logo
تحركات صامتة وضغوط أميركية.. هل اقتربت تسوية الحرب في السودان؟

تحركات صامتة وضغوط أميركية.. هل اقتربت تسوية الحرب في السودان؟

الجزيرة١٧-٠٧-٢٠٢٥
الخرطوم- تتسارع التحركات الدولية والإقليمية من أجل وضع نهاية للحرب في السودان ، حيث شهدت الأيام الماضية زيارات غير معلنة واتصالات صامتة بين بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد وعواصم عربية وأفريقية وغربية قبل مؤتمر دولي تعد له واشنطن بشأن السلام في السودان.
ويرى مراقبون أن هناك "طبخة سياسية" تُجرى على نار هادئة لتسوية في السودان لكنها تواجه تحديات، أبرزها تقاطع مواقف دول إقليمية مؤثرة على المشهد السوداني وتوجس أطراف النزاع من حل يضع حدا للطموحات السياسية لقيادات عسكرية في الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وتزايد الاهتمام الأميركي جاء في أوائل يونيو/حزيران الماضي بعد لقاء جمع كريستوفر لاندو نائب وزير الخارجية الأميركي ومسعد بولس مستشار الرئيس الأميركي للشؤون الأفريقية والشرق أوسطية بسفراء السعودية ومصر و الإمارات ضمن المجموعة الرباعية المعنية بالسودان.
وفي أول تصريح له بشأن السودان منذ عودته إلى البيت الأبيض كشف الرئيس دونالد ترامب عن مساع أميركية جادة لإنهاء النزاع عبر مسار التسوية السلمية، مما أثار ارتياحا لدى السودانيين وغموضا في مواقف الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وجاءت تصريحات ترامب خلال لقائه قبل أيام رؤساء 5 دول أفريقية، وشدد خلال اللقاء على أهمية التحرك الأميركي العاجل لدعم الاستقرار في السودان، إلى جانب مناطق أخرى في القارة تشهد اضطرابات.
جولات واتصالات
وكشفت مصادر رسمية سودانية للجزيرة نت أن القيادة تلقت عبر قنوات دبلوماسية توضيحا من الجانب الأميركي قبل لقاء المجموعة الرباعية عن وجود مشروع للسلام في السودان، دون إعطاء مزيد من التفاصيل، وأشارت واشنطن إلى أنها تتشاور مع شركائها لصياغته.
وتقول المصادر -التي طلبت عدم الإفصاح عن هويتها- إن الحكومة أبلغت الجانب الأميركي بطريقة غير رسمية أنها منفتحة على جهود للسلام، وإن أي مساع ينبغي أن تستند إلى خريطة الطريق التي سلمها مجلس السيادة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ، والتي بدأ في تطبيقها عمليا بتسمية رئيس وزراء مدني بعد تعديل الوثيقة الدستورية، وشددت القيادة السودانية على أن موقفها الرسمي سيعلن بعد إطلاعها على تفاصيل المشروع.
واستقبلت بورتسودان قبل يومين مبعوثا سعوديا في زيارة خاطفة لم يعلن عنها، وقالت مصادر للجزيرة نت إن القيادة السودانية أجرت اتصالات مع عواصم عربية وأفريقية للتشاور بشأن عملية السلام وإطلاعها على رؤيتها لإنهاء الحرب.
كما أوفدت القيادة مبعوثا أمنيا سودانيا إلى دول عربية وغربية وأخرى صديقة للسودان للغرض ذاته.
وفي السياق ذاته، أكدت مصادر في الاتحاد الأفريقي للجزيرة نت أن هناك مشاورات مع قوى دولية وإقليمية مع الاتحاد والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) لتسريع عملية السلام في السودان عبر تنسيق الجهود المختلفة، مشيرة إلى عدم وجود خطة محددة للسلام حتى الآن، لكنها توقعت تبلورها خلال الأسابيع المقبلة.
بالمقابل، قال مسؤول في المكتب الإعلامي لقوات الدعم السريع للجزيرة نت إن قيادة القوات لم تتلق شيئا من الجانب الأميركي، لكنها اطلعت على التحركات الدولية في هذا الشأن من الإعلام.
وأعرب المسؤول عن استعداد القوات لأي مساع جادة لوقف الحرب، متهما الجيش بعدم الرغبة في تحقيق السلام، وقال إنهم "سيواصلون القتال حتى يحققوا أهدافهم في السلام والتحول الديمقراطي عبر الحكومة التي يعملون لتشكيلها قريبا في مناطق سيطرتهم".
مسارات مقترحة
