
للمرة الثانية مهرجان موازين يقيم حفلًا بتقنية الهولوجرام ويثير غضب أسرة عبد الحليم حافظ..ما القصة؟
مازالت فعاليات مهرجان موازين بالمغرب محل اهتمام قطاع واسع من الجمهور الذي يتابع عن كثب تفاصيل حفلاته وتصريحات ضيوفه من حفل العالم، وبجانب الأداء الساحر لعدد من نجوم الغناء خلال الأيام الماضية؛ فإن تجربة تقديم حفل بتقنية الهولوجرام هو الأمر الذي نال اهتمام الجمهور، خاصة وأن نجم الحفل كان المطرب المصري الراحل عبد الحليم حافظ وذلك بالتزامن مع إحياء ذكرى ميلاده.
مهرجان موازين يفاجئ الجمهور بحفل بتقنية الهولوجرام للمرة الثانية
وخلال الأيام القليلة الماضية أقيم على مسرح محمد الخامس، حفل بتقنية الهولوجرام بحضور قطاع كبير من الجمهور المحب للأغاني الطربية الذي جاء من أنحاء المغرب لمشاهدة هذه التجربة مرة أخرى، حيث تعد تلك المرة الثانية التي يقيم فيها مهرجان موازين حفلا بتلك التقنية.
وكانت فعاليات عام 2024 من مهرجان موازين قد شهدت تقديم حفل غنائي بتقنية الهولوجرام وحينها كانت بطلته النجمة الراحلة أم كلثوم التي لُقبت بكوكب الشرق، ولاقى هذا الحفل وقتها نجاحا لافتًا ومبهرًا جعل القائمين على مهرجان موازين تقديم ليلة ثانية استثنائية في النسخة نفسها من المهرجان
عبد الحليم حافظ
تفاصيل حفل العندليب بتقنية الهولوجرام في موازين
أما حفل هذا العام الذي كان بطله العندليب الأسمر، تم تقديم عدة أغنيات مميزة فيه، وبدأ الحفل بأغنية "الماء والخضرة والوجه الحسن" من كلمات الشاعر محمد حمزة وألحان بليغ حمدي، والتي غناها عبد الحليم خصيصا لملك المغرب الراحل الحسن الثاني.
كما قدمت اغنية "أول مرة تحب يا قلبي" و"جبار" و"بلاش عتاب" و"أسمر يا اسمراني" و"بتلوموني ليه" وسط حماس وتفاعل قطاع كبير من الحضور، لكن بالرغم من نجاح الحفل إلا أن أسرة الراحل عبد الحليم حافظ كان لها رأي آخر، فكانت معارضة تمامًا لفكرة تقديم حفل بتقنية الهولوجرام بمهرجان موازين.
العندليب الاسمر
أسرة عبد الحليم حافظ تهاجم إدارة مهرجان موازين 2025
ووجهت أسرة عبد الحليم حافظ انتقادا حادا لإدارة مهرجان موازين حيث شنت هجوما على الحفل بعد ظهور عبد الحليم حافظ بتقنية الهولوجرام وكتبت أسرة عبد الحليم عبر الصفحة الرسمية للعندليب على فيسبوك: "مهزلة وفضيحة كبرى في حفل موازين اليوم، ماكفاهمش يطلعوا حليم بشكل كارتوني مضحك لأ وكمان مطلعينه بنص جسم".
وأضافت الأسرة في انتقادها لما حدث بالحفل: "كل اللي راح الحفل بيقول مهزلة بكل المقاييس، إحنا كأسرة حذرناكم من الحفل وقولنا لكم إن المهرجان تعامل مع شركة إحنا رفضنا نمضي معاها أي عقود بعد الخيبة التقيلة في 2021.. أديهم فضحوا نفسهم وهتبقى سقطة كبيرة في حق المهرجان.. ما حدث إساءة لحليم ورموز الفن".
