جي بي إس (GPS) والرادارات. وقال التقرير: "أدّى فرض الصين حظرًا على تصدير معادن الأنتيمون والغاليوم والغرمانيوم، إلى ارتفاع نسبته 5.2% في المتوسط في أسعار المكونات التي تحوي تلك المعادن الرئيسة، مقارنةً بمشتريات تلك المكونات نفسها خلال الأشهر القليلة السابقة". وتحديدًا، زادت أسعار المكونات التي تحوي معدن الغاليوم بنسبة 6%، في حين ارتفعت أسعار المكونات الحاوية لمعدن الأنتيمون بنسبة 4.5%، والغرمانيوم بنسبة 1.6%. في المقابل ارتفعت أسعار جميع المكونات الأخرى بنسبة 1.4% فقط في المتوسط، وفق أرقام واردة في التقرير، وطالعتها منصة الطاقة المتخصصة. وكانت من نتائج ذلك أن أضحى 88% من سلاسل إمدادات المعادن الحيوية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية عُرضةً للتأثير الصيني. يُشار هنا إلى أن كل معدن الأنتيمون المُستعمَل في المنصات الرئيسة مثل طائرة إف-16، والمدمِّرة من فئة أرلي بيرك (Arleigh Burke)، وصاروخ مينيوتمان 3 (Minuteman III) يمر عبر الصين في مرحلة ما من المعالجة. مخاطر إضافية وفقًا لتقرير شركة تحليلات البيانات "جوفيني"؛ فإنه حتى إذا نجحت الولايات المتحدة في تفادي اعتمادها الكلي على المعادن الحيوية الـ5 المذكورة، ينتظر واشنطن مزيد من المخاطر. وأوضح التقرير أن المغنيسيوم، وهو العنصر الرئيس لتصنيع هيكل الطائرات والقذائف، تهيمن عليه الصين، ولا يوجد مخزون منه لدى الولايات المتحدة، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة. وينطبق الأمر نفسه على الغرافيت والفلوريت (الفلورسبار)، وهما عنصران أساسيان لأنظمة دفع الصواريخ والليزر ومعالجة الوقود النووي. وفي النهاية اقترح التقرير 3 حلول يتعين على أمريكا تطبيقها لمواجهة احتكار الصين المعادن الحيوية؛ أولها إحياء قطاع سعة المعالجة المحلية، واستغلال وجود بعض المعادن النادرة مصاحبة لمعادن أخرى مثل وجود الغاليوم والغرامنيوم رفقة الزنك في منجم زنك بولاية تينيسي، وتنمية المخزونات الإستراتيجية لتلك المعادن.


وطنا نيوز
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- وطنا نيوز
الصين تعلق تصدير معادن نادرة إلى الولايات المتحدة مع تصاعد الحرب التجارية
وطنا اليوم:تُعدّ معادن الأرض النادرة عنصراً أساسياً في صناعة مجموعة واسعة من المنتجات بدءاً من الطائرات المقاتلة إلى قضبان مفاعلات الطاقة النووية والهواتف الذكية. ومع تصاعد التوترات الجيوسياسية والتجارية، أصبحت هيمنة الصين على استخراج هذه المعادن المتخصصة ومعالجتها بمنزلة أداة ضغط تستخدمها ضد خصومها. رداً على الرسوم العقابية التي فرضتها واشنطن، أضافت بكين في وقت سابق من الشهر الجاري سبعة معادن أرضية نادرة إلى قائمة قيود التصدير الخاصة بها. ورغم أن هذه المعادن شائعة نسبياً في قشرة الأرض، فإنها نادراً ما توجد في الرواسب المركزة. كما أن استخراج العناصر الفردية منها يتطلب عملية متعددة المراحل، ولا تهيمن الصين على عمليات الاستخراج فحسب، بل تسيطر أيضاً على الغالبية العظمى من قدرة التكرير العالمية. أميركا تفتقر لقدرات المعالجة في المقابل، تفتقر الولايات المتحدة تقريباً إلى أي قدرة معالجة للمعادن المستهدفة، وفقاً لبيانات صادرة عن شركة الاستشارات 'بروجكت بلو' (Project Blue). قالت بكين إنها تفرض هذه القيود لأن المعادن تُستخدم في التقنيات المتقدمة وفي صناعة المغانط القوية، وبالتالي تُعدّ مواد ذات استخدام مزدوج، أي أنها تُستخدم في التطبيقات المدنية والعسكرية على حدّ سواء. قال ديفيد ميريمان، مدير الأبحاث في 'بروجكت بلو': 'تؤثر هذه المنتجات والعناصر مباشرة في تطوير التقنيات الرئيسية