logo
مسعفة أميركية في أوكرانيا غاضبة من "خيانة" ترمب لكييف

مسعفة أميركية في أوكرانيا غاضبة من "خيانة" ترمب لكييف

Independent عربية١٩-٠٣-٢٠٢٥

جلس الفريق الطبي الأوكراني بذهول، ينزفون، مشوشين، ومندهشين من نجاتهم بعد انفجار مزدوج للألغام الأرضية داخل سيارتهم الإسعافية المدرعة. فقدوا أجهزة الاتصال اللاسلكي وكذلك الإحساس بالمكان. كانوا يعلمون أن مجموعةً روسية تكمن لهم في مكان قريب وأنه من الضروري أن يخرج سريعاً من منطقة نيو يورك Niu York القريبة من دونيتسك.
لم ترَ قائدة الفريق، المتطوعة ريبيكا ماكيوروسكي من كولورادو، المسيّرات الأوكرانية التي تحوم فوق رأسها وتحاول أن ترشدها بوميض أضوائها إلى بر الأمان. فالشمس كانت في كبد السماء.
كانوا يدركون أن الطائرات المسيّرة الروسية يمكنها رؤيتهم أيضاً، بينما كانوا يهرعون إلى مبنى مهجور. كانوا في أسوأ مأزق عسكري ممكن - فقدان كامل للسيطرة.
وتقول ريبيكا المسعفة الدائمة على الجبهة الأوكرانية منذ مارس (آذار) 2022 التي تبلغ من العمر 31 سنة "لم يكن التعرض للتفجير مخيفاً بقدر الوضع الذي كنا فيه، حين قُطعت الاتصالات. كنا بلا وسيلة اتصال في منطقة غير خاضعة لسيطرة واضحة. لا اتصال ولا أي مرجع يرشدك إلى الوجهة".
لكن الأمر الأكثر صدمة كان سماع رئيس بلادها وهو ينقلب على الرئيس الأوكراني وينحاز إلى الكرملين. سمعته يفعل ذلك فيما كانت تتابع بثاً مباشراً من طائرة مسيّرة تُظهر فريقاً آخر تابعاً لها وهو يتعرض للقصف أثناء محاولته إنقاذ جنود مصابين في الجبهة قرب توريتسك شمال دونيتسك.
تقول ريبيكا: "أتعلمون ما هو الجنون؟ وقفت أشاهد (بثاً مباشراً عن القتال من المسيّرات) بينما تتوالى الضربات على موقع جنودي، ونحن ننتظر معرفة من قتل أو أصيب. وصوت دونالد ترمب في الخلفية يقول شيئاً مثل: 'كان بإمكانهم التوصل إلى صفقة، وكانت ستكون صفقة جيدة للغاية'. كان الأمر كله مفارقة مريرة".
وأضافت: "أنت تشاهد احتمال موت أصدقائك وزملائك الذين اعتنيت بهم أمام ناظريك، وتستمتع في الآن ذاته إلى زعيم دولة ديمقراطية يقول إن ذلك لا يهم".
كانت هذه اللحظة التي كادت فيها أوكرانيا أن تفقد السيطرة على دفاعها ضد روسيا- عندما قرر ترمب تعليق المساعدات العسكرية، ثم قطع قنوات الاستخبارات، مما جعل الجنود الأوكرانيين يقاتلون وهم معصوبو الأعين وضعفاء أمام العدو.
أما الجنود الأوكرانيون والمتطوعون الأجانب الذين يقاتلون إلى جانبهم، فقد تم إسكاتهم إلى حد كبير بأمر من كييف. طُلب منهم ألا يزيدوا من تدهور العلاقات السيئة مع إدارة ترمب بعد أن تحولت من حليف لأوكرانيا إلى خصم لها.
لكن بالنسبة إلى ريبيكا وفريقها الذي يتضمن أوكرانيين وممرضاً ألمانياً وجورجياً ونيوزيلندياً، كجزء من الكتيبة 53 الأوكرانية، كان التحول الأميركي كارثياً.
تطوعت ريبيكا، وهي ممرضة من دنفر مختصة بالصدمات والإصابات البالغة، ولديها خبرة بالعمل الإنساني في أميركا الوسطى، عندما طلبت أوكرانيا المساعدة بعد الغزو الروسي الشامل عليها في فبراير (شباط) 2022. أخذت إجازة لخمسة أسابيع من عملها لتأتي إلى البلاد، ولم تعد بعدها.
بعد تطوعها للعمل ضمن فرق على الجبهة وتنظيم عمليات إجلاء للمدنيين والجنود، أصبح لديها متابعون كثر على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما أتاح لها أن تجمع تبرعات تقدر بـ300 ألف دولار لشراء معدات لفرقها.
واعتقدت أن سلوكها يتوافق إلى أبعد الحدود مع هويتها الأميركية ويصب في خانة أفضل تقاليد الذود عن الديمقراطية والأخلاق الجيدة التي لطالما مثلتها بلدها.
ثم، بعد أشهر قليلة من دخولها إلى الجيش الأوكراني باعتبارها مسؤولاً طبياً، سمعت الشجار بين ترمب وزيلينسكي في البيت الأبيض.
وتقول ريبيكا "كان الوضع صادماً. بصراحة كان صادماً نوعاً ما. كان غير متوقع، وأعجز عن إيجاد الكلمات لوصفه. كان مريعاً، نعم. شعرت كأنه طعنة في الظهر".
