فضل الله: إطلاق الشعارات المذهبية لا يخدم سوى العدو الصهيوني
عقد العلّامة السيّد علي فضل الله لقاءً حواريًا في المركز الإسلامي الثقافي في حارة حريك، تحدث فيه عن "السلام والحرب في الإسلام" ومن ثم أجاب خلاله على عدد من الأسئلة والاستفسارات.
وأكد عن ان "السلام هو المبدأ والأصل في الإسلام والقاعدة الأساسية فيه"، مشيرا إلى ان "الحرب هي الاستثناء وان هناك حالات معينة تستوجب او تفرض القتال ولكن ذلك لا بد أي يحصل ضمن ضوابط أخلاقية صارمة وشروط حددها الإسلام وامر التقيد بها فالإسلام حرص على التوازن بين مبادئ السلم وضرورات الحرب والتي قد يلجأ اليها المسلم دفاعا عن دينه او نصرة لمظلوم او منعا لفتنة قد تحصل وان يكون القتال في سبيل الله ونصرة لدينه بعيدا عن البعد العصبي والعشائري او من اجل السيطرة ونهب ثروات الآخرين".
ولفت فضل الله الى ان "الأصل في الإسلام هو مشروعية الصلح والمعاهدات وكل المعارك التي خاضها المسلمون كانت دفاعية او لرد الظلم والاضطهاد عنهم"، مشيرا إلى ان "الإسلام اعتبر أن حماية الفرد والمجتمع من أولوياته"، مؤكدا ان "الإسلام يرفض السلام الذليل والذي يفرط بمقدرات الأمة وثرواتها من اجل مصالح خاصة وذاتية".
وفي سؤال عن التطبيع والسلام الذي يعمل له في المنطقة، قال: "لا أحد يجرؤ على طرح موضوع التطبيع مع الكيان الصهيوني في لبنان وهو ما زال يحتل الأرض ويقوم بالاعتداءات اليومية ضد البشر والحجر نحن لا ننكر ان لبنان يواجه تحديات ويتعرض لضغوط كثيرة على مختلف المستويات لدفعه في هذا الاتجاه الاستسلامي وانا هنا اطرح سؤالا للذين يروجون لهذا المنطق هل هذا العدو يريد حقا السلام وهل تخلى عن مشروعه الهادف الى الإطباق على المنطقة والسيطرة على مقدراتها ولكن البعض يريد لنا الاستسلام وليس السلام وان ينزع كل مواقع القوة لدينا".
وشدد على "ضرورة ألّا نستضعف أنفسنا او نقلل من قدراتنا وامكاناتنا ولكن للأسف هناك في هذا البلد من يعمل على اسقاط كل مواقع قوتنا لحساب هذا العدو او لأحقاد داخلية ومصالح ذاتية".
واضاف: "ونحن نعيش أيام التحرير التي أثبتت اننا نملك الكثير من الطاقات التي عندما اجتمعت وتوحدت جهود الناس والمقاومة والجيش انتجت تحريرا لذلك علينا ان تبقى هذه الصورة الناصعة ماثلة امام أعيننا وألّا يدخل اليأس او الإحباط في نفوسنا والّا نستسلم للظروف الصعبة التي نعيشها وان نفكر بحكمة ووعي حتى نقدر على تجاوزها".
وتابع: "إنّا نعيش في واقع تطغى فيه العصبيّات على كل الصعد والّذي يؤدي إلى كل ما نشهده من انقسامات وصراعات باتت تهدّد كل واقعنا ما يدعونا إلى أن نخرج من العصبيّات إلى الالتزام بالحق والعدل والقيم الأخلاقيّة والإنسانيّة ونحدّد موقفنا من كل الآخرين سواء كانوا قريبين أو بعيدين على أساس ذلك بأن ننفتح على من نختلف معهم مهما تكن طبيعة الاختلاف. وإذا كان من عصبية فلا ينبغي أن تكون للأشخاص والجهات بل للمبادئ الّتي يلتزمون بها، ما دام هؤلاء قد يصيبون ويخطئون حتى لا نقدس أخطاءهم بل أن نتعصب للقيم...".
واستنكر وشجب "كل الشعارات المذهبية التي تطلق هنا وهناك او التي تسيء لهذا الرمز او هذه الشخصية محذرا من ان هناك من يسعى لاستدراج هذا الوطن إلى فتنة بين مكوناته والى نشر الفوضى لتحقيق اهداف وغايات تصب في مصلحة أعداء هذا الوطن".
ad
واكد ان" إطلاق هذه الشعارات لا يخدم سوى العدو الصهيوني محذرا من استخدام هذا المنطق وهذه الكلمات المستفزة والتي ستجر إلى ردود فعل من هنا وهناك".
