logo
بني ملال: من المسؤول على بطء تنزيل المشاريع المهيكلة ؟

بني ملال: من المسؤول على بطء تنزيل المشاريع المهيكلة ؟

الألبابمنذ 3 أيام

الألباب المغربية/ حليمة صومعي
رغم الشعارات البراقة حول 'النموذج التنموي الجديد' و'العدالة المجالية'، تظل مدينة بني ملال شاهدة على واقع مرير عنوانه الإهمال والتأخر في تنفيذ المشاريع الكبرى التي كان من المفترض أن تغيّر وجه المدينة وتمنح ساكنتها الأمل في غد أفضل.
منذ أعوام، وعدد من المشاريع الاستراتيجية التي أُعلن عنها، لا تزال معلّقة دون تفسير واضح أو محاسبة حقيقية. ورغم أن هذه المشاريع أُدرجت ضمن برامج رسمية مثل برنامج التنمية الجهوية، فإن واقع حالها لا يسرّ أحداً.
مشاريع معلّقة ووعود تبخرت..
المسرح الجهوي الكبير، كان من المنتظر أن يتحول إلى معلمة ثقافية وفنية تُعزز البنية الثقافية للمدينة وتخلق دينامية جديدة. لكن، بدل أن يفتح أبوابه أمام الجمهور، لا يزال المشروع يراوح مكانه، وسط تساؤلات مشروعة عن أسباب التأخر.
قصر المؤتمرات، الذي تحدث عنه رئيس جهة بني ملال خنيفرة باعتباره مشروعًا استراتيجيًا لدعم السياحة وتنظيم التظاهرات الوطنية والدولية، لا يزال مجرد فكرة على الورق، ولم تخرج أشغاله إلى أرض الواقع كما كان مرتقباً منذ سنوات. كان هذا المشروع يُفترض أن يكون منصة لتعزيز إشعاع الجهة، خاصة في ظل وجود جيوبارك، ثاني أكبر جيوبارك في إفريقيا والمعترف به من طرف اليونسكو، والذي يُمثل ثروة جيولوجية وسياحية هائلة. لكن المفارقة المؤلمة أن هذا الجيوبارك، رغم كونه يوجد في جهة بني ملال خنيفرة، تستفيد منه مدينة مراكش أكثر من المدينة الأصلية، في غياب بنية تحتية قادرة على احتضان المنتديات واللقاءات الدولية، وعلى رأسها قصر المؤتمرات المعطل.
المتحف الجهوي لبني ملال، جزء أساسي من الرؤية الثقافية للجهة، والذي كان سيُعزز مكانة المدينة كحاضنة للتراث والتاريخ، يعرف هو الآخر مصيراً غامضاً، رغم ما رُصد له من ميزانية، ودخوله ضمن أولويات التنمية الجهوية.
السياحة.. إمكانيات ضخمة تُقابلها بنية تحتية غائبة
من المعلوم أن مدينة بني ملال وإقليمها يُعدان من أجمل المناطق الطبيعية في المغرب، حيث تجمع الجهة بين الجبال والسهول، والشلالات والبحيرات، والغابات والمنتزهات، ما يجعلها من الوجهات السياحية الأكثر تميزاً على الصعيد الوطني.
غير أن هذه الثروة الطبيعية لم تُترجم إلى تنمية سياحية حقيقية. فبالرغم من التصريحات المتكررة لمسؤولي الجهة بأن التوجه التنموي للمنطقة هو بالأساس سياحي، فإن الواقع يكذب ذلك تماماً:
لا وجود حقيقي لـ فنادق مصنفة بمستوى دولي قادرة على استيعاب الزوار وتنظيم التظاهرات الكبرى.
المرافق الترفيهية نادرة، إن لم نقل منعدمة، سواء في المدينة أو في الضواحي.
الفضاءات الخضراء داخل المدينة محدودة، وتفتقر إلى الصيانة أو التهيئة الحديثة.
غياب محطات سياحية متكاملة، سواء في عين أسردون، أو نواحي أوزود، أو جبال تاغبالوت، يزيد من عزلة هذه المواقع، ويُفرغ الخطاب السياحي من مضمونه.
