
قريبا من زوكربيرغ... ما خفي من "فيسبوك"
تحت عنوان "'ميتا' تسعى إلى حظر بيع سيرة لاذعة كتبتها موظفة سابقة"، نشرت "نيويورك تايمز" قبل أيام تقريراً عن موقعة قضائية بين شركة "ميتا"، أو "فيسبوك" بحسب الاسم الشائع لدى مستخدمي الموقع في العالم كله، وسارة وين وليمز موظفة الشركة السابقة، في شأن كتابها السيري الصادر حديثاً، وسط اهتمام صحافي ممتد من الولايات المتحدة وحتى الهند مروراً ببريطانيا، بعنوان "الطائشون: حكاية للتحذير من السلطة والجشع والمثالية الضائعة".
كتب مايك إيزاك في تقريره عن الواقعة القضائية ["نيويورك تايمز"، الـ12 من مارس (آذار) 2025] أن شركة "ميتا" حققت انتصاراً قانونياً الأربعاء الماضي على موظفتها السابقة التي نشرت سيرة "مثيرة للجدل"، إذ أصدر المحكم "منعاً موقتاً" للكاتبة من "ترويج سيرتها أو توزيع نسخ منها".
يصف الكتاب الذي صدر خلال الأسبوع الماضي سلسلة "ادعاءات مثيرة للجدل بالتحرش الجنسي وسلوكات غير لائقة أخرى"، ارتكبها كبار المديرين التنفيذيين خلال فترة عمل سارة وين وليمز في الشركة. واستندت "ميتا" في لجوئها إلى التحكيم ومطالبتها بحظر الكتاب إلى توقيع الموظفة السابقة على اتفاق توجب عدم التشهير. وخلال جلسة استماع طارئة عقدت الأربعاء الماضي انتهى المحكم نيكولاس غوين إلى أن "ميتا" تقدمت بأدلة كافية، تشير إلى احتمال انتهاك وين وليمز بنود تعاقدها مع الشركة. وسوف يبدأ الطرفان الآن إجراءات تحكيم خاصة.
جوعى للمكانة
قد تنتهي المتاهة القضائية هذه إلى أي شيء، لكن الكتاب صدر بالفعل وقرئ بالفعل، وسارع محررو أقسام الكتب بالكتابة عنه. ولا عجب في ذلك، فمليارات من البشر لا شك يعتريهم الفضول إلى ما يجري في الخفايا من وراء الشاشة الزرقاء التي ترتبط بها حياتهم اليومية منذ أعوام طويلة، وأخرى قادمة من يدرى مداها.
كانت سارة وين وليمز مؤلفة كتاب "الطائشون"، أو المهملون إن شئتم، عملت على مدى سبعة أعوام ابتداء من عام 2011 في شركة "فيسبوك" (المعروفة حالياً بـ"ميتا")، وكان آخر منصب تولته هو مديرة السياسة العامة العالمية. ويمثل كتابها شهادة من الداخل، أو لنقل إنه شهادة شاهدة من أهل الشركة تقول فيها بحسب ما يرد في استعراض جينيفر سالاي ["نيويورك تايمز"، الـ10 من مارس) إن "الشركة يديرها قادة جوعى للمكانة مفتونين بأنفسهم، ضاقوا ذرعاً بأعباء المسؤولية وازدادوا إهمالاً في وقت تحول فيه 'فيسبوك' إلى أداة لحملات المعلومات المضللة، وتوددوا إلى الأنظمة الاستبدادية".
"الطائشون" كتاب قاتم الطرافة وصادم بشدة، يرسم صورة قبيحة تفصيلية لإحدى أقوى الشركات في العالم. ولا شك في أن ما تكشف عنه وين وليمز سيثير غضب رؤسائها السابقين. فهي لا تمتلك حرفة سرد القصة بما يمكنها من تقديم قصة شيقة وحسب، لكنها أيضاً تمتلك بضاعة مقنعة.
تكتب جينيفر سالاي أن وين وليمز "خلال وقت قضته في 'فيسبوك' عملت من كثب مع رئيسي الشركة التنفيذيين مارك زوكربيرغ وشيريل ساندبرغ. وهما في هذا الكتاب بمثابة توم وديزي - الطائشين في رواية (غاتسبي العظيم) - اللذين تنقل وين وليمز من الرواية وصفاً لهما بأنهما (هشما أشياء وكائنات وتركا لغيرهما مشقة ترتيب ما أحدثا من فوضى)، بل إن وين وليمز تجعل من هذه الجملة مفتتحاً للكتاب".
