
لاريجاني: إيران كانت ولا تزال إلى جانب لبنان ولا تتدخل بالشؤون الداخلية للدول ودعم المقاومة واجب
وركّز في مقابلة مع قناة "الميادين"، على أنّ "نتانياهو شخص شرير ولن يدع الأمور تستقرّ. ففي لبنان تشاهدونَه كلّ يوم يستهدف مكانًا، وفي الدّول الأخرى كذلك، هو يُزعج الدّول دائمًا، وقد رأينا ما فَعله في سوريا. هذا التخبّط الأمني الّذي يُحدِثه في الدّول غير مقبول". وتطرّق إلى القصف الإسرائيلي على إيران، مذكّرًا بـ"الهدف الإسرائيلي وهو إسقاط النّظام في الجمهورية الإسلاميّة"، مشيرًا إلى أنّهم "خطَّطوا لهذا الأمر منذ 14 عامًا ولم يوفَّقوا، وكان مخطّطهم أن يُثيروا الفتنة في إيران وأن ينزل النّاس إلى الشّوارع، وهذا ما صرّح به نتانياهو عدّة مراّت".
وأوضح لاريجاني أنّ "نتانياهو كان يظنّ أنّ الشعب الإيراني يحبُّه، ولكن ما حدثَ كان على عكس ما تصوّر"، منوّهًا بأنّه "حتى المعارضة في إيران وقفت مع النّظام في البلاد، وهذه هزيمة أخرى". وذكر أنّ "كلّ الدّول الإسلاميّة رغم بعض المشاكل الموجودة، اجتمعت ودعمت إيران". ولفت إلى أنّ "إسرائيل استطاعت أن تغتال بعض شخصيّاتِنا وقادتنا غدرًا، وهذه كانت خديعة، لكن ما الّذي استطاعت أن تحصُلَ عليه؟".
وشدّد على أنّ "إيران كانت ولا تزال إلى جانب لبنان في مختلف الظّروف، وهي لطالما دافعت عن لبنان وعن مقاومته، الّتي هي رأسمال استراتيجي ليس للبنان فحسب، بل لسائر شعوب المنطقة الّتي تواجه التحدّيات". ورأى أنّ "التعدّد في وجهات النّظر داخل لبنان أمرٌ طبيعي، لكن ما يجب التأكيد عليه هو احترام من يضحّون دفاعًا عن أوطانهم"، معتبرًا أنّ "المقاومة تمثّل موقعًا متقدّمًا ومُشرّفًا، وأنّ دعمها واجب أخلاقي وإنساني".
وأضاف: "إيران لا تتدخّل في الشّؤون الدّاخليّة للدّول، بل تكتفي بتقديم المشورة عند الحاجة، انطلاقًا من إيمانها بأنّ قرار المقاومة ينبع من إرادة شعبيّة ناضجة وواعية، قادرة على اتخاذ ما تراه مناسبًا لحماية بلدها"، مؤكّدًا أنّ "المقاومة ليست حِكرًا على طائفة أو مذهب، بل هي خيار جامع يتجاوز الانتماءات. وعندما استشهد الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله، رأينا مشاركة الجميع. إذًا، المقاومة ليست للمسلمين فقط، فالمسيحيّون شاركوا أيضًا في المقاومة".
كما وَصف لاريجاني، رئيس مجلس النّواب نبيه بري بأنّه "من الرّجال السّياسيّين العظماء في لبنان والعالم العربي"، مؤكّدًا أنّه يتمتّع بـ"نبوغ سياسي وباع طويل وتجارب كبيرة، وهو من العناصر الأساسيّة في موضوع المقاومة، ويعلم جيّدًا كيف يتصرّف في كلّ الظّروف". وبيّن أنّ "اللّقاء مع برّي تخلّله تبادل لوجهات النّظر، وسمعنا وجهة نظره الّتي تنمّ عن معرفة شاملة وعميقة، ورأينا أنّ ما قاله يفتح الباب للمضي قُدُماً نحو حلّ الأمور في لبنان".