مطار بني ملال: بوابة تحتاج للتطوير والتوسيع
يعد مطار بني ملال من البنى التحتية الحيوية التي يمكن أن تلعب دوراً محورياً في تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية للمدينة والجهة. لكن المطار في وضعه الحالي يحتاج إلى توسعة عاجلة، وإضافة خطوط جوية جديدة تربطه بوجهات وطنية ودولية، ليصبح من بين أبرز المطارات المغربية.
التطوير المطلوب للمطار سيساهم في:
جذب مزيد من الاستثمارات.
تسهيل وصول السياح والفاعلين الاقتصاديين.
دعم المشاريع السياحية والثقافية المهيكلة التي تعيش حالة جمود.
لكن، للأسف، لم نشهد حتى الآن أي خطوات جدية في هذا الاتجاه، مما يؤكد أن بني ملال لا تزال تعاني من نقص في الدعم الاستراتيجي والتوجيه السياسي الفعّال.
غياب إشعاع على الصعيدين الوطني والدولي:
بالرغم من المؤهلات الكبيرة التي تزخر بها مدينة بني ملال، سواء من حيث تنوعها الطبيعي أو غناها الثقافي والإنساني، إلا أن حضورها على الساحة الوطنية والدولية يظل باهتًا.
فلا نكاد نرى بني ملال ضمن خرائط الاستثمار السياحي الكبرى، ولا في أجندات التظاهرات الثقافية أو الاقتصادية ذات البعد الدولي، كما هو الحال في مدن مثل مراكش، فاس أو طنجة.
هذا الغياب ليس قدَراً محتوماً، بل نتيجة مباشرة لتأخر المشاريع الكبرى، وغياب بنية تحتية قادرة على مواكبة الطموحات، وانعدام رؤية تسويقية ذكية تبرز ما تزخر به الجهة.
ما يجعل الأمر أكثر إيلاماً، هو أن المدينة تملك من المقومات ما يؤهلها لتكون قطباً سياحياً واقتصادياً بامتياز، لكن ضعف الترافع الجهوي، وقصور السياسات العمومية في هذا الاتجاه، حوّلها إلى مدينة تعاني في صمت، وسط تجاهل مركزي واضح.
مسؤولية من؟
أمام هذا التعطيل غير المبرر، تُطرح أكثر من علامة استفهام حول دور الجهات المسؤولة، من مجلس الجهة إلى السلطات المحلية والمصالح الوزارية، التي يبدو أنها تتعامل مع المدينة بمنطق الإهمال والانتظارية.
أين المتابعة ؟ أين المحاسبة ؟ وكيف يمكن لمدينة بحجم ومكانة بني ملال أن تنتظر سنوات لتنفيذ مشاريع أساسية، بينما مدن أقل شأنا تستفيد من مشاريع مماثلة في آجال قياسية؟
بني ملال تستحق الأفضل
ما تطالب به ساكنة بني ملال ليس ترفاً، بل حق مشروع في التنمية والكرامة والمساواة. المدينة تزخر بالكفاءات، والإمكانات الطبيعية والبشرية، لكنها تظل رهينة لمنظومة تفتقد للنجاعة، والحزم، وربما الإرادة.
لقد آن الأوان لتجاوز مرحلة الشعارات، والانكباب الجدي على إخراج هذه المشاريع إلى حيز الوجود، لأن استمرار الوضع على ما هو عليه لا يخدم إلا اليأس… والمزيد من النزوح نحو مدن تعتبرها الدولة 'أكثر أولوية'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الجمعية العُمانية للسينما تُبرز كنوز السلطنة في يوم التنوع الثقافي العُماني بمعرض إكسبو اليابان
الجمعية العُمانية للسينما تُبرز كنوز السلطنة في يوم التنوع الثقافي العُماني بمعرض إكسبو اليابان

