logo
وزارة التربية... وتغيير المناهج!

وزارة التربية... وتغيير المناهج!

الرأي٢٣-٠٤-٢٠٢٥

قرأت خبراً بأن معالي وزير التربية جلال الطبطبائي، أوعز للموجهين ومسؤولي الإدارات بتقديم تصور لإعادة بناء وتأليف المناهج الدراسية لكل المواد من الصف الأول الابتدائي حتى الصف التاسع المتوسط، والأمر لا يقتصر على تطوير أو تعديل جزئي، بل يتطلب إعادة صياغة شاملة، تستند إلى معايير علمية وتربوية معتمدة، تراعي المستجدات العالمية، وتتماشى مع القيم والمبادئ الوطنية، بما يرسخ الانتماء للكويت والولاء لقيادتها، ويسهم في بناء شخصية الطالب القادر على الإبداع والمواطنة الفاعلة.
ومن أبرز معايير تعديل المناهج هو تعزيز القدرة على تكوين جيل واعٍ ومتمكّن علمياً وفكرياً، والمناهج الجديدة يجب أن تكون مترابطة ومتكاملة، إضافة إلى تعزيز الهوية الثقافية الكويتية وتحفيز الابتكار، وترسيخ القيم والمفاهيم لتعزيز الولاء والانتماء، وتنفيذ رؤية شاملة تستند إلى مبادئ الدولة. خاصة أن تكلفة الطالب الكويتي سنوياً في المدارس الحكومية، تُعد الأعلى في العالم، وتصل إلى 4.693 ألف دينار (15.5 ألف دولار) في رياض الأطفال، و3.280 ألف دينار (10.83 ألف دولار) في المرحلة الابتدائية، و3.426 ألف دينار (11.32 ألف دولار) في المرحلة المتوسطة، و3.651 ألف دينار (12.06 ألف دولار) في المرحلة الثانوية. أما النتائج فهي جداً متواضعة حسب مؤشرات المنتدى الاقتصادي العالمي.
وللعلم، فإن التعداد السكاني مرشح للزيادة بمعدل يزيد على الضعف بحلول عام 2030، ويعمل أكثر من 80 في المئة من المواطنين الكويتيين في القطاع العام، وفي حين أن الإيرادات النفطية كبيرة، إذ تشكل في الوقت الراهن 90 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، فإنها ستتقلص مع مرور الوقت، ومستويات الإنفاق على نظامي التعليم والصحة بالكويت أعلى من متوسط الإنفاق في الاتحاد الأوروبي، لكن العائدات أقل بكثير حسب ما ذكرت دراسة رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير، الذي كلفته دولة الكويت بإعدادها وتحمل عنوان «الكويت بحلول 2030».
إذاً، فنحن نعيش في عالم متغير بشكل كبير وأكبر من أن يتصوره العقل البشري، والنمط التعليمي السائد في العالم العربي إن لم يتغير فإنه سينتج أناساً لا وظائف لهم بسبب أن غالبية الوظائف ستتغير، وذكر التقرير الصادر عن المنتدى العالمي «مستقبل الوظائف» أن «الروبوت» ستحل محل الكثير من الوظائف الحالية، وذكر التقرير أن الوظائف التي سيتم الاستغناء عنها في المستقبل هي: مُدخل بيانات، مدير حسابات، سكرتير إداري، عامل تجميع في المصانع، موظف خدمة العملاء، مدقق مالي، مدير مخزن، مدير عمليات، موظف خدمات البريد، صراف البنك‪،‬ مُبرمج، مُطور مواقع، مُصمم، مترجم، معلم، محاضر، طبيب، مهندس معماري، محامي.
فنحن أمام تغيرات مختلفة جداً تاريخياً، وحجم الفرص سيتضاعف ولكن للمستعدين، ومن المهم أن تواكب المناهج المدرسية هذه المتغيرات السريعة.
وعندما نتحدث عن التعليم والمناهج المتميزة تأتي في المقدمة الدول الغربية، وعلى رأس هذه الدول تتربع «فنلندا»، حيث توفر الحكومة هناك رياض أطفال بأعلى المعايير، وتستقبل الطلبة من عامهم الأول إلى أن يبلغ الطفل سبع سنوات وهي مجانية للجميع، وتكون مخصصة للعب والتعليم المرح‪.‬
تعتبر وظيفة المعلم من أفضل الوظائف وهي في مستوى وظيفة الطب نفسه، ولكي يتم الحصول على وظيفة معلم يجب الحصول على درجة ماجستير مدفوعة التكاليف من قِبل الحكومة والمنافسة كبيرة للالتحاق بالبرنامج، ويقال إن المنهج الدراسي مختصر جداً، لدرجة أن مادة الرياضيات من الصف الأول إلى الصف التاسع أكثر من 10 صفحات فقط، وتترك التفاصيل الدراسية وطرق تدريسها إلى المعلمين الذين يتمتعون باستقلالية داخل الفصول الدراسية ليقوموا بهذه المهمة وإيصال المحتوى المفيد للطلبة‬. لذلك من المفيد والمهم الاطلاع والاستفادة وإيفاد واضعي البرامج للدول المتقدمة لأخذ التجربة منهم.
خلاصة الكلام أن مستقبل الوظائف سيتغير بسبب تطور الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، ومن المهم مواكبة هذه التغييرات وعلى وجه السرعة، وخطوة وزارة التربية جاءت بالوقت المناسب.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بريطانيا تتعهد بتقديم مساعدات جديدة لغزة بأكثر من 5 ملايين دولار
بريطانيا تتعهد بتقديم مساعدات جديدة لغزة بأكثر من 5 ملايين دولار

