
صفية البهلاني.. عُمانية تحدت إعاقتها بالفن والإبداع
في منطقة الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية، هناك أسماء وشخصيات كثيرة من الجنسين، قدر الله لها أن تكون ضمن الفئات المحرومة من نعمة الصحة الكاملة، وبذلك صارت تصنف ضمن فئة «أصحاب الهمم». غير أن خالقها بقدر ما حرمها، لغاية لا ندركها، بعض القدرات الجسمانية، فإنه عوّضها بمواهب تفوق مواهب الأصحاء، ومدها بإرادة حديدية قد لا نجدها عند غيرها.
وبهاتين الصفتين شقت طريقها نحو صنع المستحيل لتغدو نماذج يشار إليها بالبنان في أوطانها وخارج أوطانها أيضاً. لا نتحدث هنا عن النماذج المعروفة عربياً مثل الدكتور طه حسين (1889 - 1973) الذي حرم نعمة البصر ولكنه، على الرغم من حياة الظلام، غدا علماً من أعلام الأدب العربي بعدما أكمل بنجاح جميع مراحل تعليمه الأساسية والجامعية والعليا وتبوأ الحقائب الوزارية. وبالمثل لا نتحدث عن نماذج معروفة عالمياً مثل هيلين كيلر (1880 - 1968) المحاضرة والناشطة الأمريكية التي فقدت السمع والبصر منذ طفولتها، ولكنها كافحت وتكيفت مع مجتمع الأصحاء وشقت طريقها بإرادة حديدية حتى أكملت دراستها الجامعية وبرزت شخصية اجتماعية في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية.
نحن هنا نتحدث عن مواطنة من أرض الخليج والجزيرة، وتحديداً من سلطنة عُمان شاء لها المولى عزّ وجل أن تولد بعدة إعاقات جسدية، ومنها قصر في الساعدين، وعدم وجود يدين وكفين، وتشوه في الركبة اليسرى، وقصر في الساق اليمنى، وصمم في الأذن اليمنى، علاوة على مشكلات في النطق تغلبت عليها لاحقاً. هذه الفتاة العُمانية هي الفنانة ومصممة الغرافيك والناشطة في مجال حقوق ذوي الهمم والمحاضرة التحفيزية البارعة صفية البهلاني.
ولدت صفية في العاصمة العُمانية، مسقط، في سنة 1986 وهي تعاني الإعاقات العديدة التي ذكرناها، وهو ما جعل والديها يخجلان من إنجابها ويودعانها أحد المستشفيات ويتخليان عن مسؤوليتهما تجاهها، لتمضي سنوات طفولتها الثلاث الأولى محرومة عطف وحنان والديها فوق حرمانها نعمة الحركة الطبيعية ونعمتي السمع والنطق إلى حد ما.
في سن الثالثة، بعث الله لها بمن يتبناها ويغدق عليها الحب والعطف اللذين حُرمتْهما ويتحمل مسؤولية رعايتها، وفوق ذلك يمنحها اسماً وهوية لتصبح «صفية البهلاني». لم يكن هذا الشخص سوى مواطنتها صباح محمد البهلاني التي كانت وقتذاك تعمل بوزارة الصحة العُمانية ضمن برنامج يهدف إلى تثقيف الآباء والأمهات بكيفية التعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة الجسدية أو غيرها.
دعونا أولاً نتعرف على صباح البهلاني التي كانت بمنزلة المبعوث من الله جل وعلا لإنقاذ صفية وتأهيلها ودمجها في المجتمع. فطبقاً لما كتبته عنها مجلة «المرأة» العُمانية (5/11/2020) هي الرئيسة التنفيذية لـ«جمعية التدخل المبكر»، وهي جمعية تم إشهارها بقرار وزاري في سنة 2000، والوحيدة من نوعها في سلطنة عُمان لتقديم خدمات للأطفال ذوي الإعاقة منذ سن مبكرة، فتعنى الجمعية بتقديم الخدمات التشخيصية والتدريبية والتعليمية للأطفال للوصول بهم إلى أعلى درجة ممكنة من الاستقلال والاعتماد على النفس والاندماج في المجتمع.
