
تحية المسيحيين بفترة عيدي الميلاد والفصح: "ولد المسيح، هللويا" و"المسيح قام، حقاً قام"
ميشال انطوان عازار*
ما أكتبه الآن لا ينطلق من أية اعتبارات أو خلفيات طائفية أو سياسية أو تعصبية أو تحريضية أو استفزازية إطلاقاً لا سمح الله.
الكل يعلم مدى اعتزازي بصداقاتي غير المسيحية ومدى الاحترام الذي أكنه لهذه الصداقات. فأعتبر هذه الصداقات كنزاً افتخر به وهي جداً محببة على قلبي فضلاً عن أنني أعتبر مسيحيتي انفتاحاً ومحبة صادقة ورحابة صدر ورحابة فكر واحترام الآخر المختلف عني. مع التمني أن يبادلني بالتأكيد، هذا الآخر المختلف، المشاعر ذاتها والأحاسيس نفسها.
لطالما تأثرت جداً بالتحية الخاصة للمسيحيين في فترة عيدي الميلاد والفصح. والمتمثلة بعيد الميلاد، بعبارة "ولد المسيح" وبالجواب المعهود "هللويا"، كما بتحية عيد الفصح عندما نقول لبعضنا البعض "المسيح قام" والجواب العائد لهذا السلام "حقاً قام".
فهل نعي تماماً معاني هذه التحية العائدة لعيد الميلاد وأبعادها؟ هذا السلام المرتبط عضوياً وجوهرياً بأهم حدث بتاريخ البشرية والذي اعتبره المؤرخون أنه يستحق أن يبدأ الزمن معه، الزمن الميلادي. فمع ولادة سيدنا يسوع المسيح المنتظر منذ مئات وآلاف السنين، جاءتنا البشرى السارة أي الإنجيل. فكان التاريخ المفصلي أي ما قبل ولادة يسوع أي العهد القديم وما بعد ولادته أي العهد الجديد.
فحدث ولادة مخلص البشرية، الذي أصبح "الحدث" صار هو طريقة سلام المسيحيين في فترة عيد الميلاد، لدرجة أنه حجب وتغلب على أنواع التحيات الاجتماعية التقليدية والاعتيادية كافة. سلام يعبر عن فرحة وبهجة المسيحيين الأوائل بالنسبة لولادة المسيح المنتظر. فهو كان منتظراً من قبل بشرية تئن منذ القدم، من نير العبودية والاستعباد.
هي ولادة من وقف ضد الطغيان وأنواع الظلم والأنظمة القائمة والبائدة كافة.
أما تحية المسيحيين في فترة عيد الفصح والمتمثلة بعبارة "المسيح قام، حقاً قام" فتعود (كولادته) لأهم حدث في تاريخ المسيحية، ألا وهو قيامة سيدنا يسوع المسيح من الموت. فلولا قيامة المسيح، لكان يسوع إنساناً عادياً كأي إنسانٍ بشري وبأحسن الأحوال حدثاً تاريخياً عابراً، لا أكثر.
فبعد أن دبّ الذعر والخيبة والإحباط في قلوب من لحقوه وآمنوا به، من جراء صلبه بطريقة شنيعة ومذلة كالمجرمين بين لصين، جاءت قيامته المجيدة كتعبير عن انتصار الحياة والرجاء والحقيقة والحق على الموت والخطيئة واليأس والظلام. فهذا السلام المعهود هو تعبير صارخ عن الفرحة والدهشة المملوءة بالغبطة لدى المسيحيين الأوائل بقيامة الرب يسوع.
فالمسيح، هو من قلب المقاييس رأساً على عقب، فرحم المرأة الزانية وأحب المهمشين والمتروكين والمتألمين وعاشر الفقراء وصيادي الأسماك ودافع عن كل منبوذ وأحب المساكين وشفى بكرم وسخاء المرأة النازفة والمرضى والبرص والصم والخرس والعميان والكسحاء من كل إعاقة، ومرض وسوء وحرر نفس الإنسان من الأرواح القبيحة... هو من أشفق على الجمع عندما كانوا منهوكين ومتعبين وأطعمهم وحارب الأغنياء ومعلمي الشريعة والكتبة والفريسيين ورؤساء الكهنة وقساة القلوب وخبثهم ومكرهم وكبرياءهم ونفاقهم. هو الرافض والكاره لكل رياء وخبث وكذب والطرق الملتوية والمحب للحقيقة والنور والوضوح. هو من نادى بمحبة وحسن معاملة الغرباء والمساجين ومنكسري القلوب ودعا إلى ثورة على الذات أولاً. ثورة محبة لدرجة محبة الأعداء مع ما يكتنفها من جرأة وتضحيات وصعوبات. فأصبح معه الأولون آخرين والآخرون أولين. وأنزل الجبابرة عن عروشهم ورفع المتواضعين. هو صديق كل من يتوب توبة صادقة نابعة من القلب وإن عاش مجمل حياته لصاً.