وكشف أنّ "برّي قدّم مجموعةً من المقترحات المتعلّقة بأوضاع المنطقة، وخصوصًا بشأن التعاون بين الدّول الإسلاميّة لحلّ بعض القضايا الصّعبة سواء في لبنان أو غيره من الدّول"، موضحاً أن "هذه النّصائح كان يقدّمها دائمًا، وقد استفدت من وجهات نظره واستشارته".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


MTV
منذ 29 دقائق
- MTV
موقف لافت... "التقدمي" يطالب بتحقيق دولي في أحداث السويداء ويقترح خارطة طريق للحل
في موقف لافت ومتقدم منذ بداية الأحداث في السويداء، أصدر الحزب التقدمي الاشتراكي البيان الآتي: خلافاً لكل ما يتم إشاعته وتداوله من قبل بعض الأطراف المحرضة على موقف الحزب التقدمي الاشتراكي والرئيس السابق للحزب وليد جنبلاط، يعيد الحزب تأكيد موقفه ازاء الأحداث المؤسفة الجارية في سوريا والذي سبق وأعلنه في اكثر من مناسبة وسعى اليه مع كل الأطراف المعنية كخارطة طريق لمحاولة الخروج من الأزمة الحالية والتي تقوم على التالي: اولاً: إحقاق العدالة لضحايا الجرائم التي ارتكبت، اياً كان مرتكبها، عبر تحقيق دولي شفّاف يكشف الحقائق وينزل أقسى العقاب بالمرتكبين، وإطلاق جميع المخطوفين من كل الأطياف والكشف عن مصير المفقودين، بما يعيد اللحمة بين ابناء الشعب السوري ويبني ثقة المواطنين بدولة عادلة، وذلك في اسرع وقت ممكن تفادياً لمزيد من التدهور في سوريا. ثانياً: إيصال المساعدات العاجلة إلى ابناء السويداء وفتح كل سبل وطرق التواصل معهم واستمرار تزويدهم بالخدمات الأساسية. وإننا هنا ندعو الدول الراعية والعاملة لأجل استقرار سوريا ووحدتها إلى تأمين إمداد المحافظة بالاحتياجات والخدمات الأساسية، وإطلاق مشروع متكامل لإعادة إعمار المحافظة بما يتجاوز المساعدات الآنية إلى خطة إعمار شاملة تعيد بناء البنية التحتية ومرافق الخدمات وتعوّض على المواطنين خسائرهم وتعيد انتظام الحياة الاقتصادية الطبيعية للمحافظة عبر الحكومة السورية. ثالثاً: بالإستناد إلى نتائج التحقيق الدولي، لا بد من فتح باب الحوار المسؤول والعاقل والمصالحة بين مكونات المحافظة وبينهم وبين محيطهم الطبيعي ومع الحكومة السورية وصولاً إلى المصالحة الشاملة عبر صيغة سلمية تطمئن هواجس الجميع وتحفظ وحدة سوريا في إطار دولة جامعة وعادلة بما يضمن مشاركة ابناء السويداء مشاركة فاعلة في بناء سوريا الجديدة وفي كل المهام الوطنية المستقبلية، وهو أمر يحتاج أيضاً إلى رعاية عربية وإقليمية بعيداً عن مصالح بعض الأطراف المتضامنة شكلاً والمتناقضة فعلاً، والتي تجهد ولمصالحها الخاصة بالعمل لأجل تفتيت سوريا وإثارة الفوضى والفرقة بين أبنائها. هذا ويتابع الحزب اتصالاته مع كل الأطراف المعنية، داخل سوريا وخارجها، خاصة مع الدول الاقليمية والعربية الداعمة لاستقرار سوريا ووحدتها لأجل الوصول إلى تفاهمات واضحة تضمن سلامة ومستقبل سوريا وشعبها وفي مقدمتهم أبناء محافظة السويداء.


MTV
منذ 29 دقائق
- MTV
ترامب قبل القمة مع بوتين: الرهانات كبيرة
نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليقاً على موقع "تروث سوشيال" قبل توجّهه إلى لقاء القمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا كتب فيه: "الرهانات كبيرة". وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" في وقت سابق اليوم، أن قمة ألاسكا ستمثل انتصاراً لروسيا حتى لو لم تحرز أي تقدم في الملف الأوكراني. وأضافت الصحيفة أن المفاوضات بحد ذاتها "تخرج موسكو من عزلتها وتمنح بوتين فرصة للتأثير على ترامب شخصيا". بدورها، كتبت صحيفة "واشنطن بوست" أن روسيا نجحت في إعادة بناء النظام العالمي حتى قبل قمة ألاسكا. وقالت إنه "حتى قبل بدء المحادثات يعزز اجتماع بوتين وترامب هدف روسيا إعادة رسم النظام الأمني العالمي، حيث يعيد الرجلان إحياء نظام القوى العظمى الذي تدير فيه بضع دول زمام الأمور".