بدأت صباح البهلاني، التي ولدت ونشأت ونالت تعليمها الأولي في كينيا، ابنة لعائلة عُمانية هاجرت قديماً إلى شرقي أفريقيا، حينما كانت تلك الديار جزءاً من الإمبراطورية العُمانية، مسيرتها من وزارة الصحة العُمانية قبل نحو 32 عاماً، وكان عملها الأساسي وقتذاك توعية المجتمع في المجالات التي تخص الصحة مثل رعاية الأم والطفل والتطعيم والملاريا والمجالات الأخرى الخاصة بالأمراض الوراثية والمزمنة كالسكري وضغط الدم والسرطان، وذلك عبر إنتاج المطبوعات والبرامج المرئية والسمعية التي تعرض في المراكز الصحية والمجتمع، وبرامج أخرى ترتكز على زيارة الأسر في المنازل والمجالس والأماكن العامة. كما عملت في المجال نفسه مع منظمة يونيسيف في المكتب الإقليمي للشرق الأوسط بمقره في الأردن سنتين ونصف سنة، فكانت مسؤولة عن الاتصال من أجل التنمية، وكان دورها يرتكز على مساعدة دول المنطقة وتدريبها للقيام بالخطط والبرامج ذات العلاقة.
أنهت صباح البهلاني دراستها الجامعية في مجال الصحة المجتمعية بالولايات المتحدة مبتعثة من قبل الحكومة العُمانية، ثم عادت إلى السلطنة لتعمل في مجال تخصصها، وفي هذه الفترة زارت المستشفى الذي كانت تقيم فيه صفية، وتعرفتْ إلى أوضاعها الصحية ونوع إعاقتها، وأسباب وجودها هناك. وذات عيد من الأعياد قررت صباح أن تفرج عن هموم صفية وتمنحها جرعة معنوية فأخذتها إلى دارها كي تخالط من في سنها وتلهو معهم أول مرة، وتنال نصيبها من نقود «العيدية» التي فاجأتها ولم تعرف ما تفعل بها، بل لم تستطع الإمساك بها لافتقادها الأصابع والكفين. ومن هنا بدأت قصة تعلق صفية بصباح. إذ رفضت الأولى العودة إلى أجواء المستشفى الكئيبة وألحت أن تبقى مع الثانية، فكان الحل أن تتبناها رسمياً.
ما حدث بعد ذلك أن صباح البهلاني ابتعثت مجدداً إلى الولايات المتحدة لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه، فقررت أن تأخذ صفية معها، وخصوصاً أن صفية كانت قد بلغت وقتذاك سن دخول المدارس، ناهيك عن أن السلطنة لم تكن فيها في تلك الفترة مدارس بمواصفات خاصة تخدم ذوي الهمم. وفي الولايات المتحدة التي ينتشر فيها ذلك النوع من المدارس إضافة إلى مئات الجمعيات التي تساعد الآباء على التعامل مع طفل من ذوي الإعاقة، تعلمت صباح الكثير من الطرائق والأساليب الحديثة للتعامل مع ابنتها المتبناة وتعليمها وتدريبها وتلبية احتياجاتها الخاصة. فأدت دوراً مؤثراً في حياة صفية لجهة دمجها في المجتمع واستخراج ما في داخلها من مواهب، قبل أن تؤدي الدور نفسه في حياة عُمانيات أخريات يعانين المشكلات نفسها عبر المؤسسات الحكومية والجمعيات الأهلية، الأمر الذي استرعى انتباه الجهات الرسمية، فتم تكريمها بأمر سلطاني من لدن السلطان الراحل قابوس بن سعيد رحمه الله بتعيينها عضواً في مجلس الدولة.
