logo
الصدمات المناخية تقلل القدرة على اتخاذ القرار

الصدمات المناخية تقلل القدرة على اتخاذ القرار

الشرق الأوسط١٦-٠٤-٢٠٢٥

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة «كاليفورنيا» الأميركية في سان دييغو، عن أن الصدمات المناخية - مثل التعرض لحريق غابات مدمر - قد تُخلف آثاراً طويلة الأمد على الوظائف الإدراكية لدى الإنسان، ما قد يؤثر في قدرتنا على اتخاذ القرارات.
ووجدت دراستهم التي ركزت على الناجين من حريق «كامب فاير» الذي اندلع عام 2018 شمال كاليفورنيا، أن الأفراد الذين تعرضوا للكارثة بشكل مباشر واجهوا صعوبة في اتخاذ قرارات تُعطي الأولوية للفوائد طويلة الأمد.
وأظهرت النتائج التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «ساينتفيك ريبورتس»، أن أدمغة المشاركين في الدراسة، الذين تعرضوا مباشرة لحرائق الغابات - على عكس غير المعرضين لها - أصبحت مفرطة النشاط بشكل ملحوظ عند محاولة اتخاذ قرارات سليمة، لكنهم ظلوا غير قادرين على تنفيذ المهمة بشكل جيد.
قالت الدكتورة جوتي ميشرا، المؤلفة الرئيسة للدراسة، والأستاذة المشاركة في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، والمديرة المشاركة لمبادرة المرونة المناخية بالجامعة: «أظهرت أبحاثنا السابقة أن الناجين من حريق كامب فاير عام 2018 في كاليفورنيا يعانون من أعراض مُزمنة لاضطراب ما بعد الصدمة والقلق والاكتئاب، إلى جانب تشتت الانتباه المفرط».
وأضافت: «تشير الدراسة الجديدة إلى أن الصدمات المناخية قد تؤثر أيضاً على القدرات الإدراكية المهمة في عملية اتخاذ القرار ووظائف الدماغ الأساسية».
ومن المعروف أن حرائق الغابات، التي ازدادت وتيرتها بسبب تغير المناخ، تؤثر على الصحة البدنية والعقلية. وتقدم هذه الدراسة أدلة جديدة على أن الوظيفة الإدراكية، خصوصاً عملية اتخاذ القرار، تتأثر أيضاً.
ومع ازدياد وتيرة الكوارث المناخية وشدتها، يُشدد الباحثون على ضرورة دراسة التغيرات المعرفية قبل الكارثة وبعدها، والتحقيق في الآثار طويلة المدى للتعرض المتكرر لصدمات المناخ، وتطوير تدخلات صحية نفسية للمجتمعات المتضررة.
وكانت الدراسة قد شملت 75 مشاركاً، جرى تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات، إحداها تعرضت للحريق بشكل مباشر، ومجموعة ثانية تعرضت بشكل غير مباشر (شهدوا الحريق لكنهم لم يتأثروا به بشكل مباشر)، بالإضافة إلى المجموعة الضابطة.
أكمل المشاركون بالدراسة أحد اختبارات اتخاذ القرار أثناء خضوعهم لعمل «تخطيط كهربية الدماغ» (EEG)، حيث وجد الباحثون أن الناجين من حرائق الغابات كانوا أقل ميلاً بشكل ملحوظ للالتزام بالخيارات التي تقدم مكافآت طويلة الأمد.
وكشفت تسجيلات تخطيط كهربية الدماغ عن سبب محتمل لذلك، إذ أظهرت الفحوصات التي أُجريت أثناء انخراط المشاركين في مهام اتخاذ القرار نشاطاً زائداً في المنطقة الجدارية من الدماغ، ومتمركزاً في القشرة الحزامية الخلفية (PCC)، وهي منطقة دماغية مرتبطة بالتفكير العميق والتأمل.
وهو ما علق عليه جيسون نان، طالب دراسات عليا في الهندسة الحيوية بجامعة «كاليفورنيا» في سان دييغو والمؤلف الرئيس للدراسة: «كان من الواضح أن أدمغة المشاركين في الدراسة الذين تعرضوا مباشرة لحرائق الغابات - على عكس غير المعرضين لها - أصبحت مفرطة النشاط بشكل ملحوظ عند محاولة اتخاذ قرارات سليمة، لكنهم ظلوا غير قادرين على تنفيذ المهمة بشكل جيد».
وتابع: «نفسر هذا على أنه يعني أن أدمغتهم كانت تحاول التركيز على اتخاذ قرارات سليمة، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك».
وتشدد نتائج الدراسة على أن فهم كيفية تأثير صدمة المناخ على عملية اتخاذ القرار قد يؤدي إلى أدوات تشخيصية وعلاجات جديدة للمتضررين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دراسة: النساء يجدن الرجال السيكوباتيين أكثر جاذبية
دراسة: النساء يجدن الرجال السيكوباتيين أكثر جاذبية