وتدعم الصناعات في الأسواق الكبرى الأخرى… وهذا يمنح الصين ورقة ضغط أكبر في أي مفاوضات'. فيما يلي بعض الاستخدامات الرئيسية للمعادن السبعة – من أصل 17 معدناً تندرج عادة ضمن قائمة معادن الأرض النادرة — التي أصبحت الآن على قائمة المعادن المحظورة من قبل بكين. التريبيوم هذا المعدن الناعم ذو اللون الفضي يستخدم في المصابيح، ويظهر الألوان الزاهية على شاشات الهواتف الذكية، بحسب الجمعية الملكية للكيمياء. ويزيد عنصر التيربيوم من قدرة المغانط المستخدمة في الطائرات والغواصات والصواريخ على تحمّل درجات الحرارة. تقول وزارة الدفاع الأميركية، إن التيربيوم 'واحد من أصعب العناصر في تأمينه'، إذ يشكّل أقل من 1% من إجمالي محتوى معادن الأرض النادرة في معظم الرواسب. تصدّر الصين ما يصل إلى 85% من التيربيوم المنتج بها إلى اليابان، فيما تشمل الوجهات الأخرى كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، التي تأخذ حوالي 5%، وفقاً لحسابات 'بلومبرغ' بناءً على بيانات الجمارك الصينية. الإيتريوم يُستخدم الإيتريوم في علاج سرطان الكبد، وفي إنتاج الليزر المستخدم في جراحات الطب والأسنان، كما يزيد من قوة السبائك ومقاومتها للحرارة والصدمات، ما يجعل استخدامه مثالياً في الموصلات الفائقة التي تتحمل درجات الحرارة العالية. تم استخراج الإيتريوم من منجم 'ماونتن باس' في كاليفورنيا، ولكن تُصدر التركيزات للمعالجة نظراً لعدم وجود منشأة فصل تجارية بالكامل في الولايات المتحدة. وحسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، فإن حوالي 93% من واردات الولايات المتحدة من مركبات الإيتريوم جاءت من الصين خلال الأعوام الأربعة حتى عام 2023. الديسبروسيوم اسم هذا المعدن اللامع مشتق من الكلمة اليونانية التي تعني 'صعب الحصول عليه'. باعتباره مقاوم لدرجات الحرارة العالية، يُستخدم الديسبروسيوم أساساً في سبائك المغانط المستخدمة في المحركات أو المولدات. يعد المعدن مهم بشكل خاص للانتقال إلى الطاقة النظيفة، إذ تُستخدم المغانط في توربينات الرياح والمركبات الكهربائية. كما يستخدم نوع من الديسبروسيوم في قضبان تحكم المفاعلات النووية حيث يمتص النيوترونات بسهولة. تشحن الصين أكثر من نصف الديسبروسيوم إلى اليابان، وحوالي عُشر الكمية إلى كوريا الجنوبية، في حين يذهب 0.1% فقط إلى الولايات المتحدة. من المتوقع أن توسع شركة 'ليناس رير إيرثس' (Lynas Rare Earths) الأسترالية مصنعها في ماليزيا لإنتاج الديسبروسيوم والتيربيوم بحلول يونيو. الغادولينيوم إذا كنت قد خضعت من قبل لفحص الرنين المغناطيسي، فيحتمل أنك تلقيت حقنة من صبغة تعتمد على الغادولينيوم، التي تتفاعل مع القوى المغناطيسية لتحسين وضوح أعضاء الجسم في التصوير الطبي. الغادولينيوم فعال أيضاً في تعزيز أداء السبائك، بحيث يحسن من مقاومة درجات الحرارة العالية والأكسدة، ما يجعله مفيداً للمعادن المستخدمة في صناعة المغانط والمكونات الإلكترونية وأقراص تخزين البيانات. تجعل قدرته على امتصاص النيوترونات منه مكوناً أساسياً في قلب المفاعلات النووية. اللوتيتيوم هذا المعدن صلب وكثيف، على عكس معظم العناصر الأخرى المستهدفة، ويُستخدم كعامل محفز كيميائي في مصافي النفط. تشتري الولايات المتحدة تقريباً كل إمداداتها من هذا المعدن من الصين، التي تصدر أيضاً كمية صغيرة إلى اليابان. الساماريوم سبائك الساماريوم-كوبالت مدرجة في قائمة الولايات المتحدة للمعادن الحرجة التي يمكن تخزينها للاحتياط. شاع استخدام المعدن سابقاً في سماعات الرأس، ويستخدم الآن في المغانط الفائقة في التوربينات والسيارات، وله تطبيقات دفاعية