logo
"أناشيد آدم" فيلم عراقي فلسفي يحظى باهتمام الجمهور

"أناشيد آدم" فيلم عراقي فلسفي يحظى باهتمام الجمهور

انطلق العرض الخاص للفيلم العراقي الفلسفي "أناشيد آدم" في بغداد الحائز على جائزة اليسر لأفضل سيناريو في مهرجان البحر الأحمر لعام 2024، الفيلم من تأليف وإخراج المخرج الحاذق، عدي رشيد وإنتاج الفنان ماجد رشيد، يحاكي الفيلم قصة صبي يدعى آدم يحاول إيقاف مرور الزمن بداخله بينما يستمر في مراقبة مروره الصاخب في حياة المقربين من حوله.
وذكر مراسل وكالة الأنباء العراقية (واع)، حضر العرض الخاص عدد من الفنانين والإعلامين ومن المهتمين بالشأن السينمائي، وكان الحضور نوعياً نخبوياً مميزاً في إحدى قاعات السينما في مول الجادرية ببغداد، منذ اللحظات الأولى لعرض الفيلم وحتى نهايته ساد الصمت المطبق القاعة وأعين الجمهور تتسمر عبر شاشة العرض الكبيرة لما يحمله الفيلم من بعد فلسفي والصراع ما بين الزمن والواقع وحكايته المشوقة، فضلاً عن العناصر الفنية الرائعة للفيلم من الرؤية الإخراجية والاكسسوارات والأزياء والمكان والمونتاج.
وقال مخرج ومؤلف الفيلم، عدي رشيد لوكالة الأنباء العراقية (واع):" كــعراقي ما أفهمه عن الطفولة هو ما عشته ،منها حرب وعدد من الأمنيات التي لم تتحقق، كإنسان أفهم تماماً أن الطفولة هي في لحظة مواجهة مستمرة مع عالم البالغين وبين هذين المفهومين يتمركز ما أحاول أن أتفحصه في أناشِيْدُ آدَم".
وأضاف: "على المستوى الدرامي كنت قد أسست للحبكة عبر قرار يتخذه آدم بأن لا يغادر سن الثانية عشرة من عمره محتفظاً بصباه، بينما أخوه الأصغر علي ينمو ويكبر متجاهلاً طفولته ويبقيها منطقة هشّة في الذاكرة، قرار آدم هذا سوف يؤثر وبشكل حتمي في علاقة الإخوة ببعضهما البعض وعلى مستقبل كل منهما على حدة كذلك على علاقتهما معاً في مواجهة من حولهما.
وأشار الى أن " النسق الدرامي للفيلم الذي أبحث عنه لسرد حكاية الإخوة عبر ست مراحل متسلسلة يبدأ منذ عام 1946 وينتهي في عام 2014ضمن تحول زمني درامي يترجم إصرار آدم على تمسكه بطفولته".
وأوضح، " كان هدفي الأسمى في مرحلة ما بعد الإنتاج هو تعضيد كل ما أنجز في فترة التصوير من النواحي الدرامية النفسية والإنتاجية عبر التأني الدقيق في تركيب الفيلم والتأليف الموسيقي".
من جهته قال منتج الفيلم، ماجد رشيد لوكالة الأنباء العراقية (واع): " بدأت قصة العمل على إنتاج فيلم آدم أثناء جائحة كورونا بفريق عمل كان قد امتد من نيويورك ،أمستردام، فيينا إلى بغداد، وامتد البحث عن مواقع التصوير إلى أكثر من تسع قرى في شمال غرب العراق قبل أن يستقر في ريف قضاء هيت في محافظة الأنبار، التقى فريق اختيار الممثلين بأكثر من 800 موهبة ووظف أكثر من 40 دوراً ناطقاً ".
وأضاف: " بدأ التصوير الفعلي للفيلم في آذار /مارس عام 2022 في قرية في محافظة الأنبار التي كانت تحت سيطرة داعش، خاض فريق الإنتاج تجربتين، الأولى إنتاج الفيلم، والثانية مراقبة عودة الحياة بعد أشهر عديدة من ظلام الإرهاب في تلك القرى الممتدة على ضفاف نهر الفرات."
مشيراً الى أن " فترة الإنتاج استغرقت ثلاثة أشهر متواصلة في 26 موقعاً، حاول خلالها فريق العمل التكيف مع العناصر البيئية الشرسة وغير المتوقعة وتسخيرها لخدمة الصورة".
وأوضح، شارك في الفيلم البطل، عزام أحمد، الفنانة آلاء نجم، الفنان عبد الجبار حسن، الفنان تحسين داحس، الفنانة هدى شاهين، الفنان صفاء نجم، الفنان علي الكرخيِّ، الفنان علي ريسان، الفنان أوس صلاح، الفنان ستار عواد، وإدارة فنية واكسسوار ريّا عاصي".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'أناشيد آدم' عندما تصبح الطفولة نشيدًا وسط الخراب
'أناشيد آدم' عندما تصبح الطفولة نشيدًا وسط الخراب