وسبق وأصدرت جمعية "مغرب الثقافات"، بصفتها الجهة المنظمة، بيانا صحفيا لتوضيح أزمة ظهور العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ بتقنية الهولوجرام في حفل ضمن فعاليات برنامج مهرجان موازين 2025، وقالت في بيانها: "جميع الإجراءات القانونية المتعلقة بإنتاج هذا العرض بتقنية الهولوجرام قد تم اتخاذها فى إطار من الصرامة والامتثال التام للقوانين المعمول بها، فقد جرى، بشكل مسبق، الحصول على التراخيص الضرورية المتعلقة باستغلال صورة الفنان الراحل وصوته وأعماله الغنائية، وذلك من الجهة المخولة رسمياً بتدبير هذه الحقوق، في احترام تام للضوابط القانونية، وقبل أي إعلان رسمي عن تنظيم هذا الحفل".
النجم الراحل عبد الحليم حافظ
حفلات عبد الحليم حافظ بتقنية الهولوجرام تثير الجدل
ولم تكن تلك المرة الأولى التي يقام فيها حفلا للراحل عبد الحليم حافظ بتقنية الهولوجرام، حيث سبق وظهر في حفل بتلك التقنية، وذلك عندما نظمت شبكة MBC حفلا على مسرح مول العرب قبل سنوات، كما أنه أقيم على هامشه معرضًا من أجل عرض مقتنيات المطرب الراحل، واستمتع الجمهور بأغنيات كثيرة للعندليب الأسمر وأعادت إلى أذهانهم ذكريات مميزة، لكن تعتبر تلك هي المرة الأولى التي يحدث فيها انتقادات لتقديم العندليب بتلك التقنية خلال فعاليات مهرجان موازين.
من المعروف أن عبد الحليم حافظ هو مطرب وممثل مصري، ويعتبر من أهم المطربين العرب في القرن العشرين، التحق في عام 1943 للدراسة في قسم التلحين التابع لمعهد الموسيقى العربية، وعمل بعد التخرج مدرسًا للموسيقى لمدة 4 سنوات، ثم ترك التدريس والتحق بفرقة اﻹذاعة الموسيقية، ثم أجيز بعدها للغناء في اﻹذاعة في عام 1951، وقدم على مدار مسيرته الفنية أكثر من مائتي أغنية تعاون من خلالها مع أبرز الملحنين على الساحة الفنية في مصر، من بينهم كمال الطويل ومحمد الموجي وبليغ حمدي ومحمد عبد الوهاب، لفت نجاحه الموسيقي الأنظار إليه وقام ببطولة 16 فيلمًا سينمائيًا، كان أولها (لحن الوفاء) في عام 1955، وآخرها فيلم (أبي فوق الشجرة) في عام 1969، من أبرز أغنياته (قارئة الفنجان، سواح، زي الهوا، جبار)، توفي في عام 1977 خلال رحلة علاجه في العاصمة البريطانية لندن عن عمر يناهز 47 عامًا.
الصور من حساب أسرة العندليب على فيسبوك وafp.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 3 ساعات
- الرياض
تفاصيل صغيرةماذا ستكتب؟
في الأوقات الصعبة، ماذا ستكتب؟ لمدة أسبوع انغمست في مشاهدة لقاءات كاتبي المفضل أمين معلوف على اليوتيوب، لقاءات من برامج مختلفة ومن محطات مختلفة، أحدث لقاء فيها كان قبل خمس سنوات، لكن حديثه لم يتغير، مواقفه لم تتغير، في كل تلك اللقاءات، وأعتقد أنني لو أجريت معه لقاء الآن، فلن تتغير كلماته أيضاً. وأنا أحاول أن أكون بهذا الهدوء، أن أعرف يقيناً أنني لا أملك إجابات بقدر ما أملك أسئلة، أن ما يجري حولي لا أستطيع أن أعلق عليه، لأنني أنظر إلى الكتابة بشكل أعمق، ولأنني أحياناً لا أفهم، هكذا بكل بساطة، لا أفهم، ومن الصعب عليّ أن أمتشق قلمي وأكتب كلمات كبيرة وأنا لم أفهم بعد. وأنا أحضر اجتماعات لودج مهرجان البحر الأحمر الذي بدأ بالأمس، والذي يشارك فيه سينمائيون من مختلف أنحاء العالم، اتفق الجميع على أننا نعيش أياماً صعبة، وأن ما يحدث في العالم مريع، عالمنا العربي بالذات، منطقتنا بالذات، واتفقنا جميعاً أننا نلجأ للفن، لأنها الطريقة التي اخترنا بها أن نعبر عن أنفسنا وعن رأينا فيما يحدث في العالم. هل يغير الفن العالم؟ هل تغير الكتابة العالم؟ ربما، لم أعد على يقين بأي شيء، لكنني أعرف أن الفن يغيرني أنا، وأن الكتابة تؤثر فيّ لأبعد حد. ربما هذا ما يمنحني القدرة على الاستمرار، ربما، لو أن كتابتي لمست شخصاً واحداً، لو كلماتي منحت أحداً الرفقة، ربتت على وجعه، أو لو جعلته أقدر على فهم نفسه، طمأنته قليلاً، أسعدته قليلاً، ربما، ربما، هذا ما يجعلني أكتب. لن أكتب تعليقاً على الحروب، ربما كتبت رواية عن الحرب، في الرواية تستطيع أن تقول كلاماً كثيراً، تدين فيه الحرب، تتحدث عن قسوتها وكيف تكسر الإنسان وكيف تغير كل شيء فيه، أو توضح كيف كانت ضرورية، ولماذا كانت ضرورية، في الرواية تستطيع أن تضع كل النظريات حول الحروب ولماذا تكرهها، ولماذا تتصور أن البشر قادرون على العيش بدونها، بإمكانك أن تحاور شخصاً يقلل من رؤيتك للعالم، تجيبه بيقينك، وتسمع منه ويسمع منك، كل هذا ممكن في الرواية، لكن في الواقع، لا يمكنك أن تفعل ذلك، كل كلمة تقولها ستجد من لا يتحاور معك، في البدء يصنفك، يضعك في جانب ما، ثم يبدأ بالحديث معك من هذه الزاوية، وغالباً ما سينتهي الكلام بشتمك أو تخوينك، مهما كان رأيك، سيكون هناك مؤيد يشدد على عقلك الراجح، وهناك معارض سيتهمك بالخيانة والفساد. أعترف أنني أختبئ. أفكر في هذا العالم المجنون. وأقرر بكامل قواي العقلية أن أبتعد.


الرياض
منذ 4 ساعات
- الرياض
تجارب عربية معاصرة: صوت اللون ورسم الإيقاعالرسم والموسيقى: لغة واحدة بأداتين.. حوار الألوان والألحان
في كل عام، يحتفل العالم في 21 يونيو بـ"اليوم العالمي للموسيقى"، ذلك الفن الذي يلامس الروح بلا ترجمة، مخترقة الأذن والعقل والقلب معا، ويتجاوز اللغة والحدود، مثلما تفعل الفنون التشكيلية. وإن كانت الموسيقي تُعبّر عن إيقاع زمن الحياة بالأذن، فإن الرسّام يفعلها بالمكان والعين، كلا الفنين يتعاملا مع مبادئ النغم، الإيقاع، التوازن، الانفعال، الفراغ. وتُعد العلاقة بين الفن التشكيلي والموسيقى من أعمق العلاقات العابرة للفنون، حيث يلتقي السمعي والبصري في بؤرة واحدة، مركز الوجدان الإنساني. بين المرئي والصوتي: ما الذي يجمع الرسم بالموسيقى؟ رغم أن الرسم يُرى والموسيقى تُسمع، إلا أن بينهما قواسم جمالية عميقة، من أبرزها: النغم بما يتضمنه من قيم وتدرحات، الإيقاع البصري أو الصوتي بنا يخويه من حركة، الانسجام والتناسق بين العناصر، التعبير التجريدي عن الانفعال والمشاعر، البُعد الروحي الذي يصعب ترجمته بالكلمات. كما أن كلا الفنين قابلان للتأويل المفتوح، ويخلقان علاقة مباشرة مع المتلقي، تقوم على فردانية الحسّ الجمالي أكثر من الفهم المنطقي. رموز عالمية: حين تتحول الأنغام إلى ألوان وضربات فرشاة فازلي