
«ليست سويسرا أو النمسا»... هكذا يُعيد السعوديون اكتشاف مصايفهم
ورغم تكرار هذا النمط لسنوات، فإن مستوى الدهشة يزداد في كل مرة، والمقارنات مع مدن السياحة العالمية لا تنتهي، خاصة في الصور ومقاطع الفيديو التي تُظهر جبال السودة الشاهقة وقرية «رجال ألمع» التاريخية، والمساحات الخضراء في الباحة، مما يجعل الغابات والضباب والسماء الملبدة بالغيوم، أمراً لافتاً لمن لا يعرف جيداً طبيعة البيئة السعودية، في مشهد يقاوم قيظ شمس يوليو (تموز)، وموجات الحر التي تجتاح العديد من دول العالم هذه الفترة.عسير...
الطيران المظلي فوق مناظر عسير الطبيعية (روح السعودية)
عجائب الطبيعة
تتصدر عسير قائمة المناطق الأكثر جاذبية، باعتبارها تضم أعلى قمة في المملكة بارتفاع 3.015 متر، وهي جبال السودة التي لديها إطلالات خلابة تمتد لعدة كيلومترات، وغالباً ما تكون الجبال ملفوفة بغطاء سحابي غامض، مما يخلق مشهداً خيالياً يستشعر الواقف أمامه وكأنه يمشي فوق الغيوم. وتضم عسير كذلك تجربة «التلفريك» في الجبل الأخضر المعروف أيضاً باسم «جبل ثرة»، حيث يستمد الجبل الأخضر اسمه من الأضواء الزمردية التي تنير حوافه في الليل، وهذه التجربة تبدأ من محطة «تلفريك أبها» الجديدة لترفع السائح 400 متر فوق المدينة، وتوفر مناظر رائعة لتلال أبها المتموجة وبحيرة سد أبها.
تجربة التلفريك في الجبل الأخضر في عسير (روح السعودية)
الطائف والباحة... ملاذان صيفيان
وهناك وجهات شهيرة أخرى، مثل الطائف التي تُسمى «عروس المصايف» و«مدينة الورود»، حيث تزدهر الورود العطرة في الوديان والجبال المحيطة، وتقع المدينة على ارتفاع يوفر مناخاً بارداً مثالياً للهروب من حر الصيف. أما الباحة، فهي أيضاً تُعرف بطبيعتها الخلابة وتراثها العريق، وتعد مكاناً للأبراج الشامخة، والغابات المورقة، والوديان المتعرجة، حيث تقع المدينة على ارتفاع 2500 متر فوق مستوى سطح البحر، وتتمتع بدرجات حرارة معتدلة، لذا تعتبر مكاناً مثالياً للتنزه أو التخييم.
جبال السودة تضم أعلى قمة في السعودية بارتفاع 3,015 متر (روح السعودية)
الدهشة الموسمية
تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في إبراز جمال الطبيعة السعودية، كما أنها تُعيد تثبيت المفاجأة، من خلال تكرار العبارات: «ظننتها النمسا»، و«قرية زيل أم سي Zell Am See؟»، و«لا، هذه الباحة!»... مثل هذه العبارات الطريفة صارت ظاهرة موسمية، وتحمل في طياتها مزيجاً من الدهشة والفخر والاكتشاف، والمثير أن كثيراً من هذه الصور لا تأتي من حسابات رسمية، بل من أشخاص عاديين يوثقون لحظاتهم، مما يمنحها مصداقية أعلى وتأثيراً أقوى.
كما يتزامن ذلك مع الجهود التي تبذلها وزارة السياحة في السنوات الأخيرة، من خلال برامج مثل «صيف السعودية»، التي بدأت تروج للسياحة المحلية بشكل لافت خلال الإجازة الصيفية، خاصة مع زيادة عدد المهرجانات الموسمية، والفنادق، والرحلات الجوية المباشرة إلى مدن جنوب السعودية، مما جعل ارتيادها أكثر سهولة وتنظيماً.