أوسع، لأنه يحافظ على طبيعته المغناطيسية في درجات الحرارة العالية، كما يدخل الساماريوم في الليزرات البصرية والمفاعلات النووية. السكانديوم سُمي المعدن بهذا الاسم نسبة إلى اسكندنافيا لأنه اكتُشف لأول مرة في المنطقة الشمالية من أوروبا. يمكن استخراج السكانديوم من مخلفات المناجم، أو كمنتج ثانوي من تعدين اليورانيوم أو معادن أخرى. قد تحتوي عصا البيسبول وإطارات الدراجات على آثار من السكانديوم. نظراً لكثافته المنخفضة ودرجة انصهاره العالية، يُستخدم المعدن أيضاً في صناعة بعض مكونات الطائرات المقاتلة. خصائصه المشعة تجعله مثالياً كعلامة تتبع في تكرير النفط، أو في اكتشاف التسريبات في الأنابيب تحت الأرض. كانت المرة الأخيرة التي أُنتج فيها السكانديوم في الولايات المتحدة منذ أكثر من 50 عاماً، وفق هيئة المسح الجيولوجي الأميركية. تستورد الولايات المتحدة حالياً 14% من صادرات الصين من عنصري السكانديوم والإيتريوم معاً، بحسب بيانات الجمارك، فيما تُعدّ اليابان أكبر المستوردين. لا ينتج السكانديوم حالياً في الاتحاد الأوروبي، لكن من المزمع بدء تشغيل مشروع العام المقبل. خارج القائمة: النيوديميوم والبراسيوديميوم النيوديميوم والبراسيوديميوم لم يُستهدفا في هذه الجولة من التصعيدات التجارية رغم أنهما من أكثر عناصر الأرض النادرة شيوعاً نظراً لدورهما المحوري في صناعة المحركات المغناطيسية الدائمة. النيوديميوم والبراسيوديميوم يحولان الكهرباء المخزنة في البطارية إلى حركة مثل تدوير عجلات المركبة الكهربائية، والعكس أيضاً إذ يحولان الحركة إلى كهرباء، بالتالي يشيع استخدامه في توربينات الرياح. أعادت شركة 'إم بي ماتريالز' (MP Materials) فتح منجم 'ماونتن باس' في صحراء موهافي بكاليفورنيا في عام 2018، وهو المنجم الوحيد للمعادن الأرضية النادرة العامل في البلاد والذي يمتلك قدرات تكرير حالياً. العام الماضي، أنتجت الولايات المتحدة 1,130 طناً من النيوديميوم والبراسيوديميوم، وفقاً لشركة 'بلو بروجكت'، فيما أنتجت الصين أكثر من 58,300 طن.


شفق نيوز
١٨-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- شفق نيوز
"المعادن النادرة".. كنز تحت الأرض وسلاح الصين لمواجهة أميركا
شفق نيوز/ وسط تزايد التوترات التجارية بين بكين وواشنطن، عادت معادن الأرض النادرة لتتصدر المشهد كأداة ضغط إستراتيجية تستخدمها الصين في مواجهة خصومها، خاصة مع إعلانها مؤخراً فرض قيود جديدة على تصدير سبعة عناصر نادرة تدخل في صناعات حيوية. ورغم أن هذه المعادن تُعتبر شائعة نسبياً في قشرة الأرض، إلا أن وجودها في رواسب مركزة قابل للاستخراج الاقتصادي نادر للغاية، كما أن فصلها ومعالجتها يتطلب عمليات تقنية معقدة ومتعددة المراحل، حيث تحتكر الصين حالياً الجزء الأكبر من عمليات التعدين والتكرير على مستوى العالم. وتعاني الولايات المتحدة من نقص حاد في قدرات معالجة هذه المعادن، ما يجعلها عرضة لأي قيود تصدير صينية. وبحسب شركة الاستشارات "بروجكت بلو"، فإن واشنطن تفتقر إلى منشآت الفصل والمعالجة الضرورية للتعامل مع هذه المواد، ما يزيد من اعتمادها على الصين. فيما يلي نظرة على المعادن التي فرضت الصين قيوداً جديدة على تصديرها، واستخداماتها في الصناعات الحيوية: التيربيوم: معدن ناعم فضي اللون، يستخدم في شاشات الهواتف والمغانط القوية للطائرات والصواريخ. توصفه وزارة الدفاع الأميركية بأنه من أصعب العناصر تأميناً. الإيتريوم: يدخل في علاج السرطان وإنتاج الليزر والموصلات الفائقة. رغم امتلاك أميركا منجماً للإيتريوم، إلا أنها لا تملك منشآت فصل نشطة، وتعتمد على الصين في 93% من وارداتها. الديسبروسيوم: