logo
تختار لك وتساعدك في القرار.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي صورة الإنسان عن ذاته؟

تختار لك وتساعدك في القرار.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي صورة الإنسان عن ذاته؟

الجزيرة٢٤-٠٤-٢٠٢٥

يشهد العالم المعاصر تحوّلًا غير مسبوق في تاريخ الوجود البشري، تقوده التكنولوجيا بصفتها القوة الأكثر تأثيرًا في تشكيل ملامح الحياة الحديثة.
لم تعد التكنولوجيا مجرد أدوات أو منصات مساعدة، بل أصبحت بحد ذاتها بيئةً كلية نعيش فيها، وعاملًا حيويًا يُعيد صياغة مفاهيم الإنسان عن ذاته، وعن العالم، وعن الآخرين من حوله. وفي قلب هذا التحول تقف الأجيال الجديدة لا كمتلقٍّ سلبي، بل كنتاجٍ حيّ لهذا العصر الرقمي بكل تعقيداته وتناقضاته.
نتحدث هنا تحديدًا عن جيل Z (المولود بين 1997 و2012)، وجيل ألفا (المولود بعد 2013)، وهما جيلان نشآ في ظل تحوّل تكنولوجي عميق بدأ مع الثورة الرقمية في نهاية القرن العشرين، وتفاقم مع دخول الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والميتافيرس والبيانات الضخمة إلى صلب الحياة اليومية.
جيل Z يمثل الجسر بين عالمين: عالم ما قبل الثورة الرقمية، وعالم أصبحت فيه الخوارزميات هي "العقل الجمعي" الجديد.
لقد عاش هذا الجيل مراحل الانتقال الكبرى: من الكتب الورقية إلى الشاشات، من الاتصالات الهاتفية إلى الرسائل الفورية، من الصفوف المدرسية إلى التعليم عن بُعد. أما جيل ألفا، فهو الجيل الذي لم يعرف سوى الرقمية منذ لحظة الميلاد، إذ تفتحت حواسه الأولى على شاشة، وتكوّنت مهاراته اللغوية من خلال مساعد صوتي، وتعلّم المفاهيم الأولى عن طريق تطبيقات ذكية وخوارزميات دقيقة تستجيب لسلوك المستخدم لحظيًا.
إننا لا نتحدث عن تغيّر في أنماط الحياة فقط، بل عن إعادة تشكيل حقيقية للذات الإنسانية. ففي السابق، كانت الهوية تُبنى عبر التفاعل مع الأسرة، والمدرسة، والثقافة المحلية، وكانت تنشأ ضمن سياق اجتماعي واضح المعالم.
أما اليوم، فالأجيال الرقمية تبني صورها الذاتية في فضاءات افتراضية عالمية، تتخطى الحواجز اللغوية والثقافية والجغرافية. إنها هوية "مُفلترة"، تُنتجها الصور والمنشورات والتفاعلات المرسومة وفق خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي، وتُقاس بكمية "الإعجابات" والمشاهدات، لا بتجربة الذات العميقة.
هذا التحول لا يخلو من مفارقات. فعلى الرغم من الكمّ الهائل من التواصل الرقمي، تشير دراسات عديدة إلى تصاعد مشاعر الوحدة والعزلة، خصوصًا بين المراهقين والشباب.
وقد ربطت تقارير صحية بين الإفراط في استخدام التكنولوجيا وبين ارتفاع معدلات القلق، واضطرابات النوم، وضعف التركيز، وتراجع المهارات الاجتماعية.
جيل Z، برغم إتقانه المذهل للتكنولوجيا، يواجه صعوبة متزايدة في بناء علاقات واقعية مستقرة. أما جيل ألفا، فيُظهر مبكرًا قدرة رقمية خارقة، لكنها تقترن أحيانًا بضعف في التطور اللغوي والعاطفي، وكأن المهارات الإنسانية الكلاسيكية باتت تُستبدل تدريجيًا بكفاءات رقمية جديدة.
