
خطوة مفصلية نحو السلام مع تركيا.. حزب العمال الكردستاني يحل نفسه ويُنْهِي كفاحه المسلح
أقدم حزب العمال الكردستاني، الجماعة المسلحة التي خاضت صراعاً دامياً ضد تركيا لعقود، على قرار مصيري اليوم (الإثنين)، وأعلن حل نفسه، وهيكله التنظيمي وإنهاء كفاحه المسلح، ويمثل هذا التطور اللافت محطة بارزة ضمن مبادرة سلام أوسع نطاقاً تهدف إلى طي صفحة أربعة عقود من العنف، الذي حصد أرواح عشرات الآلاف منذ اندلاعه في الثمانينيات، ويعكس هذا الإعلان استجابة مباشرة لدعوة أطلقها زعيم الحزب المسجون عبدالله أوجلان؛ في فبراير الماضي، حيث حثّ قواعد الحزب على عقد مؤتمر حاسم لاتخاذ قرار الحل رسمياً، ليفتح الباب أمام مسار سياسي وديمقراطي لحل القضية الكردية، وفق ما أفادت به وكالة أنباء فرات المقربة من الحزب.
قرار تاريخي
وأعقب هذا القرار المحوري، مؤتمر عقده الحزب في شمال العراق قبل أيام قليلة، وأكدت وكالة أنباء فرات، أن المؤتمر قرّر بشكلٍ حاسم "حل الهيكل التنظيمي لحزب العمال الكردستاني وإنهاء الكفاح المسلح"، مشيرة إلى أن العملية التنفيذية لهذا القرار سيشرف عليها ويقودها عبدالله أوجلان بنفسه، وعليه، تم الإعلان عن "إنهاء الأنشطة التي كانت تُنفذ تحت اسم حزب العمال الكردستاني رسمياً".
ويعد هذا التحول الإستراتيجي اعترافاً من قيادة الحزب بأن نضالهم المسلح بلغ مرحلة "أوصلت القضية الكردية إلى نقطة الحل من خلال السياسة الديمقراطية، وبالتالي استكملت مهمتها التاريخية"، وهذا التقييم، الصادر عن مؤتمر الحزب، يشير إلى تحول جذري في مقاربة الجماعة التي تصنفها تركيا وحلفاؤها الغربيون على قوائم الإرهاب، وفقاً لـ"أسوشيتد برس".
خلفية الصراع
وقاد حزب العمال الكردستاني تمرداً مسلحاً ضد الدولة التركية منذ عام 1984، وهو الصراع الذي خلف ندوباً عميقة في المشهدَيْن السياسي والاجتماعي في تركيا والمنطقة، وتسبَّب في سقوط عشرات الآلاف من الضحايا من المدنيين والعسكريين والمقاتلين على حد سواء.
وسبق إعلان الحل قرار أحادي من جانب حزب العمال الكردستاني بوقف إطلاق النار في 1 مارس الماضي، وإن كان ذلك القرار قد ارتبط بشروط محدّدة، أبرزها ضرورة إيجاد إطار قانوني راسخ لمفاوضات سلام شاملة، ويعكس هذا الشرط رغبة الحزب في ضمان جدية والتزام الجانب الآخر في أي عملية تفاوضية مستقبلية تهدف إلى تحقيق تسوية دائمة وشاملة للقضية الكردية في تركيا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 4 ساعات
- الشرق الأوسط
ترمب يعزو إطلاق النار المميت في واشنطن لـ«معاداة السامية»
عزا الرئيس الأميركي دونالد ترمب إطلاق النار الذي أسفر عن مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن إلى «معاداة السامية». وكتب ترمب على منصة «تروث سوشيال»: «يجب أن تنتهي فوراً جرائم القتل المروعة في واشنطن، والمدفوعة بوضوح بمعاداة السامية». وأضاف: «لا مكان للكراهية والتطرف في الولايات المتحدة... تعازينا لعائلات الضحايا». من جهته، أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، اليوم (الخميس)، أن السلطات «ستتعقب المسؤولين» عن إطلاق النار المميت خارج متحف يهودي في واشنطن، الذي أدى إلى مقتل موظفَين في السفارة الإسرائيلية. وكتب على منصة «إكس»: «كان هذا عملاً سافراً من العنف الجبان والمعادي للسامية. سنتعقب المسؤولين ونقدمهم إلى العدالة».


