
رؤية استراتيجية غائبة لـ"دار الصانع" بإدارة صديق.. صفقة ربع مليار لعشرات المشاهدات!
بلبريس - اسماعيل عواد
في ظل معاناة الآلاف من الحرفيين المغاربة من تدهور أوضاعهم الاقتصادية وتراجع الطلب على منتجاتهم، تبرز صفقة إنتاج الكبسولات الترويجية لقطاع الحرف اليدوية بقيمة 2.5 مليون درهم كواحدة من أكثر نماذج سوء التسيير وغياب الرؤية وضوحاً.
دار الصانع.. ميزانية خيالية دون جدوى
فبينما يناضل الحرفيون من أجل تأمين أبسط مستلزمات الإنتاج ومواجهة غلاء الأسعار، تنفق إدارة دار الصانع تحت قيادة طارق صديق مبالغ طائلة على مشاريع تواصلية تفتقر إلى أي أثر ملموس على الأرض. المفارقة الصارخة تكمن في أن هذه الكبسولات التي تم إنتاجها بميزانيات ضخمة لا تحظى سوى بعشرات المشاهدات، مما يؤكد غياب أي استراتيجية تسويقية حقيقية أو رغبة في تحقيق تأثير فعلي.
التفاصيل الكاملة لصفقة رقم 17-MDA-2024 تكشف عن مسار يثير الكثير من التساؤلات يبدأ باختيار شركة "نوفو هومو سابينس" كفائزة بعرض قيمته 2,497,800 درهم، تحت ذريعة كونه "الأكثر جدوى"، بينما الواقع يشير إلى أن جميع العروض المقدمة كانت متقاربة بشكل لافت في قيمتها المالية.
وحسب مراقبين أن الأكثر إثارة للتساؤل هو الإجراءات التي تم بموجبها استبعاد 7 شركات من المنافسة لأسباب تقنية، في حين تم قبول عروض أخرى لا تختلف عنها جوهرياً. هذا النمط من التعامل يذكرنا بالعديد من الصفقات التي يتم فيها استخدام المعايير التقنية كستار لإخفاء عمليات غير واضحة.
المأساة الحقيقية تكمن في أن هذه الملايين التي يتم إنفاقها على مشاريع تواصلية شكلية كان من الممكن أن تشكل شريان حياة لمئات الحرفيين الذين يعانون من شح الموارد وتراجع المبيعات.
فبسعر تكلفة دقيقة واحدة من هذه الكبسولات، يمكن تأمين مواد أولية لحرفي لمدة أسبوع كامل، حسب مصادر مهنية لـ" بلبريس"، لكن الإدارة تفضل تبديد المال العام على مشاريع وهمية بدلاً من تقديم حلول حقيقية لأصحاب المهن التقليدية الذين يشكلون عماد الاقتصاد المحلي في العديد من المناطق.
الواقع المؤلم يشير إلى أن هذه الإنتاجات الإعلامية لا تصل إلى الجمهور المستهدف، ولا تساهم في زيادة مبيعات المنتجات الحرفية، ولا تحقق أي من الأهداف المعلنة.
فحصيلة مشاهدات هذه المواد لا تتجاوز في أحسن الأحوال بضع عشرات كما نشرت " بلبريس"، مما يجعلها مجرد إجراء شكلي لتبرير صرف الميزانيات، هذه الممارسات تطرح تساؤلات جوهرية حول جدوى استمرار نفس النهج الإداري الذي أثبت فشله في تحقيق أي نتائج ملموسة لصالح القطاع الحرفي.
سوء التسيير وهدر المال العام
في الوقت الذي كان من المفترض أن تشكل دار الصانع منارة لدعم وتطوير القطاع الحرفي، تحولت تحت الإدارة الحالية إلى مثال صارخ على سوء التسيير وهدر المال العام.
فبدلاً من العمل على حل المشاكل الهيكلية التي يعاني منها الحرفيون، يتم إنتاج محتوى إعلامي غير فعال لا يحقق أي قيمة مضافة، وهذا النهج لا يعكس فقط غياب الرؤية الاستراتيجية، بل يكشف عن تجاهل تام للواقع اليومي الصعب الذي يعيشه آلاف الحرفيين في مختلف أنحاء المملكة.
