
حكومة الاحتلال تمضي في إقالة المدعية العامة رغم تحذيراتها السابقة
تواصل
حكومة الاحتلال الإسرائيلي
المضي قدمًا في إجراءات إقالة المدعية العامة غالي باهراف-مياري، في أعقاب سلسلة من اعتراضاتها المتكررة على قرارات حكومية اعتبرتها "غير قانونية". وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية نُشرت اليوم الأحد، صادق مجلس الوزراء على تعديل إجرائي مثير للجدل، يُمهد الطريق لإقالتها، بعد أن كان الأمر يتطلب سابقًا تشكيل لجنة خاصة لمعالجة مثل هذه الحالات. ووفقًا للتعديل الجديد، ستُحال الصلاحية إلى لجنة وزارية تتولى عملية الإقالة، ما أثار مخاوف بشأن تسييس المنصب.
وتُعد باهراف-مياري من أبرز الشخصيات التي شكلت مصدر إزعاج لحكومة
بنيامين نتنياهو
اليمينية، التي تتهم الجهاز القضائي الإسرائيلي بالتمتع بسلطات مفرطة والتدخل في عمل السلطة التنفيذية. وكانت خطة الحكومة لإعادة هيكلة النظام القضائي قد أشعلت احتجاجات واسعة استمرت أشهراً، وسط تحذيرات من تقويض الفصل بين السلطات والتوازن الديمقراطي.
أخبار
التحديثات الحية
مظاهرة في القدس دعماً لنتنياهو وأخرى في تل أبيب تطالب بانتخابات
وفي رسالة نُشرت عبر صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اعتبرت باهراف-مياري أن الإجراء الجديد لعزلها "غير قانوني"، محذرة من أن إسناد القرار إلى لجنة وزارية "يُسيّس المنصب ويجعل المدعي العام خاضعًا لإرادة الحكومة، ما يهدد استقلالية الجهاز القضائي". وقد قوبلت الخطوة بانتقادات واسعة من أطراف في المعارضة، إذ قال وزير الأمن السابق بني غانتس إن الحكومة "تسعى من خلال هذه الخطوة إلى تقويض شرعية مؤسسات الدولة". ويرى مراقبون أن القرار قد يُطعن فيه أمام المحكمة العليا، ما ينذر بمواجهة قضائية جديدة حول صلاحيات الحكومة وحدود تدخلها في المؤسسة القضائية.
وتأتي هذه الخطوة بعد تحدٍّ مباشر أعلنه نتنياهو لقرار المدعية العامة، حين أعلن تعيين اللواء دافيد زيني رئيسًا جديدًا لجهاز الأمن العام (الشاباك)، رغم تحذير باهراف-مياري المسبق من المضي بهذا التعيين باعتباره مخالفًا للإجراءات القانونية. وتعيد هذه الأزمة إلى الأذهان موقف المدعية العامة في مارس/ آذار 2023، حين اتهمت نتنياهو بانتهاك القانون إثر إعلانه نيّته التدخل في خطة "إصلاح القضاء"، ما فجر آنذاك موجة احتجاجات غير مسبوقة، واستدعى تحذيرات واسعة من تقويض التوازن الديمقراطي في إسرائيل.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ ساعة واحدة
- BBC عربية
كيف اندلعت الاحتجاجات في لوس أنجلوس بسبب شائعات؟
تجمع خوان وعدد من أصدقائه في موقف سيارات متجر أدوات منزلية بالقرب من لوس أنجلوس، حيث اندلعت احتجاجات ضد حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الهجرة. عادةً ما تضم تجمعاتهم عشرات العمال المياومين، وكثير منهم مهاجرون غير نظاميين، يبحثون عن عمل لدى المتسوقين أو المقاولين. لكن الأحد، لم تعلن سوى شاحنتين صغيرتين عن إمكانية المساعدة في أعمال الأسقف أو الإصلاحات أو الطلاء خارج فرع متجر هوم