
أخبار العالم : تقرير أمريكى: الهجوم الإسرائيلى على إيران "لحظة مفصلية" فى مسيرة نتنياهو
الاثنين 16 يونيو 2025 05:30 صباحاً
نافذة على العالم - وصفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران بأنه يُمثل "لحظة مفصلية" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي جعل من التصدي للبرنامج النووي الإيراني جوهر مسيرته السياسية.
وأشارت الوكالة إلى أن نتنياهو يخوض الآن المهمة الأهم في مسيرته السياسية، إذ لطالما اعتبر تدمير البرنامج النووي الإيراني أولوية قصوى، ولم يفوّت مناسبة من دون التحذير منه بعبارات "كارثية"، واليوم حانت لحظة الحقيقة بالنسبة له، فبعد أن واجه وكلاء إيران في المنطقة منذ هجوم حركة "حماس" في 7 أكتوبر 2023، حوّل نتنياهو تركيزه نحو ما يصفه بـ"رأس الأخطبوط"، من خلال شن هجوم عسكري غير مسبوق ومفتوح ضد طهران وبرنامجها النووي.
وأضافت الوكالة أن هذه "المغامرة الجريئة" أصبحت ممكنة بفضل عوامل عدة، أبرزها إضعاف الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في غزة ولبنان، وعودة الرئيس الأميريكي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض ودعمه لنتنياهو، ومع ذلك، أشارت إلى أن نجاح العملية غير مضمون، كما أن نتيجة هذا التصعيد المتزايد قد تقرر مصير حكومة نتنياهو، وربما تُشكل إرثه السياسي.
سلَّط التقرير الضوء على تاريخ نتنياهو الطويل في التحذير من خطر امتلاك إيران للسلاح النووي منذ تسعينيات القرن الماضي، حتى قبل توليه رئاسة الوزراء لأول مرة أواخر ذلك العقد، لافتًا إلى أنه منذ عودته إلى الحكم عام 2009، احتفظ بالمنصب منذ ذلك الحين بشكل شبه متواصل، وحرص باستمرار على تحذير المجتمع الدولي من أن إيران المسلحة نوويًا تُمثل "تهديدًا وجوديًا لإسرائيل، وخطرًا على العالم بأسره".
وفي 2012، قدَّم نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة رسمًا كاريكاتيريًا يُظهر ما وصفه بتقدم إيران نحو امتلاك القنبلة النووية، وهو مشهد أثار اهتمامًا واسعًا.
وبعد 3 سنوات، ألقى خطابًا مثيرًا للجدل في الكونجرس الأمريكي، عارض فيه الاتفاق النووي المرتقب بين إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما وطهران، ما أغضب البيت الأبيض في ذلك الوقت، ورغم أنه لم ينجح في عرقلة الاتفاق، إلا أن خطابه نال استحسان الجمهوريين، ومهّد الطريق لاحقًا لانسحاب ترمب من الاتفاق بعد 3 سنوات.
كما ذكرت الوكالة أن نتنياهو كثيرًا ما شبّه النظام الديني الإيراني بـ"النازيين"، ما أثار حفيظة باحثين في تاريخ الهولوكوست وجماعات الناجين، وقد استخدم هذه المقارنة مجددًا هذا الأسبوع خلال إعلانه عن الهجوم على إيران.
ورغم إصرار إيران على أن برنامجها النووي مُخصص لأغراض سلمية، فإن تخصيبها لليورانيوم إلى مستويات قريبة من الاستخدام العسكري، وعدم تعاونها مع المفتشين الدوليين، ألقى بظلال من الشك حول هذه الادعاءات، وفقًا لـ"أسوشيتد برس".
وفي هذا السياق، حذَّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخرًا من أن إيران تمتلك ما يكفي من اليورانيوم المُخصب لصنع عدة قنابل نووية، ووبخت الوكالة طهران، هذا الأسبوع، بسبب عدم التزامها بتعهداتها الخاصة بعدم الانتشار النووي، وذلك قبل يوم من بدء الهجوم الإسرائيلي.
ورغم أن نتنياهو لطالما هدّد بضرب إيران، وأكد مرارًا أن جميع الخيارات "مطروحة"، فإنه لم يُنفذ تهديده سابقًا بسبب معارضة داخلية من خصومه السياسيين وقادة الأجهزة الأمنية، إلى جانب عدم يقين حول جدوى هذه الخطوة المحفوفة بالمخاطر، إضافة إلى الرفض المتكرر من رؤساء الولايات المتحدة السابقين.
