
هل تتقدّم الضربة على الاتفاق النووي؟
تصاعد التحذيرات والتسريبات والتقديرات الاستخباراتية حول احتمال توجيه إسرائيل ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية، في حال فشل المفاوضات الجارية بين واشنطن وطهران، يعيد تعريف الخطوط الحمراء بشأن ما تعتبره إسرائيل «تهديداً وجودياً» لها، في ضوء متغيرات إقليمية ودولية عميقة.
الحديث عن «ضربة وشيكة» لم يعد مجرد تكهنات صحافية، أو من أدبيات التوتر المعتاد بين الطرفين، بل بات مادة لتقارير استخباراتية، وتصريحات مباشرة وغير مباشرة من مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، ونقاشات مفتوحة في مراكز التفكير حول العالم. والأهم هو ما يرصده خبراء عسكريون من مناورات جوية وتحركات ذخيرة دقيقة، وتموضعات تشير إلى أن إسرائيل قد تكون قادرة على تنفيذ ضربة خلال سبع ساعات من اتخاذ القرار؛ ما يترك هامشاً زمنياً ضيقاً لأي تدخل أميركي محتمل. فهل نحن فعلاً أمام ساعة الصفر، أو أن ما يجري لا يزال جزءاً من لعبة الرسائل المعقدة التي تبعث بها إسرائيل والولايات المتحدة للضغط على إيران؟ وهل السياق الأوسع، لا سيما ما تغير على مستوى موازين القوى في المنطقة، يعزز احتمال الضربة أو يضعفه؟
إيران، رغم استمرارها في تخصيب اليورانيوم بنسبة تقترب من العتبة العسكرية (60 في المائة)، فقدت الكثير من مخالبها بعد الضربات القاسمة التي تعرض لها وكلاؤها الإقليميون، لا سيما «حزب الله» و«حماس»، وأفقدتهم جزءاً كبيراً من قدرات الردع والإسناد. كما أن الضربات الإسرائيلية المركّزة التي استهدفت منشآت عسكرية واستخباراتية إيرانية في أكتوبر (تشرين الأول) 2024، والانفجارات الغامضة في ميناء شهيد رجائي في أبريل (نيسان) الفائت التي دمرت مخزون الوقود الصلب المُشغل للصواريخ الباليستية، تركت أثراً واضحاً على جاهزية طهران وقدرتها على التصعيد غير المتكافئ.
يشكل هذا التأكُّل في أدوات الردع الإيرانية أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الخيار العسكري الإسرائيلي أكثر احتمالاً، لا سيما مع وجود حكومة إسرائيلية تُعرّف الأمن الوطني بمنطق «الوقاية الوقائية»، وتقدم أحياناً الحسابات العسكرية على الحسابات السياسية.
زِد على ذلك أن الإجماعات الإسرائيلية تغيرت جذرياً بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023، بحيث باتت الغريزة الحاكمة أن التهديدات الوجودية، مثل البرنامج النووي الإيراني، لا تحتمل الانتظار أو الرهان على المسارات الدبلوماسية البطيئة.
وعليه، يُفهم تلويح واشنطن لتل أبيب بسحب التنسيق العسكري والدبلوماسي في حال أقدمت إسرائيل على تنفيذ الضربة خارج الإطار الزمني الذي تحدده الإدارة الأميركية، وعلى نحو يتعارض مع المسار التفاوضي الجاري مع طهران. ويعزز الانطباع أن في الولايات المتحدة من ينظر بجدية بالغة إلى احتمال توجيه ضربة إسرائيلية لإيران.
تلتقي المواقف العربية المحورية مع هذا التوجه؛ إذ أبدت عواصم رئيسية في المنطقة رفضها الصريح لأي خيار تصعيدي إسرائيلي يبدد فرصة الحلول الدبلوماسية، كما نقلت هذه الدول رسائل مباشرة إلى طهران، تحثها فيها على التجاوب مع مسار التهدئة وتجنب الانزلاق إلى مواجهة أوسع، قد تكون مدمرة لجميع الأطراف.
يؤمل لهذه المظلة الأميركية - العربية أن تضعف احتمال التصعيد العسكري. فنتنياهو، مهما بدا واثقاً بقدرة بلاده على التحرك المنفرد، يدرك تماماً أن أي خطوة كبرى دون غطاء أميركي، وبالتعارض الحاد مع مصالح دول إقليمية وازنة، قد تكلّف إسرائيل ثمناً استراتيجياً باهظاً.
