الفنون الصخرية بحائل.. تاريخ محفور في الحجر
"جبة" متحف مفتوح على صخور أم سنمان
تقع جبة على بعد نحو 100 كيلومتر إلى الشمال الغربي من مدينة حائل ، وتُعد من أكبر وأهم مواقع الفنون الصخرية في المملكة. تنتشر الرسومات الصخرية على جبل أم سنمان والجبال المجاورة له، مثل عنيزة ، والغرا، ومويعز، وشويحط، والمركابة، وتعود إلى أربع فترات زمنية مختلفة، ما يمنحها ثراءً بصريًا وتاريخيًا قلّ نظيره.
وتُظهر النقوش صورًا متنوعة للحياة البرية والأنشطة الإنسانية، وأخرى تُجسّد معتقدات الإنسان القديم وممارساته الاجتماعية، وهو ما يجعل الموقع سجلًا مفتوحًا لحياة بشرية اندثرت، لكنها تركت أثرًا خالدًا على الصخر.
"الشويمس" مرتفعات تُنطق بالحكايات القديمة
إلى الجنوب الغربي من مدينة حائل ، وعلى بعد حوالي 320 كيلو مترًا، تقع مواقع "راطا" و"المنجور"، غرب قرية الشويمس الحالية، في منطقة حجرية رسوبية تُعرف بجبلي راطا والمنجور، يخترقها وادي راطا وتحيط بها منطقة الحرة.
وتحمل الصخور في الشويمس نقوشًا تعود إلى فترات زمنية تتقاطع مع الرسومات المبكرة في جبة، ما يعكس وحدة الأسلوب الفني والمفاهيم الرمزية لدى المجتمعات القديمة، ويُشير إلى استمرارية التعبير البصري عبر الأجيال.
أصالة فنية وتقنية رائدة
يُظهر تحليل الرسوم الصخرية في الموقعين أن الإنسان القديم استخدم تقنيات متقدمة نسبيًا، بالنظر إلى محدودية أدواته -آنذاك-، حيث اقتصرت على الأدوات الحجرية كالفؤوس والمطارق والمكاشط. ومع ذلك، استطاع ترك أعمال فنية متقنة تنقل ملامح حياته وطقوسه وأفكاره، بطريقة تُعد من أقدم أشكال التعبير الإنساني البصري.
وتتميز هذه الرسوم بتنوع لافت في الأنماط والمضامين، إذ تشمل صورًا لحيوانات، ومعارك، واحتفالات، وأشكالًا بشرية، مما يتيح للباحثين والمهتمين دراسة الجوانب السياسية والاجتماعية والعقائدية لتلك العصور.
حمايةٌ وتأهيلٌ واستثمارٌ سياحي
حرصت الجهات المختصة في المملكة على إنشاء مناطق حماية حول موقعي جبة والشويمس، بهدف صونهما من التخريب أو التعديات. وتم وضع آليات للحفاظ عليهما، خاصة جبة، من آثار التوسع العمراني، إلى جانب تهيئة البنية التحتية بما يتيح استغلالهما سياحيًا بطريقة مسؤولة ومستدامة.
ويُعد هذين الموقعين من الشواهد الحية على عمق التاريخ الإنساني في الجزيرة العربية، ويمثلان مصدرًا وطنيًا مهمًا للهوية الثقافية السعودية، ورافدًا لقطاع السياحة الثقافية، يعكس التزام المملكة بصون تراثها وتقديمه للعالم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة مكة
منذ 38 دقائق
- صحيفة مكة
التخطيط لمواجهة التلوث الإشعاعي
في خضم تصعيد المواجهات العسكرية بين إسرائيل وإيران ومع استمرار الغارات والضربات الجوية المتبادلة من الطرفين تتأثر الدول المحيطة من أزمات عديدة بما في ذلك المشاكل الاقتصادية، وحماية البيئة، ومصادر الطاقة، والتعامل مع النزوح السكاني. استمرار الحرب يعني تصاعد المخاوف من وقوع تسرّب إشعاعي محتمل في حال تضررت المنشآت النووية في المنطقة، وهو ما يحتم على دول الجوار، اتخاذ التدابير العاجلة والاحتياطات الوقائية كافة. يمكن للمواد المشعة أن تتسبب في تلوث الهواء أو الماء أو التربة أو تسبب الضرر للكائنات الحية عموما. هذه الكوارث يصاحبها آثار لا تقتصر على الجانب البيئي؛ بل تشمل تدمير المنشآت والبنى التحتية وهجرة رؤوس الأموال والاضطرابات الاجتماعية بما في ذلك الوفيات والإصابات والنزوح والمعاناة النفسية. لذلك، التخطيط لرسم السناريوهات وتوقع الأحداث أمر في غاية الأهمية للتخفيف من الآثار السلبية للكوارث. إن التخطيط لمواجهة الكوارث يتم قبل وقوع الكارثة وليس بعدها؛ فلا قيمة للتخطيط بعد وقوع الكارثة، وسوف يكون ذلك مجرد تخبط وعشوائية. ويعتمد التخطيط على رصد منهجي للمخاطر المحتملة على أساس تحليل المدخلات كافة وبناء تصور مستقبلي قابل للتنفيذ باستخدام الموارد المتاحة. مبدأ التخطيط لمواجهة الكوارث يعتمد على فهم