باعتبارها المسؤولة الطبية عن الكتيبة 53، من واجبها رعاية مئات الجنود الذين يقاتلون على أكثر الجبهات الأوكرانية دموية وعزلة.
هناك مجموعات متفرقة ومنعزلة من القوات داخل مخابئ في ركام توريتسك - الذين ما يزالون يصدون تقدم الروس فيما يدرس فلاديمير بوتين عرض وقف إطلاق النار الذي طرحه عليه ترمب. من المتوقع أن يجري الرجلان محادثات هذا الأسبوع.
وتقول ريبيكا لـ "اندبندنت" من موقعها السري القريب من توريتسك: "نوصل لهم نحو 300 غرام من المياه يومياً. أما الطعام والأدوية، فنُسقطها إليهم باستخدام طائرات مسيّرة كانت في الأصل مخصصة لإلقاء القنابل، لأننا لا نستطيع إرسال جنود بالبر".
يتمكن الجنود هناك من البقاء على قيد الحياة، على رغم جروحهم البالغة، بفضل حزم الأدوية التي تُسقطها الطائرات المسيّرة، إضافة إلى دعم ريبيكا والأطباء الذين يوجهونهم عن بُعد، لتعريفهم بكيفية معالجة أنفسهم، بينما يواصلون التصدي لهجمات روسية متكررة في أرضٍ مزّقتها الحرب.
وتتضمن فرق الإجلاء التي تعمل معها مسعفين وجنوداً أوكرانيين يتولون قيادة مركبات الإسعاف من طراز "برادلي أم 113" القديمة التي أرسلها الأميركيون لإنقاذ الجنود المصابين من أطراف توريتسك وأجزاء كبيرة من الجبهة الشرقية قرب كونستانينيفكا.
هذه المركبات، التي تعود إلى حقبة حرب فيتنام، تبرعت بها الولايات المتحدة، وبعد إصلاحها وتجهيزها للقتال في أوكرانيا، نالت إشادة غير متوقعة بفضل قدرتها على الصمود في مواجهة الأسلحة الروسية.
منحت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية بنحو 60 مليار دولار (46 مليار جنيه استرليني)، وتوقف هذا المد في ظل ولاية ترمب، وبات من غير الواضح الآن إن كانت هذه الإمدادات ستعود للتدفق مجدداً. وفي هذه الأثناء، تسارع الدول الأوروبية، لسد النقص الذي خلفه الأميركيون وملء الفجوة التي تركها حليف غير موثوق.
وفيما يواصل بوتين تأجيل رده على مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه أوكرانيا، استغلت روسيا السياسة الأميركية المتعرجة بهجومها على القوات الأوكرانية داخل كورسك، وهي قطعة من الأراضي الروسية التي استولت عليها كييف العام الماضي.
كما توجد تقارير مستقلة موثوقة تدعم مزاعم فولوديمير زيلينسكي بأن موسكو تحشد قواتها على الحدود الشمالية لأوكرانيا، مقابل مقاطعة سومي، في خطوة قد تكون محاولة لشن هجوم جديد داخل أوكرانيا وتحقيق مكاسب إقليمية قبل بدء أي محادثات سلام جادة.
وعلى الجبهة الشرقية، تجري كافة عمليات الإنقاذ التي يقوم بها الفريق الطبي في محيط توريتسك تحت نيران العدو. دينيس، أحد سائقي الفريق، تعرض لانفجارات عدة لدرجة أنه لم يعد يتذكر عددها بدقة.
يظهر دينيس، وهو رجل متقدم في العمر ذو ملامح خشنة، مستنداً إلى جدار في القاعدة الطبية، ممسكاً بكوب من الشاي. رأسه نصف المحلوق تملؤه جروح متفرقة.
لا يستطيع دينيس الرؤية من خلال فتحة مركبته المدرعة، لذا يضطر إلى القيادة ورأسه مكشوف. قبل ثلاثة أيام، أصيب بضربة من طائرة مسيرة انتحارية(FPV) . لكنه لم يعترف بأنه جُرح، لأنه لم يكن يرغب في التعامل مع الأوراق الرسمية.
يتمتم قائلاً: "أخذنا أربعة جنود جدد وأخرجنا سبعة مصابين. لدي قطعة من طائرة مسيّرة في رأسي".
يعلق أليكس، المتطوع الألماني الذي كان معه: "لديه قطع معدنية وبلاستيكية عالقة في رأسه - وبعضها في رقبته من ضربة سابقة".
أما ساشا، الذي كان يقود المركبة المدرعة عندما انفجرت في نيويورك، فقد فقد إصبعين، ويسمي ما تبقى منها "يده اليمنى على طريقة سلاحف النينجا". يحتسي كوباً من القهوة في انتظار المهمة التالية.
عندما يُسأل عن وقف إطلاق النار الذي طُلب من بوتين بعد موافقة أوكرانيا على وقف القتال لمدة 30 يوماً في محادثات مع ترمب، يكتفي بهز كتفيه قائلاً: "لن ينجح أي وقف لإطلاق النار".

