logo
'خطاب جلالة الملك في ستراسبورغ رسالة الأردن إلى الضمير العالمي'

'خطاب جلالة الملك في ستراسبورغ رسالة الأردن إلى الضمير العالمي'

صراحة نيوزمنذ 4 ساعات

صراحة نيوز- بقلم /الدكتورة والباحثة السياسية: تمارا الزريقات
ها هو الأردن، بقيادته الحكيمة، يسطر صفحة جديدة في كتاب المجد والفخر؛حين صفق البرلمان الأوروبي لجلالة الملك، لمعت العيون لتعكس ببريقها اعتزازنا بقيادتنا، في ظل إقليم ملتهب تتصاعد فيه الأحداث على نحو غير مسبوق؛ إلا أن ربان السفينة وقبطانها يبحر بنا، في كل مرة، إلى برّ الأمان…
صفق الجميع احترامًا لمكانة شخصية سياسية تقول ما يجب أن يُقال، حين يصمت الآخرون؛صفقوا لقائدنا الذي حذّر، من ذات المنبر، من تبعات الانهيار الأخلاقي قبل خمس سنوات، ويعود اليوم ليقول: 'ها نحن في قلبه'.
صفقوا للموقف الثابت على مرّ العقود، وللمبدأ السياسيّ والأخلاقي في عالم مرتبك.
من على منبر البرلمان الأوروبي، جاءت كلمات جلالة الملك عبدالله الثاني بوصفه قائدًا يمثل ما تبقى من اتزان عالمي؛منبّهًا إلى اختلال أخلاقي يحرف البوصلة الأخلاقية العالمية على نحو يهدد الإنسانية، في إدانة دقيقة لانحدار المعايير، ولتواطؤ العالم بالصمت، وللعجز الجماعي عن وقف ما يُعاد تعريفه يومًا بعد يوم على أنه 'اعتيادي'.
منذ تسلم جلالته سلطاته الدستورية، لم تتغيّر البوصلة: السلام العادل، والتعايش السلمي، والاحترام المتبادل، والتسامح؛ كقيم مشتركة، راسخة، متجذّرة، آمن بها الأردن، وشكّلت الرافعة والبناء الحقيقي لمبادئنا الوطنية؛ وهي ذات القيم التي تقع في صلب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والتي تعهّد الهاشميون بحماية هويتها التاريخية متعددة الأديان من أي اعتداء.
إن ما يميّز خطاب جلالة الملك في ستراسبورغ، أنه لم يكن مجرّد عرض للموقف الأردني، بل كان نداءً صريحًا لمراجعة المواقف الدولية وتحمّل المسؤولية الأخلاقية. خطاب جاء ليُعيد التذكير بالثوابت الإنسانية والقيم المشتركة، ويُسلّط الضوء على الحاجة إلى التوازن بين القول والفعل في السياسات العالمية؛ وقد أكّد جلالته ، من هذا المنبر الدولي، أن القيادة الحقيقية تُقاس بالثبات على المبادئ، والقدرة على التعبير عن الموقف الأخلاقي بوضوح والدفاع عن قضايا الشعوب وحقها في الكرامة والعدل، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية..
خطاب يمكن توصيفه بأنه يحاكي العقل والمنطق الإنساني، ويستحضر التجارب التي مرّ بها العالم، والوصفة الأخلاقية الناجعة لتجاوز الحروب والويلات على مرّ التاريخ؛ فعندما تطرّق جلالته إلى التجربة الأوروبية أعقاب الحرب العالمية الثانية، أعاد للأذهان كيف أن أوروبا استنتجت أن الأمن الحقيقي يكمن في قوة القيم المشتركة،وأن السلام الذي تفرضه القوة أو الخوف لن يدوم أبدًا؛ وبأنها أدركت أن ما يجمعهم أعظم بكثير مما يفرّق بينهم، فأعادوا بناء الركائز التي تأسست عليها مدنهم؛ واختاروا الكرامة الإنسانية عوضًا عن الهيمنة، والقيم عوضًا عن الانتقام، والقانون عوضًا عن القوة، والتعاون عوضًا عن الصراع؛ واليوم، يجب أن يدرك مجتمعنا العالمي أهمية ذلك، وكيفية تعاملنا مع الخلافات، والقيم التي يجب على الجميع ترسيخها لبلدانهم وشعوبهم.
والمتأمل لمضمون الكلمات يجد أنها بمثابة دعوة عالمية لضرورة الاصغاء لصوت العقل والضمير، فجاءت كلماته من موقع التشارك في القيم الإنسانية الجامعة، وفي طليعتها تلك التي تتقاطع فيها الأديان السماوية: الإسلام، والمسيحية، واليهودية؛ قيم الرحمة والعدالة والاحترام المتبادل؛ وبالتالي يمكن أن يُقرأ خطاب جلالة الملك في ستراسبورغ بوصفه 'وثيقة موقف أخلاقي' من قائد دولي مسؤول، يُمثّل دولة تحترم نفسها وموقعها؛ رجل في السياسة، وازنٌ في الموقف، عادلٌ في الكلمة، أخلاقيٌّ في القيادة. هو خطاب لا يُكرَّر كثيرًا، لأن قليلين اليوم من يستطيعون التحدث بلغة الأخلاق؛ ومن موقع الشرعية الأخلاقية والسياسية، ولهذا تحديدًا… صفق له من يعرف معنى السياسة حين تصبح أداة لحماية الإنسان، لا أداة للأزمات.
ومن موقعنا، نحن أبناء هذا الوطن، من عمان التي تُحبك وتفخر بك، نقول لك يا سيدنا:

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الملك ..  صوت العدالة في وجه الصمت الدولي
الملك ..  صوت العدالة في وجه الصمت الدولي

السوسنة

timeمنذ ساعة واحدة

  • السوسنة

الملك .. صوت العدالة في وجه الصمت الدولي

الدكتور خلف الحمّادكان خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني أمام البرلمان الأوروبي خطاباً جريئاً وشجاعاً، خطابًا جديرا بالاهتمام؛ لأنه يمثل موقف قائد لا يساوم، وزعيم قدير لا يُملى عليه قرار، ويتخذ من ضميره الحي بوصلة أخلاقية في زمن تعدّ فيه الأخلاق والإنسانية عملةً صعبة، بل ونادرة.لم يمثّل الملك الدولة الأردنية فقط، بل صوتٌ باسم الإنسانية في مواجهة الصمت الدولي المريب، كانت كلمات جلالته اختزالًا لمشهد عربي كبير: قائدٌ يقف وحده بجرأة وصلابة أمام قوى العالم الكبرى، ليذكّر العالم أجمع بأن قيمة الدول، والشعوب لا تُقاس بالقوة، والعتاد، والسلاح، بل بالعدل، والحق، والكرامة.من قلب أوروبا، أضفى جلالة الملك منظومة القيم الإنسانية على السياسة، بعد أن كادت هذه القيم تُفرّغ من مضمونها، وتصبح محض عسكرية قاتمة. قالها بصراحة ومن دون مواربة: "العالم اليوم يعيش أزمة أخلاقية عميقة، والنظام الدولي بات غير قادر على حماية القيم، أو الحقوق". لم تكن هذه الجملة توصيفًا سياسيّا بقدر ما كانت صفعة للضمير العالمي الذي يشاهد معاناة الشعوب أينما كانت، ويلتزم الصمت حيالها.وكما في كل خطاب ملَكي، حضرت القدس هذه المرة ليس بوصفها مكانا، بل هُوية، ووجع، ورسالة. حمل جلالته هَمّ القدس، وصرخة غزة في صوته، مؤكدًا أن السلام لا يمكن أن يُبنى على أنقاض البشر وحقوقهم، وأن القيم تصبح شعارات جوفاء حين لا تُترجم إلى أفعال. قالها جلالته بحزم قائد، ولوعة أبٍ حانِ: "مرور عشرين شهرًا على هذه الوحشية يجب أن يثير قلقنا جميعًا... لكن عندما تفشل المنظومة العالمية في سدّ الفجوة بين القول والفعل، تصبح القيم ادعاءات فارغة".بهذا التصريح، اختصر الملك ما يخشاه كل من يؤمن بالعدالة والإنسانية: أن يفقد العالم بوصلته الأخلاقية، ويتحوّل إلى مسرح للادّعاءات، والمناكفات بلا طائل يذكر.في زمن التحالفات المرتعشة، يبقى جلالة الملك عرّاب السياسة الرصينة. يمشي بثبات حيث يتردد الآخرون، ويتحدث حين يصمت العالم. إن الأردن لا يلعب دور الوسيط فقط، بل هو حامل لواء الضمير الإنساني في المحافل الدولية.إن خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني أمام البرلمان الأوروبي لن يُسجَّل بصفته موقفا دبلوماسيّا عابرا، بل حدث تاريخي يعيد تعريف العلاقة بين القوة والعدالة، ويُعيد إحياء الدور الأخلاقي للسياسة في زمنٍ صعب نشهد فيه تحولاتٍ سياسيةً، وعسكريةً غاية في الصعوبة.وها هو الأردن، بقيادته الهاشمية القديرة، يؤكّد من جديد أنه ليس مجرد دولة صغيرة بمواردَ محدودة، بل هو منارةُ قيم، ودرعٌ أخلاقي حصين، وشريكٌ مهم في الأصعدة كافة. حفظ الله جلالة الملك، وسدد خطاه، وبارك مسيرته من أجل أردن أقوى، ومنطقة أكثر عدلًا وسلامًا.