وما يزيد المشهد تعقيداً هو أن الضربة الإسرائيلية، إن حصلت، لن تكون «جراحية» بالمعنى الكلاسيكي؛ فالمعلومات المتداولة تفيد بأنها ستكون عملية تمتد لأيام، تستهدف عدة مواقع ومنشآت في عمق إيران، وهو ما يعني أن احتمال الانزلاق إلى تصعيد مفتوح سيظل قائماً، ويفرض على إسرائيل حسابات أمنية ودفاعية معقدة، حتى لو لم يرتقِ الرد الإيراني المباشر إلى ما يُخشى منه.
وإن كان ترمب لا يمانع تسريب تهديدات إسرائيلية عبر الإعلام لإبقاء الضغط على الطرف الإيراني، فإن ذلك لا يعدو كونه التقاءً مؤقتاً بين الحسابات الإسرائيلية والأميركية، لا يتجاوز الاستثمار في التلويح بالخطر. فالأكيد أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يفضل إنجاز اتفاق نووي «جيد» يقي الولايات المتحدة الانجرار إلى مواجهة إقليمية، خدمة لحساباته السياسية الداخلية والانتخابية، وخدمة لحساباته الشخصية، ورغبته في الحصول على أكبر عدد من ميداليات السلام، لا سيما «جائزة نوبل». ولكن، سواء أقدمت إسرائيل على الضربة أو لا، فإن ما يجري حالياً يكشف عن تغيرات جوهرية في قواعد اللعبة: فإيران التي كانت تردع عبر وكلائها، باتت أقل قدرة على ذلك. وإسرائيل التي كانت تنتظر الضوء الأخضر الأميركي، باتت تمتلك هامشاً أكبر للحركة. والولايات المتحدة التي كانت تمسك بكل الخيوط، باتت أسيرة حسابات «أميركا أولاً».
إنها لحظة الحقيقة، بكل ما تعنيه من مخاطرة واستشراف. فإما أن تنجح الدبلوماسية في احتواء الانفجار عبر حل حقيقي ومستدام، أو نشهد أول فصول مواجهة قد تغيّر وجه الشرق الأوسط لعقود مقبلة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
حرب ترمب وماسك الكلامية تُحرج الجمهوريين
تأهب في «ناسا» والبنتاغون لإلغاء «عقود ماسك» يُكثّف سياسيون جمهوريون جهودهم لإنهاء الخلاف المدوّي بين الرئيس دونالد ترمب وحليفه المقرّب إيلون ماسك، غداة حرب كلامية نارية بين الرجلين شهدت تبادلاً لاتّهامات حادّة. وأربك الخلاف العلني الحزب الجمهوري، الذي يخشى عواقب المواجهة على الأجندة التشريعية وشعبية الحزب، في حال طال أمده. وقال السيناتور الجمهوري البارز، تيد كروز، أمس: «آمل أن يعودا للعمل معاً لأنهما عندما يعملان معاً، سنحقق أكثر بكثير لأميركا مقارنة بما سيحدث عندما يعمل كل منهما في اتجاه مختلف». بدوره، قال النائب الجمهوري، دان نيوهاوس: «آمل ألا يصرفنا ذلك عن إنجاز المهمة التي يجب علينا إنجازها». وانهار التحالف بين سيد البيت الأبيض وأغنى رجل في العالم، الخميس، بعد سجال ناري هدّد خلاله ترمب بتجريد ماسك من عقود حكومية ضخمة؛ وذلك رداً على انتقاد الأخير مشروع قانون الميزانية «الكبير والجميل».