أرقام قياسية
ويبدو أن هذه الدهشة الموسمية من جمال الطبيعة السعودية لا تأتي في فراغ، بل تتزامن مع نمو غير مسبوق في قطاع السياحة بالمملكة. فحسب التقرير الإحصائي السنوي الذي نشرته وزارة السياحة السعودية مؤخراً، بلغ عدد السياح الذين زاروا المملكة خلال عام 2024 أكثر من 116 مليون زائر، في رقم هو الأعلى تاريخياً. وسجلت السياحة الخارجية وحدها 29 م
ليون سائح دولي، معظمهم من دول آسيا والمحيط الهادئ. أما من حيث العوائد الاقتصادية، فقد تجاوز إنفاق السياح الإجمالي 283 مليار ريال سعودي، في مؤشّر واضح على تحوّل المملكة إلى وجهة عالمية. وتصدّرت مكة المكرمة المدن السعودية من حيث عدد الزوار، بأكثر من 17 مليون زائر خلال العام، في حين جاء الترفيه وقضاء العطلات من أعلى دوافع الزيارة، بنسبة بلغت 20 في المائة من السياحة الوافدة. كما أبرز التقرير أن السعودية جاءت في صدارة دول مجموعة العشرين من حيث نمو عدد السياح الدوليين لعام 2024؛ وهو ما يعكس جهوداً ضخمة في الترويج للمواقع السياحية، وتحسين البنية التحتية، وفتح النوافذ على التنوع البيئي والثقافي داخل البلاد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 3 ساعات
- الرياض
قبلة المسلمين
في أعماله تستشعر تجلي الألوان تنساب وكأنها واقع تعيشه بروحانية وحب ؛ إنه التشكيلي محمد الشهري الذي تميز أعماله في نقل جماليات «الكعبة المشرفة» وتجليات الطواف والسعي وما تضمنته من إيحاءات نفسية وقدسية تبهرك في حركة الطواف، ودورانه وابتهالاته، ولأن «الكعبة المشرفة « قبلة الإسلام والمسلمين التي تتشوق أفئدتهم قبل عيونهم لرؤيتها والطواف حولها؛ فنشاهد في أعمال الشهري العديد من الزخارف الإسلامية والحروف العربية وكيف تم وظفها وتم دمجها بطريقة مبتكرة وغير مألوفة .. التشكيلى محمد الشهري،مواليد 1972 م،له العديد من المشاركات الداخليّة والدولية وحائز على الكثير من الجوائز وشهادات التكريم والتقدير ،عضو الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون،عضو بيت الفنانين التشكيلين بجدة،عضو مجموعة مسار التشكيلية،حاصل دبلوم معهد التربية الفنية بكالوريوس تربية فنية ماجستير تقنيات تعليم .


الرياض
منذ 3 ساعات
- الرياض
سوق الإعلام الرياضي الرقمي العالمي يُقدَّر حاليًا بما بين 0.5 إلى 1.2 مليار دولارتوطين الإعلام الرياضي الغربي في السعودية
تستهدف المملكة في القطاع الرياضي مساهمة تصل إلى 22 مليار دولار سنويًا ظهور نجم عالمي من إنتاج سعودي تتغير معه نظرة السوق والجمهور الاكتفاء بمنصات محلية محدودة الوصول أصبحت جزءًا من الماضي في قلب التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة العربية السعودية، تبرز الحاجة إلى مشروع إعلامي رياضي يتجاوز النمط التقليدي للتغطية الإخبارية والبرامج التحليلية، ليصبح أداة استراتيجية لتشكيل وعي محلي ودولي جديد حول المملكة، وموقعها كلاعب محوري في صناعة الرياضة العالمية. المبادرة المقترحة لا تتوقف عند إنشاء منصة إعلامية رياضية، بل ترتكز على الاستحواذ الذكي لمنصات إعلامية دولية راسخة، معروفة، وعالية التأثير، يتم توطينها في السعودية وإعادة توجيه رسالتها لتخدم الرؤية الوطنية على مختلف الأصعدة. نحن لا نتحدث هنا عن مجرد توسيع المحتوى المحلي، بل عن نقل الشبكات الإعلامية العالمية إلى الداخل السعودي، واستثمار قواعد جماهيرية ضخمة وبنى تحتية رقمية متقدمة في أوروبا وأمريكا وآسيا، وجعلها جزءًا من منظومة إعلامية سعودية جديدة. التوطين هنا لا يعني التقليد، بل الامتلاك والتحكم، التأثير لا التبعية، والتصدير لا الاستيراد. منصات مثل The Athletic، Bleacher Report، COPA90، وحتى بعض كيانات ESPN وDAZN الإقليمية، جميعها نماذج قابلة للاستحواذ أو الشراكة الاستراتيجية، تفتح بوابات ضخمة إلى الجماهير والمهنيين في أكثر من 30 دولة، وتمنح المملكة وصولًا فوريًا إلى مئات الملايين من المتابعين حول العالم. أحد أهم عناصر هذا المشروع هو تشغيل هذه المنصات بكفاءات دولية بارزة: محللون رياضيون عالميون، مقدمو