صوت المواطن

timeمنذ 3 ساعات

  • صوت المواطن

الجمعية العُمانية للسينما تُبرز كنوز السلطنة في يوم التنوع الثقافي العُماني بمعرض إكسبو اليابان

شاركت الجمعية العُمانية للسينما بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب في تقديم عرض سينمائي ضمن فعاليات الاحتفاء بيوم التنوع الثقافي في معرض إكسبو 2025 – أوساكا وفي خطوة لافتة تهدف إلى تعزيز مكانة سلطنة عُمان كوجهة عالمية لتصوير الأفلام، قدم الفاضل أنور بن خميس الرزيقي، نائب رئيس الجمعية العُمانية للسينما، عرضاً لمشروع 'اصنع فيلمك في عُمان' التي تروّج للمواقع العُمانية الساحرة كخلفيات مثالية لصناعة الأفلام. واشتمل العرض على فيلم ترويجي يُظهر مواقع عالمية استُخدمت في أفلام هوليوود وبوليوود، مع إبراز نظيراتها في سلطنة عُمان، بما تمتاز به من تنوع جغرافي فريد يشمل الكثبان الرملية الذهبية، والوديان الخضراء، والجبال الشاهقة، والسواحل البكر. كما تطرق العرض إلى المواقع التاريخية والأثرية الغنية التي تزخر بها عُمان، من القلاع والحصون إلى المدن القديمة والمواقع المُدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، مؤكداً ما تحمله من قيمة ثقافية تضفي عمقًا وبعدًا إنسانيًا وإبداعيًا على الإنتاجات السينمائية. وقد نُفذ العرض بثلاث لغات: العربية، والإنجليزية، واليابانية، مما ساهم في توسيع دائرة التأثير والاتصال مع الجمهور الدولي. وضمن ذات الفعالية، تم عرض خمسة أفلام وثائقية قصيرة أخرجها نخبة من السينمائيين العُمانيين الشباب، تعكس تنوع البيئات والثقافات والقصص الإنسانية في السلطنة، وتُبرز العلاقة المتجذرة بين الإنسان والمكان والطبيعة، من خلال: فيلم 'المُوراد' للمخرج محمد العجمي، يتناول موسم التبسيل العُماني، كحدث ثقافي واجتماعي نابض بالحياة. فيلم 'لن تغوص وحيدًا' للمخرج فهد الميمني، الذي يأخذنا في رحلة بصرية إلى أعماق جزر الديمانيات، موضحًا غنى الحياة البحرية العُمانية وأهمية حمايتها. فيلم 'كتم الأنفاس' للمخرج عيسى الصبحي، والذي يحكي قصة الغواص العُماني عمر الغيلاني في تجربة مؤثرة عن الغوص الحر، والإصرار والتحدي. فيلم 'أثر' للمخرجة بثينة الكندية، رحلة وجدانية عبر الذاكرة والحنين لاستعادة ملامح قرية عُمانية قديمة، تسلط الضوء على الانتماء والهوية. فيلم 'مسافات طويلة' للمخرجين حمد القصابي وعلي البيماني، يروي قصة عداء عُماني يجد في الجري مساحة للتحرر والتواصل مع الوطن. وخلال المشاركة تم أيضا استعراض منصة سكرين عمان التي تستهدف شركات الانتاج والمخرجين والمهتمين بجانب صناعة الأفلام والإعلانات والتسويق من خلال الترويج للمواقع المختلفة والتضاريس المتنوعة للسلطنة والاستيودهات المفتوحة للتصوير والترويج للسياحة السينمائية. تأتي هذه المشاركة تأكيدًا على الدور الثقافي الحيوي للجمعية العُمانية للسينما في تمثيل السلطنة دوليًا، وإبراز الثقافة والمواقع العُمانية وربطها بالصناعة السينمائية، إضافة إلى دعم المخرج العُماني وتمكينه من عرض أعماله على منصات عالمية.

