
بعد فضيحة تسريب خطط ضرب الحوثي.. ماذا نعرف عن «سيغنال»؟
لفتت فضيحة تسريب وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث لخطط ضرب مليشيات الحوثي, الأنظار إلى تطبيق «سيغنال» للمراسلة.
وبعدما كشف رئيس تحرير مجلة «ذا أتلاتنيك» الأمريكية جيفري غولدبرغ عن إضافته لمجموعة دردشة على «سيغنال» ناقشت الضربات العسكرية في اليمن، ثارت التساؤلات حول التطبيق ومستوى الأمان الذي يوفره ضد عمليات التسلل الإلكتروني.
وقد يكون «سيغنال» تطبيقا غير شائع بين الأمريكيين حيث إنه يضم حوالي 70 مليون مستخدم في عام 2024 وهو رقم ضئيل مقارنة بمستخدمي التطبيقات الأخرى مثل: "آي مسج" من "آبل" الذي يضم مليار مستخدم نشط شهريًا.
وفي خضم فضيحة تسريبات خطط الحرب، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه طلب من مستشار الأمن القومي مايك والتز "دراسة استخدام المسؤولين الحكوميين لتطبيق سيغنال فورًا" وفقا لما ذكرته شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية التي قدمت في تقرير لها بعض المعلومات عن التطبيق.
ما هو سيغنال؟
سيغنال هو تطبيق لتقديم خدمة مشفرة للرسائل النصية.
قادر أيضًا على التعامل مع مكالمات الهاتف والفيديو.
إنه تطبيق متعدد الاستخدامات للتحدث عبر قناة آمنة مع الآخرين.
يمكن لما يصل إلى 1000 شخص الانضمام إلى دردشة جماعية عبر التطبيق.
يمكن ضبط الرسائل لتختفي بعد فترة زمنية محددة.
يكتسب شعبيةً متزايدة بفضل تشفيره الشامل، مما يعزز الاعتماد عليه خلال فترات عدم اليقين أو الأحداث الخاصة وفقًا لما ذكره باولو بيسكاتوري، المحلل في "بي بي فورسايت".
يمنع تشفير «سيغنال» أي طرف ثالث من الاطلاع على محتوى المحادثات أو الاستماع إلى المكالمات، وهو ما يعني أن أطراف أي محادثة سواء نصية أو صوتية هم فقط من يمتلكون مفتاح فك تشفيرها.
وعلى عكس تطبيق المراسلة الشهير «تليغرام»، يكون التشفير على سيغنال مُفعّلًا افتراضيًا، كما يُؤكد التطبيق أنه لا يجمع أو يخزن أي معلومات حساسة.
من يملك سيغنال؟
التطبيق مملوك لمؤسسة "سيغنال" غير الربحية، التي أسسها المؤسسان المشاركان موكسي مارلينسبايك وبريان أكتون لدعم عمليات التطبيق، بالإضافة إلى "استكشاف مستقبل الاتصالات الخاصة"، وفقًا لموقع المؤسسة الإلكتروني الذي يؤكد أن المؤسسة منظمة غير ربحية "لا تضم معلنين أو مستثمرين، بل يعتمد دعمها فقط على مستخدميها ومُقدّريها".
ويتألف مجلس إدارة المؤسسة من 5 أعضاء، من بينهم مارلينسبايك وأكتون، اللذان شاركا في تأسيس واتساب وتبرعا بمبلغ 50 مليون دولار لإنشاء المؤسسة.
متى أنشئ؟
أُنشئ تطبيق سيغنال قبل أكثر من عقد على يد مارلينسبايك، وهو رائد أعمال شغل لفترة وجيزة منصب رئيس أمن المنتجات في "تويتر" بعدما باع شركته الناشئة لأمن الهواتف المحمولة، "ويسبر سيستمز"، إلى شركة التواصل الاجتماعي عام 2011.
ولإنشاء "سيغنال"، دمج مارلينسبايك تطبيقين مفتوحي المصدر، أحدهما للرسائل النصية والآخر للمكالمات الصوتية.
هل يُمكن اختراق سيغنال؟
يُشيد "سيغنال" بخصوصية خدمته، ويتفق الخبراء على أنها أكثر أمانًا من الرسائل النصية التقليدية لكنهم يحذّرون أيضًا من إمكانية اختراقه.
وفي فبراير/شباط الماضي، أرسلت وكالة الأمن القومي نشرة أمنية تشغيلية خاصة إلى موظفيها تُحذّرهم من ثغرات أمنية في تطبيق سيغنال، وذلك وفقًا لوثائق داخلية حصلت عليها "سي بي إس نيوز".