ديبوت في ضاحية باراماونت، التي يزيد عدد سكانها عن 82 في المئة من ذوي الأصول الإسبانية. كان ذلك بعد يوم واحد من تحول المتجر إلى لمركز لاحتجاجات الهجرة، التي أشعلتها شائعات عن اعتقال عمال مياومين. وقال العديد من سكان المنطقة لبي بي سي إنهم رأوا سيارات إنفاذ قوانين الهجرة في المنطقة. تسبب ذلك في حالة من الخوف والذعر الفوريين. ثم توالت التقارير عن مداهمات واعتقالات لعمال مياومين في هوم ديبوت، المكان الذي يقصده العديد من المهاجرين غير النظاميين في جميع أنحاء الولايات المتحدة بحثاً عن عمل. اندلعت الاحتجاجات في هذه المدينة ذات الأغلبية اللاتينية، وتحولت إلى أعمال عنف مع إلقاء الحجارة وقنابل المولوتوف. استخدمت السلطات رذاذ الفلفل والرصاص المطاطي وقنابل الدخان لقمع الحشود. لكن يبدو أن مظاهرات باراماونت قد اندلعت بسبب معلومات مضللة. وفي حين اعتقلت السلطات عشرات المهاجرين في أماكن أخرى في المنطقة، فإن شائعات مداهمة المتجر كانت معلومات مضللة، وفقاً لوزارة الأمن الداخلي الأمريكية. وقالت الوزارة لبي بي سي: "على الرغم من التقارير الكاذبة، لم تكن هناك أي مداهمة من قِبل إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية لمتجر هوم ديبوت في لوس أنجلوس". وقال خوان الذي كان متكئاً على صندوق شاحنة تويوتا صغيرة مع صديقيه، "لا أحد يعلم حقيقة ما حدث. الجميع خائفون". أصبحت أعمال الشغب في باراماونت، التي شهدت أيضاً إحراق مركبات ونهب متاجر، محفزاً لما وصفته السلطات الفيدرالية بأعمال شغب في جميع أنحاء لوس أنجلوس. واستخدم الرئيس دونالد ترامب، السبت، سلطته لاستدعاء الحرس الوطني في كاليفورنيا، وهو أمر يقرره عادةً حاكم الولاية، في اليوم الثاني من الاحتجاجات التي هزت المدينة. ومع اشتعال الاحتجاجات لليوم الثالث، الأحد، عمل جنود الحرس الوطني المسلحون على حراسة مجمع تجاري مسوّر يقع مقابل متجر الأدوات. وأوقفوا سيارات الهامفي لإغلاق المنطقة، واشتبكوا مع المتظاهرين الذين كانوا يلقون الشتائم ويلوحون بالأعلام واللافتات المكسيكية. "غير مرحب بكم هنا!" صرخ رجل يرتدي قبعة فريق البيسبول لوس أنجلوس أنجلز، على الجنود، بينما فتح متظاهر آخر غطاء زجاجة رذاذ طلاء وكتب عبارات بذيئة موجهة إلى إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية. وأفادت وزارة الأمن الداخلي لبي بي سي بأن المنطقة المحروسة تضم أحد مكاتبها، وأن السلطات كانت تستخدمها "كمنطقة تجمع، وقد عثر عليها مثيرو الشغب". وأضافت الوزارة لبي بي سي أنها ألقت القبض على 118 مهاجراً غير شرعي في منطقة لوس أنجلوس هذا الأسبوع، من بينهم خمسة أشخاص يُزعم أنهم أعضاء في عصابات. وأضافت أن بعض هؤلاء المهاجرين لديهم سوابق إجرامية تشمل الاتجار بالمخدرات والاعتداء والسطو. وعندما كان يستعد لركوب طائرة الرئاسة في موريس تاون، نيوجيرسي، الأحد، صرّح ترامب للصحفيين بوجود "أشخاص عنيفين" في لوس أنجلوس "وأنهم لن يفلتوا من العقاب". كانت دورا سانشيز لا تزال غير مصدقة، للصور الصادمة التي غيّرت مدينتها الليلة الماضية. واجتمعت