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ريبيكا تتفق معه. لكنها لا تمتلك الخبرة التي اكتسبها الآخرون من عشرات الانتهاكات الروسية السابقة لاتفاقيات وقف إطلاق النار التي تم توقيعها والتفاوض عليها دولياً في مينسك.
لكنها عالجت جنوداً على الجبهة في بعض أقسى المعارك التي دارت رحاها منذ 2022 في باخموت وأدفيكا وفولهيدار وغيرها من المناطق. وتعرف إلى أي مدى يكون الموت في ساحة القتال فظيعاً وغير لائق ولا رجعة فيه.
وهي ترى في الحرب قصة مجردة لا يمكن تحويرها بالأكاذيب الروسية التي تتردد على لسان ترمب من أن أوكرانيا محاصرة في كورسك أو أن "الملايين قد لقوا حتفهم" وأن كل المدن الأوكرانية استحالت ركاماً.
وهي تتعامل يومياً مع الواقع المدوي والدموي للأحداث التي تدور هنا.
ورأيها واضح بشأن وقف إطلاق النار "لا أعتقد أن اتفاق وقف إطلاق النار سيُحترم. لا أعتقده سيُحترم".
وتضيف: "أود قطعاً أن أحظى بالفرصة لإخراج جنودي الجرحى، وأن يحظوا هم ببعض الراحة. لكن إن استندنا إلى التاريخ وإلى سلوك روسيا المثبت، مراراً وتكراراً، لا يمكنني حتى أن أتخيل عالماً كان فيه التزام حقيقي بوقف إطلاق النار".
ثم تغادر لتدريب قوات وصلت حديثاً على أساسيات الإسعافات الطبية في ساحة الحرب. فسوف يجري نشرهم في توريتسك خلال يومين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المملكة تتصدر المشهد بمنجزات رائدة وابتكارات تحقق استدامة الأمن المائي إقليميًا وعالميًا
المملكة تتصدر المشهد بمنجزات رائدة وابتكارات تحقق استدامة الأمن المائي إقليميًا وعالميًا

سعورس

timeمنذ 9 دقائق

  • سعورس

المملكة تتصدر المشهد بمنجزات رائدة وابتكارات تحقق استدامة الأمن المائي إقليميًا وعالميًا

