logo
من فرنسا إلى مكة.. غيث البربوشي يروي قصة إتمامه لحفظ القرآن في عامين

من فرنسا إلى مكة.. غيث البربوشي يروي قصة إتمامه لحفظ القرآن في عامين

صحيفة سبقمنذ 3 أيام
في أجواء روحانية تعبق بنفحات الحرم المكي الشريف، يشارك المتسابق غيث البربوشي من الجمهورية الفرنسية في منافسات مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره، التي تنفذها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، حاملاً معه قصة ملهمة عن رحلته مع كتاب الله.
بدأ غيث مشواره القرآني في سن الثانية عشرة، حيث التحق بحلقات التحفيظ بدعم وتشجيع مستمر من والده الذي كان حريصاً على غرس حب القرآن في قلبه، ولم تمضِ سوى عامين حتى أتم حفظ كتاب الله كاملاً بفضل الله تعالى، ثم بتوجيه معلميه ومتابعة أسرته.
ويصف غيث رحلته مع القرآن بأنها من أجمل محطات حياته، مؤكداً أن لحظات الحفظ والمراجعة كانت مليئة بالسكينة والبركة، وأن الفضل بعد الله يعود لوالده الذي لم يتوانَ عن توفير البيئة المناسبة وإلحاقه بالبرامج القرآنية التي صقلت قدراته.
وأعرب البربوشي عن امتنانه العميق لكل من ساعده ورافقه في هذه المسيرة المباركة، موجهاً شكره الخاص للقائمين على المسابقة لما وفرته من بيئة تنافسية راقية بين حفظة كتاب الله من مختلف دول العالم، متمنياً أن يحظى بفرصة العودة للمشاركة في الدورات القادمة، وأن يظل القرآن رفيق دربه ونور حياته.
حيث تشهد المسابقة مشاركة واسعة من حفظة القرآن الكريم يمثلون عشرات الدول، مما يعكس مكانة المملكة العربية السعودية في خدمة كتاب الله، ودورها الرائد في دعم مشاريعه التعليمية والمنافسات القرآنية العالمية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قاصدو المسجد الحرام يثمّنون جهود المملكة في تنظيم المسابقات القرآنية ويشيدون بمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية
قاصدو المسجد الحرام يثمّنون جهود المملكة في تنظيم المسابقات القرآنية ويشيدون بمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية

صحيفة سبق

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة سبق

قاصدو المسجد الحرام يثمّنون جهود المملكة في تنظيم المسابقات القرآنية ويشيدون بمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية

أعرب عدد من قاصدي المسجد الحرام من المعتمرين والمصلين والزوار عن بالغ تقديرهم للجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية، بدعم من قيادتها الحكيمة – أيدها الله – في خدمة القرآن الكريم، ولاسيما من خلال تنظيم المسابقات القرآنية، وفي مقدمتها مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره، التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في دورتها الخامسة والأربعين، والمقامة في رحاب المسجد الحرام بمكة المكرمة، وسط مشاركة واسعة من 179 متسابقًا يمثلون 128 دولة من مختلف أنحاء العالم. وأكد الزوّار أن إقامة هذه المسابقة الدولية في أطهر بقاع الأرض، وتنظيمها بهذا المستوى العالي من الاحترافية، يجسّدان المكانة العظيمة التي يحظى بها كتاب الله الكريم في المملكة، وحرص القيادة الرشيدة على تكريم حفظته والعناية بهم. وأوضح المعتمر حسن تقي الدين، أستاذ بجامعة ابن الزهر بالمملكة المغربية: 'شاهدت تلاوات مؤثرة من متسابقين من أنحاء مختلفة من العالم، وأعجبت بتلاوة المتسابق السعودي في الفرع الأول، حيث كانت مشاركته متميزة جداً. وتأثرت كثيرًا بحجم التنظيم والدقة في التفاصيل، فالمملكة معروفة بعنايتها ورعايتها للقرآن الكريم من خلال مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، وهذه المسابقة الدولية نموذج مشرف لهذا الجهد المبارك.' وقال المعتمر محمود الحسن من باكستان: 'تزامنت زيارتي للمسجد الحرام مع إقامة المسابقة، فوجدت نفسي في أجواء إيمانية استثنائية، وشاهدت تفاعلًا كبيرًا من الزوار. البث الحي والشاشات العملاقة يعكسان حرص المملكة على إتاحة متابعة المسابقة للجميع، وهذا أمر في غاية التميز.' وعبّر المعتمر أدور إبراهيم من جمهورية النيجر عن إعجابه بالتنظيم قائلًا: 'لفتني مستوى الترتيب والدقة في إدارة جلسات التلاوة، إضافة إلى تخصيص قاعة مريحة للنساء لمتابعة التصفيات، حيث كانت زوجتي تتابع مجريات المسابقة من خلالها. أشكر المملكة العربية السعودية، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – على رعايتهم ودعمهم لمثل هذه المسابقات القرآنية، وكذلك وزارة الشؤون الإسلامية على هذا التنظيم الذي يليق بجلال الحدث ومكانة القرآن الكريم.' ويُذكر أن مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره تُعد من كبرى المسابقات القرآنية على مستوى العالم، وتُقام برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، وتنظيم وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وبمشاركة 179 متسابقًا يمثلون 128 دولة، بما يعكس رسالتها العالمية، والدور الريادي للمملكة في خدمة الإسلام والمسلمين.

