أحدث الأخبار مع #جيوبارك


الألباب
منذ 4 أيام
- ترفيه
- الألباب
بني ملال: من المسؤول على بطء تنزيل المشاريع المهيكلة ؟
الألباب المغربية/ حليمة صومعي رغم الشعارات البراقة حول 'النموذج التنموي الجديد' و'العدالة المجالية'، تظل مدينة بني ملال شاهدة على واقع مرير عنوانه الإهمال والتأخر في تنفيذ المشاريع الكبرى التي كان من المفترض أن تغيّر وجه المدينة وتمنح ساكنتها الأمل في غد أفضل. منذ أعوام، وعدد من المشاريع الاستراتيجية التي أُعلن عنها، لا تزال معلّقة دون تفسير واضح أو محاسبة حقيقية. ورغم أن هذه المشاريع أُدرجت ضمن برامج رسمية مثل برنامج التنمية الجهوية، فإن واقع حالها لا يسرّ أحداً. مشاريع معلّقة ووعود تبخرت.. المسرح الجهوي الكبير، كان من المنتظر أن يتحول إلى معلمة ثقافية وفنية تُعزز البنية الثقافية للمدينة وتخلق دينامية جديدة. لكن، بدل أن يفتح أبوابه أمام الجمهور، لا يزال المشروع يراوح مكانه، وسط تساؤلات مشروعة عن أسباب التأخر. قصر المؤتمرات، الذي تحدث عنه رئيس جهة بني ملال خنيفرة باعتباره مشروعًا استراتيجيًا لدعم السياحة وتنظيم التظاهرات الوطنية والدولية، لا يزال مجرد فكرة على الورق، ولم تخرج أشغاله إلى أرض الواقع كما كان مرتقباً منذ سنوات. كان هذا المشروع يُفترض أن يكون منصة لتعزيز إشعاع الجهة، خاصة في ظل وجود جيوبارك، ثاني أكبر جيوبارك في إفريقيا والمعترف به من طرف اليونسكو، والذي يُمثل ثروة جيولوجية وسياحية هائلة. لكن المفارقة المؤلمة أن هذا الجيوبارك، رغم كونه يوجد في جهة بني ملال خنيفرة، تستفيد منه مدينة مراكش أكثر من المدينة الأصلية، في غياب بنية تحتية قادرة على احتضان المنتديات واللقاءات الدولية، وعلى رأسها قصر المؤتمرات المعطل. المتحف الجهوي لبني ملال، جزء أساسي من الرؤية الثقافية للجهة، والذي كان سيُعزز مكانة المدينة كحاضنة للتراث والتاريخ، يعرف هو الآخر مصيراً غامضاً، رغم ما رُصد له من ميزانية، ودخوله ضمن أولويات التنمية الجهوية. السياحة.. إمكانيات ضخمة تُقابلها بنية تحتية غائبة من المعلوم أن مدينة بني ملال وإقليمها يُعدان من أجمل المناطق الطبيعية في المغرب، حيث تجمع الجهة بين الجبال والسهول، والشلالات والبحيرات، والغابات والمنتزهات، ما يجعلها من الوجهات السياحية الأكثر تميزاً على الصعيد الوطني. غير أن هذه الثروة الطبيعية لم تُترجم إلى تنمية سياحية حقيقية. فبالرغم من التصريحات المتكررة لمسؤولي الجهة بأن التوجه التنموي للمنطقة هو بالأساس سياحي، فإن الواقع يكذب ذلك تماماً: لا وجود حقيقي لـ فنادق مصنفة بمستوى دولي قادرة على استيعاب الزوار وتنظيم التظاهرات الكبرى. المرافق الترفيهية نادرة، إن لم نقل منعدمة، سواء في المدينة أو في الضواحي. الفضاءات الخضراء داخل المدينة محدودة، وتفتقر إلى الصيانة أو