
اليمين الإسرائيلي يعود بمشروع "القدس الكبرى"
ضمن مخطط ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية إلى إسرائيل، تسعى أحزاب الائتلاف الحاكم لإقرار مشروع قانون لإقامة "القدس الكبرى" لتصل مساحتها إلى 10 في المئة من الضفة، وهو ما يعني فصلاً تاماً بين جنوبها وشمالها.
وتمتد "القدس الكبرى" من مجمع مستوطنات "غوش عصيون" جنوباً وحتى مستوطنة "جفعات زئيف" شمالاً إلى مستوطنة "معاليه أدوميم" شرقاً، لكي تلتهم أراض في بيت لحم وأريحا والأغوار، ومن شأن تمرير القانون الذي يدعمه الائتلاف الإسرائيلي الحاكم زيادة مساحة بلدية القدس من 126 إلى 600 كيلومتر مربع.
أجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عام 2017 التصويت على مشروع قانون "القدس الكبرى" بسبب الضغوط الدولية لإلغائه (أ ف ب)
فرض القوانين الإسرائيلية
وحتى قبل إعلان ضم تلك المستوطنات المحيطة بالقدس فإن السلطات الإسرائيلية استكملت ربط تلك المستوطنات بمدينة القدس عبر طرق سريعة وبنية تحتية وشبكة مواصلات عامة، وسيؤدي مشروع القانون حال إقراره إلى "فرض القوانين الإسرائيلية والقضاء وإدارة الدولة على منطقة متروبولين القدس، وسيكون رئيس بلدية القدس رئيساً للمتروبولين"، وفق نص المشروع.
ويقضي المشروع بتوسيع الحكومة الإسرائيلية مساحة الأراضي المخصصة للبناء وتوسيع المواصلات العامة والمؤسسات التعليمية، ويستهدف مشروع القانون "استعادة مدينة القدس مكانتها كرمز للشعب اليهودي بعد تراجع مكانتها خلال الأعوام الأخيرة وتواصل الهجرة السلبية منها"، ولذلك فإن القانون المرتقب سيؤدي إلى إضافة سكان يهود إلى الحدود الجديدة لبلدية القدس بهدف "الحفاظ على التوازن الديمغرافي"، في إشارة إلى ضم عشرات آلاف المستوطنين في محيط القدس ليصبحوا من سكان المدينة.
"ضم غير قانوني"
لكن جمعية "عير عاميم" الحقوقية الإسرائيلية أشارت إلى أن مشروع القانون "يسعى إلى دفع ضم غير قانوني وفق القانون الدولي، ويشكل استمراراً لانتهاك إسرائيل للقانون الدولي"، معتبرة أن مشروع القانون سيؤدي إلى "قطع التواصل الجغرافي الضروري بين منطقتي بيت لحم والخليل وبين رام الله ونابلس، وسيزيد عزلة القدس الشرقية وسكانها عن مجمل الحيز الفلسطيني".
وشددت الجمعية على أن مشروع القانون "يسعى إلى إضعاف السكان الفلسطينيين في القدس وتهجيرهم عبر فرض غالبية ديموغرافية يهودية مصطنعة على حساب النسيج العضوي للمدينة".
يحتاج مشروع القرار الحالي إلى تصويت البرلمان الإسرائيلي عليه بالقراءات الثلاث قبل أن يدخل حيز التنفيذ (أ ف ب)
وبعد أيام من احتلال القدس الشرقية عام 1967، أقر الكنيست الإسرائيلي قانون ضم القدس الشرقية إلى إسرائيل وجرى بموجبه حل بلدية القدس الفلسطينية وإلغاء القوانين العربية، لتحل مكانها القوانين الإسرائيلية.
ويحتاج مشروع القرار الحالي الذي تقدم به عضو الكنيست الإسرائيلي عن حزب "الليكود" دان إيلوز إلى تصويت البرلمان الإسرائيلي عليه بالقراءات الثلاث قبل أن يدخل حيز التنفيذ، وقال إيلوز إن مشروعه "يعد خطوة مهمة نحو تحقيق السيادة الكاملة"، مشيراً إلى أنه "سيمر على رغم الضغوط الدولية ومن ودون عواقب وخيمة".
