logo
الحكمة.. سفير الدواء الأردني*سلامة الدرعاوي

الحكمة.. سفير الدواء الأردني*سلامة الدرعاوي

Amman Xchangeمنذ 2 أيام

الغد
مجموعة "الحكمة" تمثل واحدة من أنجح النماذج الصناعية في الأردن، وتحديدا في قطاع الأدوية الذي يُعد من أكثر القطاعات الواعدة في رؤية التحديث الاقتصادي للعشر سنوات المقبلة.
الحكمة لا تقتصر على كونها مصنعا ومصدرا للأدوية، بل باتت السفير الدوائي الأردني إلى العالم، بحضورها في أكثر من خمسين سوقا دولية، وتمتلك 32 مصنعا في أميركا الشمالية وأوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إضافة إلى 7 مراكز بحثية منها اثنان في الأردن.
ومساهمتها بحوالي 5 بالمائة من إجمالي الصادرات الوطنية الأردنية ونحو 75 بالمائة من صادرات الأدوية الأردنية، ولها حصة 10 بالمائة في سوق الأدوية الأردني، يضعها في موقع إستراتيجي كمصدر أساسي للعملة الصعبة ويعكس دورها المحوري في دعم ميزان المدفوعات.
القيمة الاقتصادية التي تضيفها "الحكمة" سنويا للمملكة تصل إلى حوالي 370 مليون دولار، تؤكد أن هذه الشركة ليست استثناء، بل دليل على أن الصناعة المحلية قادرة على تقديم قيمة مضافة حقيقية، بعيدا عن الاكتفاء بالسوق المحلي فقط.
الاهتمام الملكي المتكرر بالصناعات الدوائية، وتحديدا بإشادة جلالة الملك بدور "الحكمة"، يعكس إدراك الدولة العميق لأهمية هذا القطاع، ما يدعم بيئة استثمارية أفضل ويشجع على التوسع والتطوير، وفي هذا السياق، تأتي جهود تبسيط إجراءات تسجيل الأدوية وحل المشكلات التنظيمية كخطوة حاسمة لتسريع نمو القطاع بأكمله.
رفع التصنيف الائتماني للشركة من قبل "ستاندرد آند بورز" إلى "BBB" مع نظرة مستقبلية مستقرة، يعزز الثقة الدولية في قدرة "الحكمة" على الاستمرار في التوسع وتحقيق نمو مستدام، فهذا التصنيف يفتح الأبواب لتمويلات أقل كلفة ويقوي مركزها التنافسي إقليميا وعالميا.
على صعيد المنتجات، استطاعت الشركة توسيع محفظتها، خصوصا في علاجات الأورام، ما يعكس توجها إستراتيجيا نحو الابتكار والاستثمار في العلاجات التخصصية التي تلبي احتياجات غير مغطاة في المنطقة، فهذا التوجه لا يخدم فقط أهداف الربحية، بل يُترجم إلى أثر مباشر على حياة المرضى، ويعزز من سمعة الشركة كشريك موثوق في تحسين الرعاية الصحية.
التوسع في تصنيع وتوزيع أدوية الرعاية الأولية، والعمل مع شركاء عالميين، يبرهن على قدرة "الحكمة" على الجمع بين الرؤية المحلية والخبرة العالمية، فهذه القدرة تضعها في موقع مثالي لقيادة مرحلة جديدة من نمو قطاع الأدوية في الأردن، وتؤكد على أن الصناعة الدوائية ليست فقط أولوية اقتصادية، بل ركيزة سيادية في الأمن الصحي والاقتصادي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السفير الصيني: الأردن بقيادة الـملك واحـة للأمن والاستقـرار
السفير الصيني: الأردن بقيادة الـملك واحـة للأمن والاستقـرار