هذا هو باختصار يسوعنا ومن نؤمن به ومن يستحق أن نتبعه، المثل والمثال، الثائر الأول (الثائر أولاً، كما قلنا، على الذات) والصديق الصدوق الصادق، المعلم الحكيم الحقيقي الأوحد وقريب كل موجوع وكل محزون وكل متألم وكل تائب. والمدرك لكل دمعة دون أي شرح أو تفسير أو كثرة كلام. فأحصى أعماق القلوب والملاحظ لكل بسمة أو لمسة حنان أو عمل محبة.
ولادة يسوع وقيامته المجيدة ليستا فقط أهم حدثين تاريخيين فحسب، إنما أيضاً أهم حدثين رافعين للبشرية بكل معنى الكلمة ولهما أبعاد اجتماعية، لاهوتية، أخلاقية، إيمانية، إنسانية، فلسفية، حياتية... فهل من يعي أبعاد وخلفيات التحيتين والسلامين موضوع بحثنا الحاضر ويتعظ ويسمع؟ مع الإشارة والتأكيد أن هذا السؤال أطرحه صادقاً على نفسي أولاً. يقيناً مني أني لا أعي تمام المعرفة من هو يسوع وما يمثل من مبادئ وقيم لاهوتية وإنسانية وايمانية وأخلاقية... وذلك انطلاقاً من اقتناعي أن أي عقلٍ بشريٍ لا يمكن له استيعاب إمكانية الوصول إلى صميم وحقيقة وأعماق هذا الجوهر وهذا الإدراك وهذا الكنز وهذا الفكر من المحبة والرحمة والمغفرة والرأفة والتسامح... أما قلب الإنسان المؤمن الصادق فيستطيع...
في الميلاد، نعيش الأمل والرجاء. أما في الفصح، فنعيش الإيمان. "ولد المسيح. هللويا". و"المسيح قام، حقاً قام".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


IM Lebanon
منذ ساعة واحدة
- IM Lebanon
فضل الله: ليكن هذا أول ملف للحكومة بعد الانجاز البلدي
زارت لائحة 'التنمية والوفاء' الفائزة بالتزكية في بلدة عيناثا، والمخاتير الفائزون أيضًا بالتزكية، ابن البلدة النائب الدكتور حسن فضل الله في مكتبه في مدينة بنت جبيل، بحضور إمام البلدة الشيخ عباس إبراهيم، ومسؤولَي شعبتي 'حزب الله' وحركة 'امل' في البلدة. وجاءت الزيارة في سياق الشكر للنائب فضل الله على متابعته وجهوده في الوصول إلى التزكية في الانتخابات البلدية والاختيارية، وعلى جهوده الدائمة لخدمة هذه البلدة على مختلف الصعد. وشكر الشيخ ابراهيم المجلس البلدي السابق على تحمل المسؤولية والقيام بالعديد من المشاريع، داعيا المجلس البلدي الجديد الى 'القيام بدوره المطلوب في المهام الملقاة على عاتقه'، معتبرًا أن 'التزكية التي حصلت تزيد المسؤولية على أعضاء المجلس البلدي وعلى المخاتير للقيام بالمهام المطلوبة'. فضل الله بدوره استحضر النائب فضل الله في بداية حديثه ذكرى عيد المقاومة والتحرير وما قدمه شعبنا من تضحيات 'فكان منه سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله وصفيه السيد هاشم صفي الدين، وكذلك نستحضر الشيخ نبيل قاووق الذي كان من أوائل من دخلوا إلى عيناثا يوم التحرير'. وقال: 'جرت الانتخابات في الجنوب هذه الدورة في ظل هذا المناخ من التفاهم والتوافق داخل القرى تظللنا أرواح الشهداء، ولذلك بذلت قيادتا حزب الله وحركة أمل في الجنوب جهودا كبيرة بالتفاهم مع الأهالي فأنجزت فوز 70 بلدة جنوب الليطاني بالتزكية'. وأضاف: 'في عيناثا قدمت البلدية ثلاثة شهداء من أعضائها وشرطي البلدية، فضلا عن الشهداء المقاومين والمدنيين، وكانت الهدية لأرواحهم هذه التزكية بفضل جهود اللجنتين الانتخابيتين لحزب الله وحركة أمل ونتيجة وعي الذين انسحبوا لمصلحة اللائحة ولهم منا كل تقدير'، منوها بجهود المجلس البلدي السابق، وداعيا المجلس المنتخب إلى 'البدء