هذا لا يعني أن الأجيال الرقمية "أقل إنسانية"، بل إنها مختلفة في تركيبها المعرفي والعاطفي والاجتماعي. إنها أجيال تعيش فيما يمكن تسميته "الواقع الموسّع"، حيث تتداخل فيه الذات البيولوجية بالذات الرقمية، ويذوب فيه الخط الفاصل بين ما هو واقعي وما هو افتراضي.
وهذه الحالة تطرح سؤالًا وجوديًا جوهريًا: من أنا في عالم يُعاد فيه تشكيل الذات بواسطة أدوات لا أتحكم بها بالكامل؟ من يوجّهني فعلًا: أنا، أم البرمجية التي تختار لي ما أقرأ وأشاهد وأرغب؟
في هذا السياق، تتزايد الحاجة إلى تفكيك العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا من جديد. فنحن لم نعد فقط نستخدم التكنولوجيا، بل يُعاد تشكيلنا من خلالها، وقد أصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا خفيًا في اتخاذ القرارات، وتوجيه السلوك، وحتى في تكوين القيم وتصورات العالم. منصات مثل تيك توك ويوتيوب وإنستغرام لم تعد وسائط ترفيهية فحسب، بل منصات لإنتاج الثقافة والهوية والسلوك الاستهلاكي.
ولعل المفارقة الكبرى تكمن في أن هذه التكنولوجيا التي وُعدنا بها كوسيلة لتحرير الإنسان، باتت تخلق أشكالًا جديدة من التبعية. فمن جهة، تسهّل الحياة وتختصر الوقت، لكنها من جهة أخرى تُعيد تشكي إدراكنا بطريقة غير مرئية. إنها "القوة الناعمة" الأشد تأثيرًا في تاريخ البشرية.
في ظل هذا الواقع، لا يكفي أن نُحمّل الأفراد مسؤولية التكيف. المطلوب هو تفكير جماعي لإعادة توجيه العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا. المؤسسات التعليمية مطالبة بأن تراجع مناهجها، لا فقط لتُدخل التقنية، بل لتُعيد التوازن بين ما هو رقمي وما هو إنساني.
الأسرة، بدورها، لم تعد فقط مصدرًا للقيم، بل أصبحت "ساحة مقاومة" للحفاظ على الحميمية في وجه التمدد الرقمي. أما صانعو السياسات، فعليهم مسؤولية أخلاقية وتشريعية للحدّ من تغوّل التكنولوجيا في تفاصيل الحياة اليومية، ووضع ضوابط تحمي الأجيال من فقدان الجوهر الإنساني.
ينبغي ألا يكون السؤال: كيف نُقلل من استخدام التكنولوجيا؟ بل: كيف نستخدمها بطريقة تحافظ على إنسانيتنا؟ كيف نُدرّب أبناءنا على التفكير النقدي، والقدرة على التأمل، والانفتاح العاطفي، لا فقط على البرمجة والتصميم؟
نحن نعيش لحظة مفصلية، لحظة يُعاد فيها تعريف الإنسان، لا بالمعنى البيولوجي، بل بالمعنى الوجودي. وإذا لم نُحسن إدارة هذا التحوّل، فإننا قد نخسر القدرة على أن نكون ذاتًا فاعلة حرة في عالم تتزايد فيه السيطرة غير المرئية للأنظمة الذكية.
المستقبل لا تصنعه الآلات، بل الإنسان الذي يعرف كيف يتعامل معها. ولهذا، فإن المعركة الأهم ليست بين الأجيال والتكنولوجيا، بل بين الإنسان وإنسانيته.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نحو نسختنا من أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
نحو نسختنا من أخلاقيات الذكاء الاصطناعي

