
مسعفة أميركية في أوكرانيا غاضبة من "خيانة" ترمب لكييف
جلس الفريق الطبي الأوكراني بذهول، ينزفون، مشوشين، ومندهشين من نجاتهم بعد انفجار مزدوج للألغام الأرضية داخل سيارتهم الإسعافية المدرعة. فقدوا أجهزة الاتصال اللاسلكي وكذلك الإحساس بالمكان. كانوا يعلمون أن مجموعةً روسية تكمن لهم في مكان قريب وأنه من الضروري أن يخرج سريعاً من منطقة نيو يورك Niu York القريبة من دونيتسك.
لم ترَ قائدة الفريق، المتطوعة ريبيكا ماكيوروسكي من كولورادو، المسيّرات الأوكرانية التي تحوم فوق رأسها وتحاول أن ترشدها بوميض أضوائها إلى بر الأمان. فالشمس كانت في كبد السماء.
كانوا يدركون أن الطائرات المسيّرة الروسية يمكنها رؤيتهم أيضاً، بينما كانوا يهرعون إلى مبنى مهجور. كانوا في أسوأ مأزق عسكري ممكن - فقدان كامل للسيطرة.
وتقول ريبيكا المسعفة الدائمة على الجبهة الأوكرانية منذ مارس (آذار) 2022 التي تبلغ من العمر 31 سنة "لم يكن التعرض للتفجير مخيفاً بقدر الوضع الذي كنا فيه، حين قُطعت الاتصالات. كنا بلا وسيلة اتصال في منطقة غير خاضعة لسيطرة واضحة. لا اتصال ولا أي مرجع يرشدك إلى الوجهة".
لكن الأمر الأكثر صدمة كان سماع رئيس بلادها وهو ينقلب على الرئيس الأوكراني وينحاز إلى الكرملين. سمعته يفعل ذلك فيما كانت تتابع بثاً مباشراً من طائرة مسيّرة تُظهر فريقاً آخر تابعاً لها وهو يتعرض للقصف أثناء محاولته إنقاذ جنود مصابين في الجبهة قرب توريتسك شمال دونيتسك.
تقول ريبيكا: "أتعلمون ما هو الجنون؟ وقفت أشاهد (بثاً مباشراً عن القتال من المسيّرات) بينما تتوالى الضربات على موقع جنودي، ونحن ننتظر معرفة من قتل أو أصيب. وصوت دونالد ترمب في الخلفية يقول شيئاً مثل: 'كان بإمكانهم التوصل إلى صفقة، وكانت ستكون صفقة جيدة للغاية'. كان الأمر كله مفارقة مريرة".
وأضافت: "أنت تشاهد احتمال موت أصدقائك وزملائك الذين اعتنيت بهم أمام ناظريك، وتستمتع في الآن ذاته إلى زعيم دولة ديمقراطية يقول إن ذلك لا يهم".
كانت هذه اللحظة التي كادت فيها أوكرانيا أن تفقد السيطرة على دفاعها ضد روسيا- عندما قرر ترمب تعليق المساعدات العسكرية، ثم قطع قنوات الاستخبارات، مما جعل الجنود الأوكرانيين يقاتلون وهم معصوبو الأعين وضعفاء أمام العدو.
أما الجنود الأوكرانيون والمتطوعون الأجانب الذين يقاتلون إلى جانبهم، فقد تم إسكاتهم إلى حد كبير بأمر من كييف. طُلب منهم ألا يزيدوا من تدهور العلاقات السيئة مع إدارة ترمب بعد أن تحولت من حليف لأوكرانيا إلى خصم لها.
لكن بالنسبة إلى ريبيكا وفريقها الذي يتضمن أوكرانيين وممرضاً ألمانياً وجورجياً ونيوزيلندياً، كجزء من الكتيبة 53 الأوكرانية، كان التحول الأميركي كارثياً.
تطوعت ريبيكا، وهي ممرضة من دنفر مختصة بالصدمات والإصابات البالغة، ولديها خبرة بالعمل الإنساني في أميركا الوسطى، عندما طلبت أوكرانيا المساعدة بعد الغزو الروسي الشامل عليها في فبراير (شباط) 2022. أخذت إجازة لخمسة أسابيع من عملها لتأتي إلى البلاد، ولم تعد بعدها.