التهيئة الحديثة. غياب محطات سياحية متكاملة، سواء في عين أسردون، أو نواحي أوزود، أو جبال تاغبالوت، يزيد من عزلة هذه المواقع، ويُفرغ الخطاب السياحي من مضمونه. مطار بني ملال: بوابة تحتاج للتطوير والتوسيع يعد مطار بني ملال من البنى التحتية الحيوية التي يمكن أن تلعب دوراً محورياً في تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية للمدينة والجهة. لكن المطار في وضعه الحالي يحتاج إلى توسعة عاجلة، وإضافة خطوط جوية جديدة تربطه بوجهات وطنية ودولية، ليصبح من بين أبرز المطارات المغربية. التطوير المطلوب للمطار سيساهم في: جذب مزيد من الاستثمارات. تسهيل وصول السياح والفاعلين الاقتصاديين. دعم المشاريع السياحية والثقافية المهيكلة التي تعيش حالة جمود. لكن، للأسف، لم نشهد حتى الآن أي خطوات جدية في هذا الاتجاه، مما يؤكد أن بني ملال لا تزال تعاني من نقص في الدعم الاستراتيجي والتوجيه السياسي الفعّال. غياب إشعاع على الصعيدين الوطني والدولي: بالرغم من المؤهلات الكبيرة التي تزخر بها مدينة بني ملال، سواء من حيث تنوعها الطبيعي أو غناها الثقافي والإنساني، إلا أن حضورها على الساحة الوطنية والدولية يظل باهتًا. فلا نكاد نرى بني ملال ضمن خرائط الاستثمار السياحي الكبرى، ولا في أجندات التظاهرات الثقافية أو الاقتصادية ذات البعد الدولي، كما هو الحال في مدن مثل مراكش، فاس أو طنجة. هذا الغياب ليس قدَراً محتوماً، بل نتيجة مباشرة لتأخر المشاريع الكبرى، وغياب بنية تحتية قادرة على مواكبة الطموحات، وانعدام رؤية تسويقية ذكية تبرز ما تزخر به الجهة. ما يجعل الأمر أكثر إيلاماً، هو أن المدينة تملك من المقومات ما يؤهلها لتكون قطباً سياحياً واقتصادياً بامتياز، لكن ضعف الترافع الجهوي، وقصور السياسات العمومية في هذا الاتجاه، حوّلها إلى مدينة تعاني في صمت، وسط تجاهل مركزي واضح. مسؤولية من؟ أمام هذا التعطيل غير المبرر، تُطرح أكثر من علامة استفهام حول دور الجهات المسؤولة، من مجلس الجهة إلى السلطات المحلية والمصالح الوزارية، التي يبدو أنها تتعامل مع المدينة بمنطق الإهمال والانتظارية. أين المتابعة ؟ أين المحاسبة ؟ وكيف يمكن لمدينة بحجم ومكانة بني ملال أن تنتظر سنوات لتنفيذ مشاريع أساسية، بينما مدن أقل شأنا تستفيد من مشاريع مماثلة في آجال قياسية؟ بني ملال تستحق الأفضل ما تطالب به ساكنة بني ملال ليس ترفاً، بل حق مشروع في التنمية والكرامة والمساواة. المدينة تزخر بالكفاءات، والإمكانات الطبيعية والبشرية، لكنها تظل رهينة لمنظومة تفتقد للنجاعة، والحزم، وربما الإرادة. لقد آن الأوان لتجاوز مرحلة الشعارات، والانكباب الجدي على إخراج هذه المشاريع إلى حيز الوجود، لأن استمرار الوضع على ما هو عليه لا يخدم إلا اليأس… والمزيد من النزوح نحو مدن تعتبرها الدولة 'أكثر أولوية'.