الأحد مع آخرين من أبناء الجالية في كنيسة "تشابل أوف تشينج"، على بُعد أقل من مبنى واحد من مركز الاحتجاجات في اليوم السابق. وتحدثت هي وآخرون في الكنيسة عن كيفية إحياء هذا المجتمع الهسباني على مر السنين، وكيف أصبح مجتمعاً مترابطاً يعرف فيه الجيران بعضهم البعض ويحرصون على سلامتهم. وأشارت إلى أن الاحتجاجات بدت وكأنها "نقطة تحول" لمجتمع المهاجرين. ولوس أنجلوس هي واحدة من أكبر مدن الأقليات ذات الأغلبية في الولايات المتحدة. لا يشكّل ذوو الأصول اللاتينية/الهيسبانيون، النسبة الأكبر من السكان مقارنة بأي خلفية عرقية أخرى فحسب، بل إن المهاجرين، وخاصة القادمين من المكسيك جنوباً، يُعدّون جزءاً أساسياً من تاريخ هذه المنطقة وثقافتها. وتفتخر المدينة بكونها ملاذاً آمناً، مما يعني أنها لا تتعاون مع سلطات الهجرة الفيدرالية. وقال البعض هنا إنهم شعروا بتوترٍ متصاعد بدا وكأنه انفجر عندما استهدفت إدارة الرئيس الجمهوري المهاجرين غير المسجلين في لوس أنجلوس. وقالت ماريا غوتيريز، التي شاركت في احتجاجات باراماونت: "حان وقت الوقوف. هؤلاء هم أهلي". وأضافت أنها وُلدت في المكسيك، لكنها تعيش هنا منذ صغرها. هي - مثل الكثيرين هنا - تقول إن لديها أفراداً من عائلاتها يقيمون في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني. وقالت: "هذه هي لوس أنجلوس. إنها تمسنا جميعاً". "كل شخص لديه عائلة أو يعرف شخصاً لا يملك أوراقاً رسمية".


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
"واشنطن بوست": ماسك تبادل اللكمات بالبيت الأبيض مع وزير الخزانة في إبريل
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، نقلاً عن ستيف بانون ، المدون اليميني المؤثر والمستشار السياسي السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب ، أن وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت ورجل الأعمال إيلون ماسك الذي كان حتى وقت قريب مسؤولاً عن إدارة الكفاءة الحكومية الأميركية، تبادلا اللكمات في البيت الأبيض في إبريل/نيسان الماضي. ووفقاً للصحيفة، "تسببت تكتيكات ماسك الوحشية، ونقص الحنكة السياسية، والخلافات الأيديولوجية مع قاعدة -اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى- في تدهور علاقته بكبار مسؤولي الإدارة، وفي النهاية مع الرئيس". ومع ذلك، "على الرغم من التوتر، انحاز ترامب ونائب رئيس موظفيه، ستيفن ميلر، إلى جانب ماسك". وفي 2 إبريل الماضي، عندما طرح ترامب "الرسوم الجمركية التي تهدف إلى إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي، لجأ ماسك إلى منصة إكس للتعبير عن استيائه من الرسوم"، بينما "في الخاص، قدم ماسك نداءات شخصية لترامب لعكس الرسوم الجمركية. ولم يمتثل ترامب، ولم يتراجع إلا بعد أيام من انخفاض حاد في أسواق السندات". وفي منتصف ذلك الشهر، أدت الخلافات حول تفضيلاتهما لمفوض دائرة الإيرادات الداخلية بالإنابة إلى تبادل اللكمات بين ماسك وبيسنت. وبعد أن غادرا المكتب البيضاوي، حيث دعم ترامب اختيار بيسنت، بدأ الرجلان تبادل