كاندينسكي، رأى أن الألوان تُعزَف، وأن اللوحة يمكن أن تكون مقطوعة موسيقية صامتة. بول كلي، جمع بين عزف الكمان والرسم، وأطلق على لوحاته أسماء موسيقية مثل "فوجة" و"إيقاع". مارك شاجال، استلهم أعماله من موزارت وبيتهوفن، ودمج الرمزية الموسيقية داخل فضاء بصري حالم. من السعودية: عندما تتحول الأصالة إلى نغمة مرئية، من طارق عبدالحكيم لباسم الشرقي. عبدالحليم رضوي وعبدالله نواوي: فنانان جمعا في أعمالهما بين الرسم والموسيقى، واستخدما في كثير من لوحاتهم مفردات بصرية مستوحاة من جلسات الرقص والطرب، والأنغام السعودية المنوعة من السامري والمجرور والمزمار والعرضة والخطوة، عبر تكوينات لونية تحاكي إيقاع المواويل والعرضات والعربية. أحمد البار: يستلهم أحمد البار من معزوفات الموسيقى روحًا تشكيلية مدهشة، حيث تتكرر في أعماله مفردات الإيقاع، والدائرة، والتكرار، وكأن اللوحة تنبض بضربات الطبول بطريقة تكعيبية مثيرة. باسم الشرقي: يرى في أعماله فنون الموسيقى هي الذاكرة الجمعية لكل مجتمع بما فيه التراث الموسيقي السعودي، مثل: طلال مداح، محمد عبده، عبادي الجوهر، أم كلثوم، عبدالحليم، ويحوّلها إلى عمل جماهيري ديناميكي يتنقّل بين الخطوط والألوان، في مشهدية تجمع بين الموسيقى والطرب والتكوين الحداثي. مصر: تجليات النغمة في اللوحة كمال عبده: من الفنانين الذين تعاملوا مع الموسيقى كمصدر للرؤية البصرية، فتتحوّل الآلات والعازفين والمغني إلى موجات لونية فيها دفء صوت أم كلثوم، بأسلوب رمزي تأملي. مها إبراهيم: فنانة تشكيلية مصرية تجمع بين التأثيرات النفسية والحضارية، وغالبًا ما تدمج في أعمالها الإيقاع الداخلي للذاكرة، عبر تكوينات لونية رمزية تتأثر بنسق الموسيقى الشرقية وتوزيع طبقات الصوت، فتبدو اللوحة وكأنها مشهد مرئي من سمفونية فانتازية أو حلم بصوت صامت. كيف تجسّد الموسيقى داخل اللوحة؟ دائرة الألوان/ السلّم الموسيقي طيف الألوان، الألحان: كل لون يحاكي طبقة صوتية، فالأحمر الصارخ يشبه نغمة حادة، بينما الأزرق العميق يقارب همسة. الخطوط/ المقامات: الخط المنحني ناعم كآلة وترية، والخط المكسور صاخب كضربة طبل. الفراغ/ الصمت الموسيقي: مثلما يلعب الصمت دورًا دراميًا في المقطوعة، كذلك تلعب المساحات الفارغة دورًا بصريًا في تنفس التكوين واحتواء عناصره ومفرداته. التفاعل المعاصر: مزج الفنون في عصر الوسائط في الفن المعاصر، أصبح الدمج بين الموسيقى والرسم أكثر حضورًا من أي وقت مضى: العروض الحية حيث يرسم الفنانون على وقع العزف المباشر. المعارض التفاعلية التي تصاحب اللوحات بموسيقى تُركّب خصيصًا لها. عزف موسيقي على هامش معرض تشكيلي. العلاج بالفن والموسيقى هناك مساعي لجعلها أدوات نفسية وجمالية مشتركة. ختاماً، الرسم والموسيقى بوصفهما آلات عزف سمعية مرئي، في اليوم العالمي للموسيقى، نحتفي ليس فقط بالنغمة، بل بالصمت، بالإيقاع، باللون الذي يُسمع، وبالصوت الذي يُرى. الرسم والموسيقى ليسا فنّين منفصلين، بل هما لغتان من روح واحدة، يلتقيان حين يعلو الصمت في الروح وتبدأ الأصابع – سواء كانت تعزف أو ترسم – في النطق الجمالي.