لكن، بحسب "أسوشيتد برس"، تغيّرت المعطيات خلال العامين الأخيرين، إذ بات نتنياهو يرى أن الفرصة مواتية الآن لإعادة تشكيل المنطقة بما يتماشى مع رؤيته.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، عملت إسرائيل على إضعاف شبكة حلفاء إيران في المنطقة، ومع تراجع "محور المقاومة"، وعجز طهران عن صد الهجمات الجوية الإسرائيلية، بدا أن الطريق مفتوح أمام تل أبيب لتنفيذ الهجوم هذا الأسبوع.
كما لعب الموقف الأمريكي دورًا محوريًا، فبعد أن فاجأ ترامب إسرائيل في وقت سابق هذا العام بإعادة إطلاق المفاوضات النووية مع إيران، أصيب بخيبة أمل بسبب عدم إحراز تقدم في تلك المفاوضات.
مع ذلك، لم يُبدِ الرئيس الأمريكي معارضة تُذكر عند إطلاعه على الخطة الإسرائيلية، ما وفر فرصة نادرة لتنفيذ العملية.
يرى التقرير أنه من المبكر إصدار حكم نهائي على نجاح العملية الإسرائيلية في تحقيق أهدافها.
ورغم أنها حتى الآن، تسير بسلاسة على ما يبدو، حيث استهدفت إسرائيل عشرات المواقع، واغتالت عددًا من كبار القادة العسكريين الإيرانيين، غير أن حجم الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني لا يزال غير معروف.
ويحظى نتنياهو حاليًا، رغم الانقسامات الداخلية والانتقادات، بتأييد شعبي واسع في الداخل، حتى من المعارضة السياسية التي كانت تسعى لإسقاطه قبل أيام فقط عبر تصويت في الكنيست، لكنها أعلنت دعمها للعملية ضد إيران.
ومع ذلك، قد يتغير المزاج العام سريعًا، فقد شهدت إسرائيل دعمًا واسعًا في بداية حربها ضد "حماس"، لكن الانقسام تعمق لاحقًا مع استمرار القتال، وسط اتهامات لنتنياهو بإطالة أمد الحرب من دون مبرر، لخدمة مصالحه الشخصية من أجل البقاء في السلطة.
كما قد يتراجع الدعم الشعبي بسرعة للعملية ضد طهران إذا أسفرت الهجمات الإيرانية المضادة عن سقوط عدد كبير من الإسرائيليين أو إذا عطّلت الحياة اليومية لفترات طويلة.
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن أي خسارة عسكرية كبيرة، كإسقاط مقاتلة إسرائيلية وأسر طيّارها من قبل إيران، قد تقلب الرأي العام ضد نتنياهو، كما أن تصريحاته بشأن سعيه لتغيير النظام في طهران، وهي مهمة صعبة ومعقدة، قد تضعف موقفه السياسي بشكل أكبر.
لفتت الوكالة إلى أن نتنياهو، الذي قضى أطول مدة في منصب رئيس الوزراء في تاريخ إسرائيل، يتمتع بإرث سياسي معقد، فهو يحظى بإعجاب وتقدير كبيرين من قبل أنصاره، الذين يرونه سياسيًا بارعًا ورجل دولة محنك، بينما يُنتقد بشدة من معارضيه بوصفه شخصية مثيرة للانقسام وشعبوية.
ومع ذلك، يتفق الجميع تقريبًا على أن إرثه السياسي تلطّخ بشكل دائم بسبب هجمات 7 أكتوبر، التي وصفتها الوكالة بأنها "الأكثر دموية" في تاريخ إسرائيل.
واختتم التقرير بالقول إن نتنياهو يرى في هذه العملية فرصة لإعادة صياغة إرثه السياسي، وتسجيل اسمه في التاريخ، ليس فقط بصفته رئيس الوزراء الذي تولى قيادة البلاد في "أحلك لحظاتها"، بل باعتباره الرجل الذي أنقذ إسرائيل من إبادة نووية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المشهد العربي
منذ 44 دقائق
- المشهد العربي
وكالة الطاقة الذرية: لم تقع أضرار أخرى في منشآت التخصيب الإيرانية
قدم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رافائيل جروسي إفادة اليوم الاثنين حول الوضع في المنشآت النووية الإيرانية بعد أن شنت إسرائيل ضربات عسكرية مؤكدا عدم وجود أي مؤشرات على وقوع المزيد من الأضرار في موقعي تخصيب اليورانيوم في نطنز أو فوردو. وقال في بيان لمجلس محافظي الوكالة "الوكالة موجودة في إيران وستبقى كذلك. وستستمر عمليات التفتيش المتعلقة بالضمانات في إيران حالما تسمح ظروف السلامة بذلك، وفقا لالتزامات إيران بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي".