مقاوم للحرارة، ويُستخدم في محركات المركبات الكهربائية وتوربينات الرياح والمفاعلات النووية. الصين تُصدّر أغلب إنتاجها إلى اليابان وكوريا، ونسبة ضئيلة فقط إلى أميركا. الغادولينيوم: عنصر رئيسي في صبغات الرنين المغناطيسي، كما يُستخدم في تصنيع السبائك وأجهزة التخزين والمفاعلات النووية. اللوتيتيوم: معدن كثيف يدخل كمحفز في مصافي النفط. تعتمد الولايات المتحدة بشكل شبه كامل على الصين لتأمينه. الساماريوم: يستخدم في المغانط القوية للمركبات والتوربينات، ويحتفظ بخصائصه المغناطيسية في درجات الحرارة العالية، مما يجعله عنصراً مهماً في التطبيقات الدفاعية. السكانديوم: خفيف ومتين، يدخل في تصنيع أجزاء الطائرات والدراجات وأدوات رياضية. يُستخدم أيضاً في اكتشاف التسريبات النفطية تحت الأرض. لم يُنتج في الولايات المتحدة منذ أكثر من نصف قرن. النيوديميوم والبراسيوديميوم رغم أهميتهما الكبيرة، لم تشمل القيود الصينية الأخيرة معدني النيوديميوم والبراسيوديميوم، وهما أساسيان في صناعة المغانط الدائمة التي تُستخدم في المحركات الكهربائية وتوربينات الرياح. ويُنتج هذان العنصران بكميات ضخمة في الصين، بينما أعادت الولايات المتحدة مؤخراً تشغيل منجم "ماونتن باس" في كاليفورنيا لمحاولة تقليل الاعتماد على الخارج. وتقول بكين إن القيود الجديدة تأتي في إطار تنظيم تصدير مواد ذات استخدام مزدوج، مدني وعسكري، لكن مراقبين يرون أنها تشكل ورقة ضغط فعالة في المفاوضات التجارية، خصوصاً أن هذه المعادن تدخل في صناعات إستراتيجية أبرزها الدفاع والطاقة والاتصالات.


نافذة على العالم
١٨-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- نافذة على العالم
أخبار العالم : الصين تسدّد ضربة "موجِعة" للولايات المتحدة عبر استخدام سلاح المعادن النادرة
الخميس 17 أبريل 2025 06:15 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، النيوديميوم يُستخدم في تصنيع المغانط التي تدخل في صناعة مكبّرات الصوت، وفي تصنيع الأقراص الصلبة بأجهزة الكمبيوتر Article information Author, عائشة بيريرا Role, بي بي سي - سنغافورة 17 أبريل/ نيسان 2025، 14:54 GMT آخر تحديث قبل ساعة واحدة تشتد حِدّة الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وتتجه أنظار المراقبين في ظل ذلك إلى الرسوم الجمركية الانتقامية التي تفرضها كلّ من الدولتين على الأخرى. لكن الرسوم الانتقامية ليست السلاح الوحيد الذي تستخدمه بكين في تلك الحرب؛ فقد لجأت الصين إلى فرْض قيود على تصدير عدد كبير من المعادن والمغانط الأرضية النادرة، فيما رآه البعض ضربة قوية للولايات المتحدة. وقد كشفت هذه الخطوة مدى الاعتماد الأمريكي على تلك المعادن، ووجّه الرئيس دونالد ترامب وزارة التجارة إلى العمل على ابتكار طرق لدعم الإنتاج الأمريكي من المعادن النادرة وتقليص الاعتماد على الواردات – في محاولة من واشنطن لإنعاش هذا القطاع الحيوي. ولكن ما أهمية هذه المعادن الأرضية النادية؟ ولماذا يكون لها كل هذا الأثر في هذه الحرب التجارية؟ ما المعادن الأرضية النادرة؟ وما هي استخداماتها؟ المعادن الأرضية النادرة هي مجموعة من 17 عنصراً يجمع بينها تشابُه كيميائي، وهي ضرورية في تصنيع العديد من المنتجات فائقة التقنية. وتوجَد معظم هذه المعادن بوفرة في الطبيعة، ومع ذلك توصف بالنادرة؛ إذ يندُر أن توجَد في صورة نقية، فضلاً عمّا تكتنف عملية استخراجها من الأرض من خطورة. وربما لا يعرف كثير من الناس أسماء هذه المعادن الأرضية النادرة – كالنيوديميوم، والإيتريوم واليوروبيوم- لكنهم يعرفون كثيراً من المنتجات التي تدخل تلك المعادن في تصنيعها. النيوديميوم، على سبيل المثال، يُستخدم في تصنيع المغانط التي تدخل في صناعة مكبّرات الصوت، وفي تصنيع الأقراص الصلبة بأجهزة الكمبيوتر، وفي محرّكات السيارات الكهربائية ومحرّكات الطائرات النفاثة – حيث يسهم النيوديميوم في أنْ تخرج تلك الأجهزة في شكل صغير وفي أن تكون ذات كفاءة أعلى. أما الإيتريوم واليوربيوم، فيُستخدمان في تصنيع شاشات أجهزة التليفزيون والكمبيوتر؛ حيث تساهمان في ظهور الألوان. يقول توماس كرومر، مدير مجموعة غينغر للتجارة والاستثمار الدولي: "المعادن الأرضية النادرة تدخل في تصنيع كل ما يمكن تشغيله أو إطفاؤه من أجهزة". كما تعتبر المعادن الأرضية النادرة من المكونات الهامة في تصنيع العديد من التقنيات الطبيّة كتلك التي تدخل في جراحات الليزر وفي التصوير بالرنين المغناطيسي، بالإضافة إلى تقنيات دفاعية أساسية. ما الذي تسيطر عليه الصين؟ تكاد تحتكر الصين استخراج المعادن الأرضية النادرة، وتنقيتها من الشوائب – أو فصْلها عن غيرها من المعادن. وتستخرج الصين حوالي 61 في المئة من المعادن الأرضية النادرة عالمياً، فيما تقوم بتنقية 92 في المئة منها، وفقاً لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة. ويعني ذلك أن الصين تسيطر على سلسلة التوريد الخاصة بالمعادن الأرضية النادرة، وأنّ باستطاعتها أن تحدّد الشركات التي يمكن أن تستلم الواردات الصينية من المعادن الأرضية النادرة. وتتّسِم عمليّتا استخراج المعادن الأرضية النادرة وتنقيتها أو معالجتها، بارتفاع التكلفة والتلوّث على السواء. وتنطوي كل موارد المعادن الأرضية النادرة على عناصر مُشعّة، ما يجعل العديد من الدول الأخرى، كدول الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال، تعزف عن إنتاج هذه المعادن. وفي ذلك يقول توماس كرومر: "النفايات المشعّة الناجمة عن عملية إنتاج المعادن الأرضية النادرة تتطلب طريقة للتخلّص تكون آمِنة وموافقة للمعايير ودائمة. وكل المنشآت القائمة حاليا في الاتحاد الأوروبي للتخلص من النفايات المشعة هي منشآت مؤقتة". ولم تأتِ هيمنة الصين على سلسلة توريد المعادن الأرضية النادرة في يوم وليلة، وإنما جاءت على مدى عقود من السياسات الاستراتيجية التي انتهجتها الحكومة الصينية. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، أحد المناجم في منطقة منغوليا الداخلية، يعدّ واحداً من أضخم مستودعات المعادن الأرضية النادرة في عام 1992، قام الرئيس الصيني آنذاك دنغ شياوبنغ بزيارة إلى منطقة منغوليا الداخلية، ليقول في تلك الزيارة: "إذا كانت منطقة الشرق الأوسط تزخر بالنفط، فإن الصين تزخر بالمعادن الأرضية النادرة". ويعتبر شياوبنغ هو مَن أشرَف على الإصلاح الاقتصادي في الصين. ويقول غافين هاربر، الباحث بجامعة برمنغهام: "مع نهايات القرن العشرين، شرعت الصين في تطوير أعمال إنتاج المعادن الأرضية النادرة، وجعلت ذلك من أولوياتها. وعادة ما تقوم الصين بتلك الأعمال وفق معايير بيئية متدنية، وبأجور متدنية للعُمال، مقارنة بالدول الأخرى". "هذا بعينه سمح للصين بالتفوق على المنافسين عالميا وبإخراج الكثير منهم من الساحة حتى اقترب الأمر مما يشبه احتكار سلسلة التوريد بكل مراحلها من استخراج المعادن وصولا إلى المنتجات النهائية ومروراً بعمليات المعالجة والتنقية" وفقاً لهاربر. كيف قيّدت الصين صادراتها من تلك المعادن؟ رداً على الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن، شرعتْ الصين في وقت سابق من الشهر الجاري في وضع قيود على تصدير سبعة من المعادن الأرضية النادرة – معظمها تُعرف بأنها معادن أرضية نادرة "ثقيلة"، وهي ضرورية لقطاع الدفاع. وتعتبر المعادن الثقيلة أندر وجوداً وأصعب في عملية المعالجة مقارنةً بالمعادن "الخفيفة"، وهو ما يجعل المعادن الثقيلة أغلى ثمنا. ومنذ الرابع من أبريل/نيسان الجاري، أصبح يتعين على كل الشركات أن تحصل على رُخصة خاصة للتصدير، قبل أن ترسل معادن ومغانط أرضية نادرة إلى خارج الصين. وللصين الحق في تقييد حركة تجارة "المنتجات ذات الاستخدام المزدوج"، وذلك بمقتضى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي وقّعت عليها بكين. وفي ظل عدم وجود بديل يمكنه أن يسدّ مكان الصين في إنتاج المعادن الأرضية النادرة الثقيلة، تبقى الولايات المتحدة على وجه الخصوص في مأزق، بحسب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، أحد مناجم المعادن الأرضية النادرة في مقاطعة جيانغشي الصينية كيف يمكن لذلك أن يؤثر على الولايات المتحدة؟ أفاد تقرير جيولوجي أمريكي أن الولايات المتحدة اعتمدت خلال الفترة ما بين 2020 و2023 على الواردات الصينية من المعادن الأرضية النادرة بنسبة 70 في المئة، وهو ما يعني أن القيود الصينية الجديدة ستكون بمثابة ضربة موجِعة للولايات المتحدة. وتدخل المعادن الأرضية النادرة في العديد من الصناعات العسكرية، كصناعة الصواريخ والرادارات، فضلاً عن المغانط الدائمة. وأشار تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى اعتماد تقنيات دفاعية أمريكية عديدة على تلك المعادن النادرة - ومن بين تلك التقنيات ما يدخل في تصنيع طائرات إف-35، وصواريخ توماهوك وطائرات هجومية بدون طيار. ويأتي ذلك في وقت "تتوسع فيه الصين على صعيد إنتاج الذخيرة، وتطوير أنظمة الأسلحة المتطورة بمعدلات تتجاوز في وتيرتها الولايات المتحدة بنحو خمس إلى ست مرّات"، وفقاً للتقرير. وفي ذلك يقول توماس كرومر: "سيكون لذلك أثر كبير على صناعة الدفاع الأمريكية". وبوجه عام ستتأثر الصناعة الأمريكية بشدّة، على عكس ما كان يأمل الرئيس ترامب من وراء فرض رسومه الجمركية. يقول غافين هاربر: "يواجه المصنّعون، لا سيما في مجالَي الدفاع والتقنية الفائقة، عجزاً محتملاً وتأخيرات في عملية الإنتاج بسبب توقُّف الشحنات ومحدودية المخزون". صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، المعادن الأرضية النادرة ضرورية في تصنيع المغانط التي تدخل بدورها في تصنيع محرّكات السيارات الكهربائية ويتوقع هاربر أن ترتفع بشكل كبير أسعار المنتجات التي تدخل فيها المعادن الأرضية النادرة، بدءاً من الهواتف الذكية ووصولاً إلى المعدّات العسكرية. كما يتوقع هاربر، أن تواجه الشركات الأمريكية التي تصنّع هذه المنتجات بُطئاً في وتيرة الإنتاج. وإذا ما استمرّت هذه القيود الصينية على صادراتها من المعادن الأرضية النادرة، فقد تضطر الولايات المتحدة إلى تنويع سلاسل التوريد وتوسيع قدراتها التصنيعية المحلية للاستعاضة عن الاستيراد، غير أن ذلك يتطلب "استثمارات كبيرة ومستدامة، وتحديثات تقنية فضلاً عمّا يتطلبه من تكاليف مرتفعة، مقارنة بالاعتماد على الواردات الصينية"، وفقاً لهاربر. ومن الواضح أن هذه المخاوف ماثلة بالفعل في ذِهن الرئيس ترامب؛ فقد أمر في وقت سابق من هذا الأسبوع بالتحقيق في مخاطر تهدد الأمن القومي الأمريكي نتيجة الاعتماد على المعادن الأرضية النادرة المستوردة. وجاء في الأمر التنفيذي أن "الرئيس ترامب يقف على خطورة الاعتماد المتزايد على الواردات الحيوية من المعادن النادرة ومشتقاتها، على صعيد القدرات الدفاعية الأمريكية، وتطوير البنية التحية والابتكار التقني ..المعادن الحيوية، بما في ذلك المعادن الأرضية النادرة، هي ضرورية للأمن القومي وللمرونة الاقتصادية". ألا تستطيع الولايات المتحدة أن تنتج احتياجاتها من المعادن الأرضية النادرة؟ تمتلك الولايات المتحدة منجماً واحداً جاهزاً لإنتاج المعادن الأرضية النادرة، لكن هذا المنجم لا يملك المقدرة على معالجة المعادن الأرضية النادرة الثقيلة، ومن ثمّ فهو يقوم بإرسالها في صورتها الخام إلى الصين من أجل معالجتها هناك. وحتى حقبة الثمانينيات من القرن الماضي، كانت هناك شركات أمريكية تقوم بتصنيع المغانط الأرضية النادرة. والواقع أن الولايات المتحدة حتى ذلك الحين كانت أكبر منتِج للمعادن الأرضية النادرة في العالم. لكن الشركات الأمريكية خرجت من السوق تاركة إياه للهيمنة الصينية ذات التوسعات الأكبر نطاقاً والتكلفة الأقلّ. ويعتقد مراقبون أن ذلك يقف بشكل كبير وراء حِرص الرئيس الأمريكي على توقيع اتفاقية المعادن مع أوكرانيا – للحدّ من الاعتماد على الصين. كما يضع ترامب عينَه على مكان آخر، بخلاف أوكرانيا، هو جزيرة غرينلاند – التي حبتْها الطبيعة بثامن أكبر مخزون عالمي من المعادن الأرضية النادرة. وأبدى ترامب اهتمامه أكثر من مرّة بالسيطرة على الجزيرة الدنماركية ذاتية الحكم، غير مستبعِدٍ للجوء إلى القوة العسكرية أو الاقتصادية من أجل السيطرة على الجزيرة. هاتان الوجهتان -أوكرانيا وغرينلاند- قد تمثلان المصادر التي يمكن أن تحصل منها الولايات المتحدة على احتياجاتها من المعادن الأرضية النادرة، لكن الخطاب العدائي الذي يتّخذه ترامب معهما يصعّب وصول الولايات المتحدة إلى مرادها. يقول غافين هاربر إن "الولايات المتحدة تواجه تحدياً مضاعفاً: فهي من جانبٍ، قد باعدتْ بينها وبين الصين التي تحتكر توريد المعادن الأرضية النادرة؛ ومن جانب آخر، اتخذتْ موقفاً عدائياً عبر الرسوم الجمركية والخطابات العدائية مع دول كانت في السابق صديقة ومتعاونة".


أخبار مصر
١٧-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- أخبار مصر
الصين تسدّد ضربة موجِعة للولايات المتحدة عبر استخدام سلاح المعادن النادرة
الصين تسدّد ضربة موجِعة للولايات المتحدة عبر استخدام سلاح المعادن النادرة تشتد حِدّة الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وتتجه أنظار المراقبين في ظل ذلك إلى الرسوم الجمركية الانتقامية التي تفرضها كلّ من الدولتين على الأخرى.لكن الرسوم الانتقامية ليست السلاح الوحيد الذي تستخدمه بكين في تلك الحرب؛ فقد لجأت الصين إلى فرْض قيود على تصدير عدد كبير من المعادن والمغانط الأرضية النادرة، فيما رآه البعض ضربة قوية للولايات المتحدة.وقد كشفت هذه الخطوة مدى الاعتماد الأمريكي على تلك المعادن، ووجّه الرئيس دونالد ترامب وزارة التجارة إلى العمل على ابتكار طرق لدعم الإنتاج الأمريكي من المعادن النادرة وتقليص الاعتماد على الواردات في محاولة من واشنطن لإنعاش هذا القطاع الحيوي.ولكن ما أهمية هذه المعادن الأرضية النادية؟ ولماذا يكون لها كل هذا الأثر في هذه الحرب التجارية؟ما المعادن الأرضية النادرة؟ وما هي استخداماتها؟ المعادن الأرضية النادرة هي مجموعة من 17 عنصراً يجمع بينها تشابُه كيميائي، وهي ضرورية في تصنيع العديد من المنتجات فائقة التقنية.وتوجَد معظم هذه المعادن بوفرة في الطبيعة، ومع ذلك توصف بالنادرة؛ إذ يندُر أن توجَد في صورة نقية، فضلاً عمّا تكتنف عملية استخراجها من الأرض من خطورة.وربما لا يعرف كثير من الناس أسماء هذه المعادن الأرضية النادرة كالنيوديميوم، والإيتريوم واليوروبيوم- لكنهم يعرفون كثيراً من المنتجات التي تدخل تلك المعادن في تصنيعها.