
ضعف التدبير وتراكم الازمات.. طارق صديق يقترب من مغادرة "دار الصانع"
بلبريس - اسماعيل عواد
يعيش قطاع الصناعة التقليدية في المغرب مرحلة توتر واضحة، وسط تصاعد الانتقادات الموجهة لمدير دار الصانع طارق صديق، الذي تولى المنصب منذ سنة 2020، بعدما كان مديرا الاستراتيجية والتعاون - قطاع السياحة، دون أن ينجح في تحقيق الأهداف الأساسية للمؤسسة أو تجاوز الأزمات الخانقة التي يعيشها الحرفيون منذ سنوات.
ورغم أن دار الصانع تضطلع بأدوار استراتيجية للنهوض بالقطاع، إلا أن واقع الحال يكشف عن إخفاقات متكررة وضعف في تنزيل البرامج والدعم المطلوبين.
في هذا السياق، كشفت مصادر مطلعة لـ"بلبريس"، أن العلاقة بين كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية لحسن السعدي، ومدير دار الصانع طارق صديق، تتسم بالتوتر وعدم الانسجام، وهو ما انعكس بشكل سلبي على فعالية التدبير والتنسيق المؤسساتي. ووفق نفس المصادر، فإن السعدي، المعروف بديناميته ورغبته في تسريع وتيرة الإصلاحات، يجد صعوبة في دفع طارق صديق إلى مجاراة هذا الإيقاع الذي يتطلب حركية وتجاوباً فورياً مع التحديات.
المثير في الأمر أن صديق، الذي يوصف بالمقرب من الوزيرة السابقة جميلة المصلي في حكومة سعد الدين العثماني، لم ينجح منذ توليه المنصب في إخراج القطاع من أزماته المتراكمة، حيث لا يزال عدد كبير من الحرفيين يعانون من غياب الدعم الفعلي، وتراجع فرص التسويق، وغياب التأطير والتكوين الملائمين لمتطلبات السوق الوطنية والدولية.
دار الصانع، التي يفترض أن تكون رافعة مركزية لتثمين التراث الحرفي المغربي، وتطوير الصناعة التقليدية، تقدم على الورق مهام واختصاصات واسعة: من تسويق المنتجات وتنظيم المعارض، إلى دعم الابتكار وحماية حقوق الحرفيين، غير أن هذه الأدوار لم تُترجم إلى نتائج ملموسة في عهد طارق صديق، ما يطرح علامات استفهام حول جدوى الاستمرار في هذا النهج التدبيري.
وتتحدث مصادر لـ"بلريس"، عن أن أيام طارق صديق على رأس دار الصانع باتت معدودة، خاصة في ظل حديث متواتر عن توجه لحسن السعدي ووزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور إلى الدفع نحو تغييره خلال مجلس حكومي مقبل، استناداً إلى الفصل 92 من الدستور، في محاولة لتصحيح المسار وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في هذا القطاع الحساس.
فشل صديق لا يمكن حصره في صراعات داخلية أو توترات إدارية، بل ينعكس بشكل مباشر على أوضاع آلاف الحرفيين الذين يواجهون تحديات حقيقية، من ضعف في التكوين والتسويق، إلى غياب التحفيز والدعم المادي، ما يهدد بفقدان المغرب لتراثه الحرفي الغني أمام زحف المنافسة وسوء التدبير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


LE12
منذ 9 ساعات
- LE12
السعدي يترأس إطلاق الدورة الثانية من برامج مواكبة ودعم الصناع التقليديين لسنة 2025
ترأس لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، بمعية طارق صديق مدير مؤسسة دار الصانع، يوم الجمعة، بمقر كتابة الدولة، لقاء الإطلاق الرسمي للدورة الثانية من برامج مواكبة ودعم الصناع التقليديين لسنة 2025، والتي تسهر على تنفيذها مؤسسة دار الصانع بشراكة مع عدد من الشركاء الوطنيين والدوليين. وتهدف هذه البرامج، وفق بلاغ توصلت جريدة 'Le12' بنسخة منه، إلى تثمين حرف الصناعة التقليدية، وتعزيز كفاءات الحرفيين، والنهوض المستدام بالموروث الوطني. وأضاف المصدر ذاته، فقد تمت بلورة ثلاثة برامج