ويعكس إعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء– حفظه الله–، عن تأسيس المملكة للمنظمة العالمية للمياه في عام 2023م ومقرها الرياض؛ ريادتها في هذا المجال وجهودها المحلية المستندة على تجارب عالمية رائدة في التعامل مع تحديات المياه وتطوير سياسات وممارسات إدارة مواردها، والذي توج بتوقيع ميثاق المنظمة وسط مشاركة دولية واسعة، أكدت أهمية المنظمة في حشد العالم من أجل مستقبل مائي مستدام، حيث يُعد الانضمام إلى عضويتها استثمارًا إستراتيجيًا، وفرصة للتأثير على سياسات المياه العالمية، والاستفادة من تمويل مشاريع المياه، ومشاركة أفضل الممارسات والتجارب على مستوى العالم. ويأتي إطلاق المملكة للمنظمة العالمية للمياه، واستضافة حفل التوقيع على ميثاق المنظمة، انطلاقًا من دورها الرائد والمحوري في تبني المبادرات، واستضافة أبرز الفعاليات والمؤتمرات العالمية، استمرارًا لما نفذته المملكة خلال السنوات الماضية من مشروعات في كامل سلسة إمدادات المياه، وابتكار الحلول التقنية لتحدياتها، والاهتمام بقضايا الاستدامة البيئة عالميًا، إضافةً إلى إسهامها في وضع قضايا المياه على رأس الأجندة الدولية، ومن ذلك تقديم تمويلات تجاوزت 6 مليارات دولار لعدة دول في 4 قارات حول العالم لصالح مشاريع المياه والصرف الصحي. وامتدادًا لرؤيتها الطموحة في النهوض بقطاع المياه على مستوى العالم؛ فإنّ المملكة تُشارك رؤاها وخبراتها مع العالم، وتستفيد من مختلف التجارب العالمية، إذ تأتي استضافة السعودية لقمة المياه الواحدة التي انعقدت برئاسة مشتركة من: سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف، ورئيس البنك الدولي؛ تأكيدًا على ذلك، إضافة إلى اختيار المملكة لاستضافة المؤتمر العالمي لتحلية المياه وإعادة استخدامها 2026م، نظرًا لكونها أكبر منتج للمياه المحلاة عالميًا، كما أنها ستستضيف المنتدى العالمي للمياه 2027م، الذي يُمثل أكبر حدث عالمي في مجال إدارة المياه، ومنصة عالمية لمناقشة قضايا المياه والتعاون الدولي في هذا المجال. وفي إطار رؤية السعودية 2030، تبنّت المملكة استراتيجية وطنية متكاملة تهدف إلى تحسين إدارة المياه ومواجهة التحديات؛ مثل محدودية المياه الجوفية غير المتجددة، والطلب المرتفع على المياه في القطاعات الحضرية والصناعية والزراعية، وندرة الموارد المتجددة، حيث تسعى من خلال الاستراتيجية إلى تنمية الموارد المائية باستخدام تقنيات متطورة، لتحقيق الأمن المائي، والحفاظ على المياه الجوفية للأجيال القادمة.

غترة وعقال
غترة وعقال

العربية

timeمنذ 32 دقائق

  • العربية

غترة وعقال

كانت بدايات ظهور النفط في الجزيرة العربية والخليج العربي. ومع النفط ظهرت ثرواته، تغيَّرت بالضرورة أشياء كثيرة: عمَّت الكهرباء، وحلّت الطرقات محل الكثبان، وامتلأت الدنيا سيارات فارهة بألوان برّاقة تلمع تحت شمس الصحراء. وظهر في أوروبا سياح من نوع جديد. يرتدون الثوب العربي، ويعتمرون الكوفية والعقال والشماغ. رفض الرجال أن تغير الثروة هويتهم، أو صورتهم التاريخية. ارتفعت الثروات، واتسعت المدن، وتقدمت الجامعات، وانتشرت المدارس، وظل الثوب الصحراوي البسيط علامة من علامات الهوية. نفرٌ قليل جداً، رأى أن الأفضل له ارتداء الثياب الإفرنجية. وكان بين هؤلاء مجموعة من السياسيين الكويتيين، وقلة أخرى في البحرين. لكن ظلت على حجمها في كل مكان. وعندما غاب أهلها، لم يوصوا بأن يُقلّدوا. جاء رئيس أميركا، كبرى الدول المتقدمة في العالم، إلى الخليج، ليجد أن شركاءه في حداثة العالم، والانفتاح على الحضارات، لا يزالون في الهوية نفسها. بورصاتهم تتداول كل يوم مليارات الدولارات، وجيوشهم تستخدم أكثر الآلات تقدماً، والجميع تحت «شماغ» واحد، يظهر عالياً في قمة العشرين، أو السبع، أو مهما كان عدد الحضور. لقد انتقلت مراكز القوة والاقتصاد في العالم في تطور طبيعي تلقائي. وأهم ملامح التطور كان، مستوى العلم، ونسبته في عموم الخليج. جزء كبير من الشراكة التي حققتها جولة ترمب، غير مسبوقة النتائج، كان في مستوى التبادل ونوعيته. وجزء آخر في الطرائق المستقبلية التي غيرت، وتغير، مصادر ومستويات المعيشة والتقدم. والتحدي الكبير في أصالة الحياة، كان المحافظة عليه، لا في البحث عن سواه. يقول شباب الجزيرة اليوم «حافظ أهلنا على تراثهم بكل إباء، وكبِروا به، ولم يَكبروا عليه».