بني ملال: من المسؤول على بطء تنزيل المشاريع المهيكلة ؟
بني ملال: من المسؤول على بطء تنزيل المشاريع المهيكلة ؟

الألباب

timeمنذ 3 أيام

  • الألباب

بني ملال: من المسؤول على بطء تنزيل المشاريع المهيكلة ؟

الألباب المغربية/ حليمة صومعي رغم الشعارات البراقة حول 'النموذج التنموي الجديد' و'العدالة المجالية'، تظل مدينة بني ملال شاهدة على واقع مرير عنوانه الإهمال والتأخر في تنفيذ المشاريع الكبرى التي كان من المفترض أن تغيّر وجه المدينة وتمنح ساكنتها الأمل في غد أفضل. منذ أعوام، وعدد من المشاريع الاستراتيجية التي أُعلن عنها، لا تزال معلّقة دون تفسير واضح أو محاسبة حقيقية. ورغم أن هذه المشاريع أُدرجت ضمن برامج رسمية مثل برنامج التنمية الجهوية، فإن واقع حالها لا يسرّ أحداً. مشاريع معلّقة ووعود تبخرت.. المسرح الجهوي الكبير، كان من المنتظر أن يتحول إلى معلمة ثقافية وفنية تُعزز البنية الثقافية للمدينة وتخلق دينامية جديدة. لكن، بدل أن يفتح أبوابه أمام الجمهور، لا يزال المشروع يراوح مكانه، وسط تساؤلات مشروعة عن أسباب التأخر. قصر المؤتمرات، الذي تحدث عنه رئيس جهة بني ملال خنيفرة باعتباره مشروعًا استراتيجيًا لدعم السياحة وتنظيم التظاهرات الوطنية والدولية، لا يزال مجرد فكرة على الورق، ولم تخرج أشغاله إلى أرض الواقع كما كان مرتقباً منذ سنوات. كان هذا المشروع يُفترض أن يكون منصة لتعزيز إشعاع الجهة، خاصة في ظل وجود جيوبارك، ثاني أكبر جيوبارك في إفريقيا والمعترف به من طرف اليونسكو، والذي يُمثل ثروة جيولوجية وسياحية هائلة. لكن المفارقة المؤلمة أن هذا الجيوبارك، رغم كونه يوجد في جهة بني ملال خنيفرة، تستفيد منه مدينة مراكش أكثر من المدينة الأصلية، في غياب بنية تحتية قادرة على احتضان المنتديات واللقاءات الدولية، وعلى رأسها قصر المؤتمرات المعطل. المتحف الجهوي لبني ملال، جزء أساسي من الرؤية الثقافية للجهة، والذي كان سيُعزز مكانة المدينة كحاضنة للتراث والتاريخ، يعرف هو الآخر مصيراً غامضاً، رغم ما رُصد له من ميزانية، ودخوله ضمن أولويات التنمية الجهوية. السياحة.. إمكانيات ضخمة تُقابلها بنية تحتية غائبة من المعلوم أن مدينة بني ملال وإقليمها يُعدان من أجمل المناطق الطبيعية في المغرب، حيث تجمع الجهة بين الجبال والسهول، والشلالات والبحيرات، والغابات والمنتزهات، ما يجعلها من الوجهات السياحية الأكثر تميزاً على الصعيد الوطني. غير أن هذه الثروة الطبيعية لم تُترجم إلى تنمية سياحية حقيقية. فبالرغم من التصريحات المتكررة لمسؤولي الجهة بأن التوجه التنموي للمنطقة هو بالأساس سياحي، فإن الواقع يكذب ذلك تماماً: لا وجود حقيقي لـ فنادق مصنفة بمستوى دولي قادرة على استيعاب الزوار وتنظيم التظاهرات الكبرى. المرافق الترفيهية نادرة، إن لم نقل منعدمة، سواء في المدينة أو في الضواحي. الفضاءات الخضراء داخل