الجزيرة

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

نحو نسختنا من أخلاقيات الذكاء الاصطناعي

كان الذكاء الاصطناعي خيالاً علمياً بعيد المنال، وما هي إلا سنوات معدودة حتى اقتحم بيوتنا دون استئذان، وغدا يتصرف في تفاصيل حياتنا اليومية! إنه يُدير محركات البحث التي نستخدمها، ويُترجم الكلام بين اللغات، ويقترح منتجات نتسوقها من الإنترنت. فهل تتخيل عالماً بدون هذا المؤثر العميق؟ ولعل أكبر وأهم تأثير للذكاء الاصطناعي هو صياغة شخصية الأجيال الجديدة (ما يعرف بجيل z وجيل ألفا) بقطيعة شبه تامة مع الماضي، إلا ما ينتقيه من سرديات أو نماذج لا نتحكم فيها بالضرورة. أصدرت الحكومة اليابانية وثيقة بعنوان "المبادئ الاجتماعية للذكاء الاصطناعي المتمحور حول الإنسان"، تهدف إلى تحقيق أول "مجتمع جاهز للذكاء الاصطناعي" في العالم ومن أجل تدارك الموقف، ظهرت مطالب هنا وهناك بوضع "أخلاقيات للذكاء الاصطناعي"، وهي مجال متنامٍ يدرس الآثار الأخلاقية والاجتماعية لتطوير ونشر أنظمة الذكاء الاصطناعي، بهدف ضمان استخدامه بطريقة مسؤولة وعادلة وآمنة، مع مراعاة القيم الإنسانية و"حقوق الإنسان". ويتضمن ذلك عدم إلحاقه الضرر، ومعالجة التحيزات والمخاطر المحتملة، والآثار الاجتماعية الناجمة عنه. ولقد تنبه الأوروبيون -وهم مشاركون في إنتاج الذكاء الاصطناعي- إلى ما يمكن أن يصاحب فوائده الجمة من مخاطر على الإنسان؛ فبادروا بتعيين لجنة متخصصة من 52 خبيراً، عهد إليها بصياغة مقترح "أخلاقيات الذكاء الاصطناعي" في الاتحاد الأوروبي. بدأت هذه اللجنة أعمالها سنة 2017، وقدمت تقريرها النهائي عام 2020، وقد تضمن التوصيات السبع التالية: إعلان الرقابة البشرية: ضمان وجود سيطرة بشرية على أنظمة الذكاء الاصطناعي لاتخاذ القرارات النهائية. المتانة التقنية: أن تكون أنظمة الذكاء الاصطناعي آمنة وموثوقة وقادرة على التعامل مع الأخطاء أو الهجمات. خصوصية وإدارة البيانات: حماية البيانات الشخصية، وضمان استخدامها بشكل أخلاقي وقانوني. الشفافية: جعل عمليات الذكاء الاصطناعي واضحة وقابلة للفهم، مع إمكانية تتبع القرارات. المساءلة: تحديد المسؤوليات في حال حدوث أضرار أو أخطاء بسبب أنظمة الذكاء الاصطناعي. الإنصاف: تجنب التحيز، وضمان معاملة عادلة لجميع الأفراد والمجموعات. الرفاهية: ضمان أن يعزز الذكاء الاصطناعي رفاهية الأفراد والمجتمع. لا شك أن ثمة إجماعاً بشرياً على ما يُعتبر خيراً للإنسان وما يعد شراً له؛ وهو ما يمكن أن نطلق عليه "المشترك الأخلاقي"، مثل عموم الأمن والسلام، وتوفير المياه النقية والهواء النقي، وتعزيز صحة الإنسان وبيئته وقبل الاتحاد الأوروبي، في عام 2019، أصدرت الحكومة اليابانية وثيقة بعنوان "المبادئ الاجتماعية للذكاء الاصطناعي المتمحور حول الإنسان"، تهدف إلى تحقيق أول "مجتمع جاهز للذكاء الاصطناعي" في العالم. تعكس هذه المبادئ رؤية اليابان لدمج الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي وفعّال في المجتمع، مع التركيز على حقوق الإنسان والتنمية المستدامة. وأما أهداف المبادئ اليابانية فهي: حماية حقوق الإنسان الأساسية: عدم انتهاك الذكاء الاصطناعي للحريات الفردية أو الكرامة الإنسانية. ضمان