بورشة عمل وإشراك من يرغب بالعمل من أبناء البلدة'. وأشار الى أنه 'رغم كل الظروف التي نمر بها والصعوبات لن نتوقف عن العمل وشعبنا يستحق بذل كل جهد في سبيل خدمته'، مؤكدا 'جاهزيته للتعاون والمساعدة في كل ما يصب في خدمة البلدة وأهلها'، متمنيًا للجميع التوفيق في الخدمة والنهوض بالبلدة بما فيه المصلحة العامة'. وقال: 'إن البلدية تقوم بمشاريع هي من مسؤولية الوزارات المعنية، مثل توفير اشتراك الكهرباء وتأمين التغذية بالمياه عبر بئر حفره مجلس الجنوب واستكمل يتبرعات من الأهالي، واليوم لدينا ملف كبير هو إعادة الاعمار للبيوت المهدمة، وهو من مسؤولية الحكومة وسيكون هذا هو الملف الأول بعد الانتهاء من الاستحقاق البلدي، وبعدما أنجز حزب الله القسم الاكبر دفع بدل الترميم'. وتحدث رئيس البلدية رياض فضل الله مستحضرا شهداء البلدية وما تم انجازه، وأن 'الأمانة جرى تسليمها للفريق الجديد وهو سيكون جزءا منه للمساهمة في النهوض بالبلدة'. وكانت مداخلات لعدد من الاعضاء والمخاتير، تناولت الموضوع التنموي وأمور البلدة، واعدين بالعمل بما يحفظ دماء الشهداء التي بُذلت للحفاظ على عيناثا أجمل وأفضل. وفي نهاية اللقاء، اكد أعضاء اللائحة 'العمل والسير في خدمة اهلنا في عيناثا في مختلف الظروف وصون دماء الشهداء' .


صيدا أون لاين
منذ 5 ساعات
- صيدا أون لاين
لائحة 'سوا لصيدا' تعلن فوزها بـ11 مقعداً وتشكر المقترعين ووزير الداخلية والقوى الأمنية والعسكرية
صدر عن لائحة "سوا لصيدا" البيان التالي: يتوجه رئيس لائحة "سوا لصيدا" المهندس مصطفى ماجد حجازي ومرشح اللائحة لمنصب نائب الرئيس الدكتور أحمد سعيد عكره وكل أعضاء اللائحة بأسمى آيات الشكر والتقدير الى كافة اهالي المدينة وكل من شارك في الإستحقاق الإنتخابي البلدي والإختياري فيها، لأنهم عبروا بذلك عن حقهم في اختيار ممثليهم وعن إرادتهم وقناعاتهم من خلال الإدلاء بأصواتهم في صناديق الإقتراع، وعن تمسكهم بالعيش المشترك بالحرص على اختيار مرشحين يمثلون تنوع العائلة اللبنانية . ونخص بالشكر كل الذين منحونا ثقتهم والماكينة الإنتخابية، مؤكدين للجميع بأننا سوف نكون على قدر هذه الثقة ان شاء الله. كما نتقدم بخالص الشكر الى معالي وزير الداخلية والبلديات الأستاذ أحمد الحجار وسعادة محافظ الجنوب الأستاذ منصور ضو والقوى الأمنية والعسكرية التي سهرت على حفظ أمن وسلامة العملية الإنتخابية في المدينة وكل الداعمين للائحة . ويسر لائحة " سوا لصيدا " أن تعلن واستناداً الى النتائج الرسمية للإنتخابات البلدية في مدينة صيدا، فوزها بـ 11 مقعداً من أصل 21 مقعداً ، ما يؤهلها بالتالي للفوز برئاسة المجلس البلدي ومنصب نائب الرئيس. وفيما يلي أسماء أعضاء اللائحة الـ11 الفائزين ، وعدد الأصوات التي نالها كل منهم : 1. مصطفى ماجد حجازي: 9124 2. احمد محمد هاني شعيب: 8317 3. براء سعد الدين الحريري: 8182 4. احمد سعيد عكره: 8091 5. خالد محمود عفارة: 7908 6. عامر عفيف معطي: 7850 7. هشام أحمد وليد جرادي: 7785 8. حسن خليل الزعتري: 7511 9. انجي محمد سهيل عطروني 7358 10. يوسف ادوار طعمة: 7294 11. وائل امين قصب: 7239 أهلنا الأحباء في صيدا .. نعاهدكم بأن نكون على قدر المسؤولية، وبأن نعمل " سوا لصيدا " في خدمة المدينة وأهلها، وحمل ومتابعة قضاياها وإيجاد الحلول لكل مشكلاتها واستكمال مسيرة تنميتها ونهوضها .