موقع كتابات

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • موقع كتابات

'أناشيد آدم' عندما تصبح الطفولة نشيدًا وسط الخراب

في فيلمه 'أناشيد آدم'، يقدّم المخرج العراقي عدي رشيد قراءة بصرية مؤثرة لطفولة معلقة بين الركام. لا يحاول الفيلم أن يسرد قصة مكتملة الأركان، بقدر ما يغوص في تجربة شعورية مكثفة، حيث يصبح الصوت واللون والفراغ أبطالًا حقيقيين. آدم، الطفل الصغير، لا يتخذ موقع الضحية التقليدية. لا بكاءً ولا شكاوى. بل يكتفي بالإنشاد بصوت خافت، وكأنه يحاور ذاكرة مدينة منهكة تحاول الاحتفاظ بآخر ما تبقى من إنسانيتها. تتبع الكاميرا خطوات آدم بتردد مدروس، تقترب حينًا وتنسحب حينًا آخر، محافظةً على إيقاع بصري يشبه تنفس مدينة شبه ميتة. الألوان الغالبة رمادية، مشبعة بالغبار، وكأن الفيلم كله مغطى بطبقة رقيقة من الحزن. الأصوات الطبيعية، من رياح وزخات رصاص وصرخات بعيدة، تحل محل الحوار، مما يعمق الإحساس بالفراغ والعزلة. ما يميز 'أناشيد آدم' هو بساطته العميقة. و الفيلم لا يتناول الحرب بشكل مباشر، بل يركّز على الذاكرة الهشة التي يحاول الإنسان، حتى في أقسى الظروف، أن يحافظ عليها. وبين أنقاض المدن وأصوات الخراب، تظل أناشيد آدم بمثابة خيط رفيع من الأمل، يربط الحاضر بالماضي، وينذر بإمكانية حياة جديدة رغم كل شيء.

السرد التقليدي بأناشيد آدم يتجاوز ملامسة تخوم الفلسفة
السرد التقليدي بأناشيد آدم يتجاوز ملامسة تخوم الفلسفة