التعليم الأساسي ومحو الأمية الرقمية: تمكين الأفراد من فهم الذكاء الاصطناعي واستخدامه بفعالية. ضمان حماية البيانات، وتوفير بيئة تنافسية عادلة. الشفافية والمساءلة: تطبيق معايير العدالة في تطوير وتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي. تعزيز الابتكار عبر التعاون المحلي والدولي: تشجيع الشراكات بين القطاعات الحكومية والخاصة والدولية. ويعتبر اليابانيون هذه المبادئ تطبيقا لثلاثة أسس فلسفية، هي الأصل الذي تتعين مراعاته في كل تطور وتطوير: احترام الكرامة الإنسانية: يجب أن يدعم الذكاء الاصطناعي اختيارات الإنسان، ولا يحل محل إرادته. المجتمع المستدام: استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة (مثل الصحة والبيئة). رفاهية الأفراد في مجتمع متنوع: تصميم أنظمة ذكاء اصطناعي تلبي احتياجات جميع الفئات، بمن فيهم كبار السن والمعاقين. الذكاء الاصطناعي ميدان سريع التطور، تتطلب مواكبته يقظة مستمرة ومرونة في الاستجابة لهذا التطور السريع. لذلك، يحسن ببلداننا المبادرة إلى سن قوانين تنظم استخدامات الذكاء الاصطناعي ولا شك أن ثمة إجماعاً بشرياً على ما يُعتبر خيراً للإنسان وما يعد شراً له؛ وهو ما يمكن أن نطلق عليه "المشترك الأخلاقي"، مثل عموم الأمن والسلام، وتوفير المياه النقية والهواء النقي، وتعزيز صحة الإنسان وبيئته (الحيوان والنبات والبحار..). وبعد هذا المشترك الأخلاقي، تأتي خصوصيات الأمم التي تحدد قيَمها، مثل الدين والثقافة، أو طموحاتها التي تبين أولوياتها، مثل الرؤية الوطنية (2030 في بعض الدول، 2040 في أخرى).. وهكذا، فكل تلك العوامل تسهم في تعريف الأخلاقي عند كل أمة. فما هي محددات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في المجتمعات العربية والإسلامية؟ نرى أن التوصيات الخمس الأولى للاتحاد الأوروبي والمبادئ اليابانية الخمسة محل اتفاق؛ يمكن البناء عليها ودعمها في حالة إقرار ميثاق دولي. ويبقى أن نضيف خصوصياتنا في تعريف الفئات الاجتماعية، والمباح والمحظور، والأولويات وغير ذلك. ولعل البدء يكون بالتركيز على دفع المضرة، عملاً بقاعدة "دفع المضارّ أولى من جلب المنافع"؛ فيمنع ما يهدد النسيج الاجتماعي من الوسائل غير التقليدية، كالألعاب الألكترونية التي تشجع العنف والشذوذ والانتحار والإلحاد؛ فمثل هذه التطبيقات تفتك بالنشء في صمت وفي عقر ديارهم، وهي جرائم تسجل ضد "مجهول". وقد حصلت حالات كثيرة من انتحار المراهقين في دول غربية عديدة، سُجلت ضد تطبيقات مثل تيك توك وبلو وايل (الحوت الأزرق) وما شاكلها. ويأتي بعد ذلك الحفاظ على الكليات الخمس، وهي الدين والنفس والعقل والنسب والمال، ولا تخفى أهميتها؛ إذ حفظها هو هدف تشريعنا وتشريع من قبلنا، ولكن المبادئ المذكورة أعلاه (يابانية وأوروبية) بأوسع تفسير تشمل النفس والمال، وربما العقل إلى حد ما (الخمور المذهبة للعقل مباحة عندهم)، ولكن لا أثر فيها للدين ولا للنسب. ومن هنا يتعين علينا السعي لسن قوانين تحفظ هذه الكليات الخمس في وجه عواصف الذكاء الاصطناعي، التي بدأت تهب قوية من الشرق والغرب.. تتصارع في بيوتنا، لا تردها الجدران ولاتمنعها حصون الخرسانة والحديد، تستهدف أفلاذ أكبادنا، تختلسهم