المردة
منذ 5 ساعات
- المردة
الشيخ قاسم: إذا فشلت الدولة في أدائها فالخيارات الأخرى موجودة
أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمة له بمناسبة عيد المقاومة والتحرير أن المقاومة نشأت لضرورة في المواجهة، مشددًا على أنه لا يمكن أن يبقى لبنان بلا مواجهة لهذا العدو، وأن المقاومة هي الحل الطبيعي عندما لا يكون الجيش قادرًا، وهي السند للجيش عندما يكون قادرًا. وأوضح الشيخ قاسم أن المقاومة نقلت لبنان من الضعف إلى القوة، مشيرًا إلى أن المقاومة تبيّن أنها الخيار الوحيد للتحرير، وأن قدرة إسرائيل على التوسع في لبنان انتهت، فلم تعد قادرة على أن تقضم أو تتوسع في لبنان، رغم قيامها بأعمال متعددة. وأضاف أن زمن الانتصارات الذي افتتح بهذا الانتصار العظيم في أيار 2000 أحدث تحوّلًا في فلسطين المحتلة، حيث انطلقت مجددًا المقاومة المسلحة، وحققت معجزات، وأربكت العدو وجعلته على طريق الزوال بإذن الله تعالى. وأكد الشيخ قاسم أن عيد المقاومة والتحرير هو المقدّمة التي صنعت كل ما بعده، مستشهداً بما سمعه من قصص بطولات لأفراد من المجتمع المقاوم، مثل إحدى الأخوات التي فقدت بصرها بسبب 'البايجر' وزوجها شهيد ولها ابنان، لكنها تحدثت بكل جرأة وقوة وعزيمة وصبر، مؤكدة استعدادها لتقديم المزيد، معبرة عن رضاها لما وصلت إليه، معتبراً إياها مثالًا للمرأة العظيمة في مجتمعنا. كما استشهد بقصة الطفل هادي، ابن الـ11 سنة، الذي جُرح بسبب 'البايجر' وفقد إحدى عينيه وبعض أصابع يديه، ولكنه تحدث بشجاعة وجرأة، معاهدًا على السير في درب المقاومة. وأكد الشيخ قاسم على أن هذا الشعب المعطاء الأبي، والعوائل التي تحتضن المقاومة والمقاومين، والذين تصدوا بصدورهم العارية للعدو الإسرائيلي، ويربون أبناءهم على القوة والعزّة والإيمان والتقوى، ولا يقبلون أن يكونوا مستسلمين أو أذلاء، هم الذين سينجحون دائمًا وسيحققون الأهداف. وأكد سماحة الشيخ نعيم قاسم، أن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، واعتداءاته المتكررة على لبنان ودول المنطقة، كانت السبب المباشر لنشأة المقاومة في لبنان، خاصة في ظل عجز الجيش اللبناني عن مواجهة العدو، ودعم الظروف الدولية لإسرائيل. وأضاف أن المقاومة نشأت من طبيعة الشعب اللبناني الأبي الذي لا يقبل الذل والاحتلال، فكانت المقاومة الفلسطينية رأس حربة من لبنان، مدعومة من قوى وطنية وإسلامية، فبدأت تنمو المقاومة في الستينيات والسبعينيات. وأشار إلى دور الإمام موسى الصدر في السبعينيات كقائد ومرشد للمقاومة، مؤسس حركة أمل في 1974 التي شكلت ردًا منظّمًا على الاحتلال الإسرائيلي، وذكر العدوان الإسرائيلي عام 1978 على لبنان تحت مسمى 'عملية الليطاني' واحتلال أجزاء من الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى قرار مجلس الأمن رقم 425 الذي دعا إسرائيل للانسحاب من لبنان، وهو قرار لم تنفذه إسرائيل حينها. وتحدث سماحته عن قيام إسرائيل بتأسيس 'دولة لبنان الحر' برعاية مباشرة منها عام 1979، ثم تحول هذا التنظيم إلى 'جيش لبنان الحر' ثم 'جيش لبنان الجنوبي'، في محاولة منها لاقتطاع جزء من الأراضي اللبنانية وتهيئة الأرض لإقامة المستوطنات. وأكد أن الاجتياح الإسرائيلي الواسع للبنان عام 1982، والذي وصل حتى بيروت، لم يحقق الهدف الإسرائيلي المتمثل بإخراج منظمة التحرير الفلسطينية بالكامل، إذ انسحب الفلسطينيون إلى تونس، لكن إسرائيل بقيت وفرضت اتفاق 17 أيار 1983 الذي كاد أن يمر، لولا المقاومة الشعبية والضغوط الوطنية، خاصة بالتعاون مع سوريا، التي حالت دون إتمام هذا الاتفاق المذل. وبيّن الشيخ نعيم قاسم أن حزب الله بدأ يتشكل رسميًا