الشرق السعودية
منذ 8 ساعات
- الشرق السعودية
وزيرة بريطانية لـ"الشرق": سنعترف بدولة فلسطين في الوقت المناسب
قالت وزيرة الدولة البريطانية لشؤون التنمية جيني تشابمان، الأربعاء، إن بلادها سوف تعترف بدولة فلسطين في "الوقت المناسب"، مشيرة إلى أن الأحاديث مستمرة في الوقت الراهن مع الأصدقاء والشركاء بشأن ذلك. وأضافت في تصريحات لـ"الشرق": "تربطنا علاقة جيدة مع السلطة الفلسطينية، والتقيت وزير العدل، وأجرينا نقاشاً جيداً، وتحدثنا عن ذلك (الاعتراف بدولة فلسطين) بالتأكيد فعلنا، وسوف نعترف بدولة فلسطين". وأردفت: "ينبغي القيام بذلك في الوقت المناسب، نتحدث مع أصدقائنا وشركائنا بشأن ذلك في الوقت الراهن، حول متى قد تأتي هذه المرحلة، لأنه شيء قلنا إننا نريد القيام به، إنها بطاقة يمكن أن تلعبها مرة واحدة فقط". وتابعت: "لذلك ينبغي القيام بذلك في مرحلة تحصل فيها على تأثيرات حقيقية، وقلنا دائماً إنه (الاعتراف) ينبغي أن يكون جزءاً من التفاوض وجزءاً من العملية (السلام)، لكننا نتحدث إلى أصدقائنا وحلفائنا الآن. يتطلّب الأمر القيام بشيء أعتقد أيضاً أننا سنفعله مع حلفائنا حتى يكون له أكبر تأثير ممكن، لأن سبب القيام بذلك ليس مجرد الإدلاء ببيان". "البيانات" لا تشبع أحداً وأوضحت وزيرة الدولة البريطانية في حديثها: "كما تعلمون البيانات لا تشبع أحداً، ولا تحافظ على سلامة أي شخص"، مشددة على ضرورة "القيام بذلك بطريقة تُحدث فرقاً حقيقياً للناس في الضفة الغربية وغزة، وفي أنحاء إسرائيل، لأننا جميعاً بحاجة إلى ذلك، الجميع يحتاج إلى العيش بأمان جنباً إلى جنب". وبشأن محادثات حول فرض بريطانيا عقوبات على إسرائيل، إذا استمر حصار المساعدات على غزة قالت: "أولويتنا الأولى اليوم هي إيصال تلك المساعدات إلى غزة، لأن هناك أطفالاً يتضوّرون جوعاً، هناك مجاعة في غزة، ويمكن إيقافها على الفور". وأضافت: "هذا هو الاختيار الذي تتخذه الحكومة وهم بحاجة إلى تغيير موقفهم والحصول على المساعدة، لذلك هذا هو أول شيء يجب أن نقوله، فيما يتعلق بالعقوبات، سنفعل المزيد في المستقبل إذا احتجنا أيضاً". عقوبات مستقبلية واستدركت وزيرة الدولة البريطانية قائلة: "ما لم نفعله من قبل وما لن نفعله هو الحديث عن العقوبات التي سنفرضها في المستقبل، لأنه بمجرد أن تفعل ذلك، يبدأ الناس في نقل أموالهم، ويتخذون قرارات مختلفة، ولا تحصل على التأثير، لذلك سنفعل هذه الأمور في الوقت المناسب، ولكن في الوقت الحالي نأمل ألا يحدث ذلك، لأننا نعتقد أن حكومة إسرائيل يمكن أن تتخذ خياراً مختلفاً". ورداً على سؤال بشأن هجمات المستوطنين الإسرائيليين والقيود المفروضة على الفلسطينيين في الضفة الغربية من قبل السلطات الإسرائيلية، قالت: "التقيت بعائلة أجبرت على الانتقال الآن ست مرات، لأنها تعرّضت للهجوم من قبل مستوطنين، وأجبرت على مغادرة