logo
الدكتور ايهاب الشقيرات يكتب: الكلمة التي هزّت وجدان أوروبا والعالم بأكمله

الدكتور ايهاب الشقيرات يكتب: الكلمة التي هزّت وجدان أوروبا والعالم بأكمله

بقلم : الدكتور ايهاب الشقيرات
في زمن باتت فيه المعايير الإنسانية تُساوَم وتُقايض بالسياسة والمصالح، خرج صوت من الشرق لا يهادن ولا يُجامل ،
وقف الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه في الأمس أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية ، لا ليلقي خطابًا دبلوماسيًا اعتياديًا، بل ليوقظ الضمير الإنساني الذي كاد أن يُدفن تحت أنقاض غزة.
كلماته لم تكن مجرد جمل منمقة، بل كانت صرخة صدق، تفضح الصمت، وتدين التواطؤ، وتذكّر بأننا كبشر نفقد شيئًا من إنسانيتنا كلما مرّت مجزرة دون محاسبة، وكلما جاع طفل تحت الحصار، وكلما أصبحت الجريمة مشهدًا اعتياديًا في نشرات الأخبار.
الملك لم يتحدث عن غزة كحالة سياسية، بل كمرآة لضمير العالم. مرآة تعكس الانهيار الأخلاقي الذي وصلت إليه البشرية.
وكيف أصبح قتل الأبرياء حدثًا صامتًا؟
وكيف يتم تجويع شعب بأكمله على مرأى ومسمع عالم يدّعي التمدّن؟
لكن جلالته لم يتوقف عند التشخيص،
بل طرح دعوة ملحّة: أن تستعيد أوروبا دورها التاريخي، لا كراعٍ لمفاوضات شكلية، بل كصوت للحق والعدالة،
فالمعركة اليوم ليست بين دول، بل بين الضمير واللا مبالاة، بين الحق والخذلان.
تذكيرًا بأن الأردن، رغم صِغره الجغرافي، إلا أنه يحمل عبء الكلمة الحرة،
ويقف حيث لا يجرؤ كثيرون على الوقوف.
لقد قالها بوضوح: لا سلام بلا عدالة، ولا استقرار مع احتلال، ولا كرامة تُبنى على أنقاض إنسانية مهدورة.
لقد كانت كلمته بالأمس ليست مجرد خطاب، بل وصية ضمير.
إما أن نستيقظ كعالم، أو ننهار جميعًا تحت ركام التجاهل واللامبالاه .

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

العمارات يكتب : الأردن في وسط إقليم مُلتهب وعالم بلا خجل
العمارات يكتب : الأردن في وسط إقليم مُلتهب وعالم بلا خجل

سرايا الإخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سرايا الإخبارية

العمارات يكتب : الأردن في وسط إقليم مُلتهب وعالم بلا خجل

بقلم : الدكتور فارس العمارات نحن في زمن الغطرسة من كل جانب ،لم يبقى سوى الاردن ،بالرغم انه بحجم بعض الورد الا انه شوكة ،فالكل تكالب على الإنسانية، فيما بقي صوت الاردن هادرا مدويا من أجلها ومن اجل حياة البشر، بغض النظر عن العرق او اللغة .انه زمن اللاخحل الذي اصبح يسود كل شي ،فمن ماتت مرؤته،كيف نُسقيه ماء الحياة بدون ذلة. الأردن في وسط إقليم مُلتهب ، وكان ريح الغطرسة تأخذ في طريقها كل شي ، لا معاول في زمن الصمت عن الحق تتمكن من دحر تلك الغطرسة التي بدأت قبل اكثر من مائة عام ، حينما جثم بلفور وغيره من معتصبي الحقوق على ارضي ليست من حق المحتل ان ينتفع بها او يستحوذ عليها ، وكل ما كان يجري من انتهاكات لحق الانسان في وطنه كانت تجري تحت شمس المنادة بحق الانسان في عالم تلاشى الخجل فيه وبشكل لا رجعة فيه ، امام وأعُين ما يُسمى بحقوق الانسان ، فلم يكن العام 1948 وما قبله وما بعده سوى ويلات جرها ذلك الحق الضائع بين أدوات الحروب والفتك فيها ضد حق الانسان في وطنه ، ولم يكن القانون الدولي الإنساني سوى شماعة يُعلق عليها الضُعفاء امنياتهم ، ويلتحفون موادها وفقراتها علها تواري ما تبقى من الإنسانية التي لم تعد موجودة في هذا العالم الذي نُزعت منه الانسانية ودُس في جسدها الغطرسة والنيل من كل نفس بشرية تُنادي بالحرية . نعم انه عالم بلا خجل صدع رؤوسنا بكل ما فيه من هراء وكذب لا يمت لأول حرف في الحقيقة بصلة وفي الوقت نفسة لم يصمت الأردن وبكل ما فيه من أدوات ، من ان يصدح مُناديا بحق كل ذي حقه بحقه وان تكون الإنسانية التي وجدت هي شعار لكل من في الكون من مكونات ، لا ان تذبح على ناصية القوانين التي لم توجد الا ان تكون ذريعة للنيل من الانسان ومن كرامة وحقه في العيش بسلام ، فكم من مؤتمرات سيرت ركابها هنا وهناك بدون أي نتائج ، وبنيت أركانها على غير مسوغ نابع من حق الانسان في الحياة والعيش بكرامة ، ولم تجدي نفعا ولا تقي الانسان من شر الدمار والحروب والقتل بدون حق او مسوغ الهي . الأردن هذا الوطن لم يكن يوما من الأيام سوى مؤئلا للاحرار وارض لمن فقد العدالة والامن والحرية ، ولم يكن سوى ناصر للحق والضعفاء ، ومد يديه لكل حر وشريف في هذا الكون من اجل ان تكون العدالة هي السوط والسيف على رقاب البشر ، وان تكون الحقوق منحة وليست محنة ، وان تكون الحرية سبيل للوصول الى مستقبل يتطلع اليه كل انسان ليكون شريكا فيه من اجل ان يعيش الجميع تحت سماء واحدة وعلى ارض واحدة ، لا ينازعهم شي سوى المنافسة في عمارة الأرض ، وان يكونوا خلفاء فيها ، لا ختلفين ، ول سافكين لدماء او معتصبين لحق من حقوق شرعها الله لكل عبد خلقه على هذه الأرض . سيبقى الأردن مناديا للحرية والحياة المُثلى ، لكل انسان بعيدا عن العرق والدين واللغة واللون ، شريعة في ذلك ان الإنسانية جمعا هي هدف سام ، لن تحيد عنه ، رافعة شعلة المناصرة لكل حق وصاحب حق ، لن يثنيها عن ذلك أي متغطرس او عديم إنسانية ، او فاقد للخجل ، حاديها في ذلك الشريعة الغراء ، النابع منها العدالة والتسامح والوسطية ، من مبدأ انا جعلناكم امة وسطا .