وشعبيًا في عام 1982، وبدأ يخوض مع باقي المقاومين عمليات مستمرة ومتنوعة في جنوب لبنان وأماكن أخرى، مما أدى إلى انسحاب إسرائيل من معظم الأراضي اللبنانية في 1985، مع احتفاظها بشريط حدودي مساحته 1100 كيلومتر مربع من جنوب لبنان. وأوضح أن هذه المنطقة المحتلة كانت تمثل نحو 55% من مساحة جنوب لبنان و11% من مساحة لبنان ككل، وأن المواجهة في هذه الفترة استمرت مع العدو الإسرائيلي، رغم ضعف الإمكانيات، مؤكداً أن المقاومة حافظت على روح القتال والتصميم بالرغم من محاولات البعض بثّ التشاؤم والدعوة إلى الاعتماد على الدبلوماسية فقط، إلا أن الواقع أثبت عكس ذلك. وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ظل عاجزًا عن تثبيت وجوده في لبنان، رغم الدعم الذي كان يحظى به من 'جيش لبنان الجنوبي' وعملياته العسكرية، وأكد أن المنافسة السياسية داخل إسرائيل قبيل انتخابات 2000، بين باراك ونتنياهو، كانت تدور حول مسألة الانسحاب من جنوب لبنان. وتابع أن إسرائيل حاولت التوصل إلى اتفاق مع لبنان وسوريا، لكن سوريا رفضت أي اتفاقات تخدم الاحتلال، فانسحبت إسرائيل من جنوب لبنان في 24 مايو 2000، ما أدى إلى إعلان 25 مايو يوم التحرير، واصفًا الانسحاب بأنه تمّ بسرعة وبشكل مفاجئ حتى للعاملين معها، مشيرًا إلى أن بعض المواقع الإسرائيلية كانت لا تزال فيها أطعمة ساخنة، في دلالة على سرعة الانهيار والانسحاب. وصف الشيخ نعيم قاسم هذا الانتصار بأنه انتصار عظيم للمقاومة والشعب اللبناني، مؤكداً أنه كان خروجًا إسرائيليًا بلا قيد أو شرط، دون أي اتفاق، وأن الأمم المتحدة ومجلس الأمن لم يتمكنا من فرض قوات طوارئ إلا بعد تفاهمات دولية لم تتم. ونفى الشيخ نعيم قاسم صحة التوقعات الإسرائيلية بأن الانسحاب سيؤدي إلى صراعات داخلية أو فتنة طائفية، مؤكداً أن هذه التوقعات لم تتحقق، وأن التسليم السلمي للعملاء المحتجزين إلى الدولة اللبنانية عزز من استقرار الوضع. وذكر أن الجنوب ظل دون قوات طوارئ دولية لأكثر من عام، بسبب المحاولات الدولية للضغط على المقاومة والدولة اللبنانية، لكن في النهاية أُرسلت قوات الطوارئ الدولية. وخلص الشيخ نعيم قاسم إلى أن هذا الإنجاز الكبير غير مسار المنطقة سياسيًا وثقافيًا وجهاديًا، وحول لبنان من حالة الإحباط إلى الأمل، ومن الخنوع إلى المقاومة، ومن الذل إلى العز، ومن الهزيمة إلى النصر. وأشار إلى أن المقاومة بعد عيد التحرير لم تعد مشروعًا فقط، بل أصبحت دعامة ثابتة للبنان القوي، مؤكداً أن المقاومة صنعت تحرير لبنان واستقلاله ورفعت من مكانته ودوره في المنطقة، وجعلت لبنان يتعامل مع القوى الأجنبية على قاعدة الند للند. وأكد أن هذا الإنجاز العظيم هو فضل الله تعالى أولاً وأخيراً، ونصر إلهي حقيقي، لأن قلة المؤمنين انتصرت على كثرة المنحرفين والكافرين، وأشار إلى الدعم الإلهي الذي ظهر في العمليات النوعية التي حققتها المقاومة في جنوب لبنان. ووجّه الشيخ نعيم قاسم الشكر والتقدير إلى الإمام موسى الصدر، وإلى القادة الملهمين الذين أطلقوا المقاومة وقادوا مسيرتها، وهم: سماحة الشيخ راغب حرب، الأمين العام السابق السيد عباس الموسوي، القائد الحاج عماد مغنية، والسيد حسن نصرالله الذي قاد المقاومة إلى انتصاراتها وتوسيع دورها في المنطقة. وأشار إلى أن هذه المرة هي الأولى التي يُحتفل فيها بعيد المقاومة والتحرير بعد 25 سنة من دون حضور السيد حسن نصرالله، معبراً عن حزنه على غيابه، لكنه أكد أن المقاومة مستمرة على العهد. وختم الشيخ نعيم قاسم كلمته بتحية الشهداء والجرحى والأسرى وكل من ساهم في المقاومة، كما ذكر الشهيد أحمد يحيى أبو ذر الذي استشهد في 24 مايو، مشيرًا إلى