وذكرت مذكرة الوكالة "تمّ رصد ثغرة أمنية في تطبيق سيغنال للمراسلة.. استخدام سيغنال من قِبل جهات معتادة على أنشطة المراقبة والتجسس جعله هدفًا بالغ الأهمية لاعتراض المعلومات الحساسة".
وردّا على ذلك، قالت شركة "سيغنال" في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي أمس الثلاثاء إن "مذكرة وكالة الأمن القومي استخدمت مصطلح (ثغرة أمنية) لكن هذه الثغرة لا علاقة لها بالتقنية الأساسية للتطبيق.. لقد كانت المذكرة تُحذّر من عمليات التصيد الاحتيالي التي تستهدف مستخدمي سيغنال" وأضافت "التصيد الاحتيالي ليس جديدًا، وليس عيبًا في تشفيرنا أو في أي من التقنيات الأساسية للتطبيق".
وسابقا، استخدم مسؤولون حكوميون سيغنال للمراسلات التنظيمية، مثل جدولة اجتماعات حساسة وفي عهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، طُلب من الأشخاص الذين حصلوا على إذن بتنزيله على هواتفهم الصادرة عن البيت الأبيض استخدام التطبيق باعتدال.
من يستخدم سيغنال؟
بفضل تشفيره الشامل، غالبًا ما يستخدم سيغنال من قِبل متخصصي الأمن القومي والاستخبارات، بالإضافة إلى النشطاء.
وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" أن تطبيقات المراسلة المشفرة تحظى بشعبية متزايدة لدى المسؤولين الحكوميين، حيث يستخدم بعضهم أرقام هواتف محمولة حكومية، بينما يسجل آخرون حساباتهم بأرقام شخصية.
هل هناك مشكلات قانونية لاستخدام سيغنال؟
ربما يواجه المسؤولون الحكوميون الذين يستخدمون التطبيق مشكلات قانونية وفقا لسام فينوغراد، المساهم في شؤون الأمن القومي في "سي بي إس نيوز"، والذي خدم في وزارة الأمن الداخلي في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما.
وقال فينوغراد إن مشاركة تفاصيل أمنية قومية حساسة عبر سيغنال قد تنتهك قانون التجسس وأضاف "بنقل معلومات سرية عبر منصة غير آمنة مثل سيغنال، زاد كبار المسؤولين الحكوميين الأمريكيين من احتمالية وصول حكومات أجنبية إلى خطط أمنية عملياتية حساسة، مما قد يعرض قواتنا للخطر".
aXA6IDIzLjIzNi4xODMuMjQ0IA==
جزيرة ام اند امز
US

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- العين الإخبارية
رسوم ترامب على أوروبا.. عقاب لا تفاوض
أشعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجدداً التوترات التجارية أمس الجمعة، بعدما هدد بفرض رسوم جمركية حادة على الواردات الأوروبية. وتطال التهديدات منتجات شركة أبل وكافة السلع المستوردة من الاتحاد الأوروبي. وقد أطلق تصريحاته عبر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت مبكر من صباح الجمعة الموافق 23 مايو/أيار الجاري، مما أثار قلق الأسواق العالمية وزاد من المخاوف بشأن التداعيات الاقتصادية المحتملة لتصعيد جديد في الحرب التجارية. ووفقا لترامب، فإذا لم تقم شركة أبل بنقل تصنيع هواتف آيفون من الهند ودول أخرى إلى الولايات المتحدة، فسيتم فرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على منتجاتها. كما أعلن الرئيس الأمريكي عن نية فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على جميع السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي، اعتبارًا من الأول من يونيو/حزيران. ولاحقًا، صرح ترامب من المكتب البيضاوي أن الضرائب المقترحة لن تقتصر على أبل، بل ستشمل سامسونغ وشركات تكنولوجيا أخرى أيضًا. خطوة جريئة ووفقاً لتحليل نشرته صحيفة "فاينشيال تايمز"، فإن الخطوة تعتبر من بين الأكثر جرأة، كما تمثل هذه التهديدات