بعد تطوعها للعمل ضمن فرق على الجبهة وتنظيم عمليات إجلاء للمدنيين والجنود، أصبح لديها متابعون كثر على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما أتاح لها أن تجمع تبرعات تقدر بـ300 ألف دولار لشراء معدات لفرقها.
واعتقدت أن سلوكها يتوافق إلى أبعد الحدود مع هويتها الأميركية ويصب في خانة أفضل تقاليد الذود عن الديمقراطية والأخلاق الجيدة التي لطالما مثلتها بلدها.
ثم، بعد أشهر قليلة من دخولها إلى الجيش الأوكراني باعتبارها مسؤولاً طبياً، سمعت الشجار بين ترمب وزيلينسكي في البيت الأبيض.
وتقول ريبيكا "كان الوضع صادماً. بصراحة كان صادماً نوعاً ما. كان غير متوقع، وأعجز عن إيجاد الكلمات لوصفه. كان مريعاً، نعم. شعرت كأنه طعنة في الظهر".
باعتبارها المسؤولة الطبية عن الكتيبة 53، من واجبها رعاية مئات الجنود الذين يقاتلون على أكثر الجبهات الأوكرانية دموية وعزلة.
هناك مجموعات متفرقة ومنعزلة من القوات داخل مخابئ في ركام توريتسك - الذين ما يزالون يصدون تقدم الروس فيما يدرس فلاديمير بوتين عرض وقف إطلاق النار الذي طرحه عليه ترمب. من المتوقع أن يجري الرجلان محادثات هذا الأسبوع.
وتقول ريبيكا لـ "اندبندنت" من موقعها السري القريب من توريتسك: "نوصل لهم نحو 300 غرام من المياه يومياً. أما الطعام والأدوية، فنُسقطها إليهم باستخدام طائرات مسيّرة كانت في الأصل مخصصة لإلقاء القنابل، لأننا لا نستطيع إرسال جنود بالبر".
يتمكن الجنود هناك من البقاء على قيد الحياة، على رغم جروحهم البالغة، بفضل حزم الأدوية التي تُسقطها الطائرات المسيّرة، إضافة إلى دعم ريبيكا والأطباء الذين يوجهونهم عن بُعد، لتعريفهم بكيفية معالجة أنفسهم، بينما يواصلون التصدي لهجمات روسية متكررة في أرضٍ مزّقتها الحرب.
وتتضمن فرق الإجلاء التي تعمل معها مسعفين وجنوداً أوكرانيين يتولون قيادة مركبات الإسعاف من طراز "برادلي أم 113" القديمة التي أرسلها الأميركيون لإنقاذ الجنود المصابين من أطراف توريتسك وأجزاء كبيرة من الجبهة الشرقية قرب كونستانينيفكا.
هذه المركبات، التي تعود إلى حقبة حرب فيتنام، تبرعت بها الولايات المتحدة، وبعد إصلاحها وتجهيزها للقتال في أوكرانيا، نالت إشادة غير متوقعة بفضل قدرتها على الصمود في مواجهة الأسلحة الروسية.
منحت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية بنحو 60 مليار دولار (46 مليار جنيه استرليني)، وتوقف هذا المد في ظل ولاية ترمب، وبات من غير الواضح الآن إن كانت هذه الإمدادات ستعود للتدفق مجدداً. وفي هذه الأثناء، تسارع الدول الأوروبية، لسد النقص الذي خلفه الأميركيون وملء الفجوة التي تركها حليف غير موثوق.
وفيما يواصل بوتين تأجيل رده على مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه أوكرانيا، استغلت روسيا السياسة الأميركية المتعرجة بهجومها على القوات الأوكرانية داخل كورسك، وهي قطعة من الأراضي الروسية التي استولت عليها كييف العام الماضي.
كما توجد تقارير مستقلة موثوقة تدعم مزاعم فولوديمير زيلينسكي بأن موسكو تحشد قواتها على الحدود الشمالية لأوكرانيا، مقابل مقاطعة سومي، في خطوة قد تكون محاولة لشن هجوم جديد داخل أوكرانيا وتحقيق مكاسب إقليمية قبل بدء أي محادثات سلام جادة.