من ناحية أخرى، أتيحت لصفية في الولايات المتحدة فرصة الخضوع لجلسات مكثفة لعلاج ما كانت تعانيه منذ طفولتها من صعوبات في النطق، ومن صمم كامل في إحدى أذنيها، كما أجريت لها جراحة لتسهيل ارتدائها أطرافاً صناعية متى ما رغبت. وهناك أيضاً التحقت بالمدرسة فبرعت في الرسم والفنون. وحينما عادت إلى مسقط لم يتم قبولها في المدارس الحكومية في السلطنة بسبب إعاقتها الحركية، وعدم جهوزية تلك المدارس لاستقبال من كان مثلها، فالتحقت بالمدارس الأهلية، ولكن هذه المدارس أيضاً كانت تفتقر إلى من يقدم لها الدعم والمساندة، ما تسبب في تأخرها دراسياً. وهو ما دعاها إلى الالتحاق بالمدرسة الأمريكية الدولية في مسقط (TAISM)، حيث وجدت الدعم والمساندة، فأكملت دراستها الثانوية ونجحت في الحصول على الدبلوما الأمريكية.
انتقلت صفية، بعد ذلك، إلى المرحلة الجامعية، ورغبت في دراسة التصميم الغرافيكي graphic design، فاختارت أن تسافر إلى الأردن في سنة 2007 للدراسة هناك في «معهد نيويورك للتكنولوجيا»، ولكنها سرعان ما اكتشفت أن الدراسة في ذلك المعهد لا تناسبها ولا تلبي طموحاتها. ثم وجدت ضالتها في الكلية الأسترالية للفنون الإعلامية في العاصمة الأردنية «Sound Audio and Engineering»، حيث يعتمد التعليم فيها على الجانب العملي والمهارات، ويوجد فيها العديد من الأشخاص من ذوي الإعاقة؛ الجسمية والصمم وذوي الإعاقة الذهنية البسيطة، ناهيك عن أن الكلية توفر الدعم والمساندة عبر إعطاء العمل الوقت الإضافي وقيام خريجيها تطوعاً بدعم الطلبة الآخرين.
وهكذا استطاعت صفية أن تنهي دراستها الجامعية بنجاح، وتنطلق. هذا علماً أنها، في تحدٍّ واضح لإعاقتها، فضلت إبان دراستها في كليتها الأسترالية أن تختار تخصص الرسوم المتحركة الذي يعتمد على حركة اليدين لتحقيق الإبداعات، فأصبحت قادرة على استخدام لوحة مفاتيح الحاسوب في الرسم الكرتوني. وعلى الرغم من تخصصها هذا الذي أظهرت فيه براعة ودقة مشهودة، فإنها لم تنسَ رسم اللوحات التشكيلية ومعارضها. فحينما عادت إلى وطنها من رحلتها الدراسية في الأردن، راحت تبحث عن وظيفة ولكن الأقدار وضعت في طريقها مرة أخرى امرأة من مواطناتها العُمانيات، فتعاونتا على تأسيس معرض يضم 40 لوحة فنية و20 فستاناً مستوحاة من مواضيع خطب السلطان السنوية إلى أبناء شعبه. فلقي هذا المعرض الذي أقيم بمسقط في مارس من سنة 2011 نجاحاً كبيراً. بعدها شعرت صفية بأن الرسم بالألوان الزيتية والأكريليك ليس إبداعاً كافياً، فلجأت إلى تزيين لوحاتها بالتطريز والشرابات العُمانية التقليدية.
تلا ذلك قيامها بإقامة معارضها الفنية الفردية، ثم توالت مذاك معارضها في الجامعات والكليات الخاصة في السلطنة وكذلك في بنك مسقط والمركز العُماني الفرنسي، وسط حضور كبير ودهشة من قبل الجمهور الذي لم يستوعب أن اللوحات الفنية المعروضة، التي تراوحت موضوعاتها ما بين التراث العُماني الأصيل وقضية تمكين المرأة العُمانية، رسمتها يد ليس بها أصابع تمسك القلم والفرشاة. وبهذا تجاوزت صفية عقدة لازمتها فترة طويلة وشكلت نقطة ضعف لديها وهي خوفها من رسم اليدين، فأمضت سنواتها المبكرة وهي ترسم الأشخاص بلا أيدٍ. إذ كيف لها أن ترسم ما لا تملك؟!