الرجل

timeمنذ يوم واحد

  • الرجل

دراسة: النساء يجدن الرجال السيكوباتيين أكثر جاذبية

أصدرت جامعة هونان نورمال الصينية مؤخرًا دراسة نفسية واسعة النطاق، بينت أن الرجال الذين يتمتعون بسمات سيكوباتية ضمن ما يُعرف بثالوث الظلام (النرجسية، الميكافيلية، السيكوباتية) يُعتبرون أكثر جاذبية وثقة من قِبل النساء، لا سيما في العلاقات قصيرة المدى. شارك في الدراسة أكثر من 500 امرأة، طُلب منهن تقييم صور رجال تختلف في مستويات تلك السمات النفسية. اللافت أن الرجال الذين سجلوا درجات عالية في هذا الثالوث حصلوا على أعلى التقييمات من حيث الجاذبية والثقة. وقال الدكتور "تشي وو"، مؤلف الدراسة: "في العلاقات قصيرة الأجل، يُنظر إلى هؤلاء الأفراد على أنهم أكثر جاذبية بناءً على ملامح وجوههم، ما يمنحهم ميزة في كسب الثقة". ملامح الوجه تخدع الانطباع الدراسة، التي نُشرت في مجلة علم النفس الاجتماعي، أجريت على أربع مراحل، شملت تحليل تقييمات النساء للثقة والجاذبية، إلى جانب تجارب ألعاب اجتماعية وتحليل مفصل لسمات مثل الهيمنة والانبساط. النتائج أشارت إلى أن الثقة التي حصل عليها الرجال السيكوباتيون لم تكن ناتجة عن الانبساط أو الهيمنة، بل ترتبط بشكل خاص بتركيبة ملامح الوجه وتأثيرها غير الواعي على الإدراك الاجتماعي. المظهر لا يعكس الحقيقة يشير الباحثون إلى أن هذه النتائج تعزز فكرة أن الانجذاب للسيكوباتيين قد يكون انعكاسًا لتمثيلهم الجيد للمشاعر، رغم افتقارهم الحقيقي لها. وفي حالات كثيرة، يُظهر السيكوباتي سحرًا سطحيًا، مع قدرات استثنائية على التلاعب بالآخرين وإخفاء دوافعه. وقد بيّنت دراسات سابقة أن السيكوباتيين قادرون على تقليد المشاعر مثل الحب والخوف دون أن يشعروا بها، وهي مهارات تُمكّنهم من التلاعب الاجتماعي، وكسب الثقة، وربما التسبب في أذى لاحق. تحذير علمي من الانبهار بالمظهر رغم أن الدراسة لم تربط بين الجاذبية والسيكوباتية بسلوكيات إجرامية، إلا أنها تُبرز أهمية الحذر من الحكم السطحي على الأشخاص، والتفريق بين الجاذبية الظاهرة والصحة النفسية الحقيقية. ويؤكد الباحثون أن هذه السمات قد تُستخدم لتحقيق أهداف شخصية على حساب الآخرين، ما يستدعي وعيًا أكبر عند تقييم العلاقات، لا سيما في بيئات التعارف السريعة أو الإلكترونية.

