عبدالله أحمد عبد نمر في ذمة الله
عمون - انتقل إلى رحمة الله تعالى، عبدالله أحمد عبد نمر.
وشيع جثمانه الطاهر الجمعة الماضية.
إنا لله وإنا إليه راجعون

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 44 دقائق
- أخبارنا
بشار جرار : شدّ غربال «التدقيق الأمني المشدّد»
أخبارنا : «إكستريم فِتِنغ» ترجمة العنوان أعلاه يعادله بالعربية المحكية «الغربلة». عندما يعلو صوت الزيف وتكثر الألوان وأطيافها وتطلّ الفتن والمحن برؤوسها، يدعو محترفو الأمن والعارفون بشؤونه من ذوي الاختصاص إلى شدّ الغربال بمعنى تضيق ثقوبه التي لا يمكنها تغطية الشمس، لكن ربما كسر أشعتها وتخفيف وهجها الحارق الذي يزيغ الأبصار أحيانا. هذا التضييق الذي ينبري للثرثرة تحريضا عليه المغرضون أو الجاهلون، إنما هو تضييق على الشوائب الدخيلة حتى لا تنسلّ وتتسلل من بين خيوط الغربال إلى حنطة الناس وزاد صغارنا وكبارنا، وزوّادة العاملين على صنع وحماية خبزنا. في ولاية دونالد ترمب الرئاسية الأولى، عرفت أمريكا والعالم هذا المصطلح المترجم باجتهاد الخبراء إلى «التدقيق الأمني المشدّد» أو الغربلة التي لا بد أن يسبقها الفرز على فرّازة تسارع إلى لفظ الغريب وصدّ الدخيل عن مجرّد الاقتراب من ذلك الغربال. أذكر في تلك الأيام قبل عقد من الأحداث الأمنية الجسام، السجال الحاد أمريكيا وعربيا على ذلك التضييق بأنه مدفوع بمواقف انطباعية وأحكام مسبقة مضروبة بالعنصرية والعدائية كما زعم الخصوم. كان البعض يستهجن دفاع مؤيدي الغربلة، خاصة من المهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين ومنهم من صار وزير داخلية أو أمن أو شؤون اللاجئين في وطنه الثاني. تلك الفئة الأخيرة كانت مواقفها الأكثر استدعاء للتوقف، خاصة بعد صدور لوائح منع إصدار التأشيرات، وحظر السفر من وإلى عدد من الدول حرَص ترامب في ولايته الثانية ألا تكون مادة تصيّد لخصومه على أساس أنها تستهدف عرقا أو دينا أو بلادا بعينها. الخارجية الأمريكية غردت عبر مواقعها على منصات التواصل أنها ألغت عقدا لجهة خاصة كانت تتولى ذلك التدقيق الأمني المشدد. تم فصل المسؤول عن ذلك وطرده من الوزارة. ليس سرا أن ملف المتعاقدين في وزارات عدة من أهمها السيادية وأخطرها الأمنية والدفاعية، أولوية قصوى لدى إدارة ترمب، سيما وأن أخطاء أو عثرات أو مجرد التأخير في استصدار التصاريح أو الموافقة» الأمنية، خاصة للمناصب العليا والحساسة، قد أثّرت على وتيرة التعيينات وكذلك على لوائح الطرد، الخشن منه والناعم، ومن ضمنه الطرد إلى الأعلى أو الطرد جانبا، بعيدا عن البيت الأبيض، أو واشنطن كلها. الخارجية الأمريكية كان قد أدخلت «البروفايل» الافتراضي كأداة من أدوات التقييم الأمني المشدّد دون تحسس مما كان تهرف به بعض الأبواق من خطورة إجراء «بروفايلِنغ» للناس اتقاء لتعرّض القائمين على الأمن في المطارات ومراكز العبور الأخرى إلى انتقادات الصحافة، وقد اتضح في كثير من الحالات أنها ليست بحرّة ولا بنزيهة، وأن سهام الانتقاد والتضخيم، إنما يطلقها -وبتوجيه عن بُعد- نشطاء لا صحافيين، وفي بعض الحالات مجرد موظفي علاقات عامة في شركة مستأجرة الخدمات عبر «تعاقدات» للضغط