في أعقاب تلك النجاحات افتتحت صفية البهلاني مرسمها الخاص تحت اسم «غاليري ومرسم صفية»، حيث أطلقت منه مجموعة جديدة من الأعمال الفنية بالتعاون مع مصممة المجوهرات العُمانية هناء اللواتي. وفي سنة 2018 تم اختيارها لإعداد التصاميم البصرية والعلامات التجارية لعربات النقل البيئية في منطقة الموج بمسقط.
وتستخدم صفية في تنفيذ لوحاتها، الفحم وأحياناً تفضل الرسم بألوان الباستيل، وفي أحايين أخرى تلجأ إلى الرسم بالألوان الزيتية، وهو الأصعب لديها لأنه يأخذ زمناً كي يجف قبل الإضافة إليه، كما أنها تجيد استخدام الجص ودهانات الإكريليك سريعة الجفاف في رسم لوحاتها، ما يعطيها سماكة نافرة وجمالاً فوق جمال. علاوة على ما سبق، برعت صفية في استخدام الأقمشة والذهب والخرز والإكسسوارات في صناعة بعض لوحاتها، وهو ما يُـعرف بفن الديكوباج.
والحقيقة أن صفية لم تكتفِ بكل هذا، وإنما تجاوزت إبداعاتها مجالات تخصصها في الرسوم المتحركة والفنون التشكيلية «لتأخذك بحركات انسيابية رشيقة إلى إتقان العزف على آلة البيانو التي تحتاج إلى أصابع اليدين، معتمدة على انحناء كتفيها لتصل الكتلتان اللحميتان المتدليتان من يديها فتطال لوحة المفاتيح وتعزف أجمل الألحان عبر الانتقال السريع من زر لآخر»، بحسب ما كتبته عنها محررة مجلة «المنال» الصادرة عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في أحد أعدادها. وإذا كانت هذه إحدى هواياتها، فإن هوايتها الأخرى هي السباحة التي تعتمد في ممارستها على كتفيها وقدمها الوحيدة وقوة عضلات بطنها.
ومن أنشطتها الأخرى إلقاء المحاضرات التحفيزية بين وقت إلى آخر عبر مؤتمرات «تيد إكس» وبرامجها الهادفة للابتكار والإلهام والاكتشاف، فقد شاركت في تيد إكس مسقط في نوفمبر من سنة 2013 مع أمها الدكتورة صباح البهلاني، فتحدثت عن الظروف التي جمعتهما وتجربتهما الحياتية معاً، ثم شاركت مرة أخرى في تيد إكس في يناير من سنة 2014 بمعهد روزي فقدمت محاضرة بعنوان «التحدي سلاحك».
وفي حوارها مع مجلة «المنال» (مصدر سابق) تحدثت عن مشاريعها المستقبلية ومن بينها إعداد وتنفيذ فيلم كرتوني ترصد فيه مشكلات الشباب العُمانيين وذلك بهدف توجيه رسالتين لصناع القرار والمجتمع: ملخص الأولى وجود فئة شبابية كبيرة في السلطنة تبحث عن نفسها، وتحتاج إلى من يرعاها ويأخذ بيدها ويفتح أمامها أبواب الأمل والعيش الكريم، وملخص الثانية أن ذوي الإعاقة بحاجة إلى الدعم والاهتمام المستمرين لإخراج ما في داخلهم من مواهب ومهارات وطاقات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 3 ساعات
- الاتحاد
الإمارات تقدم 66 ألف طن مساعدات إنسانية إلى غزة عبر «الفارس الشهم 3»