تحولًا كبيرًا بعد أسابيع من الهدوء النسبي في الجبهة التجارية. وعلى الرغم من أن الأسواق المالية لم تشهد انهيارًا، حيث أغلق مؤشر S&P 500 منخفضًا بأقل من 1%، إلا أن محللين حذروا من أن تنفيذ تلك الرسوم قد يكون له عواقب اقتصادية جسيمة. وتمثل هذه التهديدات تحولًا كبيرًا بعد أسابيع من الهدوء النسبي في الجبهة التجارية. وعلى الرغم من أن الأسواق المالية لم تشهد انهيارًا، حيث أغلق مؤشر S&P 500 منخفضًا بأقل من 1%، إلا أن محللين حذروا من أن تنفيذ تلك الرسوم قد يكون له عواقب اقتصادية جسيمة. وقالت ويندي كاتلر، وهي مفاوضة تجارية أمريكية سابقة ونائبة رئيس معهد آسيا للسياسات: "التهديدات لم تعد تحمل نفس الوزن كما كانت سابقًا، لكن من المرجح أن الأمور مع الاتحاد الأوروبي ستزداد سوءًا قبل أن يتم التوصل إلى مخرج". وأكد وزير الخزانة سكوت بيسنت أن تصريحات الرئيس تهدف إلى دفع الأوروبيين نحو التفاوض بجدية أكبر، مضيفًا أن الاتحاد الأوروبي يعاني من "مشكلة في اتخاذ القرار الجماعي"، حيث يمثل مجموعة من 27 دولة ولكن يتفاوض كجسم واحد من بروكسل. لكن تقريرا نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية ذكر إن إدارة ترامب تسعى لإقناع الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم على الواردات الصينية، لكنها لم تنجح حتى الآن بسبب تباين الأولويات التجارية بين الدول الأوروبية. وأوضحت الصحيفة أن مستشاري ترامب أعربوا عن استيائهم من بطء التقدم في المحادثات، مشيرين إلى أن واشنطن لم تتلقَّ أي تأكيد من قادة الاتحاد حول نية فرض رسوم جديدة على السلع الصينية. كما أبدى الاتحاد تمسكه بمواقفه إزاء قضايا مثل ضريبة القيمة المضافة وتشريعات الصحة والتكنولوجيا. ورغم تبادل الوثائق المتعلقة بالتفاوض، لا تزال المفاوضات دون نتائج ملموسة. من جهتها، أبدت بريطانيا، في محادثات منفصلة، استعدادها للمضي في فرض رسوم على الصلب الصيني. كما وجهت الولايات المتحدة طلبات مماثلة لشركاء آخرين مثل اليابان وكوريا الجنوبية. استهداف أبل وأوروبا في منشوراته، وجّه ترامب انتقادات حادة للرئيس التنفيذي لشركة أبل، تيم كوك، كما وصف مفاوضي الاتحاد الأوروبي بأنهم "عنيدين"، واشتكى من أن المحادثات التجارية "لا تسير إلى أي مكان". كما زعم أن العجز التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتجاوز 250 مليون دولار سنويًا، وهو رقم خاطئ في الواقع. تشير بيانات وزارة التجارة الأمريكية إلى أن العجز التجاري مع الاتحاد الأوروبي يبلغ نحو 235 مليار دولار، وليس ملايين كما ذكر ترامب، كما أن الولايات المتحدة تحقق فائضًا كبيرًا في تجارة الخدمات مع أوروبا يتجاوز 70 مليار دولار. علاوة على ذلك، فإن ادعاء ترامب بأن الاتحاد الأوروبي "تأسس بهدف استغلال الولايات المتحدة في التجارة" يتعارض مع الحقيقة التاريخية، حيث نشأ الاتحاد في أعقاب الحرب العالمية الثانية لتعزيز التعاون بين فرنسا وألمانيا ومنع نشوب الحروب مجددًا. ووفقا للتحليل، فقد فوجئ المسؤولون الأوروبيون بتصريحات ترامب، التي صدرت قبل ساعات فقط من مكالمة مرتقبة بين الممثل التجاري الأمريكي جيميسون غرير والمسؤول التجاري الأوروبي ماروش شيفشوفيتش. وفي وقت سابق، اقترح الاتحاد الأوروبي عدة تنازلات، منها تقليل الرسوم الجمركية على السلع الصناعية، وزيادة وارداته من الغاز الطبيعي الأمريكي المسال، والتعاون في قضايا مثل الذكاء الاصطناعي والقدرة الزائدة في صناعة الصلب. لكن إدارة ترامب واصلت الضغط من