المدينة محدودة، وتفتقر إلى الصيانة أو التهيئة الحديثة. غياب محطات سياحية متكاملة، سواء في عين أسردون، أو نواحي أوزود، أو جبال تاغبالوت، يزيد من عزلة هذه المواقع، ويُفرغ الخطاب السياحي من مضمونه. مطار بني ملال: بوابة تحتاج للتطوير والتوسيع يعد مطار بني ملال من البنى التحتية الحيوية التي يمكن أن تلعب دوراً محورياً في تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية للمدينة والجهة. لكن المطار في وضعه الحالي يحتاج إلى توسعة عاجلة، وإضافة خطوط جوية جديدة تربطه بوجهات وطنية ودولية، ليصبح من بين أبرز المطارات المغربية. التطوير المطلوب للمطار سيساهم في: جذب مزيد من الاستثمارات. تسهيل وصول السياح والفاعلين الاقتصاديين. دعم المشاريع السياحية والثقافية المهيكلة التي تعيش حالة جمود. لكن، للأسف، لم نشهد حتى الآن أي خطوات جدية في هذا الاتجاه، مما يؤكد أن بني ملال لا تزال تعاني من نقص في الدعم الاستراتيجي والتوجيه السياسي الفعّال. غياب إشعاع على الصعيدين الوطني والدولي: بالرغم من المؤهلات الكبيرة التي تزخر بها مدينة بني ملال، سواء من حيث تنوعها الطبيعي أو غناها الثقافي والإنساني، إلا أن حضورها على الساحة الوطنية والدولية يظل باهتًا. فلا نكاد نرى بني ملال ضمن خرائط الاستثمار السياحي الكبرى، ولا في أجندات التظاهرات الثقافية أو الاقتصادية ذات البعد الدولي، كما هو الحال في مدن مثل مراكش، فاس أو طنجة. هذا الغياب ليس قدَراً محتوماً، بل نتيجة مباشرة لتأخر المشاريع الكبرى، وغياب بنية تحتية قادرة على مواكبة الطموحات، وانعدام رؤية تسويقية ذكية تبرز ما تزخر به الجهة. ما يجعل الأمر أكثر إيلاماً، هو أن المدينة تملك من المقومات ما يؤهلها لتكون قطباً سياحياً واقتصادياً بامتياز، لكن ضعف الترافع الجهوي، وقصور السياسات العمومية في هذا الاتجاه، حوّلها إلى مدينة تعاني في صمت، وسط تجاهل مركزي واضح. مسؤولية من؟ أمام هذا التعطيل غير المبرر، تُطرح أكثر من علامة استفهام حول دور الجهات المسؤولة، من مجلس الجهة إلى السلطات المحلية والمصالح الوزارية، التي يبدو أنها تتعامل مع المدينة بمنطق الإهمال والانتظارية. أين المتابعة ؟ أين المحاسبة ؟ وكيف يمكن لمدينة بحجم ومكانة بني ملال أن تنتظر سنوات لتنفيذ مشاريع أساسية، بينما مدن أقل شأنا تستفيد من مشاريع مماثلة في آجال قياسية؟ بني ملال تستحق الأفضل ما تطالب به ساكنة بني ملال ليس ترفاً، بل حق مشروع في التنمية والكرامة والمساواة. المدينة تزخر بالكفاءات، والإمكانات الطبيعية والبشرية، لكنها تظل رهينة لمنظومة تفتقد للنجاعة، والحزم، وربما الإرادة. لقد آن الأوان لتجاوز مرحلة الشعارات، والانكباب الجدي على إخراج هذه المشاريع إلى حيز الوجود، لأن استمرار الوضع على ما هو عليه لا يخدم إلا اليأس… والمزيد من النزوح نحو مدن تعتبرها الدولة 'أكثر أولوية'.