باسم الحريات على حزب أو حكومة، أو نظام أو بلد. الكويت الشقيقة أحسنت صنعا باتخاذها إجراءات مشابهة فيما يخص التدقيق الأمني، وقامت بسحب جنسيات. إلغاء التأشيرات أو إسقاط الجنسيات قضية كبرى، تُظهر مرة أخرى كم هي مسؤولية وأمانة عظمى التي يحملها رجال الأمن في رقابهم، الأمر الذي يستوجب الدعم والرعاية القصوى التي تضاهي مكانة القضاة. ففي كل قرار من هذا النوع، ثمة حكم لا يصدر هكذا اعتباطا، وإنما جراء دراسة عميقة تقوم أولا وآخرا على مخافة الله ومراعاة حقوق الناس كافة، دونما تمييز أو أدنى هوى بحيث يشترك رجال القضاء والأمن فيما يعرف بحق استشعار الحرج والإعفاء الذاتي من البت في قضية أو حالة ما. الله نسأل أن يحمي قضاءنا وأمننا ويرعى أفرادهم وأسرهم من كل أذى أو ضغط، ويكلل أعمالهم بالنجاح والتوفيق الدائم لما فيه رضى الله وعز ومنعة الوطن المفدى. الوضع الراهن إقليميا وعالميا لا يحتمل أي تقييد أو تشتيت أو تشكيك بجهود أولي الأمر من ذوي الاختصاصين الأمني والقضائي. بطبيعة الحال، ثمة أثمان لا بد من دفعها ربما اجتماعيا واقتصاديا وليس فقط إداريا وسياسيا، لكن الأولوية خاصة في المحن والفتن هي للبقاء ومن ثم النماء وذلك أمر لا حاجة فيه لإفتاء! إن كان ما يقوله البعض في العالم الافتراضيشاخصا بأعلام حمراء «تحذيرية» فلم الدهشة عند وقوع الفأس في الرأس لا قدّر الله؟! النهج الاستباقي الوقائي يبقى أفضل، سيما بالأدوات الناعمة، عبر آليات عدة من ضمنها الطرد المركزي حيث تدور عجلة الوطن أو المؤسسة أو الشركة بقوة وزخم تراكمي بما يُبقي الأنقياء في المركز ويطرد إلى الخارج أولا بأول، كل ما ومن يسيء ويعيق. العاقّ خائن الأمانة، لا ذمّة له، ولا مكان له، لا في دار ولا ديرة..

عمون
منذ 8 ساعات
- عمون
عبدالله أحمد عبد نمر في ذمة الله
عمون - انتقل إلى رحمة الله تعالى، عبدالله أحمد عبد نمر. وشيع جثمانه الطاهر الجمعة الماضية. إنا لله وإنا إليه راجعون

السوسنة
منذ 8 ساعات
- السوسنة
جعفر بناهي .. لم يكن أبداً حادثاً بسيطاً
«لقد قتلتَه» قالت الفتاة الصغيرة مرعوبة، وحين تحاول والدتها الحامل تهوين ما حدث: «كان مجرد حادث. ما يكون سيكون، لا بد أن الله جعله في طريقنا»، تجيب البنت خائبة «لا علاقة لله بالأمر». هذا الحوار الوجودي المختصر حصل حينما صدم رجل كلبا في طريق مظلمة فقتله. يزيح الرجل ما بقي من الكلب تحت سيارته ويواصل سيره، ولكن السيارة تعطلت أمام مرآب مغلق، وما رآه هذا الرجل صدفة حسنة لتصليح سيارته يتحول جحيما، فالحادث البسيط – كما وصفته الأم – يغدو كارثة حلت على هذه الأسرة التي تبدو عادية. هكذا بدأ المخرج الإيراني جعفر بناهي فيلمه «حادث بسيط» أو «مجرد حادث» (یک تصادف ساده) الحائز السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الثامن والسبعين هذه السنة. وهو ثاني فيلم إيراني يفوز بالجائزة الكبرى في هذا المهرجان الكبير، بعد الفيلم الأيقونة «طعم الكرز» للمخرج عباس كياروستمي قبل ثمانية وعشرين عاما.