الرياض
منذ 4 ساعات
- الرياض
تركي الدوسري.. لغة بصرية مخاتلة
ينمو المنجز الفني ويتسامى لدى الفنان على حسب قدرته التقنية وإمكاناته الفنية وتطور محمولة الثقافي واتساع رؤيته البصرية وجرأته التجريبية في خوض غمار مساحات جديدة من التقنية والفكر والفلسفة في عمله الفني، كل ذلك ينعكس على سرعة تطوره وتناميه، وعادة ما يكون التنامي مطرد مع جدية الممارسة وتواصل الشغف والإصرار على الوثب بخطوات مدروسة ومقننة وربما مجنونة، ليصل إلى منطقة من التفرد قلما اقترب منها أحد قبله، ولعل هذا ما يميز الفنان تركي الدوسري في طرحه المغاير ولغته البصرية واللفظية المصاحبة لمنجزه الفني الذي وصل له بعد عدة مراحل خاضها بتمكن بدءاً بواقعية البدايات التي انطلقت قبل العام 1980م ونمت بشكل طبيعي إلى تأثيرية ما بعد البدايات ومحاولات تجريدية أتقن فيها بتمكن ووصولاً لجنون السريالية التي تميز فيها بإنتاج خصب ورؤي مبهرة وأعمال غنية لونياً ومتنوعة فكرياً، ولم يكتف الدوسري بهذه المراحل التي كان مبهراً في كل منها بل اختط لنفسه شخصية فنية جمعت بين استنطاق الأشياء وإعادة توظيفها بمستويات بصرية ولغوية تحمل أكثر من مستوى من مستويات التلقي في لغة مخاتلة حمالة أوجه تدعو للتفكير والتدبر والقراءة العميقة والظاهرية وما فوقهما، فاستخدامه للغة المكتوبة أو اللفظية في أعماله المجسمة التي اعتنى فيها بكل التفاصيل لم تكن عناوين أو عبارات شارحة وإنما كانت أشبه بنصوص شعرية تتناغم مع عمله الفني وتكمله بل تكون جزءًا منه أشبه بمقطوعة غنائية لا تنفصل الكلمة فيها عن اللحن ولا تكتمل إلا مع النغم لتصل بصوت مؤدٍ عذب، فكل عمل قدمه تركي الدوسري هو أغنية مكتملة الأركان تطرب بحالة تتوافق أو تتباين مع ما يلها من أعمال أخرى. اشتغال الفنان تركي الدوسري مؤخراً على إعادة صياغة الموجودات من الأشياء وإخراجها من سياقها المعتاد إلى سياق أكثر اتساعاً وتوظيفاً لم يكن محض صدفة بل نتج عن جرأة في عمله وإصرار على أن يكون عمله الفني أكثر دهشة ومفاجأة للمتلقي سواء من دقة الإتقان التقني وجمال الإخراج والتوظيف المختلف للموجودات المسبقة الصنع وصولاً إلى اللغة التي يستخدمها بتمكن شعري وفكري تضيف للعمل أبعاداً فلسفية تجعل العمل يلازم فكر المتلقي حتى بعد مغادرة المكان والمعرض، كل هذا لم يكن صدفة أو بشكل طارئ وإنما تنوع اشتغالات الفنان تركي الدوسري بين تصميم المجوهرات من جهة، وكتابته في الفنون البصرية مبكراً بين عام 1981 وحتى عام 1986م بالصحف المحلية مثل صحيفة الجزيرة وصحيفة اليوم، والتي كتب فيها بزاويتين فنية من خلال زاوية (بالريشة) و(عذابات الألوان) من جهة أخرى أكسبته لغة شاعرية بالإضافة للغته البصرية المتمكنة من الممارسة وجرأته في التجريب وكسر كثير من القواعد التي يراها رتيبة لا توافق جنون أفكاره، والتي قال عنها الفنان خوسي كونرادو من إسبانيا -إبان معرض تركي الدوسري في إسبانيا عام 2006م-: (فيقول عن أعماله إن نظرة الفنان الواسعة في الاستهلاك اليومي مثل ذلك عمله ونظرته في اللسان الثعباني للمرأة، وهو في الحقيقة شيء رائع ومبدع. ويقول: أنت رجل من الصعب فهمك، لأنك فنان خاص مثل بيكاسو ودالي، هؤلاء الناس كان يقال عنهم إنهم مجانين في أعمالهم الفنية، وأنا أرى فيك نفس أجوائهم الغرائبية المبدعة). تجارب الفنان تركي الدوسري الأخيرة تحتمل كثيراً من الإبداع والجنون وتنظر مساحة أوسع لتأخذ حقها من العرض والرؤى الفنية المستحقة فهو فنان مختلف بطرحه المعاصر ولغته البصرية واللفظية المميزة والمخاتلة في وقت واحد معاً.