نموذج الفشل
النموذج القائم اليوم يكرس دورة مفرغة من الهدر والفشل، حيث يتم ضخ الأموال في مشاريع شكلية بينما تستمر معاناة الفاعلين الحقيقيين في القطاع، الذي يديره طارق صديق.
ويتساؤل مهنيون إلى متى سيستمر هذا النهج في إدارة القطاع الحرفي؟ وإلى متى سيظل الحرفيون يدفعون ثمن سياسات إدارية غير مجدية تفتقر إلى الرؤية والشفافية؟ الأمل الوحيد يكمن في مراجعة جذرية لهذه المنظومة، ووضع الحرفيين وحاجاتهم الحقيقية في صلب أي سياسة أو برنامج دعم، بعيداً عن المشاريع الشكلية التي لا تقدم ولا تؤخر في واقع القطاع.
وتشير مصادر موثوقة إلى أن نهاية عهد المدير الحالي لدار الصانع طارق صديق قد اقتربت، بعد سلسلة من الإخفاقات المتتالية في إدارة المؤسسة. فمنذ توليه المنصب، لم يقدم أي حلول عملية لأزمات القطاع الحرفي، بل حول المؤسسة إلى واجهة لتبذير المال العام عبر صفقات غريبة ومشاريع لم تفي بوعودها، وقد بات من المتوقع أن يكون إقالته من بين القرارات الأولى التي ستتخذ خلال الاجتماعات الحكومية المقبلة، خاصة مع تصاعد الانتقادات حول سوء تدبيره وغياب الرؤية الاستراتيجية.
وقد أكدت مصادر لـ" بلبريس"، أن ملف إدارة دار الصانع أصبح محط نقاش على أعلى المستويات، نظراً للتداعيات السلبية التي خلفتها سياسات طارق صديق على سمعة المؤسسة وعلى وضع الحرفيين.
فبدلاً من أن تكون الدار ملاذاً لدعم المهن التقليدية وتطويرها، تحولت تحت إدارته إلى مثال للاختلال الإداري والفشل التنموي. ويتوقع المراقبون أن يكون إعلان إقالته وشيكاً، كخطوة أولى لإصلاح المؤسسة واستعادة ثقة الحرفيين المغاربة.
ويأتي قرار إقالة مدير دار الصانع في سياق حملة أوسع لإعادة هيكلة المؤسسات العمومية الفاشلة، حيث لم يعد ممكناً التغاضي عن سنوات من سوء التدبير والهدر.
ففشل طارق صديق في تحقيق أي نتائج ملموسة للقطاع الحرفي، وإصراره على تبذير الملايين في مشاريع غير مجدية، جعله عبئاً على المؤسسة وعلى الحرفيين على حد سواء. وخلال الأسابيع القليلة المقبلة، من المتوقع أن تعلن الحكومة عن تعيين مدير جديد قادر على إعادة الاعتبار لهذه المؤسسة الحيوية ووضع حد لسنوات من الإهمال والتسيير الفاشل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة الوطنية
منذ ساعة واحدة
- البوابة الوطنية
المغرب يتألق في معرض أستراليا للتصميم 2025
الاثنين 16 يونيو 2025 تألق المغرب في دورة 2025 من معرض أستراليا للتصميم، وذلك عبر تميز صناعته التقليدية ودينامية ابداعه المعاصر خلال هذا الحدث المرجعي في مجال التصميم الداخلي والهندسة المعمارية بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ. ومثل المغرب في هذه التظاهرة التي أقيمت من الخميس إلى السبت في ملبورن بجنوب أستراليا، وفد ضم ممثلين عن دار الصانع والمصمم العالمي الشهير هشام لحلو، وذلك بتنسيق مع سفارة المغرب بكانبيرا. وتروم هذه المشاركة إبراز الخبرة المغربية في أوساط المهنيين في هذا المجال، وتعزيز التبادل الاقتصادي والثقافي والمؤسساتي بين المغرب وأستراليا. وشكل معرض أستراليا للتصميم الذي عرف مشاركة أكثر من 250 عارضا دوليا يمثلون أكثر من 1000 منتج وعلامة تجارية، وتنظيم حوالي 90 ندوة أطرها خبراء، منصة مرجعية للتشبيك بين الموردين العالميين والفاعلين الرئيسيين في