الإهانات، حيث دفع ماسك كتفه في قفص بيسنت الصدري، ورد بيسنت بضربه ووصفه بأنه "محتال". ووفقاً لبانون، تدخل عدة أشخاص لفضّ الشجار. وفي وقت لاحق، علق ترامب على الحادث، قائلاً إن "هذا كثير جداً". وحذّر الرئيس الأميركي، الملياردير إيلون ماسك من أنه سيواجه "عواقب وخيمة" إن موّل مرشحين ديمقراطيين ضد الجمهوريين الذين يدعمون مشروع قانون الميزانية الخاص بالحزب الجمهوري الذي يحظى بدعم الرئيس. وأكد ترامب، في مقابلة هاتفية مع شبكة "إن بي سي نيوز"، أن ماسك "إذا فعل ذلك، فسيضطر إلى دفع الثمن. سيضطر إلى دفع الثمن"، من دون أن يوضح ماهية العواقب التي قد تطاول رجل الأعمال الشهير. واندلع الخلاف بين ترامب وماسك علنًا على خلفية انتقاد الأخير مشروع قانون الميزانية الذي يصفه ترامب بـ"القانون الكبير والجميل". وتبادل الطرفان الاتهامات، إذ وصف ماسك الرئيس الأميركي بـ"الكاذب"، ودعا إلى عزله ضمن سلسلة من التغريدات نشرها لاحقًا على منصة "إكس" قبل أن يحذف بعضها. اقتصاد دولي التحديثات الحية هل بدأت إمبراطورية إيلون ماسك تتفكك بعد خلافه العلني مع ترامب؟ وقال ترامب في المقابلة إنه لا يرغب في إصلاح علاقته مع ماسك بعد الخلاف، وردًا على سؤال عما إذا كان يعتقد أن علاقته بالرئيس التنفيذي لشركة " تسلا " قد انتهت، أجاب: "نعم". وأضاف أن الحزب الجمهوري أصبح أكثر اتفاقًا من أي وقت مضى بعد هذا الخلاف. واتهم ترامب ماسك بعدم احترام منصب الرئيس، قائلاً: "أعتقد أنه أمر سيئ للغاية، لأنه لا يحترم منصب الرئيس. لا يمكن لأحد أن يسيء إلى هذا المنصب". وأكد أنه لا يخطط للتواصل مع ماسك مضيفًا: "أنا منشغل جدًا بأمور أخرى". (أسوشييتد برس، العربي الجديد)


العربي الجديد
منذ 3 ساعات
- العربي الجديد
جورج صبرة في دمشق
لم تعد خبراً عودة (أو زيارة) معارضٍ سوريٍّ لنظام الأسد إلى بلده؛ فقد صار هذا من عاديّ الأمور في الشهور الستة الماضية، وسيكون من الافتعال أن يلتقط واحدُنا مشوار سياسيٍّ أو مثقفٍ سوري، أقام عقوداً في مغتربٍ (أو منفى)، إلى دمشق، فيبسُط في الحدث كلاماً عاطفيّاً، أو يرتجل حديثاً عن مهمّات النخبة السورية العريضة في بلدها. ولكنّ ثمّة إغواءً خاصّاً في هبوط المعارض جورج صبرة، وهو سجينٌ سابق وترأس المجلس الوطني السوري (وربما "الائتلاف" قبل أن ينسحب منه)، في مطار دمشق، أول من أمس السبت، فليس الخبرُ هنا بالضبط؛ بل في أنّ هذا المناضل هو مَن أشهَرَ تصريحاً مثيراً في ديسمبر/ كانون الأول 2012، فظلّ، بسببه، يُلاحَق بالانتقادات والإدانات وسلالٍ من السخرية والتهكّم والتجريح، لمّا قال إنّ جبهة النصرة جزءٌ من الثورة السورية، وليست تنظيماً إرهابياً، وهاجم الولايات المتحدة لتصنيفها هذا. ... لم يرحمه رفاقٌ وأصحابٌ له وعمومٌ عريضٌ من نخب الثورة، حتى إنّ تاريخ الرجل، وسنوات سجنه الثماني في زنازين حافظ الأسد، ومرابطتَه في مفاوضاتٍ غير مباشرةٍ ترأسها في جنيف (وأستانة) مع حكم الاستبداد الأسدي، واجتهاداته في مؤسّسات المعارضة السورية، وصلابتَه في غير موقفٍ ضدّ النظام (اعتَبَر مرّة "داعش" وجهاً