logo
تفاصيل صغيرةماذا ستكتب؟

تفاصيل صغيرةماذا ستكتب؟

الرياضمنذ 8 ساعات

في الأوقات الصعبة، ماذا ستكتب؟
لمدة أسبوع انغمست في مشاهدة لقاءات كاتبي المفضل أمين معلوف على اليوتيوب، لقاءات من برامج مختلفة ومن محطات مختلفة، أحدث لقاء فيها كان قبل خمس سنوات، لكن حديثه لم يتغير، مواقفه لم تتغير، في كل تلك اللقاءات، وأعتقد أنني لو أجريت معه لقاء الآن، فلن تتغير كلماته أيضاً.
وأنا أحاول أن أكون بهذا الهدوء، أن أعرف يقيناً أنني لا أملك إجابات بقدر ما أملك أسئلة، أن ما يجري حولي لا أستطيع أن أعلق عليه، لأنني أنظر إلى الكتابة بشكل أعمق، ولأنني أحياناً لا أفهم، هكذا بكل بساطة، لا أفهم، ومن الصعب عليّ أن أمتشق قلمي وأكتب كلمات كبيرة وأنا لم أفهم بعد.
وأنا أحضر اجتماعات لودج مهرجان البحر الأحمر الذي بدأ بالأمس، والذي يشارك فيه سينمائيون من مختلف أنحاء العالم، اتفق الجميع على أننا نعيش أياماً صعبة، وأن ما يحدث في العالم مريع، عالمنا العربي بالذات، منطقتنا بالذات، واتفقنا جميعاً أننا نلجأ للفن، لأنها الطريقة التي اخترنا بها أن نعبر عن أنفسنا وعن رأينا فيما يحدث في العالم.
هل يغير الفن العالم؟ هل تغير الكتابة العالم؟ ربما، لم أعد على يقين بأي شيء، لكنني أعرف أن الفن يغيرني أنا، وأن الكتابة تؤثر فيّ لأبعد حد. ربما هذا ما يمنحني القدرة على الاستمرار، ربما، لو أن كتابتي لمست شخصاً واحداً، لو كلماتي منحت أحداً الرفقة، ربتت على وجعه، أو لو جعلته أقدر على فهم نفسه، طمأنته قليلاً، أسعدته قليلاً، ربما، ربما، هذا ما يجعلني أكتب.
لن أكتب تعليقاً على الحروب، ربما كتبت رواية عن الحرب، في الرواية تستطيع أن تقول كلاماً كثيراً، تدين فيه الحرب، تتحدث عن قسوتها وكيف تكسر الإنسان وكيف تغير كل شيء فيه، أو توضح كيف كانت ضرورية، ولماذا كانت ضرورية، في الرواية تستطيع أن تضع كل النظريات حول الحروب ولماذا تكرهها، ولماذا تتصور أن البشر قادرون على العيش بدونها، بإمكانك أن تحاور شخصاً يقلل من رؤيتك للعالم، تجيبه بيقينك، وتسمع منه ويسمع منك، كل هذا ممكن في الرواية، لكن في الواقع، لا يمكنك أن تفعل ذلك، كل كلمة تقولها ستجد من لا يتحاور معك، في البدء يصنفك، يضعك في جانب ما، ثم يبدأ بالحديث معك من هذه الزاوية، وغالباً ما سينتهي الكلام بشتمك أو تخوينك، مهما كان رأيك، سيكون هناك مؤيد يشدد على عقلك الراجح، وهناك معارض سيتهمك بالخيانة والفساد. أعترف أنني أختبئ. أفكر في هذا العالم المجنون. وأقرر بكامل قواي العقلية أن أبتعد.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«ظبي الجفول».. النافر الأنيق لعدسة الشعراء في الغزل والرثاء!
«ظبي الجفول».. النافر الأنيق لعدسة الشعراء في الغزل والرثاء!

عكاظ

timeمنذ 2 ساعات

  • عكاظ

«ظبي الجفول».. النافر الأنيق لعدسة الشعراء في الغزل والرثاء!