وختم: "دورنا ان نكون الإطفائيين وان نقف في وجه كل من يريد ان يلعب بهذا الوطن ويسعى لإثارة الفتنة ويدخله في اتون الفتن والمشاكل والصراعات وان يكون دائما منطقنا منطق الحجة والدليل".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ 21 دقائق
- بيروت نيوز
بريدي استقبل المهنئين بفوزه في عضوية بلدية بيروت
استقبل الفائز بعضوية المجلس البلدي في بيروت مرشح حزب الكتائب اللبنانية في لائحة 'بيروت بتجمعنا' اسكندر (ألك) بريدي المهنئين في دارته في الاشرفية، الذين تقدمهم النائب نديم الجميّل، رئيس اللائحة المهندس ابراهيم زيدان، رئيس مؤسسة الرئيس بشير الجميل يمنى الجميّل زكار وعدد من أعضاء اللائحة. وألقى بريدي كلمة رحّب فيها بالمهنئين وشكر كل من دعم لائحة 'بيروت بتجمعنا' وكل من عمل وساعد لتأمين المناصفة في المجلس البلدي، ووعد البيروتيين ب'إلانماء والتنمية والمشاريع لتكون العاصمة واحة فرح وسلام ومقصدًا لكل أصدقاء لبنان'. وقال: 'نحن سنعمل وسنحقق الإنجازات ولن نقول: ما خلّونا. ولا بدّ لي أن أشكر حزب الكتائب الذي رشحني لأكون ممثله في لائحة 'بيروت بتجمعنا' بدعم وتأييد من الشيخ نديم الجميّل الذي كان صمام الأمان لي خلال الحملة الإنتخابية والداعم الأساسي لي لكي أخوض هذه التجربة لأكون في خدمة لبنان وخدمة بيروت. وأشكر عائلتي وأصدقائي على دعمهم ومحبتهم. ومن اليوم سنبدأ العمل لتنفيذ ما وعدنا به البيروتيين. مهمتنا صعبة وليست سهلة'. الجميّل بدوره هنأ النائب الجميّل الفائزين في بيروت، وقال: 'ما تحقق لم يكن سهلًا تحقيقه. فكان همّنا الأول وقبل فوز المرشحين الذين ندعمهم هو المحافظة على الشراكة الحقيقية في بلدية بيروت. وعلينا منذ اليوم العمل لتصحيح القوانين في المجلس النيابي لتنظيم العمل البلدي وفق آلية يكون الجميع مرتاحًا لها في المستقبل. أتمنى لكم التوفيق لأن يكون عمل المجلس البلدي جديًا لخدمة بيروت والبيروتيين. فبيروت بحاجة الى الكثير. وثقتي كبيرة بالأعضاء المنتخبين، عرفتهم عن قرب وشعرت أنهم يريدون العمل من كل قلبهم وهم على استعداد لأن يعطوا كل خبراتهم من أجل مدينة بيروت. لم أتحدث فقط عن ألك بريدي الذي أقول له أنه الشخص المناسب في المكان المناسب، بل عن كل الأعضاء وعلى رأسهم رئيس اللائحة الأستاذ ابراهيم زيدان الذي أتمنى له كل التوفيق في قيادة هذه المسيرة الجديدة لبلدية بيروت، ونحن سنكون الى جانبكم دائمًا لتحقيق الإنجازات'. وختم: 'الشكر الكبير للناخبات والناخبين في بيروت الأولى وبيروت الثانية الذين كانوا صادقين وملتزمين في تأمين المناصفة ولتكون بيروت واحدة ولكل أبنائها'. زيدان كلمة الختام كانت لزيدان استهلها بشكر البيروتيين على وفائهم لبيروت ووحدتها، وقال: 'أنا سعيد بالتعرّف على بيروتيين أمثال الذين فازوا في اللائحة وهم من خيرة أبناء بيروت. وهذا مصدر إطمئنان لي أننا سننجح بعملنا من أجل بيروت. وآمل أن نكون بحجم الثقة المعطاة لنا خلال السنوات الست القادمة. بيروت عاشت في السنوات الأخيرة صعوبات كثيرة، ومهمتنا اليوم هي مواجهة هذه الصعوبات من أجل تحقيق ما يتمناه أهلنا في بيروت. وسنعمل من أجل المستقبل ومن أجل أجيال لبنان الجميل الذي يحتضن كل أبنائه'. أضاف: 'ولا بدّ من شكر الشيخ نديم على كل الدعم الذي قدمه للائحة 'بيروت بتجمعنا'. وأكرّر وعدي للبيروتيين إن كل ما وضعناه في برنامجنا الإنتخابي سنعمل جاهدين على تنفيذه بإذن الله. ونحن فريق عمل متجانس باستطاعتنا تحقيق الكثير لتعود بيروت عاصمة السياحة وعاصمة الجامعات والمدارس والمستشفيات. ونحن منذ الآن سنعمل ليكون صيف بيروت واعدًا كما يتمناه المغتربون والسياح العرب والأجانب. أفتخر بكم وشكرًا على ثقتكم التي آمل أن نكون بحجمها'.


