logo
نافذة للضوء

نافذة للضوء

اليمن الآنمنذ 3 أيام
الحلقة الاولي
'حطموا الجدران… وبقي الرجل'
من وراف الى الجمهورية قصة بيت لم يُهزم
في ظل ما تعيشه محافظة إب من طوفان نفاق إعلامي فجّ، ومن موسمٍ سرياليٍّ لصناعة الأصنام وتلميع اللصوص القادمين من كهوف الكهنوت والتخلف، لم يعد القبحُ مستترًا، بل أصبح شعارًا يُصفّق له القطيع، وتُروَّج له الأبواق المأجورة التي باعت ضميرها مقابل الفتات.
لقد انشغل كثيرٌ من ناشطي وإعلاميي المحافظة بالتفاهات، يتسابقون في ترويج سفاسف الأمور، ويقتاتون على مآسي الناس، ويلوكون أعراض المظلومين في بازار التشهير المدفوع. أصبح التطبيل لأرباب الفساد بطولة، والسكوت عن القهر حنكة، والتواطؤ مع الميليشيا 'وطنية'
وفي الوقت الذي تُهدم فيه بيوت الشرفاء، ويُشرَّد المقاومون، ويُحارَب الأحرار في قوتهم وكرامتهم، وتتزايد جرائم الاختطاف والاعتقالات لخيرة أبناء إب من اكاديمين ومعلمين وأطباء ومحامين وناشطين نجد أنفسنا كإعلاميين ومثقفين نغرق في صغائر المشهد، وننصرف عن صور الكرامة المتبقية في وجه هذا الوطن الجريح.
كان من الضروري – بل من الواجب الوطني والأخلاقي – أن نلتفت فى #نافذة_للضوء إلى الأصوات الصادقة، إلى الشخوص التي لا تزال تُجاهر بالحق رغم كلفة الصدح به. أن نُحيي في كتاباتنا وجوهًا وطنية لا تعرف الخنوع، ونُسلّط الضوء على من يستحقون أن يكونوا في صدارة المشهد، لا أولئك المزيفين الذين تلمّعهم المليشيا ليخدموا مشروعها السلالي الحاقد.
ومن بين تلك الوجوه المشرقة، التي تُجسّد المعنى الحقيقي للنضال الجمهوري، والكرامة اليمنية، والصلابة في مواجهة الباطل، فى محافظة إب يبرز اسم الأستاذ صلاح علي القادري… صوتًا حرًا، ورمزًا وطنيًا، وذاكرةً حيةً للوجع المقاوم.
ففي زمن التواءات المبادئ وموائد الولاء المؤقت، ظلّ صلاح علي القادري واقفًا كجبل الأكّام، يرفض أن يمد يده لمصافحة الانقلاب، أو أن يبيع موقفه لجماعةٍ لا تؤمن بوطن، ولا تفقه معنى الجمهورية. لم يكن الرجلُ يحمل بندقية، ولا كان قائدَ جبهة، لكنه حمل في قلبه ما هو أثقل من السلاح: قيمة الإنسان، وشرف الموقف، وقداسة الوطن.
ليس غريبًا أن تدفع ثمن مواقفك حين تعيش في ظل سلطة لا ترى في 'الاختلاف' سوى خيانة، ولا في 'الكرامة' سوى تمرّد. لقد قررت ميليشيا الحوثي أن تُلقّن القادري درسًا قاسيًا في الطاعة، فكان جزاؤه أن يُفجَّر بيته، وتُدمَّر قريته، وتُصادر سياراته، وتُرعب أسرته، ويستشهد بعض من ابناء عمومته وتُهدَّم ذاكرته الحجرية في الأكّام.
القادري.. لم يبع نفسه ولو بثمن العفو
رفض أن يكون أداة من أدوات المشروع الحوثي السلالي، وأن يتحوّل من مذيع يصدح بصوت الشعب، إلى بوق يبرر الطغيان ويروج للخرافة. رفض منصبًا ملوثًا بدم البراءة، وقالها واضحة: لا ولاء إلا للوطن، ولا راية إلا للجمهورية.
وحين سُحب منه منصبه مديرًا لإذاعة إب، لم ينكسر، ولم يساوم. بل ازدادت كلماته صفاءً، وازداد خطابه وضوحًا. فالحرّ لا يحتاج منصبًا ليكون صوته مسموعًا، والوطني لا يحتاج سلطة ليمارس سلطته الأخلاقية على الناس.
تفجير منزله في 2015م لم يكن إلا البداية.فقد مرت السنوات، وعادوا في 2022م ليقتحموا منازل أسرته، وينهشوا ما تبقّى من ذكريات في عزلة وراف. لم يراعوا شيبة ولاحُرمة ولم يتورّعوا عن إذلال النساء والأطفال، كأنّهم ينتقمون من الموقف، لا من الرجل.
صادروا سياراته، محتويات منزله، صوره، أوراقه، حتى جدران غرفته أُفرغت من دفئها. تركوا المكان كقبرٍ مفتوحٍ، بلا شاهدة، وبلا دعاء.
.من يراقب هذا المشهد بعين الإنصاف، لا بد أن يدرك أن ما جرى ليس حادثًا عابرًا، بل شاهد صارخ على مستوى القبح الذي وصلت إليه جماعةٌ تسمي نفسها 'أنصار الله'، وتزرع في الأرض ما يناقض السماء: الخوف بدلًا من الأمان، والنار بدلًا من العدالة، والسلالة بدلًا من الوطن.
لكن ما لا يعرفونه هو أن الوطن الحقيقي ليس جدرانًا من حجر، بل مواقف من نار.
وأن أمثال صلاح القادري لا يُهزمون بتفجير بيت، ولا يُصمتون بمصادرة ممتلكات. لأن ما يمتلكونه أكبر: ضمير حي، وقلب لا ينبض إلا للجمهورية.
هذا ليس رثاءً.. بل صحوة ضمير
وما كُتب هنا ليس مجرد توثيق لجريمة، بل هو إشعال لذاكرة المقاومة. فلتكن قصة صلاح القادري، وأسرته، وبيته، وسيارته، وكل ما سرقته يد الطغيان السلالي المتعجرف جذوةً تُلهب وعينا الوطني، وجرسًا يُذكّرنا بأن الجمهورية لا تُحمى بالكلمات فقط، بل بالمواقف، حتى وإن كلفتك بيتك.
في اليمن، هناك رجالٌ باعوا منازلهم ممتلكاتهم مصالحهم ارواحهم ليشتروا وطنًا.
تعليقات الفيس بوك