الأمم المتحدة: فلسطينيو غزة "يستحقون أكثر من البقاء على قيد الحياة"
الأمم المتحدة: فلسطينيو غزة "يستحقون أكثر من البقاء على قيد الحياة"

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

الأمم المتحدة: فلسطينيو غزة "يستحقون أكثر من البقاء على قيد الحياة"

قال معاون كبير للرئيس الأميركي دونالد ترمب للصحفيين إن إدارة ترمب تعتزم وضع اللمسات الأخيرة، اليوم الأربعاء، على أقرب تقدير على بنود جديدة مكتوبة ربما تشكل الأساس لاتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة "حماس" وقال ستيف ويتكوف المبعوث الخاص لترمب "نحن على وشك إرسال ورقة شروط جديدة نأمل تسليمها في وقت لاحق اليوم"، وأضاف "سيراجعها الرئيس. لدي شعور إيجابي جداً بالتوصل إلى حل طويل الأمد، ووقف مؤقت لإطلاق النار، وحل سلمي طويل الأمد لهذا الصراع"، وأدلى ويتكوف بهذه التعليقات في البيت الأبيض إلى جانب ترمب الذي قال إن إدارته تعمل على تسريع توصيل المواد الغذائية للفلسطينيين في غزة. وأضاف للصحافيين "نتعامل مع الوضع برمته في غزة، نوصل الغذاء لسكان غزة، الوضع شنيع جداً". "أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة" في الأثناء، اعتبرت موفدة الأمم المتحدة الى الشرق الأوسط سيغريد كاغ أمام مجلس الأمن الدولي أن فلسطينيي قطاع غزة الذين ينزلقون أكثر فأكثر "الى الهاوية"، يستحقون "أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة"، وقالت إن "مدنيي غزة فقدوا أي أمل. بدل أن يقولوا: الى اللقاء، إلى الغد، يقول فلسطينيو غزة اليوم: نلقاكم في الجنة. فالموت هو رفيقهم. لا الحياة ولا الأمل. سكان غزة يستحقون أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة. إنهم يستحقون مستقبلاً نابضاً بالحياة"، وأضافت "منذ استئناف الأعمال العدائية في غزة، فإن حياة المدنيين المرعبة أصلاً غرقت في الهاوية أكثر وأكثر" داعية إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. وتابعت "عندما نتحدث إلى بشر مثلنا في غزة، فإن كلمات مثل التعاطف والتضامن والدعم فقدت معناها"، وتابعت "يجب ألا نعتاد على عدد القتلى والجرحى. نتحدث عن فتيات وأمهات وأطفال صغار تحطمت حياتهم. لديهم أسماء وكان لديهم مستقبل وأحلام وطموحات". واستمع مجلس الأمن الدولي إلى شهادة مؤثرة لجراح أميركي عاد من غزة. وقال الطبيب فيروز سيدهوا "رأيتُ بأم عيني ما يحدث في غزة خصوصاً للأطفال. لا أستطيع أن أتظاهر بأنني لم أرَ ذلك. ولا يمكنكَ أن تتظاهر بأنك لا تعرف ما يحدث"، وأضاف "كان معظم مرضاي أطفالاً في سنّ ما قبل المراهقة اخترقت أجسادهم شظايا وقطع معدنية جراء الانفجارات وقضى كثر منهم. أما الناجون فاستيقظوا ليجدوا أن اسرهم بأكملها قد ابيدت عن بكرة أبيها". في المقابل، حمل السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون "حماس" مسؤولية الوضع في غزة. وقال للصحافيين "صحيح أن هناك معاناة في غزة، لكن حماس تتحمل المسؤولية. ستستمر المعاناة في القطاع طالما أن حماس لم تقتنع بأنها لا تستطيع البقاء في غزة". توزيع المساعدات وسط هذه الأجواء، قالت مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة إن توزيع المساعدات في غزة توقف موقتاً بسبب الفوضى، مضيفة أنها تعمل على حل المشكلات لضمان