
حلول واقعية للتخلص من التلوث البيئي
نشرت جريدة «الراي» في عددها الصادر في 16 مارس الماضي، افتتاحية بعنوان «بُقعة ضوء... صحيّة»، متناولةً موضوعاً في غاية الأهمية، يوجب علينا توجيه الشكر إليها على طرحه، وهذا ليس بغريب على «الراي» التي عودتنا دائماً، على إثارة المواضيع التي تصب في مجرى المصلحة العامة، خصوصاً ما يتعلق بمشاكل التلوث البيئي وضررها الجسيم على صحة الفرد، كونها المسبب الرئيسي لزيادة نسبة الأمراض السرطانية وغيرها، الناجمة عن تراكم النفايات وعدم التخلص منها، بما يتوافق مع اشتراطات ومعايير برنامج الأمم المتحدة للبيئة، والرؤية الإستراتيجية الوطنية لإدارة النفايات بدولة الكويت 2040.
أظهرت افتتاحية «الراي»، أن هناك تزايداً بلغ 79 في المئة في حالات الوفيات، بسبب الأمراض غير السارية، وأن نسبة إصابات الجهاز التنفسي والالتهابات الرئوية ارتفعت 94 في المئة، ما يطرح سؤالاً جوهرياً: ما الذي يجب عمله للتصدي لتلك المسببات؟ وكيف يمكن خلق بيئة نظيفة مستدامة في البلاد، خالية من التلوث.
ما يجب الاعتراف به، أولاً، هو أن دولة الكويت تحتل آخر الترتيب في قائمة الدول الأكثر تضرراً من سوء الأداء البيئي، وفق مؤشرات التكيف البيئي العالمي، حيث شهدت البلاد ارتفاعاً كبيراً في نسبة زيادة المخلفات بمختلف أنواعها، سواء كانت سكانية، صناعية، زراعية، أو من مخلفات التعدين أو الهدم وغيرها، نظراً للتطور العمراني والنمو الاقتصادي المحلي، وأن طمر وترك تلك النفايات الخطرة دون إعادة تدوير أو معالجة، أدى إلى تفاقم الضرر البيئي، وشكّل كارثة بيئية ذات جذور خطرة، قد يؤدي عدم تداركها إلى الإضرار بجودة الحياة في المستقبل، واستنزاف مقدرات الدولة الطبيعية والمالية.
والمعروف أن الغازات المنبعثة من تلك النفايات، كغاز ثاني أكسيد الكربون والميثان، تعد المصدر الرئيسي لتلوث البيئة الهوائية، وتشكل مياه الرشاحة الناتجة عن ترسب النفايات، المسبب الرئيسي أيضاً لتلوث المياه الجوفية والبيئة المائية للبلاد، وغيرها الكثير من الأضرار الصحية والبيولوجية.
وعلى سبيل المثال، هناك 19 موقعاً لردم النفايات في البلاد، 14 منها مغلقة ومتروكة دون معالجة، وكان من الأجدر، مثلاً، فرز وإعادة تدويرالورق والبلاستيك والحديد والخشب منها، وإعادة استخدام المواد الإنشائية والإلكترونية، ومعالجة والتخلص مما تبقى منها دون ردم، واستغلال تلك الأراضي في مشاريع تنموية، كتحويلها إلى محطات توليد كهرباء أو مشاريع لإنتاج الوقود الحيوي، لتدر دخلاً لخزينة الدولة.
كذلك واجهت الكويت مشاكل الحريق المتكررة، نظراً لتخزين نحو 4 ملايين من الإطارات المستخدمة في منطقة السالمي، والتي تعد «أكبر مقابر» الإطارات المستخدمة في العالم، وما يلازمها من مخاطر تفشي الغازات السامة الصادرة منها، وكان واجباً، منذ البداية، ألا يتم تخزينها بهذه الكيفية، بل التخلص منها فوراً وإعادة تدويرها واستخدامها كمواد أولية لإنتاج الطاقة.
ولمعالجة مثل هذه الإشكالات البيئية الخطرة، يتوجب إعادة العمل بالنهج المعمول به في قطاعات الدولة المختلفة، والذي يكمن في استقطاب الشركات ذات الخبرة في مجال إدارة النفايات، مع الإيقاف الكلي والفوري لعمليات الطمر، والالتزام بتوفير حلول جذرية حديثة وعصرية، لمعالجة والتخلص من النفايات المتراكمة والعالقة في المرادم المغلقة والمستمرة، بالشكل الذي يتوافق مع معايير الاستدامة البيئية.