جلالة الملك في أوروبا: حين يكون السلام موقفًا
جلالة الملك في أوروبا: حين يكون السلام موقفًا

عمون

timeمنذ 2 ساعات

  • عمون

جلالة الملك في أوروبا: حين يكون السلام موقفًا

قبل خمس سنوات، وقف جلالة الملك في ذات القاعة، يطلب من العالم أن يتذكّر أن العدالة لا تُؤجَّل، وأن السلام لا يكون إلا حين تُصان الكرامة الإنسانية، وأن المنطقة لم تعد تحتمل انتهاكًا لحقوق الإنسان. واليوم، يعود الملك إلى أوروبا ليُعيد التذكير بأن ما تم تجاهله آنذاك، كلّف العالم أثمانًا مضاعفة على الصعيدين الإنساني والسياسي. خطاب جلالة الملك أمام البرلمان الأوروبي كان تتويجًا لموقف طويل، يُقال فيه ما يلزم قوله في زمن يتقدّم فيه العالم نحو مستقبل غامض: تكنولوجيا تنفلت من التنظيم، شباب يواجهون انسداد الأفق، وقضايا عادلة تتآكل تحت وطأة الانحيازات. في هذه اللحظة السياسية الحرجة، استدعى الملك المغطس، ليس كموقع أثري فقط، بل كأثر حيّ على ما يمكن لدولة ذات مضمون روحي تحترم التعددية أن تقدّمه للعالم. من العهدة العمرية إلى رعاية المقدسات، ومن المغطس إلى ستراسبورغ، روى الأردن سيرة دولة تحفظ التنوع، تحمي الآخر، وتبني السلام كأسلوب حياة. وحين تحدث جلالة الملك عن القيم المشتركة بين الأديان، كان يؤكد على ما التزمه الأردن في أصعب المراحل: ثبات الرؤية، ووحدة النبرة. أوروبا التي اختارت طريق السلام بعد الحرب العالمية الثانية، كانت حاضرة في الخطاب كموقع له دور أساسي في الحفاظ على توازن عالمي مستقر. ولهذا شدد جلالة الملك على أن الأردن جاهز ليقدم شراكة استراتيجية في الرؤية، وفي تحديد معايير التعامل مع الأزمات. الشراكة، كما قدمها الخطاب، هي تقاطع استراتيجي في فهم أعمق لشكل العالم المنشود. وفي الترحيب الأوروبي بالملك، إشارات واضحة لثقة دولية بدور الأردن في استضافة اللاجئين، ومواجهة أزمات معقدة دون التخلي عن المبادئ. أما الحديث عن فلسطين، فقد كان ترسيخًا لمسؤولية عالمية لا يجوز التهرب منها. أوروبا تملك من التجربة ما يُمكّنها أن تكون مرجعية للتوازن، والأردن أكد استعداده ليكون شريكًا حقيقيًا في هذه المهمة. وفي لحظة غياب القانون الدولي تحت ركام الأحداث، جاءت لغة الخطاب حاسمة في وصف المجاعات، والاحتلال، والاستهداف المنهجي. فالمعركة لم تعد جيوسياسية فقط، بل أخلاقية في جوهرها. ووسط الحروب، تبقى تلك الأرض راسخة تحرس القيم، لا تقبل أن يكون جوّها معبرًا لحرب. جلالة الملك ثبّت هذا النهج في مواقف متعددة، مؤكدًا في أكثر من مناسبة أن المجال الجوي الأردني هو امتداد لسيادة تنطلق من الأخلاق، لا الحسابات فقط. انتهت الكلمة، ولكن بقيت كل كلمة حاضرة لكل من سمعها. لأن كل من تابعها، شعر أن جلالة الملك لم يكن فقط يقدّم موقفًا أردنيًا، بل يُعيد طرح السؤال الجوهري: ماذا تبقّى من ضمير العالم؟ وكيف يمكن لدولة ذات إرث ورسالة أن تحافظ على بوصلتها الأخلاقية وسط كل هذه التحديات؟ والجواب كان في الخطاب ذاته: حين تختار دولة أن تدفع كلفة السلام، وأن تقول ما تؤمن به بثبات وكرامة، فإن حضورها يُقاس بثقة العالم في مبادئها التي ظلّت صامدة وسط أزمة المصالح. وهذا ما قاله الملك في ستراسبورغ. وهو ما يفعله الأردن… في كل مرة.