ورجحت المصادر الأفريقية -التي طلبت عدم الكشف عن هويتها- أن ثمة مقترحات بـ3 مسارات:
مسار عسكري: عبر مفاوضات مباشرة بين الأطراف المتنازعة تفضي إلى وقف النار وترتيبات أمنية وعسكرية.
مسار سياسي: من خلال إشراك القوى السياسية والمدنية في عملية حوار سوداني للتوافق على رؤية تحمل ترتيبات اليوم التالي ما بعد الحرب.
مسار اقتصادي: لإقرار خطة إنعاش وإعمار ترتبط بمطلوبات سياسية محددة.
من جانبه، طرح بابكر فيصل رئيس حزب التجمع الاتحادي عضو الهيئة القيادية في التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة "صمود" 3 سيناريوهات محتملة لإنهاء الحرب في السودان.
السيناريو الأول: إجراء حوار مباشر بين السلطتين القائمتين في بورتسودان ونيالا، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتشكيل حكومة وحدة وطنية، واعتبر أن هذا النموذج مستلهم من تجربة جنوب السودان ، حيث نجحت الأطراف المتحاربة سابقا في التوصل إلى تسوية سياسية مؤقتة.
السيناريو الثاني: مستوحى من النموذج الليبي، ويستند إلى اتفاق لوقف إطلاق النار دون تسوية سياسية شاملة، بحيث يحتفظ كل طرف بالمناطق التي يسيطر عليها، ويؤسس لحالة من التعايش القسري بين سلطتين منفصلتين على أرض واحدة.
السيناريو الثالث: وقف شامل ودائم لإطلاق النار يتبعه مسار سياسي يشارك فيه المدنيون، ويهدف إلى معالجة جذور الأزمة وضمان عدم تكراره، مما يتطلب توافقا مدنيا واسعا.
ويرى فيصل أن السيناريوهين الأول والثاني لن ينهيا الحرب، بل سيؤديان إلى تهدئة مؤقتة كما حدث في جنوب السودان وليبيا ، والسيناريو الثالث هو الوحيد القادر على ضمان سلام مستدام.
ويحذر فيصل من أن استمرار الحرب وانعدام الإرادة الداخلية لإنهائها سيؤديان إلى تدخل خارجي يفرض أجنداته بالقوة، وقد لا تتوافق هذه الأجندات مع مصالح السودان الوطنية.
اقتسام نتيجة الحرب
بدوره، يرى الخبير في الشؤون الدولية والأمنية عامر حسن أن الاتجاه إلى تسوية يعني اقتسام نتيجة الحرب بين الجيش والدعم السريع، وهو أمر لن يقبل به الشعب السوداني الذي دفع ثمن الحرب قتلا وتهجيرا وتدميرا لممتلكاته العامة والخاصة.
وحسب حديث الخبير للجزيرة نت، فإن الجيش استطاع إزالة الخطر الوجودي للحرب المتمثل في محاولة قوات الدعم السريع اختطاف الدولة، ولكنها تحولت إلى تمرد خطير في غرب السودان ترعاه قوى إقليمية.
وقال حسن إن الحرب الجارية ينبغي أن تكون صفرية عبر حسمها عسكريا بعدما كسبها الجيش، مشددا على أن أي مفاوضات يجب أن تكون لترتيبات حل الدعم السريع لا منحها مكاسب عسكرية وسياسية.
أما المحلل السياسي فيصل عبد الكريم فيعتقد أن واشنطن ستسعى إلى استثمار مشروع التسوية لاستئناف تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل بعدما دفع الرئيس ترامب في دورته الأولى للقاء رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في عنتبي الأوغندية في فبراير/شباط 2020.
وتلا ذلك اللقاء توقيع الخرطوم على اتفاق أبراهام في يونيو/حزيران 2021 وربما يسعى ترامب مجددا -وفقا لعبد الكريم- إلى عقد لقاء آخر بين الرجلين على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر/أيلول المقبل.
ويرى عبد الكريم في حديثه للجزيرة نت أن أبرز التحديات والتعقيدات التي تواجه أي مشروع تسوية للصراع في السودان تتمثل في تباينات القوى الإقليمية المؤثرة على المشهد السوداني حتى في داخل المجموعة الرباعية، يضاف إلى ذلك جانب الطموح السياسي للبرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو"حميدتي"، ورهنهما أي حل بمستقبلهما السياسي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

معاناة اللاجئين السودانيين بين قصف المسيّرات والغرق بمياه السيول
معاناة اللاجئين السودانيين بين قصف المسيّرات والغرق بمياه السيول