خالد عبدالرحمن (أبوظبي) تواصل دولة الإمارات جهودها في تقديم المساعدات الإغاثية للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، في إطار عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية، التي أمر بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لدعم الأشقاء الفلسطينيين. وانطلقت الحملة في أعقاب التصعيد الإنساني الذي شهده القطاع، حتى باتت واحدة من أطول وأشمل المبادرات الإغاثية المستمرة، التي حرصت على دعم المدنيين، خصوصاً الأطفال والنساء وكبار السن، حيث تنوعت أشكال الدعم ما بين إغاثات غذائية عاجلة ومساعدات طبية ومبادرات لإجلاء الجرحى والمصابين، إضافة إلى مشاريع لإعادة تأهيل البنية التحتية الصحية والتعليمية. وقدمت دولة الإمارات أكثر من 66 ألف طن من المساعدات الإنسانية، تم إيصالها إلى غزة عبر 610 رحلات جوية، و14 سفينة بحرية، 7 منها انطلقت من الإمارات و7 انطلقت من قبرص، بالإضافة إلى أكثر عن 4000 شاحنة ساهمت في إيصال الدعم بشكل منظم، وذلك منذ انطلاق عملية «الفارس الشهم 3» في 5 نوفمبر 2023 حتى شهر مايو الحالي. وفي مجال الدعم الطبي والصحي، تم إنشاء مستشفى ميداني في مدينة رفح جنوب غزة، بسعة 200 سرير، خدم أكثر من 51 ألف حالة. ويضم المستشفى غرفاً للعمليات الجراحية مؤهلة لإجراء أنواع الجراحات المختلفة بما في ذلك، العامة وجراحة الأطفال وجراحة الأوعية الدموية، وغرفاً للعناية المركزة للبالغين والأطفال، وقسماً للتخدير، وعيادات تخصصية تشمل الباطنية، والأسنان، والعظام، والطب النفسي، وطب الأسرة، وطب الأطفال، وطب النساء، فضلاً عن الخدمات الطبية المساندة. ويقدم المستشفى إضافة إلى ذلك، خدمات الأشعة المقطعية، والسينية، والصيدلة، وهو مزود بمختبر يضم أحدث الأجهزة اللازمة لإجراء أنواع التحاليل والفحوص على تنوعها، وبما يعزز قدرته على تقديم العلاج المتكامل لمراجعيه والمستفيدين منه وفق أفضل المعايير والبروتوكولات العالمية. ويضم الكادر الطبي العامل في المستشفى الميداني الإماراتي في قطاع غزة، كوادر متخصصة ومؤهلة في المجالات والفروع الطبية المختلفة، إضافة لمتطوعين طبيين. كما يضم المستشفى مركزاً للأطراف الصناعية، لدعم المصابين ومساعدتهم بمجموعة مُتكاملة من أحدث الأجهزة الطبية في مجال علاج وتقويم العظام، وتوفير وتصنيع الأطراف الصناعية ذات الجودة العالية، وإعادة تأهيل المرضى. كما تم تشغيل المستشفى العائم في مدينة العريش، قدم الرعاية لـ 10870 حالة مرضية من أهالي غزة. وبدأ المستشفى الإماراتي العائم عمله في الـ24 من فبراير 2024 بميناء العريش، وأصبح رمزاً للتضامن الإماراتي مع الشعب الفلسطيني، حيث يواصل تقديم الرعاية الصحية المتكاملة للمرضى والمصابين على مدار الساعة. ويضم المستشفى طاقماً طبياً وإدارياً إماراتياً من مختلف التخصصات، بسعة تبلغ 100 سرير للمرضى، إضافة إلى 100 لمرافقيهم، مع تجهيزات طبية متقدمة، تشمل غرف عمليات، وعناية مركزة، وأقسام أشعة ومختبرات. وإلى جانب الطاقم الإماراتي، يشارك فريق طبي إندونيسي في تقديم الرعاية الصحية داخل المستشفى، يضم أطباء وجراحين متخصصين في مجالات مختلفة، ما يعزز من قدرات المستشفى على التعامل مع الحالات الحرجة، خصوصاً في مجالات الجراحة والعلاج الطبيعي. وقدمت دولة الإمارات ضمن عملية «الفارس الشهم 3»، مبادرة الأطراف