'خطاب جلالة الملك في ستراسبورغ رسالة الأردن إلى الضمير العالمي'
'خطاب جلالة الملك في ستراسبورغ رسالة الأردن إلى الضمير العالمي'

صراحة نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • صراحة نيوز

'خطاب جلالة الملك في ستراسبورغ رسالة الأردن إلى الضمير العالمي'

صراحة نيوز- بقلم /الدكتورة والباحثة السياسية: تمارا الزريقات ها هو الأردن، بقيادته الحكيمة، يسطر صفحة جديدة في كتاب المجد والفخر؛حين صفق البرلمان الأوروبي لجلالة الملك، لمعت العيون لتعكس ببريقها اعتزازنا بقيادتنا، في ظل إقليم ملتهب تتصاعد فيه الأحداث على نحو غير مسبوق؛ إلا أن ربان السفينة وقبطانها يبحر بنا، في كل مرة، إلى برّ الأمان… صفق الجميع احترامًا لمكانة شخصية سياسية تقول ما يجب أن يُقال، حين يصمت الآخرون؛صفقوا لقائدنا الذي حذّر، من ذات المنبر، من تبعات الانهيار الأخلاقي قبل خمس سنوات، ويعود اليوم ليقول: 'ها نحن في قلبه'. صفقوا للموقف الثابت على مرّ العقود، وللمبدأ السياسيّ والأخلاقي في عالم مرتبك. من على منبر البرلمان الأوروبي، جاءت كلمات جلالة الملك عبدالله الثاني بوصفه قائدًا يمثل ما تبقى من اتزان عالمي؛منبّهًا إلى اختلال أخلاقي يحرف البوصلة الأخلاقية العالمية على نحو يهدد الإنسانية، في إدانة دقيقة لانحدار المعايير، ولتواطؤ العالم بالصمت، وللعجز الجماعي عن وقف ما يُعاد تعريفه يومًا بعد يوم على أنه 'اعتيادي'. منذ تسلم جلالته سلطاته الدستورية، لم تتغيّر البوصلة: السلام العادل، والتعايش السلمي، والاحترام المتبادل، والتسامح؛ كقيم مشتركة، راسخة، متجذّرة، آمن بها الأردن، وشكّلت الرافعة والبناء الحقيقي لمبادئنا الوطنية؛ وهي ذات القيم التي تقع في صلب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والتي تعهّد الهاشميون بحماية هويتها التاريخية متعددة الأديان من أي اعتداء. إن ما يميّز خطاب جلالة الملك في ستراسبورغ، أنه لم يكن مجرّد عرض للموقف الأردني، بل كان نداءً صريحًا لمراجعة المواقف الدولية وتحمّل المسؤولية الأخلاقية. خطاب جاء ليُعيد التذكير بالثوابت الإنسانية والقيم المشتركة، ويُسلّط الضوء على الحاجة إلى التوازن بين القول والفعل في السياسات العالمية؛ وقد أكّد جلالته ، من هذا المنبر الدولي، أن القيادة الحقيقية تُقاس بالثبات على المبادئ، والقدرة على التعبير عن الموقف الأخلاقي بوضوح والدفاع عن قضايا الشعوب وحقها في الكرامة والعدل، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.. خطاب يمكن توصيفه بأنه يحاكي العقل والمنطق الإنساني، ويستحضر التجارب التي مرّ بها العالم، والوصفة الأخلاقية الناجعة لتجاوز الحروب والويلات على مرّ التاريخ؛ فعندما تطرّق جلالته إلى التجربة الأوروبية أعقاب الحرب العالمية الثانية، أعاد للأذهان كيف أن أوروبا استنتجت أن الأمن الحقيقي يكمن في قوة القيم المشتركة،وأن السلام الذي تفرضه القوة أو الخوف لن يدوم أبدًا؛ وبأنها أدركت أن ما يجمعهم أعظم بكثير مما يفرّق بينهم، فأعادوا بناء الركائز التي تأسست عليها مدنهم؛ واختاروا الكرامة الإنسانية عوضًا عن الهيمنة، والقيم عوضًا عن الانتقام، والقانون عوضًا عن القوة، والتعاون عوضًا عن الصراع؛ واليوم، يجب أن يدرك مجتمعنا العالمي أهمية ذلك، وكيفية تعاملنا مع الخلافات، والقيم التي يجب على الجميع ترسيخها لبلدانهم وشعوبهم. والمتأمل لمضمون الكلمات يجد أنها بمثابة دعوة عالمية لضرورة الاصغاء لصوت العقل والضمير، فجاءت كلماته من موقع التشارك في القيم الإنسانية الجامعة، وفي طليعتها تلك التي تتقاطع فيها الأديان السماوية: الإسلام، والمسيحية، واليهودية؛ قيم الرحمة والعدالة والاحترام المتبادل؛ وبالتالي يمكن أن يُقرأ خطاب جلالة الملك في ستراسبورغ بوصفه 'وثيقة موقف أخلاقي' من قائد دولي مسؤول، يُمثّل دولة تحترم نفسها وموقعها؛ رجل في السياسة، وازنٌ في الموقف، عادلٌ في الكلمة، أخلاقيٌّ في القيادة. هو خطاب لا يُكرَّر كثيرًا، لأن قليلين اليوم من يستطيعون التحدث بلغة الأخلاق؛ ومن موقع الشرعية الأخلاقية والسياسية، ولهذا تحديدًا… صفق له من يعرف معنى السياسة حين تصبح أداة لحماية الإنسان، لا أداة للأزمات. ومن موقعنا، نحن أبناء هذا الوطن، من عمان التي تُحبك وتفخر بك، نقول لك يا سيدنا:

سماحة مفتي عام المملكة يستقبل رئيس الشؤون الدينية ويشيد بإنجازات الرئاسة لايصال رسالة الحرمين الوسطية للعالم .
سماحة مفتي عام المملكة يستقبل رئيس الشؤون الدينية ويشيد بإنجازات الرئاسة لايصال رسالة الحرمين الوسطية للعالم .

أخبارنا

timeمنذ ساعة واحدة

  • أخبارنا

سماحة مفتي عام المملكة يستقبل رئيس الشؤون الدينية ويشيد بإنجازات الرئاسة لايصال رسالة الحرمين الوسطية للعالم .

السديس يثمن جهوده حفظه الله ويستعرض مخرجات نجاح خطة الحج .. أخبارنا : استقبل سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، اليوم بمقر الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في الطائف، معالي رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، وفضيلة الشيخ بدر التركي إمام الحرم المكي والشيخ الدكتور الوليد الشمسان إمام الحرم المكي، ووفدًا من قيادات رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي. هذا وقد أشاد سماحة مفتي عام المملكة بالجهود والإنجازات الكبيرة التي حققتها رئاسة الشؤون الدينية بلمسجد الحرام والمسجد النبوي، لإثراء تجربة الزائرين والقاصدين للحرمين الشريفين، وتهيئة الأجواء التعبدية الإيمانية لهم في موسم حج عام 1446 هجرية، مبينًا سماحته أن الحرمين الشريفين قبلة المسلمين ولها من المكانة ما هو معلومٌ في الشريعة وفي أفئدة المسلمين. ‏‎كما استعرض معالي رئيس الشؤون الدينية لسماحة المفتي الجهود التي قامت بها رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي في موسم الحج، وقدم له شرحًا موجزًا عن الخطة الإستراتيجية التي أعدتها الرئاسة لموسم العمرة لعام 1447هـ. وثمّن معالي رئيس الشؤون الدينية دعم سماحة مفتي عام المملكة لنشر رسالة الحرمين الشريفين، ونشر هدايات الإسلام وفق المنهج الشرعي الصحيح المستمدّ من الكتاب العزيز والسنة المطهرة، بما يحقق رسالة الدين وريادة المملكة العربية السعودية. مجددا شكره لسماحته على ما تلقاه الرئاسة من دعم وتوجيه ومؤازرة من مقامه الكريم -حفظه الله- كما رفع الشكر الخالص للقيادة الرشيدة على ما توليه للحرمين الشريفين والرئاسة من دعم ورعاية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store