رئيس مؤسسة الموكار يشيد بالرعاية الملكية ويعلن عن دورة متميزة للموسم الثقافي بطانطان
رئيس مؤسسة الموكار يشيد بالرعاية الملكية ويعلن عن دورة متميزة للموسم الثقافي بطانطان

العيون الآن

timeمنذ 4 أيام

  • العيون الآن

رئيس مؤسسة الموكار يشيد بالرعاية الملكية ويعلن عن دورة متميزة للموسم الثقافي بطانطان

العيون الآن الحافظ ملعين أشاد محمد فاضل بنيعيش رئيس مؤسسة الموكار بالعناية السامية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لموسم طانطان، مؤكدا أن النسخة الثامنة عشرة من هذا الحدث الثقافي البارز تنعقد تحت الرعاية الملكية ما يعكس المكانة الخاصة التي يحظى بها هذا الموروث الثقافي الحساني داخل المملكة. في كلمته الافتتاحية خلال فعاليات الموسم التي حضرها عدد من المسؤولين والضيوف من داخل المغرب وخارجه تقدم بنيعيش بأسمى عبارات الولاء والإخلاص إلى الملك محمد السادس نصره الله معبرا عن اعتزاز ساكنة طانطان ووفائهم للعرش العلوي المجيد. وأوضح رئيس مؤسسة الموكار أن هذا الموسم يشكل مناسبة سنوية لإحياء التقاليد الصحراوية الأصيلة، وتعزيز روابط الوحدة والتواصل بين مختلف القبائل والمناطق، مشيرا إلى أن طانطان كانت وستظل أرضا حاضنة لهذا التنوع الثقافي. كما ذكر بنيعيش بأن موسم 2024 تميز بالاحتفال بالذكرى العشرين لعودة تنظيم الموسم وهو ما كرس مكانته كمنصة دولية حقيقية للتبادل الثقافي، بعد أن تم تصنيفه من قبل منظمة اليونسكو سنة 2005 كتحفة من روائع التراث الشفهي الإنساني، ثم إدراجه سنة 2008 ضمن القائمة التمثيلية للتراث غير المادي. وأضاف أن هذا الاعتراف الأممي أسهم في صون الثقافة الحسانية، وفتح آفاقا واسعة أمام مؤسسة الموكار للانفتاح على دول العالم، من خلال استضافة شخصيات وفرق فنية ورياضية بارزة، أبرزها المشاركة السنوية في مهرجان الظفرة للإبل بدولة الإمارات العربية المتحدة. وحول برنامج هذه الدورة كشف بنيعيش أن نسخة هذا العام ستتميز بغنى فني وثقافي وتراثي غير مسبوق، بمشاركة فرق محلية وطنية ودولية منوّها بمساهمة وفد دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في إحياء فعاليات الموسم. وفي إطار انفتاح الموسم على البعد التنموي أعلن رئيس مؤسسة الموكار عن تنظيم ندوتين هامتين على هامش الموسم: الأولى اقتصادية لتسليط الضوء على المؤهلات الاستثمارية لجهة كلميم واد نون والثانية ثقافية مخصصة لتوثيق الشعر الحساني وتعزيزه كجزء من الهوية المغربية. وفي ختام كلمته عبر بنيعيش عن امتنانه لكل من ساهم في إنجاح هذه النسخة من سلطات محلية وعسكرية ومنتخبين وشيوخ القبائل، إلى جانب وسائل الإعلام وشركاء التنظيم موجها شكرا خاصا لمكتب اليونسكو بالرباط على مشاركته في فعاليات هذه الدورة. ختم قائلا: 'إنني بصفتي رئيس مؤسسة الموكارً أرفع عظيم الامتنان لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله على ثقته الغالية ورعايته المتواصلة لهذا الحدث الثقافي الذي نعتز به كمغاربة، ونعمل على صونه وتطويره باستمرار'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store