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
انهيار تحالف ترمب وماسك يُحرج الجمهوريين
شهدت الساعات الأخيرة قصفاً عشوائياً بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وحليفه السابق الملياردير إيلون ماسك، وصلت إلى حدّ التصعيد الحاد في اتهامات تبادلها الطرفان على وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن يُخفّفا لهجتيهما في خطوة عدَّها البعض انفتاحاً على «خفض التصعيد». وأتت هذه الحرب الكلامية الشرسة لتُثبت ما توقّعه الكثيرون، وهو مرور العلاقة المتينة سابقاً بمراحل طلاق بشع بعد أن ودّع ماسك الإدارة، الأسبوع الماضي، إثر انتهاء خدمته بعد قرابة 4 أشهر، في مهمة زعزعت أسس المؤسسات الفيدرالية، واختبرت هيكلية النظام الأميركي. فماسك الذي ترأس دائرة الكفاءة الحكومية (دوج)، تعهّد بالتصدي للبيروقراطية الفيدرالية، وتخفيض النفقات بتريليوني دولار في مهمة صعبة تمكن في نهايتها من توفير 175 مليار فقط، وإغضاب الكثيرين في فريق ترمب، بسبب قرارات جذرية اتخذها من دون التنسيق معهم وصلت إلى حد المواجهة العلنية، كما قرر إقحام نفسه في مناوشات سياسية وسباقات انتخابية. يستعرض برنامج تقرير واشنطن، وهو ثمرة تعاون بين صحيفة «الشرق الأوسط» وقناة «الشرق»، تفاصيل الخلاف بين ماسك وترمب وأسبابه، بالإضافة إلى تداعيات هجوم ماسك على مشروع ترمب «الكبير والجميل»، وتقييم أدائه في رئاسة «دوج». انهار التحالف السياسي بين ترمب وماسك، بعد أيام قليلة من مغادرة الأخير الحكومة، بسجال ناري هدّد خلاله الرئيس الأميركي بتجريد الملياردير من عقود ضخمة مبرمة مع الحكومة. وقال ترمب في تصريحات في أثناء لقائه بالمستشار الألماني فريدريش ميرتس: «خاب أملي كثيراً»، بعدما انتقد مساعده السابق وأهم مانحيه مشروع قانون الإنفاق المطروح أمام الكونغرس. وتبادل الرجلان بعد ذلك الإهانات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ووصل الأمر بماسك إلى حدّ نشر منشور قال فيه، من دون تقديم أي دليل، على أن اسم ترمب وارد في وثائق حكومية بشأن الملياردير جيفري إبستين، المدان بجرائم جنسية. وفي وقت لاحق، وصف ترمب ماسك بأنه «مجنون»، وأكّد أنه طلب منه المغادرة. وردّ ماسك على الفور، عبر منصة «إكس» التي يملكها، بالقول إن الرئيس الجمهوري ما كان ليفوز في الانتخابات في 2024 من دونه، مضيفاً أنه «ناكر للجميل». صورة تظهر التراشق الكلامي بين ترمب وماسك في 5 يونيو 2025 (رويترز) يعتقد داميان بريدي، نائب رئيس الأبحاث في مؤسسة اتحاد دافعي الضرائب الوطنية، أن ماسك يملك حرية أكبر في انتقاد الإدارة مقارنة بالأشخاص المحيطين بترمب، وذلك «نظراً لثروته، وعلاقته الوثيقة بالرئيس الاميركي على مرّ السنين، بالإضافة إلى الدعم الكبير الذي قدّمه له والذي وصل إلى قرابة 300 مليون دولار خلال السباق الانتخابي». واعتبر بريدي أن انتقادات ماسك المتعلقة بمشروع الموازنة مُحقّة، مضيفاً: «بمجرّد أن نتجاوز اليومين المقبلين، وتُتاح لإيلون ماسك فرصة أكبر لشرح ما يحاول الوصول إليه حقاً، سيتبين أنه يحاول تحسين مشروع القانون. وهناك بالتأكيد أمور يمكن القيام بها لجعل التخفيضات الضريبية أوسع نطاقاً، وإيجاد طرق لمعالجة العجز». False, this bill was never shown to me even once and was passed in the dead of night so fast that almost no one in Congress could even read it! — Elon Musk (@elonmusk) June 5, 2025 من جانبه، يرى المستشار السابق في حملة هيلاري كلينتون الانتخابية والمستشار الاستراتيجي السابق في وزارة العدل، جايك مكوبي، أن سبب ما يجري حالياً هو «تمكين أفراد أثرياء وأنانيين وحساسين للغاية في أعلى مستويات الحكومة الأميركية». وأضاف: «عندما يتم منحهم كل هذه السلطة، يؤدي ذلك إلى نوع الحوار الذي نشهده اليوم، حيث يتعين علينا فهم ما يدور في أذهانهم، وكيف يؤثر ذلك في السياسة الأميركية. هذا ليس ما ينبغي أن يكون عليه الأمر. يجب أن تكون هناك أسباب واضحة جداً للإجراءات التي تتخذها حكومة الولايات المتحدة، وليس مجرد نوبة غضب من شخص واحد». ورغم التوتر الحاد بين ماسك وترمب، فإن الصحافي الاستقصائي والكاتب برودي مولنز، رجّح استمرار العلاقة بين الرجلين. وقال إن «الأمر المذهل بشأن ماسك هو أنه من رجال الأعمال القلائل الذين تمكنوا من الوقوف في وجه ترمب وانتقاده، ولا يزالون يتمتعون بدعمه؛ لذا يقول الجميع إن هذه هي نهاية علاقتهما. أعتقد أنها قد تستمر بالفعل؛ فقد انتقد ماسك ترمب في الماضي، ولم يعلق الأخير على الأمر». ماسك خلال حدث انتخابي لترمب في 27 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب) وفي ظل الانتقادات الحادة التي وجّهها ماسك لترمب ومشروعه، رأى الرئيس الأميركي أن أحد أسباب استيائه من المشروع هو إلغاء التخفيضات الضريبية على السيارات الكهربائية. ويعرب مكوبي عن دهشته من الأمر، مشيراً إلى أن ماسك نال ما يقارب 38 مليار دولار من الحكومة الأميركية على مدار مسيرته المهنية، بفضل عقود مُنحت له ولشركاته. ويضيف: «من المثير للاهتمام أن يسعى ماسك إلى تقليص حجم الحكومة، بينما هو من أكبر المستفيدين من المساعدات الحكومية على مدى العشرين عاماً الماضية، وبالتأكيد على مدى السنوات الخمس الماضية. ومن المؤكد أن كثيراً من الإجراءات التي اتخذها في أثناء إدارته لـ«دوج» خدمت مصالحه، وأفادت أعماله، سواء كان ذلك بتوجيه العقود إلى شركاته الخاصة والقضاء على المنافسة، أو إقالة بعض الأشخاص الذين كانوا يحققون في بعض شركاته؛ لذا، لا شك أن هذا الرجل قد مزج بين دوره الحكومي ودوره بوصفه رجل أعمال. وهو لم يُخف ذلك». ترمب سحب ترشيح شريك ماسك جاريد إيزكمان لإدارة «ناسا» (أ.ف.ب) سبب آخر لاستياء ماسك يعود لسحب ترمب لترشيح شريكه جاريد إيسكمان لإدارة وكالة «ناسا»، بحسب بعض التقارير. ورغم حدّة الخلاف، يرجح مولنز أن يبقى ماسك أحد أكبر الرابحين من هذه الإدارة، رغم انخفاض ثروته بسبب تراجع أسهم «تسلا». ويفسر: «إنه يُسيطر تماماً على أعمال إطلاق الصواريخ التابعة لـ(ناسا) (...). وهذا الاحتكار سينمو خلال العامين المقبلين إذا نظرنا إلى التوقعات؛ لذا، دعونا نتذكر أنه على الرغم من أنه غادر واشنطن في حالة من التوتر، ويبدو أن هناك هذا الشرخ الكبير مع ترمب، إلا أنه لا يزال الرابح الأكبر، وسيكون الرابح الأكبر خلال الفترة المتبقية من ولاية ترمب. فقد حصل تقريباً على جميع العقود الكبيرة من القوات الجوية، وقوة الفضاء، و(ناسا) خلال السنوات الخمس الماضية، ولديه سيطرة كاملة على جميع العقود المقبلة». من ناحيته، يرى بريدي أن ماسك مُحقّ في تحذيره من أن أميركا ستفلس إن لم يتم التخفيف من النفقات، مشيراً إلى وصول الدين الفيدرالي إلى 36 تريليون دولار. ويضيف: «نحن نقوم فقط بتأجيل المشكلة، وتركها لدافعي الضرائب. والأجيال المقبلة سيدفعون ضرائب أعلى، ويواجهون نمواً اقتصادياً أضعف. لذا، فإن أي خطوات صغيرة نتخذها الآن يمكن أن تخفّض هذا العبء، وتقلل من احتمال حدوث الأسوأ». ماسك خلال حدث انتخابي لترمب في 5 أكتوبر 2024 في بنسلفانيا (أ.