
جياكومو كازانوفا.. أكثر من مجرد عاشق عُرف بالإغواء – DW – 2025/5/25
لم يكن جياكومو كازانوفا مجرد رجل مغامرات وعشق فحسب، بل صاحب عقل متقد جاب أوروبا، حيث التقى الملوك والفلاسفة. سُجن ثم هرب، وخاض تجارب مثيرة، وخلّد اسمه في مذكرات كشفت عن ذكاء متقد وشخصية تتجاوز "أسطورة الإغواء".
يُذكر اسم جياكومو كازانوفا عادة كمثال لفن الإغواء والعلاقات الغرامية، إلا أن هذه الصورة تغفل الجوانب المتعددة لشخصيته. وُلد كازانوفا عام 1725 في مدينة فينيسيا لعائلة من الممثلين، وعاش حياة صاخبة امتدت عبر قارات ومجالات شتى، ليصبح رمزًا للمغامرة والثقافة في أوروبا القرن الثامن عشر.
متحف كازانوفا في البندقية
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
كاتب ومفكر قبل أن يكون عاشقًا
رغم شهرته بعلاقاته العاطفية، كان كازانوفا كاتبًا مثقفًا، دوّن سيرته الذاتية بالفرنسيةفي عمل ضخم بعنوان"قصة حياتي"، امتد لـ3600 صفحة، لم تحتل مغامراته الغرامية منها سوى جزء يسير. عرف كازانوفا عظماء عصره مثل فولتير وجان جاك روسو، وتحدث مع شخصيات ملكية مثل كاثرين العظمى وفريدريك العظيم.
يوروماكس - متحف كازانوفا ومواضيع أخرى
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video
من السجن إلى قاعات النبلاء
في عام 1755، سُجن كازانوفا بأمر من محاكم التفتيش الكاثوليكية بتهمة الفجور والتجديف، وقضى 15 شهرًا في ظروف قاسية قبل أن يهرب من سجن قصر دوجي الشهير. بعد سنوات، حصل على لقب "فارس المهماز الذهبي" من البابا كليمنت الثامن، وهو شرف رفيع يمنح عادة للنبلاء.
إيطاليا، البندقية، 2006 | مشهد من فيلم "كازانوفا" من بطولة هيث ليدغر، سيينا ميلر، ولينا أولين. صورة من: Buena Vista International/dpa/picture alliance
هل انقرض الكازانوفا الإيطالى؟
حياة مليئة بالتحولات والمغامرات
بدأ كازانوفا حياته كطالب دين، ثم تحول إلى محامٍ، فجندي، فمستشار مالي وكيميائي، بل وخبير رياضيات ومحتال بارع. جاب أوروبا من باريسإلى القسطنطينية، وأسهم في تأسيس اليانصيب الفرنسي الرسمي، مما يعكس اتساع طيف اهتماماته.
نهاية درامية وخلود تاريخي
على الرغم من شهرته ومغامراته، توفي كازانوفا فقيرًا ووحيدًا. وحثه أصدقاؤه على كتابة مذكراته لمقاومة الاكتئاب، فكانت النتيجة عملاً أدبيًا خلد اسمه. ويعيد مؤرخون معاصرون النظر في شخصيته، داعين إلى رؤية أكثر توازنًا لرجل لم يكن مجرد مغوٍ، بل مفكرًا ومبدعًا متعدّد الأوجه.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


DW
منذ 4 أيام
- DW
جياكومو كازانوفا.. أكثر من مجرد عاشق عُرف بالإغواء – DW – 2025/5/25
لم يكن جياكومو كازانوفا مجرد رجل مغامرات وعشق فحسب، بل صاحب عقل متقد جاب أوروبا، حيث التقى الملوك والفلاسفة. سُجن ثم هرب، وخاض تجارب مثيرة، وخلّد اسمه في مذكرات كشفت عن ذكاء متقد وشخصية تتجاوز "أسطورة الإغواء". يُذكر اسم جياكومو كازانوفا عادة كمثال لفن الإغواء والعلاقات الغرامية، إلا أن هذه الصورة تغفل الجوانب المتعددة لشخصيته. وُلد كازانوفا عام 1725 في مدينة فينيسيا لعائلة من الممثلين، وعاش حياة صاخبة امتدت عبر قارات ومجالات شتى، ليصبح رمزًا للمغامرة والثقافة في أوروبا القرن الثامن عشر. متحف كازانوفا في البندقية To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video كاتب ومفكر قبل أن يكون عاشقًا رغم شهرته بعلاقاته العاطفية، كان كازانوفا كاتبًا مثقفًا، دوّن سيرته الذاتية بالفرنسيةفي عمل ضخم بعنوان"قصة حياتي"، امتد لـ3600 صفحة، لم تحتل مغامراته الغرامية منها سوى جزء يسير. عرف كازانوفا عظماء عصره مثل فولتير وجان جاك روسو، وتحدث مع شخصيات ملكية مثل كاثرين العظمى وفريدريك العظيم. يوروماكس - متحف كازانوفا ومواضيع أخرى To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video