كانت سارة وين وليمز شديدة اللهفة على العمل في "فيسبوك" إلى حد أنها ظلت تعرض نفسها على الشركة لشهور قبل أن توظفها الشركة فعلاً. وولدت وين وليمز ونشأت في نيوزيلندا، وكانت تعمل دبلوماسية في سفارة بلدها لدى واشنطن، وقبل ذلك عملت ضمن البعثة النيوزيلندية لدى الأمم المتحدة. ثم انجذبت إلى قضايا حقوق الإنسان والبيئة.
ونظراً إلى اعتمادها على "فيسبوك" في التواصل مع أصدقائها داخل نيوزيلندا، فقد آمنت بأن المنصة قادرة على "تغيير العالم". وفي وقت أدركت الحكومات ما بوسع "فيسبوك" عمله، استطاعت وين وليمز أن تقنع الشركة بنفسها، وقالت للمسؤولين إن بوسعهم توظيف دبلوماسية. ولما وظفوها في نهاية المطاف اعترتها سعادة غامرة لدرجة أن تكتب "إنني لا أصدق أن الفرصة سنحت لي لأعمل في أعظم أداة سياسية عرفتها على مدى عمري".
وما يعقب ذلك ليس إلا تحذيراً بطول الكتاب من الانتباه عند التمني. فها هي مثالية تصورها لقدرات "فيسبوك" باعتباره "أعظم أداة سياسية" تكشف الآن عن مفارقة مريرة بعد 14 عاماً. ففي نهاية مسيرتها، يقال لوين وليمز إن لدى رؤسائها "تخوفات" من أدائها، فيعتريها إحباط هائل إزاء الفترة التي قضتها عاملة في شركة، إلى حد أن تصف تعرضها للفصل بـ"الموت الرحيم السريع".
تحولات زوكربيرغ
ترصد وين وليمز تغير مارك زوكربيرغ خلال وجودها في "فيسبوك". فـ"في ظل افتتانه بأن يكون محط إعجاب، يزداد جوعه إلى لفت الأنظار واجتذاب الإطراء، ويتحول تركيزه من الاقتصار على وضع الشيفرات والهندسة إلى ألاعيب السياسة. في جولة داخل آسيا، طولبت وين وليمز بحشد جمع من الناس يتجاوز المليون حتى يتوافر لزوكربيرغ 'حشد لطيف'، 'وفي النهاية لا تضطر إلى ذلك، إذ تتحقق رغبته هذه من خلال ظهوره في مركز تسوق بجاكرتا برفقة رئيس إندونيسيا المنتخب'. وفي موضع آخر من 'الطائشون' يقول زوكربيرغ للكاتبة إن أندرو جاكسن 'الذي وقع على مشروع قانون طرد الهنود ليصبح قانوناً' هو أعظم رئيس عرفته أميركا، لأنه كان 'قادراً على الإنجاز'".
أما عن شيريل ساندبرغ "فعندما بدأت وين وليمز العمل في 'فيسبوك'، كانت تشعر بالرهبة تجاه ساندبرغ، التي نشرت عام 2013 بيانها النسوي العملي الأكثر رواجاً بعنوان 'ثابري'. لكن وين وليمز تعلمت بسرعة ألا تثق في مكر هذا البيان، وقد رأته غطاء رقيقاً لـ'قواعدها المكتومة' الخاصة بـ'الطاعة والقرب'".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تفزع وين وليمز إذ تكتشف أن "ساندبرغ أصدرت تعليمات لمساعدتها البالغة من العمر 26 سنة بأن تشتري لكليهما ملابس داخلية دونما مراعاة للموازنة (فبلغت الكلفة الإجمالية 13 ألف دولار). وخلال رحلة طويلة بالسيارة في أوروبا، تتناوب ساندبرغ ومساعدتها النوم في حضن إحداهما الأخرى، والتمسيد على الشعر. وفي رحلة الرجوع الطويلة إلى الوطن على مدى 12 ساعة بطائرة خاصة انفردت ساندبرغ وهي مرتدية البيجامة بالسرير الوحيد في الطائرة، داعية وين وليمز مراراً إلى أن 'تعالي لتنامي'، فترفض وين وليمز مثيرة استياء ساندبرغ".
