logo
طبول الحرب تُقرع.. خبراء يكشفون آفاق المواجهة الإيرانية الإسرائيلية

طبول الحرب تُقرع.. خبراء يكشفون آفاق المواجهة الإيرانية الإسرائيلية

بيروت نيوزمنذ 11 ساعات

ما زالت أجواء التوتر تحكم المنطقة بأسرها عقب استمرار المواجهات بين إيران وإسرائيل وذلك بعد نهار ضاغط، الجمعة، تمثل في هجوم إسرائيلي على إيران أعقبه رد صاروخي عنيف من الأخيرة.
وأوضح أن بعض الخلل الفني في إحدى بطاريات الدفاع الجوي أدى إلى إصابات في مبانٍ سكنية، لكنه قال إنَّ 'منظومة التصدي الإسرائيلية أظهرت فعالية عالية'.
وأكد حسون أن الرد الإيراني لا يُقارن بحجم الضربات التي نفذتها إسرائيل، والتي استهدفت منشآت نووية وقواعد عسكرية متقدمة في العمق الإيراني، لافتاً إلى أن المجلس الأمني الإسرائيلي أدرج المرشد الإيراني علي خامنئي ضمن قائمة الأهداف، ما يعكس تغييرا في قواعد الاشتباك.
من جانبه، اعتبر عادل المانع أن ما يجري تخطى مرحلة الردود التكتيكية، مؤكداً أن طبول الحرب تُقرع في المنطقة.
وأشار إلى أن التحركات العسكرية الإسرائيلية تهدف لتغيير المعادلة السياسية والأمنية بالكامل، خاصة بعد فشل الوساطات الدولية لوقف إطلاق النار.
وأوضح المانع أن إيران قد تلجأ إلى أوراق ضغط استراتيجية، مثل إغلاق مضيق هرمز أو تعطيل الملاحة في باب المندب، ما يهدد الأمن الاقتصادي العالمي، مُشيراً إلى أنَّ دعم بعض الدول لطهران قد يدفع باتجاه انقسام دولي جديد.
في المقابل، قال حسون إن إسرائيل أبلغت الإدارة الأميركية قبل أشهر بامتلاك إيران القدرة التقنية على تصنيع تسع قنابل نووية.
وذكر أن الضربة الأخيرة جاءت بعد إخفاق جهود التفاوض غير المباشر، مؤكدًا أن إسرائيل تعمل بتنسيق كامل مع واشنطن.
وأكد المانع أن المنطقة أمام منعطف خطير، مع تصاعد الاصطفافات السياسية، مشيراً إلى أنَّ إيران تطالب بحقها في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية، وهو ما مُنح سابقًا لدول أخرى كالباكستان، متسائلًا عن دوافع منع طهران من امتلاك نفس الحق. (سكاي نيوز عربية)

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صاروخ "الحاج قاسم" يدخل حرب إيران - إسرائيل.. ماذا تقول المعلومات عنه؟
صاروخ "الحاج قاسم" يدخل حرب إيران - إسرائيل.. ماذا تقول المعلومات عنه؟

ليبانون 24

timeمنذ 31 دقائق

  • ليبانون 24

صاروخ "الحاج قاسم" يدخل حرب إيران - إسرائيل.. ماذا تقول المعلومات عنه؟

وقال المصدر إنه في الجولة الجديدة من الرد على إسرائيل ، استخدم الحرس الثوري الإيراني صاروخ "حاج قاسم" الباليستي التكتيكي الموجه والمزوّد بوقود صلب، وهو سلاح يحمل اسم قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني الذي اغتالته أميركا بضربة جوية في العراق مطلع العام 2020. وكشف النقاب عن "حاج قاسم" في 2020، ويبلغ طوله قرابة 11 مترا، ويصل وزنه إلى 7 أطنان. ويحمل الصاروخ رأساً حربي بوزن نصف طن، ويصل مداه إلى 1400 كيلومتر، حسبما ذكرت وكالة "مهر نيوز". ويعتبر "حاج قاسم" الجيل الجديد من صواريخ "فاتح 110″، ويتمتع بالقدرة على تفادي أنظمة الدفاع الصاروخي. وتصل سرعة دخول الصاروخ إلى الغلاف الجوي 12 ماخ، بينما تبلغ سرعة اصطدامه بالأرض 5 ماخ. ومن مواصفات هذا الصاروخ أن إمكانية إطلاقه من وسط إيران يقلل بشكل كبير من إمكانية رصده قبل إطلاقه، كما يعطي فرصة أقل لأنظمة الدفاع الصاروخي المضادة لرد فعل محتمل. كذلك، فإن الرأس الحربي القابل للفصل لهذا الصاروخ الذي يتمتع بانعكاس راداري عالٍ جداً وسرعته العالية في دخول الغلاف الجوي تجعل من الصعب جداً على أنظمة صواريخ المضادة التعامل معه وتزيد بشكل كبير من معدل نجاح الهجوم الصاروخي. وأفاد مراسل " سكاي نيوز عربية" في القدس، فجر اليوم الأحد، بسقوط عدة صواريخ في تل أبيب وتضرر عدة مبان. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن "50 صاروخاً أطلقت من إيران في الدفعة الثانية من الهجوم، اليوم الأحد". وحسبما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية، فقد سقط 3 قتلى في بات يام جنوب تل أبيب جرّاء القصف الصاروخي الإيراني ، بالإضافة إلى 100 مصاب. إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي ، فجر الأحد، تنفيذه لموجة هجمات واسعة النطاق في طهران على البنية التحتية لمشروع الأسلحة النووية الإيراني ومنشآت تخزين الوقود.