كما يجب التعامل، مستقبلاً، بنظام «one stop shop»، أي أن المسؤولية الكاملة تقع على عاتق المتعهد بالتخلص من النفايات، دون تخصيص أي أراضٍ للردم، لتفادي مشاكل التلوث البيئي، وأن يكون المتعهد مؤهلاً ومطابقاً لشروط ومواصفات التخصيص المدروسة من قبل الجهة الطالبة للعمل، كما هو معمول به حاليا بعقود الهيئة العامة للصناعه ووزارة الصحة، للتعامل مع النفايات الصناعية والطبية والتخلص منها في محطات المعالجة والمحارق المخصصة، وتسليط الضوء على الأنشطة المجتمعية التثقيفية، التي تعزّز من الوعي البيئي، لخلق الاستدامة البيئية التي تهدف إلى تحسين رفاهية الفرد والمجتمع، من خلال حماية رأس المال الطبيعي.
* نائب رئيس مجلس إدارة شركة الوطنية للتنظيف

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ يوم واحد
- الرأي
انخفاض علاج السرطان بالخارج بفضل توفير أحدث الأجهزة والتقنيات
- قسم الأورام في مستشفى جابر أول قسم لعلاج السرطان خارج مركز الكويت لمكافحة السرطان - نسب الإصابة عالية بجميع دول العالم لتغيير نمط الحياة والغذاء والتلوث - أهم شيء للنجاة من السرطان هو الكشف المبكر - دواء نيفولوماب علاجي وليس وقائياً ونستخدمه في الكويت منذ 2014 - نسبة الشفاء من سرطان الثدي إن اكتشف في المراحل الأولى تصل إلى 90 في المئة - تطور كبير في علاجات الأورام... فهناك المناعي والموجه والجيني أكد رئيس قسم الأورام في مستشفى جابر الدكتور فيصل التركيت أن «نسب الإصابة بالسرطان في جميع دول العالم تعد عالية بسبب تغيير نمط الحياة والغذاء وقلة ممارسة الرياضة والتلوث البيئي وغيرها من الأسباب». وشدد التركيت في لقاء مع «الراي» على «أهمية الكشف المبكر عن الإصابة بالسرطان»، مشيراً إلى الكشف المبكر يجعل نسبة التشافي عالية جداً مع إمكانية التخلص نهائياً من المرض في مراحله الأولى». وحول الجديد بشأن دواء نيفولوماب، أوضح أن الدواء كان يعطى عن طريق الوريد خلال مدة ساعة، ولكن وفق دراسة بريطانية حديثة، سيعطى عن طريق إبرة تحت الجلد خلال 5 دقائق، مبيناً أن الدواء علاجي وليس وقائياً، ويستخدم في الكويت منذ 2014 لعلاج كثير من أنواع السرطان. وأشار إلى أنه بسبب توفير أحدث العلاجات والأجهزة والتقنيات في الكويت، شهدت حالات العلاج في الخارج من مرضى السرطان انخفاضاً ملحوظاً، لافتاً إلى أن نحو 366 مريضاً تلقوا 1850 جرعة علاج كيماوي في مستشفى «جابر» خلال 2024». وفي ما يلي تفاصيل اللقاء: • ما نسبة الشفاء من بعض الأورام السرطانية؟ - شهد طب الأروام بصفة عامة تطوراً وتحسناً كبيراً، بسبب تطور العلاجات، فنسبة النجأة من الأورام تحسنت على مستوى العالم، وكذلك حدث تطور في نسبة الوفيات حيث انخفضت كثيراً في الوقت الحالي مقارنة بالسنوات الماضية. • لكن ما نسب الشفاء الحالية من بعض الأورام؟ - تصل نسبة الشفاء من سرطان الثدي إن اكتشف في المراحل الأولى إلى 90 في المئة، كما تصل النسبة في سرطان القولون إلى 70 في المئة، وذلك يعتمد على اكتشاف المرض في المراحل الأولية. وفي سياق تطور علاجات الأورام، نجد أن الشخص المصاب بسرطان الرئة في مراحل متقدمة كان يعيش في الماضي بضعة أشهر، أما الآن فنسبة النجاة تحولت من أشهر معدودة إلى سنوات، وهناك مرضى يعيشون من 4 إلى 6 سنوات، لكن دائماً نذكر أن أهم شيء للنجاة من السرطان هو الكشف المبكر، لأن ذلك يجعل نسبة التشافي التام عالية جداً، أو حتى نستطيع التخلص من المرض من المراحل الأولى. • هل من أسباب لزيادة نسبة الأورام السرطانية عالمياً ومحلياً؟ - نسب الإصابة بالسرطان عالية جداً، مقارنة بالسنوات السابقة، وهذه الأرقام تعكس صورة شاملة في جميع دول العالم، فهناك زيادة في نسبة الأورام السرطانية محلياً وعالمياً، وهناك عدة أسباب لذلك منها تغيير نمط الحياة، وقلة ممارسة الرياضة، ونمط الغذاء والتلوث البيئي، وكذلك زيادة الوعي المجتمعي بشأن الفحص الدوري، وتطور طب الأورام، حيث في الماضي كان كثير من حالات الوفاة تحدث بسبب الأورام دون العلم بها. • ما أهمية التشخيص المبكر للأورام السرطانية؟ - من أهم أسباب زيادة نسب الشفاء من الأورام هو الكشف المبكر عن المرض، قبل أن يشتكي المريض من الأعراض بالمراحل الأولية، ومن فوائد ذلك أن خطط العلاج أكثر، والعلاجات المناسبة أكثر وكذلك تقل تكلفة العلاج، حيث في الدول المتقدمة هناك تركيز على الكشف المبكر، لأنه يزيد نسبة النجاة ويقلل تكلفة العلاج. • ماهي أحدث العلاجات للأورام السرطانية، وهل هناك علاجات وقائية من الإصابة بالسرطان؟ - في السنوات الأخيرة حدث تطور كبير في علاجات الأورام فهناك العلاج المناعي، والعلاج الموجه، والعلاج الجيني، كما حدث تطور في طرق العلاجات التقليدية كالعمليات الجراحية، وأسلوب العلاج الإشعاعي والكيماوي، حيث مضاعفات العلاج الكيماوي أقل من الماضي، والعمليات أصبحت أدق ونتائجها أفضل، وتوجد العلاجات الحديثة والوقائية مثل تطعيم سرطان الرحم كتطعيم HPV. • ما أبرز المستجدات التي نشرت بشأن دواء نيفولوماب؟ - هذا العلاج نستخدمه في الكويت منذ 2014 أي منذ أكثر من 10 سنوات لعلاج أنواع كثيرة من السرطان، ويعطى عن طريق الوريد لمدة تبلغ نحو ساعة، ولكن وفق دراسة أجريت في بريطانيا أصبح العلاج يُعطى عن طريق إبرة تحت الجلد تستغرق 5 دقائق، وهذا التطور طبيعي لجميع الأدوية. لقد كان لدينا كثير من الأدوية كانت تعطى عبر الوريد وأصبحت تعطى الآن عبر إبرة تحت الجلد، وهذا الجيل الجديد من هذا الدواء سيتم توفيره في الكويت، بعد حصوله على ترخيص وكالة الأدوية الأوروبية ووكالة الدواء والغذاء الأميركية FDA. • هل يعد دواء نيفولوماب علاجاً وقائياً؟ - هو علاج متطور نستخدمه منذ 10 سنوات، لكنه ليس وقائياً للحماية، ولا يعد تطعيماً نهائياً بل علاج يستخدم لسرطانات الرئة والمريء والرحم والليمفوما وغيرها. والجديد وفق الدراسة البريطانية، فقد أصبح هذا الدواء متوفراً عن طريق إبرة تحت الجلد تعطى خلال مدة 5 دقائق بدل ساعة، لكنه يستخدم لعلاج نفس الأمراض التي كان يستخدم لعلاجها في السابق. • ما أعداد الحالات السنوية التي تراجع قسم الأورام في مستشفى جابر سنوياً؟ - يعد قسم الأورام في مستشفى جابر أول قسم لعلاج السرطان خارج مركز الكويت لمكافحة السرطان، وقد تم افتتاحه عام 2022 لتسهيل وصول المرضى في منطقة مبارك الكبير للخدمات الصحية. وقدّم قسم الأورام في مستشفى جابر 1850 جرعة علاج كيماوي لنحو 366 مريضاً خلال عام 2024 حيث يقدم القسم العلاج لحالات السرطان، ليس عبر عمليات جراحية، لكنه يقدم العلاج الكمياوي وهو جزء لا يتجزأ من مركز الكويت لمكافحة السرطان. • مع تطور الخدمات الصحية في البلاد، هل انخفضت حالات الابتعاث للعلاج بالخارج سيما حالات الأورام السرطانية؟ - نعم هناك انخفاض ملحوظ حيث كانت تذهب مئات الحالات للعلاج بالخارج، لكن نتيجة توفر العلاجات المتطورة، وتوفير أحدث الأجهزة والتقنيات قلت الأعداد كثيراً وانخفضت أعداد الابتعاث بشكل ملحوظ. طرق كثيرة للكشف المبكر أبرزها بالماموجرام والمناظير حول سبل الكشف المبكر عن الأورام السرطانية، أكد التركيت أن هناك سبلاً كثيرة ومن ذلك فحص الماموجرام للكشف المبكر عن سرطان الثدي، وإجراء المناظير السنوية للرجال والنساء الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً في ما يخص سرطان القولون، وعمل الفحوصات اللازمة للكشف عن سرطانات الرحم والمبيض وكذلك الحرص على أخذ تطعيم HPV، كما ينبغي أن يحرص المدخنون على الفحص المبكر عبر الأشعة المقطعية قليلة الصبغة، لفحص سرطان الرئة. دور إيجابي للتوعيةالوقائية في الشفاء حول برامج التوعية التي دشنتها وزارة الصحة للوقاية من الأمراض السرطانية، أوضح التركيت أن هذه البرامج انعكست بشكل إيجابي على معدلات الشفاء من هذه الأورام، مشيراً إلى أنه أثرها كبير على المجتمع. ولفت إلى أن الوعي المجتمعي أصبح أفضل بكثير عن السابق، وقادت هذه البرامج لاكتشاف كثير من حالات السرطان في المراحل الأولى، ما قلل بدوره تكلفة العلاج ومعاناة المرضى، حيث إن غالبية المرضى في الماضي كانوا يأتون في مراحل متقدمة والاستجابة أقل. توفير أحدث الأدوية بشأن توفر علاجات السرطان ودور وزارة الصحة بهذا الشأن، قال التركيت «لقد عملت فترة طويلة في بريطانيا، ورغم التطور الكبير في الخدمات الصحية، إلا أن كثيراً من العلاجات كانت غير متوفرة بسبب غلائها، وليس كل مريض في بريطانيا يحصل على الأدوية التي يمكن أن يحصل عليها المريض في الكويت». وأضاف «عندما جئت إلى الكويت، وجدت أن وزارة الصحة توفر أحدث الأدوية بمجرد حصول الدواء على موافقات وكالة الأدوية والغذاء الأميركية، وبمجرد تسجليها في الكويت فإنه يتم توفيرها إذا كانت غير متوفرة، وذلك عن طريق المكاتب الصحية في الخارج. الخرافات تؤثر سلباً على نسب الشفاء أوضح التركيت أن بعض الخرافات تؤثر سلباً على نسب الشفاء من السرطان، مبيناً أن الخرافات كثيرة وسببها عدم الوعي أو الجهل، داعياً إلى ضرورة أخذ المعلومة من المصادر الطبية الموثوقة، لا سيما في ما يتعلق بما يثار عن العلاجات العشبية. وأضاف «لاحظنا زيادة الوعي المجتمعي الكبير بشأن العلاجات الطبية المعتمدة كالعمليات الجراحية الدوائية أو العلاجات الكيماوية أو الإشعاعية، ومن الجدير أنه ليست هناك حالة من الحالات التي مرت عليّ وقد استفادت من الاعشاب في علاج الأورام، بل للأسف هناك مرضى يتم تشخيص إصابتهم بالورم في المراحل الأولى، ونسبة الشفاء تتجاوز 70 في المئة، وللأسف يختفي المريض أو المريضة، ويذهب إلى دولة من الدول ويأخذ العلاجات الشعبية أو العشبية، وعندما يعود للبلاد بعد نحو سنة نجد أن المرض انتشر وتطور».