من السجن إلى قاعات النبلاء في عام 1755، سُجن كازانوفا بأمر من محاكم التفتيش الكاثوليكية بتهمة الفجور والتجديف، وقضى 15 شهرًا في ظروف قاسية قبل أن يهرب من سجن قصر دوجي الشهير. بعد سنوات، حصل على لقب "فارس المهماز الذهبي" من البابا كليمنت الثامن، وهو شرف رفيع يمنح عادة للنبلاء. إيطاليا، البندقية، 2006 | مشهد من فيلم "كازانوفا" من بطولة هيث ليدغر، سيينا ميلر، ولينا أولين. صورة من: Buena Vista International/dpa/picture alliance هل انقرض الكازانوفا الإيطالى؟ حياة مليئة بالتحولات والمغامرات بدأ كازانوفا حياته كطالب دين، ثم تحول إلى محامٍ، فجندي، فمستشار مالي وكيميائي، بل وخبير رياضيات ومحتال بارع. جاب أوروبا من باريسإلى القسطنطينية، وأسهم في تأسيس اليانصيب الفرنسي الرسمي، مما يعكس اتساع طيف اهتماماته. نهاية درامية وخلود تاريخي على الرغم من شهرته ومغامراته، توفي كازانوفا فقيرًا ووحيدًا. وحثه أصدقاؤه على كتابة مذكراته لمقاومة الاكتئاب، فكانت النتيجة عملاً أدبيًا خلد اسمه. ويعيد مؤرخون معاصرون النظر في شخصيته، داعين إلى رؤية أكثر توازنًا لرجل لم يكن مجرد مغوٍ، بل مفكرًا ومبدعًا متعدّد الأوجه.


DW
منذ 5 أيام
- DW
الفيلم الإيراني "مجرد حادث" يحصد السعفة الذهبية بمهرجان كان – DW – 2025/5/24
المخرج جعفر بناهي حاصد للجوائز في المهرجانات الدولية. واليوم فاز بجائزة السعفة الذهبية في كان عن فيلمه "مجرد حادث"، الذي يتناول انتقادا للأوضاع السياسية في إيران. وسبق أن سجن بناهي مرتين ومنع من التصوير لمدة 20 عاما. فاز المخرج الإيراني المعارض جعفر بناهي اليوم السبت (24 مايو/ أيار 2025) بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عن فيلمه "مجرد حادث" الذي صُوّر في السر، داعيا على منبر الحدث السينمائي إلى "حرية" بلاده. وكوفئ المخرج البالغ 64 عاما، والذي تمكّن من الحضور إلى مهرجان كان لأول مرة منذ 15 عاما، بالجائزة الأرفع في الحدث العريق، عن فيلمه الذي يقدّم قصة أخلاقية تغوص في مخطط سجناء سابقين للانتقام من جلاديهم. دور الفنانيين في "تحويل الظلام إلى غفران" وقدمت النجمة كيت بلانشيت الجائزة لبناهي، الذي كان سجينا في إيران قبل ثلاث سنوات قبل أن يدخل إضرابا عن الطعام. وقوبل المخرج بعاصفة تصفيق مع الوقوف من الحضور. ويمد فوز "مجرد حادث" أحد حالات الفوز المتتالي غير المسبوقة في الأفلام، حيث حصد مخرجون وزعت أعمالهم شركة "نيون" المستقلة لتوزيع الأفلام آخر ست سعفات ذهبية. وخلال تسليمه جائزة السعفة الذهبية، تطرقت رئيسة لجنة التحكيم جولييت بينوش إلى الدور الذي يضطلع به الفنانون في "تحويل الظلام إلى غفران". وقالت النجمة الفرنسية: "الفن يستفز ويطرح الأسئلة ويبدّل الأوضاع (...) الفن يحرك الطاقة الإبداعية لأثمن جزء فينا وأكثره حيوية. قوة تحوّل الظلام إلى غفران وأمل وحياة جديدة". اختتام فعاليات مهرجان كان السينمائي To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video غموض حيال مصير بناهي الذي تخبئه له طهران وقال بناهي باللغة الفارسية، بحسب ترجمة قدمها المهرجان "أعتقد أن هذه اللحظة المناسبة لسؤال كل الناس، جميع الإيرانيين، بكل آرائهم المختلفة عن الآخرين، في كل مكان في العالم، في إيران أو في العالم، أسمح لنفسي أن أطلب شيئا واحدا: دعونا نضع جانبا (...) كل المشاكل والاختلافات، الأمر الأكثر أهمية في هذه اللحظة هو بلدنا وحرية بلدنا". ويسود غموض حيال المصير الذي تخبئه له السلطات في طهران بعد فيلمه الحادي عشر، إذ سبق أن سُجن المخرج مرتين في إيران حيث حُكم عليه في عام 2010 بالسجن ست سنوات ومُنع من التصوير لمدة 20 عاما. وقال بناهي لوكالة فرانس برس الثلاثاء "الأهم هو أن الفيلم قد أُنتج. لم أُفكر في ما قد يحدث بعد ذلك. أشعر بأني