وعلى الجبهة الشرقية، تجري كافة عمليات الإنقاذ التي يقوم بها الفريق الطبي في محيط توريتسك تحت نيران العدو. دينيس، أحد سائقي الفريق، تعرض لانفجارات عدة لدرجة أنه لم يعد يتذكر عددها بدقة.
يظهر دينيس، وهو رجل متقدم في العمر ذو ملامح خشنة، مستنداً إلى جدار في القاعدة الطبية، ممسكاً بكوب من الشاي. رأسه نصف المحلوق تملؤه جروح متفرقة.
لا يستطيع دينيس الرؤية من خلال فتحة مركبته المدرعة، لذا يضطر إلى القيادة ورأسه مكشوف. قبل ثلاثة أيام، أصيب بضربة من طائرة مسيرة انتحارية(FPV) . لكنه لم يعترف بأنه جُرح، لأنه لم يكن يرغب في التعامل مع الأوراق الرسمية.
يتمتم قائلاً: "أخذنا أربعة جنود جدد وأخرجنا سبعة مصابين. لدي قطعة من طائرة مسيّرة في رأسي".
يعلق أليكس، المتطوع الألماني الذي كان معه: "لديه قطع معدنية وبلاستيكية عالقة في رأسه - وبعضها في رقبته من ضربة سابقة".
أما ساشا، الذي كان يقود المركبة المدرعة عندما انفجرت في نيويورك، فقد فقد إصبعين، ويسمي ما تبقى منها "يده اليمنى على طريقة سلاحف النينجا". يحتسي كوباً من القهوة في انتظار المهمة التالية.
عندما يُسأل عن وقف إطلاق النار الذي طُلب من بوتين بعد موافقة أوكرانيا على وقف القتال لمدة 30 يوماً في محادثات مع ترمب، يكتفي بهز كتفيه قائلاً: "لن ينجح أي وقف لإطلاق النار".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ريبيكا تتفق معه. لكنها لا تمتلك الخبرة التي اكتسبها الآخرون من عشرات الانتهاكات الروسية السابقة لاتفاقيات وقف إطلاق النار التي تم توقيعها والتفاوض عليها دولياً في مينسك.
لكنها عالجت جنوداً على الجبهة في بعض أقسى المعارك التي دارت رحاها منذ 2022 في باخموت وأدفيكا وفولهيدار وغيرها من المناطق. وتعرف إلى أي مدى يكون الموت في ساحة القتال فظيعاً وغير لائق ولا رجعة فيه.
وهي ترى في الحرب قصة مجردة لا يمكن تحويرها بالأكاذيب الروسية التي تتردد على لسان ترمب من أن أوكرانيا محاصرة في كورسك أو أن "الملايين قد لقوا حتفهم" وأن كل المدن الأوكرانية استحالت ركاماً.
وهي تتعامل يومياً مع الواقع المدوي والدموي للأحداث التي تدور هنا.
ورأيها واضح بشأن وقف إطلاق النار "لا أعتقد أن اتفاق وقف إطلاق النار سيُحترم. لا أعتقده سيُحترم".
وتضيف: "أود قطعاً أن أحظى بالفرصة لإخراج جنودي الجرحى، وأن يحظوا هم ببعض الراحة. لكن إن استندنا إلى التاريخ وإلى سلوك روسيا المثبت، مراراً وتكراراً، لا يمكنني حتى أن أتخيل عالماً كان فيه التزام حقيقي بوقف إطلاق النار".