الرأي
منذ 5 أيام
- علوم
- الرأي
الكويت تمتلك... حدائق جيولوجية
- مبارك الهاجري: في البلاد عدد من المواقع المهمة يمكن إدراجها ضمن الشبكة العالمية أكد رئيس الجمعية الكويتية لعلوم الأرض الدكتور مبارك الهاجري، أن «الكويت تمتلك عدداً من المواقع الجيولوجية المهمة التي يمكن إدراجها كحدائق، ضمن شبكة الحدائق الجيولوجية العالمية (جيو بارك) التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)». وقال الهاجري، في لقاء مع «كونا» إن «الحدائق الجيولوجية باتت جزءاً من خطط التنمية المستدامة ومصدراً للدخل الاقتصادي ورافدا للسياحة. كما أن إضافة المواقع الكويتية كحدائق جيولوجية يعد هدفاً إستراتيجياً للجمعية وحافظاً للتراث المحلي، مع إمكانية تحقيقه بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية». وعن طبيعة هذه الحدائق، أوضح الهاجري أنها «عبارة عن مناطق جغرافية تتميز بتراث جيولوجي فريد ومتنوع، وتحظى بإدارة متكاملة تهدف إلى الحفاظ على هذا التراث، وتعزيز التنمية المستدامة من خلال التعليم والسياحة والمشاركة المجتمعية وتوفير فرص عمل». وذكر الهاجري أن «هذه الحدائق تعتبر مختبرات طبيعية مفتوحة للطلبة والباحثين لدراسة علوم الأرض والتنوع البيولوجي وتاريخ المناخ كما تعتبر موقعاً جاذباً للزوار المهتمين بالطبيعة بما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي ورفع الوعي البيئي». وبين أن «الحدائق الجيولوجية استطاعت أن تحقق تجارب ناجحة في عدد من الدول، إذ ساعدت في إعداد إستراتيجيات للتخفيف من آثار الكوارث، وتعزيز الوعي بمخاطر الزلازل والبراكين. كما أنها تحتضن أنظمة بيئية فريدة أسهمت في الحفاظ على التنوع البيولوجي». وعن رؤية الجمعية لتطوير هذه الحدائق، قال إن «هذا الملف يعد مشروعاً وطنياً بتطلب تعاون القطاعين الحكومي والخاص وجمعيات النفع العام والجهات الأكاديمية المختصة إذ يتضمن أنشطة تتعلق بالحرف التقليدية والأطعمة المحلية والأنشطة الثقافية المعززة للتنمية المستدامة والهادفة لحماية المواقع النادرة من التدهور أو الاستخدام العشوائي». وأشار إلى «وجود مواقع مهمة يمكن إدراجها كمرحلة أولى لهذا المشروع، منها (الصبية) التي تعد من أكثر المواقع ملائمة، ليكون حديقة جيولوجية إذ احتضنت الحضارة العبيدية، فضلاً عن إرثها التاريخي وتنوعها البيئي والفطري الذي يمكن أن يعزز المشروع الاقتصادي». وأفاد بأن «إتمام هذا المشروع يمر بمراحل عدة، منها تقييم المواقع من حيث أهميتها الجيولوجية والبيئية والثقافية، والتأكد من وجود ترابط بينها، لتكوين (شبكة جيولوجية) داخل الحديقة، ووضع خطة للبنية التحتية (ممرات ولوحات إرشادية ومركز زوار) وتحديد المواقع التي يمكن فتحها للزوار وتلك التي يجب حمايتها».


عكاظ
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- عكاظ
«جيوبارك السعودية».. موعد إلهام ومعالم إبهار
نقش في جذور الطبيعة يخترق تضاريسها، ويكشف بواعثها الجيولوجية؛ لينغمس في جمال ساحر يعيد الأذهان لماضي الحضارة، عنوانه أصالة وعراقة تحكي ثراء الأرض، وقيمة الإنسان. «لماذا نقبل أن نضحي بالطبيعة في سبيل التنمية؟»، إلهام يبني العزيمة، ويصنع الطموح، بل هو أكثر من ذلك، إنه قيمة تنافسية رائدة؛ تذيب الجمود، وتزيح العقبات، وتنير الطريق لكوادر مبدعة، ترفع عن الأرض الظلمة، وتفسح لها المجال لسرد روايتها، والإبهار بجمال خلقها. إنها مقولةٌ خالدة، ترتقي لتكون إطاراً عاماً يعمل من خلاله فريق «جيوبارك السعودية» لسبر الأغوار، وإظهار المكنون من بهاء الطبيعة؛ إنها مقولة الملهم، عراب رؤية السعودية ٢٠٣٠، سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله ورعاه. سعي حثيث للخطى نحو مستهدفات فريدة، بخطوات راسية، وعزم لا يلين، نحو التقدم والازدهار والتطور، ينبع من أصالة أرض، وفكر قيادة، وقيمة إنسان نتاجه دوماً وصول بجدارة، وتطوير