الصناعية لمساعدة المصابين، وتلبية لاحتياجات مبتوري الأطراف جراء الحرب. وتهدف المبادرة إلى توفير أطراف صناعية متطورة لهذه الحالات، ما يسهم في تحسين حياة المتضررين، وتمكينهم من استعادة بعض من قدرتهم على الحركة، والاعتماد على أنفسهم. وتشمل المبادرة أيضاً توفير الدعم النفسي والتأهيل الطبي، ما يساعد المستفيدين على التأقلم مع وضعهم الجديد. وتم إرسال 17 سيارة إسعاف لدعم القطاع الصحي الذي يعاني ضغطاً كبيراً جراء الأوضاع الإنسانية الراهنة والتحديات المتزايدة في تقديم الخدمات الصحية بعد تعطل مئات سيارات الإسعاف. وشملت الدفعة سيارات إسعاف حديثة ومجهزة بأحدث التقنيات الطبية؛ بهدف تلبية احتياجات المستشفيات الأساسية، ونقل المصابين، وتقديم الرعاية العاجلة خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها القطاع الصحي بعد تدمير العديد من سيارات الإسعاف، وتوقف العديد منها عن العمل، مما فاقم من أزمة نقل المصابين، وتقديم الرعاية الطبية العاجلة لهم. كما تم نقل واستقبال 2374 حالة للعلاج داخل دولة الإمارات. وأطلقت دولة الإمارات حملة التطعيم ضد شلل الأطفال ضمن الجهود المتواصلة التي تقوم بها لتقديم الإغاثة للشعب الفلسطيني الشقيق، خصوصاً الأطفال، استجابة للأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمر بها. وتوفر الحملة التي نفذت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، و«اليونيسيف» و«الأونروا»، جرعتين من لقاح شلل الأطفال لأكثر من 640 ألف طفل في غزة دون سن 10 سنوات، لوقف انتشار الفيروس ومنع تفشي المرض في القطاع. وفي مجال مشاريع المياه التي أطلقتها دولة الإمارات عبر عملية «الفارس الشهم 3» لمواجهة النقص الحاد بالمياه، تم إنشاء 6 محطات تحلية مياه في مدينة العريش المصرية بقدرة إنتاجية تبلغ مليوني جالون يومياً، يجري ضخها إلى قطاع غزة، ويستفيد منها أكثر من مليون نسمة في ظل النقص الحاد الذي يعانيه السكان. وعلى الرغم من حجم الدمار الهائل، لم تتوانَ الإمارات في تقديم المساعدات الطارئة للبلديات والهيئات المحلية في قطاع غزة، حيث قدمت مجموعة من صهاريج نقل المياه وأخرى للصرف الصحي، ومعدات أساسية لمصلحة مياه بلديات الساحل. وقامت دولة الإمارات بتنفيذ مشاريع إصلاح خطوط المياه والآبار المتضررة والشبكات المدمرة في محافظتي خان يونس وشمال غزة، لتسهيل حصول السكان على المياه في مناطق سكنهم، وتحسين ظروفهم المعيشية. وفي السياق، تم تشغيل 50 مطبخاً خيرياً ميدانياً في القطاع، بالإضافة إلى تشغيل ودعم 21 مخبزاً لتوفير الخبز اليومي في القطاع. وأطلقت قيادة العمليات المشتركة عملية «طيور الخير» والتي نفذتها طائرات تابعة للقوات الجوية لدولة الإمارات، وذلك لإسقاط المساعدات الإنسانية على المناطق المعزولة والتي لا تصل إليها المساعدات في قطاع غزة. وتم استقبال 33 طالباً فلسطينياً من غزة للدراسة في مؤسسات الدولة التعليمية، ضمن برنامج استثنائي تتكفل به دولة الإمارات دعماً لمستقبل الشباب.