بعد هذا المدخل الذي يبدو عاديا يحدث كل يوم، ينقلنا المخرج إلى مستوى من التوتر يعطي الفيلم أبعادا تراجيدية، فحينما يدخل «إقبال» الرجل الذي صدم الكلب بساقه الاصطناعية إلى المرآب بحثا عن ميكانيكي يصلح له سيارته، يثير صوت الساق على الأرضية في نفس وحيد المصلّح أسوأ الذكريات، فهذا الصوت الخشبي كان يسمعه يوميا لأشهر عديدة من جلاده في السجن يوم اعتُقل لتورطه في نزاع عمالي، وخرج من أسره بضرر بالغ في كليتيه وعطب أكبر في روحه، فيقرر وحيد الانتقام من جلاده، لذلك يلاحقه ويختطفه ويضعه في صندوق في شاحنته الصغيرة مقررا دفنه حيا في الصحراء، ولكن.. كيف يتأكد وحيد أن هذا الرجل الأعرج هو جلاده السابق، في الوقت الذي لم ير فيه وجهه أبدا؟ والمخطوف يؤكد له أنه مشتبِه فهو ليس سوى رب عائلة بسيط يدعى رشيد وإصابته في ساقه حديثة، كما يتبين من ندبتها.ولأن وحيد ليس مجرما بطبعه آثر أن يقطع الشك باليقين، قبل الحكم على الرجل المحجوز في الصندوق، فبحث عن ضحايا سابقين لهذا الجلاد ممن تعرضوا للتعذيب على يديه في السجن، آملا في أن يجد من بينهم من يتعرف عليه، فاجتمع بائع الكتب سالار بشيفا مصورة الأعراس، وغولي المقبلة على الزواج مع خطيبها علي، وخامسهم حميد المتهور المستعجل على قتل السجان وإنهاء الموضوع، وفي جولة في طهران وضواحيها يسعى كل شخص للتعرف على الجلاد من خلال أي تفصيل يظهر له كالصوت أو الرائحة أو المشية، دون أن يصلو إلى قرار حاسم في هذا الشخص المقيد أمامهم، وإذا كانت قد وقفتْ في وجه وحيد الميكانيكي معضلة أخلاقية حول قتل شخص ليس متأكدا تماما من هويته، فقد وقفتْ في وجوههم جميعا معضلة أخرى: هل الانتقام وأخذ حقهم بأيديهم هو الحل الأنسب، وهل تُواجه الجريمة (التعذيب) بجريمة أكبر (القتل)، ودارت بين المجموعة حوارات تذكرنا بفيلم «اثنا عشر رجلا غاضبا» حيث يناقش المحلفون حق المجرم في الحصول على دفاع حقيقي رغم كل الأدلة التي تدينه. وفي الحوارات التي تجري أغلبها في أماكن ضيقة توحي بالانغلاق كالشاحنة الصغيرة، تتكشف أسباب سجن كل فرد من المجموعة وهي في غالبها ناتجة عن نزاعات عمل، أو احتجاجات ضد الدولة، وحتى عندما تتأكد مجموعة المعذّبين في الأرض من شخصية جلادهم يجدون أنفسهم في متاهة السؤال عن مفهوم العدالة، وهل يحققه الانتقام الفردي، ناهيك عن المشاكل التي تورطوا فيها. وكعادته لا يقدّم جعفر بناهي أجوبة ولا نهاية واضحة، بل يتركها مفتوحة بعد أن وضعنا أمام قضايا وجودية كبيرة، كالانتقام والعدالة والتسامح.معتمدا على الإضاءة الخافتة أو التصوير في الليل – خاصة المشهد الأخير حيث يستجوب وحيد وزملاؤه في السجن سجينَهم إقبال على ضوء مصابيح الشاحنة الصغيرة – ومستثمرا المؤثرات الصوتية فطقطقة الساق الخشبية ليست تفصيلا إذ هي عامل مهم في تعرف الضحايا على جلادهم، استطاع جعفر بناهي أن يبقي خيط التوتر ومعه خيط التشويق مشدودا، تراود المتفرج الحيرة نفسها، التي راودت أبطال الفيلم: هل السجان يجب أن يسقى من الكأس المرة نفسها، التي سقى منها ضحاياه، أم على الضحية أن لا تلبس بدورها ثوب الجلاد، وإلا ما الفرق بينها وبينه؟