بمهارة، وتربع في الصدارة، إلا أن القصة لم ولن تنتهي، بل تقلب الصفحة لتدون مجداً جديداً، وثراءً أصيلاً، لمجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح. تثبت النتائج وما تم البوح به أن أرض المملكة العربية السعودية حاضنةٌ لمعالم عميقة، وتضاريس بهية، عمرها ملايين السنوات، تُظهر جمال صنع الخالق، وروعة خلقه، لتُخرج لنا مواقع فريدة، تظهر روعة الأرض، وجمال الطبيعة، منها ما قد تم انضمامه رسمياً في شبكة الجيوبارك العالمية لليونسكو، ومنها ما هو أكثر غزارة حيث ستظهره الأيام من خلال عمل دؤوب، وسعي حثيث، يقوده رجال أكفاء، حافزهم قيادة داعمة، وإرث عميق، وجمال مبهر، يحتضنه مكنوز أرض عظيمة. شمال الرياض جيوبارك، وسلمى جيوبارك؛ نماذج مبهرة، وبهاؤها متفرد، لكنها مجرد بداية؛ فالخطى حثيثة لمواصلة سرد الرواية، بمزيد من التضاريس والجمال، وفي إطار نفيس، تحتضنه بفخر «السعودية جيوبارك» وكأني بها تقول إرثنا عميق، وحضارتنا أصيلة، وأرضنا منبع ثراء، وطبيعتها معالم إبهار، والقادم أجمل؛ برؤية ودعم القيادة، وموضوعية وعزم الرجال. أخبار ذات صلة


البلاد السعودية
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- البلاد السعودية
انضمام موقعين سعوديين إلى الجيوبارك العالمية
البلاد ــ جدة كشفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة 'اليونسكو' انضمام موقعي 'شمال الرياض جيوبارك'، و'سلمى جيوبارك' إلى شبكة الجيوبارك العالمية لليونسكو، في خطوة تعزز من دور المملكة في الحفاظ على التراث الجيولوجي، وتعزيز التنمية المستدامة. ويأتي هذا الإعلان استنادًا على معايير دقيقة تتبعها المنظمة الدولية وتشمل على سبيل المثال، إدارة المناطق الجيولوجية ذات الأهمية العالمية بأسلوب شامل يجمع بين الحماية والتعليم والتنمية المستدامة، مع التركيز على إشراك المجتمعات المحلية. وأعرب الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، د. خالد العبدالقادر عن فخره بهذا الإنجاز الدولي البارز، الذي يُعَدّ تتويجًا وتقديرًا عالميًا للجهود الوطنية المبذولة لحماية التراث الطبيعي والتاريخي في المملكة، ونتيجةً للدعم غير المحدود من القيادة الرشيدة نحو تمكين القطاع البيئي لتعزيز الاستدامة البيئية وحماية التراث الطبيعي. وأشار العبدالقادر، إلى أن المركز يبذل جهودًا كبيرة في مجال الحفاظ على البيئة الطبيعية الفريدة للمملكة لا سيما في المواقع الجيولوجية، مما يسهم بشكل مباشر في تحقيق أهداف المملكة ضمن برنامج رؤية المملكة 2030 للتنمية المستدامة. من جانبه، أكد مدير مبادرة جيوبارك السعودية المهندس حسام التركي، أن انضمام 'شمال الرياض جيوبارك' و'سلمى جيوبارك' يعزز من الفخر والانتماء لهويتنا الثقافية والطبيعية، ويعكس التزام المملكة الدائم بتعزيز دورها الريادي في الحفاظ على التراث الجيولوجي، ودعم التنمية المستدامة في كافة جوانبها. وأضاف أن الخطوة تُعَدّ علامة فارقة في تطور المبادرات البيئية التي تواكب التوجهات العالمية نحو الاستدامة وحماية الموارد الطبيعية، وخطوة مهمة في طريق الاعتراف الدولي بأهمية المواقع الجيولوجية التي تحظى بها المملكة. وتلتزم المملكة من خلال هذه الخطوة بالإسهام في الجهود الدولية لحماية البيئة وتعزيز الوعي البيئي، حيث ستتيح هذه المواقع الفرصة للزوار المحليين والدوليين استكشاف التراث الجيولوجي الفريد للمملكة، وتعزيز الفهم العلمي والثقافي لأهمية الحفاظ على التنوع الجيولوجي. وتتيح الجيوبارك للمملكة فرصة تقديم نموذج رائد في إدارة الموارد الطبيعية بشكل مستدام، من خلال ربط السياحة الجيولوجية بالتنمية المحلية، وتوفير فرص العمل والتعليم للمجتمعات المحلية. ويعتمد هذا النموذج على التعاون بين القطاعات المختلفة، بما في ذلك الحكومة والقطاع الخاص والمنظمات غير الربحية، ما يعزز من تحقيق أهداف التنمية المستدامة على المستوى الوطني والدولي.