الذكاء الاصطناعي يخفض تكاليف تنظيم الفعاليات في السعودية 40 %
الذكاء الاصطناعي يخفض تكاليف تنظيم الفعاليات في السعودية 40 %

الاقتصادية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الاقتصادية

الذكاء الاصطناعي يخفض تكاليف تنظيم الفعاليات في السعودية 40 %

ينتظر أن يساعد توظيف الذكاء الاصطناعي في إدارة وتنظيم الفعاليات في #السعودية على خفض التكاليف المالية والإدارية بنسبة تصل لـ 40% خلال الفترة المقبلة، بحسب ما ذكره لـ "الاقتصادية"‬⁩ المدير العام للاستراتيجية والسياسات واللوائح في هيئة الأفلام مشاري الخياط. الخياط قال إن "الذكاء الاصطناعي انعش أرباح سوق الفعاليات، حيث منح البائع والمستفيد خدمات سهلة للوصول للفعالية بدء من حجز التذاكر وسهولة الدخول والخدمات اللوجستية". وأشار إلى أن أثر التقنية والذكاء الاصطناعي في الفعاليات واضح بشكل جدا كبير، فالفعاليات خلال الفترة الأخيرة في السعودية شهدت تحولات وأصبحت نسب الحضور الجماهيري تتجاوز المليون للفعالية الواحدة. يشار إلى أن ملتقى تقنية الفعاليات الذي نظمة المركز الوطني للفعاليات في بيت الثقافة - مكتبة التعاون العامة -، شهد انطلاق ميدان الصفقات «Event Tech Tank» الذي يعد مساحة تفاعلية تستعرض فيها الشركات الناشئة حلولها المبتكرة أمام نخبة من المستثمرين وصناديق التمويل، بهدف تحويل الأفكار الواعدة إلى مشاريع قابلة للتنفيذ الفعلي، بما يسهم في تنمية الاقتصاد الرقمي وخلق فرص جديدة في سوق الفعاليات. كما أسفرت بعض العروض عن عقد عدد من صفقات أولية واستثمارات مباشرة لتنفيذ حلول تقنية جديدة تسهم في تطوير تجارب الفعاليات وتعزيز أثرها. وشملت الصفقات المستثمَر فيها تصميم وتطوير تطبيقات في مجالات مبتكرة، وتقديم حلول شاملة تتضمن المحتوى الرقمي التفاعلي ثلاثي الأبعاد، والمحتوى الافتراضي، وتقنيات الواقع المعزز والمدمج وغيرها. هذه الاستثمارات جاءت في خمسة مشاريع رئيسية، كان أولها منصة شاملة تتيح للمستخدمين الاطلاع على جميع تفاصيل الفعالية في مكان واحد، مع عرض كامل وواضح لكل المعلومات، أما المشروع الثاني فاختص بإدارة الحشود من خلال الاعتماد على الطائرات دون طيار المدعومة بالذكاء الاصطناعي لرصد المشكلات والمخاطر وتقليل الاعتماد على العناصر البشرية في المراقبة الأولية. شمل المشروع الثالث تطوير خدمة توصيل الطلبات مباشرة إلى مقاعد المستخدمين في الملاعب والفعاليات، إضافة إلى تقديم الخدمات في المجمعات والكافيهات، فيما قدّم المشروع الرابع حلا تقنيّا لتنسيق الحفلات والفعاليات عبر منصة تجمع الموردين والمنسقين في مكان واحد، مع إتاحة إدخال تفاصيل الحفل واختيار التنسيقات والأسعار المناسبة، مدعوما بتقنيات الذكاء الاصطناعي. أما المشروع الخامس فشمل تشكيل تطبيق ملاحة داخلية يساعد المستخدمين على التنقل في المواقع ذات المساحات الكبيرة، مثل الفعاليات والمستشفيات، باستخدام تقنيات الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي.