عوامل التعرض للمخاطر وقابلية التأثر بها بما في ذلك البيئة، والاقتصاد، والمجتمع؛ ثم رسم السيناريوهات للتعامل مع هذه المخاطر وتصنيفها من 1 - 10، حيث يشير الرقم 1 إلى السيناريو الأقل خطورة، ورقم 10 إلى السيناريو الأكثر خطورة. إن ضعف القدرة على التنبؤ بالمخاطر المستقبلية يعد من العوامل المهمة التي تُسهم في قابلية التأثر بها بشكل سلبي. وتبعا لذلك، فإن تقدير التكاليف والخسائر الناتجة عن الكارثة وتداعياتها يساعد في اتخاذ قرارات أكثر دقة. ويمكن تقدير المخاطر باستخدام أدوات النمذجة أو الذكاء الاصطناعي اعتمادا على خرائط مرتبطة ببيانات كمية حول السيناريوهات المتوقعة. تُسهّل عملية تحليل هذه البيانات وتقديم التغذية الراجعة وتحديد نقاط الضعف على تطوير استراتيجيات مستقبلية للحد من هذه الخسائر المحتملة. يعتمد تحليل ضعف المخاطر (HVA) على متغيرات ديموغرافية، ومكانية، واجتماعية، فمن خلال تحليل المخاطر، يمكننا بناء خريطة متوقعة للكوارث تشمل المناطق الأكثر ضعفا وتلك المعرضة للمخاطر الإشعاعية بناء على تحليل بيانات التعرض المادي والاجتماعي والمخاطر. وتضع هذه السيناريوهات توجها لصانعي القرار باتخاذ التدابير المناسبة والتي يمكن أن تختلف تبعا لطبيعة الآثار. تركز معظم الدول على طرق التعافي والجهود الاجتماعية وتقليل المخاطر بعد الكوارث، ويشمل ذلك توعية المجتمع بإرشادات السلامة الوقائية، وطرق التعامل مع الكارثة، وتخصيص أماكن للإجلاء الآمن. إن خطط مواجهة مخاطر الكوارث الإشعاعية يجب أن تعتمد على نظام متكامل يشمل تعاون جميع القطاعات الحكومية والمدنية والدولية، ويستند إلى مبدأ الاستدامة للحد من آثار الكوارث البيئية، والاجتماعية والاقتصادية. بعبارة أخرى، فالتخطيط لمواجهة خطر الإشعاعات النووية والكوارث عموما هو عمل يندرج ضمن التخطيط الدولي، فالكوارث البيئية لا تعترف بالحيز الجغرافي ولا يمكن التعامل معها من خلال دولة واحدة. تتطلب إدارة الكوارث التنسيق بين الجهود المحلية والعالمية، بما في ذلك منظمات البيئة والصحة العالمية. وختاما، فإن تنسيق الجهود بين الدول التي تقع على مسافات قريبة من خطر الكوارث أمر في غاية الأهمية، ويقتضي ذلك أهمية إنشاء مركز إقليمي للرقابة والرصد البيئي لتوحيد جهود التقييم والرقابة البيئية.


صحيفة سبق
منذ 38 دقائق
- صحيفة سبق
مجلس التعاون الخليجي : لا مؤشرات إشعاعية بعد استهداف منشآت إيران النووية
أعلنت الأمانة العامة لمجلس التعاون، أنه ومن خلال مركز مجلس التعاون لدول الخليج العربية لإدارة حالات الطوارئ، التابع لها، وفي ظل ما شهدته المنطقة من أحداث اليوم، عن عدم رصد أي مستويات إشعاعية غير طبيعية في أي من دول مجلس التعاون حتى الآن، وأن المؤشرات البيئية والإشعاعية ما تزال ضمن المستويات الآمنة والمسموح بها فنيًا. وقالت: كما تفيد الأمانة العامة بأنه، وبالتنسيق مع الجهات المختصة في الدول الأعضاء، ستتم متابعة الحالة وتطوراتها بشكل مستمر عبر منظومات الرصد والإنذار المبكر، على أن تنشر التقارير الصادرة عنها بصورة مستمرة فور ورودها.

صحيفة عاجل
منذ 39 دقائق
- صحيفة عاجل
«الرقابة النووية»: لم يرصد أي آثار إشعاعية على بيئة المملكة نتيجة الضربة الأمريكية على إيران
تم النشر في: أكدت هيئة الرقابة النووية والإشعاعية، انه لم يرصد أي آثار إشعاعية على بيئة المملكة، ودول الخليج العربية؛ نتيجة الاستهدافات العسكرية الأمريكية لمرافق إيران النووية. وكانت الهيئة قد أكدت قبل يومين على سلامة بيئة المملكة من أي تسربات إشعاعية. وأوضحت في تدوينة لها عبر منصة إكس، بدأن بيئة المملكة سالمة من أي تسربات إشعاعية، إشعاعية قد تكون ناتجة من التطورات الإقليمية في المنطقة. يذكر أن الولايات المتحدة قد أعلنت قصف 3 مواقع نووية في إيران مساء السبت، وأكد مسؤول أميركي أن قاذفات بي-2 أسقطت عددًا من القنابل الضخمة - المعروفة باسم القنابل الخارقة للتحصينات - خلال المهمة الأمريكية فوق إيران.