أنه رأى النصر قبل استشهاده. وشكر أيضًا رئيس الجمهورية السابق العماد إميل لحود، ورئيس الوزراء الأسبق سليم الحص، على دعمهم للمقاومة، كما توجه بالشكر لقائد الجيش الحالي العماد رادولف هيكل، الذي عبر عن وطنيته ودوره في تحقيق الإنجاز. وأكد الشيخ نعيم قاسم أن التعاون بين الجيش والشعب والمقاومة هو الأساس في صناعة المستقبل وصناعة التحرير. المقاومة خيار الشعب والإرادة ورفض للاحتلال والاستسلام وأكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن المقاومة مستمرة اليوم كما كانت في الماضي، وأنها خيار الشعب وخيار المؤمنين بها، مبينًا أن المقاومة هي خيار، وشعب، وإرادة لا يمكن أن تُهزم، بل باقية بالشموخ والكرامة وبالدماء والعطاءات، وبالشهداء والجرحى والأسرى، وبالعوائل الطيبة المؤمنة والأطفال الذين يتمنون أن يكونوا في الصفوف الأولى للدفاع عن الكرامة والوطن. وشدد الشيخ قاسم على أن المقاومة هي مقاومة دفاعية بامتياز، تمثل رفضًا للاحتلال وعدم استسلام، وهي خيار يختلف في أساليبه ما بين القتال والردع، أو الصمود والردع، وأحيانًا الصبر والاستعداد الدائم. وأوضح أن المقاومة ليست مجرد سلاح يُستخدم يوميًا، بل هي منهج واتجاه، حيث يُستخدم السلاح عند الحاجة وبالطريقة المناسبة وتقدير المصلحة، مؤكدًا أن المقاومة هي فعل إرادة وشعب وخيار. في معرض حديثه عن الوضع الراهن، أشار الشيخ قاسم إلى أن الدولة اللبنانية عقدت اتفاق وقف إطلاق النار بشكل غير مباشر مع الكيان الإسرائيلي، والتزمت به، وكذلك التزم حزب الله كمقاومة بالكامل، رغم تسجيل أكثر من 3300 خرق إسرائيلي، وهو ما يشكل عدوانًا مستمرًا، مطالبًا إسرائيل بالانسحاب ووقف العدوان والإفراج عن الأسرى، وإنهاء جميع الالتزامات الواردة في الاتفاق، قبل أن تبدأ أي مفاوضات جديدة. الدولة اللبنانية مطالبة بالتحرك الفعّال لوقف العدوان الإسرائيلي وحمل الشيخ قاسم الولايات المتحدة الأميركية مسؤولية استمرار العدوان، مشيرًا إلى أنها ترعاه منذ بدايته في لبنان وغزة وفي أماكن أخرى، داعيًا الدولة اللبنانية إلى التحرك بفعالية أكبر ورفع الصوت في وجه هذا العدوان، مطالبًا بمواقف دبلوماسية قوية على المستويات المحلية والدولية، معتبرًا أن الدولة هي المسؤولة الأساسية عن مواجهة العدوان. وحذر الشيخ قاسم من أن فشل الدولة في التصدي لهذا العدوان، قد يدفع المقاومة إلى اتخاذ خيارات أخرى، دون أن يوضحها، مؤكدًا أن المقاومة لا تصمت على الظلم ولا تستسلم، وأنها تصبر وتعطي فرصة للدولة، لكنها مستعدة لكل الاحتمالات. وخصّ الشيخ قاسم شهداء المرحلة الراهنة بالتكريم، مؤكداً أنهم شهداء أولي البأس الذين قدموا دماءهم في مواجهة العدوان المستمر، وأوضح أن الحرب مع العدو الإسرائيلي لم تنتهِ بعد، لأن الأخير لم يلتزم بالاتفاق. كما أكد الشيخ قاسم أن استمرار العدوان الإسرائيلي لا يضعف المقاومة بل يزيدها عزيمة وتصميمًا، مشيرًا إلى النموذج اليمني في الصمود أمام العدوان الأميركي والإسرائيلي، ومشدداً على صمود أهل غزة الذين واجهوا اعتداءات إسرائيلية وصفها بالإبادة الجماعية والتدمير المدعوم من الولايات المتحدة. ونوّه إلى أن حتى بعض الشخصيات الإسرائيلية المعارضة تعترف بفشل نتنياهو وحكومته في تحقيق أهداف العدوان، متسائلًا عن موقف العالم من هذه الجرائم، ومحملاً الولايات المتحدة مسؤولية السماح باستمرار العدوان. وتحدث الشيخ قاسم بثقة عن سقوط إسرائيل قائلًا إن الظلم الكبير لن يستمر، وأن سقوط إسرائيل قد يأتي من خلافات داخلية، أو من نمو جديد للمقاومة، أو بسبب عجز الدعم الأميركي، رغم عدم تحديد موعد لذلك. لبنان كله إما يستقر أو لا يستقر وأن