خاص "هي": أين النساء... كيف يحوّل المبدعون العرب الانترنت إلى قوّة في عالم الموضة؟
خاص "هي": أين النساء... كيف يحوّل المبدعون العرب الانترنت إلى قوّة في عالم الموضة؟

مجلة هي

timeمنذ 2 ساعات

  • مجلة هي

خاص "هي": أين النساء... كيف يحوّل المبدعون العرب الانترنت إلى قوّة في عالم الموضة؟

حوار: Mashael Al Dakheel على الرغم من أن النساء يشكلن النسبة الكبرى من خريجي معاهد الموضة حول العالم وأكثر من 70 في المئة من الطلاب في التخصصات الإبداعية وذلك حسب تقرير هيئة الأزياء STATE OF FASHION REPORT IN KSA 2023، إلا أن المناصب القيادية في دور الأزياء العالمية ما زالت بعيدة المنال. فالإحصاءات تكشف أنه مقابل كل امرأة واحدة، هناك 6 رجال يشغلون منصب المدير الإبداعي في بيوت الأزياء الفاخرة. وحتى حين وصلت النساء إلى هذه المناصب، كما في حالة "ماريا غراتسيا كيوري" في "ديور"، جاءت الاستبدالات دائما بأسماء رجالية، مثل "جوناثان أندرسون". وكذلك الأمر في CHANEL مع رحيل "فيرجيني فيارد" وتعيين "ماثيو بليزي". هذا السياق يعكس واقعا عالميا يتراجع فيه تمثيل النساء على الرغم من تفوقهن العددي والإبداعي. ومع حضور أسبوع الأزياء الراقية في باريس 2025، قدم "مايكل رايدر" لعرض أول مجموعة له في "سيلين"، وهي الدار التي اشتهرت عالميا تحت إدارة المصممة "فيبي فيلو"، أحد أقوى رموز القيادة النسائية في الموضة، قبل استبدالها أيضا برؤية ذكورية. هذه التحولات المتكررة تؤكد أن النظام العالمي في الموضة لا يزال يربط القيادة الإبداعية، وخاصة في الدُّور الكبرى بأسماء رجالية، حتى لو كانت هذه الصناعة مبنية على جمهور من النساء ومواهب نسائية مهمة. والبرهان على ذلك أيضا كيف اقدم المصمم "دانيال روزبيري" على تقديم عرض أزياء كوتور 2026 مستلهم من. "السا سكيابرلي" مؤسسة الدار التي يقودها إبداعيا وعلاقتها بالمصممة "كوكو شانيل"… لكن في السعودية الأمر مختلف تماما. صعود المرأة السعودية في عالم الموضة بالمقابل، تقود النساء تحوّلا مشرقا في المشهد السعودي. خلال العقد الأخير، لم تكتفِ السعوديات بدخول صناعة الموضة، بل أصبحن يُعدن تشكيلها عبر علامات معاصرة تستند إلى التراث وتُعيد تعريف الهوية الثقافية. هذا التحول تقوده مبادرات عدة، منها مبادرات هيئة الأزياء التابعة لوزارة الثقافة، بدعمها المتواصل لمصممات الأزياء، وبرامج مثل "فاشن فيوتشرز" و"المئة علامة سعودية" التي وفرت مسارات واضحة للتطور المهني والانتشار الدولي. ومؤخرا افتُتح معهد "مارانغوني" العالمي في الرياض، الذي يُعد نقلة استراتيجية في بناء جيل محلي يمتلك أدوات احترافية تعليمية ومعرفية تضاهي العواصم العالمية. من تأسيس علامات أزياء يقودها الرجال إلى الريادة النسائية في عالم الأزياء بينما قاد الرجال تأسيس أبرز الدور السعودية في الماضي مثل عدنان أكبر الذي يعد من أوائل المصممين العرب الذين عرضوا خارج العالم العربي، ويقال انه استقطب مواهب إبداعية ماهرة تدربت على يده، لتصبح الآن من أنجح علامات الأزياء في العالم، ويحيى البشري، وسراج سند، كانت النساء، خصوصا من المنطقة الشرقية، أول من أطلقن علامات تجارية برؤية مستقلة مثل الأيقونة فوزية النافع، وأمينة