دواء جديد مُحتمل لارتفاع ضغط الدم المُقاوم للعلاج
دواء جديد مُحتمل لارتفاع ضغط الدم المُقاوم للعلاج

الشرق الأوسط

timeمنذ يوم واحد

  • الشرق الأوسط

دواء جديد مُحتمل لارتفاع ضغط الدم المُقاوم للعلاج

حدَّد باحثون في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا الأميركية في سان دييغو، علاجاً جديداً محتملاً للأشخاص الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط أو المُقاوم للعلاج. ووجدت دراستهم المنشورة في دورية «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين»، أنّ المشاركين في التجارب السريرية الذين تناولوا دواءً قيد البحث يُسمّى «لوروندروستات»، شهدوا انخفاضاً مقداره 15 نقطة في ضغط الدم الانقباضي؛ وهو الرقم الأعلى في قراءة ضغط الدم، مقارنةً بانخفاض مقداره 7 نقاط للمرضى الذين تلقّوا علاجاً وهمياً. وصرَّح الباحث الرئيسي للدراسة، وطبيب القلب في مركز سان دييغو الطبي بجامعة كاليفورنيا، الدكتور مايكل ويلكينسون: «صُمّمت هذه التجربة لدراسة تأثير دواء جديد في خفض ضغط الدم لدى الأشخاص الذين لا يُمكن السيطرة على ارتفاع ضغط الدم لديهم بشكل كافٍ باستخدام الأدوية الحالية». وأضاف في بيان نُشر الجمعة: «كنا ندرس نهجاً جديداً لمعالجة اختلال توازن الألدوستيرون، وهو سبب غالباً ما يكون غير مُعترف به بكونه أحد أسباب ارتفاع ضغط الدم المُقاوم للعلاج». ووفق الدراسة، فإنّ هرمون الألدوستيرون يلعب دوراً حاسماً في تنظيم ضغط الدم في الجسم، وعندما يحدث اضطراب في مستويات تنظيمه، يُمكن أن يُسهم في ارتفاعه. ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، يُصيب ارتفاع ضغط الدم نحو 120 مليون شخص في جميع أنحاء الولايات المتحدة، أي نحو نصف البالغين هناك، ويُعدُّ السبب الرئيسي لأمراض القلب في البلاد. وعادةً، لا تُصاحب ارتفاع ضغط الدم أي علامات أو عوارض. تجارب متعدّدة شملت التجربة السريرية متعدّدة المراكز، في مرحلتها الثانية، 285 مشاركاً، بمَن فيهم مرضى من مستشفى جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، وأُجريت بالتعاون مع مركز تنسيق البحوث السريرية في «كليفلاند كلينك» الأميركية. وعلى مدار 12 أسبوعاً، تلقّى جميع المشاركين في التجربة دواءً مُوحّداً لخفض ضغط الدم، كما تلقّى 190 مشاركاً جرعةً مُقاسةً من الدواء التجريبي -الذي يُوقف إنتاج هرمون الألدوستيرون- في حين تلقّى 95 مشاركاً دواءً وهمياً. وهو ما علَّق عليه ويلكينسون: «استخدم جميع المشاركين الأدوية المُوحّدة عينها لضغط الدم خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من التجربة قبل بدء تناول الدواء الجديد أو الدواء الوهمي، مما أتاح لنا فرصةً لتحديد خط الأساس وفَهْم فاعلية العلاج بدقة». وأضاف: «في النهاية، وجدنا أنّ العلاج الجديد، مقارنةً بالدواء الوهمي، كان مفيداً في خفض ضغط الدم الانقباضي لدى المرضى». وكان الباحثون قد راقبوا ضغط دم كلّ مشارك بشكل مستمر لمدة 24 ساعة في بداية التجربة وفي منتصفها وعند نهايتها. ووجدوا أنه بالنسبة إلى الأفراد الذين تلقّوا الدواء، انخفضت مستويات ضغط الدم الانقباضي لديهم، في المتوسط، بنحو 15 ملم زئبق. قال ويلكينسون: «على الرغم من أنّ قراءات ضغط الدم ظلّت مرتفعة في نهاية هذه التجربة السريرية لدى بعض المشاركين الذين عولجوا بـ(اللوراندروستات)، فإننا نرى أنّ هذه النتائج واعدة؛ لأن جميع المشاركين في الدراسة تقريباً لم يتمكّنوا من خفض ضغط دمهم بشكل كافٍ باستخدام الأدوية المتاحة الآن»، مشيراً إلى أنّ التجربة شملت مجموعة أكثر تنوّعاً من المرضى، مما يُسهم في التوصّل إلى علاج أكثر ملاءمة لارتفاع ضغط الدم لدى مجموعة أوسع من الأفراد المعرَّضين لخطر متزايد للإصابة بأمراض القلب. وأوضح أنه من المُنتظر أن تتضمَّن الخطوات التالية تجربة أوسع نطاقاً، مشدّداً على أنه «مع ازدياد معرفتنا بسلامة هذا العلاج وفاعليته، آمل أن نتمكّن من تحديد أداة مفيدة في معالجة ارتفاع ضغط الدم للمرضى المحتاجين».