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

السفير الصيني: الأردن بقيادة الـملك واحـة للأمن والاستقـرار

عمان - أكد السفير الصيني في عمان تشن تشوان دونغ، أن العلاقات الصينية الأردنية تشهد تطورا مطردا استنادا إلى الاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة لكلا البلدين في المجالات كافة. وقال في كلمة خلال حفل وداع مساء أمس الأول الثلاثاء، بمناسبة انتهاء أعماله سفيرا لبلاده لدى المملكة، إن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني يشكل واحة للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، متجاوزا العديد من الصعوبات منذ الاستقلال، وماضيا في تحقيق الإنجازات التنموية على طريق التحديث بكل ثقة وتفاؤل بالرغم من التحديات الكثيرة.وأشار إلى تطابق مواقف البلدين الصديقين إزاء العديد من القضايا الإقليمية والدولية، ولا سيما القضية الفلسطينية على طريق تحقيق الحل العادل القائم على حل الدولتين، والتعاون في تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة.ولفت إلى إن التجارة بين الصين والأردن بلغت 360 مليون دولار في عام 2020، ووصلت في عام 2024 إلى 537 مليون دولار، محققة نموا بلغ 21 بالمئة على أساس سنوي.وتابع، في أول 4 أشهر من العام الحالي، وقعت حكومتا البلدين مذكرة تفاهم للتعاون في بناء «الحزام والطريق»، بما يتوج شراكتهما التاريخية بعلاقة شراكة طبيعية معاصرة، وأصبحت الشركات الصينية أكبر مساهم لشركة البوتاس العربية، ما ساعد على رفع إنتاج الشركة من أسمدة البوتاس ومبيعاتها وأرباحها، كما أسهمت بضمان الأمن الغذائي الصيني، ومشروعات الطاقة الكهروضوئية وطاقة الرياح، وضمان أمن الطاقة والتحول الأخضر، وغيرها من المشاريع التي ساعدت على توفير فرص عمل كثيرة.وزاد، إن الفرق الصينية شاركت في مهرجان جرش لسنوات متتالية، وأدخلت حفل «الشاي من أجل الوئام» وفعاليات المأكولات والأفلام الأنيمية الصينية إلى المجتمعات والجامعات، ونالت إقبالا واسعا من قبل الأصدقاء الأردنيين.وبين أن هناك حوالي 600 طالب أردني يدرسون اللغة الصينية، وحوالي 500 طالب صيني يدرسون اللغة العربية في الأردن، لافتا إلى أن السفارة الصينية قدمت في العام الماضي فرصا تدريبية في الصين لنحو 600 أردني في شتى المجالات.وقال السفير إن هذا العام يشهد الذكرى العاشرة لتأسيس الشراكة الاستراتيجية بين الصين والأردن والعلاقات الثنائية، انتقالا إلى فضاء أرحب وآفاق مستقبلية جديدة أكثر إشراقا.وعبر عن شكره وتقديره للتعاون الذي لاقاه من مختلف الجهات الأردنية؛ ما أسهم بإنجاح مهمته وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين. (بترا) صالح الخوالدة

من غسل الصحون إلى قيادة إنستغرام.. حكاية آدم موسيري الملهمة
من غسل الصحون إلى قيادة إنستغرام.. حكاية آدم موسيري الملهمة