بوابة ماسبيرو
منذ ساعة واحدة
- بوابة ماسبيرو
آكسيوس نقلا عن مسئولين: ترامب يستبعد اغتيال إسرائيل لخامنئي
قال مسئولون أمريكيون لموقع (آكسيوس) الأمريكي إنه كان لدى إسرائيل فرصة عملية لاغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوضح أنه ضد هذه الخطوة. وأكد مسئول أمريكي للموقع "أبلغنا الإسرائيليين أن الرئيس ترامب يعارض ذلك.. الإيرانيون لم يقتلوا أمريكيا، ولا ينبغي أن يكون قتل الزعماء السياسيين مطروحا على الطاولة". وقال مسئولون في البيت الأبيض إن ترامب لا يزال يحاول أن يمنع تصعيد الحرب وأن تستأنف المحادثات مع إيران بشأن التوصل لاتفاق نووي. وذكر (آكسيوس) أن إدارة ترامب نأت بنفسها حتى الآن عن العملية الإسرائيلية، وقالت "إنه سيكون من غير المشروع لإيران أن ترد بضرب أهداف أمريكية".


البشاير
منذ ساعة واحدة
- البشاير
زيادة ملحوظة في حوادث إطلاق النار على الصحفيين بأميركا خلال عهد ترامب
زيادة ملحوظة في حوادث إطلاق النار على الصحفيين بأميركا خلال عهد ترامب كانت مراسلة القناة التاسعة في التلفزيون الأسترالي، لورين توماسي، تغطي أحداث التظاهرات في لوس أنجلوس على الهواء مباشرة، يوم الأحد الماضي، عندما رفع شرطي، يقف خلفها سلاحه وأطلق رصاصة مطاطية من مسافة قريبة أصابت ساقها، كما يبدو في تسجيل الفيديو، وصرخت توماسي، التي لا يبدو أنها مرتدية معدات الوقاية الشخصية، من الألم وهي تمسك بساقها، بينما كان المصور يبعد الكاميرا بسرعة ويبتعد عن مكان الشرطة، ووصف رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيز، في حديثه مع الصحافيين، يوم الثلاثاء الماضي، بعد أن تحدث مع توماسي نفسها، الحادث بأنه «مروع» وغير مقبول. وكان رجال الشرطة يرتدون ملابس قوات مكافحة الشغب، ويطلقون الرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين الغاضبين من حملة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على المهاجرين غير الشرعيين. وفي إعادة للحظات التصوير الأخيرة، عندما كانت توماسي تنهي جملتها بوصف ما يحدث، تتحرك الكاميرا في الوقت المناسب تماماً كي تلتقط صورة الشرطي وهو يرفع مسدسه ويطلق رصاصة غير مميتة على ساقها، وقالت بعد يوم إنها تشعر بألم، لكنها بخير. وعلى الرغم من أن التحقيق الأكثر شمولاً يمكن أن يجد ظروفاً مخففة، فإنه من أدلة الفيديو نجد أنه من الصعب اعتبار الطلقة التي أصابت الصحافية، أنها تمت نتيجة «تبادل إطلاق نار»، إذ كانت المراسلة والمصور على جانب واحد من الشرطة، وتم التعرف إليهما بوضوح وكانا يعملان بشكل قانوني. ولم يكن إطلاق النار لمرة واحدة، لأنه منذ بداية الاحتجاجات ضد سياسة الترحيل الجماعي للاجئين قبل ثلاثة أيام، تعرّض مراسل من صحيفة «لوس أنجلوس ديلي نيوز» وصحافي مستقل، للضرب بكرات «الفلفل والغاز المسيل للدموع». وخضع المصور الصحافي البريطاني المستقل، نيك ستيرن، أيضاً لجراحة طارئة لإزالة رصاصة بلاستيكية طولها ثلاث بوصات من ساقه، وبصورة إجمالية تمكن نادي لوس أنجلوس للصحافة من توثيق نحو 30 من حوادث الإعاقة والهجوم على الصحافيين خلال الاحتجاجات الدائرة حتى الآن. ويبدو أن الهجمات الآن على الصحافة لم تعد مقتصرة على مناطق الحرب أو على الأنظمة الاستبدادية، وإنما