دراسة تحذر من استخدام الهواتف في الحمامات.. تعرف على الأسباب
دراسة تحذر من استخدام الهواتف في الحمامات.. تعرف على الأسباب

الرجل

timeمنذ 2 أيام

  • الرجل

دراسة تحذر من استخدام الهواتف في الحمامات.. تعرف على الأسباب

أظهرت دراسة استقصائية حديثة، عُرضت خلال مؤتمر أسبوع أمراض الجهاز الهضمي في سان دييجو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، أن استخدام الهاتف المحمول أثناء الجلوس على المرحاض يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بمرض البواسير بنسبة تصل إلى 46%. وبحسب نتائج الدراسة، فإن هذا الاستخدام يطيل فترة المكوث في الحمام، وهو ما يؤدي إلى زيادة الضغط على الأوردة في منطقة المستقيم، ويُعد عاملًا مساعدًا في تطور البواسير. اقرأ أيضاً تعرف على أسباب البواسير وطرق علاجها نسب الإصابة بين المستخدمين شملت الدراسة 125 مشاركًا، خضعوا جميعًا لتنظير القولون، وتبيّن أن أكثر من 40% من المشاركين مصابون بالبواسير، بينما أقرّ 93% منهم باستخدام هواتفهم الذكية داخل الحمام مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا. وأوضحت الباحثة تريشا ساتيا باسريشا، من مركز "بيث إسرائيل ديكونيس" الطبي في بوسطن، أن المشاركين يقضون وقتًا أطول من المعتاد على المرحاض أثناء استخدام الهاتف، مشيرة إلى أن الاستخدام الأكثر شيوعًا تركز في قراءة الأخبار وتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، بينما أشار آخرون إلى متابعة الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني. توصيات طبية للوقاية وتشير التوصيات الطبية إلى ضرورة تجنب الجلوس على المرحاض لأكثر من 3 إلى 10 دقائق، خصوصًا لمن يعانون من أعراض البواسير أو لديهم تاريخ مرضي، فالبواسير تحدث عادة نتيجة الضغط أو الجلوس المطوّل، مما قد يؤدي إلى تورم الأوعية الدموية في المستقيم. وتُعد هذه الدراسة من أوائل المحاولات لربط استخدام الهواتف الذكية داخل الحمام بعوامل خطر صحية واضحة، إلا أن الباحثين أشاروا إلى الحاجة لإجراء دراسات أوسع، لفهم العلاقة السببية بشكل أكثر دقة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store