الرأي
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- الرأي
275 مليون دولار حجم التجارة الزراعية... بين الكويت وأميركا في 2024
- العوضي: الكويت خطت خطوات ملموسة لتعزيزالأمن الغذائي وسلامة الأغذية - الحصول على غذاء آمن وكافٍ والارتقاء بمنظومة التغذية حجر زاوية في تحقيق التنمية المستدامة - ساساهارا: أميركا والكويت تتمتعان بعلاقة تجارية قوية تدعمها شراكة وثيقة اقتصادية وتجارية - تحديات السمنة والسكري والأمراض المزمنة لاتزال قائمة في الكويت والخليج أكد المشاركون في «القمة السنوية الرابعة لسلامة الغذاء والتغذية»، التي نظمتها وزارة الصحة بالتعاون مع الهيئة العامة للغذاء والتغذية، ووزارة الزراعة الأميركية، وسفارة الولايات المتحدة لدى البلاد، في مقر وزارة الخارجية أمس، أهمية التعاون الدولي لمواجهة تحديات الأمن الغذائي وسلامة الأغذية، مشددين على ضرورة تبادل الخبرات في استخدام التكنولوجيا في هذا الملف الحيوي. وأكد وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي، في كلمة له أثناء القمة، التي تستمر يومين، بمشاركة واسعة من ممثلي الجهات المعنية في دول مجلس التعاون الخليجي، أن «الكويت خطت خطوات ملموسة لتعزيز منظومة الأمن الغذائي وسلامة الأغذية، بدءاً بإطلاق إستراتيجية الأمن الوطني الغذائي، مروراً بتحديث لائحة الأغذية المستوردة ولائحة المقاصف المدرسية». حجز الزاوية وقال العوضي إن «الهيئة العامة للغذاء والتغذية تقوم بحملات تفتيشية ورقابة دورية على المنشآت في مختلف المحافظات، لترسيخ ثقافة الوقاية وضمان الالتزام بأعلى معايير السلامة»، معتبراً أن «ضمان حصول الجميع على غذاء آمن وكافٍ، والارتقاء بمنظومة التغذية وسلامتها، يمثلان حجر زاوية في مسيرة تحقيق التنمية المستدامة وطنياً ودولياً». وأوضح أن «وضع صحة الإنسان وكرامته في صميم السياسات والبرامج الوطنية والدولية يأتي متوازياً مع خطة التنمية العالمية المستدامة 2030 التي تبنتها الأمم المتحدة وتحديداً القضاء على الجوع وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية وتعزيز الزراعة المستدامة لبناء عالم أكثر عدلاً واستدامة وإنصافاً للأجيال القادمة». ولفت إلى أن «الاستثمار الخليجي في الإنسان، وتأهيل كوادر خبيرة في مجالات التفتيش الغذائي والتحليل المخبري، من شأنهما الدفع بعجلة الأمن الغذائي الوطني، باستثمار لا يقدر بثمن من أجل ضمان مستقبل صحي وآمن مستدام». وأشاد بالتعاون الدولي في هذا الشأن، ولاسيما الهيئات المعنية في منظومة الأمم المتحدة والولايات المتحدة وشركاء آخرين في دعم مسيرة تطوير الأنظمة في الحفاظ على الأمن الغذائي وسلامته. علاقة متنامية بدورها، أكدت السفيرة الأميركية لدى البلاد كارين ساساهارا، أن «الولايات المتحدة والكويت تتمتعان بعلاقة تجارية قوية ومتنامية، تدعمها شراكتنا الوثيقة في القطاعات الاقتصادية والتجارية، بما في ذلك تجارتنا الثنائية في المنتجات الزراعية، التي بلغ حجمها 275 مليون دولار في العام الماضي»، لافتة إلى أن «التجارة الزراعية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي بلغت 3.6 مليار دولار». وتابعت ساساهارا أن «فريق السفارة عمل مع الجهات الحكومية الكويتية والمزارعين الكويتيين لمناقشة التحديات التي تواجه الأمن الغذائي في البلاد، وكيف يمكن للتقنيات والمنتجات الزراعية الأميركية أن تكون جزءاً من الحلول التي تسعى الكويت لتحقيقها». واعتبرت أن «الزراعة والغذاء ليسا مجرد صناعات