logo
«واقعة العدوة».. وتدريب الوزراء

«واقعة العدوة».. وتدريب الوزراء

الدستور٠١-٠٤-٢٠٢٥

«العدوة» مدينة صغيرة وأصيلة فى صعيد مصر، تتبع محافظة المنيا، يلتف حولها عدد من القرى التى تمتهن الزراعة لجودة أراضيها، ٨٠٪ من سكانها يشتغلون بالزراعة، والنسبة الباقية تعمل بالتجارة وأنشطة ومهن أخرى. وتنتشر فى هذا المكان من أرض مصر الأمراض التى نعرفها فى باقى مناطق الدلتا والصعيد. المؤكد أن نسب الفيروسات الكبدية، وعلى رأسها فيروس سى، قد تراجعت مع تقدم الفحص والعلاج وسهولته.. بفعل الحملات القومية التى عرفتها مصر خلال السنوات الأخيرة. العدوة حاليًا، كغالبية أحوال الريف والمدن المصرية، ينتشر فيها الفشل الكلوى بمعدلاته الطبيعية.. ويلجأ المرضى للمستشفيات العامة للغسيل الكلوى. والسؤال هنا: هل قدمت الحكومة للعدوة أو غيرها، مبادرة متميزة مثلما فعلت مع مرضى الفيروسات الكبدية؟ وجوابى السريع هو لا. الدولة ما زالت تلجأ فقط لنشر أجهزة الغسيل الكلوى بالمستشفيات العامة، فيما يتولى التأمين الصحى أو منظومة «العلاج على نفقة الدولة» تحمل التكاليف.
هناك سلبيات عديدة فى المنظومة الصحية التقليدية بالمستشفيات الحكومية، أبرزها الزحام فى الأقسام الرئيسية مثل الاستقبال والطوارئ، والتأخر فى تقديم الإسعافات الضرورية، وقلة أعداد الأطباء بشكل عام بسبب ضعف المرتبات ولجوء نسبة منهم للهجرة أو العمل بالخارج. بشكل عام وبأمانة كاملة، لو سألنا أى مصرى يتردد على المستشفيات الحكومية: هل تحسنت الخدمة فى السنوات الأخيرة بعد زيادة معدل الإنفاق العام على ميزانيات الصحة؟ وهل أحدث الوزير الحالى، نائب رئيس الوزراء الدكتور خالد عبدالغفار، تحسنًا ولو محدودًا، يُحسب له فى المنظومة الصحية؟ إجابتى المحددة لا. ما زالت الشكوى كما هى. أزمات القطاع تتزايد، إنفاق الأهالى على العلاج من دخولهم المحدودة يتضاعف. هناك قرارات وزارية بزيادة رسوم الكشف بالمستشفيات الحكومية، أو دفع مصاريف العلاج حتى فى العمليات والطوارئ. مخصصات الموازنة العامة للصحة بلغت ٤٩٦ مليار جنيه فى العام الجارى، لكن التضخم وزيادة عدد السكان قللا من تأثير هذه المليارات على المواطن البسيط. لذلك عندما يُجمع الأهالى على وجود شكوى من حدوث تقصير فى الخدمة الصحية بأحد المستشفيات العامة، خاصة فى قسم يتعامل معه أصحاب أمراض مزمنة.. وأقصد هنا مرضى الغسيل الكلوى، فعلى المسئول الكبير أن يتواضع ويسمع بإنصات، ثم يتدخل لعلاج الخلل، حتى لو كان هذا المسئول هو وزير الصحة بنفسه.
بعض الوزراء، أو غالبيتهم فى الوقت الحالى، لم يتدربوا جيدًا على طبيعة المهام الموكلة إليهم. لم يمارسوا منصبًا سياسيًا من قبل. قضوا حياتهم فى وظائف تنفيذية روتينية، أو كأساتذة جامعات، لم يتفاعلوا سوى مع عشرات أو مئات الطلاب فى المدرج أو المعمل، الغالبية من المسئولين، وضمنهم الدكتور خالد عبدالغفار، لم يشرح لهم أحد أنهم لا ينفقون على الشعب من جيوبهم أو أموالهم الخاصة، ولا يقدمون العطايا والهبات لهم. يعتقدون أنه من الممكن أن يتوقف ذلك المدد إذا غضبوا من الشعب. فهمت من كلماته أن هؤلاء الرعايا ينبغى أن يشكروا الحكومة على الخدمة الصحية المقدمة إليهم، حتى لو كانت دون المستوى. الوزير قالها هكذا لمواطنى العدوة دون تزويق.
الحكومة بكل ممثليها الكبار والصغار هم موظفون لدى الشعب، والوزراء هم النخبة من بينهم، إن أحسنوا بقوا فى مناصبهم لفترة أطول، بعد أن نمنحهم الثقة مرة أخرى، وإن فشلوا فى المهمة أو أقدموا على ممارسات خاطئة أو أدلوا بتصريحات مثيرة للجدل، فعلى القيادة العليا أن تتدخل لتصويب الأمور بأى طريقة ممكنة، حتى إن وصل الأمر لإقالة هذا المسئول.
لا بد أن يتلقى وزير الصحة، وغيره من الوزراء، تدريبًا سياسيًا مكثفًا. أنا تعاملت مع الدكتور عبدالغفار من قبل، وأرى أن أداءه فى «التعليم العالى» كان أفضل من إدارته الحالية لملف «الصحة». وقد يختلف معى عدد من الزملاء، محررى التعليم العالى، لديهم ملاحظات كثيرة على غالبية ما قام به هناك. وأنا أتمنى أن تعترف الحكومة كلها، ابتداءً من الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، أن مداخلة وزير الصحة داخل مستشفى العدوة معيبة، وتستوجب الاعتذار والتصحيح السريع. وأكرر هنا اقتراحى بأهمية اختيار وزراء لديهم احتكاك بالشارع أكثر، وحبذا لو كان لديهم خبرة سياسية. كما أقترح تدريب الوزراء الجدد سياسيًا، فى الأكاديميات أو الجامعات الكبرى، على مبادئ العمل السياسى العام. كليات الاقتصاد والعلوم السياسية والحقوق والأكاديميات المتخصصة تصلح لهذا الدور.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إنجاز طبي بمستشفى أطفال مصر: إنقاذ رضيعة بتوسيع الصمام الأورطي بالبالون
إنجاز طبي بمستشفى أطفال مصر: إنقاذ رضيعة بتوسيع الصمام الأورطي بالبالون