وطنا نيوز

timeمنذ 5 ساعات

  • وطنا نيوز

من غسل الصحون إلى قيادة إنستغرام.. حكاية آدم موسيري الملهمة

وطنا اليوم:أصبح آدم موسيري رئيس منصة إنستغرام أحد أبرز الشخصيات الشهيرة حول العالم، لدوره المحوري في تشكيل واحدة من أكثر منصات التواصل الاجتماعي تأثيرا في العالم. ويتميز مشواره المهني بجذوره في التصميم والابتكار. والتزامه بتحويل طريقة تواصل الناس عبر الإنترنت. أما رحلته من طالب في نيويورك إلى أحد عمالقة التكنولوجيا بصافي ثروة تُقدّر بـ120 مليون دولار، فهي تُعد ملهمة بكل المقاييس. النشأة والبدايات وفقا لتقرير نشره موقع 'يب بي ان تايمز'، وُلد آدم موسيري في 23 يناير/كانون الثاني 1983 في مدينة نيويورك، ونشأ في شاباكوا، نيويورك، لعائلة يعمل فيها الوالد كمعالج نفسي والوالدة معمارية. بدأ اهتمامه بالتصميم والتكنولوجيا في سن مبكرة. التحق بمدرسة 'جالاتين للدراسات الفردية' بجامعة نيويورك، وتخرج في عام 2005 بدرجة البكالوريوس في تصميم المعلومات. وخلال فترة دراسته، ظهرت روحه الريادية حين أسس شركة استشارية في التصميم تحت اسم 'Blank Mosseri'، ركزت على التصميم الجرافيكي والتفاعلي وتصميم المعارض، وكان لها مكاتب في نيويورك وسان فرانسيسكو. وبدأ موسيري مسيرته المهنية من بدايات متواضعة، حيث عمل في غسل الصحون وتقديم الطعام قبل دخوله عالم التكنولوجيا. ففي عام 2007، انضم إلى شركة TokBox كمصممها الأول، حيث طور مهاراته في تصميم واجهات المستخدم. أما انطلاقته الحقيقية فكانت في عام 2008 عندما التحق بفيسبوك كمصمم منتجات، مما شكّل بداية صعوده المهني داخل الشركة لمدة عشر سنوات. في عام 2009، تمّت ترقيته إلى مدير تصميم المنتجات، ثم إلى مدير تصميم تطبيقات فيسبوك للهواتف المحمولة في 2012. ومن 2012 إلى 2016، أشرف موسيري على تطوير ميزة 'أخر الأخبار' (News Feed)، والتي غيرت جذريًا طريقة تفاعل المستخدمين مع المحتوى. وفي عام 2015، تم تصنيفه من قبل Business Insider كأحد 'أصحاب النفوذ في التكنولوجيا'. آدم موسيري وفي عام 2016، أصبح نائب رئيس المنتجات في فيسبوك، كما لعب دور المتحدث الرسمي في قضايا مثل الأخبار الكاذبة أثناء الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016. وقد لفتت رؤيته الاستراتيجية وقدرته على إدارة التحديات انتباه قادة فيسبوك. وفي مايو/أيار 2018، انتقل إلى إنستغرام كنائب رئيس المنتجات، ثم عُيّن رئيسًا لإنستغرام في أكتوبر/تشرين الأول 2018، عقب استقالة المؤسسين كيفن سيستروم ومايك كريغر. ورغم أن لقبه لا يتضمن لقب 'الرئيس التنفيذي' تماشيًا مع سياسة الشركة الأم 'ميتا'، فإنه يشرف على جميع عمليات إنستغرام من تطوير المنتجات إلى الهندسة. قيادة إنستغرام كقائد لإنستغرام، أحدث موسيري تغييرات جذرية في المنصة التي تضم أكثر من مليار مستخدم. تحت قيادته، تم إطلاق ميزات مثل 'القصص'، و'IGTV'، و'التسوق عبر إنستغرام'، مما أعاد تعريف طريقة التواصل والابتكار والبيع على الإنترنت. ومن أكثر خطواته جرأة كانت تجربة إخفاء عدد 'الإعجابات' في 2020، وهي خطوة مستوحاة جزئيًا من مسلسل 'Black Mirror'، تهدف لتقليل الضغوط الاجتماعية وتحسين الصحة النفسية. كما قاد جهودًا لمكافحة التنمر وتعزيز سلامة المستخدمين، بما في ذلك حظر محتوى إيذاء النفس بعد وفاة المراهقة البريطانية مولي راسل في 2019. رغم الانتقادات المتعلقة بالصحة النفسية للمراهقين وتغييرات الخوارزميات، ظل موسيري ثابتًا على موقفه، مؤكدًا على الشفافية والتفاعل من خلال أدوات تحرير أصلية وبيانات تحليلية للأداء. وفي عام 2021، شهد أمام مجلس الشيوخ الأمريكي حول تأثير إنستغرام على المراهقين، مما يعكس التزامه بالمساءلة المجتمعية. وتُقدر ثروة آدم موسيري بـ120 مليون دولار. ورغم أن راتبه الدقيق غير معلن، تُشير مصادر إلى أن متوسط دخله السنوي يبلغ حوالي 890978 دولارا، إضافة إلى المكافآت وخيارات الأسهم من شركة 'ميتا'. وتعد ثروته شهادة على إسهاماته الاستراتيجية في نمو وتوسّع إنستغرام عالميًا، وخاصة في مجالات مثل التسوق عبر المنصة. حياته تزوج موسيري من مونيكا موسيري في 8 سبتمبر /أيلول 2013. وهي خريجة تسويق من جامعة جورج واشنطن، عملت في شراكات تقنية، وهي حاليًا مسؤولة عن تطوير الأعمال في شركة تصميم داخلي. لديهما ثلاثة أبناء. وتعيش الأسرة في سان فرانسيسكو بعد عودتها من لندن في 2023 نتيجة لتغييرات في هيكلة شركة ميتا. ويقول موسيري إنه يتطلع إلى تطوير إنستغرام ليتماشى مع تطلعات المستخدمين المتغيرة. وفي وقت سابق من هذا العام، شارك نصائح لصناع المحتوى حول أهمية جودة المحتوى، واستخدام الأدوات الأصلية، والتفاعل مع الجمهور. وتشمل خططه المستقبلية الاستفادة من مزايا جديدة وأدوات تحليلية للحفاظ على تنافسية المنصة أمام هيمنة تيك توك. صعود آدم موسيري إلى رئاسة إنستغرام هو قصة عن الرؤية والصمود والتأثير. بثروة تبلغ 120 مليون دولار، ومسيرة مليئة بالابتكارات، وتراث متنوع يدعم نظرته الشمولية، أعاد موسيري تعريف دور وسائل التواصل الاجتماعي في العصر الحديث