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

القبض على قاتلة الطفل عبدالرحمن الزند في صنعاء.. جريمة تهزّ القلوب
القبض على قاتلة الطفل عبدالرحمن الزند في صنعاء.. جريمة تهزّ القلوب

اليمن الآن

timeمنذ 29 دقائق

  • اليمن الآن

القبض على قاتلة الطفل عبدالرحمن الزند في صنعاء.. جريمة تهزّ القلوب

ألقت الأجهزة الأمنية القبض على المتهمة ياقوته داود، من أهالي تعز وتقيم في صنعاء، المتورطة في قضية الطفل عبدالرحمن توفيق الزند، بعد أن أغلقت منزلها الكائن بجوار منزل الطفل ونقلت عفشها، وسط متابعة مكثفة من قبل البحث الجنائي. وبحسب التحقيقات الأولية، أقرت المتهمة بأنها أخفت الطفل لعدة أيام في منزلها، وقامت بوضعه داخل برميل بلاستيكي وخنقته حتى فارق الحياة، قبل أن تأمر أحد المتهمين بالتخلص من الجثة ورميها في مكان بعيد. كما تبين أن المتهمة هدّدت المشارك في الجريمة بالقتل، وهناك خلافات سابقة بينها وبين والد الطفل على جدار سور المنزل. وأشار مصدر أمني إلى أن التحقيقات ما زالت مستمرة مع بقية المتهمين للكشف عن تفاصيل القضية كاملة، وسط مطالب شعبية وإعلامية بتحويل القضية إلى قضية رأي عام والبث فيها بأسرع وقت ممكن لضمان تحقيق العدالة وردع الجناة. وتتفاعل القضية بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي في الضالع ومحافظات أخرى، مطالبة الجهات القضائية بسرعة إتمام التحقيقات وتقديم المتهمين للعدالة.