المدى

timeمنذ 2 ساعات

  • المدى

بريطانيا تتعهد بتقديم مساعدات جديدة لغزة بأكثر من 5 ملايين دولار

أعلنت الحكومة البريطانية، اليوم الأربعاء، أنها تعهدت بتقديم أربعة ملايين جنيه إسترليني (5.37 ملايين دولار) مساعدات إنسانية لغزة، بالتزامن مع زيارة وزيرة التنمية جيني تشابمان لـ 'إسرائيل' والأراضي الفلسطينية المحتلة، على ما أوردت وكالات أنباء عالمية.

الكويت: تكثيف الجهود الدولية لإنهاء مُعاناة الشعب اليمني
الكويت: تكثيف الجهود الدولية لإنهاء مُعاناة الشعب اليمني

الرأي

timeمنذ 3 ساعات

  • الرأي

الكويت: تكثيف الجهود الدولية لإنهاء مُعاناة الشعب اليمني

- دور بارز للصندوق الكويتي للتنمية في تنفيذ مشاريع حيوية تُعزّز قُدرة اليمنيين على الصمود بروكسل - كونا - أكّدت دولة الكويت، موقفها الثابت الداعم للحل السياسي الشامل للأزمة اليمنية وفقاً للمرجعيات الثلاث، وهي المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن رقم 2216. جاء ذلك في كلمة ألقاها سفير الكويت لدى مملكة بلجيكا ورئيس بعثتيها لدى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) نواف العنزي، خلال مشاركته، الأربعاء، في الاجتماع السابع لكبار المسؤولين المعنيين بالمساعدات الإنسانية المقدمة إلى اليمن، الذي استضافته بروكسل بدعوة مشتركة من الاتحاد الأوروبي ومملكة السويد. ورحب السفير العنزي بالدعوة التي وجهها وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي لإعادة الزخم لمسار السلام في اليمن، مؤكداً أهمية تكثيف الجهود الدولية من أجل إنهاء معاناة الشعب اليمني وتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد. واستعرض العنزي، خلال كلمته، المساهمات الإنسانية التي قدمتها الكويت لدعم الوضع الإنساني في اليمن، مشيراً إلى الدور البارز الذي يقوم به الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في تنفيذ مشاريع بنية تحتية حيوية في عدد من القطاعات الرئيسية، بهدف تحسين الحياة اليومية للشعب اليمني وتعزيز قدراته على الصمود. وأوضح أن الصندوق وقع أخيراً اتفاقية مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لتمويل مشروع إعادة تأهيل مساكن النازحين داخلياً، والذي من المتوقع أن تستفيد منه نحو 670 أسرة يمنية، مشدداً على أهمية استمرار توفير الدعم للجهود الإنسانية رغم التراجع الملحوظ في مستويات التمويل المقدم من الدول والمنظمات الدولية.

ترامب يحمي الولايات المتحدة بـ «القبة الذهبية»... و175 مليار دولار
ترامب يحمي الولايات المتحدة بـ «القبة الذهبية»... و175 مليار دولار