الاستقرار الوطني يتطلب تضافر كل المكونات وفيما يتعلق بالأدوار الأميركية في لبنان، أكد الشيخ قاسم أن الولايات المتحدة تتجاوز حدود سيادة لبنان، محذرًا من استمرار الضغط الأميركي على المسؤولين اللبنانيين لتحقيق شروط إسرائيلية، مشددًا على أن لبنان أمام خيارين لا ثالث لهما: النصر أو الشهادة، ورفضه القاطع لأي تهديد أو استسلام. واستشهد الشيخ قاسم بقول الله تعالى في القرآن الكريم لتأكيد أهمية الصبر والمثابرة في سبيل الله، وقال إن المقاومة مجبولة بالأرض ودماء الشهداء، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من كيان لبنان، ولا يمكن إزاحتها عن أرضها. كما نصح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بضرورة استغلال فرصة العمر للتحرر من قبضة إسرائيل، مؤكداً أن استمرار الدعم الأميركي لإسرائيل يعرقل الاستقرار في لبنان والمنطقة، محذرًا من أن لبنان كله إما يستقر أو لا يستقر، وأن الاستقرار الوطني يتطلب تضافر كل المكونات. وشدد الشيخ قاسم على أن إعادة الإعمار هي الدعامة الأولى للاستقرار في لبنان، داعيًا الحكومة اللبنانية إلى الإسراع في إطلاق صندوق إعادة الإعمار، مستشهدًا بتعاطف دول مثل العراق وإيران وغيرها، التي أعربت عن استعدادها لدعم لبنان إذا ما بادر إلى الخطوة الأولى. وأكد الشيخ قاسم أن حزب الله يمثل جزءًا لا يتجزأ من كل التطورات الإيجابية التي تشهدها البلاد، من انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة والانتخابات البلدية والتعيينات، مطالبًا بقطع الطريق على كل محاولات التعطيل، ومشددًا على أن لبنان القوي والمستقر هو مصلحة لجميع أبنائه والدول العربية والأجنبية، وأنه لا يمكن لأحد ابتزاز لبنان في قراره الوطني. ودعا الشيخ نعيم قاسم الجميع إلى الجرأة والثقة بلبنان وشعبه وجيشه ومقاومته، مؤكدًا أن لا أحد يستطيع هزيمتهم، وأن الإنجازات المنتظرة ستتحقق بإذن الله. خضنا الانتخابات البلدية والاختيارية بعقلية الجمع الوطني وأكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم على أهمية إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها المحدد، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها منطقة جنوب لبنان وباقي الأراضي اللبنانية، ولا سيما العدوان المستمر على الجنوب والمنطقة الحدودية. واعتبر الشيخ قاسم أن إقامة هذا الاستحقاق الانتخابي في موعده أمر أساسي لتعزيز قوة الدولة وتنمية قدرات الشعب اللبناني في مسيرة الإنماء وبناء الدولة. وأوضح الشيخ قاسم أن الإقبال على الانتخابات كان ملحوظًا ومهمًا، مستعيدًا في ذلك مشاهد السيارات التي كانت تصعد من بيروت إلى الجنوب في عام 2000، وأثناء وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024 عقب معركة 'أولي البأس'، مؤكداً أن هؤلاء الناس في الانتخابات وفي التصدي للاحتلال الإسرائيلي وفي الصمود والتمسك بالأرض هم دائمًا في الطليعة. وأشاد بعطاء وصمود أهل الجنوب اللبناني، واعتبر موقفهم دليلًا على القوة والشموخ والعزة والاستقلال والاستعداد الدائم لأن يكونوا في المقدمة من أجل تحرير لبنان. وقدم الشيخ قاسم أربعة استنتاجات أساسية تتعلق بالانتخابات البلدية، أولها المشاركة الفعالة، لا سيما لجمهور حزب الله وحركة أمل ضمن لائحة التنمية والوفاء، التي شهدت مشاركة مهمة مع الحلفاء والعائلات. كما وجه شكره حتى لمن شكلوا لوائح مخالفة، لأن مساهمتهم أسهمت في إنجاح هذا الاستحقاق الانتخابي. وشكر جميع العاملين في الماكينات الانتخابية، وأهل المناطق، والدولة اللبنانية التي أنجزت هذا الاستحقاق، مؤكداً أن الفوز كان صاخبًا واستثنائيًا، مع تزكية غير عادية