إسرائيل تريد اسقاط النظام
إسرائيل تريد اسقاط النظام

شبكة النبأ

timeمنذ 34 دقائق

  • شبكة النبأ

إسرائيل تريد اسقاط النظام

إيران أصبحت محاصرة في الزاوية وليس أمامها سوى خيارات محدودة. إذا نجحت إسرائيل في إزاحة القيادة الإيرانية، فليس هناك ما يضمن أن القيادة الجديدة التي ستخلفها لن تكون أكثر تشددا في السعي إلى الصراع مع إسرائيل. التاريخ يقول لنا إن الأمر يمكن أن يكون أسوأ دائما... للهجوم الإسرائيلي المباغت على إيران هدف واضح وهو تعطيل برنامج طهران النووي بقدر هائل وإطالة الوقت الذي تحتاجه لصنع سلاح ذري. لكن حجم الضربات واختيار إسرائيل لأهدافها وكلمات ساستها أنفسهم تشير إلى هدف آخر أطول أمدا وهو إسقاط النظام نفسه. وقال خبراء إن الضربات التي وقعت في وقت مبكر من يوم الجمعة لم تستهدف المنشآت النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ فحسب، بل قصدت أيضا شخصيات مهمة في سلسلة القيادة العسكرية في البلاد وعلماءها النوويين، وهي ضربات يبدو أنها تهدف إلى إضعاف الثقة في إيران سواء في الداخل أو بين حلفائها في المنطقة - وهي عوامل يمكن أن تزعزع استقرار القيادة الإيرانية. وقال مايكل سينغ من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى والمسؤول الكبير السابق في عهد الرئيس جورج دبليو بوش "يفترض المرء أن أحد الأسباب التي تدفع إسرائيل للقيام بذلك هو أنها تأمل في رؤية تغيير النظام". وتابع قائلا "إنها ترغب في أن ترى الشعب الإيراني ينتفض"، مضيفا أن العدد المحدود للقتلى من المدنيين في الجولة الأولى من الضربات يشير أيضا إلى هدف أكبر. وفي كلمة مصورة بعد فترة وجيزة من بدء المقاتلات الإسرائيلية في قصف المنشآت النووية وأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حديثه إلى الشعب الإيراني مباشرة. وقال نتنياهو "النظام الإسلامي، الذي يقمعكم منذ ما يقرب من 50 عاما، يهدد بتدمير بلدنا، دولة إسرائيل". وأضاف أن هدف إسرائيل هو إزالة التهديد الناجم عن الأنشطة النووية والصواريخ الباليستية، لكنه تابع قائلا "نحقق هدفنا وفي الوقت نفسه نمهد الطريق لكم أيضا من أجل تحقيق حريتكم". وقال نتنياهو "النظام لا يعرف ما الذي أصابه، أو ما الذي سيصيبه. لم يكن يوما أضعف من الآن. هذه فرصتكم للوقوف وإسماع أصواتكم". لكن رغم الضرر الذي ألحقه الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق، فإن العداء لإسرائيل على مر العقود -ليس فقط لدى حكام إيران بل أيضا لدى أبناء شعبها وأغلبهم من الشيعة - يثير تساؤلات حول إمكانية استنفار ما يكفي من الدعم الشعبي للإطاحة بقيادة دينية راسخة في طهران مدعومة بقوات أمن تدين لها بالولاء. وأشار سينغ إلى أنه لا أحد يعرف ما هي الظروف المطلوبة لتوحيد صفوف المعارضة في إيران. وهجوم يوم الجمعة هو المرحلة الأولى مما وصفتها إسرائيل بعملية طويلة الأمد. ويتوقع خبراء أن تستمر إسرائيل في استهداف البنية التحتية النووية الإيرانية الرئيسية لتأخير مسيرة طهران نحو صنع قنبلة نووية، حتى لو لم يكن لدى إسرائيل بمفردها القدرة على القضاء على البرنامج النووي الإيراني. وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط. وخلصت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إلى أن طهران تنتهك التزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي. واغتالت الضربات الإسرائيلية الأولى شخصيات كبيرة في المؤسستين العسكرية والعلمية، ودمرت جزءا كبيرا من نظام الدفاع الجوي الإيراني وأصابت محطة لتخصيب اليورانيوم فوق الأرض في موقع نووي. وقالت السفارة الإسرائيلية في واشنطن لرويترز "بصفتنا دولة ديمقراطية، تؤمن دولة إسرائيل بأن الأمر متروك لشعب أي بلد لتشكيل سياسته الوطنية واختيار حكومته... مستقبل إيران لا يمكن أن يحدده إلا الشعب الإيراني". ودعا نتنياهو إلى تغيير الحكومة الإيرانية مثلما فعل في سبتمبر أيلول الماضي. وسمحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالضربات الإسرائيلية وساعدت حليفتها المقربة على صد وابل الصواريخ الذي أطلقته إيران ردا على الهجوم، لكنها لم تعط أي مؤشر على أنها تسعى إلى تغيير النظام في طهران. ولم يرد البيت الأبيض ولا بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك بعد على طلبات للتعليق على هذه المسألة. إنهاء البرنامج النووي بعيد المنال حاليا لا يزال أمام إسرائيل الكثير لتفعله إذا أرادت تفكيك المنشآت النووية الإيرانية، ودوما ما يقول محللون عسكريون إنه ربما من المستحيل تعطيل المواقع المحصنة جيدا والمنتشرة في أنحاء إيران بصورة تامة. وتحذر الحكومة الإسرائيلية من أن البرنامج النووي الإيراني لا يمكن تدميره كليا بحملة عسكرية. وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي للقناة 13 الإسرائيلية "لا يمكن تدمير برنامج نووي بالوسائل العسكرية". وأضاف أنه برغم ذلك، يمكن للحملة العسكرية أن تهيئ الظروف للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة من شأنه أن يحبط البرنامج النووي. ولا يزال المحللون متشككين في أن إسرائيل ستمتلك الذخائر اللازمة للقضاء على المشروع النووي الإيراني بمفردها. وقالت سيما شاين، كبيرة المحللين السابقة في جهاز المخابرات (الموساد) والباحثة الآن في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، للصحفيين يوم الجمعة "ربما لا تستطيع إسرائيل القضاء على المشروع النووي بالكامل بمفردها دون مشاركة الولايات المتحدة". وبينما تصب عرقلة برنامج طهران النووي في مصلحة إسرائيل، إلا أن الأمل في تقويض النظام يمكن أن يفسر سبب ملاحقة إسرائيل للعديد من كبار الشخصيات العسكرية الإيرانية، الأمر الذي ربما يوقع المؤسسة الأمنية الإيرانية في حالة من الارتباك والفوضى. وقالت شاين "كان هؤلاء الأشخاص في غاية الأهمية، ولديهم معرفة كبيرة، وخبرة طويلة في وظائفهم، وكانوا عنصرا مهما جدا في استقرار النظام، وتحديدا استقراره الأمني". وأضافت "في عالم مثالي، ستفضل إسرائيل أن ترى تغييرا في النظام، لا شك في ذلك". لكن جوناثان بانيكوف، نائب مسؤول المخابرات الوطنية الأمريكية السابق لشؤون الشرق الأوسط والذي يعمل الآن في مركز الأبحاث (أتلانتيك كاونسل)، قال إن مثل هذا التغيير ربما ينطوي على مخاطر. وإذا نجحت إسرائيل في إزاحة القيادة الإيرانية، فليس هناك ما يضمن أن القيادة الجديدة التي ستخلفها لن تكون أكثر تشددا في السعي إلى الصراع مع إسرائيل. وقال بانيكوف "لسنوات، يصر كثيرون في إسرائيل على أن تغيير النظام في إيران سيفضي إلى يوم جديد وأفضل، وأنه لا يوجد ما هو أسوأ من النظام الديني الحالي... لكن التاريخ يقول لنا إن الأمر يمكن أن يكون أسوأ دائما". وبحسب جيفري لويس مدير برنامج عدم الانتشار في شرق آسيا بمركز جيمس مارتن، بحسب ما كتبه في مجلة فورين بوليسي فإنه: "إذا لم يسقط النظام، فستضطر إسرائيل إلى تكرار هذا الأمر مرة تلو الأخرى. حتى إن ألحقت الضربة ضررًا كبيرًا بالبرنامج النووي الإيراني، يمكن لطهران ببساطة أن تعيد بناءه". ستحترق طهران ومع إعلان إسرائيل أن عمليتها قد تستمر لأسابيع، وحثها الشعب الإيراني على الانتفاض على حكامه من رجال الدين، تزايدت المخاوف من تصعيد في المنطقة يجذب إليه قوى خارجية. ويرى نتنياهو إن الضربات الإسرائيلية أعادت البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء، ربما لسنوات، ورفض الدعوات الدولية لضبط النفس قائلا إنه سيتم تكثيف الهجوم. وأضاف نتنياهو في رسالة مصورة 'سنضرب كل موقع وهدف لنظام آيات الله، وما شعروا به حتى الآن لا يقارن بما سيحدث لهم في الأيام المقبلة'. وأردف قائلا إن الجيش يدمر الآن قدرة إيران على تصنيع الصواريخ الباليستية. وفي طهران، تحدث التلفزيون الإيراني الرسمي عن مقتل نحو 60 شخصا، بينهم 20 طفلا، في هجوم على مجمع سكني، مع ورود أنباء عن المزيد من الضربات في أنحاء البلاد. وقالت إسرائيل إنها هاجمت أكثر من 150 هدفا. ودوت صفارات الإنذار في إسرائيل مما دفع السكان للفرار إلى الملاجئ مع وصول موجات متتالية من الصواريخ الإيرانية إلى السماء وانطلاق صواريخ لاعتراضها في هجمات أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل ليل الجمعة. وقال مسؤول إسرائيلي إن إيران أطلقت نحو 200 صاروخ باليستي على أربع دفعات. وأشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالضربات الإسرائيلية وحذر من أن ما هو أسوأ بكثير سيحدث ما لم تقبل إيران بسرعة التقليص الحاد لبرنامجها النووي الذي طالبتها به واشنطن خلال المحادثات التي كان من المقرر أن تستأنف يوم الأحد. وقال مسؤولان أمريكيان إن الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، ساعدت في إسقاط صواريخ إيرانية. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان 'إذا استمر (الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي) خامنئي في إطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فستحترق طهران'. وتوعدت إيران بالانتقام بعد الهجوم الإسرائيلي الذي وقع فجر يوم الجمعة والذي أدى إلى مقتل قيادات عسكرية وعلماء في البرنامج النووي وإلحاق أضرار بمحطات نووية وقواعد عسكرية. وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن طهران حذرت حلفاء إسرائيل من أن قواعدهم العسكرية في المنطقة ستتعرض للقصف أيضا إذا ساعدوا في إسقاط الصواريخ الإيرانية. لكن الحرب المستمرة منذ 20 شهرا في غزة والأعمال القتالية في لبنان العام الماضي تسببا في إضعاف أقوى حليفين لطهران، وهما حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة وجماعة حزب الله في لبنان، مما قلص خيارات الرد المتاحة أمام إيران. وحثت دول الخليج العربية، التي تساورها الشكوك دوما في إيران لكنها تخشى التعرض لهجوم في أي صراع أوسع نطاقا، على التهدئة في حين أدت مخاوف من تعطل صادرات النفط في منطقة الخليج إلى ارتفاع سعر النفط بنحو سبعة بالمئة يوم الجمعة. وقال الجنرال الإيراني وعضو مجلس الشورى (البرلمان) إسماعيل كوثري إن البلاد تدرس بشكل جدي إغلاق مضيق هرمز، منفذ نفط الخليج إلى العالم. مأزق القيادة الإيرانية بدورهم قال أربعة مسؤولين إقليميين إن إسرائيل قضت على القيادة النووية والعسكرية الإيرانية بضربة واحدة مما ترك طهران أمام خيارات قليلة للرد بما في ذلك دخول حرب شاملة ليست مستعدة لها ومن غير المرجح أن تنتصر بها. وأدت الضربات الليلية واسعة النطاق إلى تصعيد المواجهة المباشرة بين الخصمين اللدودين إلى مستوى غير مسبوق بعد سنوات من حروب الظل التي تحولت إلى مواجهة في العلن عندما هاجمت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) حليفة إيران إسرائيل في عام 2023. واستبعدت مصادر أمنية إقليمية أن ترد طهران بالمثل لأن قدراتها الصاروخية ونفوذها في المنطقة تدهور بشدة على يد إسرائيل منذ هجمات حماس التي أشعلت فتيل حرب غزة. لكنهم قالوا إن زعماء إيران، الذين يشعرون بالإهانة ويزداد انشغالهم بالبقاء في السلطة، لا يمكنهم تحمّل الظهور بمظهر الضعفاء بالرضوخ للضغط العسكري الإسرائيلي، الأمر الذي يثير احتمال المزيد من التصعيد، بما في ذلك اللجوء للخيار الخطير المتمثل في السعي إلى صنع قنبلة نووية بسرعة. وقال مهند الحاج علي من مركز كارنيجي للشرق الأوسط في بيروت "لن يصمدوا إذا استسلموا. عليهم توجيه ضربة قوية لإسرائيل، لكن خياراتهم (العسكرية) محدودة. أعتقد أن خيارهم التالي هو الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية". ويرى خبراء أن الانسحاب من المعاهدة سيمثل تصعيدا خطيرا لأنه سيكون بمثابة إشارة إلى أن طهران تعمل على تسريع برنامجها لتخصيب اليورانيوم لإنتاج اليورانيوم اللازم لصنع الأسلحة النووية. وتراجع نفوذ طهران الإقليمي نتيجة الضربات التي توجهها إسرائيل لجماعات متحالفة معها، من حماس في غزة وجماعة حزب الله في لبنان إلى الحوثيين في اليمن والفصائل المسلحة بالعراق، فضلا عن الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد حليف إيران الوثيق. وأثرت العقوبات الغربية على صادرات النفط الحيوية لإيران، ويعاني الاقتصاد من سلسلة من الأزمات بما في ذلك انهيار العملة والتضخم الجامح إلى جانب نقص الطاقة والمياه. ولم يؤكد زعماء إيران المشاركة في الجولة السادسة من المحادثات المتعثرة مع الولايات المتحدة بشأن برنامج طهران النووي، والمقرر عقدها يوم الأحد في عُمان. وقال سركيس نعوم الخبير في الشأن الإقليمي "لا يمكنهم الرد عبر أي جهة. الإسرائيليون يُفككون الإمبراطورية الإيرانية قطعة قطعة... والآن بدأوا بزرع الشك الداخلي (حول قوة النظام)... هذه ضربة موجعة". وتواصلت الضربات الإسرائيلية التي تستهدف منشآت رئيسية في طهران ومدن أخرى حتى ليل الجمعة. وكان الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قد أبدى تحديه في وقت سابق اليوم الجمعة، قائلا إن إسرائيل "أطلقت يدها الخبيثة الدموية" وسوف تلقى "مصيرا مريرا". قال عبد العزيز الصقر مدير مركز الخليج للأبحاث إن إيران أصبحت محاصرة في الزاوية وليس أمامها سوى خيارات محدودة. ومن بين الاحتمالات تقديم ضمانات -في أحاديث خاصة- بأنها سوف تتخلى عن تخصيب اليورانيوم وتفكك قدراتها النووية، لأن أي إعلان عن مثل هذا الاستسلام من المرجح أن يثير ردود فعل حادة في الداخل. وقال الصقر إن خيارا آخر قد يتضمن العودة إلى الحرب السرية، مثل التفجيرات التي استهدفت السفارتين الأمريكية والإسرائيلية ومنشآت عسكرية في ثمانينات القرن العشرين. والخيار الثالث، والأكثر خطورة، هو الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وتسريع برنامج تخصيب اليورانيوم. وحذر الصقر من أن مثل هذه الخطوة ستكون بمثابة إعلان حرب، ومن المؤكد أنها ستثير رد فعل دوليا قويا ليس فقط من إسرائيل، بل وأيضا من الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى. وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعمل عسكري لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي. وأكد موقفه أمس الخميس قائلا "على إيران أن تتخلى تماما عن آمالها في امتلاك سلاح نووي". تقوم إيران حاليا بتخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، وهي نسبة قريبة من نسبة 90 بالمئة اللازمة لصنع أسلحة نووية. وتمتلك إيران كمية من اليورانيوم المخصب عند هذا المستوى، الذي يمكن إذا