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

معاناة اللاجئين السودانيين بين قصف المسيّرات والغرق بمياه السيول

الفاشر- أعلنت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح -أمس الجمعة- عن إسقاط طائرة مسيّرة إستراتيجية كانت تحلق فوق مدينة الفاشر مستهدفة الأحياء السكنية، في حين اجتاحت السيول مخيم كارياري للاجئين السودانيين بشرق تشاد ، تاركة آلاف الفارين من الحرب بلا مأوى أو حماية، وسط غياب كامل للاستجابة الإنسانية. يأتي ذلك وسط استمرار عمليات القصف المدفعي الذي تنفذه قوات الدعم السريع منذ نحو عامين، في واحدة من أطول حملات الاستهداف ضد منطقة مدنية بالبلاد. وقال المتحدث الرسمي باسم القوة المشتركة العقيد أحمد حسين مصطفى في تصريح للجزيرة نت إن الطائرة التي جرى إسقاطها كانت تشن غارات متواصلة على الفاشر، وتعتمد على تقنيات عالية في الاستطلاع والتوجيه الدقيق. وأضاف مصطفى أن الوحدات الأرضية تعاملت معها باستخدام وسائل محدودة، لكنها نجحت في إصابة الهدف بعد رصد حركتها ومواقع إطلاقها. وأشار مصطفى إلى أن هذه المسيّرات باتت تُستخدم بشكل متكرر لاستهداف المراكز الصحية والأسواق والمرافق العامة، مما يعكس "نهجا مقصودا لتدمير البنية التحتية وإحداث انهيار مجتمعي"، مؤكدا أن "استهداف الفاشر ليس معركة عسكرية فقط، بل هو محاولة ممنهجة لمحو المدينة من الوجود". وتعد الفاشر إحدى آخر المدن الكبرى في إقليم دارفور التي ظلت تحت سيطرة الحكومة السودانية، في حين فرضت قوات الدعم السريع حصارا عليها منذ نحو عامين. وتفيد تقارير ميدانية بأن المدينة تعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء وانهيار شبه كامل للخدمات الأساسية، وسط استمرار النزوح لإعداد كبيرة من المدنيين إلى المناطق الغربية. وتؤكد مصادر من داخل المدينة للجزيرة نت إن إسقاط المسيّرة يمثل تحولا نوعيا في المواجهة، ويعكس قدرة الجيش السوداني والقوة المشتركة والمقاومة الشعبية على التفوق الجوي ولو بوسائل تقليدية، في حين يحذر سكان محليون من أن أي تأخر دولي في التدخل سيؤدي إلى كارثة إنسانية يصعب احتواؤها. ويؤكد العقيد مصطفى على أن "المعركة أصبحت تتجاوز حدود السلاح، إنها اختبار حقيقي لقدرة الناس على الصمود في وجه القصف والإبادة والتجاهل الدولي"، داعيا المجتمع الدولي إلى كسر دائرة الصمت والتحرك العاجل لحماية المدنيين وتوفير ممرات آمنة للإغاثة. نداءات استغاثة وفي شرق تشاد وعلى بعد مئات الكيلومترات من الفاشر أطلق مئات اللاجئين في مخيم كارياري نداءات استغاثة -أمس الجمعة- بعد أن اجتاحت السيول مساكنهم البدائية، مما أدى إلى تدمير عشرات الخيام المؤقتة وغرق المواد الغذائية التي كانت تكفي بالكاد ليومين. وقال محمد مرسال حسن -وهو ناشط إغاثي في المخيم- للجزيرة نت إن أغلب سكان كارياري هم من الفارين من مخيم زمزم ومدينة الفاشر، وقد وصلوا إلى تشاد منذ نحو 3 أشهر "دون أن يتلقوا أي مساعدات، ولا تزال آلاف الأسر تقطن في مجرى وادٍ مكشوف بلا خيام ولا ماء ولا حماية". وأوضح أن الأمطار الغزيرة التي هطلت فجر الجمعة غمرت كل المساكن المؤقتة التي شيدها اللاجئون بأدوات خشبية ومشمعات مهترئة، مؤكدا أن الأطفال باتوا بلا مأوى، والنساء يجلسن فوق أكوام من الطين، في حين جرفت المياه المؤن والممتلكات. ويصف مرسال حسن الأوضاع في كارياري بـ"غير القابلة للعيش"، حيث لا تتوفر مياه نظيفة أو حمامات، كما تنتشر الحشرات والأمراض الجلدية، وسط غياب كامل للمرافق الطبية أو فرق تدخل الطوارئ. وأضاف "نحن نطرق أبواب المنظمات الإنسانية كل يوم، ولكن لا أحد يجيب، إذا لم يصلنا الدعم قريبا فإن المخيم سيشهد كارثة لا يمكن احتواؤها". عجز وبحسب أحدث البيانات الصادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في شرق تشاد، يعد مخيم كارياري من بين المواقع التي تستقبل أعدادا كبيرة من اللاجئين السودانيين الفارين من النزاع في دارفور، خاصة من مدينة الفاشر ومخيم زمزم. ومع استمرار تدفق الوافدين تشير التقديرات إلى أن عدد اللاجئين في كارياري تجاوز 20 ألف شخص حتى منتصف عام 2025، معظمهم من النساء والأطفال. ولا تزال المنظمات الإنسانية عاجزة عن الوصول إلى المخيم بسبب صعوبات لوجستية، بحسب مصادر من داخل تشاد، في حين تحذر تقارير أممية من أن مخيمات اللاجئين السودانيين في المناطق الحدودية مع دارفور "تشهد تسارعا في معدلات الانهيار الغذائي والصحي"، في ظل غياب استجابة دولية فعالة. وطالب الناشط محمد مرسال كل الجهات الإنسانية والدولية بالتدخل العاجل لإنقاذ من تبقى في مخيم كارياري، قائلا "نحن لا نطالب بالكثير، فقط خيام تقي الأطفال من السيول، ودواء للأمراض التي تنتشر في الطين، وماء صالح للشرب، هذه مطالب لا تحتمل المماطلة".