ثم تغادر لتدريب قوات وصلت حديثاً على أساسيات الإسعافات الطبية في ساحة الحرب. فسوف يجري نشرهم في توريتسك خلال يومين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوطن
منذ 35 دقائق
- الوطن
وزير الخارجية: نسعى لتسريع التحول نحو الطاقة المتجددة والاستفادة من الحزام والطريق
انطلقت في العاصمة الماليزية كوالالمبور، الثلاثاء، القمة الثانية بين دول مجلس التعاون الخليجي، ورابطة دول جنوب آسيا «آسيان»، والتي تركز على التعاون بين الرابطة ومجلس التعاون الخليجي واتجاهاته المستقبلية، وعدد من القضايا الإقليمية والدولية. وأشاد رئيس وزراء ماليزيا، أنور إبراهيم، بالقمة الافتتاحية، معتبرًا إياها منصةً مهمةً لتعزيز التعاون بين بعض من أكثر التكتلات الاقتصادية تأثيرًا في العالم. وقال إبراهيم خلال كلمته الافتتاحية أمام أكثر من 12 رئيس دولة: «تمثل رابطة دول جنوب شرق آسيا ومجلس التعاون الخليجي مجتمعة ناتجًا محليًا إجماليًا قدره 24.87 تريليون دولار، ويبلغ عدد سكانها حوالي 2.15 مليار نسمة». وأضاف: «يوفر هذا الحجم الجماعي فرصًا هائلة لتضافر أسواقنا، وتعميق الابتكار، وتشجيع الاستثمار بين المناطق». وقال إن رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان» أثبتت منذ زمن طويل أن الشراكة الإقليمية، القائمة على التوافق والاحترام والانفتاح، قادرة على النجاح. وتابع: «لقد ازدهرت شراكاتنا طويلة الأمد مع دول مجلس التعاون الخليجي والصين، واليوم، لدينا الفرصة لتعزيز هذه العلاقات». قمة الرياض من جانبه، أشار وزير الخارجية، الأمير فيصل بن فرحان، في كلمته إلى «الأسس المتينة التي وضعتها القمة الأولى التي استضافتها الرياض في عام 2023، والشراكة الطموحة بين دول المجموعتين». مؤكدًا أهمية «تعزيز الالتزام المشترك ومتابعة استكشاف أولويات الشراكة الاقتصادية، وتعميق تكامل الأسواق الإقليمية واستدامتها، وأهمية التحول الرقمي، ومشاركة القطاعين العام والخاص، وتعزيز العلاقات بين الشعوب». كما أشاد بالقمة الثانية المنعقدة في ماليزيا، والتي تستكمل البناء على المنجزات المحققة سابقًا، وتسعى لتطوير الشراكة بما يخدم مصالح وتطلعات شعوب المجموعتين، ويحقق التنمية المستدامة والاستقرار الإقليمي. وقال وزير الخارجية: «توفر العلاقات الاقتصادية بين دولنا فرصًا واعدة في قطاعات حيوية عديدة تشمل القطاع المالي، والزراعة وصناعة الأغذية الحلال، والطاقة الخضراء والمتجددة. وقد حققت دول المجموعتين تقدمًا ملحوظًا في مستويات التبادل التجاري، حيث شهدت نموًا بنسبة 21% من عام 2023 إلى 2024، ليبلغ حجم التجارة قرابة 123 مليار دولار في عام 2024، مما يعكس الإمكانات الكبيرة لشراكتنا، ويبرز أهمية تكثيف الجهود لتسهيل التجارة بين دولنا، وتذليل أي عقبات أمامها». وأشار في هذا الصدد إلى المؤتمر الاقتصادي والاستثماري الذي نظمته وزارة الاستثمار السعودية في الرياض بتاريخ 28 مايو 2024، «الذي شكل منصة استثنائية لتبادل الفرص الاستثمارية، وبناء جسور التواصل بين القطاعات الخاصة في المنطقتين»، معربًا عن تطلعه لزيادة مشاركة القطاع الخاص لتحقيق الأهداف المشتركة. التحول في الطاقة وأضاف: «نسعى إلى تسريع التحول نحو الطاقة منخفضة الكربون، والنظيفة، والمتجددة، والاستفادة من مبادرات الحزام والطريق الصينية لدعم الترابط الإقليمي، وتكامل دول الآسيان مع دول مجلس التعاون، كما نسعى لتطوير الاقتصاد الرقمي عبر تمكين الشركات الناشئة، وتوسيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتعزيز برامج التبادل بين الشعوب، لبناء اقتصادات مرنة تعزز الابتكار والشمولية». وأوضح وزير الخارجية، أن «القمة الثانية تنعقد وسط تحديات عالمية عديدة، تشمل تداعيات