وليست ساندبرغ الشخص الوحيد في الكتاب الذي يعاني مشكلات واضحة في مراعاة الحدود الشخصية. إذ واجهت وين وليمز مواقف غير مريحة مع جويل كابلان، صديق ساندبرغ السابق من جامعة "هارفرد"، الذي عُيِّن نائباً لرئيس "فيسبوك" لشؤون سياسة الولايات المتحدة، ثم أصبح نائباً للرئيس لشؤون السياسة العالمية، أي مديراً لوين وليمز. وكان كابلان جندياً سابقاً في مشاة البحرية، وعمل كاتباً لدى القاضي أنطونين سكاليا وكان مشاركاً في "أعمال الشغب في بروكس براذرز" عام 2000 التي أسهمت في وصول جورج دبليو بوش إلى السلطة، فشغل كابلان منصب نائب رئيس الأركان في إدارته.
تصف وين وليمز ضغط كابلان عليها بقوة في حلبة رقص خلال فعالية خاصة بالعمل قائلاً لها إنها تبدو "ساخنة"، ومعلقاً بـ"تعبيرات غريبة" على زوجها. وعندما أنجبت وين وليمز طفلها الثاني وكادت تفقد حياتها بسبب انسداد السائل الأمنيوسي، ظل كابلان يراسلها عبر البريد الإلكتروني أثناء إجازة الوضع، مصراً على إجراء مقابلات أسبوعية عبر الفيديو. وحينما قالت له إنها لا تزال في حاجة إلى مزيد من العمليات الجراحية لأنها لا تزال تنزف، لاحقها بقوله "ولكن من أين تنزفين؟". وقد تم التحقيق داخلياً في "فيسبوك" حول "تجربتها" مع كابلان، لكن التحقيق برأه من أية مخالفة.
إنه يكذب
وعلى رغم أن مشاهد الإهانة الشخصية هذه مريعة في ذاتها، فإن وين وليمز كانت شاهدة أيضاً على عدد من الوقائع المهينة بطريقة أخرى، ومنها بحسب ما تكتب جينيفر سالاي أن موظفي "فيسبوك" المندمجين في حملة دونالد ترمب خلال انتخابات 2016 كانوا يساعدون على استهداف الناخبين المحتملين استهدافاً دقيقاً، ويزودون الحملة بإعلانات مليئة بـ"المعلومات المضللة والمنشورات المحرضة، ورسائل جمع التبرعات".
وخلال العام التالي في دولة ميانمار التي يعتمد سكانها اعتماداً كبيراً على "فيسبوك"، أدت الأكاذيب البغيضة التي انتشرت على المنصة إلى التحريض على الإبادة الجماعية ضد أقلية روهينغا العرقية.
تقول وين وليمز إنها بدأت تنبه إلى ميانمار منذ أعوام عديدة قبل ذلك، محاولة أن تقنع "فيسبوك" بتعزيز عمليات المراقبة عندما علمت بانتشار خطاب الكراهية على المنصة. ولكن إدارة المحتوى - بحسب ما تكتب - كانت بطيئة بطئاً مؤلماً (وقاتلاً)، لأن الشركة اعتمدت على متعاقد واحد يجيد اللغة البورمية وهو رجل من ميانمار يقيم في دبلن، أي في منطقة زمنية مختلفة عن توقيت ميانمار، وعن توقيت مقر "فيسبوك" في ولاية كاليفورنيا الأميركية، لذلك فإن حال ميانمار تظهر أفضل من أية حال أخرى إلى أي مدى يمكن أن يكون "فيسبوك" مدمراً عندما يكون منتشراً فعلياً في كل مكان.
ويتضمن الكتاب فصلاً مليئاً بالتفاصيل عن "أولدرين"، وهي التسمية الشفرية لمشروع "فيسبوك" للتغلب على حظره في الصين. ووفقاً لوين وليمز اقترحت شركة "فيسبوك" كل أنواع الترتيبات بما فيها من عقد شراكات مع كيانات مقرها في الصين، وإتاحة أدوات لجمع البيانات والرقابة، راجية من ذلك أن تسترضي الحزب الشيوعي الحاكم في الصين.
ونظراً إلى معرفة مسبقة بأن الكونغرس قد يوجه أسئلة لمارك زوكربيرغ في شأن الصين، فقد أعطاه فريقه مواضيع للحديث مُحكمة الصياغة، تكتب وين وليمز أنه "لا يبدو أن هناك حرجاً في تضليل الكونغرس، وبخاصة أن أعضاء مجلس الشيوخ سيطرحون أسئلة محددة للغاية للوصول إلى الحقيقة". وعندما مثل زوكربيرغ في نهاية المطاف أمام لجنة تابعة للمجلس عام 2018، سأله أحد الأعضاء عن كيفية تعامل "فيسبوك" مع عزوف الحكومة الصينية عن "السماح لمنصة تواصل اجتماعي - أجنبية أم محلية - بالعمل في الصين ما لم توافق على الانصياع للقانون الصيني"، ليؤكد زوكربيرغ في إجابته أنه "لم تتخذ أية قرارات في شأن الشروط التي قد تتاح بموجبها أية خدمة مستقبلية محتملة في الصين"، فتعلق وين وليمز على ذلك بقولها "إنه يكذب".