نفاخر بك الدنيا ..
نفاخر بك الدنيا ..

عمون

timeمنذ 3 ساعات

  • عمون

نفاخر بك الدنيا ..

في لحظة تختزل معاني الكرامة والمسؤولية التاريخية، وقف جلالة الملك عبدالله الثاني في قاعة البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ، مخاطبًا العالم بلغة الحكمة والحق. لم يكن الخطاب مجرد موقف سياسي أو دبلوماسي، بل كان نداءً إنسانيًا من قلب قائدٍ يحمل همّ أمته، وينطق بلسان شعبه، ويعبّر عن ضمير أمة ما زالت تنشد العدل في زمن التنازلات. كلمات جلالته كانت واضحة، صادقة، وحازمة. حملت في طياتها رسالة أخلاقية قبل أن تكون سياسية، وأكد فيها أن السلام لا يمكن أن يُبنى على الخوف، ولا أن يُفرض بالقوة، وأن العدالة هي الأساس لأي استقرار دائم. الملك عبدالله الثاني، الذي لطالما عبّر عن مواقف ثابتة تجاه القضية الفلسطينية، أعاد أمام أوروبا التأكيد على حق الفلسطينيين في نيل حريتهم وإقامة دولتهم المستقلة. تحدث عن معاناة غزة، والانتهاكات المستمرة في الضفة الغربية، وذكّر العالم بأن الإنسانية لا يمكن أن تتجزأ، ولا أن تخضع لمعايير مزدوجة. كما شدد جلالته على أهمية حماية القدس ومقدساتها، مجددًا دور الأردن التاريخي كوصي على الأماكن المقدسة، وكمصدر للتوازن والاعتدال في محيط مضطرب. خطاب الملك لم يكن دفاعًا عن قضية واحدة، بل دفاعًا عن القيم التي يجب أن توحد الشعوب: الحرية، الكرامة، والعدل. كانت كلماته بمثابة مرآة تعكس واقعًا مؤلمًا، لكنها أيضًا تزرع الأمل بأن صوت العقل لا يزال حاضرًا، وأن المبادئ لا تموت مهما اشتدت العواصف. لقد عبّر جلالته عن الأردنيين جميعًا، وعن كل عربي حر، وعن كل إنسان يؤمن بالحق والعدالة. ولأننا نعرف من هو مليكنا ، نرفع رؤوسنا فخرًا ونقول: نحن نفاخر بك الدنيا يا سيدي، لأنك صوت من لا صوت له، وضمير من سكت عنهم العالم. حمى الله الأردن، وحمى مليكه المفدى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store