يُعدُّ الظبي العربي، المعروف في لهجة البادية بـ«الظبي الجفول»، أحد أبرز رموز الحياة الفطرية في شبه الجزيرة العربية، لما يتميز به من رشاقة الحركة، وسرعة الهروب، وطباعه المتحفّظة، ويظل دائم الحذر والتأهب، وهو ما انعكس على تسميته في اللسان العربي بـ«الجفول»، في إشارة إلى أنه شديد الحذر وسريع الفرار. ولم يقتصر حضور هذا الكائن الفطري على البيئة فحسب، بل امتد إلى الثقافة العربية، بوصفه رمزًا للجمال والنفور الأنيق، فطالما شبّه الشعراء المحبوبة به، وخلّدوا صفاته في قصائد الغزل والوصف والرثاء، من العصر الجاهلي، وحتى الحاضر، مما جعل «الظبي الجفول» رمزًا ثابتًا في الذاكرة الأدبية للصحراء. وفي الموروث الشعبي، ارتبط الظبي الجفول بـ«هوى القناص»، لِما يتطلبه صيده من مهارات دقيقة في الترصّد والتخفي، خاصة في البيئات الرملية المفتوحة التي تمنحه أفضلية في الميدان، وتحول عملية الصيد إلى اختبار فعلي لمهارات الصياد وخبرته الميدانية. وتماشيًا مع جهود المملكة في حماية التنوع الحيوي، عملت الجهات المختصة -ممثلةً في المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، والهيئات الملكية للمحميات- على تنفيذ مبادرات نوعية لإعادة توطين الظباء في مواطنها الطبيعية، بعد أن تراجعت أعدادها نتيجة ممارسات الصيد غير المنضبط وتغيرات المناخ. وتأتي هذه الجهود ضمن إستراتيجية وطنية شاملة؛ تهدف إلى استعادة التوازن البيئي، وتعزيز استدامة الحياة الفطرية، بالتوازي مع برامج توعوية تستهدف تعزيز وعي المجتمع بأهمية المحافظة على هذا الإرث الطبيعي الأصيل. أخبار ذات صلة

«الظبي الجفول».. رمز الصحراء وملهم الشعراء
«الظبي الجفول».. رمز الصحراء وملهم الشعراء

الرياض

timeمنذ 8 ساعات

  • الرياض

«الظبي الجفول».. رمز الصحراء وملهم الشعراء

يُعدُّ الظبي العربي، المعروف في لهجة البادية بـ"الظبي الجفول"، أحد أبرز رموز الحياة الفطرية في شبه الجزيرة العربية، لما يتميز به من رشاقة الحركة، وسرعة الهروب، وطباعه المتحفّظة، ويظل دائم الحذر والتأهب، وهو ما انعكس على تسميته في اللسان العربي بـ"الجفول"، في إشارة إلى أنه شديد الحذر وسريع الفرار. ولم يقتصر حضور هذا الكائن الفطري على البيئة فحسب، بل امتد إلى الثقافة العربية، بوصفه رمزًا للجمال والنفور الأنيق، فطالما شبّه الشعراء المحبوبة به، وخلّدوا صفاته في قصائد الغزل والوصف والرثاء، من العصر الجاهلي وحتى الحاضر، مما جعل "الظبي الجفول" رمزًا ثابتًا في الذاكرة الأدبية للصحراء. وفي الموروث الشعبي، ارتبط الظبي الجفول بـ"هوى القناص"، لِما يتطلبه صيده من مهارات دقيقة في الترصّد والتخفي، خاصة في البيئات الرملية المفتوحة التي تمنحه أفضلية في الميدان، وتحول عملية الصيد إلى اختبار فعلي لمهارات الصياد وخبرته الميدانية. وتماشيًا مع جهود المملكة في حماية التنوع الحيوي، عملت الجهات المختصة -ممثلةً في المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، والهيئات الملكية للمحميات- على تنفيذ مبادرات نوعية لإعادة توطين الظباء في مواطنها الطبيعية، بعد أن تراجعت أعدادها نتيجة ممارسات الصيد غير المنضبط وتغيرات المناخ.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store