ب) وقد وضع هذا الخلاف العلني الجمهوريين في موقع حرج، مع تجنب الكثيرين منهم التدخل وانتقاد ماسك بشكل علني. ويرجح مولينز أن يعود سبب ذلك الى نقطتين أساسيتين: الأولى هي المبالغ الطائلة التي تبرّع بها ماسك لحملاتهم الانتخابية، والثانية هي أنه منح الجمهوريين حرية التعبير. ويفسر: «يعتقد الجمهوريون أنه قبل شراء ماسك لـ(إكس)، لم تكن لديهم حرية تعبير على الإنترنت. يعتقدون أن وسائل الإعلام يسيطر عليها الليبراليون الذين يدفعون بأجندة ليبرالية ديمقراطية، وشعروا بالاختناق؛ لذا بالنسبة إلى المحافظين، منح ماسك الحزب الجمهوري حقاً حرية التعبير». ويتابع: «لذلك، على الرغم من وجود هذا الخلاف مع ترمب الآن، لا أعتقد أننا سنرى جمهوريين آخرين ينتقدون ماسك، لأنهم يشعرون بأنه ساعدهم حقاً في إيصال صوتهم المحافظ إلى العالم. وهذا يعطيه قوة ونفوذاً سياسياً في واشنطن أكثر من أمواله». ويُعقّب قائلاً: «لذلك أعتقد أن ترمب وماسك هما بحال أفضل عندما يكونان في صف واحد.» ويُحذّر بريدي من خطورة هذا النزاع على الجمهوريين في حال استمر، فيقول: «إذا لم يقم الطرفان بالحفاظ على العلاقة بينهما فقد تنهار، وقد يتجه إيلون لتوظيف أمواله ضد الجمهوريين». ويوافق مكوبي، مُذكّراً بتهديدات ماسك للجمهوريين الذين سيصوتون لصالح مشروع الموازنة بتأييد مرشحين معارضين لهم، ويضيف: «أعتقد أن ماسك وترمب لديهما نقاط قوة مختلفة؛ فدونالد ترمب يملك سلطة الحكومة الأميركية، وإيلون ماسك يملك ثروة غير محدودة؛ لذلك من غير المرجح أن يحدث خلاف كامل بينهما، لأن كل طرف يحتاج للآخر بدرجة معينة».


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
مصدر في البيت الأبيض: ترمب غير مهتم بالحديث مع ماسك وقد يتخلى عن سيارة تسلا يملكها
قال مصدر مطلع في البيت الأبيض، اليوم (الجمعة)، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب ليس مهتماً بالحديث مع إيلون ماسك، وإنه قد يتخلى عن سيارة تسلا حمراء، وذلك بعد صدام علني كبير بينهما. وتبادل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وقطب التكنولوجيا إيلون ماسك، الخميس، الاتهامات، على خلفية احتدام الخلافات بينهما بشأن قانون الضرائب. واتهم ماسك، الرئيسَ الأميركي بالتورط في فضيحة رجل الأعمال الأميركي المنتحر جيفري إبستين. وقال ماسك، في منشور على منصة «إكس»: «آنَ الأوان للمفاجأة الكبرى، اسم دونالد ترمب موجود في ملفات إبستين. هذا هو السبب وراء عدم نشرها». صورة مدمجة تُظهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب والملياردير إيلون ماسك (أ.ف.ب) من جهته، أكّد الرئيس الأميركي أنه طلب من إيلون ماسك مغادرة منصبه على رأس هيئة الكفاءة، واصفاً إياه بـ«المجنون»، ومحذراً من حرمانه من العقود مع الهيئات الحكومية، مع احتدام الانتقادات المتبادلة بينهما. وكتب ترمب، عبر منصته «تروث سوشيال»: «طلبت منه (إيلون) أن يغادر»، مضيفاً: «الطريقة الأسهل لتوفير المال في ميزانيتنا، مليارات ومليارات من الدولارات، هي عبر إنهاء الدعم والعقود الحكومية لإيلون». وكان ماسك قد ندَّد، الثلاثاء، بمشروع قانون الميزانية الضخم الذي يسعى ترمب لإقراره في الكونغرس. وفي أول تعليق له على المسألة، انتقد ترمب، لدى استقباله المستشار الألماني فريدريش ميرتس، في البيت الأبيض، مالك شركتَي «سبايس إكس» و«تسلا». وقال للصحافيين في المكتب البيضاوي: «إيلون وأنا جمعتنا علاقةٌ رائعة. لا أعرف ما إذا كانت ستبقى كذلك. لقد فوجئت» بانتقادات ماسك، بعد أيام من مغادرته منصبه على رأس هيئة الكفاءة الحكومية. وتابع: «لقد خاب أملي كثيراً؛ لأن ماسك كان يعلم التفاصيل الدقيقة لمشروع القانون هذا أفضل من كل الجالسين هنا... فجأة أصبحت لديه مشكلة». The Trump tariffs will cause a recession in