Independent عربية
١٨-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- Independent عربية
شمال الرياض وسلمى تنضمان إلى شبكة "يونيسكو" العالمية للـ "جيو بارك"
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) أمس الخميس انضمام موقعي "شمال الرياض جيوبارك" و"سلمى جيوبارك" إلى شبكة الـ "جيو بارك" العالمية، وذلك بعد ترشيحهما خلال الاجتماع التاسع للمجلس المعني الذي عقد يومي الثامن والتاسع من سبتمبر (أيلول) 2024 في فيتنام. ويمثل هذا الانضمام ثمرة جهود "المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر" الذي يعمل على تسجيل 13 موقعاً جيولوجياً ضمن الشبكة العالمية عبر تطويرها وحمايتها، دعماً للتنوع البيئي وتعزيزاً لمستهدفات التنمية السياحية في المملكة. ماهي شبكة الـ "جيو بارك"؟ تُعرف الـ "جيو بارك" بأنها مناطق تحوي تكوينات جيولوجية فريدة تمثل سجلاً طبيعياً لأحداث وتحولات مرت بها الأرض عبر العصور، وتعد هذه المناطق مرجعاً لفهم الماضي واستشراف الحاضر والمستقبل من خلال الربط بين الجيولوجيا والمجتمعات المحلية والثقافة والطبيعة. وتُعد مواقع الـ "جيو بارك" وجهات مثالية لمحبي المغامرة والجولات الاستكشافية ورحلات السير ورصد النجوم، إضافة إلى ما توافره من أنشطة تعليمية وبرامج تراثية، وتتميز شبكة الـ "جيو بارك" العالمية التابعة لـ "يونيسكو" بتركيزها على التراث الجيولوجي إضافة إلى عناصر رئيسة مثل التعليم وحماية المواقع الطبيعية والتراث الثقافي والتنمية المستدامة، وتشكل هذه المقومات نقاط التقاء مع مواقع التراث العالمي ومحميات المحيط الحيوي التي تُشرف عليها "يونيسكو" أيضاً. أهمية الانضمام إلى شبكة "جيو بارك" العالمية يمثل إعلان انضمام موقعين من السعودية إلى شبكة "جيو بارك" العالمية قيمة مضافة تحمل في طياتها كثيراً من الفوائد، أبرزها الاعتراف الدولي الذي يعزز الحضور العالمي لتلك المواقع ويبرز أهميتها الجيولوجية والثقافية، كما يسهم في تنشيط الحركة العلمية والتعليمية عبر جذب البعثات الأكاديمية من الباحثين والطلاب لإجراء دراسات متخصصة في هذه المواقع، مما يشكل دعماً مباشراً للترويج للتراث الثقافي وتعزيز جهود حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ومع انضمام "سلمى جيو بارك" و"شمال الرياض جيو بارك" إلى الشبكة العالمية أصبحت السعودية ضمن قائمة محدودة لا تتجاوز 50 دولة على مستوى العالم تمتلك مواقع جيولوجية مدرجة ضمن هذه الشبكة، وبهذا الإنجاز تسجل السعودية نفسها كأول دولة في الشرق الأوسط تُدرج موقعين في القائمة، بينما كانت المملكة المغربية قد سبقتها بتسجيل موقع واحد. وفيما أعرب الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر خالد العبدالقادر عن فخره بهذا الإنجاز الذي يمثل اعترافاً دولياً بجهود الرياض في حماية تراثها الطبيعي والتاريخي، أكد مدير مبادرة "جيو بارك السعودية" المهندس