الجاسم، وابتسام القصيبي مؤسسة علامة المجوهرات "إيرُم". فوزية النافع لم تكن مجرد مصممة أزياء، كانت رؤية كاملة سبقت زمنها. في زمن لم يكن فيه للمرأة صوت في مجال الموضة، فتحت أول أتيليه من بيتها، نظّمت أول عرض أزياء سعودي، وأسّست أول علامة فاخرة تلتزم بالعادات والتقاليد. من تعليم الأجيال إلى ابتكار التصاميم، ومن رسم النقش إلى خياطة القطعة، صنعت فوزية قصة نجاح لا تزال تُروى. في الخامسة عشرة من عمرها بدأت فوزية النافع مسيرتها المهنية مدرّسة. وبحلول العشرين من عمرها كانت تقود مشروع والدها التجاري، قبل أن تصبح واحدة من أبرز الأسماء المؤثرة في مشهد الموضة بالمنطقة الشرقية. لم تنتظر الفرص لتُمنح لها، بل صنعتها بنفسها؛ اختارت الأقمشة، نسّقتها، وحوّلت مرآب منزلها إلى أتيليه يرتاده النساء بطلبات خاصة، في وقت لم تكن فيه عروض الأزياء أو المشاريع النسائية شائعة. من دون تمويل أو فريق دعم، أقامت أول عرض أزياء خاص بها، جهزت فيه 45 قطعة، وباعت 500 تذكرة. ومع أنها لم توثق ذلك الحدث تصويريا، إلا أنه ظل راسخا في ذاكرة من حضره. كما وسّعت نطاق عملها ليشمل السوق البحرينية، حيث عُرضت تصاميمها إلى جانب بوتيكات عالمية مثل "شانيل" في فندق "شيراتون"، واعتبرتها تجربة فارقة في إيصال اسم سعودي إلى ساحة إقليمية راقية. إلى جانب عملها في التصميم، أنشأت مصنعا محليا لخياطة الأزياء، وكانت ترسم على الأقمشة بنفسها، وتؤمن بأن القطعة تبدأ من لحظة "قطعة القماش البيضاء"، ثم تنضج بالتطريز والشكّ، كرحلة تعبيرية تمر بمراحل شعورية وفنية. خــــلال مسيــــرتـــــها، تــــعـــــاملت مع دور أزيــــــاء عــــالمــــيـــــة مــــــــــــثــــــــل Valentino ،Cavalli ،Versace وUngaro، وكـــانــــت تـــــوائــــم بين الــــذوق المحلي والـعـــالـــمــــــي، وتــشــــرح للعـمــــلاء التصامـــيــــم وتربطها بالثقافة السعودية. وقد دُعيت إلى فعالية ثقافية في بلدية روما بعد أحداث سبتمبر، في محاولة لتسليط الضوء على وجوه حضاريــــة من العـــالــــم العربي، وهي لحظة تراها رمزية تعبّر عن صورة السعودية المتزنة والمثقفة. على الرغم من كل ما حققته، تتحدث فوزية النافع بصراحة عن التحديات التي تواجه المرأة في مجال الأزياء، وتقول: "الرجل كُتب له النجاح المادي أكثر من المرأة، وكان عنده حرية أكبر في التوسع، ليس فقط لأنه موهوب، ولكن لأنه لا يواجه الضغوط الاجتماعية أو الأسرية". وتتابع: "عملت بمفردي، وكان نجاحي بمجهودي، لـكـــن دائـــمـــا ألاحــــظ أن المــصـمــــم الـــرجـــــل عنـــــده دعم منظومي أكبر، من السوق والمجتمع وحتى التمويل". وعلى الرغم من هذه الفجوة، فإنها لا تُحمّل خطابها أي نبرة شكوى، لتقول: "الإبداع لا يقتصر على امرأة ولا رجل. المبدع مبدع. الفرق في الشغف، والاجتهاد، والرؤية". لكنها ترى أيضا أن التوازن لا يتحقق إلا حين تُمنح المرأة بيئة تمكّنها من القيادة والابتكار، وتختم برسالة واضحة للجيل الجديد: "لا تدعوا أي شيء يوقفكم. الشغف لا يضيع من الخوف. أصرّوا، ولو لم يكن هناك أحد يدعمكم، ابدؤوا بأنفسكم. أنا بدأت من لا شيء، ونجحت". من "منسوج": قراءة محلية في واقع مختلف بـحــســــب وجــــدان المالـــــكي، المـــؤســـســـة