"القدس الكبرى"
وإيلوز هو صاحب مشروع قانون حظر وكالة "أونروا" الذي أقره الكنيست الإسرائيلي قبل أربعة أشهر، مضيفاً أنه
"سيحدث الشيء نفسه مع تطبيق السيادة، وعندما تتمسك إسرائيل بموقفها فإنها تخرج أقوى، فلقد حان الوقت لتطبيق السيادة على كل يهودا والسامرة".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أجل عام 2017 التصويت على مشروع قانون "القدس الكبرى" بسبب الضغوط الدولية لإلغائه، واعتبر مدير دائرة الخرائط والمساحة في بيت الشرق خليل تفكجي أن لإسرائيل " أهدافاً إستراتيجية عدة من وراء الدفع بمشروع القانون لإقامة 'القدس الكبرى' بعد ضم المستوطنات المحيطة بالقدس إليها".
المشروع سيؤدي إلى زيادة عدد الإسرائيليين في "القدس الكبرى" بنحو 150 ألف مستوطن (أ ف ب)
وبحسب تفكجي فإن المشروع سيؤدي إلى "زيادة عدد الإسرائيليين في 'القدس الكبرى' بنحو 150 ألف مستوطن في مقابل إخراج 150 فلسطينياً منها"، مضيفاً أن المشروع "لن يضفي جديداً على الأرض لكنه سيمنح الشرعية الإسرائيلية لضم المستوطنات لإسرائيل وفرض سيادتها عليها، فإسرائيل أقامت البنية التحتية لتوسيع القدس وربطها بالمستوطنات المحيطة فيها عبر شبكة طرق".
ورأى تفكجي أن شبكة الطرق تلك ستجعل الإسرائيلي القادم من تل أبيب إلى القدس والأغوار يشعر بأنه في قلب إسرائيل، وذلك بعد أن كانت القدس هامشية لدى الإسرائيليين.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"القدس 2050"
وأوضح تفكجي أن "ذلك سيؤدي إلى فصل شمالها عن جنوبها"، مشيراً إلى أن إسرائيل أقامت شبكة طرق خاصة للفلسطينيين لأجل ذلك.
ووفق تفكجي فإن قانون "القدس الكبرى" يأتي ضمن مشروع "القدس 2050" والذي يتضمن "إقامة مطار في النبي موسى شرق مستوطنة معاليه أدوميم، وفتح طرق وسكك حديد عريضة وربطها مع الأردن عبر جسر الملك عبدالله المغلق حالياً"، لكنه حذر من أن ذلك المشروع سيكون على "حساب تهجير البدو الفلسطينيين في تلك المنطقة وبخاصة في الخان الأحمر، وممارسة التطهير العرقي ضدهم".
ويتشكل تجمع "غوش عصيون" الاستيطاني من 22 مستوطنة تقع في محافظة بيت لحم، بنيت أربع منها قبل عام 1948 ويقيم فيها أكثر من 70 ألف مستوطن إسرائيلي، وإلى الشمال الشرقي منه أقامت إسرائيل مستوطنة "معاليه أدوميم" عام 1975 على أجزاء كبيرة من أراضي بلدتي العيزرية وأبو ديس شرق القدس، وبلغ عدد سكانها أكثر من 41 ألف مستوطن.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 2 ساعات
- العربية
بعد قصف الحديدة.. إسرائيل تتوعد زعيم الحوثيين بمصير السنوار ونصرالله
أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الجمعة، شن هجمات على موانٍ يمنية، مهددا باغتيال زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي. وقال كاتس على منصة "إكس"، إن "الجيش الإسرائيلي هاجم الآن وألحق أضرارا جسيمة بالمواني اليمنية الخاضعة لسيطرة تنظيم الحوثيين الإرهابي، كما أن مطار صنعاء لا يزال مدمرا". وأضاف الوزير: "إذا استمر الحوثيون في إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل فسيتلقون ضربات موجعة". المستشار السياسي والاعلامي لرئيس الوزراء اليمني علي الصراري: #إسرائيل ستواصل الغارات على #اليمن مع استمرار الحوثيين في إطلاق الصواريخ #قناة_العربية — العربية (@AlArabiya) May 16, 2025 وهدد كاتس باستهداف قادة الحوثيين "كما فعلنا مع محمد الضيف ويحيى السنوار في غزة، ومع حسن نصر الله في بيروت، ومع إسماعيل هنية في طهران، سنطارد ونغتال عبد الملك الحوثي في اليمن". وتابع: "سندافع عن أنفسنا بقوتنا، في وجه كل عدو". رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو: قصفنا ميناءين تابعين للحوثيين وهذه مجرد بداية.. وسنضرب بقوة أكبر وسنستهدف قياداتهم #اليمن #قناة_العربية — العربية (@AlArabiya) May 16, 2025 كما توعد أيضا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الجمعة، بمزيد من الضربات في اليمن بعد شن غارات على ميناءي الحديدة والصليف. وقال نتنياهو في بيان مصور "نجح طيارونا الآن في توجيه ضربات جديدة لمنفذين إرهابيين تابعين للحوثيين. وهناك المزيد"، محذرا "لسنا مستعدين للوقوف مكتوفي الأيدي وترك الحوثيين يهاجموننا. سنضربهم بقوة أكبر بما في ذلك قيادتهم وجميع البنى التحتية التي تسمح لهم بضربنا". إعلام إسرائيلي: سلاح الجو يعمل على فرض حصار على موانئ الحوثيين بالحُديدة #اليمن #قناة_العربية — العربية (@AlArabiya) May 16, 2025 وكانت مصادر (العربية/ الحدث)، قد أفادت اليوم الجمعة، بوقوع أكثر من 10 غارات إسرائيلية استهدفت ميناءي الحديدة والصليف غرب اليمن. فيما اعترفت وسائل إعلام حوثية بشن المقاتلات الإسرائيلية غارات استهدفت ميناء الصليف غرب الحديدة، الذي يستخدمه الحوثيون عادة، لاستيراد الحبوب والسلع ومواد البناء. #اليمن #الحدث #قناة_الحدث — ا لـحـدث (@AlHadath) May 16, 2025 كما أفادت وسائل إعلام حوثية وإسرائيلية، أن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ غارات جوية استهدفت 3 موانٍ يمنية على ساحل البحر الأحمر، الجمعة.


الشرق الأوسط
منذ 9 ساعات
- الشرق الأوسط
نتنياهو: بناء أول منطقة لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة سيكتمل خلال أيام
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، أن بناء أولى مناطق توزيع المساعدات الإنسانية في غزة سيكتمل خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد يوم من سماح إسرائيل بدخول 100 شاحنة محملة بأغذية الأطفال والمعدات الطبية إلى القطاع، أمس الأربعاء. أطفال فلسطينيون ينتظرون وجبة طعام في مخيم للنازحين بمدينة غزة (أ.ف.ب) وأضاف نتنياهو في بيان مصور نشره مكتبه: «في نهاية المطاف، نعتزم إقامة مناطق آمنة كبيرة في جنوب غزة. سينتقل السكان الفلسطينيون إليها حفاظاً على سلامتهم بينما نواصل القتال في مناطق أخرى».