الرأي

timeمنذ 3 ساعات

  • الرأي

ترامب يحمي الولايات المتحدة بـ «القبة الذهبية»... و175 مليار دولار

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن خطط بناء درع صاروخية تحت مسمى «القبة الذهبية» بهدف حماية الولايات المتحدة من هجمات خارجية، مؤكداً أنها ستصبح قيد الخدمة خلال ثلاث سنوات. وأعلن ترامب، ليل الثلاثاء، تخصيص 25 مليار دولار كتمويل أولي للمشروع، مضيفاً أن كلفته الإجمالية قد تصل إلى نحو 175 ملياراً. وردت بكين، أمس، محذرة من أن المشروع «يقوض الاستقرار العالمي»، متهمة الولايات المتحدة بإشعال سباق تسلح. من جهته، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لصحافيين «هذا شأن يتعلق بالسيادة الأميركية»، مضيفاً أنه «في المستقبل القريب، سيتطلب مسار الأحداث استئناف الاتصالات بهدف استعادة الاستقرار الاستراتيجي» بين واشنطن وموسكو. وقال ترامب في البيت الأبيض «خلال الحملة الانتخابية وعدت الشعب الأميركي بأني سأبني درعاً صاروخية متطورة جداً». وأضاف «يسرني اليوم أن أعلن أننا اخترنا رسميا هيكلية هذه المنظومة المتطورة». وأوضح «ستكون القبة الذهبية قادرة على اعتراض الصواريخ حتى لو أُطلقت من جوانب أخرى من العالم، وحتى لو أُطلقت من الفضاء. إنها مهمة جدا لنجاح بلدنا ولبقائه أيضاً». وأشار الرئيس الأميركي إلى أن الجنرال مايكل غيتلاين من قوة الفضاء الأميركية سيترأس المشروع، مضيفاً أن كندا أعربت عن اهتمامها بالمشاركة فيه لأنها «تريد الحصول على الحماية أيضاً». وفيما قال ترامب إن الكلفة الإجمالية للمشروع هي 175 مليار دولار، قدّر مكتب الميزانية في الكونغرس كلفة الصواريخ الاعتراضية للتصدي لعدد محدود من الصواريخ البالستية العابرة للقارات، بين 161 مليار دولار و542 ملياراً على مدى 20 عاماً. ولـ «القبة الذهبية» أهداف أوسع، إذ قال ترامب إنها «ستنشر تقنيات الجيل المقبل براً وبحراً وعبر الفضاء، بما في ذلك أجهزة الاستشعار الفضائية والصواريخ الاعتراضية». بدوره، أوضح وزير الدفاع بيت هيغسيث، متحدثاً إلى جانب ترامب، أن هذه المنظومة تهدف إلى حماية «البلاد من صواريخ كروز والصواريخ البالستية والصواريخ الفرط صوتية، سواء كانت تقليدية أو نووية». «حرب النجوم» في نهاية يناير الماضي، وقّع ترامب مرسوماً لبناء «قبة حديدية»، تكون وفق البيت الأبيض درعاً دفاعية متكاملة مضادة للصواريخ لحماية أراضي الولايات المتحدة. وكانت روسيا والصين وجّهتا انتقادات إلى ذاك الإعلان الذي رأت فيه موسكو مشروعاً «أشبه بحرب النجوم»، في إشارة إلى المصطلح الذي استُخدم للدلالة على مبادرة الدفاع الاستراتيجي الأميركي في عهد الرئيس رونالد ريغان إبان الحرب الباردة. وفي وقت سابق من الشهر الجاري انتقدت موسكو وبكين مفهوم «القبة الذهبية»، واعتبرتا أنه «مزعزع للاستقرار»، ويُهدد بتحويل الفضاء إلى «ساحة حرب». وجاء في بيان نشره الكرملين بعد محادثات بين الجانبين أن المشروع «ينص بشكل واضح على تعزيز كبير للترسانة اللازمة لمعارك في الفضاء». وتسمية «القبة الحديدية» تم إطلاقها على واحدة من المنظومات الدفاعية الإسرائيلية التي تحمي الدولة العبرية من هجمات صاروخية أو بمسيّرات. وهذه المنظومة اعترضت آلاف الصواريخ منذ دخولها الخدمة في العام 2011. ويبلغ معدّل اعتراضها لأهدافها نحو 90 في المئة، وفق شركة «رافائيل» الإسرائيلية للصناعات العسكرية التي شاركت في تصميمها. وتواجه الولايات المتحدة تهديدات صاروخية من دول عدة، خصوصاً من روسيا والصين، وفق ما أفادت وثيقة «ميسيل ديفنس ريفيو» لعام 2022 الصادرة عن البنتاغون. وذكرت أن بكين تعمل على تقليص الهوة مع واشنطن في ما يتعلق بتكنولوجيا الصواريخ البالستية والصواريخ الفرط صوتية، بينما تعمل موسكو على تحديث منظوماتها للصواريخ العابرة للقارات وتطوير صواريخ دقيقة متقدمة. كذلك، أشارت إلى أن التهديد الذي تمثّله المسيّرات التي تؤدي دوراً رئيسياً في حرب أوكرانيا، من المرجح أن يزداد، محذّرة من خطر إطلاق صواريخ بالستية من كوريا الشمالية وإيران، فضلاً عن التهديدات الصاروخية من جهات أخرى. واكتسبت الولايات المتحدة خبرة قيّمة في الدفاع ضد الصواريخ والطائرات المسيّرة في السنوات الأخيرة. في أوكرانيا، استُخدمت منظومات أميركية لمواجهة الصواريخ الروسية المتقدمة، فيما ساهمت طائرات وسفن حربية أميركية في الدفاع عن إسرائيل ضد الهجمات الإيرانية العام الماضي، وأسقطت صواريخ ومسيّرات أطلقها الحوثيون المدعومون من طهران في اليمن على سفن.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store