الشارقة 24
منذ 5 ساعات
- الشارقة 24
نهيان بن مبارك يفتتح المؤتمر السنوي لمستشفيات ومراكز السرطان
الشارقة 24 - وام: دشن معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش؛ أعمال المؤتمر السنوي لمستشفيات ومراكز السرطان في ميديكلينيك في العاصمة أبوظبي، وذلك بدعم من دائرة الصحة في أبوظبي وبمشاركة واسعة من المتخصصين في مجال الرعاية الصحية، إلى جانب حضور عدد من السفراء والشخصيات الدبلوماسية من مختلف الدول. وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك في كلمته الافتتاحية أن المؤتمر السنوي لأورام السرطان الذي تنظمه مجموعة ميديكلينيك في أبوظبي، يهدف إلى إيصال أحدث الأبحاث والمعرفة المتعلقة بالوقاية من السرطان، وتشخيصه، وعلاجه إلى منطقتنا. وقال معاليه إن هذا الهدف النبيل سيتحقق بفضل جهودكم، مثمناً قيام القائمين على مجموعة ميديكلينيك الشرق الأوسط بجمع كوكبة متميزة من الخبراء الإقليميين والدوليين في هذا المجال، ورحب بالمشاركين القادمين من خارج الدولة، كما وجه الشكر إلى المشاركين من داخل الدولة، معربا عن امتنانه لما قدموه من معرفة وخبرة مؤكداً أن الجميع ممتن لحرص المجموعة على التعليم الطبي، والتزامها بتقديم رعاية صحية متميزة، وتفهمها العميق لحالة المرضى وأسرهم. وأضاف معاليه أن القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ألهمتنا أن نعتبر الصحة العامة، والخدمات الطبية، والتطوير المهني، أولويات وطنية لا غنى عنها. وقال معاليه إن الكثير من الحضور هم من العاملين في القطاع الصحي بالدولة، الذين يدركون تماماً مدى التزام صاحب السمو رئيس الدولة بتعزيز نظام صحي شامل، يلبي تطلعات المواطنين والمقيمين، ويوفر لهم رعاية صحية متقدمة على أعلى المستويات العالمية، ويُمكّنهم من اتخاذ قرارات صحية مستنيرة. وشدد معاليه على أن نجاح منظومة الرعاية الصحية في الإمارات يعتمد على مهارة وكفاءة والتزام ورحمة الأطباء والجراحين والمتخصصين، إلى جانب البحث الطبي، وضمان الجودة، والمساءلة، وتوفير بنية تحتية طبية متطورة، وزيادة الوعي الصحي، وتبني أحدث التقنيات العلاجية مؤكداً أن مجال علاج وتشخيص السرطان يشهد اليوم تطورات لافتة تُسهم في تطوير علاجات ناجعة وواعدة. وقال معاليه إن التعاون المجتمعي الشامل مطلوب لدعم المرضى وأسرهم، وكذلك لدعم العاملين في مجال طب الأورام لافتاً إلى أن برنامج المؤتمر يعكس هذه التوجهات، ويتيح المجال لتبادل الخبرات، ووجهات النظر، والتعاون مع الزملاء من مختلف دول العالم. وشهد المؤتمر في نسخته الرابعة حضور نخبة من الخبراء المحليين والدوليين في مجال الأورام لمناقشة أحدث التطورات في رعاية مرضى السرطان والبحوث والابتكار، هدفت إلى تعزيز التعاون بين المتخصصين والمؤسسات في مجالات الوقاية والتشخيص المبكر للأورام، مع التركيز على تحسين النتائج العلاجية لمرضى السرطان. من جانبه أعرب هاين فان إيك، الرئيس التنفيذي لشركة ميديكلينيك الشرق الأوسط عن جزيل الشكر إلى معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، على دعمه المستمر للمؤتمر السنوي لمستشفيات ومراكز السرطان في ميديكلينيك، الذي نحتفل هذا العام بانعقاد نسخته الرابعة.