اختلاساً من خلال الإدمان على "الألعاب" و"التسليات" فتأسر انتباههم وتوجهه كما حلا لها. إنها بذلك تقتلعهم من أصولهم؛ فيعيشون غرباء في بيوتهم وبين آبائهم وأمهاتهم. وهناك جانب آخر لم تشر إليه المبادئ السابقة صراحة -وإن كان يمكن إقحامه ضمنيا- وهو الحفاظ على البيئة وحمايتها، ولا يقل هذا أهمية عن حماية الإنسان؛ إذ لا وجود للإنسان خارج البيئة. ولا نجد تعبيراً عن خراب البيئة أدق ولا أكثر اختصاراً من هلاك الحرث والنسل، وقد رأينا في حرب الإبادة على غزة كيف أسهم الذكاء الاصطناعي في هذا الهلاك، وهي فرصة سبْق لبلداننا كي تسن قوانين لحماية البيئة من أخطار الذكاء الاصطناعي، قوانين تحد من ظهور الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس. ثم إن الذكاء الاصطناعي ميدان سريع التطور، تتطلب مواكبته يقظة مستمرة ومرونة في الاستجابة لهذا التطور السريع. لذلك، يحسن ببلداننا المبادرة إلى سن قوانين تنظم استخدامات الذكاء الاصطناعي، وإعلان أخلاقيات تشارك بها بلداننا في إرساء ميثاق دولي، يلزم العالم باحترام المشترك الأخلاقي ويجرم أي انتهاك له. أما على المستوى المحلي، فيمكن تحديث القوانين حسب تطور أنظمة الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على الإنسان والبيئة، أما السكوت والغياب فليس خياراً. بالغ بعض علماء الذكاء الاصطناعي في تهويل مستقبله وتحكمه في حياة الناس. ومن هؤلاء جيفري هينتون، الذي استقال من وظيفته كبير خبراء الذكاء الاصطناعي في غوغل، لينذر بأن أنظمة الذكاء الاصطناعي باتت أذكى من البشر الذين أنتجوها ومن المخاطر الأقل فتكاً والأعم انتشاراً وظهوراً، والتي تهدد المجتمع إذا لم يتخذ إجراءات تنظيمية للذكاء الاصطناعي: إلغاء الوظائف: قد تؤدي الأتمتة التي يقودها الذكاء الاصطناعي إلى الاستغناء عن عدد من الوظائف في مختلف القطاعات.. وبوضع قوانين مناسبة يمكن تحويل هذه الأتمة إلى خلق وظائف جديدة. أنظمة الأسلحة الذاتية: يُثير تطوير أنظمة الأسلحة الذاتية مخاوف أخلاقية وأمنية خطيرة. الأثر البيئي: يتطلب تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة قدرة حاسوبية كبيرة، ما يؤدي إلى استهلاك طاقة مرتفع، وانبعاثات كربونية عالية، وهذا ضرر جانبي تشغيلي لا يقاس بالأضرار المتعمدة كالتي حلت بقطاع غزة. ولقد بالغ بعض علماء الذكاء الاصطناعي في تهويل مستقبله وتحكمه في حياة الناس. ومن هؤلاء جيفري هينتون، الذي استقال من وظيفته كبير خبراء الذكاء الاصطناعي في غوغل، لينذر بأن أنظمة الذكاء الاصطناعي باتت أذكى من البشر الذين أنتجوها، وأنها ستقود العالم نحو الهاوية إذا لم يتوقف هذا السباق التكنولوجي قبل فوات الأوان. إن العلوم البحتة والتكنولوجيا ليست علوماً أخلاقية بذاتها، فإذا تُركت وشأنها قادت الإنسان إلى وجهة مجهولة؛ لذلك يتعين على بلداننا أن تقدم نموذجاً متوازناً يجمع بين الابتكار التكنولوجي والقيم الإنسانية، مع التأكيد على أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أداة لتعزيز رفاهية المجتمع والبيئة، وليس تهديداً لهما. إن مثل هذه الرؤية من شأنها أن تضع بلداننا في طليعة الدول التي تتبنى سياسات ذكاء اصطناعي شاملة وأخلاقية.