ما خضع لمزيد من المعالجة أن يكفي لإنتاج تسع قنابل نووية، وفقا لمعيار الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة. استهدفت الغارات الإسرائيلية ليلة الجمعة، منشآت نووية إيرانية، ومصانع صواريخ باليستية، وقادة عسكريين وعلماء نوويين. وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها بداية عملية مطولة لمنع طهران من صنع سلاح نووي. وقال حاج علي من مركز كارنيجي "إنه هجوم كبير: أسماء كبيرة، قادة كبار، وأضرار جسيمة لحقت بالقيادة العسكرية الإيرانية وبصواريخها الباليستية. إنه أمر غير مسبوق". وقالت سيما شاين كبيرة المحللين سابقا في الموساد والباحثة حاليا في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، إن إسرائيل لن تتمكن على الأرجح من القضاء على المشروع النووي الإيراني بالكامل دون مساعدة الولايات المتحدة. وقالت للصحفيين اليوم الجمعة "لذلك، إذا لم تكن الولايات المتحدة جزءا من الحرب، أفترض أن بعض أجزاء المشروع النووي الإيراني ستبقى". لم تقتصر ضربات يوم الجمعة على إحداث أضرار استراتيجية فحسب، بل هزت القيادة الإيرانية حتى النخاع، وفقا لمسؤول إقليمي كبير مقرب من المؤسسة الإيرانية الحاكمة. وأضاف المسؤول أن التحدي تحول إلى حالة قلق وعدم يقين داخل أوساط النخبة الحاكمة، وخلف الأبواب المغلقة يتزايد القلق، ليس فقط بسبب التهديدات الخارجية ولكن أيضا بسبب تآكل قبضتهم على السلطة. قال المسؤول الإقليمي الكبير "اشتد الذعر بين القيادة... فإلى جانب خطر وقوع هجمات أخرى، تلوح في الأفق مخاوف أكبر: اضطرابات داخلية". وذكر مسؤول إيراني سابق معتدل إن اغتيال الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، في عام 2020، بأمر من الرئيس دونالد ترامب، كان بداية التدهور. منذ ذلك الحين، تكافح الجمهورية الإسلامية لإعادة فرض نفوذها في المنطقة، ولم تتعاف تماما. وقال "قد يكون هذا الهجوم بداية النهاية". وأضاف المسؤول السابق إنه إذا اندلعت الاحتجاجات وردت القيادة بالقمع، فإن ذلك لن يؤدي إلا إلى نتائج عكسية، مشيرا إلى أن الغضب العام يتصاعد منذ سنوات بسبب العقوبات والتضخم والقمع المستمر للمعارضة. وفي خطابه المصور الذي ألقاه بعد وقت قصير من بدء الهجمات، أشار نتنياهو إلى رغبته في رؤية تغيير النظام في إيران ووجه رسالة إلى الإيرانيين. وقال "معركتنا ليست معكم، بل معركتنا مع الدكتاتورية الوحشية التي قمعتكم على مدار 46 عاما. أعتقد أن يوم تحريركم بات قريبا". وقد يُفسر الأمل في تغيير النظام سبب استهداف إسرائيل لهذا العدد الكبير من الشخصيات العسكرية الرفيعة، مما أدخل المؤسسة الأمنية الإيرانية في حالة من الفوضى والارتباك. وقالت شاين "هؤلاء الأشخاص كانوا في غاية الأهمية، وتمتعوا بمعرفة واسعة، وقضوا سنوات عديدة في وظائفهم، وكانوا عنصرا مهما للغاية في استقرار النظام، وتحديدا استقرار أمن النظام". وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن اثنين على الأقل من العلماء النوويين، هما فريدون عباسي ومحمد مهدي طهرانجي، قتلا في غارات إسرائيلية في طهران. يبدو أن جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة، أقوى حلفاء إيران في المنطقة، في وضع ضعيف لا يسمح لها بالرد. وفي الأيام التي سبقت الضربات على إيران، قالت مصادر أمنية مقربة من حزب الله لرويترز إن الجماعة لن تنضم إلى أي عمل انتقامي من جانب إيران خوفا من أن يؤدي مثل هذا الرد إلى شن هجوم إسرائيلي جديد على لبنان. لقد أدت الحرب التي شنتها إسرائيل العام الماضي ضد حزب الله إلى إضعاف الجماعة بشدة، إذ تم القضاء على قياداتها، ومقتل الآلاف من مقاتليها وتدمير مساحات واسعة من معاقلها في جنوب لبنان وضواحي بيروت. وربما تتسع رقعة الحرب المباشرة بين إسرائيل وإيران بسرعة وتمتد إلى دول الخليج التي يقع مجالها الجوي بين العدوين اللدودين، وتستضيف العديد من القواعد العسكرية الأمريكية. وقال مصدر خليجي رسمي لرويترز إن دول الخليج المتحالفة مع واشنطن أصدرت توجيهات داخلية لتجنب أي تصريحات استفزازية في أعقاب الهجمات من شأنها إثارة غضب إيران. وقال محللون إن ترامب قد يستغل تداعيات الضربات الإسرائيلية لإعادة إيران إلى طاولة المفاوضات النووية، ولكنها هذه المرة ستكون أكثر عزلة، ومن المرجح أن تقدم تنازلات أكبر. وقال الخبير الإقليمي نعوم "أمر واحد واضح: الإمبراطورية الإيرانية في حالة انحدار. هل ما زال بإمكانهم تحديد شروط تراجعهم؟ ليس من خلال الشروط العسكرية. هناك طريقة واحدة فقط لتحقيق ذلك: من خلال المفاوضات". وكان ترامب قد قال: رغم الدمار الحاصل، لا تزال الفرصة سانحة لإيقاف هذا النزيف، لكن الوقت ينفد، إذا لم تُبرم إيران الاتفاق، فلن يتبقى شيء مما كان يُعرف يومًا بـ(الإمبراطورية الفارسية).