تضم مجموعة من الخدمات لفائدة الصناع التقليديين، مراعاة للتحديات الجديدة التي تفرضها الأسواق، وفي ظل المنافسة الدولية وتغير سلوكيات الاستهلاك والشراء، وتلبية لحاجيات الصناع التقليديين. وتتمثل هذه البرامج في برنامج التميز الذي يستهدف فرعي 'الزربية' و'الفخار والخزف'، والذي يهدف إلى هيكلة وحدات الإنتاج ومواكبتها خلال جميع مراحل سلسلة القيم وبرنامج مواكبة التصدير الذي يهدف إلى دعم الفاعلين وتمكينهم من ولوج الأسواق الدولية وبرنامج مواكبة المجمعين: الرامي إلى تقوية قدرات التجميع وتحسين القدرة الإنتاجية والتسويقية للصناع التقليديين الفرادى. وتُساهم هذه البرامج، يضيف البلاغ، في الدينامية التي يعرفها قطاع الصناعة التقليدية، من خلال مواكبة المستفيدين عبر ورشات تقنية، وتداريب تطبيقية، وتكوينات حول التسويق والرقمنة، إضافة إلى الإستفادة من منظومة متنوعة من الأدوات التي تهدف إلى تعزيز كفاءاتهم التقنية والمقاولاتية، مع الحفاظ على أصالة وتفرد مهاراتهم الحرفية. وفي إطار هذه النسخة الثانية، سيتم مواكبة 55 وحدة إنتاجية ضمن برنامج التميز، أما بالنسبة لبرنامج مواكبة المصدرين، فتم انتقاء 40 حرفياً للاستفادة من سلسلة من التكوينات تشمل استراتيجية استكشاف الأسواق ومساطر وإجراءات التصدير. أما فيما يخص برنامج مواكبة المجمعين، فقد تم الانتقاء الأولي لــ 84 وحدة، من أجل إخضاعهم لعملية تشخيص قصد انتقاء 20 صانعا الذين يتوفرون على مؤهلات الاندماج في مشاريع تجميع للإنتاج. وسيتم تنفيذ هذه البرامج بشراكة مع مؤسسات مرموقة على المستويين الوطني والدولي، من بينها: جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، أكاديمية الفنون التقليدية، وكالة التنمية الرقمية، المركز التقني للنسيج والألبسة، مركز 'FAENZA CERAMIC ART CENTER' بإيطاليا، ومؤسسة علامة سطيب'LABEL STEP'. وستمكن هذه النسخة الثانية برسم سنة 2025 من تثبيت والاستفادة من مكتسبات النسخة الأولى، من خلال تعزيز آليات الدعم، و ترسيخ النتائج المحققة، بما يخدم التنمية الاجتماعية والاقتصادية للصناع التقليديين، ويساهم في إرساء صناعة تقليدية مغربية أكثر تنافسية وانفتاحاً على الأسواق العالمية.


البوابة الوطنية
منذ 10 ساعات
- البوابة الوطنية
المغرب يتألق في معرض أستراليا للتصميم 2025
الاثنين 16 يونيو 2025 تألق المغرب في دورة 2025 من معرض أستراليا للتصميم، وذلك عبر تميز صناعته التقليدية ودينامية ابداعه المعاصر خلال هذا الحدث المرجعي في مجال التصميم الداخلي والهندسة المعمارية بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ. ومثل المغرب في هذه التظاهرة التي أقيمت من الخميس إلى السبت في ملبورن بجنوب أستراليا، وفد ضم ممثلين عن دار الصانع والمصمم العالمي الشهير هشام لحلو، وذلك بتنسيق مع سفارة المغرب بكانبيرا. وتروم هذه المشاركة إبراز الخبرة المغربية في أوساط المهنيين في هذا المجال، وتعزيز التبادل الاقتصادي والثقافي والمؤسساتي بين المغرب وأستراليا. وشكل معرض أستراليا للتصميم الذي عرف مشاركة أكثر من 250 عارضا دوليا يمثلون أكثر من 1000 منتج وعلامة تجارية، وتنظيم حوالي 90 ندوة أطرها خبراء، منصة مرجعية للتشبيك بين الموردين العالميين والفاعلين الرئيسيين في قطاعات الإقامة والتجارة والفندقة. كما شكلت نسخة 2025 منصة دينامية مُخصصة للتصميم الداخلي المعاصر والابتكار والحلول المستدامة. وفي هذا السياق، أتاحت مشاركة المغرب فرصة