تختار لك وتساعدك في القرار.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي صورة الإنسان عن ذاته؟
تختار لك وتساعدك في القرار.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي صورة الإنسان عن ذاته؟

الجزيرة

time٢٤-٠٤-٢٠٢٥

  • الجزيرة

تختار لك وتساعدك في القرار.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي صورة الإنسان عن ذاته؟

يشهد العالم المعاصر تحوّلًا غير مسبوق في تاريخ الوجود البشري، تقوده التكنولوجيا بصفتها القوة الأكثر تأثيرًا في تشكيل ملامح الحياة الحديثة. لم تعد التكنولوجيا مجرد أدوات أو منصات مساعدة، بل أصبحت بحد ذاتها بيئةً كلية نعيش فيها، وعاملًا حيويًا يُعيد صياغة مفاهيم الإنسان عن ذاته، وعن العالم، وعن الآخرين من حوله. وفي قلب هذا التحول تقف الأجيال الجديدة لا كمتلقٍّ سلبي، بل كنتاجٍ حيّ لهذا العصر الرقمي بكل تعقيداته وتناقضاته. نتحدث هنا تحديدًا عن جيل Z (المولود بين 1997 و2012)، وجيل ألفا (المولود بعد 2013)، وهما جيلان نشآ في ظل تحوّل تكنولوجي عميق بدأ مع الثورة الرقمية في نهاية القرن العشرين، وتفاقم مع دخول الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والميتافيرس والبيانات الضخمة إلى صلب الحياة اليومية. جيل Z يمثل الجسر بين عالمين: عالم ما قبل الثورة الرقمية، وعالم أصبحت فيه الخوارزميات هي "العقل الجمعي" الجديد. لقد عاش هذا الجيل مراحل الانتقال الكبرى: من الكتب الورقية إلى الشاشات، من الاتصالات الهاتفية إلى الرسائل الفورية، من الصفوف المدرسية إلى التعليم عن بُعد. أما جيل ألفا، فهو الجيل الذي لم يعرف سوى الرقمية منذ لحظة الميلاد، إذ تفتحت حواسه الأولى على شاشة، وتكوّنت مهاراته اللغوية من خلال مساعد صوتي، وتعلّم المفاهيم الأولى عن طريق تطبيقات ذكية وخوارزميات دقيقة تستجيب لسلوك المستخدم لحظيًا. إننا لا نتحدث عن تغيّر في أنماط الحياة فقط، بل عن إعادة تشكيل حقيقية للذات الإنسانية. ففي السابق، كانت الهوية تُبنى عبر التفاعل مع الأسرة، والمدرسة، والثقافة المحلية، وكانت تنشأ ضمن سياق اجتماعي واضح المعالم. أما اليوم، فالأجيال الرقمية تبني صورها الذاتية في فضاءات افتراضية عالمية، تتخطى الحواجز اللغوية والثقافية والجغرافية. إنها هوية "مُفلترة"، تُنتجها الصور والمنشورات والتفاعلات المرسومة وفق خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي، وتُقاس بكمية "الإعجابات" والمشاهدات، لا بتجربة الذات العميقة. هذا التحول لا يخلو من مفارقات. فعلى الرغم من الكمّ الهائل من التواصل الرقمي، تشير دراسات عديدة إلى تصاعد مشاعر الوحدة والعزلة، خصوصًا بين المراهقين والشباب. وقد ربطت تقارير صحية بين الإفراط في استخدام التكنولوجيا وبين ارتفاع معدلات القلق، واضطرابات النوم، وضعف التركيز، وتراجع المهارات الاجتماعية. جيل Z، برغم إتقانه المذهل للتكنولوجيا، يواجه صعوبة متزايدة في بناء علاقات واقعية مستقرة. أما جيل ألفا، فيُظهر مبكرًا قدرة رقمية خارقة، لكنها تقترن أحيانًا بضعف في التطور اللغوي والعاطفي، وكأن المهارات الإنسانية الكلاسيكية باتت تُستبدل تدريجيًا بكفاءات رقمية جديدة. هذا لا يعني أن الأجيال الرقمية "أقل إنسانية"، بل إنها مختلفة في تركيبها المعرفي والعاطفي والاجتماعي. إنها أجيال تعيش فيما يمكن تسميته "الواقع الموسّع"، حيث تتداخل فيه الذات البيولوجية بالذات الرقمية، ويذوب فيه الخط الفاصل بين ما هو واقعي وما هو افتراضي. وهذه الحالة تطرح سؤالًا وجوديًا جوهريًا: من أنا في عالم يُعاد فيه تشكيل الذات بواسطة أدوات لا أتحكم بها بالكامل؟ من يوجّهني فعلًا: أنا، أم البرمجية التي تختار لي ما أقرأ وأشاهد وأرغب؟ في هذا السياق، تتزايد الحاجة إلى تفكيك العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا من جديد. فنحن لم نعد فقط نستخدم التكنولوجيا، بل يُعاد تشكيلنا من خلالها، وقد أصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا خفيًا في اتخاذ القرارات، وتوجيه السلوك، وحتى في تكوين القيم وتصورات العالم. منصات مثل تيك توك ويوتيوب وإنستغرام لم تعد وسائط ترفيهية فحسب، بل منصات لإنتاج الثقافة والهوية والسلوك الاستهلاكي. ولعل المفارقة الكبرى تكمن في أن هذه التكنولوجيا التي وُعدنا بها كوسيلة لتحرير الإنسان، باتت تخلق أشكالًا جديدة من التبعية. فمن جهة، تسهّل الحياة وتختصر الوقت، لكنها من جهة أخرى تُعيد تشكي إدراكنا بطريقة غير مرئية. إنها "القوة الناعمة" الأشد تأثيرًا في تاريخ البشرية. في ظل هذا الواقع، لا يكفي أن نُحمّل الأفراد مسؤولية التكيف. المطلوب هو تفكير جماعي لإعادة توجيه العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا. المؤسسات التعليمية مطالبة بأن تراجع مناهجها، لا فقط لتُدخل التقنية، بل لتُعيد التوازن بين ما هو رقمي وما هو إنساني. الأسرة، بدورها، لم تعد فقط مصدرًا للقيم، بل أصبحت "ساحة مقاومة" للحفاظ على الحميمية في وجه التمدد الرقمي. أما صانعو السياسات، فعليهم مسؤولية أخلاقية وتشريعية للحدّ من تغوّل التكنولوجيا في تفاصيل الحياة اليومية، ووضع ضوابط تحمي الأجيال من فقدان الجوهر الإنساني. ينبغي ألا يكون السؤال: كيف نُقلل من استخدام التكنولوجيا؟ بل: كيف نستخدمها بطريقة تحافظ على إنسانيتنا؟ كيف نُدرّب أبناءنا على التفكير النقدي، والقدرة على التأمل، والانفتاح العاطفي، لا فقط على البرمجة والتصميم؟ نحن نعيش لحظة مفصلية، لحظة يُعاد فيها تعريف الإنسان، لا بالمعنى البيولوجي، بل بالمعنى الوجودي. وإذا لم نُحسن إدارة هذا التحوّل، فإننا قد نخسر القدرة على أن نكون ذاتًا فاعلة حرة في عالم تتزايد فيه السيطرة غير المرئية للأنظمة الذكية. المستقبل لا تصنعه الآلات، بل الإنسان الذي يعرف كيف يتعامل معها. ولهذا، فإن المعركة الأهم ليست بين الأجيال والتكنولوجيا، بل بين الإنسان وإنسانيته.