النيوديميوم، على سبيل المثال، يُستخدم في تصنيع المغانط التي تدخل في صناعة مكبّرات الصوت، وفي تصنيع الأقراص الصلبة بأجهزة الكمبيوتر، وفي محرّكات السيارات الكهربائية ومحرّكات الطائرات النفاثة حيث يسهم النيوديميوم في أنْ تخرج تلك الأجهزة في شكل صغير وفي أن تكون ذات كفاءة أعلى.أما الإيتريوم واليوربيوم، فيُستخدمان في تصنيع شاشات أجهزة التليفزيون والكمبيوتر؛ حيث تساهمان في ظهور الألوان.يقول توماس كرومر، مدير مجموعة غينغر للتجارة والاستثمار الدولي: 'المعادن الأرضية النادرة تدخل في تصنيع كل ما يمكن تشغيله أو إطفاؤه من أجهزة'.كما تعتبر المعادن الأرضية النادرة من المكونات الهامة في تصنيع العديد من التقنيات الطبيّة كتلك التي تدخل في جراحات الليزر وفي التصوير بالرنين المغناطيسي، بالإضافة إلى تقنيات دفاعية أساسية.ما الذي تسيطر عليه الصين؟ تكاد تحتكر الصين استخراج المعادن الأرضية النادرة، وتنقيتها من الشوائب أو فصْلها عن غيرها من المعادن.وتستخرج الصين حوالي 61 في المئة من المعادن الأرضية النادرة عالمياً، فيما تقوم بتنقية 92 في المئة منها، وفقاً لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة.ويعني ذلك أن الصين تسيطر على سلسلة التوريد الخاصة بالمعادن الأرضية النادرة، وأنّ باستطاعتها أن تحدّد الشركات التي يمكن أن تستلم الواردات الصينية من المعادن الأرضية النادرة.وتتّسِم عمليّتا استخراج المعادن الأرضية النادرة وتنقيتها أو معالجتها، بارتفاع التكلفة والتلوّث على السواء.وتنطوي كل موارد المعادن الأرضية النادرة على عناصر مُشعّة، ما يجعل العديد من الدول الأخرى، كدول الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال، تعزف عن إنتاج هذه المعادن.وفي ذلك يقول توماس كرومر: 'النفايات المشعّة الناجمة عن عملية إنتاج المعادن الأرضية النادرة تتطلب طريقة للتخلّص تكون آمِنة وموافقة للمعايير ودائمة. وكل المنشآت القائمة حاليا في الاتحاد الأوروبي للتخلص من النفايات المشعة هي منشآت مؤقتة'.ولم تأتِ هيمنة الصين على سلسلة توريد المعادن الأرضية النادرة في يوم وليلة، وإنما جاءت على مدى عقود من السياسات الاستراتيجية التي انتهجتها الحكومة الصينية.في عام 1992، قام الرئيس الصيني آنذاك دنغ شياوبنغ بزيارة إلى منطقة منغوليا الداخلية، ليقول في تلك الزيارة: 'إذا كانت منطقة الشرق الأوسط تزخر بالنفط، فإن الصين تزخر بالمعادن الأرضية النادرة'.ويعتبر شياوبنغ هو مَن أشرَف على الإصلاح الاقتصادي في الصين.ويقول غافين هاربر، الباحث بجامعة برمنغهام: 'مع نهايات القرن العشرين، شرعت الصين في تطوير أعمال إنتاج المعادن الأرضية النادرة، وجعلت ذلك من أولوياتها. وعادة ما تقوم الصين بتلك الأعمال وفق معايير بيئية متدنية، وبأجور متدنية للعُمال، مقارنة بالدول الأخرى'.'هذا بعينه سمح للصين بالتفوق على المنافسين عالميا وبإخراج الكثير منهم من الساحة حتى اقترب الأمر مما يشبه احتكار سلسلة التوريد بكل مراحلها من استخراج المعادن وصولا إلى المنتجات النهائية ومروراً بعمليات المعالجة والتنقية' وفقاً لهاربر.كيف قيّدت الصين صادراتها من تلك المعادن؟ رداً على الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن، شرعتْ الصين في وقت سابق من الشهر الجاري في وضع قيود على تصدير سبعة من المعادن الأرضية النادرة معظمها تُعرف بأنها معادن أرضية نادرة 'ثقيلة'، وهي ضرورية لقطاع الدفاع.وتعتبر المعادن الثقيلة أندر وجوداً وأصعب في عملية المعالجة مقارنةً بالمعادن 'الخفيفة'، وهو ما يجعل المعادن الثقيلة أغلى ثمنا.ومنذ الرابع من أبريل/نيسان الجاري، أصبح يتعين على كل…..لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر 'إقرأ على الموقع الرسمي' أدناه