
بشار جرار : صحافة المكافحة
من الأخبار الصادمة رغم تكرارها تلك المتعلقة بقيامها على التضاد الخارج عن المألوف. منها ما تم الكشف عنه مؤخرا عن إدانة مجرم بترويج السموم المسماة المخدرات داخل بيت من بيوت الله.
لن أزيد، فالتفاصيل متوفرة ببضع نقرات على أرشيف هذا المنبر الكريم، الدستور الغرّاء. لكن اللافت أن أخبارا من هذا النوع تكاد لا تغيب عن الصحافة العالمية أيضا، ومنها الأمريكية.
مرة أخرى، ودون ذكر أسماء، حرصا على الخصوصية، وتوخيا لمحاربة ظاهرة إفشاء الفواحش ما ظهر منها وما بطن، غيّب الموت منذ مدة ليست بطويلة، داعية في بلاد العم سام، كان من المعروفين بحديّتهم في طرح ما يراه حقا، دينيا وطائفيا وحزبيا ووطنيا، حتى تم ضبطه بالجرم المشهود وسقوطه في براثن التعامل كزبون لا كواعظ، مع بيت دعارة! مَن تعقّبه وتصيده لم تكن الصحافة الحرة النزيهة الجريئة، بل الخصوم السياسيون الذين ضاقوا ذرعا من «خطابه العنصري» المتخفي بلبوس «الحماسة الدينية والوطنية والغيرة الأخلاقية»، فترصّدوه، حتى سقط في شرّ أعماله. وكان للصحافة «التحقيقية» قبل زهاء ربع قرن دور تشابكت فيه المصالح السياسية والمهنية الصحفية التحقيقية، مع الصحافة «الفضائحية»، وهي ليست بالصفراء بالضرورة، لكونها لا تقوم على الكذب والتلفيق والتدليس دائما!
صحيح أن الديّان هو وحده سبحانه رب العالمين أجمعين، لكن من حق الناس في مواقع محددة كالقضاء والسلطتين التشريعية والتنفيذية وحتى تلك المسماة السلطة الرابعة «صاحبة الجلالة» الصحافة من حقهم توجيه الاتهام والإدانة أحيانا، لكن على أن تكون الأمور شفافة شافية وافية، وإلا أصاب الأطراف المتهمة شبهة العُوار، وصار الحال كما الأعور في ميدان الرماية، وهي عادة مرفوضة في علوم الرماية وفنونها. الصياد، القناص الماهر، بحاجة لعين ثالثة لا الاستغناء عن إحداها عند تدقيق النظر في النيشان، قبل ضبط الأنفاس والتسديد فالرماية.
العين الثالثة تلك التي ترى ما وراء الأشياء والأبعاد كلها بدرجة 360، فيما يعرف بالوعي المكاني. وعليه، فإن ما يدعو بعد قراءة الخبر إلى التأمل العميق والتفكير والتدبّر هو ليس سقوط في مكان يُستبعد فيه الوقوع، بل أيضا الاختراق والتسلل إلى ما كان يفترض أن يكون حصينا مصانا.
تلك مأساة على مستوى العالم كله بشرقه وغربه، شماله وجنوبه، بما فيه الدول الأكثر استعدادا أمنيا، والأعلى نسبا في التعليم والرفاه، كالمملكة المتحدة والولايات المتحدة. عشت وقرأت في البلدين عن حكايا أغرب من الخيال، كشفتها الصحافة المحلية المتميزة، المغرقة في محليتها، والتي لا تمر مرور الكرام على الأخبار الموجزة في وسائل الإعلام ذات التغطية الوطنية لجميع أنحاء البلاد، بل تتعمق لتسبر خفايا القصة الإخبارية، من جميع جوانبها.
للأسف، تطاول المجرمون وطالت يد الغدر لتجّار الموت والوهم، طالت المدارس بما فيها المرحلة الابتدائية، والأندية الرياضية والاجتماعية والبرلمانات، وحتى بيوت الله.. لم تعد السموم تروج في الأزقة المظلمة، ولا في النوادي الليلية فحسب، بل اخترقت الأندية الصحية وحتى المنتديات الثقافية، باسم الكيف والخيال والمزاج!