الذكاء الاصطناعي واقتصاد الانتباه
الذكاء الاصطناعي واقتصاد الانتباه

الجزيرة

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • الجزيرة

الذكاء الاصطناعي واقتصاد الانتباه

لقد ناهز حجم سوق الإعلان الرقمي العالمي عبر الإنترنت 237 مليار دولار عام 2022، ويتوقع أن يصل معدل النمو السنوي المركب له إلى 15.7% بحلول 2030. ولعل أبرز عوامل هذا النمو: زيادة استخدام الإنترنت والهواتف الذكيةفي العالم. تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي،وتحليل البيانات لاستهداف الإعلانات بدقة. انتشار منصات التواصل الاجتماعيمثل فيسبوك، إنستغرام، تيك توك، و(X). التحول الكبير نحو التجارة الإلكترونية، ما زاد من الطلب على الإعلانات الرقمية.استخدام الفيديو والإعلانات التفاعلية كأدوات تسويقية فعالة. ومن المتوقع أن يستمر السوق في التوسع مستقبلا بفضل: التطورات فيإعلانات الذكاء الاصطناعي والتخصيص الفائق. نموالإعلانات عبر البث المباشر (Live Streaming) والواقع المعزز (AR). زيادة الاستثمار فيإعلانات البحث المدفوعة (PPC) والتسويق بالمحتوى. يُعد سوق الإعلان الرقمي أحد أسرع القطاعات نموًّا، حيث يقود التحول الرقمي عالميًّا مع تطور إستراتيجيات التسويق التقني. وبالتدقيق في هذا الاقتصاد الكبير نجد أنه يقوم على الانتباه؛ فجذب انتباه الزبائن، ثم الاحتفاظ به وتوجيهه، عناصر لها أهمية دائمة في هذا الاقتصاد. ونود في هذا المقال بيان ذلك، وإيضاح دور الذكاء الاصطناعي في تسارع نمو هذا الاقتصاد. هل فيكم من يذكر بدايات انتشار الإنترنت أواخر القرن العشرين؟ هل فيكم من يذكر متصفحًا مثل "مكتوب" أو"Netscape"؟ لم تكن تللك الفترة بداية الإنترنت (الذي استخدمته البحرية الأميركية منذ مطلع السبعينيات)، ولكنها كانت حقًّا بداية انتشاره بين شعوب الأرض. وكان إقبال الجماهير على هذه الظاهرة الجديدة قويًّا ومدفوعًا في الغالب بحب الاستطلاع والفضول، بينما كانت شركات تقديم الخدمة تستمتع بفترة ذهبية من جمع معلومات المستخدمين طوعًا وكرهًا. كان الإقبال كبيرًا على الحصول على بريد ألكتروني واكتشاف مزاياه، وكان المستخدم مستعدًّا لقبول شروط مقدم الخدمة "المجانية"، بل كان متحمسًا لها؛ فكان مستعدًّا لملء استمارات طويلة ببياناته الشخصية واختياراته وهواياته، وما شاء مقدم الخدمة "المجانية" من معلومات.. وكان هذا المسكين مستعدًّا لانتظار يوم أو أكثر لـ"دراسة طلبه" والموافقة عليه! أما اليوم، فيتنافس مقدمو هذه الخدمة "المجانية" على توزيع خدماتهم، لا يطلبون سوى رقم هاتف أو بريد ألكتروني يرسلون عليه رمزًا للتحقق من صلاحيته، ولا يتطلب الأمر من "المستفيد" سوى ثوانٍ معدودة. فما هو الثابت والمتغير خلال هذه العقود الثلاثة؟.. أما الثابت فهو أن مقدمي الخدمة يجتهدون في تحقيق مصالحهم، وأما المتغير فهو الوسائل والطرق المتبعة. في البداية كان المستخدم مهتمًّا ومندفعًا؛ فكان يركز انتباهه لـ"متطلبات الخدمة"، وكان مقدم الخدمة يتوسع في هذه المتطلبات فيحصل على ما يريد من بيانات، ثم يستخدمها في الكسب من الترويج أو التأثير، أو غير ذلك من الأنشطة المدرة للدخل. مثال ذلك أن يقول مقدم الخدمة لشركة تجارية: "أستطيع عرض بضاعتكم على مليون شخص بالصفات المناسبة لبضاعتكم، فكم تدفعون؟" ويقول مثل ذلك لحزب سياسي في حملة انتخابية، وهكذا.. أما اليوم، وفي عصر السرعة الفائقة، فقد تكفل الذكاء الاصطناعي بجمع المزيد من بيانات المستخدمين، من خلال الربط بين بروفايلاتهم والمواقع والصفحات التي يزورونها، والمدة الزمنية التي يقضونها أمام كل صفحة، وأنواع وعينات المحتويات التي يتفاعلون معها.. إذا نجح الموقع في الاحتفاظ بانتباه المستخدم استثمر ذلك الوقت في بناء الثقة بينهما؛ تمهيدًا للمرحلة الثالثة -وهي الأخطر- ألا وهي توجيه الانتباه في البداية، كان المستخدم يقدم انتباهه مجانًا وبطيب خاطر لمقدم الخدمة، ويضعه تحت تصرفه فيفعل فيه ما يشاء. أما اليوم، فقد تكاثر مقدمو الخدمة، وازداد وعي المستخدم، وتوجسه من الجرائم السيبرانية وإساءة استخدام البيانات، وغير ذلك من العوامل التي قلصت بشكل كبير