ليبانون 24
منذ ساعة واحدة
- ليبانون 24
بريدي استقبل المهنئين بفوزه في عضوية بلدية بيروت
استقبل الفائز بعضوية المجلس البلدي في بيروت مرشح حزب الكتائب اللبنانية في لائحة " بيروت بتجمعنا" اسكندر (ألك) بريدي المهنئين في دارته في الاشرفية، الذين تقدمهم النائب نديم الجميّل ، رئيس اللائحة المهندس ابراهيم زيدان ، رئيس مؤسسة الرئيس بشير الجميل يمنى الجميّل زكار وعدد من أعضاء اللائحة. وألقى بريدي كلمة رحّب فيها بالمهنئين وشكر كل من دعم لائحة "بيروت بتجمعنا" وكل من عمل وساعد لتأمين المناصفة في المجلس البلدي ، ووعد البيروتيين ب"إلانماء والتنمية والمشاريع لتكون العاصمة واحة فرح وسلام ومقصدًا لكل أصدقاء لبنان". وقال: "نحن سنعمل وسنحقق الإنجازات ولن نقول: ما خلّونا. ولا بدّ لي أن أشكر حزب الكتائب الذي رشحني لأكون ممثله في لائحة "بيروت بتجمعنا" بدعم وتأييد من الشيخ نديم الجميّل الذي كان صمام الأمان لي خلال الحملة الإنتخابية والداعم الأساسي لي لكي أخوض هذه التجربة لأكون في خدمة لبنان وخدمة بيروت. وأشكر عائلتي وأصدقائي على دعمهم ومحبتهم. ومن اليوم سنبدأ العمل لتنفيذ ما وعدنا به البيروتيين. مهمتنا صعبة وليست سهلة". الجميّل بدوره هنأ النائب الجميّل الفائزين في بيروت، وقال: "ما تحقق لم يكن سهلًا تحقيقه. فكان همّنا الأول وقبل فوز المرشحين الذين ندعمهم هو المحافظة على الشراكة الحقيقية في بلدية بيروت. وعلينا منذ اليوم العمل لتصحيح القوانين في المجلس النيابي لتنظيم العمل البلدي وفق آلية يكون الجميع مرتاحًا لها في المستقبل. أتمنى لكم التوفيق لأن يكون عمل المجلس البلدي جديًا لخدمة بيروت والبيروتيين. فبيروت بحاجة الى الكثير. وثقتي كبيرة بالأعضاء المنتخبين، عرفتهم عن قرب وشعرت أنهم يريدون العمل من كل قلبهم وهم على استعداد لأن يعطوا كل خبراتهم من أجل مدينة بيروت. لم أتحدث فقط عن ألك بريدي الذي أقول له أنه الشخص المناسب في المكان المناسب، بل عن كل الأعضاء وعلى رأسهم رئيس اللائحة الأستاذ ابراهيم زيدان الذي أتمنى له كل التوفيق في قيادة هذه المسيرة الجديدة لبلدية بيروت، ونحن سنكون الى جانبكم دائمًا لتحقيق الإنجازات". وختم: "الشكر الكبير للناخبات والناخبين في بيروت الأولى وبيروت الثانية الذين كانوا صادقين وملتزمين في تأمين المناصفة ولتكون بيروت واحدة ولكل أبنائها". كلمة الختام كانت لزيدان استهلها بشكر البيروتيين على وفائهم لبيروت ووحدتها، وقال: "أنا سعيد بالتعرّف على بيروتيين أمثال الذين فازوا في اللائحة وهم من خيرة أبناء بيروت. وهذا مصدر إطمئنان لي أننا سننجح بعملنا من أجل بيروت. وآمل أن نكون بحجم الثقة المعطاة لنا خلال السنوات الست القادمة. بيروت عاشت في السنوات الأخيرة صعوبات كثيرة، ومهمتنا اليوم هي مواجهة هذه الصعوبات من أجل تحقيق ما يتمناه أهلنا في بيروت. وسنعمل من أجل المستقبل ومن أجل أجيال لبنان الجميل الذي يحتضن كل أبنائه". أضاف: "ولا بدّ من شكر الشيخ نديم على كل الدعم الذي قدمه للائحة "بيروت بتجمعنا". وأكرّر وعدي للبيروتيين إن كل ما وضعناه في برنامجنا الإنتخابي سنعمل جاهدين على تنفيذه بإذن الله. ونحن فريق عمل متجانس باستطاعتنا تحقيق الكثير لتعود بيروت عاصمة السياحة وعاصمة الجامعات والمدارس والمستشفيات. ونحن منذ الآن سنعمل ليكون صيف بيروت واعدًا كما يتمناه المغتربون والسياح العرب والأجانب. أفتخر بكم وشكرًا على ثقتكم التي آمل أن نكون بحجمها".