الأمم المتحدة: 1.3 مليون سوداني شردتهم الحرب عادوا إلى ديارهم
الأمم المتحدة: 1.3 مليون سوداني شردتهم الحرب عادوا إلى ديارهم

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

الأمم المتحدة: 1.3 مليون سوداني شردتهم الحرب عادوا إلى ديارهم

أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 1.3 مليون سوداني شردتهم الحرب ومنهم مليون نازح داخليا قد عادوا إلى ديارهم، ودعت إلى تقديم الدعم لهم. لكن رغم توقف القتال في المناطق التي بدأ النازحون واللاجئون يعودون إليها، فإن الظروف لا تزال محفوفة بالمخاطر، بحسب بيان صادر عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وقال منسق مفوضية الأمم المتحدة الإقليمي للأزمة في السودان مامادو ديان بالدي إن "هناك المزيد والمزيد من النازحين داخليا الذين قرروا العودة إلى ديارهم". وأضاف في تصريحات أدلى بها من نيروبي، أمس الجمعة، أن "مليون نازح داخليا عادوا إلى ديارهم" في الأشهر الأخيرة. وأشار إلى أن اللاجئين والنازحين يعودون إلى ديارهم دون أن يحملوا معهم أي شيء يذكر. وبدأت العودة في أواخر عام 2024، لكن غالبية الأشخاص البالغ عددهم 320 ألفا عادوا منذ يناير/كانون الثاني 2025. وتوجه أغلب العائدين إلى ولايات الخرطوم وسنار والجزيرة المتضررة بشدة جراء أكثر من عامين من الحرب، بحسب وكالات الأمم المتحدة. وأوضح المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة عثمان البلبيسي من بورتسودان أن "أكبر التدفقات بدأت في بداية العام، لكن التدفقات إلى الخرطوم بدأت تدريجيا منذ مارس/آذار". وأسفرت المعارك بين الجيش السوداني و قوات الدعم السريع منذ نيسان/أبريل 2023 عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، ما تسبب في أزمة وصفتها الأمم المتحدة بأنها "الأكثر تدميرا في العالم". وتتوقع الأمم المتحدة عودة حوالي 2.1 مليون شخص إلى الخرطوم بحلول نهاية العام. وصرح البلبيسي قائلا "يعتمد هذا على عوامل عديدة، أبرزها الوضع الأمني والقدرة على استئناف الخدمات في الوقت المناسب". ولا يزال هناك 10 ملايين نازح داخليا في السودان، منهم 7.7 ملايين أجبروا على الفرار من منازلهم بسبب النزاع الحالي. 30 قتيلا بكردفان في غضون ذلك، أفادت مجموعة "محامو الطوارئ"، الجمعة، بمقتل 30 مدنيا على الأقل في هجومين لقوات الدعم السريع يومي الأربعاء والخميس استهدفا قرية بريمة رشيد شمال مدينة النهود التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في ولاية غرب كردفان. وأسفر الهجوم عن مقتل 3 مدنيين في اليوم الأول و27 في اليوم الثاني حسبما قالت المجموعة في بيان، مشيرة إلى أن بين القتلى نساء وأطفالا. واعتبرت أن ما "ارتكبته القوات من قتل عشوائي واستهداف مباشر للمدنيين يمثل انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي". وأشارت المجموعة إلى وقوع اشتباكات متفرقة أيضا في قرية بريمة رشيد وهي نقطة عبور رئيسية كان يستخدمها الجيش لإرسال تعزيزات إلى غرب البلاد. واندلعت أعمال عنف في مدينة النهود خلال الأيام الأخيرة، وفق "محامو الطوارئ" مع ورود تقارير عن مقتل عشرات المدنيين وتعرض مناطق سكنية لهجمات في المدينة ومحيطها. كما قالت المجموعة إن قوات الدعم السريع "اقتحمت مستشفى البشير والمستشفى التعليمي ومركز الدكتور سليمان الطبي بمدينة النهود" معتبرة أن الهجوم "انتهاك فادح لحرمة المنشآت الطبية". وتابعت أن "كل من رفض الخروج تعرض للضرب والاعتقال". ولم يصدر على الفور تعليق من قوات الدعم السريع على هذه الاتهامات. وقد وثقت مجموعات مدافعة عن حقوق الإنسان ومسؤولون أمميون عمليات قتل جماعي وتطهير عرقي وفظائع أخرى، خصوصا في منطقتي دافور و كردفان في غرب السودان.