فريدة لعرض أكثر العلامات التجارية الوطنية ابتكارا في مجال التصميم والصناعة، في الوقت الذي يتوقع أن توقع السوق الأسترالية عقودا تتجاوز قيمتها 4,3 مليار دولار خلال الإثني عشر شهرا القادمة. وقامت سفارة المملكة المغربية بإعداد برنامج غني للوفد المغربي على هامش هذا المعرض، تضمن موائد مستديرة في ملبورن وسيدني، فضلا عن زيارات إلى جامعات متخصصة في التصميم. وبالإضافة إلى التواصل مع الفاعلين الأستراليين في القطاع، مكنت هذه المبادرات من استكشاف فرص التعاون الأكاديمي والمهني بين البلدين. ومن بين أبرز لحظات المشاركة المغربية في هذا المعرض، ندوة بعنوان "آفاق عربية، حلول عالمية"، سلّطت الضوء على مساهمة العالم العربي، لاسيما المغرب، في مجال التصميم العالمي. كما لفت السيد لحلو انتباه الحضور بمداخلة تناولت دور التصميم الذي يتمحور حول الإنسان في بناء مدن شاملة ومستدامة، فضلا عن عرض حول الحوار بين الثقافات والتصميم كأداة دبلوماسية قادرة على الاستجابة للتحديات المعاصرة، من الإستدامة إلى الإدماج الاجتماعي. ولقيت المشاركة المغربية دعما قويا من الجالية المغربية في أستراليا، التي ساهمت مشاركتها المهمة في انجاح هذا الحدث. وأتاح معرض أستراليا للتصميم الذي امتد على مساحة 15.000 متر مربع، واستقطب أكثر من 12.500 زائر، فرصة فريدة لمصممي الديكور الداخلي والمهندسين المعماريين والمنعشين العقاريين. وبفضل الحملات الترويجية التي سبقت الحدث وموقعه الإستراتيجي وتغطية إعلامية واسعة، استفاد العارضون في معرض أستراليا للتصميم من فرص مهمة لبناء شبكة تواصل واسعة.


بلبريس
منذ يوم واحد
- بلبريس
رؤية استراتيجية غائبة لـ"دار الصانع" بإدارة صديق.. صفقة ربع مليار لعشرات المشاهدات!
بلبريس - اسماعيل عواد في ظل معاناة الآلاف من الحرفيين المغاربة من تدهور أوضاعهم الاقتصادية وتراجع الطلب على منتجاتهم، تبرز صفقة إنتاج الكبسولات الترويجية لقطاع الحرف اليدوية بقيمة 2.5 مليون درهم كواحدة من أكثر نماذج سوء التسيير وغياب الرؤية وضوحاً. دار الصانع.. ميزانية خيالية دون جدوى فبينما يناضل الحرفيون من أجل تأمين أبسط مستلزمات الإنتاج ومواجهة غلاء الأسعار، تنفق إدارة دار الصانع تحت قيادة طارق صديق مبالغ طائلة على مشاريع تواصلية تفتقر إلى أي أثر ملموس على الأرض. المفارقة الصارخة تكمن في أن هذه الكبسولات التي تم إنتاجها بميزانيات ضخمة لا تحظى سوى بعشرات المشاهدات، مما يؤكد غياب أي استراتيجية تسويقية حقيقية أو رغبة في تحقيق تأثير فعلي. التفاصيل الكاملة لصفقة رقم 17-MDA-2024 تكشف عن مسار يثير الكثير من التساؤلات يبدأ باختيار شركة "نوفو هومو سابينس" كفائزة بعرض قيمته 2,497,800 درهم، تحت ذريعة كونه "الأكثر جدوى"، بينما الواقع يشير إلى أن جميع العروض المقدمة كانت متقاربة بشكل لافت في قيمتها المالية. وحسب مراقبين أن الأكثر إثارة للتساؤل هو الإجراءات التي تم بموجبها استبعاد 7 شركات من المنافسة لأسباب تقنية، في حين تم قبول عروض أخرى لا تختلف عنها جوهرياً. هذا النمط من التعامل يذكرنا بالعديد من الصفقات التي يتم فيها استخدام المعايير التقنية كستار لإخفاء عمليات غير واضحة. المأساة الحقيقية تكمن في أن هذه الملايين التي يتم إنفاقها على مشاريع تواصلية شكلية كان من الممكن أن تشكل شريان حياة لمئات الحرفيين الذين يعانون من شح الموارد وتراجع المبيعات. فبسعر تكلفة دقيقة واحدة من هذه الكبسولات، يمكن تأمين مواد أولية لحرفي