فيلم «حادث بسيط» غوص في أعماق النفس البشرية، وتصوير واقعي لصراع النفس بين الرغبة في الانتقام، والقدرة على التسامح تعففا، أو خوفا من العقاب، لأن القانون لا يسمح بأخذ الحق باليد، وإلا تحول المجتمع إلى فوضى، وفي هذا الفيلم لم يلجأ جعفر بناهي إلى الرمز، كما في أفلام عديدة له لفضح القمع، بل طالب بما طالب به محمود درويش قاتله «اخرجْ لكي نمشي لمائدة التفاوض واضحينْ كما الحقيقةُ:/ قاتلاً يُدلي بسكَّينٍ/ وقتلى يدلون بالأسماء»، فالمساجين السابقون ليسوا مجرمين، بل هم معارضون سياسيون وجلادهم أداة قمع في يد نظامه، وهم في مواجهة جديدة مع تبدل الأدوار: هم في موقع القوة وهو في موقع الضعف، ومن تفاصيل صغيرة في الفيلم ندرك أن طبيعة السجان لم تتبدل فالقسوة أصبحت طبيعة ثانية له، فمثلا لا يعير اهتماما للكلب الذي قتله، بمرأى من ابنته الصغيرة، بل طبيعة الأنظمة التوتاليتارية نفسها متشابهة، تقوم على القمع والفساد الممنهج والرشوة، التي جعلها بناهي في فيلمه عبر البطاقات الإلكترونية في مفارقة ساخرة، وفي المقابل نجد إصرار الشعب على حريته وتحديه لكل أشكال القمع، وقد طبق المخرج نفسه هذا الإصرار والتحدي من خلال تصوير فيلمه سرا، رغم المنع الرسمي، وكذلك الاستعانة بممثلات من دون حجاب، وإن كنتُ أرى أن نظام بلده قد غضّ النظر عنه قليلا، إلى حد السماح له بالتوجه إلى كان لحضور المهرجان.فيلم جعفر بناهي له جذور في تجربته الشخصية، فقد تعرض للسجن مرتين أولاهما سنة 2010 بتهمة الدعاية ضد النظام، وحكم عليه فيها بالسجن ست سنوات وأطلق سراحه قبل إتمام محكوميته، والثانية سنة 2022 ويومها أضرب عن الطعام حتى خرج من السجن، وكان في حبسه معصوب العينين لا يتعرف على سجانيه، إلا من خلال أصواتهم، تماما مثل وحيد الميكانيكي، لذلك يمكن أن يعتبر فيلم «حادث بسيط» وثيمته الأساسية الانتقام، انتقاما موازيا يقوم به بناهي ضد النظام الذي منعه من السينما عشرين عاما، ورغم المضايقات الكثيرة التي تعرض لها في بلده لم يتوقف يوما عن شغفه بالسينما، وقد راكم الجوائز السينمائية منذ فيلمه الروائي الأول الطويل «البالون الأبيض» الذي فاز بجائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان السينمائي قبل ثلاثين عاما. مرورا بفيلمه «الدائرة» الحائز جائزة الأسد الذهبي في البندقية عام 2000، وفيلمه الآخر «تسلل» الذي فاز بجائزة الدب الفضي في مهرجان برلين عام 2006، وفيه تناول موضوع مشجعات كرة القدم وتحديهن لكل العوائق التي تحول دون حضورهن المباريات في بلد شديد التضييق على حرية المرأة.ويعد فيلم «تاكسي طهران» من أفلامه المميزة، حيث صوره سرا بكاميرا صغيرة، وكان هو نفسه سائق التاكسي يجوب شوارع العاصمة الإيرانية ويحاور الأشخاص العاديين وقد حاز عنه جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي عام 2015، ولما لم يتمكن من الحضور تُرِكَ مقعده فارغا، وهو ما كان متوقعا أيضا أن يغيب عن مهرجان كان الذي حُرِم من حضوره خمسة عشر عاما كاملا، إلا أن العكس حدث فحضر وألقى خطاب فوزه بالجائزة الكبرى.أثبت لنا جعفر بناهي أحد رواد الموجة الجديدة في السينما الإيرانية أنه بشاحنة صغيرة وبضعة ممثلين وحوار مشغول باحتراف يمكن تقديم فيلم ليس جيدا فقط، بل ينال واحدة من أرقى جوائز السينما في العالم، ففيلمه لم يكن أبدا «حادثا بسيطا» بل قمة جديدة في السينما الإيرانية تتعب من يريد تجاوزها.شاعرة وإعلامية من البحرين