آخر له)، ذلك كلّه كان كثيرون يُعمّون عليه، ويُعلون قولته تلك (لـ"سي إن إن"، وهذه جريرةٌ أخرى ربما؟). لم يتراجع جورج صبرة عمّا قال، ولا استدرك إن عبارته أُخرجت عن سياقها، ولا عمَد إلى توضيحها، وإنْ يلزم التذكير بأنه قال، في التصريح نفسه، إنّ جبهة النصرة ليست أساسيةً في المعارضة السورية، وإنما مجرّد عنصرٍ من مجموعات عدّة تشكّل الجيش السوري الحرّ. وفي البال أنه لاحقاً (2017) دافع بشدّة عن رئاسة محمّد علوش وفدَ المعارضة المفاوض في أستانة، ووصفه بأنه "قياديٌّ كُفْء، ومن أبرز القيادات الثورية"، وقال إنّ تعيين الهيئة العليا للمفاوضات هذا الرجل الذي تزعّم "جيش الإسلام" كبيراً للمفاوضين في محادثات جنيف صائبٌ وقوي، "لأنه ينسف كل المزاعم التي كانت تتهم "جيش الإسلام" و"أحرار الشام" بأنها تنظيمان إرهابيان". يعود جورج صبرة إلى دمشق، وجبهة النصرة التي صارت هيئة تحرير الشام هي السلطة في سورية، وفي سدّة الحكم ورئاسة الدولة، فيحقّ له أن يزهو بقولته تلك، قبل 12 عاماً، على شاشة واحدةٍ من أشهر التلفزات الأميركية (والعالمية حكماً)، فهذا رئيس الولايات المتحدة يُجالس زعيم هذه الجبهة الذي يتقاطر إليه مسؤولونٌ كبار من الشرق والغرب (إلّا من تونس!) للتحاور معه، ولعرض وسائل إعانة سورية وإسعافها. لم يكن الثائر النزيه والزاهد يقرأ الفنجان، فلم يحدِس أو يتوقّع، في أقصى متخيَّله، كما كل الأنام في الأرض، أنّ أبا محمّد الجولاني (أحمد الشرع لاحقاً) سيكون الرئيسَ السوري الذي سيُنصت إليه مع جمعٍ في باريس، لكنّه كان متخفّفاً من الحمولات إيّاها عن مفهوم الثورة، والاعتبارات التي تجعل هذا ثائراً وذاك إرهابياً. ولعلّه كان يؤمن بأنّ ما من ثورةٍ إلّا وشابتها أجناسٌ من العمل المسلّح تنتسب إلى الإرهاب أو شيءٍ منه، وهذا في المعنى العريض قتل مدنيين خارج القانون. والأهم أن كاتب قصص الأطفال السابق (لمَن لا يعرف) كان على قناعةٍ بكل فعلٍ يرجُّ نظام الأسد، عسكريٍّ مسلّح أو سلميٍّ أهلي، وهو الذي شارك في قيادة مظاهراتٍ أولى لمّا نشبت الثورة، قبل أن يغادر إلى الخارج، ثم ينخرط في العمل السياسي بمثابرةٍ مشهودة، ويشتبك في خرائط الخلافات التي ما انفكّت تطرأ على مؤسّسات المعارضة وأجسامها، وقد تحدّث، في تلك الغضون كثيراً، عن عجز المعارضة عن بناء قيادةٍ موحّدةٍ لها. كتب جورج صبرة في مقالةٍ في "العربي الجديد" قبل أزيد من 11 عاماً، إنّ التسلّط الأقلّوي على حكم سورية بقوة القهر استدعت "عصبويةًً طائفيةً تكون بديلاً عن القاعدة الشعبية اللازمة لأي سلطة، فصار العلويون حرّاس النظام الذي بناه حافظ الأسد، ووضعهم في مواجهة الشعب، من دون أن يكون للفئات الشعبية والفقراء منهم حظوة تُذكر". ومثقفٌ مناضلٌ سوريٌّ لديه هذه الرؤية، ناهضَ كل نزوع طائفي بحصافةٍ باهرة، وصاحب بصيرةٍ (لم لا، وقولتُه تلك خالدة؟)، تحتاج سورية إلى من هم من قماشَته وفي حكمَته. ... تُراه عاد إلى بلده، أم يزورُها، أم سيُراقب ما سيفعل أهل الحكم، في جبهة النصرة (سابقاً) التي دافع عن عدم إرهابيّتها أمام العالم كلّه؟ لا أعرف.