MTV
منذ 29 دقائق
- MTV
15 Aug 2025 14:41 PM الخطيب: نطالب بموقف وطني جامع لمواجهة مخطط العدو
أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، الصلاة في مقر المجلس في طريق المطار، وألقى خطبة الجمعة التي قال فيها: "واجعل اللهم أفضل صلواتك وأكملها، وأنمى بركاتك وأعمّها، وأزكى تحياتك وأتمّها، على سيدنا محمد عبدك ورسولك، ونجيّك ووليّك ورضيّك وصفيّك وخيرتك وخاصتك وخالصتك وأمينك الشاهد لك، والدال عليك، والصادع بأمرك، والناصح لك، المجاهد في سبيلك، والذاب عن دينك، والموضح لبراهينك، والمهدي إلى طاعتك، والمرشد إلى مرضاتك، والواعي لوحيك، والحافظ لعهدك، والماضي على إنفاذ أمرك، المؤيد بالنور المضيء والمسدّد بالأمر المرضى، المعصوم من كل خطأ وزلل، المُنزّه من كل دنس وخطأ، والمبعوث بخير الأديان والملل. اللهم وصلّ على الأئمة الراشدين، والقادة الهادين، والسادة المعصومين والأتقياء الأبرار، مأوى السكينة والوقار، وخزان العلم، ومنتهى الحلم والفخار ساسة العباد، وأركان البلاد، وأدلة الرشاد، الألباء الأمجاد، العلماء بشرعك الزهاد، ومصابيح الظلم وينابيع الحكم، وأولياء النعم، وعصم الأمم، قرناء التنزيل وآياته، وأمناء التأويل وولاته، وتراجمة الوحي ودلالاته، أئمة الهدى ومنار الدجى، وأعلام التقى، وكهوف الورى، وحفظه الاسلام، وحججك على جميع الأنام". أضاف: "ومصابيح الظُلَم وينابيعُ الحكم، وأولياء النعم، وعصم الأمم، قرناء التنزيل وآياته، وأمناء التأويل وولاته، وتراجمة الوحي ودلالاته، أئمة الهدى ومنار الدجى، وأعلام التقى، وكهوف الورى، وحفظة الاسلام، وحججك على جميع الأنام، الحسن والحسين، سيدي شباب أهل الجنة، وسبطي نبي الرحمة، وعلي بن الحسين السجاد زين العابدين، ومحمد بن علي باقر علم الدين، وجعفر ابن محمد الصادق الأمين، وموسى بن جعفر الكاظم الحليم، وعلي بن موسي الرضا الوفي، ومحمد بن علي البرّ التقى، وعلي بن محمد المنتجب الزكي، والحسن بن علي الهادي الرضي، والحجةّ بن الحسن صاحب العصر والزمان، وصيّ الأوصياء وبقية الأنبياء، المستتر عن خلقك، والمؤمّل لإظهار حقك، المهدي المنتظر، والقائم الذي به ينتصر". وتابع الخطيب: "ايها المؤمنون أعظم الله لكم الاجر بشهادة ابي عبدالله الحسين سيد الشهداء في يوم الاربعين من شهادته وابنائه وانصاره، رزقنا الله تعالى شفاعته وشفاعة أمه وأخيه وجده وأبيه والتسعة المعصومين من بنيه، وبالأخص الى القائم من آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين، المعزّون بهذه الفجعة العظمى والمصيبة الكبرى التي لا تنطفئ حرارتها من قلوب المؤمنين الى أن يأخذ الله بثاره من الظالمين، ويقيم حكومة العدل الالهي على يد الحجة ابن الحسن صلوات الله عليه وعلى ابائه الطاهرين، وعجل الله تعالى فرجه الشريف وجعلنا من اعوانه وانصاره الذابين عنه والمستشهدين بين يديه. كما في الحديث عن حماد بن إسحاق الأنصاري، عن ابن سنان، عن جعفر بن محمد، قال: (نظر النبي إلى الحسين بن علي وهو مقبل، فأجلسه في حجره وقال: إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً. ثم قال: بأبي قتيل كل عبرة، قيل: وما قتيل كل عبرة يا بن رسول الله؟ قال: لا يذكره مؤمن إلا بكى)". وأردف: "ولهذا أيها الاخوة، فله منذ ان استشهد في كل بيت من بيوت المؤمنين مأتم، وفي كل دار ناعية تمضي السنون والاعوام، وتتجدّد معها الاحزان ويُلبس السواد ويُعزّي المؤمنين بعضهم بعضاً كأن الحسين (ع) قد استشهد حديثاً، فهي حادثة لا ينسيها، ليس فقط مضي الأعوام، بل الدهور والاحقاب كما قال الشاعر: كذب الموت فالحسين مخلد كلما اخلق الزمان تجدد. والواقع يصدق هذه المقولة، بل هي ليست الا حكاية للواقع العملي، وها هي كربلاء التي لا تخلو من جموع الزائرين بمناسبة وغير مناسبة وخصوصاً بمناسبة عاشوراء ذكرى شهادته ويوم الأربعين، وها هي جموع المؤمنين اليوم تزحف سيراً على الاقدام من كل الانحاء متوجّهة بما يشبه السيل العرم نحو مقام سيد الشهداء في مدينة كربلاء التي تقدّست بشهادته، وارتوت أرضها بدمائه بعد ان شهدت اعظم البطولات في حادثة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، وكأنّ التاريخ وقف عندها واصبح الحسين مثلا ًيُضرَب به الأمثال ويُستَشهد به عند ذكر كل بطولة ومظلومية كبرى، يتأسّى به العظماء الذين يصنعون التاريخ في طلب العدالة ومواجهة الظالمين والطواغيت والجبابرة، وفي الصبر والتضحية، بينما اصبح يزيد لعنة التاريخ يُشبَّه به واتباعه كل ظالم وحقير، فرداً او نظاماً تسافلت قيمه وصنائعه وأبدع في النذالة والانحدار الاخلاقي. فالاخلاق والقيم والحسين صنوان لا ينفصلان، حتى اذا ذُكِرَ احدهما تبادر الى الذهن الاخر، والعكس صحيح، والخسة والسفالة بيزيد فكأنهما مترادفان. وكانت معركة كربلاء معركة تقابل فيها الحق والباطل فانتصر الحق مع القلة وانهزم الباطل مع الكثرة، وتراجع الجبناء امام جحافل الباطل، وثبت المخلصون في طريق الحق مع قلة سالكيه ولم يرهبهم كثرة الباطل، عملاً بالقاعدة التي ارساها امير المؤمنين علي ابن ابي طالب: (لا تستوحشوا في طريق الحق لقلة سالكيه)، فليست القلة والكثرة هي المعيار في صحة الاختيار، بل المعيار هو الحق، والحق فقط، ولو ادى الى التضحية والشهادة شهادة بالدم للحق". وقال الخطيب: "وخلَّد التاريخ أنصار الحسين كعنوان للتضحية والفداء والبطولة والشجاعة والثبات على الحق، انتصاراً له حتى الشهادة، بينما اصبح الذين خذلوه عنواناً للجبن ولعنة للتاريخ. وهي معركة مستمرة مع الزمان يثبت فيها الصادقون ويتخاذل فيها الجبناء عندما تحقّ الحقيقة: (قَدۡ يَعۡلَمُ ٱللَّهُ ٱلۡمُعَوِّقِينَ مِنكُمۡ وَٱلۡقَآئِلِينَ لِإِخۡوَٰنِهِمۡ هَلُمَّ إِلَيۡنَاۖ وَلَا يَأۡتُونَ ٱلۡبَأۡسَ إِلَّا قَلِيلًا * أَشِحَّةً عَلَيۡكُمۡۖ فَإِذَا جَآءَ ٱلۡخَوۡفُ رَأَيۡتَهُمۡ يَنظُرُونَ إِلَيۡكَ تَدُورُ أَعۡيُنُهُمۡ كَٱلَّذِي يُغۡشَىٰ عَلَيۡهِ مِنَ ٱلۡمَوۡتِۖ فَإِذَا ذَهَبَ ٱلۡخَوۡفُ سَلَقُوكُم بِأَلۡسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى ٱلۡخَيۡرِۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَمۡ يُؤۡمِنُواْ فَأَحۡبَطَ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٗا * يَحۡسَبُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ لَمۡ يَذۡهَبُواْۖ وَإِن يَأۡتِ ٱلۡأَحۡزَابُ يَوَدُّواْ لَوۡ أَنَّهُم بَادُونَ فِي ٱلۡأَعۡرَابِ يَسۡـَٔلُونَ عَنۡ أَنۢبَآئِكُمۡۖ وَلَوۡ كَانُواْ فِيكُم مَّا قَٰتَلُوٓاْ إِلَّا قَلِيلٗا * لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا * وَلَمَّا رَءَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ قَالُواْ هَٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۚ وَمَا زَادَهُمۡ إِلَّآ إِيمَٰنٗا وَتَسۡلِيمٗا * مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ رِجَالٞ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيۡهِۖ فَمِنۡهُم مَّن قَضَىٰ نَحۡبَهُۥ وَمِنۡهُم