قطاعات الإقامة والتجارة والفندقة. كما شكلت نسخة 2025 منصة دينامية مُخصصة للتصميم الداخلي المعاصر والابتكار والحلول المستدامة. وفي هذا السياق، أتاحت مشاركة المغرب فرصة فريدة لعرض أكثر العلامات التجارية الوطنية ابتكارا في مجال التصميم والصناعة، في الوقت الذي يتوقع أن توقع السوق الأسترالية عقودا تتجاوز قيمتها 4,3 مليار دولار خلال الإثني عشر شهرا القادمة. وقامت سفارة المملكة المغربية بإعداد برنامج غني للوفد المغربي على هامش هذا المعرض، تضمن موائد مستديرة في ملبورن وسيدني، فضلا عن زيارات إلى جامعات متخصصة في التصميم. وبالإضافة إلى التواصل مع الفاعلين الأستراليين في القطاع، مكنت هذه المبادرات من استكشاف فرص التعاون الأكاديمي والمهني بين البلدين. ومن بين أبرز لحظات المشاركة المغربية في هذا المعرض، ندوة بعنوان "آفاق عربية، حلول عالمية"، سلّطت الضوء على مساهمة العالم العربي، لاسيما المغرب، في مجال التصميم العالمي. كما لفت السيد لحلو انتباه الحضور بمداخلة تناولت دور التصميم الذي يتمحور حول الإنسان في بناء مدن شاملة ومستدامة، فضلا عن عرض حول الحوار بين الثقافات والتصميم كأداة دبلوماسية قادرة على الاستجابة للتحديات المعاصرة، من الإستدامة إلى الإدماج الاجتماعي. ولقيت المشاركة المغربية دعما قويا من الجالية المغربية في أستراليا، التي ساهمت مشاركتها المهمة في انجاح هذا الحدث. وأتاح معرض أستراليا للتصميم الذي امتد على مساحة 15.000 متر مربع، واستقطب أكثر من 12.500 زائر، فرصة فريدة لمصممي الديكور الداخلي والمهندسين المعماريين والمنعشين العقاريين. وبفضل الحملات الترويجية التي سبقت الحدث وموقعه الإستراتيجي وتغطية إعلامية واسعة، استفاد العارضون في معرض أستراليا للتصميم من فرص مهمة لبناء شبكة تواصل واسعة.


صوت العدالة
منذ ساعة واحدة
- صوت العدالة
إقليم سطات..هل تنخفض أسعار الدلاح في ابن أحمد بعد وفرة المعروض بالبيضاء؟
تشهد الأسواق المغربية هذه الأيام نقاشًا متزايدًا حول أسعار الدلاح، خاصة في ظل الانخفاض الملحوظ الذي عرفه هذا المنتوج في سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، حيث تراجع السعر إلى حوالي 1.80 درهم للكيلوغرام (ما يعادل 36 ريال). لكن السؤال المطروح حاليًا هو: هل ستنعكس هذه الأسعار على باقي المدن، خاصة مدينة ابن أحمد؟رغم وفرة المعروض في السوق المركزي، يشتكي المواطنون من استمرار الأسعار المرتفعة في الأسواق المحلية، حيث لا يزال ثمن الكيلوغرام الواحد في بعض مناطق ابن أحمد يتجاوز 5 دراهم. ويعزو بعض المتتبعين هذا التفاوت إلى سلوك بعض التجار الصغار والوسطاء الذين يستغلون غياب الرقابة لتحديد أسعار غير منطقية. في ظل هذا الوضع، يتساءل المواطنون: هل ستشهد الأيام القادمة انخفاضًا حقيقيًا في أثمنة الدلاح بإبن أحمد؟ أم سيستمر التفاوت بين الأسعار في الجملة ونقاط البيع بالتقسيط، كما هو معتاد كل سنة؟ تبقى وفرة الإنتاج هذه السنة، خاصة في سوق الدار البيضاء، عاملًا مشجعًا على تراجع الأسعار. إلا أن تحقيق هذا الأمر فعليًا يبقى رهينًا بإرادة حقيقية لضبط السوق ومحاربة الاحتكار والربح السريع على حساب المستهلك.الكل ينتظر ما ستؤول إليه الأمور، فإما أن تنتصر مصلحة المواطن، أو يستمر الحال كما هو عليه… في انتظار الفرج.