منازلها، إنهم في وضع يائس". وأضافت: "إنهم يعرفون أنهم سيضطرون إلى الانتقال مجدداً، وهذه عائلة بها بعض الأطفال الصغار جداً، وما يُجبرون على تحمله أمر غير مقبول تماماً". وتابعت: "لقد اتخذنا بعض الخطوات لمعاقبة بعض المستوطنين، وفي الحقيقة الأمر متروك للحكومة الإسرائيلية لوضع حد لهذا، وكيف يؤثر ذلك عليهم". وأثار استئناف الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة منذ مارس الماضي، بعد وقف لإطلاق النار دام شهرين، تنديداً من دول كانت تتوخى الحذر في توجيه انتقادات علنية لإسرائيل. وحتى الولايات المتحدة، الحليف الأهم لإسرائيل، أبدت إشارات على نفاد صبرها تجاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وعلقت بريطانيا محادثاتها مع إسرائيل بشأن اتفاقية للتجارة الحرة، وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيراجع اتفاقية شراكة تتعلق بالعلاقات السياسية والاقتصادية في ظل "الوضع الكارثي" في غزة. وهددت بريطانيا وفرنسا وكندا باتخاذ "إجراءات ملموسة" إذا واصلت إسرائيل حملتها.


الشرق الأوسط
منذ 14 ساعات
- الشرق الأوسط
بياع الخواتم
مساء الاثنين الماضي، موعد نشرات الأخبار الرئيسة في كل مكان، ذَهلَ المذيعات وهنَّ يقدمنَ للمشاهدين، الذين سوف يذهلون بدورهم، نبأ غير متوقع: الرئيس الأميركي دونالد ترمب يعلن أن التفاوض حول نهاية الحرب الروسية–الأوكرانية، سوف يبدأ فوراً. شيء شبيه بإعلان الاتفاق على التفاوض حول هدنة الحرب العالمية. قطار ترمب السريع يتوقف فجأة عند أخطر نزاع عسكري يمزق أوروبا منذ ثلاث سنوات. ومهندس (قائد) القطار هو الرجل الذي كان يقول قبل أشهر وسط العجب، والتعجب، إنه عندما ينصرف إلى المسألة، فسوف يحلها في 24 ساعة. الحقيقة أن الرجل قدم نفسه لنا بوصفه صانع عجائب، وليس بوصفه صانع سلام. إنه شخص متخيَّل مثل «بياع الخواتم» في المسرحية الرحبانية. وسوف ترون. ولكن هل الوقت وقت عجائب، والكرة من تحت هذا العالم لا تعرف في أي اتجاه تدور؟ لا يوجد شيء بعيد، أو مستبعد عند «الرئيس الطائر». وعندما تهبط الطائرة الرئاسية، وتطفئ محركاتها، لكي تكون على استعداد للإقلاع الفوري في الرحلة التالية، بعد الإعلان عن نبأ التفاوض بين موسكو وكييف بساعة، كان البيت الأبيض يبلغ رؤساء أوروبا بالأمر. سوف يكون هذا شيئاً تاريخياً مثل تلك المؤتمرات التي أعطت أسماءها سلام العالم. وعلى الذين شككوا في جديّة الرجل أن يسارعوا إلى الاعتذار بطريقة ما. لا يكف عن العمل، ولا يكف عن التحدث، ولا يكف عن السفر، ولا يكف عن الوعد بحل القضية التالية... هذا لا يعني أن كل شيء قد انتهى، لكن بالتأكيد، كل شيء قد بدأ. والمسائل ليست بهذه السهولة الرومانسية، لكن الحلول خلال 24 ساعة أصبحت على الطاولة. القول إن حل النزاع الأوكراني-الروسي ممكن خلال 24 ساعة يعارض كل منطق. ولذلك، سوف يصر عليه.