فحسب، بل هما جسور تربط بين الشعوب والدول، ومحركات تخلق فرصاً اقتصادية وازدهاراً مشتركاً. تهدف هذه القمة إلى تعميق الفهم وتبادل أفضل الممارسات في مجالات الأمن الغذائي، وسلامة الأغذية، والتغذية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون. وللمرة الأولى، أضفنا الأمن الغذائي إلى جدول أعمال القمة، لأن سياسة سلامة الأغذية الفعّالة تُعدّ أساساً للأمن الغذائي؛ فهي تحمي الصحة العامة وتضمن في الوقت ذاته توافر إمدادات غذائية مستقرة ومستدامة وموثوقة. إن هدفنا المشترك هو ضمان الوصول إلى غذاء آمن ومغذٍ للجميع». حواجز تجارية وأضافت ساساهارا «صادراتنا الزراعية 191 مليار دولار في عام 2024. ومن خلال برامج المساعدات الغذائية التي نقدمها، نبني الأسواق والشراكات التي تخدم مصالحنا الإستراتيجية. ومع ذلك، فإن مزارعينا يبحثون عن شركاء أيضاً، شركاء مستعدون لتوسيع نطاق التصدير، وتبادل الخبرات، وبناء سلاسل إمداد مرنة»، معتبرة أنه «يجب على الدول أن تعيد النظر في الحواجز التجارية التي تعوق حركة الغذاء والمنتجات الزراعية على مستوى العالم. فالتجارة المفتوحة والاستثمار الذكي في التكنولوجيا الجديدة والناشئة سيُسهمان في إطعام عدد أكبر من الناس أكثر ما تفعله المساعدات الغذائية الموقتة». وزادت «سواء في الكويت أو على مستوى منطقة الخليج العربي الأوسع، لاتزال تحديات السمنة، والسكري، والأمراض المزمنة قائمة. والولايات المتحدة تواجه هذه التحديات نفسها وتسعى لمعالجتها من خلال تحسين الجودة الغذائية للإمدادات الغذائية، وفهم الأسباب الجذرية، وتشجيع التعاون مع القطاع الصناعي. ونحن ندرك أنه لا يمكننا معالجة هذه القضايا دون مشاركة القطاع الخاص. ولهذا، نحن ندعم زيادة انخراط القطاع الصناعي لجعل الغذاء أكثر أماناً وصحة – سواء في الداخل أو في الخارج. كما نحرص على دعم الشركات الأميركية العاملة في قطاعي الأغذية والزراعة لبناء شراكات عالمية تعزز التغذية والقدرة على الصمود. وتُعتبر هذه القمة فرصة لتعزيز العلاقات الأميركية-الكويتية وتوسيع نطاق التعاون الإقليمي». 600 مليون إصابة و420 ألف وفاة تلوث الأغذية سنوياً قال وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي إن «التجارب العملية والدراسات العلمية تظهران أن الإهمال في سلامة الغذاء والتغذية لا يقاس بالأرقام فحسب، بل بحجم المعاناة الإنسانية، إذ تظهر تقارير منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 600 مليون إنسان يصاب بالأمراض سنوياً بسبب تلوث الأغذية، وأن تلك الأمراض تسبب وفاة أكثر من 420 ألفاً سنوياً بينهم 125 ألفاً دون سن الخامسة، أو نحو 30 في المئة، فيما يشكل الأطفال نسبة 9 في المئة من تعداد السكان في العالم». وأضاف أن «هذه النسب تؤكد الحاجة الماسة لتعزيز نظم سلامة الأغذية على المستويات الوطنية والدولية، وتكثيف الجهود التوعوية لضمان توفير غذاء آمن للجميع، خصوصاً الأطفال الذين هم أكثر عرضة للمخاطر الصحية الناتجة من الأغذية الملوثة». زيارة ترامب... سعادة وترقب النتائج علقت السفيرة الأميركية كارين ساساهارا، على زيارة الرئيس دونالد ترامب، إلى عدد من دول الخليجي بالقول، «نحن سعداء بزيارة الرئيس ترامب للمنطقة، فهو تجمعه علاقات راسخة مع زعماء دول الخليج منذ ولايته الأولى»، مضيفة «وهو الآن يستأنف العلاقات عبر مناقشات مهمة جداً خاصة بالعلاقات الثنائية والإقليمية والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ونحن بانتظار التقدم