قبل سنوات قليلة ومن بلدان مجاورة في الإقليم، تحديدا في مناطق معروفة في تشددها الديني وحماستها الحزبية والفصائلية، تفشت أنواع شتى من المخدرات، فيما كان مروجوها وداعمو الاتّجار بها من غلاة المتشددين في محاربة الكحول والرياضات والمهرجانات الفنية «غير المحتشمة» وفق مقاييسهم!
علّها فرصة أمام قادة المجتمع، وبالذات المعنيين في صناعة المزاج والرأي العام، للذهاب إلى ما هو أبعد من الخبر في كل الإنجازات العظيمة التي تحققها قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية الباسلة. بارك الله فيهم النشامى الغيارى، لا يوافيهم حقهم فيما يبذلونه من تضحيات حمايةً للوطن والأسرة، سوى الله. عين الله ترعاهم. وهي معركتنا جميعا.. معركة لا حياد فيها. «صحافة المكافحة» وليس نشر أخبارها فقط، أخبار مكافحة المخدرات، صحافة لها موقعها ومكانتها في هذه المعركة الإنسانية الوطنية المصيرية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 23 دقائق
- الديار
لاهوت التجلّي الإلهي
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب الاناجيل الازلية تروي قصة التجلي: متى 17/1... لوقا 9/28... مرقس 9/2... انه عيد التجلي الالهي عيد الرب يقول الانجيل، ذهب يسوع وثلاثة من رسله: بطرس ويعقوب ويوحنا الى الصلاة على قمة جبل، اصبح اسمه لاحقاً جبل التجلي (الجبال مسكن الآلهة). على قمة الجبل ابتدأ يسوع بالتألق كاشعة الشمس الساطعة، ثم ظهر قربه شخصيتان من العهد القديم موسى وايليا ، ولكل الشخصين ادوار ضرورية، فهما يرمزان الى الشريعة (موسى) والانبياء (ايليا) ستنتهي مع يسوع . وسمع صوت الله يدعو يسوع ابنا صوت كصوت الله في معمودية يسوع (هذا هو ابني الحبيب) وبطرس يعلن ايضاً انت ابن الله. التجلي هو احدى معجزات يسوع في الانجيل، ويعتبر القديس توما الاكويني ان التجلي هو احد المعالم الخمسة في الانجيل، اما المعالم الاخرى فهي: المعمودية والصلب والقيامة والصعود. ولقد قام البابا يوحنا بولس الثاني في سنة 2002 وقدم الاسرار اسرار النور او الاسرار المضيئة، واضافها الى سبحة خامسة من مسابح الوردية، وهي تشمل المعمودية والتجلي وعرس قانا الجليل والتعاليم الالهية وتأسيس سر القربان وسر الكهنوت. ان التجلي هو لحظة محورية في التعاليم اللاهوتية ، اذ تأخذ التيولوجيا بالانتربولوجيا الى اعلى درجات التحول، ويعتبر الجبل النقطة التي تلتقي فيه الطبيعة البشرية بالله. فكان اللقاء الزمني والابدي. ويسوع نقطة اتصال كجسر بين السماء والارض. تحول يسوع فاضاء وجهه كالشمس وثيابه بيضاء كالنور. انها ساعة المجد. يسوع في حالة مجد الهي على الجبل انها سابقة القيامة. وظهرت كآية مضوية وصوت من السماء يقول: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت (هكذا كان في العماد) له اسمعوا. فسقط التلاميذ على الارض من الخوف. لكن يسوع اقترب منهم ولمسهم وقال لهم لا تخافوا، وعندما نظر التلاميذ الى الاعلى لم يعودوا يرون ايليا وموسى، وعندما ابتدأ يسوع ينزل من الجبل مع التلاميذ قال لهم الا يخبروا احداً بما رأوه حتى يوم يقوم "ابن الانسان" من بين الاموات: وكانت الصرخة تتردد انه حقاً حقاً قام. التجلي او الظهور الالهي، هو دلالة القيامة المجيدة والتحولات الاخيرة، انه مظهر سابق لما ستكون عليه القيامة بالمجد، لان مجد الرب بالنظر اللاهوتي هو محور العمليات التي تقود المؤمنين الى معرفة الله. ويظهر مجده من عجيبة عرس قانا الجليل، الى عجيبة القيامة من بين الاموات، وهكذا نحن كما يقول القديس بولس سنتحول الى جسد آخر في مجد القيامة. ومن التقاليد الشعبية الانتربولوجية اننا نقول في عيد الرب "طلع على الكرم ونقي حب"، اي يكون العنب قد نفح عيد التجلي بيقول للصيف ولّي.