the second half of this year — Elon Musk (@elonmusk) June 5, 2025 وشدَّد معسكر ترمب على أن سيّد البيت الأبيض يريد طي الصفحة مع رجل الأعمال المولود في جنوب أفريقيا، وقد أفاد مسؤولون «وكالة الصحافة الفرنسية» بأن ماسك طلب الاتصال، لكن الرئيس غير مهتم بذلك. بدلاً من ذلك، سعى الرئيس الجمهوري إلى تركيز الجهود على إقرار مشروع الميزانية في الكونغرس، الذي كانت انتقادات ماسك له أشعلت فتيل السجال الخميس. تداعيات الخلاف بين أغنى شخص في العالم ورئيس أقوى دولة في العالم، قد تكون كبيرة، إذ يمكن أن تقلّص الرصيد السياسي لترمب، في حين قد يخسر ماسك عقوداً حكومية ضخمة. وقال ترمب، في تصريحات هاتفية لصحافيين في محطات تلفزة أميركية، إن الخلاف أصبح وراءه. ووصف ماسك بأنه «الرجل الذي فقد عقله»، في اتصال أجرته معه محطة «إيه بي سي»، بينما قال في تصريح لقناة «سي بي إس» إن تركيزه منصب «بالكامل» على الشؤون الرئاسية. في الأثناء، نفى البيت الأبيض صحة تقارير أفادت بأن الرجلين سيتحادثان. ورداً على سؤال عمّا إذا كان الرجلان يعتزمان التحادث، قال مسؤول رفيع في البيت الأبيض، في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طالباً عدم كشف هويته: «إن الرئيس لا يعتزم التحدث إلى ماسك اليوم». وقال مسؤول آخر «صحيح» أن ماسك طلب الاتصال. التخلي عن سيارة «تسلا» تراجعت أسهم شركة «تسلا» بأكثر من 14 في المائة، الخميس، على خلفية السجال، وخسرت أكثر من 100 مليار من قيمتها السوقية، لكنها تعافت جزئياً الجمعة. وفي مؤشر يدل على مدى تدهور العلاقة بينهما، يدرس الرئيس الأميركي بيع أو منح سيارة «تسلا» كان قد اشتراها لإظهار دعمه لماسك إبان احتجاجات طالت الشركة. الجمعة، كانت السيارة الكهربائية لا تزال مركونةً في فناء البيت الأبيض. ورداً على سؤال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» حول ما إذا كان ترمب سيبيع السيارة أو يهبها، قال المسؤول الرفيع في البيت الأبيض: «إنه يفكر في ذلك، نعم». وكانت التُقطت صورٌ لترمب وماسك داخل السيارة في حدث أُقيم في مارس (آذار) بالبيت الأبيض، عُرضت فيه سيارات «تسلا»، بعدما أدّت احتجاجات على الدور الحكومي الذي اضطلع به ماسك، على رأس هيئة الكفاءة الحكومية، إلى تراجع أسهم الشركة. الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» إيلون ماسك يتحدثان إلى الصحافة خلال جلوسهما داخل سيارة «تسلا» على الرواق الجنوبي للبيت الأبيض في 11 مارس 2025 بواشنطن (أ.ف.ب) تأتي هذه التطورات على الرغم من جهود يبدو أن ماسك بذلها لاحتواء التصعيد. الخميس، لوّح ماسك بسحب المركبة الفضائية «دراغون» من الخدمة، علماً بأنها تعدّ ذات أهمية حيوية لنقل الرواد التابعين لـ«ناسا» إلى محطة الفضاء الدولية، بعد تلويح ترمب بإمكان إلغاء عقود حكومية ممنوحة لرجل الأعمال. لاحقاً، سعى ماسك لاحتواء التصعيد، وجاء في منشور له على منصة «إكس»: «حسناً، لن نسحب دراغون». والجمعة، لم يصدر ماسك أي موقف على صلة بالسجال. لكن لم يتّضح بعد كيف يمكن إصلاح العلاقة بين الرجلين، التي كانت تشهد تأزماً أثار توترات في البيت الأبيض. مستشار ترمب التجاري بيتر نافارو، الذي كان ماسك وصفه بأنه «أكثر غباءً من كيس من الطوب»، خلال جدل حول التعريفات الجمركية، أشار إلى انتهاء «مدة صلاحية» ماسك. وقال في تصريح لصحافيين: «كلا، لست سعيداً»، مضيفاً: «يأتي أشخاص إلى البيت الأبيض ويذهبون». بدوره، اتّخذ نائب الرئيس جي دي فانس موقفاً داعماً لترمب، مندِّداً بما وصفها بأنها «أكاذيب» حول طبع «انفعالي وسريع الغضب» لترمب، لكن من دون توجيه انتقادات لماسك.