وداع السفير الصيني وآفاق الشراكة الأردنية‑الصينية
وداع السفير الصيني وآفاق الشراكة الأردنية‑الصينية

الشاهين

timeمنذ 6 ساعات

  • الشاهين

وداع السفير الصيني وآفاق الشراكة الأردنية‑الصينية

أ.د.حسن الدعجه استاذ الدراسات الاستراتيجية بجامعة الحسين بن طلال قبل أن يفرغ السفير تشن تشوان دونغ من كلمته في قاعة الاحتفال وسط عمّان، سبقت دموعه عباراته، فاستحال مسرح الوداع مساحةً إنسانيّةً نابضةً بالألفة. أربع سنواتٍ ونصف أمضاها الرجل في المملكة، قاد خلالها مسيرة تعاونٍ أخذت شكل شراكةٍ استراتيجيةٍ متنامية، وجسدت الحضارتين الصينية والعربية نموذجًا للتفاهم يقوم على الاحترام المتبادل والنفع المشترك. المقالة الآتية ترصد أهم محطات هذه المرحلة، وتقف عند دلالات اللحظة الوداعية وما تفتحه من آفاق للعقد المقبل. أولًا: مشهد الوداع… حين تتكلم العاطفة بلهجة الدبلوماسية في نهاية الحفل، ارتعش صوت السفير وهو يستعيد أسماء الأماكن الأردنية التي آوته، من أزقة جبل اللويبدة إلى شرفات جرش المعلقة على ذاكرة التاريخ. بدا المشهد استثنائيًّا في عالمٍ تُضبط فيه الانفعالات عادةً على إيقاع البروتوكول؛ غير أنّ الرجل اختار أن يُعبّر عن امتنانه بصراحة شرقية لا تخلو من دفء بكين. تلك الدموع، كما علق أحد الحاضرين، 'لم تُسكَب على إسفلت المطار، بل على تراب وطنٍ ثانٍ أحبّه صاحبه حتى آخر يومٍ في مهمته'. هذا البُعد الوجداني لا يُقصي الطابع المهني للحصيلة؛ إنه يؤكد فقط أنّ العلاقات بين الشعوب، حين تُصاغ بصدق، تتجاوز لغة المصالح التقنية لتلامس وجدان الأفراد. ثانيًا: عشر سنواتٍ من الشراكة الاستراتيجية… جدول إنجازات مزدحم قبل عقدٍ كاملٍ في 2015، أعلنت عمّان وبكين عن رفع مستوى العلاقات إلى شراكةٍ استراتيجية. منذ ذلك التاريخ، وخصوصًا خلال ولاية السفير تشن، تبلورت عناوين ثلاثة رئيسية: الاقتصاد والتجارة: ارتفع حجم التبادل من 360 مليون دولار عام 2020 إلى 537 مليونًا في 2024، بمعدل نمو سنوي ناهز 21 %. الأرقام قد تبدو متواضعة قياسًا بأسواقٍ أكبر، لكنها تعكس هيكلةً جديدة في السلة التجارية؛ إذ برزت الأسمدة، والألواح الشمسية، والمنسوجات بوصفها مكوّنات أساسية. والأهم أنّ الشركات الصينية أصبحت تمتلك الحصة الأكبر في شركة البوتاس العربية، ما رفع إنتاج الأسمدة وأسهم في أمن الغذاء الصيني، بينما رفد الخزينة الأردنية بعوائد وفرص عمل. الطاقة والتحول الأخضر: استثمرت مؤسسات صينية في محطات الرياح بإقليم الطفيلة ومشاريع كهروضوئية في مناطق عدة، مساعدةً الأردن على مضاعفة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيجه الكهربائي. هذا التعاون يصب في رؤية المملكة 2030 لخفض الانبعاثات