حيّ ما دمت أصنع أفلاما". ومنذ عام 2010، لم يتمكن المخرج الإيراني من مغادرة بلاده لحضور أيّ من المهرجانات السينمائية الكبرى التي أغدقت عليه الجوائز، فقد فاز بجائزة "الدب الذهبي" مرتين في برلين، وثلاث جوائز فيكان، وجائزة أخرى في مهرجان البندقية. جوائز أخرى ومن بين الفائزين اليوم السبت أيضا الشابة الفرنسية نادية مليتي التي حصلت على جائزة أفضل ممثلة وهي لم تتعدّ الثالثة والعشرين، عن أول دور سينمائي لها في فيلم "الأخت الصغيرة" للمخرجة الفرنسية من أصول تونسية حفصية حرزي. وتؤدي هذه الطالبة الرياضية التي رُصدت في اختبار أداء، دور فاطمة ابنة السبعة عشر عاما، وهي شابة مسلمة تكتشف مثليتها الجنسية. والفيلم مقتبس من رواية سيرة ذاتية للكاتبة فاطمة دعاس صادرة عام 2020. وتم منح الجائزة الكبرى، وهي جائزة لجنة التحكيم، لفيلم الدراما العائلية النرويجي للمخرج خواكيم تريير "القيمة العاطفية"، الجزء الثاني الذي لاقى احتفاء من فيلمه "أسوأ شخص في العالم". وفاز فيلم "العميل السري" للمخرج البرازيلي كليبر ميندونسا فيليو (56 عاما) بجائزتين: أفضل مخرج وأفضل ممثل لفاغنر مورا (48 عاما) المعروف خارج البرازيل بتجسيده شخصية بابلو إسكوبار في مسلسل "ناركوس" على نتفليكس. ومنحت لجنة التحكيم جائزتها لفيلمين، فيلم "صراط" الذي تدور أحداثه في المغرب، وفيلم الدراما الألماني "صوت السقوط". وحصل فيلم الخيال العلمي "وقت صاخب" للمخرج بي جان على جائزة خاصة. تحرير: عبده جميل المخلافي


DW
٢١-٠٥-٢٠٢٥
- DW
كان يا ما كان في غزة" ـ فيلم يرصد الحياة وسط الدمار – DW – 2025/5/21
في زمن تحوّلت فيه غزة لى ركام وحطام، ينقل الأخوان ناصر عبر فيلمهما الجديد "كان يا مكان ىفي غزة" مشاهد من حياة لم تعد موجودة، حيث الفلافل ممزوجة بالمخدرات، والحلم بالخروج يقابله الحصار، وصوت الإنسان يُسمع وسط ضجيج الحرب. في لحظة حرجة من تاريخ غزة، اختار المخرجان الفلسطينيانالتوأمان طرزان وعرب ناصر أن يكون لفلسطين صوت في مهرجان كان السينمائي عبر فيلمهما الجديد *"كان يا ما كان في غزة". عُرض الفيلم ضمن قسم "نظرة ما"، ليجذب انتباه العالم إلى واقع غزة الذي يُختزل غالباً في مشاهد الحرب دون أن يُروى من وجهة نظر من يعيشون هناك. فيلم "يلا باركور" من غزة إلى برلين... في برليناله To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video فيلم يرصد الحياة وسط الحصار في غزة تدور أحداث الفيلم في العام 2007، مع بداية سيطرة حماس على القطاع. يحكي قصة صديقين: يحيى، الطالب الذي يصنع الفلافل بأمل مغادرة غزة؛ وأسامة، الشاب الجريء الذي يستخدم مطعمه كواجهة لتجارة المخدرات. وبينهما شرطي فاسد، وكفاح من أجل البقاء. تسير القصة في قالب كوميدي ساخر، لكنه مشبع بالمرارة والواقعية. شهادات من أهالي غزة: "قد لا نستيقظ غداً، والليالي هي الأسوأ" فيلم داخل فيلم... رصاصات حقيقية بدل المؤثرات يتطور الفيلم ليجد يحيى نفسه ممثلاً في مسلسل دعائيلحماس، حيث لا يوجد تمثيل ولا خدع سينمائية، بل رصاص حي. يقول أحد المنتجين داخل الفيلم: "ليست لدينا مؤثرات خاصة، ولكن لدينا رصاصات حيّة"، في مشهد يلخص عبثية الواقع. أزمة إنسانية متفاقمة في قطاع غزة To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video من الذاكرة إلى الأطلال يقول عرب ناصر: "كنا نصف غزة بأنها كانت ريفييرا"، متذكراً البحر والمياه الحلوة، فيما تحولت اليوم إلى خراب. ومن هنا، يحمل عنوان الفيلم "كان يا ما كان في غزة" معنىً مؤلمًا، حيث أصبح حاضر المدينة مثل ماضيها... ذكرى منسية. رسالة إنسانية قبل أن تكون سياسية رغم قسوة الواقع، يرفض المخرجان تقديم فيلم عن إسرائيل، بل يركزان على الإنسان الغزي: من هو؟ كيف يعيش؟ وكيف يحلم؟ هذا ما يجعل الفيلم شهادة فنية وإنسانيةفي زمن الإبادة. مراجعة: ح.ز