لمدة أسبوع كامل، حسب مصادر مهنية لـ" بلبريس"، لكن الإدارة تفضل تبديد المال العام على مشاريع وهمية بدلاً من تقديم حلول حقيقية لأصحاب المهن التقليدية الذين يشكلون عماد الاقتصاد المحلي في العديد من المناطق. الواقع المؤلم يشير إلى أن هذه الإنتاجات الإعلامية لا تصل إلى الجمهور المستهدف، ولا تساهم في زيادة مبيعات المنتجات الحرفية، ولا تحقق أي من الأهداف المعلنة. فحصيلة مشاهدات هذه المواد لا تتجاوز في أحسن الأحوال بضع عشرات كما نشرت " بلبريس"، مما يجعلها مجرد إجراء شكلي لتبرير صرف الميزانيات، هذه الممارسات تطرح تساؤلات جوهرية حول جدوى استمرار نفس النهج الإداري الذي أثبت فشله في تحقيق أي نتائج ملموسة لصالح القطاع الحرفي. سوء التسيير وهدر المال العام في الوقت الذي كان من المفترض أن تشكل دار الصانع منارة لدعم وتطوير القطاع الحرفي، تحولت تحت الإدارة الحالية إلى مثال صارخ على سوء التسيير وهدر المال العام. فبدلاً من العمل على حل المشاكل الهيكلية التي يعاني منها الحرفيون، يتم إنتاج محتوى إعلامي غير فعال لا يحقق أي قيمة مضافة، وهذا النهج لا يعكس فقط غياب الرؤية الاستراتيجية، بل يكشف عن تجاهل تام للواقع اليومي الصعب الذي يعيشه آلاف الحرفيين في مختلف أنحاء المملكة. نموذج الفشل النموذج القائم اليوم يكرس دورة مفرغة من الهدر والفشل، حيث يتم ضخ الأموال في مشاريع شكلية بينما تستمر معاناة الفاعلين الحقيقيين في القطاع، الذي يديره طارق صديق. ويتساؤل مهنيون إلى متى سيستمر هذا النهج في إدارة القطاع الحرفي؟ وإلى متى سيظل الحرفيون يدفعون ثمن سياسات إدارية غير مجدية تفتقر إلى الرؤية والشفافية؟ الأمل الوحيد يكمن في مراجعة جذرية لهذه المنظومة، ووضع الحرفيين وحاجاتهم الحقيقية في صلب أي سياسة أو برنامج دعم، بعيداً عن المشاريع الشكلية التي لا تقدم ولا تؤخر في واقع القطاع. وتشير مصادر موثوقة إلى أن نهاية عهد المدير الحالي لدار الصانع طارق صديق قد اقتربت، بعد سلسلة من الإخفاقات المتتالية في إدارة المؤسسة. فمنذ توليه المنصب، لم يقدم أي حلول عملية لأزمات القطاع الحرفي، بل حول المؤسسة إلى واجهة لتبذير المال العام عبر صفقات غريبة ومشاريع لم تفي بوعودها، وقد بات من المتوقع أن يكون إقالته من بين القرارات الأولى التي ستتخذ خلال الاجتماعات الحكومية المقبلة، خاصة مع تصاعد الانتقادات حول سوء تدبيره وغياب الرؤية الاستراتيجية. وقد أكدت مصادر لـ" بلبريس"، أن ملف إدارة دار الصانع أصبح محط نقاش على أعلى المستويات، نظراً للتداعيات السلبية التي خلفتها سياسات طارق صديق على سمعة المؤسسة وعلى وضع الحرفيين. فبدلاً من أن تكون الدار ملاذاً لدعم المهن التقليدية وتطويرها، تحولت تحت إدارته إلى مثال للاختلال الإداري والفشل التنموي. ويتوقع المراقبون أن يكون إعلان إقالته وشيكاً، كخطوة أولى لإصلاح المؤسسة واستعادة ثقة الحرفيين المغاربة. ويأتي قرار إقالة مدير دار الصانع في سياق حملة أوسع لإعادة هيكلة المؤسسات العمومية الفاشلة، حيث لم يعد ممكناً التغاضي عن سنوات من سوء التدبير والهدر. ففشل طارق صديق في تحقيق أي نتائج ملموسة للقطاع الحرفي، وإصراره على تبذير الملايين في مشاريع غير مجدية، جعله عبئاً على المؤسسة وعلى الحرفيين على حد سواء. وخلال الأسابيع القليلة المقبلة، من المتوقع أن تعلن الحكومة عن تعيين مدير جديد قادر على إعادة الاعتبار لهذه المؤسسة الحيوية ووضع حد لسنوات من الإهمال والتسيير الفاشل.