Independent عربية
منذ 13 ساعات
- Independent عربية
إسرائيل تنوي مهاجمة إيران والحرس الثوري يتوعد بالرد
تستعد إسرائيل لشن ضربات عسكرية فورية على إيران إذا ما انهارت المفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن، وفق ما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مصدرين إسرائيليين مطلعين على النقاشات. وأوضحت المصادر أن المجتمع الاستخباراتي في إسرائيل الذي كان يعتقد أن الأميركيين والإيرانيين يقتربون من إبرام اتفاق، بات يرى خلال الأيام القليلة الماضية أن المحادثات بين الطرفين قد تنهار عما قريب. وقال أحد المصادر إن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن النافذة العملية لشن هجوم ناجح ضد المنشآت النووية الإيرانية قد تغلق قريباً، بالتالي على إسرائيل التحرك سريعاً إذا ما فشلت المفاوضات. وأضاف المصدران الإسرائيليان أن أي هجوم إسرائيلي على إيران لن يقتصر على ضربة واحدة، بل سيكون حملة عسكرية تمتد لأسبوع في الأقل. ونقل "أكسيوس" عن مسؤول أميركي قوله إن الإدارة الأميركية تخشى من أن يقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شن الضربة على إيران، من دون الحصول على ضوء أخضر من الرئيس الأميركي دونالد ترمب. في الأثناء، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم الخميس إن طهران ستعتبر واشنطن متورطة في أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية، مضيفاً أن الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية القانونية في حال حصول ذلك. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وجاء تقرير "أكسيوس" ليؤكد ما جاء في تقرير لشبكة "سي أن أن" الإخبارية الأميركية أمس الأربعاء، والذي نقل عن مسؤولين أميركيين مطلعين أن معلومات استخباراتية جديدة حصلت عليها الولايات المتحدة تشير إلى أن إسرائيل تجهز لضرب منشآت نووية إيرانية. وأضافت الشبكة نقلاً عن المسؤولين أنه لم يتضح بعد إذا ما كان القادة الإسرائيليون اتخذوا قراراً نهائياً، مشيرة إلى وجود خلاف داخل الحكومة الأميركية في شأن إذا ما كانوا سيقررون في نهاية المطاف تنفيذ الضربات. ولم يتسن بعد تأكيد التقرير. ولم يرد مجلس الأمن القومي على الفور على طلب للتعليق. ولم ترد السفارة الإسرائيلية لدى واشنطن على طلب للتعليق. ولم يرد كذلك مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي. وقال مصدر مطلع على المعلومات الاستخباراتية لـ"سي أن أن" إن احتمال توجيه إسرائيل ضربة لمنشأة نووية إيرانية "ارتفع بصورة كبيرة خلال الأشهر الأخيرة". وأضاف أن فرصة الضربة ستكون أكثر ترجيحاً، إذا توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق مع إيران لا يقضي بالتخلص من كل اليورانيوم الذي تمتلكه إيران. في المقابل، قال الحرس الثوري الإيراني اليوم الخميس إن إسرائيل ستتعرض "لرد مدمر وحاسم" إذا هاجمت إيران، وذلك بعد أيام من تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" وذكرت فيه أن معلومات استخباراتية أميركية تشير إلى أن إسرائيل تستعد لضرب منشآت نووية إيرانية. ونقلت وسائل إعلام رسمية عن المتحدث باسم الحرس الثوري علي محمد نائيني قوله "يحاولون تخويفنا بالحرب لكنهم يخطئون في حساباتهم، إذ يجهلون الدعم الشعبي والعسكري القوي الذي يمكن للجمهورية الإسلامية حشده في ظروف الحرب". وأضافت الشبكة نقلاً عن مسؤولين استخباراتيين أنه لم يتضح بعد ما إذا كان القادة الإسرائيليون اتخذوا قراراً نهائياً، مشيرة إلى وجود خلاف في الآراء داخل الحكومة الأميركية في شأن ما إذا كان الإسرائيليون سيقررون في نهاية المطاف تنفيذ الضربات، فيما يقول دبلوماسيون إن انهيار المفاوضات الأميركية - الإيرانية أو التوصل إلى اتفاق نووي جديد لا يقلل مخاوف إسرائيل من تطوير إيران أسلحة نووية، وقد يحفزها على شن ضربات ضد خصمها الإقليمي. وتجري إدارة الرئيس دونالد ترمب مفاوضات مع إيران بهدف التوصل إلى اتفاق دبلوماسي في شأن برنامج طهران النووي. وأوضحت الشبكة الإخبارية أن المعلومات الاستخباراتية الجديدة استندت إلى اتصالات علنية وخاصة لمسؤولين إسرائيليين كبار، إضافة إلى اتصالات إسرائيلية اعتُرضت وملاحظات لتحركات عسكرية إسرائيلية قد توحي بضربة وشيكة. ونقلت "سي أن أن" عن مصدرين قولهما إن من بين الاستعدادات العسكرية التي رصدتها الولايات المتحدة حركة ذخائر جوية واستكمال مناورة جوية. كانت وسائل إعلام رسمية نقلت عن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قوله، خلال وقت سابق أول من أمس الثلاثاء، إن مطالب الولايات المتحدة بامتناع طهران عن تخصيب اليورانيوم "زائدة على الحد ومهينة"، معبراً عن شكوكه في إذا ما كانت المحادثات النووية ستفضي إلى اتفاق.