مصرس

timeمنذ 40 دقائق

  • مصرس

إنجاز طبي بمستشفى أطفال مصر: إنقاذ رضيعة بتوسيع الصمام الأورطي بالبالون

في إنجاز طبي جديد يضاف إلى سجل النجاحات المتواصلة في مجال رعاية الأطفال، نجح الفريق الطبي بمستشفى أطفال مصر للتأمين الصحي في إجراء أول عملية من نوعها لتوسيع الصمام الأورطي بالبالون عن طريق القسطرة القلبية، وذلك لطفلة حديثة الولادة تبلغ من العمر شهرين وتزن 3.6 كجم، كانت تعاني من ضيق شديد في الصمام الأورطي. اقرأ أيضا | الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل توقع بروتوكول تعاون مع غرفة مقدمي الرعاية الصحيةالعملية المعقدة تمت بنجاح كبير تحت إشراف نخبة من أمهر أطباء قسطرة قلب الأطفال في مصر، حيث أسهم التدخل السريع في إنقاذ حياة الطفلة وتحسين حالتها الصحية بشكل ملحوظ. وتم نقلها بعد العملية إلى وحدة الرعاية المركزة لمتابعة حالتها، والتي أصبحت الآن مستقرة وتستعد للخروج من المستشفى والمتابعة في العيادات الخارجية.يأتي هذا الإنجاز تنفيذًا لتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، في إطار خطة شاملة لتطوير المنظومة الصحية ورفع كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين، لا سيما الأطفال، من خلال الاستثمار في الكوادر والتقنيات الطبية المتقدمة.وقال الدكتور أحمد مصطفى، رئيس الهيئة العامة للتأمين الصحي، إن وحدة القسطرة القلبية بمستشفى أطفال مصر تُعد الأولى من نوعها داخل منظومة التأمين الصحي ووزارة الصحة والسكان، حيث تم افتتاحها في الأول من أكتوبر 2024، وتستقبل نحو 50 حالة شهريًا، ما يجعلها مركزًا متخصصًا يقدم خدمات دقيقة للأطفال وحديثي الولادة على مستوى الجمهورية.وأشار إلى أن هذا النجاح يعكس التزام الهيئة بدعم قدرات المستشفيات التابعة لها وتوفير أفضل سبل الرعاية الصحية، خاصة في التخصصات الدقيقة التي تمثل طوق نجاة للأطفال المرضى.وتُعد مستشفى أطفال مصر واحدة من أكبر المستشفيات التابعة للهيئة العامة للتأمين الصحي، حيث تقدم خدماتها الطبية بشكل مجاني لمستحقي التأمين الصحي، وتتميز بتقديم جراحات القلب المفتوح، وعلاج أمراض الدم والسرطان، فضلًا عن امتلاكها قسمًا متطورًا للأشعة المقطعية ووحدات علاجية متخصصة في أمراض الهيموفيليا وغيرها من الحالات النادرة.هذا الإنجاز يرسّخ مكانة المستشفى كصرح طبي متكامل في مجال طب الأطفال، ويعزز الأمل في مستقبل صحي أكثر إشراقًا لأطفال مصر.