تجاوزت في بعض المحافظات 50% من عدد البلديات، وهو ما اعتبره إنجازًا غير مسبوق. وأشار الشيخ قاسم إلى أن التزكية تعني التفاهم، متسائلاً عن سبب رفض البعض للتفاهم فقط لأنهم يبحثون عن الكرسي، مؤكداً أن التفاهم أفضل بكثير، وأن التزكية لا تعني غياب المنافسة، لكنه رحب بالمنافسة حيثما كانت ممكنة، ولكن إذا توافرت فرصة التزكية فهي محل ترحيب. ووجّه تحية شكر وتقدير لأهل المناطق اللبنانية كافة، من البقاع، بيروت، الضاحية، الجنوب، جبل لبنان والشمال، مشيدًا بدورهم في المشاركة، سواء في مناطق شارك فيها حزب الله وحركة أمل مباشرة أو في مناطق أخرى لم تتوفر فيها لوائح حزبية، معتبرًا أن كل المشاركين يستحقون الشكر والامتنان. وأكد الشيخ قاسم أن هذه الانتخابات تمثل مدماكًا لانطلاقة إدارة الدولة ومؤسساتها الإنمائية، مشددًا على ضرورة دعم الدولة للبلديات لكي تنطلق بشكل صحيح. في الاستنتاج الثاني، أشار الشيخ قاسم إلى أن هذه الانتخابات خاضت بعقلية الجمع الوطني، حيث لعب حزب الله وحركة أمل دور صمام أمان اجتماعي وتوازن وطني بين مكونات البلد. وذكر تجربة الانتخابات في بيروت، حيث شاركوا في لائحة ضمت العديد من القوى، حتى تلك التي لا يوجد تفاهم أو تعاون معها، بل ويتعرض حزب الله وحركة أمل للظلم أحيانًا من تلك الأطراف. ومع ذلك، عملوا من أجل مصلحة البلد، لضمان التوازن وإشعار المسيحيين بعدم الاستهداف، والعمل معًا في دائرة بلدية واحدة، في تجربة وصفها بأنها نموذج وطني. ونوه الشيخ قاسم إلى تجربة حارة حريك، حيث تم تعيين رئيس مسيحي وأعضاء مسيحيين ضمن اللائحة، ونجحت هذه اللائحة، وكذلك في مشغرة، حيث تم تعيين رئيس مسيحي وشارك الآخرون وحققت اللائحة نجاحًا مماثلاً. وأشار إلى أن لائحة التنمية والوفاء في بعلبك تمكنت من تحقيق فوز بفارق أكثر من 6000 صوت، رغم محاولات البعض إعطاء الانتخابات طابعًا مذهبيًا، معبّرًا عن هذا الانتصار كتعبير عن الالتفاف الشعبي والتعاون حول لوائح حزب الله وحركة أمل والحلفاء والعائلات. وشدد الشيخ قاسم على أن حزب الله وحركة أمل دخلا الانتخابات برغبة وطنية وجمعية، بروح إنمائية، دون الرغبة في إلغاء أي طرف، بل بفتح الأيادي للتعاون مع الجميع، مقدمين نموذجًا أسمى في العمل الوطني. وأكد أن حزب الله وحركة أمل يشكلان صمام أمان اجتماعي وتوازن وطني، مع الالتزام الدائم بوضع هذا الأمر في المقدمة. أما الاستنتاج الثالث، فقد كان حول تحالف حزب الله وحركة أمل الانتخابي، الذي وصفه بالاتحاد والقوة والتماسك والوحدة حول المقاومة والمشروع السياسي، معتبرًا إياه أكبر تحالف استراتيجي مؤثر، موجهاً رسالة إلى من ينزعجون منه بالقول: «إذا كنتم أحبابنا وأصدقاءنا فلا ينبغي أن تنزعجوا، أما العدو فمن الطبيعي أن ينزعج، لأن هذا التحالف غير قابل للكسر ويتقدم إلى الأمام». وختم الشيخ نعيم قاسم حديثه بالاستنتاج الأخير، متحدثًا عن التزكية التي رعاه الحزب والتي تمثل تفاهمًا وتعاونًا مع الناس، مؤكدًا أن دعم البلديات لم يكن مقصورًا على فترة الانتخابات فقط، بل استمر لمدة تسع سنوات، ولا يتم التعامل معه كما يفعل البعض بدعم مؤقت قبل الانتخابات بشهر أو شهرين. وأوضح أن الدعم مستمر، وأن المنافسة الحقيقية بين الناس هي على الخدمة، لا سيما من قبل المقتدرين والمغتربين الذين يساعدون في تطوير قراهم. واختتم كلمته بالتهنئة بعيد المقاومة والتحرير، متمنياً أن تكون كل أيام اللبنانيين أعيادًا، وأن تستمر المقاومة والانتصارات، مؤكداً أن إسرائيل لن تتمكن من البقاء في لبنان، وأن الشعب اللبناني الطيب العزيز سيبقى قويًا، داعيًا إلى تعمير البلاد والقرى والعمل على البناء والتحرير في آن واحد.