صدى البلد
منذ 23 دقائق
- صدى البلد
هل تجوز صلاة ركعتين قبل المغرب؟ دار الإفتاء توضح الرأي الشرعي
ثار جدل بين كثير من الناس حول حكم أداء ركعتين قبل صلاة المغرب، حيث انقسمت الآراء بين من يرى الجواز ويحث عليه، ومن يرى المنع أو الكراهة. ولحسم هذا الخلاف، أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي، أن المسألة محل خلاف بين الفقهاء، إذ انقسموا إلى مذهبين؛ الأول يرى المنع من أداء الركعتين قبل المغرب، بينما يرى الثاني عدم المنع ويجيز أداءهما. وبيّنت دار الإفتاء أن من قال بجواز الركعتين قبل المغرب، اعتبرهما سنة، كما ذهب إلى ذلك الإمام الشافعي، أو من قبيل المستحب كما صرّح بذلك ابن عابدين، وكذلك صاحب كتاب «البحر» من فقهاء الحنفية، بشرط أن يؤديهما المصلي خفيفتين، وألا تتزامنا مع إقامة صلاة المغرب. وأضافت دار الإفتاء أن هذا القول هو ما تميل إليه في الفتوى، مؤكدة أن من صلى الركعتين تحيةً للمسجد أو تطوعًا بعد أذان المغرب وقبل الإقامة، فإنه بذلك يعمل بقول معتبر مستند إلى أصل شرعي، ومن تركهما فقد أخذ برأي فقهي آخر له وجاهته. واختتمت دار الإفتاء توضيحها بالتأكيد على أنه لا إثم ولا حرج على من صلى أو من لم يصل، فكلاهما متبع لرأي معتبر في الفقه الإسلامي. هل الحلف بالنبي شرك بالله أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن الأئمة الأربعة اتفقوا على أن الحلف بغير الله مكروه وليس محرمًا، مستندًا إلى حديث النبي ﷺ: "فمن كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت"، والذي رواه مسلم. وأوضح جمعة أن الحديث الشائع: "من حلف بغير الله فقد أشرك" ضعيف ولا يصح من ناحية السند، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ نفسه قال ذات مرة: "أفلح وأبيه إن صدق"، ما يُشير إلى أن الحلف بغير الله ليس شركًا في ذاته. كما لفت إلى أن الله عز وجل قد أقسم في القرآن الكريم ببعض المخلوقات، مثل قوله تعالى: "والضحى، والليل، والفجر، والشمس"، مما يدل على أن القسم بهذه الأشياء ليس من باب الشرك وإنما لغرض التشريف أو لفت الانتباه. وأضاف أنه من المستحب الابتعاد عن الحلف بغير الله – كالحلف بالنبي أو بالمصحف أو بالكعبة – من باب الأدب مع الله، ولكن لا يُعد ذلك شركًا.


صدى البلد
منذ 23 دقائق
- صدى البلد
هل حسبي الله ونعم الوكيل دعاء على الظالم؟.. الإفتاء توضح معناها الصحيح
كثيرا ما يتردد على ألسنة الناس عند الدعاء على شخص ظالم قول حسبي الله ونعم الوكيل، فهل هي دعاء على الظالم ؟ وما معناها الصحيح وما أنسب وقت لقولها أسئلة كثيرة تدور حول هذا الدعاء لذا نتسعرض معنه الصحيح في السطور التالية.. هل قول حسبي الله ونعم الوكيل بمثابة دعاء على الظالم؟ وفي هذا السياق، قال الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إن المعنى الصحيح لقول حسبي الله ونعم الوكيل هو أن الله تعالى يكفيني ما أهمني وما أصابني من فلان، وبذلك يتحصن بالله عز وجل من قوة هذا الظالم الذي ربما يكون قد ظلمه. وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء، أن قول "حسبي الله ونعم الوكيل" جائزة ولا يوجد نهي شرعي عن قولها، فالإنسان إذا ما ظُلم له أن يدعو على من ظلمه، ولكن نقول في النهاية وجب العفو وتفويض الأمر لله. دعاء المظلوم