بلبريس
منذ 2 ساعات
- بلبريس
الصحف الوطنية تتناول مستجدات المشهد الاقتصادي والسياسي بالمغرب
بلبريس - ليلى صبحي في جولة صباحية بين صفحات الجرائد المغربية لعدد اليوم الاثنين 16 يونيو 2025، تبرز ملامح تحولات استراتيجية وميدانية ترسم ملامح مغرب جديد، بين تعبئة مائية طموحة، وإصلاحات ضريبية جريئة، وموجات حر تثير القلق، إلى جانب تحركات مؤسساتية تؤشر على دينامية وطنية نشطة. الاتحاد الاشتراكي: الضرائب المحلية تنتقل إلى الإدارة العامة للضرائب كشفت يومية الاتحاد الاشتراكي أن الحكومة شرعت رسميًا في تفعيل المادة 25 من القانون رقم 14.25 المتعلق بجبايات الجماعات الترابية، والتي تنص على إسناد تدبير ضريبة السكن والخدمات الجماعية إلى المديرية العامة للضرائب، وذلك ابتداء من 12 يونيو الجاري، ويندرج الإجراء ضمن إصلاح جبائي واسع النطاق يروم تحديث الإدارة الضريبية وتعزيز استقلالية الجماعات في تدبير مواردها. في نفس السياق، تطرقت L'Opinion إلى هذا التحول بقراءة استراتيجية، واعتبرته منعطفًا جوهريًا يعكس إرادة الدولة في تحديث النظام الجبائي المحلي، وترسيخ مبادئ العدالة الضريبية والحكامة الترابية، في ظل ضغط متزايد على المالية العمومية ومتطلبات الجهوية المتقدمة. صحيفة العلم سلطت الضوء على ندوة حديثة لوزير التجهيز والماء نزار بركة، أكد فيها تعبئة 1.7 مليار متر مكعب من المياه عبر التحلية لتغطية ما لا يقل عن 80% من حاجيات السقي، مشيرًا إلى تسريع وتيرة إنجاز مشاريع مهيكلة لنقل المياه بين الأحواض، وتنزيل برنامج طموح لإعادة استخدام المياه العادمة. لوماتان: منصة رقمية لدعم الكفاءات المهنية في قطاع الطاقة أما Le Matin ، فخصصت صفحتها الاقتصادية للإعلان عن إطلاق منصة رقمية جديدة من قبل الوكالة المغربية للنجاعة الطاقية، تحت اسم "لوماتان"، موجهة لمواكبة المهنيين، وتسهيل الولوج إلى محتويات تقنية وتجارب ميدانية وآليات تمويل، مما يكرّس التوجه نحو دعم التكوين المستمر ومهارات المستقبل في القطاعات الإنتاجية. العلم: موجة حر تهدد الموسم الفلاحي وفي خبر مقلق للمزارعين، عادت العلم لتحذر من موجة حر شديدة يتوقع أن تتراوح فيها درجات الحرارة بين 38 و45 درجة، قد تؤثر سلبًا على محصول الحبوب، والأشجار المثمرة، خصوصًا في مرحلة الإزهار، في ظل تأخر التساقطات وارتفاع نسب التبخر. أخيرًا، أوردت Libération برقية تهنئة من الملك محمد السادس إلى الملك تشارلز الثالث بمناسبة عيد ميلاده، عبّر فيها عن متمنياته له بموفور الصحة والسعادة، وللشعب البريطاني بمزيد من التقدم، مشيدًا بمتانة العلاقات المغربية البريطانية ورغبة المملكة في تعزيزها.