القوات الجنوبية تدك تجمعات حوثية بصواريخ الكاتيوشا وتفشل مخططا هجوميًا شمال الضالع
القوات الجنوبية تدك تجمعات حوثية بصواريخ الكاتيوشا وتفشل مخططا هجوميًا شمال الضالع

اليمن الآن

timeمنذ 29 دقائق

  • اليمن الآن

القوات الجنوبية تدك تجمعات حوثية بصواريخ الكاتيوشا وتفشل مخططا هجوميًا شمال الضالع

في ضربة استباقية نوعية، استهدفت وحدات الإسناد والدعم الحربي في قواتنا المسلحة الجنوبية، مساء اليوم، تجمعات حوثية في بلدة شليل جنوب غربي منطقة العود مستخدمة راجمات صواريخ الكاتيوشا التي أمطرت أهداف العدو بوابل من النيران الدقيقة. وأوضح مصدر عسكري في قوات الدعم والإسناد أن الضربات حققت إصابات مباشرة، وألحقت خسائر بشرية ومادية جسيمة في صفوف المليشيا الحوثية مؤكدًا أن الأهداف المستهدفة كانت عبارة عن مجموعات قتالية حوثية تستعد لتنفيذ محاولة هجومية باتجاه قطاع باب غلق قبل أن تتحول إلى أشلاء تحت نيران مقاتلينا. وأكدت مصادر محلية في بلدة شليل أن الانفجارات هزت المنطقة، وأنها شاهدت آليات عسكرية تابعة للمليشيا تهرع نحو الموقع المستهدف في محاولة يائسة لانتشال قتلاها وجرحاها، في مشهد يعكس حجم الخسائر التي تكبدها العدو. وتعد بلدة شليل واحدة من أبرز بؤر التطرف الحوثي في منطقة العود، إذ تمد المليشيا بالمقاتلين العقائديين المغرر بهم، فيما تشير المصادر إلى أن غالبية سكانها الحاليين من النساء والأطفال بعد أن فقدت معظم رجالها وشبابها في جبهات القتال الحوثية خلال السنوات الماضية.

عقب إدانات دولية.. محاولات إسرائيلية يائسة لتبرير قتلها صحفيين في غزة
عقب إدانات دولية.. محاولات إسرائيلية يائسة لتبرير قتلها صحفيين في غزة