مَّن يَنتَظِرُۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبۡدِيلٗا * لِّيَجۡزِيَ ٱللَّهُ ٱلصَّٰدِقِينَ بِصِدۡقِهِمۡ وَيُعَذِّبَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ إِن شَآءَ أَوۡ يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا * وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيۡظِهِمۡ لَمۡ يَنَالُواْ خَيۡرٗاۚ وَكَفَى ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلۡقِتَالَۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيًّا عزيزا)". ولفت الى ان "وقائع التاريخ الكبرى تتشابه وتتكرّر، وما نحن فيه واحدة من هذه الوقائع التي ابتلى الله فيها امتنا بعدوان من الغرب، استخدم فيها كل وسائل التضليل والخداع والفتن. ومن المؤسف انه استطاع بما امتلكه من وسائل اعلامية أن يقلب الحقائق ويشوّهها وأن يحوّل المعركة الى معارك داخلية انطلت على الكثيرين، ليُحقّق أهدافه الخبيثة، ليس بما امتلكه من قدرات عسكرية لم تكن يوماً العامل الحاسم في المعركة، وإنما بالتأثير في وعي الأمة واستخدام العامل المذهبي الى اداة للفتنة الداخلية، بدل ان تكون وحدة صلبة في مواجهة اطماعه ودفع خطره، وتحقق فيها قول الله تعالى: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ). لقد أخفقت الامة حكاما وحركات، والتي ارادت مواجهة الخطر، ليس في فهم اهداف العدو، وانما في تحديد الاولويات وايجاد استراتيجية مشتركة لمواجهة العدو المشترك كأولوية أولى، بدل ان تذهب الى المواجهات الداخلية في ما بينها، وأفسحت للغرب في النفوذ الى ساحتها والعبث فيها لإسقاطها من الداخل. ولذلك فإن المعركة التي تُخاض ضد المقاومة اليوم في لبنان والانقسام الداخلي اللبناني، ليست منفصلةً عن هذا الواقع، وليست سوى جزء من هذه الصورة المؤسفة للواقع العربي والإسلامي، وان التآمر على المقاومة وبيئتها في لبنان ليس إلا نتيجة للفهم الخاطئ لهذه المقاومة ولهذه البيئة التي عُمّم عليها هذا التصور من انها جزء من الصراع الداخلي الدائر بين بعض الحركات الأيديولوجية وبين الانظمة العربية والإسلامية". ودعا الخطيب الى "مراجعة الحسابات واعادة ترتيب العلاقات بين المقاومة، وخصوصاً في لبنان، مع بعض الدول العربية الشقيقة بالحوار الصادق بما يضمن الوحدة الداخلية لكل بلد عربي، وفي نفس الوقت بما يحقق الاهداف المشتركة في دفع الاخطار الخارجية ويُحقّق مصالح الجميع، وعدم الاستمرار في سياسة الانتقام واستغلال الواقع الذي تعيشه الساحة نتيجة الصراع مع العدو، لأن هذا لن يكون الا لمصلحة العدو الواحد الذي لا يخفي أهدافه العدوانية وأطماعه في تحقيق مشروعه التوسعي على حساب الدول العربية الشقيقة، بما فيها المملكة العربية السعودية، وقد دعونا دائماً الى التعاون بينها وبين الدول الاسلامية الاقليمية في إيجاد استراتيجية لحماية المصالح العربية والاسلامية والوقوف، أمام خطر المشروع الصهيوني الداهم والذي يكرر الاعلان عنه رئيس وزراء هذا الكيان بكل صلافة، وكان أخر تصريح صريح له بهذا الصدد قبل يومين". وقال: "لقد استمعنا بالامس الى رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو يتحدث عن إسرائيل الكبرى بصريح اللسان، وهذا يعني بحسب الاوساط الصهيونية ضم أراضٍ جديدة من لبنان وسوريا والاردن ومصر الى الكيان الصهيوني، فضلاً عن الضفة الغربية التي يصرح المسؤولون الإسرائيليون بأن ذلك يحظى بدعم الادارة الاميركية. إنّ هذه النوايا الإسرائيلية واضحة