الذي ستحرزه هذه المناقشات». الأمن الغذائي... تحديثات ومخاطر ذكرت رئيسة مجلس الإدارة مديرة الهيئة العامة للغذاء والتغذية الدكتورة ريم الفليج، أن «المؤتمر يمثل النسخة الرابعة، حيث سبقته ثلاث نسخ في دول مجلس التعاون الخليجي»، لافتة إلى أن «أهمية هذا المؤتمر تنبع ليس فقط من تناوله سلامة الغذاء بل الأمن الغذائي، وهو ملف مهم جداً لدول العالم أجمع، في ظل الحرص على توافر الغذاء بصورة سليمة، بالتزامن مع التحديات التي تواجه سلاسل الإمدادات الغذائية والأمراض المنقولة بالغذاء». وشددت على أن «دول العالم تواجه تحديات في مجال الأمن الغذائي، وتناقش المخاطر وكيفية معالجتها عند التطبيق، ومن هنا تكمن أهمية التعرف على التجارب المختلفة». غذاء... مطابق للمواصفات القياسية قال نائب مدير الاتحاد الكويتي للأغذية نبيل الزيني، إن «الاتحاد يعمل منذ العام 1978، وخلال هذه العقود يحرص على المشاركة في كافة الفعاليات والمؤتمرات، من أجل تبادل الخبرات والاطلاع على أحدث السبل التي تؤمن سلامة الغذاء»، لافتاً إلى أن «ثمة تواصل دائم شبه يومي مع الهيئة العامة للغذاء من أجل التنسيق والتعاون، فضلاً عن عضوية الاتحاد في لجان الهيئة». وأشاد بـ«الضوابط المحلية الموضوعة من قبل (الهيئة) لتأمين سلامة الغذاء والحرص الشديد على مصلحة المستهلك وضمان حصوله على غذاء مطابق للمواصفات القياسية».


المدى
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- المدى
مرصد عالمي: نصف مليون شخص يواجهون الموت جوعاً في غزة
قال مرصد عالمي لمراقبة الجوع، اليوم الاثنين، إن سكان قطاع غزة بأكمله لا يزالون يواجهون خطر المجاعة الشديد، وإن نصف مليون شخص يواجهون الموت جوعاً، ووصف هذا بأنه 'تدهور كبير' منذ أحدث تقرير أصدره في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وحلل أحدث تقييم صادر عن 'التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي' الفترة من أول أبريل (نيسان) إلى العاشر من مايو (أيار) من هذا العام، وأعطى توقعات للوضع حتى نهاية سبتمبر (أيلول). يأتي هذا بينما أغلقت عشرات المطابخ الخيرية (التكايا) في قطاع غزة أبوابها، الأسبوع الماضي، بسبب نقص الإمدادات مما أدى إلى قطع شريان الحياة عن مئات الآلاف من الأشخاص في انتكاسة أخرى للجهود المبذولة لمكافحة الجوع المتزايد في القطاع. كما أعلنت مؤسسة 'ورلد سنترال كيتشن' الخيرية، ومقرها الولايات المتحدة، نفاد المكونات اللازمة لتوفير الوجبات المجانية التي تشتد الحاجة لها، مضيفاً أن إسرائيل منعتها من جلب المساعدات. وتواجه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة لرفع حصار المساعدات الذي فرضته في مارس (آذار) بعد انهيار وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة والذي أوقف القتال لمدة شهرين. وتتهم إسرائيل وكالات، بما في ذلك الأمم المتحدة، بالسماح لكميات كبيرة من المساعدات بالوقوع في أيدي حركة حماس. وتنفي حماس هذا الادعاء وتتهم إسرائيل باستخدام المجاعة كسلاح ضد السكان. وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة قد قال الأسبوع الماضي، إن أكثر من مليوني شخص، أي معظم سكان غزة، يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء، إذ اختفت المواد الغذائية في أسواق غزة. وارتفعت الأسعار إلى ما يتجاوز إمكانيات غالبية السكان خاصة أسعار الدقيق، الذي أصبح شحيحاً ويباع بحوالي 500 دولار للعبوة التي تزن 25 كيلوغراماً، مقارنة بسبعة دولارات في الماضي.