وضمان أمن التزويد. مبادرة الحزام والطريق: توقيع مذكرة التفاهم وفتح الباب أمام إنشاء ممراتٍ لوجستية تربط العقبة بموانئ البحر الأحمر الصينية، إضافة إلى مشاريع رقمنة الموانئ والسكك الحديدية. هكذا تُترجم الفلسفة الصينية؛ تجارة سلسة تتقاطع مع طموح أردني كي يصبح عقدةً إقليمية تربط آسيا بأوروبا وإفريقيا. ثالثًا: الثقافة والتعليم… الجسر الذي لا تهدمه السياسة لا تُقاس قوة العلاقات بين الدول بمؤشرات الميزان التجاري وحدها، بل بما تعكسه من عمق في التبادل الثقافي والتفاعل الإنساني. فقد أصبح مهرجان جرش نموذجًا لهذا التلاقي الحضاري، حيث استضاف على مدار سنوات متتالية فرقًا صينية قدّمت عروضًا في الموسيقى التقليدية والرقص المعاصر، حتى أضحت الأمسيات الختامية لتلك الفرق من أبرز الفعاليات التي ينتظرها الجمهور في المدرجات التاريخية. ومن جانب آخر، تحوّلت فعالية 'الشاي من أجل الوئام' من مبادرة بسيطة للتقارب بين الثقافتين الأردنية والصينية في إحدى حدائق الجامعة الأردنية، إلى تظاهرة سنوية راسخة تستقطب مئات العائلات. هناك يتعرّف الزوّار على طقوس إعداد الشاي الصيني وتاريخه العريق، في مقابل أطباق المقلوبة والمنسف التي يقدمها المشاركون الأردنيون، في مشهد يجسد المعنى الحقيقي للتبادل الثقافي والتنوع الغني بين الشعوب. تعليم اللغة: نحو 600 طالب أردني يتعلمون الصينية في معاهد كونفوشيوس ، بينما ينهل 500 طالب صيني من جمال اللغة العربية في جامعات الأردنية. هذه الأجيال هي الوقود الحقيقي لاستدامة العلاقة. وبرامج التدريب فالعام الماضي وحده، تلقّى 600 أردني دورات قصيرة في بكين وشينزن وسوتشو، شملت الذكاء الاصطناعي، والسياسات الحضرية، وإدارة التراث. يعود هؤلاء محمّلين بأفكار جديدة وصداقات شخصية. رابعًا: توافق سياسي ومواقف مشتركة على المستوى الدبلوماسي، يكاد المراقب يلحظ انسجامًا لافتًا بين عمّان وبكين في ملفاتٍ مفصلية. فالقضية الفلسطينية—التي تتصدر أجندة السياسة الخارجية الأردنية—تحظى بدعم صيني راسخ لحل الدولتين. وقد ترجم البلدان هذا الخطاب بإرسال مساعداتٍ إنسانية إلى غزة، في أواخر 2023، حملها جسرٌ جوّيّ مشترك. والأردن، من جهته، يؤكد في كل محفلٍ تمسّكه بمبدأ 'صين واحدة' كركيزة للاستقرار الدولي. خامسًا: بوصلة التنمية الداخلية… ماذا يعني الأردن لبكين؟ يصف خبراء صينيون الأردن بأنه 'مختبر استقرار' في منطقةٍ مضطربة. فالمملكة، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، تمكّنت من اجتياز رياح 'الربيع العربي' دون انهيارات مؤسسية، وعملت على تحديث منظومتها السياسية تدريجيًّا. من منظور بكين، يُعدُّ هذا المناخ الواعد بالاستدامة بيئةً مثالية لاستثمارات طويلة الأمد، بعيدًا عن المخاطر السيادية التي تهدد مشاريع ضخمة في بعض دول الجوار. كما يستفيد الطرف الصيني من الموقع الجيوسياسي الأردني؛ فالمملكة بوابة عابرة إلى أسواق العراق وسوريا، وربط ميناء العقبة بمبادرة الحزام سيتيح للصين شريانًا بديلًا لقناة السويس في حالات الطوارئ. سادسًا: التحديات والفرص في السنوات الخمس المقبلة تنويع الشراكات فرغم الزخم الصيني، يحرص الأردن على عدم حصر خياراته الاقتصادية في جهة واحدة. التوازن بين الشرق والغرب سيظل شعار المرحلة المقبلة، ما يفرض على بكين تقديم عروضٍ أكثر تنافسية مع احترام خصوصية السوق الأردنية. تعميق التصنيع المحلي وان النموذج القائم حاليًّا يركّز على استيراد مكونات صينية وتجميعها في الأردن. يتطلع صانع القرار الأردني إلى نقل تقنيات أعمق، بما يسمح بقيام صناعاتٍ حقيقية تستقطب مهندسين أردنيين. الدبلوماسية الناعمة وتعميق سرديات النجاح؛ أن يرى المواطن الأردني في الحضور الصيني قيمة مضافة لحياته اليومية، لا مجرد أرقام في نشرات الأخبار. هنا تلعب برامج المنح الثقافية والإعلام الشعبي دورًا محوريًّا. سابعًا: دموع تشن… رسالة وداع أم وعد لقاء؟ حين سئُلَ السفير بعد انتهاء خطابه عن سبب دموعه، رد بكلمةٍ مقتضبة: 'أحببتُ الأردن أكثر مما توقّعت'. ما بين السطرين يكمن إدراك بأن العلاقات الدولية لا تبنى فقط باتفاقياتٍ تُوقَّع في قاعاتٍ مغلقة؛ إنما بإيقاع بشري بسيط: صديق يألف شارعًا، يتقن لغةً جديدة، يقول 'صباح الخير' بلهجةٍ عمّانية، فيبادله الجيران '你好' على باب الدار. تلك الحميمية قد تبدو تفصيلًا هامشيًّا على جدول أعمال وزارة الخارجية، لكنها روحٌ قادرة على تحريك عجلات الاقتصاد والثقافة والسياسة في اتجاهاتٍ يصعب قياسها بالأرقام. وبعد: إلى أين من هنا؟ مع حلول الذكرى العاشرة للشراكة الاستراتيجية هذا العام، يطوي الأردن والصين فصلًا كتب ملامحه السفير تشن، ويفتحان آخر يُنتظر أن يخوض معارك مشتركة ضد تحديات ما بعد الجائحة، وأزمات الطاقة، والتغير المناخي. أمام الطرفين فرصةٌ لصياغة نموذجٍ تنموي يقوم على ربط الابتكار بالتنوع الثقافي، وعلى توطين التكنولوجيا بما يلائم خصوصية المجتمع الأردني، مع الحفاظ على مرونة الانفتاح الصيني. سيغادر تشن تشوان دونغ عمّان قريبًا، لكن الحصاد الذي تركه—من الألواح الشمسية في الصحراء، إلى أنغام 'تشونغ روي' في مدرج جرش—سيظل شاهدًا على أن الدبلوماسية حين تتوشح بإنسانيتها، تستطيع أن تضيف إلى العلاقات بين الدول سطرًا واحدًا لا يُمحى: 'هنا وُلدت صداقة'. وفي زمنٍ يُمرِّر الأخبار كلمح البصر، ربما يكون هذا السطر أثمن هديةٍ في حقيبة أي سفر

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store