رئاسة العالم
تقدمت وين وليمز لسوق الأوراق المالية الأميركية بشكوى تبلغ فيها عن هذه المخالفات. وعلى الصعيد المهني، انتقلت للعمل على قضايا السياسات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، فضلاً عن سكبها حسها الفكاهي المقبض في كتابها هذا. وفي حين أن كتاب "الطائشون" قد يحوي جملة كبيرة من الطائشين، يظل زوكربيرغ في نهاية المطاف هو الذي "يريد أن يكون صاحب القرار". إذ تظهره الكاتبة وهو يحاول العدول عن نظام المراقبة الداخلي الذي وضعته هي وفريقها على مدى أعوام، مستعيضاً عنه بقرارات رئاسية تتلاقى دائماً مع مصالحه في العمل، وتنتهي من ذلك إلى أن "(فيسبوك) نظام أوتوقراطي يترأسه شخص واحد".
والأنظمة الأوتوقراطية لا تعرف فرض حدود على الولاية. ففي عام 2016 خلال قمة لزعماء العالم عقدت في بيرو، لاحظت وين وليمز أن كثيراً من الوجوه مألوفة، وأن عدداً من القادة اختفوا، فتكتب "أذهلني فقدان المكانة. غير أن مارك سيظل في رئاسة قادة العالم لـ50 عاماً أخرى. سيرى قادة يذهبون وأجيالاً من القادة تعقبهم. ويبقى هو شأن صاحبة الجلالة".
نقل مايك إيزاك في تقريره لـ"نيويورك تايمز" عن مطالبة "ميتا" القضائية بحظر الكتاب قول متحدثة باسم الناشر، إن الدعوى القضائية لا تمنع دار النشر "فلاتيرون بوكس" أو شركتها الأم "ماكميلان" من مواصلة نشر المذكرات، مضيفة أن الشركة ستواصل ترويج الكتاب.
وقالت المتحدثة مارلينا بيتنر إنه "أصابنا الفزع من أساليب 'ميتا' لإسكات مؤلفتنا باستخدام بند عدم التشهير في اتفاق إنهاء الخدمة"، مضيفة أن "الكتاب خضع لعملية تحرير وتدقيق شاملة، وما زلنا ملتزمين بنشر هذه النوعية من الكتب المهمة".
أما شركة "ميتا" فأنكرت ما ورد في الكتاب من مزاعم جملة وتفصيلاً، فجاء على لسان المتحدث باسمها أن الكتاب "خليط من ادعاءات قديمة سبق إعلانها من قبل حول الشركة، واتهامات زائفة لمديرينا التنفيذيين"، وأضاف المتحدث في بيان أن وين وليمز مفصولة من الشركة بسبب ضعف أدائها، وأن تحقيقاً سبق إجراؤه انتهى إلى أنها "قدمت ادعاءات مضللة ولا أساس لها في شأن التحرش".
ولم يكتف موظفو "ميتا" بتعقب سارة وين وليمز قضائياً، بل عمدوا إلى الرد عبر الإنترنت أيضاً، واصفين مزاعمها جميعاً بالزيف الصريح.
ويقول مايك إيزاك إن من غير الواضح هل ستكلل مساعي "ميتا" بحجب "الطائشون" بالنجاح. "ففي عام 2023 قضت الهيئة الوطنية لعلاقات العمل بأنه من غير القانوني عموماً أن ترغم الشركات موظفيها على اتفاقيات إنهاء خدمة، تمنعهم من الإدلاء بتصريحات قد تسيء إلى أصحاب العمل السابقين، بما في ذلك مناقشة اتهامات التحرش الجنسي أو الاعتداء الجنسي".