كيف يمكن أن تنتهي الحرب بين إسرائيل وإيران
كيف يمكن أن تنتهي الحرب بين إسرائيل وإيران

شبكة النبأ

timeمنذ 34 دقائق

  • شبكة النبأ

كيف يمكن أن تنتهي الحرب بين إسرائيل وإيران

كانت إيران تتعامل بجدية مع المفاوضات، بدعم واضح من القيادة الإيرانية، رغم استمرار التوترات بشأن تخصيب اليورانيوم. وقد دعا ترامب بالفعل إلى العودة للمفاوضات بعد الضربات، تحمل هذه المفاوضات جاذبية معينة لطهران: فاقتصاد البلاد في حالة يرثى لها، والوعد بتقليل العقوبات مغرٍ. بعد الحملة الإسرائيلية التدميرية، لن تضطر إيران... بقلم: إيسيلين برادي، دانيال بايمن تشمل السيناريوهات هزيمة إيران، أو انسحاب إسرائيل، أو صراع إقليمي متوسع. الحرب بين إسرائيل وإيران بدأت لتوها. أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ستواصل الضربات "لأي عدد من الأيام يتطلبه الأمر" -ما يعني على الأرجح عدة أسابيع- بهدف مواصلة تقويض البرنامج النووي الإيراني وتدمير جيشها. وقد أطلقت إيران بالفعل طائرات مسيّرة وصواريخ باليستية على إسرائيل وتمتلك مجموعة من الخيارات الانتقامية الأخرى، وإن كانت محدودة. وعلى الرغم من أن المزيد من إراقة الدماء أمر محتمل، بل لا مفر منه، فإنه ليس من السابق لأوانه التفكير في خفض التصعيد والطرق التي قد تنتهي بها هذه الحرب. إليك بعض الاحتمالات: الاحتمال الأول: هو أن تنفذ إيران عدة ضربات عسكرية بارزة ضد إسرائيل، وتُعلن لشعبها أنها ردّت وألحقت الدماء بالإسرائيليين، لكنها تقبل بسرعة الجهود الأميركية والدولية للتوصل إلى وقف إطلاق النار. باختصار، هو استسلام على مضض مع غطاء لحفظ ماء الوجه. في جوهره، هذا ما قبل به حليف إيران المقرب، حزب الله المتمركز في لبنان، بعد الحملة الإسرائيلية ضد الجماعة في شهري أيلول وتشرين الأول. في الواقع، تحمل الحملة الإسرائيلية على إيران اليوم العديد من أوجه الشبه مع تلك العملية: ضربات مدمرة على البنية التحتية العسكرية مصحوبة بعدد من الاغتيالات وضربات استهدفت القيادات تُظهر اختراقاً استخباراتياً شاملاً لخصم إسرائيل. حزب الله، الذي كان يمتلك ترسانة صواريخ ضخمة وعشرات الآلاف من المقاتلين تحت السلاح، وافق على وقف إطلاق النار إلى حد كبير وفق شروط إسرائيل دون أن يشن هجوماً مضاداً فعّالاً. قد تكون إيران في وضع مماثل لحزب الله في عام 2024. لقد فشلت هجماتها بالطائرات المسيّرة والصواريخ على إسرائيل، وحلفاؤها الأساسيون، لا سيما حزب الله، لم يعودوا سوى ظل لما كانوا عليه في السابق، مما يشير إلى أن قوة الردع التي كانت موثوقة لم تعد فعالة. الهجمات الإسرائيلية المدمرة التي استهدفت القيادات قد تُربك القيادة الإيرانية، مما يصعّب من التنسيق في إطلاق الصواريخ أو حتى اتخاذ قرارات أساسية في الوقت الحقيقي. وعلى الرغم من أن طهران أعلنت أنها تستبدل القادة الكبار بسرعة، فإن فعالية هذه القيادة الجديدة في ظل الصراع الجاري غير واضحة، ومن المرجّح أن تستهدف إسرائيل البدلاء وبدلاء البدلاء. وبطبيعة الحال، لا ترغب إيران بالاستسلام تحت النار، لكنها قد تسعى إلى البقاء والقتال في وقت لاحق بدلاً من تلقي الضربات المستمرة. الاحتمال الثاني هو أن تواصل إيران الصمود بل وتوجه بعض