تمام الوضوح وهي لم تعد مجرد شكوك تاريخية، وهذا يعني ان جنوب لبنان بات تحت دائرة الخطر إضافة الى الاراضي السورية والاردنية والمصرية والفلسطينية. كما يعني اننا لسنا وحدنا مهددون، بل كل الدول المحيطة بفلسطين. ولم نسمع حتى الآن اي موقف لبناني او عربي في وجه هذا المخطط، في حين يطالبنا البعض بنزع سلاح المقاومة وتجريدنا من كل عناصر القوة التي يمكن ان تواجه المخطط الصهيوني. نعم ايها اللبنانيون، جنوب لبنان تحت دائرة الضمّ الى الكيان الصهيوني، فماذا انتم فاعلون؟ وما هو الموقف العملي للسلطة اللبنانية غير نزع سلاح المقاومة؟ وما هو موقف المرجعيات الروحية، خاصة وان جنوب لبنان يحتضن كل الطوائف اللبنانية ولا يعني طائفة واحدة بعينها؟ إنّنا نعلن صراحة في ضوء هذا المخطط، اننا سنواجهه بكل ما أوتينا من قوة، ونطالب بموقف وطني جامع لمواجهة هذا المخطط. لم يعد ممكناً السكوت وتحييد الانفس في ظل هذا الواقع، فنندم جميعاً عندما لا ينفع الندم. كما ندعو القوى اللبنانية الى التنبه من اخطار الانقسام في الوقت الذي ما زال العدو يحتل ارضنا ويستمر في حربه العدوانية واعتداءاته المستمرة في الاغتيال والتدمير، مستفيداً من الانقسام الداخلي للوصول الى ما لم يتمكن منه بالآلة العسكرية، ان يتمكن منه بقرارات الحكومة اللبنانية بنزع أوراق القوة بالتفريط بالوحدة الداخلية وسلاح المقاومة وعدم وعي المخاطر التي ستؤدي اليها. ولهذا فإننا نؤكد على ضرورة الحفاظ على وحدة الموقف الوطني والحرص على منع الفتنة بين اللبنانيين، وتدارك الخطأ الذي حصل باتخاذ مجلس الوزراء قراراً بوضع جدول زمني لحصرية السلاح وعدم حشر الجيش اللبناني ووضعه في مواجهة المقاومة، مع قناعتنا بأن قيادة الجيش تمتلك من الوعي وتقدير الموقف والوطنية، ما يُمكّنها من أخذ الموقف الذي يُجنّب البلد ما يسعى اليه أعداء لبنان". وختم الخطيب: "تحية للجمهورية الاسلامية التي تستحق الشكر لكل ما قدّمته للبنان وشعبه ولفلسطين والقضية العربية والاسلامية في مواجهة أعدائهم، وما قدّمته من تضحيات في هذا السبيل كان آخرها الحرب العدوانية الاخيرة والمباشرة سقط فيها قادة شهداء ولقّنت العدو درساً لن ينساه في قصف قلب كيانه وتدمير هائل لبناه العسكرية والاقتصادية البنيويه، فنحن أهل العرفان والشكر لليد التي امتدت لمساعدتنا في وقت الحاجة بالخير والعون، ولسنا من أهل النكران للمعروف أو الشكر للمعتدي والذي يحاصرنا ويُملي على بلدنا مطالب العدو ويهدّدنا بالحرب والعدوان ويهوّل علينا بالويل والثبور وعظائم الامور إن لم نعط يد الذلّة ونقول له هيهات منا الذلة. نحن اليوم في ذكرى أربعين الإمام الحسين نعيد باحتفالنا بهذه الذكرى التأكيد على هذا الشعار الذي اطلقه الامام الحسين، شعار هيهات منا الذلة الذي قدّم نفسه فكان سيد الشهداء ورسم بذلك مدرسة العزة والكرامة للأجيال خالدة ما دامت السماوات والأرض، ونعتذر لمبعوث السيد القائد الأمين العام لمجلس الأمن القومي للجمهورية الاسلامية من التعاطي السلبي والخطاب غير اللائق من بعض المسؤولين، وكان الأجدر بهم أن يقدّموا له الشكر على هذه الزيارة التي هي زيارة دعم للبنان في مواجهة الضغوط من بعض الدول التي تضغط على لبنان وتدفعه الى مواجهات أهلية داخلية. لقد راهنا على هذا العهد في بناء دولة حقيقية فلا تدعوا حفّاري القبور من إسقاطه. السلام عليك يا أبا عبدالله وعلى الارواح التي حلّت بفنائك، وأعظم الله أجوركم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".