السلامة. وذكرت في بيان "نأسف لإبلاغكم بأنه أوقف توزيع المساعدات موقتاً، بسبب حالات الشغب وعدم الالتزام من بعض الأفراد". وأضافت "نعمل حالياً على ترتيب الأمور لضمان السلامة والتنظيم، وسنقوم بإعلامكم بمواعيد التسليم الجديدة خلال الساعات المقبلة". وأصيب نحو 47 شخصاً بجروح، معظمهم جراء إطلاق نار من قبل الجيش الإسرائيلي، عندما احتشد الآلاف عند مركز جديد لتوزيع المساعدات وسط غزة، بحسب ما أفاد مسؤول كبير في الأمم المتحدة الأربعاء. وسارع آلاف الفلسطينيين إلى المركز الذي تديره "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أميركياً الثلاثاء، مع تطبيق إسرائيل نظاماً جديداً لتوزيع المساعدات يلتف على الأمم المتحدة. وجاءت الحادثة في رفح في جنوب قطاع غزة بعد أيام على التخفيف الجزئي للمنع التام لدخول المساعدات الذي فرضته إسرائيل على القطاع في الثاني من مارس (آذار) الماضي وأدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية. وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية أجيت سونغهاي لصحافيين في جنيف "هناك نحو 47 شخصاً أصيبوا بجروح" في حادثة أمس الثلاثاء، مضيفاً أن "معظم الإصابات كانت نتيجة إطلاق نار مصدره الجيش الإسرائيلي". وشدد سونغهاي على أن مكتبه لا يزال يقيّم ويجمع معلومات عن الصورة الكاملة لما حدث، وأوضح "قد يرتفع العدد، نحاول التأكد مما حصل لهم" في ما يتعلق بمدى خطورة الجروح التي أصيب بها الضحايا. وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن "جنوده أطلقوا طلقات تحذيرية في المنطقة خارج المجمع" أمس الثلاثاء وبأنه تمكن من "السيطرة على الوضع". الوكالات الإغاثية لن تتعاون مع "مؤسسة غزة" وذكرت الأمم المتحدة ووكالات إغاثة دولية بأنها لن تتعاون مع "مؤسسة غزة الإنسانية" في ظل الاتهامات لها بالتعاون مع إسرائيل من دون إشراك الفلسطينيين. وقال سونغهاي "أثرنا الكثير من المخاوف حيال هذه الآلية، ما رأيناه في الأمس هو مثال واضح جداً على أخطار توزيع المواد الغذائية في ظل الظروف التي تعمل مؤسسة غزة الإنسانية بموجبها حالياً". وفي السياق، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني اليوم الأربعاء إن نظام توزيع المساعدات المدعوم أميركياً في غزة "هدر للموارد وإلهاء عن الفظائع". واندفع آلاف الفلسطينيين عصر أمس الثلاثاء باتجاه مركز جديد لتوزيع المساعدات تديره منظمة مدعومة أميركياً في منطقة غرب رفح في جنوب قطاع غزة، فيما بدأت إسرائيل اعتماد نظام جديد لتوزيع المعونات. وأوضح لازاريني في اليابان "رأينا أمس صوراً صادمة لأشخاص جياع يتدافعون على الأسوار في حاجة ماسة للغذاء. كان الوضع فوضوياً ومهيناً وغير آمن". وأضاف "أرى أنه هدر للموارد وإلهاء عن الفظائع. لدينا في الأساس نظام لتوزيع المساعدات مناسب لهذا الغرض، والأوساط الإنسانية في غزة بما يشمل 'الأونروا' جاهزة، لدينا الخبرة والمؤهلات للوصول إلى الناس المحتاجين"، وشدد "في الأثناء الوقت يداهم من أجل تجنب المجاعة، لذا يجب السماح للمنظمات الإنسانية القيام بعملها المنقذ للحياة". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس الثلاثاء بـ"فقدان السيطرة موقتاً" عند اندفاع الحشود، لكنه أكد "استعادة السيطرة". وقالت "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أميركياً إن العمليات عادت إلى طبيعتها بعد الحادثة، وأظهرت مشاهد صورتها وكالة الصحافة الفرنسية حشوداً تخرج من المكان أمس الثلاثاء حاملة مساعدات في صناديق تحمل شعار المؤسسة. وألقت المؤسسة باللوم أيضاً على حواجز تقيمها "حماس"، محملة إياها مسؤولية التأخر في عمليات التسليم في أحد مراكزها لعدة ساعات. واليوم الأربعاء، أكد لازاريني أن "نموذج توزيع المساعدات الذي اقترحته إسرائيل لا يتماشى مع المبادئ الإنسانية الأساسية"، ويرى أنه "سيحرم جزءاً كبيراً من سكان غزة، وهم الأكثر ضعفاً، من المساعدات التي هم في أمسّ الحاجة إليها". وتابع "كان لدينا سابقاً 400 مكان توزيع في غزة، أما مع هذا النظام الجديد، فنحن نتحدث عن ثلاثة إلى أربعة أماكن توزيع كحد أقصى"، وأضاف "لذا، فهي أيضاً وسيلة لتحريض الناس على النزوح القسري للحصول على المساعدات الإنسانية". واتهمت إسرائيل موظفين في الوكالة الأممية بالمشاركة في الهجوم الذي شنّته حركة "حماس" على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وشكّل شرارة اندلاع الحرب في قطاع غزة. ودفع الاتهام الاسرائيلي العديد من الدول المانحة إلى إعادة النظر، أقله موقتاً، في مساعداتها المالية للوكالة. تحذير إيطالي من جهته، حضّ وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني إسرائيل مجدداً اليوم الأربعاء على وقف ضرباتها على غزة، محذّراً من أن طرد الفلسطينيين من القطاع "لم يكن ولن يكون خياراً مقبولاً". وقال تاياني أمام البرلمان إن "رد الفعل المشروع للحكومة الإسرائيلية على عمل إرهابي فظيع وعبثي اتّخذ للأسف أشكالاً مأسوية للغاية وغير مقبولة، نطلب من إسرائيل وقفها فوراً"، في إشارة إلى هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل. وأضاف الوزير الإيطالي "على القصف أن يتوقف ويجب استئناف المساعدات الإنسانية في أقرب وقت ممكن، والعودة إلى احترام القانون الإنساني الدولي". وتابع أن "على 'حماس' فوراً إطلاق سراح جميع الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم والذين لديهم الحق في العودة إلى ديارهم". ودان تاياني خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لسيطرة الولايات المتحدة على غزة وإجبار الفلسطينيين الذين يعيشون في القطاع على المغادرة، وقال "أرغب بالتأكيد اليوم في هذا المجلس وبأعلى درجة من الوضوح أن طرد الفلسطينيين من غزة لم يكن ولن يكون خياراً مقبولاً". وتابع "لهذا السبب ندعم بالكامل الخطة العربية بقيادة مصر من أجل تعافي وإعادة إعمار قطاع غزة والتي تتعارض مع أي نظريات للنزوح القسري". بدوره، دعا بابا الفاتيكان البابا لاوون الرابع عشر اليوم الأربعاء إلى وقف إطلاق النار في غزة وحث إسرائيل ومسلحي حركة "حماس" إلى "الاحترام الكامل" للقانون الإنساني الدولي. وقال البابا خلال العظة الأسبوعية في ساحة القديس بطرس "في قطاع غزة، تتعالى صرخات الأمهات والآباء، الذين يحتضنون بشدة جثامين أبنائهم القتلى، إلى السماء". وأضاف "أجدد ندائي إلى المسؤولين، أوقفوا القتال، أطلقوا سراح جميع الرهائن، واحترموا القانون الإنساني احتراماً كاملاً". وناشد البابا إنهاء الحرب في أوكرانيا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store