برامج لديهم قاعدة جماهيرية واسعة، فنيون ومدراء إنتاج بخبرات من البطولات الكبرى مثل دوري أبطال أوروبا، NFL، UFC، وغيرهم. حين يظهر نجم عالمي مثل تيري هنري، أو نجم تحليلي مثل غاري نيفيل، أو حتى وجه إعلامي من فورمولا 1 ضمن إنتاج سعودي الهوية والملكية، فإن الانطباع العالمي يتغير، وتتغير معه نظرة السوق والجمهور والدول. هذه المبادرة لا تصب في قناة الإعلام الرياضي فقط، بل هي رافعة استراتيجية متعددة الأوجه. أولًا، من الناحية السياسية، تبني المملكة صورة القوة الناعمة الذكية، القادرة على التأثير في الخطاب العالمي. ثانيًا، من الزاوية الثقافية، تفتح هذه المنصات أبوابًا لعرض الثقافة السعودية من خلال الرياضة، في مزيج ذكي من الأصالة والتحديث. ثالثًا، من الجانب الاقتصادي، فإن سوق الإعلام الرياضي الرقمي العالمي يُقدَّر حاليًا بما بين 0.5 إلى 1.2 مليار دولار، في حين يُتوقّع أن يتجاوز سوق تقنيات البث الرقمي الرياضي أكثر من 85 مليار دولار في عام 2025، وقد يصل إلى 146 مليار دولار بحلول عام 2034، بينما تستهدف المملكة في القطاع الرياضي المحلي مساهمة تصل إلى 22 مليار دولار سنويًا، مما يجعل الاستثمار الإعلامي محفزًا للنمو. أما من ناحية السياحة الرياضية، فتُظهر الأرقام أن الأحداث الكبرى المدعومة بإعلام عالمي محترف قادرة على مضاعفة عدد الزوار. المملكة تستهدف أكثر من 10 ملايين زائر رياضي بحلول 2030، لكن من دون خطاب إعلامي دولي من داخل المنصات العالمية نفسها، سيكون من الصعب منافسة مدن مثل باريس، لندن، أو لوس أنجلوس. الإعلام هو البوابة الأولى للسياحة، والعدسة التي يرى بها العالم الحقيقة أو يتجاهلها. وليس هذا فقط، بل إن هذا المشروع سيعمل كـ'مسرّع' للاستثمارات الصناعية والترفيهية المرتبطة بالرياضة. شركات المنتجات الرياضية، شركات التقنية المرتبطة بالبث، وحتى صناعة الألعاب الإلكترونية الرياضية، جميعها تبحث عن سوق إعلامية قوية تدخل من خلالها. عندما تمتلك المملكة أدوات الإعلام، تمتلك معها القدرة على صياغة البيئة الاستثمارية الكاملة. من هنا، فإن فكرة الاكتفاء بمنصات محلية محدودة الوصول أصبحت جزءًا من الماضي. اليوم، يتطلب الطموح الوطني تبني رؤية جريئة: امتلاك صوت عالمي لا يُستأذن، بل يُصغى إليه. منصاتنا يجب أن تتحدث الإنجليزية والفرنسية والإسبانية بجودة لا تقل عن سكاي سبورتس أو بي بي سي، ويجب أن تكون صور ملاعبنا وصوت جمهورنا هو ما يراه ويتابعه مشجع كرة القدم في ساو باولو وطوكيو ونيويورك. الوقت الآن مثالي لهذه المبادرة. فالمملكة تقف على أعتاب تنظيم أكبر حدث رياضي في العالم – كأس العالم 2034 – وهي تقود طموحًا إقليميًا غير مسبوق في الاستثمار الرياضي. التردد لم يعد خيارًا، والعالم لا ينتظر، مشروع الاستحواذ الإعلامي الدولي وتوطينه محليًا سيكون الحلقة المفقودة بين القوة الميدانية السعودية في الرياضة، وقوة سرد القصة أمام العالم.


الرياض
منذ 3 ساعات
- الرياض
مُجسّمات عالمية
تزيّنت بحيرة الأربعين في جدة التاريخية بمجسّمات فنية عالمية، أضفت بعدًا جماليًا وإبداعيًا يُبرز التقاء الفن المعاصر بعراقة المكان، وأسهمت في تعزيز حضور المدينة على خارطة الثقافة العالمية، ضمن رؤية تسعى إلى إعادة اكتشاف الهوية البصرية للمنطقة من خلال الفنون. وتضم جدة التاريخية 14 مجسمًا فنيًا عالميًا، أُدرجت ضمن المشهد البصري في إطار جهود وزارة الثقافة بالتعاون مع أمانة جدة لإحياء المنطقة، وإبراز هويتها الثقافية، وتمثّل هذه المجسمات نتاجًا تفاعليًّا حيًّا بين الماضي والحاضر، وتجسيدًا لمشهد بصري متكامل يُجسد روح المدينة وتاريخها العريق. ومن أبرز المجسمات التي تحتضنها بحيرة الأربعين، عمل الفنان فيكتور فاساريلي بعنوان «وهم المكعب الثاني»، ومجسم «رووج» و«مرونة التوازن» للفنان ألكسندر كالدر، ومجسم «كتلة دائرية» للفنان أرنالدو بومودورو، إلى جانب مجسم «الطائر» لخوان ميرو، ومجسم «إعطاء وتلقي الحب» للفنان لورينزو كوين، الذي يعبّر عن القيم الإنسانية من خلال تكوينات نحتية بصرية مؤثرة.