المنار
منذ ساعة واحدة
- المنار
مجدداً.. اليمن يستهدف مطار اللد الاسرائيلي في إطار الحظر الجوي المفروض على الكيان
نفذت القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللد، المعروف إسرائيليًا بمطار بن غوريون، في منطقة يافا المحتلة، وذلك بصاروخ باليستي فرط صوتي، بحسب ما أعلنت القوات المسلحة اليمنية في بيان. وأوضح المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أن العملية حققت هدفها بنجاح بفضل الله، وتسببت في هروع ملايين الصهاينة الغاصبين إلى الملاجئ، وتوقف حركة المطار. وأكد العميد سريع استمرار القوات المسلحة اليمنية في فرض حظر على حركة الملاحة الجوية من وإلى مطار اللد، مشيرًا إلى استجابة معظم الشركات خلال الأيام الماضية لهذا القرار، ما أثّر بشكل كبير على حركة المطار المذكور. وقال العميد سريع: 'إن المجازر اليومية المرتكبة بحق إخواننا في قطاع غزة تدفع اليمن، شعبًا أبيًا وقيادة مؤمنة وجيشًا مجاهدًا، إلى بذل المزيد من الجهد والعمل في تصعيد العمليات العسكرية، بهدف وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها'. محللون ومسؤولون صهاينة يقرّون بالعجز: لا قدرة على وقف الصواريخ اليمنية ما دام الحصار مفروضًا على غزة هذا، وأجمع محللون ومسؤولون صهاينة على أن 'إسرائيل' تقف عاجزة أمام الصواريخ والمسيّرات اليمنية، مؤكدين أن استمرار العمليات اليمنية مرتبط مباشرة باستمرار العدوان على قطاع غزة والحصار المفروض عليه. وفي تقرير بثته القناة الثانية عشرة العبرية، أقرّ مسؤول عسكري رفيع برتبة لواء – شغل سابقًا منصب رئيس قسم العمليات في جيش الاحتلال – بأن كيان العدو يواجه وضعًا 'بالغ التعقيد لا يمكن السيطرة عليه'، مشيرًا إلى امتلاك القوات المسلحة اليمنية 'مئات الصواريخ الباليستية'، وتوقع تصعيدًا متواصلًا على جبهة الجنوب. وأضاف المسؤول: 'علينا أن ننتظر كيف سيتصرف اليمنيون، فكل أسبوع قد نشهد إطلاق صاروخ أو أكثر'، في اعتراف واضح بعدم قدرة جيش الاحتلال على إيجاد حلول فعّالة للتعامل مع التهديدات المتواصلة. وفي السياق ذاته، أكد المحلل العسكري للقناة أن استهداف البنية التحتية في اليمن 'لن يؤدي إلى وقف الهجمات'، كاشفًا أن سلاح الجو اضطر مؤخرًا لقصف أهداف ثانوية، منها مصنع للخرسانة في محافظة الحُديدة، بعد أن استُنفدت الأهداف العسكرية ذات القيمة. وعبّر المحلل عن خيبة أمل واضحة بعد انسحاب القوات الأمريكية من البحر الأحمر، معتبرًا أن 'اليمنيين تلقّوا دفعة قوية بعد هذا الانسحاب'، مضيفًا: 'من المحزن أن الرئيس ترامب أغمض عينيه عن كل ما يجري'. كما أشار تقرير القناة العبرية إلى أن القوات اليمنية كثّفت عملياتها عقب توقف العدوان على اليمن، موضحًا أن 'خلال الأسبوعين والنصف الماضيين، أطلق اليمنيون 12 صاروخًا باتجاه إسرائيل'. بدوره، صرّح مراسل القناة العسكري بأن الصواريخ اليمنية أحدثت تأثيرًا نفسيًا كبيرًا لدى المستوطنين، وعطّلت مظاهر الحياة اليومية في مناطق واسعة من الكيان، لافتًا