تحدث في المدن الأميركية أيضاً، خلال النهار، وفي الأغلب من قبل الأشخاص المنوط بهم حماية القانون والقضاء على العنف. لكن العنف هو مجرد جانب واحد من الصورة، وخلال الأشهر الخمسة الماضية، ومنذ تسلم ترامب السلطة، عملت إدارته على سحب الأموال من مؤسسات الإعلام التابعة للقطاع العام، وتقييد الوصول إلى المعلومات، وتقويض صدقية وسائل الإعلام المستقلة. وحتى الخدمات الإعلامية التي كانت في السابق تستخدم لتسليط الضوء على القيم الديمقراطية، والقوة الأميركية الناعمة حول العالم، مثل «صوت أميركا»، و«راديو أوروبا الحرة»، و«راديو آسيا الحرة»، تم قطع التمويل عنها جميعاً، وهي تواجه خطر إغلاقها، ولايزال موقع إذاعة «صوت أميركا» يعمل لكن لم يتم تحديثه منذ منتصف مارس، ولايزال العنوان الرئيس الموجود على صفحته الرئيسة هو عن الوضع الحرج لصحة البابا السابق فرانسيس، الذي يقول: «الفاتيكان: البابا فرانسيس في حالة مستقرة، بعد أن كان في خطر الموت الوشيك». وتم منع وكالة « أسوشيتد برس» الأميركية، إحدى أهم وأعرق وكالات الأنباء في العالم، كما أنها تحظى بالصدقية الأكبر، من الوصول إلى البيت الأبيض وتغطية أخبار ترامب، والسبب أنها قررت تحدي توجيهات ترامب بتغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا، وعدم الامتثال لهذا التغيير. وتعرّضت ترخيصات بث الشبكات الرئيسة في الولايات المتحدة، مثل «إيه. بي. سي» و«إن. بي. سي» و«سي. بي. إس» للتهديد العلني بإلغائها، وهي إشارة إلى المحررين بأن الولاء السياسي قد يفوق نزاهة الصحافة قريباً. واعتادت لجنة حماية الصحافيين على إدانة الهجمات على وسائل الإعلام في أماكن تعتبر أنظمة الحكم فيها مستبدة، ولهذا أصدرت، في أبريل الماضي، تقريراً بعنوان: «أجراس إنذار: الأيام الـ100 الأولى لترامب تزيد من المخاوف على الصحافة والديمقراطية». لكن لماذا يتسم هذا الأمر بالأهمية؟ لم يعتمد نجاح الديمقراطية الأميركية على الوحدة، أو على المدنية والتحضر، وإنما اعتمد على التدقيق، وهو نظام يجري فيه تحدي السلطة، ولا يتم التملق لها. ودائماً يُعدّ التعديل الأول لدستور الولايات المتحدة الذي يحمي حرية التعبير، هو المعيار الذهبي لإنشاء مؤسسات الصحافة الحرة وحرية التعبير، ويمكن أن ينجح ذلك عندما تكون الصحافة محمية، ليس بصورة نظرية وإنما بالفعل. ومن اللافت للنظر، أن اللغة التي كانت تستخدمها الأنظمة المستبدة والدول الفاشلة بدأت تظهر الآن في تقييمات الولايات المتحدة، ووضعت منظمة «سيفيكوس»، التي ترصد الديمقراطيات المتدهورة حول العالم، الولايات المتحدة أخيراً على قائمة مراقبتها، إلى جانب جمهورية الكونغو الديمقراطية وإيطاليا وصربيا وباكستان. ولا تعد الاعتداءات على الصحافيين في لوس أنجلوس مثيرة للقلق بالنسبة لهم فقط، وإنما لنا أيضاً، ويتعلق ذلك بالمدنية، وهي الإطار الذي يصنع مساحة للخلافات من دون الانحدار نحو القتال والفوضى، ولا تُعدّ حرية الصحافة ترفاً زائداً في زمن السلام، وإنما هي مطلب ضروري للسلام. عن «كونفرزيشن» و «سي بي إس نيوز» • الهجمات الآن على الصحافة لم تعد مقتصرة على مناطق الحرب أو الأنظمة الاستبدادية، وإنما تحدث في المدن الأميركية أيضاً. Tags: اطلاق نار امريكا حوادث الصحفيين في امريكا