تغير المناخ، وتقلبات أسواق الطاقة، إلى جانب الحاجة الملحة لتعزيز الأمن الغذائي والمائي. مشيرًا إلى ما تم الاتفاق عليه في القمة الأولى في الرياض 2023 بالالتزام المشترك بمواجهة هذه التحديات. وجدد تأكيد المملكة على الالتزام بـ«حل عادل وشامل يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وفق حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية»، داعيًا إلى تضافر الجهودالدولية لتعزيز السلام، ودعم الإغاثة الإنسانية في غزة، وتعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال معالجة التوترات السياسية والإنسانية بشكل شامل. من جهته قال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، إن انعقاد القمة الثانية بين مجلس التعاون ورابطة دول جنوب شرق آسيا «الآسيان» وفرت فرصًا مواتية عديدة لمناقشة لتعزيز التعاون في مسار الشراكة الخليجية –الآسيوية، في ظل ما يشهده عالمنا من تحديات متسارعة وتحولات على المستويين الإقليمي والدولي، وهو ما يُحتم علينا، أكثر من أي وقت مضى، تعزيز أواصر التعاون البنّاء، والتنسيق الوثيق بين تكتلاتنا الإقليمية، بما يلبّي تطلعات شعوبنا نحو الأمن والاستقرار والازدهار. وقال البديوي خلال كلمته، إن القمة الثانية بين مجلس التعاون ورابطة دول جنوب شرق آسيا «الآسيان» تمثل امتدادًا لمسيرة طموحة بدأت قبل أكثر من خمسة عشر عامًا، عندما شهدت مدينة المنامة في مملكة البحرين، في عام 2009، توقيع مذكرة التفاهم بين مجلس التعاون ورابطة دول جنوب شرق آسيا «الآسيان»، إيذانًا بانطلاق مرحلة جديدة من التعاون بين الجانبين. وأشار إلى أن قمة الرياض بين مجلس التعاون ودول رابطة جنوب شرق آسيا «آسيان»، عكست وحدة المواقف تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية. وشددت على أهمية احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وعلى ترسيخ قيم الحوار، والاحترام المتبادل، والتعاون البنّاء بين الدول والتكتلات الإقليمية، بما يسهم في تحقيق السلام، والتنمية، والازدهار العالمي. وشدد الأمين العام إلى «ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من تطورات متسارعة وخطيرة تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي، وفي صدارتها تأتي مأساة فلسطين، وما يشهده قطاع غزة من عدوان وجرائم حرب وانتهاكات مروّعة ومستمرة، يستدعي منا موقفًا موحّدًا صارمًا، مجددين التأكيد على ضرورة الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، ورفع الحصار الجائر، وفتح المعابر كافة دون قيد أو شرط، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والطبية، واستمرار عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين «الأونروا». أبرز ما جاء في كلمة وزير الخارجية خلال القمة - قمة دول الخليج مع رابطة الآسيان والصين خطوة متقدمة. - ضرورة تعميق الشراكة عبر انضمام الصين. - نسعى لتسريع التحول نحو الطاقة المتجددة والاستفادة من مبادرات الحزام والطريق. - نسعى لتطوير الاقتصاد الرقمي عبر تمكين الشركات الناشئة. - السعودية ملتزمة عبر رؤية 2030 بتعزيز بيئة استثمارية جاذبة.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
إدارة ترمب تنهي كل العقود المالية مع جامعة هارفرد