إلى أن 'اليمن يسعى لترسيخ معادلة واضحة: ما دامت الحرب مستمرة في غزة، فإسرائيل ستظل تحت القصف'. وتتزامن هذه التصريحات مع تصاعد القلق داخل الكيان من تهديدات يمنية باستهداف ميناء حيفا الاستراتيجي، في ظل عجز حكومة بنيامين نتنياهو عن إيجاد مخرج أمني دون التراجع عن عدوانها المستمر على غزة. ورقة ميناء حيفا: معادلة ردع جديدة تضع 'إسرائيل' أمام تهديد شامل وطويل الأمد وفي السياق، تضع التهديدات المتصاعدة التي تلوّح باستهداف ميناء حيفا الاستراتيجي كيان العدو الصهيوني أمام معادلة ردع غير مسبوقة، قد تعيد رسم خارطة الصراع في المنطقة وتفرض عليه أعباء اقتصادية وأمنية طويلة المدى. يُعد ميناء حيفا من أكثر المنشآت حساسية في بنية الكيان، حيث يضم مرافق نفطية وغازية ومصانع للبتروكيماويات وخزانات للأمونيا، وهي مواد شديدة القابلية للاشتعال والانفجار. أي استهداف مباشر لهذه البنية قد يتسبب بكارثة كبرى تطال مفاصل الإنتاج والنقل والطاقة، وتهدد أمن مئات آلاف المستوطنين في الشمال المحتل. هذا الواقع المعقّد دفع دوائر القرار في الكيان إلى رفع مستوى التأهب الأمني حول الميناء، الذي لطالما اعتُبر 'برميل بارود' يُرعب المؤسسة العسكرية والسياسية، لا سيما خلال الحروب الماضية مع حزب الله، واليوم مع تصاعد التهديد اليمني. الأهمية الاقتصادية لميناء حيفا تضاعفت بعد تعطيل ميناء أم الرشراش (إيلات)، إذ بات الميناء الواقع على المتوسط شريانًا حيويًا لحركة الواردات والصادرات الصهيونية، خصوصاً تلك القادمة من أوروبا وأمريكا. وهذا ما جعله عُرضةً لضغوط استراتيجية في سياق الردع. بحسب التقديرات، فإن الميناء يؤمن نحو 60% من احتياجات الكيان من المشتقات النفطية والغاز، ويغذي شبكة المصانع ومحطات الطاقة المحيطة به. أي تعطيل أو حظر عليه، ولو جزئي، من شأنه أن يسبب أزمة تموينية خانقة، ويشلّ قطاعات الإنتاج ويؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، في ظل اعتماد الكيان على الاستيراد الزراعي والغذائي من الخارج. ولم تتوقف المخاوف الإسرائيلية عند البعد الاقتصادي، بل تعدّته إلى تأثيرات بنيوية تتصل بسوق العمل والناتج المحلي. إذ من المتوقع أن يؤدي تعطيل الميناء إلى تسريح آلاف العمال، وانكماش في القطاع الصناعي، إلى جانب انهيار تدريجي في الثقة بالاستثمار الأجنبي، وتراجع حجم صفقات التسلح التي ترتبط بعمليات التصدير والاستيراد من خلال الميناء ذاته. وفي البعد الاستراتيجي، فإن التهديد باستهداف حيفا يرقى إلى مستوى إعادة صياغة معادلة الاشتباك، خاصة في ظل عجز حكومة العدو عن فك الحصار المفروض على غزة، أو تقديم حلول توقف موجة الردع المتصاعدة من أكثر من جبهة. هذه المعطيات مجتمعة تضع العدو أمام مأزق وجودي مفتوح: فإما التراجع عن العدوان والحصار، أو الدخول في نفق استنزاف طويل الأمد تتقاطع فيه الجبهات الاقتصادية والعسكرية والنفسية. وفي كلا السيناريوهين، تكون رسالة الردع قد وصلت، وتحوّلت من تهديد إلى واقع يُحسب له ألف حساب.