الاتحاد
منذ 13 ساعات
- الاتحاد
حملة "وقف الحياة" تجمع 115 مليون درهم من 33 ألف مساهم في أسبوع
حققت حملة "وقف الحياة" لدعم المصابين بالأمراض المزمنة، التي أطلقتها هيئة الأوقاف وإدارة أموال القُصَّر "أوقاف أبوظبي" تحت شعار "معك للحياة"، تماشياً مع "عام المجتمع" الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله".. 115 مليون درهم من 33 ألف مساهم بعد أسبوع واحد على إطلاق الحملة. وتمثل هذه الحصيلة السخية من قبل المؤسسات والأفراد، مساهمة مؤثرة في تحقيق أهداف الحملة المتمثلة في تعزيز استدامة خدمات الرعاية الصحية وتغطية نفقات العلاج للفئات الأكثر احتياجاً من خلال استثمار أموال الوقف في توفير الأدوية والرعاية الصحية.ويجسد هذا التفاعل الكبير مع هذه الحملة الوقفية، رسوخ ثقافة البذل والعطاء في مجتمع الإمارات، بما يترجم اهتمام دولة الإمارات وحرصها على تعزيز صحة الإنسان لبناء مجتمع صحي وقوي قادر على المشاركة الفعالة في التنمية المستدامة، والتزامها بالنهوض بالقطاعات الصحية والإسهام في بناء مستقبل صحي أفضل للجميع. وأكد فهد عبد القادر القاسم، المدير العام لهيئة الأوقاف وإدارة أموال القُصَّر "أوقاف أبوظبي" أن الإقبال الواسع على المشاركة في الحملة من قبل كبار المساهمين ورجال الأعمال والأفراد والشركات ومؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، يظهر أن العطاء ثقافة أصيلة في مجتمع الإمارات، مشيراً إلى أن ما حققته الحملة بعد أسبوع على إطلاقهاً يجسد أسمى معاني التضامن لدعم المرضى غير القادرين، وتمكينهم من الحصول على رعاية صحية مستدامة وفق أعلى المعايير العالمية، ومساعدتهم لاستئناف حياتهم الطبيعية وتعزيز ثقتهم بالمستقبل. وقال سعادته إن هذه الحملة تعزز دور الوقف في مساندة الفئات الأكثر احتياجاً، وإسهامه المؤثر في تحسين الواقع نحو الأفضل، وتلبية احتياجات المجتمع الأساسية وفي مقدمتها الرعاية الصحية المستدامة، وهو ما بدا واضحاً خلال الحملات الإنسانية والخيرية التي تشهدها دولتنا منذ عقود، وقد كان النجاح هو الحليف الدائم لهذه الحملات، ونثق بأن هذا الزخم الذي شهدناه بعد أسبوع على إطلاق "وقف الحياة" سيبقى متواصلاً حتى نهاية الحملة وهذا ما عودنا عليه أصحاب الأيادي البيضاء في دولتنا.وتسعى حملة "وقف الحياة" إلى استثمار الأموال التي يتم جمعها من المساهمين لتعظيم أرباح الوقف وعوائده وتوظيفها في برامج الرعاية الصحية والعلاجات للفئات الأكثر احتياجاً من المصابين بالأمراض المزمنة، من خلال دعم الاستدامة المالية للخدمات الصحية حيث توفر الأوقاف مصدر دخل مستدام عن طريق الموارد المتحصلة عن الاستثمار في الأصول الوقفية، إضافة إلى تعزيز الأثر الاجتماعي للرعاية الصحية.كما تسعى الحملة الوقفية إلى إعادة إحياء الوقف كأداة تنموية للمجتمعات، وترسيخ مفهوم التكافل الاجتماعي وتشجيع المشاركة الواسعة للمساهمة في تحقيق مستهدفات الحملة، وإبراز الوجه الحضاري للمجتمع الإماراتي وتسابق أفراده على فعل الخير.وتواصل حملة "وقف الحياة" لدعم المصابين بالأمراض المزمنة، استقبال مساهمات الأفراد والمؤسسات عبر قنوات ميسّرة حددتها الحملة وهي:منصة التبرع الرقمية لـ"أوقاف أبوظبي": .التحويل المصرفي لحساب الحملة في بنك أبوظبي الأول : (IBAN Number: AE930353417000004600004).إرسال كلمة "حياة" في رسالة نصية SMS عبر شبكة "إي آند الإمارات" إلى الأرقام التالية: 3557 للتبرع بـ 10 دراهم، و3556 للتبرع بـ50 درهماً، و3225 للتبرع بـ100 درهم، وإرسال رسالة إلى الرقم 3223 للتبرع بـ500 درهم.إرسال كلمة "حياة" في رسالة نصية SMS عبر شبكة "دو" إلى الأرقام التالية: 3583 للتبرع بـ10 دراهم، و3585 للتبرع بـ 50 درهماً، و3586 للتبرع بـ100 درهم، وإرسال رسالة إلى الرقم 3587 للتبرع بـ500 درهم.