والرئيسة التنـــفــيـــذيــــة لمنــــصــــة "منـــســـــوج" الــمـــدعــــــومــــة من الصندوق الثقافي السعودي، فإن "المشهد المحلي يعاكس الواقع العالمي. سيطرة النساء على قطاع الأزياء في السعودية لم تكن لسهولة الفرص، بل لأن المجتمع كان يرى المهنة غير مناسبة للرجال، ومع غياب البرامج التعليمية لهم، بقي المجال شبه مغلق أمامهم". وتضيف وجدان أن تجربة أسبوع الموضة السعودي للأزياء الرجالية كشفت فجوة في مستوى الإبداع والتنفيذ بين المصممات والمصممين، حيث تفوّقت النساء بوضوح، نتيجة لتمكين تعليمي ومهني أوسع خلال السنوات الماضية. وتشير إلى أن هذا التفاوت بدأ يتقلّص اليوم، مع توسّع الفرص وبدء مرحلة تمكين أكثر توازنًا بين الجنسين. خصوصية مجتمع المرأة نقطة قوة للمصممات في ظل ثقافة محلية تتسم بالخصوصية والذوق الحذر، تشير المالكي إلى أن المرأة المصممة غالبا ما تكون الأقدر على فهم ذائقة السوق السعودي، خصوصا في الملابس النسائية. أي علامة تريد التعاون مع مصممة تجني فائدة مضاعفة، لأن المصممة السعودية تعرف ما تفضله المرأة السعودية، وتفهم السياق الاجتماعي، وهذا أصبح عنصر تفوق. ترى المالكي أن هذا التباين في السعودية، حيث يتفوّق الرجال إداريًا وتتميّز النساء إبداعيًا، يخلق مزيجًا متكاملًا يحتاجه قطاع الأزياء، الذي يقوم بطبيعته على الحس التجاري والفني معًا. وتشير إلى أن هذا التكامل لا يدعم فقط استدامة السوق، بل تؤكده الأرقام الدولية، حيث تحقق الشركات التي تتنوع قياداتها بين الجنسين متوسط ربحية أعلى بنسبة تتجاوز 50 في المئة مقارنة بالشركات أحادية القيادة. النجاح الإداري للأزياء الرجالية ومأزق التخصص في المقابل، الأزياء الرجالية تنجح إداريا أكثر، لأسباب منها وضوح الهُوية، ووحدة التصنيف، وعدد أقل من المنتجات الموسمية. تقول المالكي: "أحيانا نرى المصمم يتخبط، يريد تقديم ملابس نسائية ورجالية وللأطفال وإكسسوارات، وهذا يشتت العلامة. فالتوازن مطلوب، والمشكلة ليست في الموهبة، بل في إدارة التخصص". هل أصبح وجود المرأة في مجالس الإدارة أكثر ضرورة من أي وقت مضى؟ إذا كانت المرأة هي من تصنع القرار الشرائي، وتقود العلامات التجارية، وتفهم السياق الثقافي والاجتماعي أكثر، فمن المنطقي أن يكون تمثيلها في مراكز صنع القرار المؤسسي أكثر قوة وحضورا. سواء في تطوير المنتجات أو استراتيجيات التسويق، فإن وجود المرأة الحسي والإدراكي في مجلس الإدارة لم يعد مجرد توازن شكلي، بل ضرورة استراتيجية. من جيل الريادة الذاتية إلى مواقع القيادة الإبداعية داخل المنصات العالمية وننتقل إلى ملامسة الواقع العصري للأزياء، من خلال تجربة لمياء العطيشان المسؤولة عن خط الأزياء النسائي في علامة Les Benjamins، وواحدة من المصممات السعوديات القلائل اللواتي يشغلن منصب مخرجة إبداعية لعلامة لم تؤسسها بنفسها. العلامة التي أسسها زوجها "بنيامين أيدين"، والمتخصصة في أسلوب refined athleisure streetwear، باتت اليوم تحمل في تفاصيلها بصمة سعودية معاصرة، تعكس رؤية لمياء الخاصة، التي انضمت لاحقا، وبدأت تسهم في تشكيل هُوية التصميم النسائي من الداخل. وتعليقا على قلة تمثيل النساء العربيات في المناصب الإبداعية القيادية، تقول