الزمان

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • الزمان

السرد التقليدي بأناشيد آدم يتجاوز ملامسة تخوم الفلسفة

السرد التقليدي بأناشيد آدم يتجاوز ملامسة تخوم الفلسفة في فضاء السينما العراقية الجديدة، يبرز فيلم (أناشيد آدم) (2024) للمخرج عدي رشيد كعمل يستنطق أوجاع الذاكرة الجمعية، ويُزاوج بين السرد الواقعي والتخييل الرمزي، ليخلق عالماً بصرياً يستوعب تعقيدات الزمن العراقي وتقلباته العنيفة. بأسلوبٍ يميل إلى الواقعية السحرية، يُعيد رشيد تشكيل العلاقة بين الزمن والجسد، بين الحكاية والتاريخ، بين الخيال والواقع، في سردية سينمائية تُثير الأسئلة أكثر مما تقدّم الأجوبة. يكتب عدي رشيد نص فيلمه من موقع الراوي الذي يعرف أن الكارثة ليست في وقوعها، بل في تكرارها، وفي أثرها الذي لا يزول. من هنا، ينفتح النص على المجاز، ويحتفي باللامعقول، ليمنح الحكاية نَفَسًا سحريًا يُحرّرها من قيود الواقعية الصارمة، ويُتيح لها التحليق في فضاءات التخييل الرمزي. في هذا السياق، تتجلّى شخصية الصبي «آدم»، الذي يُقرّر، بإرادته، أن يُجمّد نموّه الجسدي، في معاندة صريحة للزمن الذي لا يحمل للعراقيين سوى الخيبات والمآسي. آدم ليس مجرد طفل، بل استعارة بصرية لإنسان عراقي قرّر الانسحاب من دورة الحياة القاسية، وتوقّف عند حدود الطفولة، كي لا يُجرَح بما ينتظر البالغين من ألمٍ وفقدٍ وتشوّهٍ نفسي. هذا القرار الفردي يتحوّل إلى فعل رمزي، يرصد من خلاله رشيد أثر الأزمنة العراقية المتتالية، التي تتوالى على الشاشة عبر سنوات مفصلية (1946، 1952، 1964، 1981، 2014)، لتُشكّل خلفية تراجيدية لزمن الشخصية، دون أن تنزلق في خطاب سياسي فج، بل تتغلغل في النفوس بهدوء، كما تفعل الموسيقى أو الحكايات القديمة. القرية الغربية التي تدور فيها أحداث الفيلم، تتحوّل إلى مرآة لعراقٍ مصغّر، حيث يبدو الزمن متوقفًا، أو كأنّه يدور في حلقة عبثية لا مخرج منها. سكان القرية يكبرون، ويتألمون، ويموتون، بينما يظل آدم كما هو، شاهدًا صامتًا على ما جرى وما لم يجرِ بعد. سجنه الانعزالي الذي فرضه عليه والده بعد قراره الغريب، لا يبدو عقوبة بقدر ما هو انعكاس لعزلة وطن بأكمله، يرزح تحت وطأة ماضيه. في لحظة رمزية فارقة، يرى آدم جثمان جده، فيُدرك فجأة وحشية المصير، فيختار أن يوقف الزمن داخله، ربما ليُصغي إلى «أناشيده» الخاصة، تلك التي لا يسمعها أحد سواه. هذه الأناشيد ليست سوى تأويل شعري للواقع، صوت داخلي يُحاول النجاة من دوامة التاريخ، ويُعيد ترتيب العلاقة بين الحياة والموت، بين الماضي والمستقبل، وفق منطق الحكاية، لا منطق الواقع. *بهذا الفيلم، يُقدّم عدي رشيد سينما تتجاوز السرد التقليدي إلى ملامسة تخوم الفلسفة، حيث يصبح الجسد معبراً عن مقاومة صامتة، والزمن ساحةً للصراع الداخلي أكثر منه ظرفاً تاريخياً. «أناشيد آدم» ليست مجرّد قصة عن صبي رفض أن يكبر، بل قصيدة بصرية حزينة عن بلد لم يُمنح فرصة للنمو الطبيعي، فاختار – كما آدم – أن يُجمّد لحظته، ويُحيل جراحه إلى نشيد داخلي لا يُسمع، لكن يُشعَر به عميقًا في وجدان المخرج.

"أناشيد آدم" فيلم عراقي فلسفي يحظى باهتمام الجمهور
"أناشيد آدم" فيلم عراقي فلسفي يحظى باهتمام الجمهور