أجل تنازلات أكبر دون تقديم مقابل ملموس. ويخشى القادة الأوروبيون أن تؤدي مطالب ترامب الضاغطة والمهل الزمنية القصيرة إلى فشل المفاوضات، خاصة أن الاتفاقات التجارية السابقة بين الاتحاد ودول أخرى استغرقت سنوات من التفاوض، في حين منح ترامب الأوروبيين 90 يومًا فقط بعد تعليقه المؤقت لبعض الرسوم الجمركية. وفي حال مضت الولايات المتحدة قدمًا في تنفيذ تهديداتها، فإن الاتحاد الأوروبي قد يرد بالمثل. وقد أعد المسؤولون قائمة بأكثر من 100 مليار دولار من السلع الأمريكية -بما في ذلك الطائرات وقطع غيار السيارات ومنتجات زراعية- لفرض رسوم انتقامية عليها. كما أن حزمة من الرسوم على واردات أمريكية بقيمة 23 مليار دولار، كانت مؤجلة سابقًا، قد تُعاد إلى الواجهة. مخاطر اقتصادية أوسع ويحذر خبراء الاقتصاد من أن هذا النهج قد يضر بالاقتصاد الأمريكي. ووفقًا لتقديرات بنك باركليز، فإن تنفيذ الرسوم الجمركية على نطاق واسع قد يؤدي إلى تباطؤ اقتصادي وارتفاع في معدلات التضخم، وقد يدخل الاقتصاد الأمريكي منطقة الركود خلال العام المقبل. وتتمثل الخطورة في أن هذه الرسوم ستستهدف مباشرة الإلكترونيات الاستهلاكية، وعلى رأسها الهواتف الذكية، التي تُعد من المنتجات الحساسة بالنسبة للمستهلكين. كما أن نقل سلاسل التوريد العالمية إلى داخل الولايات المتحدة -كما يقترح ترامب- سيستغرق سنوات ويتطلب استثمارات ضخمة. وتمثل تهديدات ترامب الأخيرة تصعيدًا كبيرًا في سياسات التجارة الأمريكية، وقد تؤدي إلى تقويض علاقات اقتصادية طويلة الأمد مع الحلفاء الأوروبيين. وبينما يؤكد ترامب أن موقفه المتشدد سيفضي إلى صفقة أفضل، يرى منتقدوه أن الآثار السلبية المحتملة -من ارتفاع الأسعار وتقلب الأسواق إلى إضعاف التحالفات- قد تكون أثقل كلفة من أية مكاسب محتملة. وفي حين أن المسؤولين الأوروبيين يفضلون تجنب حرب تجارية شاملة، إلا أنهم يتحضرون لأسوأ السيناريوهات. وبينما تتواصل المحادثات وسط حالة من الشك وانعدام الثقة، ستحدد الأسابيع القادمة ما إذا كانت الدبلوماسية ستنجح أم أن الأمور ستتجه نحو صدام اقتصادي حاد. aXA6IDQ1LjM4Ljk2LjEwMyA= جزيرة ام اند امز CZ


الاتحاد
منذ ساعة واحدة
- الاتحاد
رئيس الإكوادور يؤدي اليمين ويتعهد بخفض جرائم القتل
أدى دانييل نوبوا اليمين رئيسا للإكوادور، اليوم السبت، وتعهد بتكثيف الجهود الرامية إلى مكافحة عصابات المخدرات وبدعم النمو الاقتصادي. كان نوبوا انتخب في عام 2023 لإكمال فترة سلفه قبل أن يفوز في الانتخابات التي جرت في أبريل الماضي بفارق كبير. وأدى نوبوا اليمين أمام نيلز أولسن بيت رئيس الجمعية الوطنية (مجلس النواب في البرلمان). وقال نوبوا، أمام الجمعية الوطنية، عن ولايته الجديدة "الخفض التدريجي لجرائم القتل سيكون هدفا لا غنى عنه. سنواصل حربنا على الممارسات غير القانونية المتمثلة في تهريب المخدرات ومصادرة الأسلحة والذخائر والمتفجرات، وسنُعزز الرقابة على موانئ البلاد". وخلال فترة حكمه التي استمرت 18 شهرا، أعلن نوبوا الحرب على الجماعات الإجرامية واستعان بمراسيم لنشر الجيش في الشوارع وتعزيز الأمن في الموانئ وتشديد العقوبات على جرائم المخدرات والإرهاب. كما وقع على اتفاقية بقيمة أربعة مليارات دولار أميركي مع صندوق النقد الدولي، وسعى إلى خفض العجز المالي البالغ 4.6 مليار دولار، واجتمع مع بنوك صينية لمناقشة القروض المحتملة. وتوقع نوبوا نموا اقتصاديا قدره أربعة بالمئة هذا العام، على الرغم من أن البنك المركزي يتوقع نموا 2.8 بالمئة.