الضربات لإسرائيل -سواء على شكل عمليات إرهابية، أو صواريخ قليلة تخترق الدفاعات الإسرائيلية، أو بوسائل أخرى- بينما يتصاعد الضغط الدولي على إسرائيل لوقف الحرب. وفي هذه الأثناء، تتعرض منشآتها النووية في نطنز وغيرها لأضرار، لكن إيران تتمكن من إجراء الإصلاحات بسرعة نسبية. بشكل عام، عندما تضرب إسرائيل أعداءها، غالباً ما تحظى بدعم قصير الأمد من الولايات المتحدة وحتى من الحلفاء الأوروبيين الأساسيين، لكن هذه الدول سرعان ما تدعو إلى إنهاء الأعمال العدائية، حتى وإن سعت إسرائيل إلى مواصلة الهجمات. وقد دعت فرنسا والمملكة المتحدة بالفعل إلى خفض التصعيد. قد لا تهتم إسرائيل كثيراً بآراء الأوروبيين -الذين ظلوا يدعون منذ أشهر إلى وقف الأعمال القتالية في غزة- لكنها تقلق أكثر بشأن الرأي الأميركي، وخاصة رأي الرئيس دونالد ترامب. فإذا مارس ضغوطاً حقيقية على نتنياهو، فقد تُنهي إسرائيل عملياتها على أمل أن الضرر الذي تم إلحاقه يكفي حالياً. ليس من الواضح ما إذا كان هذا سيؤدي إلى دبلوماسية مثمرة.. لقد دفعت الولايات المتحدة في عهد ترامب نحو اتفاق تفاوضي بشأن البرنامج النووي الإيراني (رغم أن ما كان مطروحاً يبدو مشابهًا بشكل مؤلم لخطة العمل الشاملة المشتركة التي انسحب منها ترامب عام 2018). كانت إيران تتعامل بجدية مع المفاوضات، بدعم واضح من القيادة الإيرانية، رغم استمرار التوترات بشأن تخصيب اليورانيوم. وقد دعا ترامب بالفعل إلى العودة للمفاوضات بعد الضربات، وكتب على منصة "تروث سوشيال" قائلاً: "على إيران أن تعقد صفقة، قبل أن لا يبقى شيء، وتنقذ ما كان يعرف ذات يوم بالإمبراطورية الفارسية. لا مزيد من الموت، لا مزيد من الدمار، فقط افعلوها، قبل فوات الأوان." تحمل هذه المفاوضات جاذبية معينة لطهران: فاقتصاد البلاد في حالة يرثى لها، والوعد بتقليل العقوبات مغرٍ. إضافة إلى ذلك، بعد الحملة الإسرائيلية التدميرية، لن تضطر إيران إلى التنازل بالكثير على طاولة المفاوضات. غير أن القيام بذلك في ظل الهجمات الإسرائيلية أصعب من الناحية السياسية. سيُضخم ترامب أي تنازلات، وستبدو إيران كما لو أنها رضخت تحت الضغط، وهو ما سيكون فعلاً كذلك. هناك سيناريوهات أكثر قتامة، وربما أكثر احتمالاً. أحدها أن تتوسع الحرب بين إسرائيل وإيران إلى حرب إقليمية. قبل الضربات الإسرائيلية، هددت إيران بمهاجمة منشآت أميركية في الشرق الأوسط، هجمات إن حدثت، ستجعل انضمام الولايات المتحدة إلى القصف أكثر احتمالاً. كما أن التعاون الأمني الأميركي-الإسرائيلي الطويل الأمد، ودعم الولايات المتحدة لإسرائيل في الدفاع الجوي ومجالات أخرى، قد يدفع إيران للاعتقاد بأن الولايات المتحدة بالفعل في حالة حرب معها. وبينما نفت الولايات المتحدة مشاركتها في الهجمات، قد ترى إيران أن واشنطن متواطئة، وأن المفاوضات ليست سوى غطاء للتحضيرات العسكرية الإسرائيلية. وعلى الرغم من تحذيرات المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين من أن رفض إيران للاتفاق سيؤدي إلى عمل عسكري، إلا أن ترامب أكد قبل ساعات فقط من العملية أن الولايات المتحدة ملتزمة بالحل الدبلوماسي، وأن الهجمات ليست وشيكة. إذا رأت طهران أن المفاوضات غطاء، فقد تصبح الأهداف