لمياء: "كوني امرأة سعودية في منصب قيادي إبداعي لدى علامة عالمية، يعكس إلى أي مدى وصلنا، لكنه أيضا يذكّرنا كم ما زال أمامنا لننجزه. صحيح أن عدد النساء المشاركات في حوار الموضة العالمي بدأ يرتفع، لكن المناصب القيادية الإبداعية ما زالت محدودة، وخصوصا للنساء العربيات". وتتابع: "أنا لم أرث هذا المنصب من تأسيس علامة، بل تطورت فيه داخل بنية قائمة. وهذه النقطة مهمة، لأنها تؤكد على ضرورة خلق مسارات مهنية داخل المؤسسات تتيح للمرأة أن تنمو وتترقى. التمثيل الحقيقي لا يكون رمزيا فقط، بل يجب أن يكون مؤسسيا، طويل الأمد، ومترسّخا في ثقافة العمل". كأن هذه الشهادتين من فوزية النافع ولمياء العطيشان تمثلان خيطين مختلفين من القصة نفسها، فالأولى بدأت من بيتها، من مرآب بسيط وأقمشة منتقاة بحب، والثانية تنحت حضورها داخل نظام عالمي معاصر. وعلى الرغم من اختلاف السياقات والظروف، فإن جوهر التجربتين واحد: حسّ قيادي فطري لدى المرأة السعودية في مجال الأزياء حاضر عبر الأجيال، ويتكيّف مع المرحلة، ويخلق أثرا ملموسا في كل زمان ومكان. كيف يصنع الجيل الجديد مستقبل الأزياء؟ تختلف السعودية عن كثير من دول العالم في مسألة توّلي النساء مناصب قيادية في قطاع الأزياء، ليس بسبب غياب الكفاءات، بل نتيجة طبيعة التحوّلات الثقافية والاجتماعية السريعة التي تمر بها المملكة. في العقود الماضية، كانت النساء السعوديات يقدن مشاريع أزياء من خلف الستار، مثل فوزية النافع، التي بنت مشروعها من المنزل، من دون أطر مؤسسية أو دعم مالي. ومع ذلك، مارست دورا قياديا فعليا بصوت غير معلن. أما اليوم، فمع الانفتاح الاجتماعي والتحوّل في البنية الاقتصادية بدأت هذه الأدوار تتحوّل من الجهد الفردي إلى القيادة المؤسسية، كما نرى في تجربة لمياء العطيشان التي تشغل منصبا إبداعيا في علامة دولية. هذا التحول لا يزال في بداياته، لكنه يفتح الباب أمام نموذج جديد من التمكين المهني. السعودية تختلف لأنها تمر بمرحلة "إعادة هيكلة للتمكين"، القيادة النسائية في الأزياء لم تأتِ نتيجة تطور طبيعي طويل، بل جاءت كجزء من تحوّل شامل في السياسات الاجتماعية والاقتصادية، وهو ما يجعلها تجربة فريدة تتشكل في زمن قصير وبزخم كبير. كيف يتأثر الجيل الجديد؟ الجيل الجديد يرى اليوم نماذج حقيقية وواقعية لنساء سعوديات في مواقع إبداع وتأثير. لم تعد المرأة في الأزياء مجرد "صاحبة مشروع منزلي"، بل باتت مخرجة إبداعية، ومؤسسة علامات، وممثلة للمملكة في المحافل العالمية. وهنا تكمن القوة، بحسب هذه التصريحات المهمة، القيادة النسائية السعودية اليوم لا تلهم فقط، بل تمهّد الطريق. الجيل الجديد يدخل المجال، وهو يرى أن الوصول إلى مناصب قيادية لم يعد حلما بعيدا، بل أصبح واقعا قيد التوسع. هذه النماذج النسائية تزرع الإيمان بأن مستقبل الأزياء في المملكة لن يُبنى فقط على الذوق، بل على فكر استراتيجي، وتمكين مؤسسي، وشغف يتحوّل إلى منظومة يتساوى فيها دور المرأة والرجل. وفي السنوات القادمة، نتطلع إلى مشهد أزياء سعودي تتشارك فيه النساء في صياغة القرار، والتصميم، والرؤية لا كاستثناءات، بل كصاحبات أثر دائم وبصمة عالمية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store