الأنباء العراقية

time١٦-٠٤-٢٠٢٥

  • الأنباء العراقية

"أناشيد آدم" فيلم عراقي فلسفي يحظى باهتمام الجمهور

انطلق العرض الخاص للفيلم العراقي الفلسفي "أناشيد آدم" في بغداد الحائز على جائزة اليسر لأفضل سيناريو في مهرجان البحر الأحمر لعام 2024، الفيلم من تأليف وإخراج المخرج الحاذق، عدي رشيد وإنتاج الفنان ماجد رشيد، يحاكي الفيلم قصة صبي يدعى آدم يحاول إيقاف مرور الزمن بداخله بينما يستمر في مراقبة مروره الصاخب في حياة المقربين من حوله. وذكر مراسل وكالة الأنباء العراقية (واع)، حضر العرض الخاص عدد من الفنانين والإعلامين ومن المهتمين بالشأن السينمائي، وكان الحضور نوعياً نخبوياً مميزاً في إحدى قاعات السينما في مول الجادرية ببغداد، منذ اللحظات الأولى لعرض الفيلم وحتى نهايته ساد الصمت المطبق القاعة وأعين الجمهور تتسمر عبر شاشة العرض الكبيرة لما يحمله الفيلم من بعد فلسفي والصراع ما بين الزمن والواقع وحكايته المشوقة، فضلاً عن العناصر الفنية الرائعة للفيلم من الرؤية الإخراجية والاكسسوارات والأزياء والمكان والمونتاج. وقال مخرج ومؤلف الفيلم، عدي رشيد لوكالة الأنباء العراقية (واع):" كــعراقي ما أفهمه عن الطفولة هو ما عشته ،منها حرب وعدد من الأمنيات التي لم تتحقق، كإنسان أفهم تماماً أن الطفولة هي في لحظة مواجهة مستمرة مع عالم البالغين وبين هذين المفهومين يتمركز ما أحاول أن أتفحصه في أناشِيْدُ آدَم". وأضاف: "على المستوى الدرامي كنت قد أسست للحبكة عبر قرار يتخذه آدم بأن لا يغادر سن الثانية عشرة من عمره محتفظاً بصباه، بينما أخوه الأصغر علي ينمو ويكبر متجاهلاً طفولته ويبقيها منطقة هشّة في الذاكرة، قرار آدم هذا سوف يؤثر وبشكل حتمي في علاقة الإخوة ببعضهما البعض وعلى مستقبل كل منهما على حدة كذلك على علاقتهما معاً في مواجهة من حولهما. وأشار الى أن " النسق الدرامي للفيلم الذي أبحث عنه لسرد حكاية الإخوة عبر ست مراحل متسلسلة يبدأ منذ عام 1946 وينتهي في عام 2014ضمن تحول زمني درامي يترجم إصرار آدم على تمسكه بطفولته". وأوضح، " كان هدفي الأسمى في مرحلة ما بعد الإنتاج هو تعضيد كل ما أنجز في فترة التصوير من النواحي الدرامية النفسية والإنتاجية عبر التأني الدقيق في تركيب الفيلم والتأليف الموسيقي". من جهته قال منتج الفيلم، ماجد رشيد لوكالة الأنباء العراقية (واع): " بدأت قصة العمل على إنتاج فيلم آدم أثناء جائحة كورونا بفريق عمل كان قد امتد من نيويورك ،أمستردام، فيينا إلى بغداد، وامتد البحث عن مواقع التصوير إلى أكثر من تسع قرى في شمال غرب العراق قبل أن يستقر في ريف قضاء هيت في محافظة الأنبار، التقى فريق اختيار الممثلين بأكثر من 800 موهبة ووظف أكثر من 40 دوراً ناطقاً ". وأضاف: " بدأ التصوير الفعلي للفيلم في آذار /مارس عام 2022 في قرية في محافظة الأنبار التي كانت تحت سيطرة داعش، خاض فريق الإنتاج تجربتين، الأولى إنتاج الفيلم، والثانية مراقبة عودة الحياة بعد أشهر عديدة من ظلام الإرهاب في تلك القرى الممتدة على ضفاف نهر الفرات." مشيراً الى أن " فترة الإنتاج استغرقت ثلاثة أشهر متواصلة في 26 موقعاً، حاول خلالها فريق العمل التكيف مع العناصر البيئية الشرسة وغير المتوقعة وتسخيرها لخدمة الصورة". وأوضح، شارك في الفيلم البطل، عزام أحمد، الفنانة آلاء نجم، الفنان عبد الجبار حسن، الفنان تحسين داحس، الفنانة هدى شاهين، الفنان صفاء نجم، الفنان علي الكرخيِّ، الفنان علي ريسان، الفنان أوس صلاح، الفنان ستار عواد، وإدارة فنية واكسسوار ريّا عاصي".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store