حسام التركي أن إدراج الموقعين يعزز الفخر بالهوية الثقافية والطبيعية الوطنية، ويعكس التزام السعودية بدورها الريادي في صون التراث الجيولوجي ودعم مسارات التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تعد علامة فارقة في مسار المبادرات البيئية التي تتماشى مع التوجهات العالمية نحو الاستدامة وحماية الموارد الطبيعية. "سلمى" و"شمال الرياض" يعكسان ثراء السعودية الجيولوجي ويقع "سلمى جيو بارك" على بعد 80 كيلومتراً جنوب شرقي مدينة حائل ويمتد على مساحة تقدر بـ 3145 كيلومتراً مربعاً، ويحتضن جبال سلمى التي تعد من أبرز معالم الجذب السياحي في المنطقة، حيث ترتفع أعلى نقطة فيه إلى 1200 متر فوق مستوى سطح البحر، ويضم معالم تاريخية وطبيعية ذات أهمية بارزة ومن بينها مدينة فيد ودرب زبيدة العائدان للعصور الوسطى، إضافة إلى مصادر المياه والمزارع، فضلاً عن الفوهات البركانية التي تنتشر في أرجاء المنطقة مثل فوهة طابة والهتيمة والحمراء التي تشكل قيمة جيولوجية فريدة، ويمثل الـ "جيو بارك" أيضاً موطناً غنياً للتنوع الأحيائي من نباتات وحيوانات. أما "شمال الرياض جيو بارك" فيجمع بين التكوينات الطبيعية الاستثنائية والبعد التراثي العريق، ويضم تشكيلات من الصخور الرسوبية التي تعود لملايين السنين، إضافة إلى سلاسل جبلية وهضاب تشكل مناظر طبيعية خلابة وتوفر تجارب تسلق ومغامرات مميزة، ويعد وجهة مثالية لهواة الجولات الاستكشافية ورحلات السير ورصد النجوم إضافة إلى البرامج التعليمية والأنشطة التراثية. 13 موقعاً مستهدفاً وتشترط شبكة الـ "جيو بارك" العالمية التابعة أن تكون المواقع المدرجة ذات أهمية جيولوجية وطبيعية على مستوى عالمي مع التزامها بمفاهيم الحماية والتعليم والتنمية المستدامة، إضافة إلى ارتباطها بالتراث الثقافي والمجتمع المحلي، كما تشجع هذه المواقع على السياحة البيئية بما يعزز الاستفادة المستدامة من الموارد الطبيعية. ويعمل "المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر" على تطوير وحماية هذه المواقع ضمن خطة تستهدف تسجيل 13 موقعاً جيولوجياً في السعودية ضمن الشبكة العالمية. تنوع جيولوجي استثنائي وتزخر السعودية بتنوع جيولوجي يجعلها من بين أغنى المناطق عالمياً من حيث التكوينات الصخرية التي تشكل سجلاً طبيعياً موثقاً لتاريخ الأرض، ويبرز في هذا السياق "الدرع العربي" والغطاء الرسوبي والحرات البركانية التي تعود لنحو 30 مليون عام، فضلاً عن الصحارى والكثبان الرملية الشاسعة وفي مقدمها الربع الخالي، أحد أكبر البحار الرملية المتصلة في العالم، مما البلاد ثروة طبيعية وعلمية نادرة ويجعلها مرجعاً علمياً لدرس تاريخ الأرض، وعامل جذب سياحي بفضل ما تزخر به من معالم طبيعية وتاريخية، كما يسهم إدراج هذه المواقع في تعزيز الفخر المجتمعي والهوية المحلية، ويدعم السياحة الجيولوجية المستدامة ويعزز حضور السعودية على خريطة الجيولوجيا العالمية.