الأميركية أكثر عرضة لهجمات تعتبرها إيران "انتقامية". وقد تصعّد الولايات المتحدة من جانبها أيضاً. إذ قد يرى المسؤولون الأميركيون أن إسرائيل قد قامت بنصف المهمة بالفعل، ويمكن للولايات المتحدة إنهاء ما تبقى، عبر قصف منشأة "فوردو" باستخدام ذخائر خارقة للتحصينات، ومعالجة ما تبقى بعد الضربات الإسرائيلية الأولية. من المرجّح أن تطلب إيران من وكلائها في العراق ولبنان واليمن وأماكن أخرى تنفيذ ما يستطيعون من هجمات ضد إسرائيل، وربما يضيفون أهدافاً أميركية إلى قائمتهم إذا دخلت الولايات المتحدة المعركة لأي سبب كان. وهكذا، قد تجد الولايات المتحدة نفسها تهاجم أهدافاً في اليمن (وهو خيار غير جذاب بعد عملية "رايدر الخشنة" الأميركية ضد الحوثيين التي انتهت بوقف لإطلاق النار)، والعراق، وأماكن أخرى. وقد تستخدم إيران أيضاً الإرهاب الدولي، إذ سبق أن أظهرت قدرتها على تنفيذ هجمات في مختلف أنحاء العالم. من المحتمل، وإن كان غير مرجح في الوقت الراهن، أن يتدخل حلفاء الولايات المتحدة العرب. فقد أفادت القوات المسلحة الأردنية بالفعل باعتراضها صواريخ وطائرات مسيّرة إيرانية دخلت مجالها الجوي في 13 حزيران، وهو أمر يشبه اعتراض الأردن لصواريخ إيرانية أُطلقت على إسرائيل عام 2024. وعلى الرغم من أن أفعال الأردن يمكن تأطيرها ضمن الدفاع عن النفس، فإن تدخل الولايات المتحدة قد يدفعها لاستخدام قواعدها في عدد من الدول الإقليمية أو الاستفادة منها بطرق أخرى. أما الاحتمال الأخير، فهو ألا تنتهي الحرب أبداً، على الأقل ليس بشكل رسمي. فرغم أن موجات الضربات الإسرائيلية الضخمة قد تتوقف في وقت ما، فقد يستمر صراع منخفض الحدة لأشهر قادمة. قد تطلق إسرائيل من حين لآخر صواريخ أو تنفذ ضربات جوية ضد إيران، إلى جانب اغتيالات وتخريب داخل إيران نفسها. أما إيران، فستطلق رشقات نارية من وقت لآخر على إسرائيل، مع تنفيذ عمليات إرهابية ومحاولات أخرى للرد. لن يكون هذا حرباً شاملة، لكنه أيضاً ليس سلاماً هادئا. وفي ظل استمرار الهجمات المتبادلة والردود، قد تطور إيران برنامجاً نووياً سرياً خارج نطاق الالتزامات الخاصة بمراقبة التسلح والتفتيش الدولي، مستخدمةً الضربات الإسرائيلية كمبرر. وإذا لم تضرب إسرائيل جميع مواقع تخزين اليورانيوم المخصب الثلاثة، فلن تكون هذه المهمة صعبة على طهران. بالطبع، الجمع بين هذه الخيارات ممكن. وبالمثل، قد يكون وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية خطوة أولى نحو اتفاق نووي أكبر. وقد تتنازل إيران على المدى القصير، لكنها تعتقد أن الانتقام هو طبق من الأفضل أن يقدم بارداً، وتشن هجمات إرهابية في الأشهر القادمة كشكل من أشكال الانتقام، وبالتالي تقبل بحرب كر وفر إلى الأبد. ** إيسيلين برادي، متدربة في برنامج الحروب، التهديدات غير النظامية، والإرهاب في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهي أيضًا طالبة ماجستير في برنامج الدراسات الأمنية في جامعة جورجتاون. * دانيال بايمن، زميل أقدم في المركز وأستاذ في كلية الخدمة الخارجية بجامعة جورجتاون. كتابه الأخير هو نشر الكراهية: الصعود العالمي للإرهاب القومي الأبيض.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store