خالد عبد الغفار يبحث سبل تعزيز التعاون في المجالات الصحية مع وزيري صحة لاتفيا وأوكرانيا
خالد عبد الغفار يبحث سبل تعزيز التعاون في المجالات الصحية مع وزيري صحة لاتفيا وأوكرانيا

فيتو

timeمنذ ساعة واحدة

  • فيتو

خالد عبد الغفار يبحث سبل تعزيز التعاون في المجالات الصحية مع وزيري صحة لاتفيا وأوكرانيا

التقى الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، الدكتور حسام أبو مرعي، وزير صحة جمهورية لاتفيا، والدكتور فيكتور كيريلوفيتش وزير صحة دولة أوكرانيا، لبحث سبل تعزيز التعاون في الاستثمارات بالقطاع الصحي، وتقديم أفضل خدمات طبية للمرضى، وذلك على هامش انعقاد فعاليات الدورة الـ 78 لجمعية الصحة العالمية بمدينة «جنيف» السويسرية. تعزيز التعاون الصحي وقال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن اللقائين استهدفا تعزيز التعاون الصحي، لاسيما في مجالات الصحة العامة والوقاية من الأمراض، وتطوير القوى العاملة الصحية، والسياسة الدوائية وإدارة سلاسل التوريد، وضمان الجودة وإدارة المستشفيات، والبحث والابتكار في مجال الصحة، وأيضا تعزيز نظام الرعاية الصحية الأولية. وأضاف «عبدالغفار» أن الاجتماعين تضمنا بحث التعاون في مجال السجلات الصحية الإلكترونية، والوصفات الطبية الإلكترونية، في تطوير نماذج الرعاية الصحية الأولية المتكاملة، وممارسات طب الأسرة، والدعم الفني في تقديم الخدمات الصحية بالمناطق الريفية والنائية، وكذلك التعاون في الاستراتيجيات الوطنية للوقاية من الأمراض غير المعدية، ومكافحة التبغ، والصحة النفسية، وتعزيز أنماط الحياة الصحية. وتابع المتحدث الرسمي للوزارة، أن الاجتماع استعرض تبادل أفضل الممارسات في تسعير الأدوية، وسياسات التسعير، بالإضافة إلى بحث التعاون في التخصصات الطبية المختلفة، واستكشاف الفرص الجديدة للتعاون بالمجالات ذات الاهتمام المشترك. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

دينية النواب توافق على زيادة موازنات مستشفيات الأزهر وتطالب بدعمها
دينية النواب توافق على زيادة موازنات مستشفيات الأزهر وتطالب بدعمها

تحيا مصر

timeمنذ ساعة واحدة

  • تحيا مصر

دينية النواب توافق على زيادة موازنات مستشفيات الأزهر وتطالب بدعمها

وافقت لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، خلال اجتماعها اليوم، على الموازنة العامة للدولة للعام المالي الجديد فيما يخص عددًا من المستشفيات الجامعية التابعة للأزهر، وسط مطالبات بدعم مواردها لتحسين خدماتها الطبية. دينية النواب توافق على زيادة موازنات مستشفيات الأزهر وشملت الموافقة زيادة موازنة مستشفى أسيوط الجامعي إلى 100 مليون جنيه، بزيادة 40% عن العام الماضي، وموافقة على موازنة مستشفى الزهراء الجامعي بقيمة 655 مليون جنيه، ومستشفى دمياط الجامعي. وطالب الدكتور أسامة العبد، وكيل اللجنة، جامعة الأزهر بمراعاة مطالب تلك المستشفيات، خاصة مستشفى أسيوط، مؤكدًا: "ندعم مطالبها لدورها المجتمعي في خدمة المرضى، ولا نريد رؤية نقص في المستلزمات الطبية". وتوجه بالنداء إلى ممثلي وزارتي التخطيط والمالية: "ارحموا ضعف إمكانيات هذه المستشفيات وسارعوا بتلبية احتياجاتها لخدمة المجتمع". من جانبه، أكد الدكتور محمد أبو هاشم، أمين سر اللجنة، أن مطالب المستشفيات "عادلة" نظرًا لدورها الحيوي، داعيًا إلى تسريع الانتهاء من الأعمال الإنشائية وتوفير الأجهزة والمستلزمات الطبية. وكشف الدكتور إبراهيم شعلان، عميد كلية طب أسيوط، عن احتياجات المستشفى لتخصيص 33 مليون جنيه لتغطية تكاليف الكهرباء، و52 مليون جنيه لاستكمال الإنشاءات التي وصلت نسبة تنفيذها إلى 85%. وأشار إلى أن المستشفيات أنفقت أكثر من 35 مليون جنيه من مواردها الخاصة على المستلزمات الطبية، بعيدًا عن موازنة الدولة، مطالبًا بتوفير تمويل عاجل للمصاعد الكهربائية الجاهزة للتركيب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store