اليمن الآن

timeمنذ 29 دقائق

  • اليمن الآن

عقب إدانات دولية.. محاولات إسرائيلية يائسة لتبرير قتلها صحفيين في غزة

عقب إدانات دولية واسعة لقتل تل أبيب 6 صحفيين في قطاع غزة، حاولت وزارة الخارجية الإسرائيلية، الاثنين، تبرير جرائمها ضد الصحفيين باتهامات باطلة بأنهم "إرهابيون". ومساء الأحد، قتلت إسرائيل 6 صحفيين بينهم 4 من قناة "الجزيرة القطرية، بقصف خيمتهم بمحيط مستشفى الشفاء" بمدينة غزة مساء الأحد، ضمن إبادة جماعية مستمرة للشهر الـ 22. والصحفيون السنة هم مراسلا قناة الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، والمصوران إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة، ومساعدهم محمد نوفل، فضلا عن محمد الخالدي الذي توفي صباح الاثنين متأثرا بجراحه وفي ردها على منشور للأمم المتحدة يمنصة إكس قالت فيه إن الصحفيين ليسوا هدفا، قالت الخارجية الإسرائيلية: تتفق أن الصحفيين ليسوا هدفا، لكن الإرهابيين الجهاديين الذين يحملون الكاميرات ليسوا صحفيين، إنهم إرهابيون". وأضافت الوزارة: "ستطارد الجهاديين، ولن تحمي غطائهم". الأمم المتحدة أكدت أن الاعتداءات على الصحفيين هي "اعتداءات على الحريات الأساسية". وأوضحت أن حرية الصحافة ضرورية الحقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون، وتضمان كشف الحقيقة ومحاسبة الجناة. وفي محاولة سابقة لتبرير جريمته، زعم الجيش الإسرائيلي، في بيان مساء الأحد. أن الشريف شغل منصب قائد خلية في حماس، وكان يخطط لعمليات إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل". ومضى الجيش الإسرائيلي في مزاعمه قائلا: لقد كشفنا في الماضي معلومات استخبارية ووثائق عديدة تم العثور عليها داخل قطاع غزة والتي أثبتت انتهاء الشريف إلى صفوف حماس العسكرية، كما أثبتت الوثائق من جديد أنشطة الشريف الارهابية التي حاولت الجزيرة التنصل منها". وقبل أسابيع، وجه الشريف نداء إلى جميع منظمات حرية الصحافة وحقوق الإنسان يسب التحريض الإسرائيلي ضده، قائلا مرة أخرى، شن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حملة تهديد وتحريض ضدي بسبب عملي كصحفي مع قناة الجزيرة". وأكد الشريف آنذاك، أنه "صحفي بلا انتماءات سياسية، مهمته الوحيدة هي نقل الحقيقة من أرض الواقع كما هي دون تحيز"، مضيفا أنه "في الوقت الذي تدمر فيه مجاعة قاتلة غزة، أصبح قول الحقيقة، في نظر الاحتلال، تهديدا. وعقب هذا النداء، نددت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحرية الرأي والتعبير إيرين خان، أواخر يوليو/ تموز الماضي بالاتهامات والتهديدات التي تعرض لها الشريف، مؤكدة أن ذلك يعرض حياته للخطر الاستهداف الوحشي الإسرائيلي لـ 6 صحفيين في غزة، أثار حالة غضب على المستوى العربي والدولي، وسط مطالبات بمحاسبة تل أبيب على جرائمها ضد المدنيين في القطاع. وبوقت سابق الاثنين، أدانت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قتل الجيش. الإسرائيلي 6 صحفيين فلسطينيين بقصف خيمتهم بغزة، واعتبرت ذلك "انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي". وقالت المفوضية الأممية عبر منصة إكس: يجب على إسرائيل احترام وحماية جميع المدنيين في قطاع غزة، بمن فيهم الصحفيون". وأضافت: "لدين مقتل 6 صحفيين فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي باستهداف خيمتهم، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي". كما دعت إلى إتاحة وصول فوري وأمن ودون عوائق لجميع الصحفيين من الوسائل الإعلامية العالمية إلى قطاع غزة. ومع اغتيال الصحفيين السنة ترتفع حصيلة الإعلاميين الذين قتلتهم إسرائيل إلى 238 منذ بداية الإبادة الجماعية التي تواصل منذ 7 إسرائيل ارتكابها في قطاع غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفق ا الإعلامي بغزة. المكتب وسابقا، قتلت إسرائيل خمسة من . صحفيي شبكة "الجزيرة وهم: سامر أبو دقة . وحمزة الدحدوح، وإسماعيل الغول، وأحمد حمد اللوح. أفراد وحسام شبات، إلى جانب عدد من أثر عائلاتهم، في استهدافات متفرقة. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأو محكمة العدل الدولية بوقفها. وأوامر وخلفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و 499 قتيلا و 153 ألفا و 575 مصابا من الفلسطينيين، وما يزيد على 9 آلاف مفقود. إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة از هفت ارواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store