العين الإخبارية
منذ 4 ساعات
- العين الإخبارية
بالونات الهيليوم.. من فكرة بدائية إلى سلاح استراتيجي بسماء أوكرانيا
تم تحديثه السبت 2025/5/24 09:07 م بتوقيت أبوظبي في زمن تتعقد فيه التكنولوجيا العسكرية إلى حدود الذكاء الاصطناعي والحرب السيبرانية، تنبثق من قلب المعركة الأوكرانية فكرة تبدو لأول وهلة أقرب إلى ألعاب الأطفال: بالونات هيليوم. تلك الفكرة، لم تكن مزحة في ساحة حرب تدار فيها السماء كما الأرض، بل أداة استراتيجية أحدثت فرقًا حاسمًا في ميدان تغزوه المسيّرات والتشويش والتضاريس المعقدة. فكيف؟ قدمت شركة إيروبافوفنا المحلية والتي تأسست عام 2023، حلًا مبتكرًا لتحديات الاتصال التي تواجه هذه الطائرات المسيرة، في تقنية تبدو للوهلة الأولى بدائية لكنها أثبتت أنها فعالة للغاية، وأداة حاسمة في ساحة المعركة الحديثة. يتمثل ذلك الحل في استخدام بالونات مملوءة بالهيليوم مُزودة بأجهزة إعادة بث لاسلكي لتوجيه الطائرات المسيرة سواء القتالية والاستطلاعية، بحسب موقع بيزنس إنسايدر. ويقول الموقع، إن تلك الفكرة سمحت بتوسيع مدى الطائرات المسيّرة الأوكرانية وتجاوز عقبات التشويش الإلكتروني والعوائق الجغرافية. تعتمد الفكرة على تعليق أجهزة إعادة البث اللاسلكية على مناطيد مرنة تطفو بارتفاعات تصل إلى كيلومتر فوق الأرض، مما يوفر "برج اتصالات" متنقل يعزز إشارة الطائرات المسيّرة، خاصةً تلك من نوع FPV (منظور الشخص الأول)، التي تفقد الاتصال غالبًا بسبب التضاريس أو التشويش الروسي. ووفقًا ليوري فيسوفين، الرئيس التنفيذي للشركة، فإن هذه البالونات تسمح للطائرات بالتحليق على ارتفاعات منخفضة خلف التلال أو المباني دون انقطاع الإشارة، وهو ما كان يمثل عقبةً كبيرةً في العمليات الهجومية والاستطلاعية. تمتاز البالونات بسهولة النشر، حيث يمكن إطلاقها خلال 5 إلى 25 دقيقة، وتستمر في التحليق لمدة تصل إلى 7 أيام على متنها حمولات تصل إلى 25 كغم، مثل الهوائيات وأنظمة الحرب الإلكترونية. وتعمل الشركة حاليًا على تطوير نموذج جديد قادر على حمل 30 كغم، ما يسمح بتثبيت معدات أكثر تعقيدًا. وقد نشرت أوكرانيا حتى الآن نحو 50 بالونًا على طول خط الجبهة، وفقًا لتصريحات فيسوفين. تحديات تقنية لكن التحديات التقنية لا تزال قائمة، أبرزها الحفاظ على استقرار البالونات في الظروف الجوية المتقلبة، خاصةً عند حملها معدات حساسة تتطلب تموضعًا دقيقًا للهوائيات. ويوضح فيسوفين، أن: "الرياح تدفع البالون في اتجاهات عشوائية، مما يعقد مهمة توجيه الإشارة بدقة نحو الطائرات". كما تواجه الشركة معضلة التمويل، رغم نجاح منتجاتها ميدانيًا. فبينما تنتج إيروبافوفنا ما بين 10 إلى 20 بالونًا شهريًا، تشير تقديرات فيسوفين إلى أن العروض الاستثمارية التي تلقوها – والتي تصل إلى 40 مليون دولار – لا تكفي للتوسع، مقارنةً بشركات التقنية في وادي السليكون التي تجذب استثمارات ضخمة بأفكار أولية. ورغم ذلك، تُمثل هذه البالونات دليلًا على قدرة الابتكار الأوكراني على تحويل الأدوات البسيطة إلى أسلحة استراتيجية في مواجهة غزوٍ يعتمد على تفوق عددي وتقني. aXA6IDkyLjExMi4xNTMuMzEg جزيرة ام اند امز PL