العنوان: CARELESS PEOPLE: A Cautionary Tale of Power, Greed, and Lost Idealism
تأليف: Sarah Wynn-Williams
الناشر: Flatiron

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى الالكترونية
منذ يوم واحد
- صدى الالكترونية
صاعقة تضرب مركبة شرطة دون إصابات .. فيديو
ضربت صاعقة برق مباشرة مركبة تابعة لشرطة مدينة نيوكاسل بولاية أوكلاهوما، أثناء عاصفة رعدية شديدة اجتاحت المنطقة، يوم الاثنين الماضي. ونشرت إدارة الطوارئ في المدينة على حسابها بموقع فيسبوك، مقطع فيديو التقطته أحد الكاميرات، حيث أظهر قوة البرق الذي ضرب السيارة دون أن يتسبب بأي إصابات تُذكر. وكتبت الإدارة في منشورها: 'قبل دقائق فقط، ضربت صاعقة سيارة تابعة للشرطة خلال العاصفة، لم يُصب أحد بأذى، لكن الحادث كان يمكن أن يصيب أي شخص'. ووقع الحادث في وقتٍ شهدت فيه ولايات وسط الولايات المتحدة طقساً قاسياً، تخللته رياح عاتية، وبرق كثيف، وحتى أعاصير في بعض المناطق. وأعاد المشهد الذي بدا وكأنه مقتطع من فيلم سينمائي، التذكير بقوة الطبيعة غير المتوقعة، حيث علّقت ماريسا توريس، خبيرة الأرصاد الجوية في قناة فوكس ويذر، على الحادث بالقول: 'هذه اللقطات تذكير مخيف بخطورة الصواعق. لا أحد يعلم أين قد تضرب الصاعقة التالية'. وحالف الحظ عناصر الشرطة داخل المركبة، رغم الأضرار التي لحقت بها، ويعود ذلك إلى ما يُعرف في علم الفيزياء بظاهرة 'قفص فاراداي'، التي توفّر نوعاً من الحماية داخل السيارات، إذ تعمل على توجيه الشحنة الكهربائية حول هيكل المركبة بدلاً من انتقالها للداخل. ويشير اختصاصيو الأرصاد في وقت يتزايد فيه توثيق مثل هذه الظواهر بفضل التكنولوجيا، إلى ضرورة البقاء داخل المباني أو السيارات عند هبوب العواصف، وتجنّب المساحات المفتوحة أو المناطق المرتفعة.


Independent عربية
منذ 3 أيام
- Independent عربية
سرقة نحو 5 ملايين دولار من منزل سيدة أعمال مصرية
أثارت حادثة تعرض سيدة أعمال مصرية لسرقة مبالغ مالية كبيرة من مسكنها بمدينة 6 أكتوبر (غرب) بمحافظة الجيزة، حالاً كبيرة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما كشف عن أن حجم المسروقات تجاوز ربع المليار جنيه مصري (نحو 5 ملايين دولار). وكُشف عن الحادثة بعدما تقدمت رئيس مجلس أمناء جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والفنون (MSA)، الدكتورة نوال الدجوي، ببلاغ إلى السلطات الأمنية يفيد بسرقة كمية كبيرة من المشغولات الذهبية، وملايين عدة من فئة الدولار والعملة المصرية، من داخل مسكنها، وذلك في وقت ذكرت فيه وسائل إعلام محلية اليوم الإثنين، أن المبالغ التي سُرقت تبلغ نحو 50 مليون جنيه مصري (مليون دولار أميركي)، و3 ملايين دولار أميركي، و15 كيلو ذهب من المشغولات الذهبية، فضلاً عن 350 ألف جنيه استرليني. تفاصيل الحادثة وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية، فقد تلقت الأجهزة الأمنية بلاغاً في الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين، من الدكتورة نوال الدجوي، رئيس جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والفنون، يفيد بتعرض منزلها لسرقة كبرى من مجهولين. وتضمن البلاغ المقدم تفاصيل دقيقة عن المسروقات، والتي شملت 15 كيلوغراماً من المشغولات الذهبية (تقدر قيمتها بنحو 75 مليون جنيه)، و3 ملايين دولار أميركي (نحو 150 مليون جنيه مصري)، إضافة إلى 50 مليون جنيه مصري (نحو مليون دولار)، و350 ألف جنيه استرليني (تعادل 23 مليون جنيه). اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن السلطات المتخصصة باشرت التحقيق على الفور في الحادثة، لكشف هوية المتهم بعدما أفادت المجني عليها باشتباهها في شخص يجري تكثيف التحريات لكشف حقيقة تورطه في ارتكابه السرقة من عدمه. كذلك استمع رجال المباحث لأقوال