رويترز: إسلاميو السودان يتطلعون للعودة بعد الحرب عبر دعم الجيش
رويترز: إسلاميو السودان يتطلعون للعودة بعد الحرب عبر دعم الجيش

الجزيرة

timeمنذ 9 ساعات

  • الجزيرة

رويترز: إسلاميو السودان يتطلعون للعودة بعد الحرب عبر دعم الجيش

نقلت وكالة رويترز عن قيادات منسوبة للحركة الإسلامية السودانية -التي أقصيت بعد انتفاضة 2019- أنها قد تؤيد استمرار الجيش السوداني في الحكم لفترة طويلة، في ظل تطلعاتها للعودة السياسية بعد مشاركتها في الحرب الدائرة. وفي أول تصريح له منذ سنوات قال القيادي ب حزب المؤتمر الوطني أحمد هارون -لوكالة رويترز- إن الانتخابات المقبلة قد تتيح لحزبه فرصة للعودة، متوقعا استمرار الجيش في السلطة بعد انتهاء الحرب. ورغم سيطرة قوات الدعم السريع على مناطق في دارفور وجنوب البلاد فإن الجيش حقق تقدما ملحوظا في جبهات عدة خلال الأشهر الأخيرة، وهي مكاسب يقول إسلاميون إنهم ساهموا في تحقيقها. وتشير "رويترز" إلى أن بعض قادة الجيش وموالين للنظام السابق يقللون من أهمية الحديث عن العلاقات بينهما، خوفا مما سمته السخط الشعبي إزاء الرئيس المخلوع عمر البشير وحلفائه في حزب المؤتمر الوطني. ورفض الجيش السوداني الاتهامات بالتنسيق مع الإسلاميين، وقال ممثل قيادته لرويترز "قد يرغب بعض قادة الإسلاميين في استغلال الحرب للعودة إلى السلطة، لكننا نؤكد أن الجيش لا يتحالف أو ينسق مع أي حزب سياسي". ورغم نفي الجيش فإن رويترز أوردت نقلا عن هارون المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية قوله إن حزبه يقترح هيكلا يمنح الجيش دورا سياديا، مع إجراء انتخابات لاختيار رئيس وزراء، مشددا على أن العودة لن تكون إلا عبر صناديق الاقتراع. وتقول "رويترز" إنها حصلت على وثيقة تتحدث عن مشاركة آلاف المقاتلين الإسلاميين في الحرب وتدريب عشرات الآلاف، في حين أقر هارون بدعم الحركة للجيش، دون تقديم أرقام دقيقة. كما أشارت مصادر عسكرية إلى أن شخصيات إسلامية بارزة استخدمت علاقاتها الإقليمية لدعم الجيش، وهو ما لم ينفه هارون، معتبرا ذلك "تهمة لا ينكرها وشرفا لا يدّعيه"، وفق رويترز. ومنذ أبريل/نيسان 2023 يشهد السودان حربا مستمرة بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو " حميدتي". وأسفر النزاع -الذي بات في عامه الثالث- عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص وأجبر الملايين على الفرار، متسببا بما تصفها الأمم المتحدة بأكبر أزمة نزوح في العالم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store