إمكانية ولوج مقدمي الخدمة إلى مساحة الانتباه لدى المستخدمين. ومع تقدم الزمن، أنشأ التجار والباحثون عن زبائن مواقعهم الألكترونية؛ فصاروا ينافسون مقدمي الخدمة التقليديين على انتباه المستخدمين. وهكذا نشأ التنافس القوي بين كل هؤلاء على المستخدمين المساكين، وتطورت خوارزميات الذكاء الاصطناعي وتنافست في إنتاج مواد جاذبة للانتباه، قصيرة المدة سريعة الوصول واضحة الإيحاء والدلالة، تعرض نفسها على المستخدم من غير سابق طلب ولا علم بها. وفي كل الحالات، تمر معركة الانتباه بمراحل ثلاث: الجذب والاحتفاظ والتوجيه. جذب الانتباه هو المرحلة الأولى، وهي الأساس، هدفها خطف انتباه المستخدم لينشغل بالمعروض، فيضغط زرًّا أو رابطًا يُدخله إلى موقع المحل أو المتجر، ويصرفه عن المنافسين؛ فيخرج من حلبة تنافسهم وينصرف عن معروضاتهم. بهذا تنتهي مهمة المرحلة الأولى وتبدأ مرحلة أصعب وأكبر تحديًا، وهي مرحلة الاحتفاظ بالانتباه… الاحتفاظ بالمستخدم داخل المتجر، والحرص على أن لا يخرج فيصطاده المنافسون. تتفنن خوارزميات الذكاء الاصطناعي في عرض البضائع الأقرب إلى ذوق المستخدم حسب بياناته في وسائل التواصل الاجتماعي، وإلى خصائصه البدنية والثقافية واهتماماته حسب المواقع التي يتصفحها والوقت الذي يقضيه أمامها، وغير ذلك من البيانات التي تمكن قراءتها من السلوك الألكتروني للمستخدم. إذا نجح الموقع في الاحتفاظ بانتباه المستخدم استثمر ذلك الوقت في بناء الثقة بينهما؛ تمهيدًا للمرحلة الثالثة -وهي الأخطر- ألا وهي توجيه الانتباه. في هذه المرحلة يكون المستخدم قد اطمأن للموقع وزاره وأعاد زيارته مرات؛ فيبدأ الموقع في اقتراح "بدائل" أو "معززات" أو ما إلى ذلك من التسميات الهادفة إلى توريط المستخدم في عادات استهلاكية جديدة، سواء كانت في الملبس أو المأكل أو المركب أوالترفيه، أو.. هنا أيضا يبرز دور الذكاء الاصطناعي في اقتراح تلك البدائل والمعززات، مستخدما ما يتاح له من بيانات في إقناع المستخدم؛ فتقنيات الذكاء الاصطناعي تتيح تتبع سلوك المستخدم جغرافيًّا وألكترونيًّا، فتتعرف على المواقع التي زارها، وتفاعله معها، والمدة التي قضاها في كل موقع، وتضيف إلى ذلك بيانات الطقس وعروض الموسم، وغير ذلك من المعلومات المتعلقة بالبيئة؛ فتطبخ من كل تلك البيانات عروضا "مناسبة"، بل "مغرية"، تدفع المستخدم لاقتناصها. وأمام هذه الوضعية نتذكر مقولة شهيرة متداولة "إذا لم تدفع الثمن، فلست الزبون، بل أنت المنتج الذي يتم بيعه"… هذه العبارة الشهيرة (المنسوبة غالبًا إلى أندرو لويس أو ريتشارد سيرا) تلخص نموذج عمل العديد من المنصات المجانية مثل: مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك، إنستغرام، تيك توك). محركات البحث (جوجل). التطبيقات المجانية التي تعتمد على الإعلانات. أمنك من أمن بياناتك؛ فكلما حافظت على بياناتك حفظت أمنك وخصوصيتك كيف يعمل هذا النموذج؟ أنت تقدم بياناتك مجانًا (اهتماماتك، سلوكك، تفاعلاتك، وحتى موقعك الجغرافي). الشركات تبيع هذه البيانات للمعلنين لجعل الإعلانات أكثر استهدافًا وفعالية. النتيجة: أنت "المنتج"، والمعلنون هم "الزبائن الحقيقيون". كيف تحمي نفسك؟ قلل مشاركة البيانات الشخصية. استخدم أدوات منع التتبع (مثل: VPN أو متصفح Brave). اقرأ شروط الخصوصية قبل الموافقة عليها. ويلاحظ المرء تكرر هذه الظاهرة مع نماذج الذكاء الاصطناعي وإن باختلاف طفيف؛ فعند ظهور شات جي بي تي كان "المجاني" محصورًا كمًّا وكيفًا، إذ كان "طعمًا" لدفع المستخدمين إلى الاشتراك المدفوع، وبمجرد أن ظهرت نماذج أخرى مثل ديب سيك اهتزت سوق الذكاء الاصطناعي واشتد التنافس، وها هي النماذج تظهر تباعًا، منها المتخصص والعام، ولعل الأيام ستكشف قريبًا عن التوازن الذي ستستقر عليه السوق ومدى ذاك الاستقرار. والخلاصة، إن أمنك من أمن بياناتك؛ فكلما حافظت على بياناتك حفظت أمنك وخصوصيتك. ويؤثر عن الدكتور مصطفى محمود (رحمه الله) قوله: "الخصوصيّة قوّة، فالناس لا يستطيعون تدمير ما لا يعرفون، أنت سيّد ما تخفيه، وأسير ما تفشيه".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store