تنوي الإدارة الأميركية إلغاء كل العقود المالية الموقعة مع جامعة هارفرد والتي تصل قيمتها بحسب الصحافة إلى 100 مليون دولار، في إطار مساعي الرئيس دونالد ترمب إلى إجبار الجامعة العريقة على الخضوع لإشراف غير مسبوق. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى اليوم الثلاثاء في تأكيد لمعلومات نشرتها وسائل إعلام محلية، إن الإدارة الأميركية "ستبعث رسالة إلى الوكالات الفيدرالية اليوم تطلب منها حصر عقودها مع 'هارفرد' وإن كان من الممكن إلغاؤها أو تحويلها إلى جهات أخرى". وأطلق الرئيس الأميركي دونالد ترمب حملة شرسة ضد جامعة هارفرد التي ترفض منحه حق الاطلاع على الطلاب الذين يجري قبولهم وأعضاء هيئة التدريس الذين تستعين بهم، وقال ترمب أمس الإثنين إنه سيفوز في هذه المواجهة مع الجامعة الأشهر في العالم، والتي يريد منعها من قبول الطلاب الأجانب. وأعلنت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم الخميس الماضي سحب شهادة "برنامج الطلاب والزائرين" من جامعة هارفرد، لكن قاضياً فيدرالياً سارع إلى تعليق الإجراء، ونشر الملياردير الجمهوري العازم على فرض مبادئه القومية والمحافظة على أوساط لتعليم والبحث والثقافة، عدداً من الرسائل الغاضبة ضد "هارفرد" على منصته "تروث سوشال". وتتهم الحكومة الأميركية الجامعة الواقعة في كامبريدج بولاية ماساتشوستس بالتسامح مع تنامي أجواء معاداة السامية داخل حرمها الجامعي، ونشر الأيديولوجيات التقدمية الخاصة بحركة الـ "ووك" التي تنادي خصوصاً برفض التمييز بأشكاله كافة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ويستخدم المحافظون هذا المصطلح بدلالات سلبية للإشارة إلى سياسات تعزيز التنوع وتيارات البحث الأكاديمي حول التمييز على أساس الجنس أو الانتماء العرقي، فيما تتهم إدارة ترمب أيضاً "هارفرد" بالارتباط بالحزب الشيوعي الصيني، وقال رئيسها آلان غاربر في مقابلة إذاعية اليوم "لا أعرف بالضبط ما هي دوافع الحكومة، ولكنني أعلم أن بعض الناس منضمون إلى معركة ثقافية"، داعياً كل الجامعات الأميركية إلى "الوقوف بثبات" في مواجهة الحملة الحكومية. واقتطعت الحكومة الفيدرالية أكثر من ملياري دولار من تمويل "هارفرد" مما أدى إلى توقف بعض برامج الأبحاث في الجامعة التي تصنف ضمن أفضل الجامعات في العالم، ووفقاً لها فقد خرّجت 162 من الحائزين جوائز نوبل، وتستقبل هذا العام نحو 6700 طالب دولي، أو ما يعادل 27 في المئة من إجمال الطلاب. وتعد الجامعة التي تتقاضى من كل طالب فيها رسوماً دراسية سنوية بعشرات آلاف الدولارات الأغنى داخل الولايات المتحدة، وقُدرت قيمة أموالها بنحو 53.2 مليار دولار عام 2024.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
ترمب: بوتين «يلعب بالنار»
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، عن نظيره الروسي فلاديمير بوتين إنه «يلعب بالنار»، مجدداً هجومه على نظيره الروسي بسبب تعثر جهود السلام في أوكرانيا. وتأتي أحدث تعليقات ترمب عقب بعض من كبرى الهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ على أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي الشامل في فبراير (شباط) عام 2022. وقال ترمب في منشور على منصة «تروث سوشيال»: «ما لا يدركه فلاديمير بوتين هو أنه لولا وجودي لحدثت بالفعل أمور سيئة جداً لروسيا، وأنا أقصد ذلك تماماً. إنه يلعب بالنار!». وكان ترمب قد انتقد بوتين، الأحد، وكتب على «تروث سوشيال» أن نظيره الروسي «جُن جنونه»، ويطلق الصواريخ والطائرات المسيّرة على مدن أوكرانيا «من دون أي سبب». وقال إنه «يقتل الكثير من الناس دون داعٍ، وأنا لا أتحدث فقط عن الجنود»، محذراً من أن أي محاولة للسيطرة على أوكرانيا كلها «ستؤدي إلى سقوط روسيا». وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» وشبكة «سي إن إن» قد أفادتا بأن ترمب يدرس فرض عقوبات جديدة على روسيا هذا الأسبوع، مؤكدين في الوقت نفسه أنه لا يزال بإمكانه تغيير رأيه. ومع أن ترمب دائماً ما كان يبدي إعجابه ببوتين، فإنه أظهر في الأسابيع الأخيرة استياءً متزايداً تجاه موقف موسكو خلال مفاوضات الهدنة المتعثرة مع كييف.