شهود عيان حول الواقعة، وذلك في وقت طلبت النيابة تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة للوقوف على ظروفها وملابساتها، وتفريغ كاميرات المراقبة بمحيط المنزل، لتحديد هوية الجناة. حجم المبالغ يثير الجدل منذ كشف عن حجم المبالغ المسروقة من منزل الدجوي، وأثارت الحادثة جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما وصفها البعض، من أكبر وقائع السرقة المنزلية المسجلة في البلاد خلال الأعوام الأخيرة. وكتب الصحافي والإعلامي محمد على خير، على صفحته على "فيسبوك" يقول "300 مليون جنيه... سُرقت من منزل دكتورة نوال الدجوي رئيس ومالك جامعة MSA"، مضيفاً "بالطبع هي حرة في ما تملك وأين تحتفظ بثروتها لكن السؤال المنطقي: لماذا الاحتفاظ بهذه الثروة النقدية الضخمة في المنزل؟"، مستطرداً حديثه بالقول "يبقى إيه لازمتها البنوك؟ (ما الفائدة من وجود البنوك)". ومضى خير بالقول: "إلا إذا كانت عمليات السحب المقيدة بالبنوك قد دفعت الدجوي لتحويل منزلها إلى بنك تحتفظ فيه بفلوسها... لكنه سبب غير مقنع... يقيني أن كثيرين كالدكتورة نوال يحتفظون بثرواتهم في بيوتهم... على الحكومة أن تبحث عن السبب". السؤال ذاته طرحه المغرد حسن جاهين على صفحته على "إكس" متسائلا عن هوية سكن الدجوي "وما إذا كان منزلا أم خزينة بنك"، وتابع: "من أين لهم كل هذه الأموال؟ ولماذا يتم وضع أموال بهذا الحجم داخل المنزل وليس في البنوك؟". بدوره كتب المغرد خالد محيي، على منصة "إكس" يقول إن سرقة نحو 300 مليون جنيه من منزل يثير تساؤلات أولها "لماذا يحتفظ بمبلغ ضخم كهذا داخل منزل؟ البنوك هي المكان الطبيعي لتأمين مثل هذه الأموال، فما الذي يدفع فرداً إلى تخزين هذا الحجم من النقود خارج النظام المصرفي؟"، وأضاف "ثانياً وجود كمية كبيرة من العملات الأجنبية بحوزة فرد يطرح تساؤلات حول مصدرها ومدى قانونية امتلاكها، بخاصة في ظل القيود على تداول العملات الأجنبية في مصر". من هي نوال الدجوي؟ تعد الدكتورة نوال الدجوي إحدى رائدات التعليم الأهلي في مصر، وأول من فكرت ونفذت مشروع مدرسة لغات مصرية خاصة في القاهرة عام 1958 وهي في سن الـ21 عاماً، كذلك فإنها رئيسة ومؤسسة جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، التي تعد من أوائل الجامعات الخاصة التي دُشنت في مصر، وتعرف بين طلابها ومجتمعها الأكاديمي بلقب "ماما نوال". وتنتمي الدجوي إلى عائلة مصرية عريقة من الأسر الأرستقراطية، ونالت تقديراً واسعاً على مدى مسيرتها، ومُنحت الدكتوراه الفخرية من جامعة غرينتش في المملكة المتحدة، كذلك كرمها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عام 2019 ضمن النماذج النسائية المشرفة في المجتمع المصري، وذلك تقديراً لإسهاماتها الممتدة في تطوير قطاع التعليم.

سودارس
منذ 3 أيام
- سودارس
الحزن يخيم على مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان بعد استشهاد المصور والناشط "شيخو" إثر هجوم بمسيرة تابعة لمليشيا الدعم السريع على منطقة جبال الإبياتور بسهل البطانة
نشر في كوش نيوز خيم الحزن على صفحات موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وعدد من المواقع الأخرى بعد نبأ استشهاد أحد النشطاء الشباب البارزين على السوشيال ميديا. وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فقد لقي الناشط والمصور السماني سعد الدين, الشهير باسم "شيخو", مصرعه أمس الأحد, مع مجموعة من شباب قوات درع السودان. واستشهد شيخو, ورفاقه إثر هجوم بمسيرة تابعة لمليشيا الدعم السريع, في منطقة جبال الإبياتور بسهل البطانة وسط السودان. ونعى عدد كبير من الناشطون على منصات التواصل الاجتماعي المصور "شيخو", حيث عددوا محاسنه منها دفاعه عن الوطن في حرب الكرامة. انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.